ديوان الشاعر .. نزار قباني

    • ديوان الشاعر .. نزار قباني



      ؛°`°؛السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛°`°؛

      نزار قباني (1923-1998): شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم العربي. ولد نزار من عائلة دمشقية، درس القانون في جامعة دمشق وتخرج عام 1945. عمل سفيراً لسوريا في مصر وتركيا وبريطانيا والصين وإسبانيا قبل أن يتقاعد عام 1966. انتقل إلى بيروت (لبنان) حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم "منشورات نزار قباني". بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته، وتناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة. تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).





      على دفتر
      ساجمع كل تاريخي
      على دفتر
      سارضع كل فاصلة
      حليب الكلمة الاشقر
      سأكتب لا يهم لمن
      شأكتب هذه الاسطر
      فحسبي ان ابوح هنا
      لوجه البوح لا اكثر
      حروف لا مبالية
      ابعثرها على دفتر
      بلا امل ان تبقى
      بلا امل ان تنشر
      كتابات ... اقدمها
      لأمرأة لا تقهر
      احتاج انا لامرأة دف...
      تختصر الشقة بين الحب وبيني...
      امرأة تفصلني دوما عن حزني...
      احتاج انا لامرأة وعد...
      تفتح باب الشمس الي...
      وتأتي موكب سعدي...
      احتاج أنا لامراة قمة...
      سامقة نجمة...
      تذبحني شرف للكلمة...
      احتاج انا لامرأة قمة...
      سامقة نخلة...
      تعشقني صلبا سهلا...
      احتاج انا لأمرأة تتحدي حرف زماني...
      امرأة تهواني اجرا...
      احتاج انا لامرأة مبدأ ...
      بالداخل تبقي لاتصدا...
      بركان حنين لايهدأ...
      احتاج انا لامرأة روعة...
      تفتح باب الشارع للاطقال وتمسح دمعة...
      تتجول في فيافي الحزن وتوقد شمعة...
      احتاج انا لامرأة طفرة...
      فالمرأة ندرة.

      نزار قباني




      قولي احبك
      قولي احبك
      كي تزيد وسامتي
      فبغير حبك لا اكون جميلا
      قولي احبك كي تصير اصابعي
      ذهبا وتصبح جبهتي قنديلا
      الان قوليها ولا تترددي بعض الهوى
      لا يقبل التاجيل
      ساغير التقويم لو احببتني
      امحو فصولا او اضيف فصولا
      وسينتهي العصر القديم على يدي
      واقيم عاصمه النساء بديلا
      ملك انا لو تصبحين حبيبتي
      اغزو الشموس مراكبا وخيولا
      لا تخجلي مني فهذي فرصتي
      لاكون بين العاشقين رسولا






      لا تسألوني... ما اسمهُ حبيبي

      أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ



      زقُّ العبيرِ.. إنْ حطّمتموهُ

      غرقتُمُ بعاطرٍ سكيبِ



      والله.. لو بُحتُ بأيِّ حرفٍ

      تكدَّسَ الليلكُ في الدروبِ



      لا تبحثوا عنهُ هُنا بصدري

      تركتُهُ يجري مع الغروبِ



      ترونَهُ في ضحكةِ السواقي

      في رفَّةِ الفراشةِ اللعوبِ



      في البحرِ، في تنفّسِ المراعي

      وفي غناءِ كلِّ عندليبِ



      في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي

      وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ



      لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا

      رأيتمُ أناقةَ المغيبِ



      ومُقلتاهُ شاطئا نقاءٍ

      وخصرهُ تهزهزُ القضيبِ



      محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ

      ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ



      وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ

      فلن أبوحَ باسمهِ حبيبي





      []*** اكرهها ***
      اكرهها واشتهي وصلها
      وانني احب كرهي لها
      احب ذاك المكر في عينها
      وزورها ان زورت قولها
      *** اكرهها ***
      عين كعين الذيب محتالة
      طافت اكاذيب الهوى حولها
      قد سكن الجنون احقادها
      واطفأت ثورتها عقلها
      اشكي في شكي اذا اقبلت باكية
      شارحة ذلها
      فان ترفقت بها استكبرت
      وجرت ضاحكة ذيلها
      ان عانقتني كسرت اضلعي
      وافرغت على فمي غلها
      يحبها حقدي ويا طالما وددت
      اذا طوقتها قتلها



      *** حارقة روما ***
      كفي عن الكلام يا ثرثاره
      كفي عن المشي على اعصابي المنهاره
      ماذا اسمي كل ما فعلته
      ساديه... نفعيه
      قرصنه.... حقاره
      ماذا اسمي كل ما فعلته
      يا من مزجتي الحب بالتجاره
      والطهر بالدعاره
      ماذا اسمي ما فعلته
      انني لا اجد العباره
      احرقتي السيجارة





      المُهَرْولوُنْ ..،،


      -1- سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

      و فرِحنا.. و رقَصنا..

      و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

      لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

      و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

      فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

      -2-
      سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

      دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

      أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

      و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

      و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

      و ركَضنَا.. و لَهثنا..

      و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

      -3-

      جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

      و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

      بَصَلَة...

      -4-


      سَقَطَتْ غرناطةٌ

      -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

      سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

      سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

      سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

      سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

      سَقَطتْ إشبيلَة.

      سَقَطتْ أنطاكيَه..

      سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

      سَقَطتْ عمُّوريَة..

      سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

      فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

      و لا ثَمَّ رُجُولَة...

      -5-

      سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

      في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

      لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

      تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

      فعن ماذا ندافِعْ؟؟

      -6- لم يَعُدْ في يدِنَا أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

      سَرَقُوا الابوابَ, و الحيطانَ, و الزوجاتِ, و الأولادَ,

      و الزيتونَ, و الزيتَ, و أحجار الشوارعْ.

      سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

      و هو ما زالَ رضيعاً..

      سَرَقوا عيسى بن مريَمْ

      و هو ما زالَ رضيعاً..

      سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

      و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

      و قَناديلَ الجوامِعْ...

      -7-

      تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

      تُسمَّى (غَزَّةً)..

      عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

      فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

      بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

      تركُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

      و يداً دونَ أصابعْ...

      -8- لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

      كيف تبكي أمَّةٌ

      أخَذوا منها المدامعْ؟؟

      -9-

      بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

      خرجنا عاقرينْ..

      وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

      وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

      كحبوب الأسبرينْ!!..

      -10- بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

      نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

      ما لنا مأوى

      كآلافِ الكلاب!!.

      -11-
      بعدَ خمسينَ سنةْ

      ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

      ليس صُلحاً, ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

      إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

      -12-

      ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

      ما تُفيدُ الهَرولة؟

      عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

      كفَتيلِ القنبلة..

      لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

      خَردلَة!!..

      -13-

      كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

      و هلالٍ أبيضٍ..

      و ببحرٍ أزقٍ.. و قوع مرسلَة..

      و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

      -14-

      مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

      لا سلام الأقوياء القادرينْ.

      من ترى يسألهم عن سلام البيع بالتقسيطِ..

      و التأجير بالتقسيطِ.. و الصَفْقاتِ..و التجارِ و المستثمرينْ؟.

      من ترى يسألهُم عن سلام الميِّتين؟

      أسكتوا الشارعَ.. و اغتالوا جميع الأسئلة..

      و جميع السائلينْ...

      -15-

      ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

      من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

      مضغتْ أكبادنا..

      و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

      و سكِرْنا.. و رقصنا..

      و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

      ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

      لهم شكلُ الضفادعْ..

      و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

      فلا نم بَلَدٍ نحضُنُهُ..

      أو من وَلَدْ!!

      -16-

      لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

      أو طعامٌ عربي.ٌّ

      أو غناءٌ عربي.ٌّ

      أو حياء عربي.ٌّ ٌ

      فاقد غاب عن الزَّةِ أولاد البَلَدْ..

      -17- كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

      كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

      كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

      و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

      و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

      و موسيقى المارينزْ..

      كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

      -18-
      و انتهى العُرسُ..

      و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

      بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

      و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

      نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

      و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

      ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

      ليس هذا العارُ عاري..

      أبداً..يا أمريكا..

      أبداً..يا أمريكا..

      أبداً..يا أمريكا..



      أني خيرتك
      أنى خيرتك .. فاختاري
      مابين الموت على صدري
      أو فوق دفاتر أشعاري
      اختاري الحب .. أو اللاحب
      فجبن أن لا تختاري
      لا توجد منطقه وسطى
      مابين الجنة والنار
      ارمي أوراقك كاملة وسأرضى عن أي قرار
      انفعلي
      انفجري
      لا تفعلي مثل المسمار
      لا يمكن أن أبقى أبدا
      كالقشه تحت الأمطار
      مرهقة أنتي .. وخائفة
      وطويل جداً .. مشواري
      غوصي في البحر .. أو ابتعدي
      لا بحر من غير دوار
      الحب .. مواجهه كبرى
      إبحار ضد التيار
      صلب بين الأقمار
      يقتلني جبنك .. يا امرأة
      تتسلى من خلف ستار
      أني لا أؤمن في حب
      لا يحمل نزق الثوار
      لا يكسر كل الأسوار
      لا يضرب مثل الإعصار
      أه لو حبك يبلعني
      يقلعني .. مثل الإعصار
      أني خيرتك فاختاري
      مابين الموت على صدري
      أو فوق دفاتر أشعاري
      لا توجد منطقة وسطى
      ما بين الجنة والنار..،


      علمني حبك..،،

      علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن

      وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور

      لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن

      لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها

      مثلَ العُصفُور..

      لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي

      كشظايا البللورِ المكسور



      علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي

      أسوأَ عادات

      علّمني أفتحُ فنجاني

      في الليلةِ آلافَ المرّات

      وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ..

      وأطرقُ بابَ العرّافات

      علّمني.. أخرجُ من بيتي

      لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات

      وأطاردَ وجهكِ..

      في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات

      وأطاردَ طيفكِ..

      حتّى.. حتّى..

      في أوراقِ الإعلانات



      علّمني حُبّكِ

      كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات

      بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ

      تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات

      بحثاً عن وجهٍ.. عن صوتٍ..

      هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات



      أدخلني حبُّكِ سيِّدتي

      مُدُنَ الأحزان

      وأنا من قبلكِ لم أدخل

      مُدُنَ الأحزان..

      لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان

      أن الإنسانَ بلا حزنٍ..

      ذكرى إنسان



      علّمني حبكِ..

      أن أتصرَّفَ كالصّبيان

      أن أرسمَ وجهك..

      بالطبشورِ على الحيطان

      وعلى أشرعةِ الصَّيادين

      على الأجراسِ..

      على الصُّلبان

      علّمني حبكِ..

      كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان

      علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ

      تكُفُّ الأرضُ عن الدوران..



      علّمني حُبك أشياءً

      ما كانت أبداً في الحُسبان

      فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ..

      دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان

      وحلمتُ بأن تتزوجني

      بنتُ السلطان

      تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخُلجان

      تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان

      وحلمتُ بأني أخطِفُها

      مثلَ الفُرسان..

      علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان

      علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر

      ولا تأتي بنتُ السلطان..



      علّمني حُبُّكِ أن أحزن

      وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور

      لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن

      لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها

      مثلَ العُصفُور..

      لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي

      كشظايا البللورِ المكسور



      --------
      يوميات امرأة

      لماذا في مدينتنا ؟
      نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
      ونسرق من شقوق الباب موعدنا
      ونستعطي الرسائل
      والمشاويرا
      لماذا في مدينتنا ؟
      يصيدون العواطف والعصافيرا
      لماذا نحن قصديرا ؟
      وما يبقى من الإنسان
      حين يصير قصديرا ؟
      لماذا نحن مزدوجون
      إحساسا وتفكيرا ؟
      لماذا نحن ارضيون ..
      تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
      لماذا أهل بلدتنا ؟
      يمزقهم تناقضهم
      ففي ساعات يقظتهم
      يسبون الضفائر والتنانيرا
      وحين الليل يطويهم
      يضمون التصاويرا
      أسائل نفسي دائماً
      لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
      لكل الناس
      كل الناس
      مثل أشعة الفجر
      لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
      ومثل الماء في النهر
      ومثل الغيم ، والأمطار ،
      والأعشاب والزهر
      أليس الحب للإنسان
      عمراً داخل العمر ؟
      لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
      طبيعياً
      كلقيا الثغر بالثغر
      ومنساباً
      كما شعري على ظهري
      لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
      كما الأسماك في البحر
      كما الأقمار في أفلاكها تجري
      لماذا لا يكون الحب في بلدي
      ضرورياً
      كديوان من الشعر
      انا نهدي في صدري
      كعصفورين
      قد ماتا من الحر
      كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
      كم اضطهدا
      وكم رقدا على الجمر
      وكم رفضا مصيرهما
      وكم ثارا على القهر
      وكم قطعا لجامهما
      وكم هربا من القبر
      متى سيفك قيدهما
      متى ؟
      يا ليتني ادري
      نزلت إلى حديقتنا
      ازور ربيعها الراجع
      عجنت ترابها بيدي
      حضنت حشيشها الطالع
      رأيت شجيرة الدراق
      تلبس ثوبها الفاقع
      رأيت الطير محتفلاً
      بعودة طيره الساجع
      رأيت المقعد الخشبي
      مثل الناسك الراجع
      سقطت عليه باكية
      كأني مركب ضائع
      احتى الأرض ياربي ؟
      تعبر عن مشاعرها
      بشكل بارع ... بارع
      احتى الأرض ياربي
      لها يوم .. تحب فيه ..
      تبوح به ..
      تضم حبيبها الراجع
      وفوق العشب من حولي
      لها سبب .. لها الدافع
      فليس الزنبق الفارع
      وليس الحقل ، ليس النحل
      ليس الجدول النابع
      سوى كلمات هذى الأرض ..
      غير حديثها الرائع
      أحس بداخلي بعثاً
      يمزق قشرتي عني
      ويدفعني لان أعدو
      مع الأطفال في الشارع
      أريد..
      أريد..
      كايه زهرة في الروض
      تفتح جفنها الدامع
      كايه نحله في الحقل
      تمنح شهدها النافع
      أريد..
      أريد أن أحيا
      بكل خليه مني
      مفاتن هذه الدنيا
      بمخمل ليلها الواسع
      وبرد شتائها اللاذع
      أريد..
      أريد أن أحيا
      بكل حرارة الواقع
      بكل حماقة الواقع
      يعود أخي من الماخور ...
      عند الفجر سكرانا ...
      يعود .. كأنه السلطان ..
      من سماه سلطانا ؟
      ويبقى في عيون الأهل
      أجملنا ... وأغلانا ..
      ويبقى في ثياب العهر
      اطهرنا ... وأنقانا
      يعود أخي من الماخور
      مثل الديك .. نشوانا
      فسبحان الذي سواه من ضوء
      ومن فحم رخيص نحن سوانا
      وسبحان الذي يمحو خطاياه
      ولا يمحو خطايانا
      تخيف أبي مراهقتي
      يدق لها
      طبول الذعر والخطر
      يقاومها
      يقاوم رغوة الخلجان
      يلعن جراة المطر
      يقاوم دونما جدوى
      مرور النسغ في الذهر
      أبي يشقى
      إذا سالت رياح الصيف عن شعري
      ويشقى إن رأى نهداي
      يرتفحان في كبر
      ويغتسلان كالأطفال
      تحت أشعه القمر
      فما ذنبي وذنبهما
      هما مني هما قدري
      متى يأتي ترى بطلي
      لقد خبأت في صدري
      له ، زوجا من الحجل
      وقد خبأت في ثغري
      له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس
      له ، مجدولة الخصل
      ليخطفني
      ليكسر باب معتقلي
      فمنذ طفولتي وأنا
      أمد على شبابيكي
      حبال الشوق والأمل
      واجدل شعري الذهبي كي يصعد
      على خصلاته .. بطلي
      يروعني ..
      شحوب شقيقتي الكبرى
      هي الأخرى
      تعاني ما أعانيه
      تعيش الساعة الصفرا
      تعاني عقده سوداء
      تعصر قلبها عصرا
      قطار الحسن مر بها
      ولم يترك سوى الذكرى
      ولم يترك من النهدين
      إلا الليف والقشرا
      لقد بدأت سفينتها
      تغوص .. وتلمس القعرا
      أراقبها وقد جلست
      بركن ، تصلح الشعرا
      تصففه .. وتخربه
      وترسل زفرة حرى
      تلوب .. تلوب .. في الردهات
      مثل ذبابة حيرى
      وتقبح في محارتها
      كنهر .. لم يجد مجرى
      سأكتب عن صديقاتي
      فقصه كل واحده
      أرى فيها .. أرى ذاتي
      ومأساة كمأساتي
      سأكتب عن صديقاتي
      عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
      عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات
      عن الأبواب لا تفتح
      عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
      عن الحلمات تحت حريرها تنبح
      عن الزنزانة الكبرى
      وعن جدارنها السود
      وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
      دفن بغير أسماء
      بمقبرة التقاليد
      صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن
      داخل متحف مغلق
      نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
      مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
      وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
      بلا خوف
      سأكتب عن صديقاتي
      عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
      عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
      عن الأشواق تدفن في المخدات
      عن الدوران في اللاشيء
      عن موت الهنيهات
      صديقاتي
      رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
      سبايا في حريم الشرق
      موتى غير أموات
      يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
      صديقاتي
      طيور في مغائرها
      تموت بغير أصوات
      خلوت اليوم ساعات
      إلى جسدي
      أفكر في قضاياه
      أليس هوالثاني قضاياه ؟
      وجنته وحماه ؟
      لقد أهملته زمنا
      ولم اعبا بشكواه
      نظرت إليه في شغف
      نظرت إليه من أحلى زواياه
      لمست قبابه البيضاء
      غابته ومرعاه
      إن لوني حليبي
      كان الفجر قطره وصفاه
      أسفت لا نه جسدي
      أسفت على ملاسته
      وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته
      رثيت له
      لهذا الوحش يأكل من وسادته
      لهذا الطفل ليس تنام عيناه
      نزعت غلالتي عني
      رأيت الظل يخرج من مراياه
      رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
      تحرر من قطيفته
      ومزق عنه " تفتاه "
      حزنت انا لمرآه
      لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
      لماذا الله أشقاني
      بفتنته .. وأشقاه ؟
      وعلقه بأعلى الصدر
      جرحاً .. لست أنساه
      لماذا يستبد ابي ؟
      ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه
      كسطر في جريدته
      ويحرص على أن أظل له
      كأني بعض ثروته
      وان أبقى بجانبه
      ككرسي بحجرته
      أيكفي أنني ابنته
      أني من سلالته
      أيطعمني أبي خبزاً ؟
      أيغمرني بنعمته ؟
      كفرت انا .. بمال أبي
      بلؤلؤة ... بفضته
      أبي لم ينتبه يوماً
      إلى جسدي .. وثورته
      أبي رجل أناني
      مريض في محبته
      مريض في تعنته
      يثور إذا رأى صدري
      تمادى في استدارته
      يثور إذا رأى رجلاً
      يقرب من حديقته
      أبي ...
      لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
      سيأتي ألف عصفور
      ليسرق من حديقته
      على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه
      وابسط فوقها في فرح وعفوية
      أمشط فوقها شعري
      وارمي كل أثوابي الحريرية
      أنام , أفيق , عارية ..
      أسير .. أسير حافية
      على صفحات أوراقي السماوية
      على كراستي الزرقاء
      استرخي على كيفي
      واهرب من أفاعي الجنس
      والإرهاب ..
      والخوف ..
      واصرخ ملء حنجرتي
      انا امرأة .. انا امرأة
      انا انسانة حية
      أيا مدن التوابيت الرخامية
      على كراستي الزرقاء
      تسقط كل أقنعتي الحضارية
      ولا يبقى سوى نهدي
      تكوم فوق أغطيتي
      كشمس استوائية
      ولا يبقى سوى جسدي
      يعبر عن مشاعره
      بلهجته البدائية
      ولا يبقى .. ولا يبقى ..
      سوى الأنثى الحقيقة
      صباح اليوم فاجأني
      دليل أنوثتي الأول
      كتمت تمزقي
      وأخذت ارقب روعة الجدول
      واتبع موجه الذهبي
      اتبعه ولا أسال
      هنا .. أحجار ياقوت
      وكنز لألي مهمل
      هنا .. نافورة جذلى
      هنا .. جسر من المخمل
      ..هنا
      سفن من التوليب
      ترجوا الأجمل الأجمل
      هنا .. حبر بغير يد
      هنا .. جرح ولا مقتل
      أأخجل منه ..
      هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
      انا للخصب مصدره وأنا يده
      وأنا المغزل ...

      --------


      تعوّد شَعْري عَلَيك
      تعود شعري الطويل عليكْ

      تعودت أرخيه كل مساءٍ

      سنابلَ قمحٍ على راحتيكْ

      تعودت أتركه يا حبيبي..

      كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..

      فكيفَ تمل صداقة شعري ؟

      و شَعري ترعرع بين يديكْ.

      ***

      ثلاثُ سنينْ..

      ثلاثُ سنين..

      تخدرني بالشؤون الصغيرَة..

      و تصنع ثوبي كأي أميرة..

      من الأرجوانِِ من الياسمينْ.

      و تكتب إسمكَ فوق الضفائرْ

      و فوق المصابيح..فوق الستائرْ

      ثلاث سنينْ..

      و أنت تردد في مسمعيّا..

      كلاما حنوناً..كلاماً شهياً..

      و تزرع حبَّك في رئتيّا..

      و ها أنتَ..بعد ثلاث سنينْ..

      تبيع الهوى..و تبيع الحنينْ

      و تترك شعري..

      شقياً..شقياً..

      كطير جريح على كتفيا

      ***

      حبيبي ! أخاف اعتيادََ المرايا عليكْ..

      و عطري وزينة وجهي عليكْ..

      أخافُ اهتمامي بشكل يديكْ..

      أخاف اعتياد شفاهي..

      مع السنواتِ, على شفتيكْ

      أخاف أموتُ, أخافُ أذوب

      كقطعة شمعٍ على ساعديكْ..

      فكيف ستنسى الحرير؟

      و تنسى..صلاةَ الحرير على ركبتيكْ ؟

      ***

      لأني أحبُّكَ, أصبحتُ أجملْ

      و بعثرت شعري على كتفيَّ..

      طويلاً..طويلاًكما تتخيَّلْ..

      فكيف تملّ سنابلَ شعري؟

      و تتركه للخريف و ترحلْ

      و كنت تريح الجبين عليه

      و تغزله باليدينِ فيُغْزَلْ..

      و كيف سأخبر مشطي الحزينْ ؟

      إذا جائني عن حنانكَ يسألْ..

      أجبني و لو مرةً يا حبيبي

      إذا رُحتَ..ماذا بشعري سأفعَلْ ؟


      --------

      خمسُ رسائِل إلى أمّي



      -1-

      صباحُ الخيرِ يا حلوه..

      صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

      مضى عامانِ يا أمّي

      على الولدِ الذي أبحر

      برحلتهِ الخرافيّه

      وخبّأَ في حقائبهِ

      صباحَ بلادهِ الأخضر

      وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

      وخبّأ في ملابسهِ

      طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

      وليلكةً دمشقية..


      -2-

      أنا وحدي..

      دخانُ سجائري يضجر

      ومنّي مقعدي يضجر

      وأحزاني عصافيرٌ..

      تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

      عرفتُ نساءَ أوروبا..

      عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

      عرفتُ حضارةَ التعبِ..

      وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

      ولم أعثر..

      على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

      وتحملُ في حقيبتها..

      إليَّ عرائسَ السكّر

      وتكسوني إذا أعرى

      وتنشُلني إذا أعثَر

      أيا أمي..

      أيا أمي..

      أنا الولدُ الذي أبحر

      ولا زالت بخاطرهِ

      تعيشُ عروسةُ السكّر

      فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

      غدوتُ أباً..

      ولم أكبر؟

      -3-

      صباحُ الخيرِ من مدريدَ

      ما أخبارها الفلّة؟

      بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

      تلكَ الطفلةُ الطفله

      فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

      يدلّلها كطفلتهِ

      ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

      ويسقيها..

      ويطعمها..

      ويغمرها برحمتهِ..



      .. وماتَ أبي

      ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

      وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

      وتسألُ عن عباءتهِ..

      وتسألُ عن جريدتهِ..

      وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

      عن فيروزِ عينيه..

      لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

      دنانيراً منَ الذهبِ..

      -4-

      سلاماتٌ..

      سلاماتٌ..

      إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

      إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

      إلى تحتي..

      إلى كتبي..

      إلى أطفالِ حارتنا..

      وحيطانٍ ملأناها..

      بفوضى من كتابتنا..

      إلى قططٍ كسولاتٍ

      تنامُ على مشارقنا

      وليلكةٍ معرشةٍ

      على شبّاكِ جارتنا

      مضى عامانِ.. يا أمي

      ووجهُ دمشقَ،

      عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

      يعضُّ على ستائرنا..

      وينقرنا..

      برفقٍ من أصابعنا..



      مضى عامانِ يا أمي

      وليلُ دمشقَ

      فلُّ دمشقَ

      دورُ دمشقَ

      تسكنُ في خواطرنا

      مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

      كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

      قد زُرعت بداخلنا..

      كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

      تعبقُ في ضمائرنا

      كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

      جاءت كلّها معنا..

      -5-

      أتى أيلولُ يا أماهُ..

      وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

      ويتركُ عندَ نافذتي

      مدامعهُ وشكواهُ

      أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

      أينَ أبي وعيناهُ

      وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

      وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

      سقى الرحمنُ مثواهُ..

      وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

      وأين نُعماه؟

      وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

      تضحكُ في زواياهُ

      وأينَ طفولتي فيهِ؟

      أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

      وآكلُ من عريشتهِ

      وأقطفُ من بنفشاهُ



      دمشقُ، دمشقُ..

      يا شعراً

      على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

      ويا طفلاً جميلاً..

      من ضفائرنا صلبناهُ

      جثونا عند ركبتهِ..

      وذبنا في محبّتهِ

      إلى أن في محبتنا قتلناهُ...


      --------

      زيديني عِشقاً.. زيديني

      يا أحلى نوباتِ جُنوني

      يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي

      يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ..

      زيديني غرقاً يا سيِّدتي

      إن البحرَ يناديني

      زيديني موتاً..

      علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني..



      جسمكِ خارطتي.. ما عادت

      خارطةُ العالمِ تعنيني..

      أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ

      وجُرحي نقشٌ فرعوني

      وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ

      من بيروتَ.. إلى الصِّينِ

      وجعي قافلةٌ.. أرسلها

      خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ

      في القرنِ السَّابعِ للميلاد

      وضاعت في فم تَنّين



      عصفورةَ قلبي، نيساني

      يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ

      يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار..

      ونكهةَ شكي، ويقيني

      أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني

      أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُمّيني

      أشعرُ بالبردِ.. فغطّيني

      إحكي لي قصصاً للأطفال

      وظلّي قربي..

      غنِّيني..

      فأنا من بدءِ التكوينِ

      أبحثُ عن وطنٍ لجبيني..

      عن حُبِّ امرأة..

      يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني

      عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني

      لحدودِ الشمسِ..



      نوَّارةَ عُمري، مَروحتي

      قنديلي، بوحَ بساتيني

      مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..

      وضعيني مشطاً عاجياً

      في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني

      أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ

      بقيت في دفترِ تشرينِ



      زيديني عشقاً زيديني

      يا أحلى نوباتِ جنوني

      من أجلكِ أعتقتُ نسائي

      وتركتُ التاريخَ ورائي

      وشطبتُ شهادةَ ميلادي

      وقطعتُ جميعَ شراييني


      "حبُّ ..بلا حُدُودْ.. "

      يا سيِّدتي:

      كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

      قبل رحيل العامْ.

      أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

      بعد ولادة هذا العامْ..

      أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.

      أنتِ امرأةٌ..

      صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

      و من ذهب الأحلامْ..

      أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي

      قبل ملايين الأعوامْ..



      -2-

      يا سيِّدتي:

      يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.

      يا أمطاراً من ياقوتٍ..

      يا أنهاراً من نهوندٍ..

      يا غاباتِ رخام..

      يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

      و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

      لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..

      في إحساسي..

      في وجداني..في إيماني..

      فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..



      -3-



      يا سيِّدتي:

      لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.

      أنتِ امرأةً تبقة امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

      سوف أحِبُّكِ..

      عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..

      و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..

      و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..

      و سوفَ أحبُّكِ..

      حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

      و تحترقُ الغاباتْ..



      -4-

      يا سيِّدتي:

      أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

      و وردةُ كلِّ الحرياتْ.

      يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..

      حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

      و فرعون الكلماتْ..

      يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

      حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

      و ترفعَ من أجلي الراياتْ..



      -5-

      يا سيِّدتي:

      لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

      لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.

      لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

      لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

      لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

      حين يكون الحبُ كبيراً ..

      و المحبوبة قمراً..

      لن يتحول هذا الحُبُّ

      لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

      -6-

      يا سيِّدتي:

      ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني

      لا الأضواءُ..

      و لا الزيناتُ..

      و لا أجراس العيد..

      و لا شَجَرُ الميلادْ.

      لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

      لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

      لا يعنيي أي كلامٍ

      يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.



      -7-

      يا سيِّدتي:

      ل اأتذكَّرُ إلا صوتَكِ

      حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.

      لاأتذكرُ إلا عطرَكِ

      حين أنام على ورق الأعشابْ.

      لا أتذكر إلا وجهكِ..

      حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

      و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

      -8-

      ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

      أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

      بين بساتينِ الأهدابْ...

      -9-

      ما يبهرني يا سيِّدتي

      أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

      أعانقُهُ..

      و أنام سعيداً كالأولادْ...



      -10-

      يا سيِّدتي:

      ما أسعدني في منفاي

      أقطِّرُ ماء الشعرِ..

      و أشرب من خمر الرهبانْ

      ما أقواني..

      حين أكونُ صديقاً

      للحريةِ.. و الإنسانْ...

      -11-

      يا سيِّدتي:

      كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

      و في عصر التصويرِ..

      و في عصرِ الرُوَّادْ

      كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

      في فلورنسَا.

      أو قرطبةٍ.

      أو في الكوفَةِ

      أو في حَلَبً.

      أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

      -12-

      يا سيِّدتي:

      كم أتمنى لو سافرنا

      نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.

      حيث الحبُّ بلا أسوارْ.

      و الكلمات بلا أسوارْ.

      و الأحلامُ بلا أسوارْ.

      -13-

      يا سيِّدتي:

      لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي

      سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

      و أعنفَ مما كانْ..

      أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

      و في تاريخِ الشعْرِ..

      و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

      -14-

      يا سيِّدةَ العالَمِ:

      لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.

      أنتِ امرأتي الأولى.

      أمي الأولى.

      رحمي الأولُ.

      شَغَفي الأولُ.

      شَبَقي الأوَّلُ.

      طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

      -15-

      يا سيِّدتي:

      يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.

      هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

      هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

      كي أستوطنَ فيها..

      قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ

      حيت تبتدئَ الأعيادْ


      --------

      الحب المستحيل

      أحبكِ جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل
      وأعرف انكِ ست النساء وليس لدي بديل
      اً وأعرف أن زمان الحنين انتهى ومات الكلام الجميل
      في ست النساء ماذا نقول؟؟
      أحبك جداً... أحبكِ
      وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى
      و بيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار
      وأعرف أن الوصول لعينيك وهم
      وأعرف أن الوصول إليك انتحار
      ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلكِ أيتها الغالية
      ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية
      يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
      أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
      أحبكِ جداً ... أحبكِ
      و أعرف أني أسافر في بحر عينيكِ دون يقينِ
      وأترك عقلي ورائي وأركض .. أركض خلف جنوني
      أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
      سألتك بالله لا تتركيني .. لا تتركيني
      فما أكون أنا إذا لم تكوني
      أحبك جداً وجداً وجداً
      وأرفض من نار حبكِ أن استقيلا
      وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا
      وما همني من الحب أن خرجت حيا
      وما همني أن خرجت قتيلا

      --------
      التحديات

      أتحدى من؟؟
      إلى عينيكِ يا سيدتي؟؟ قد سبقوني
      يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمينِ
      أتحدى كل من عاشرتهم
      من مجانين وأطفال ومفقودين في بحر الحنين
      أن يحبوك بأسلوبي وطيشي وجنوني
      أتحداكِ أنا
      أنت تجدي وطناً مثل فمي
      وسريراً دافئاً مثل عيوني
      إنني أسكن في الحب
      فما من قبلةِ أخذت أو أعطيت
      ليس لي فيها حلولٍ أو حضور
      فأقرئي أقدم أوراق الهوى
      تجديني دائماً بين السطور
      أتحدى كل عشاقكٍ يا سيدتي
      أتحداهم جميعاً أن يخطوا لكٍ مكتوب هواً
      كمكاتيب غرامي
      أو يجيئوك على كثرتهم بحروفٍ كحروفي
      وكلام ككلامي
      أتحداهم جميعاً قطرة صغرى ببحري
      أو يكونوا أطفئوا أعمارهم
      مثلما أطفأت في عينيك عمري
      أتحداكٍ أنا أن تجدي عاشقاً مثلي
      وعصراً ذهبياً مثل عصري
      فارحلي حيث تريدين ارحلي
      وأضحكي وأبكي
      فأنا أعرف أن لن تجدي
      موطناً في تامين كصدري


      ---- ----

      حبيبتي والمطر

      أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي
      فمنذ رحتٍ وعندي عقدة المطر
      كان الشتاء يغطيني بمعطفه
      فلا أفكر في برد ولا ضجري
      كانت الريح تعوي خلف نافذتي
      فتهمسين تمسك .. هاهنا شعري
      و الآن أجلس والأمطار تجلدني
      على ذراعي على وجهي على ظهري
      فمن يدافع عني ؟؟
      يا مسافرةً مثل اليمامة بين العين والبصر
      كيف أمحوكٍ من أوراق ذاكرتي
      وأنتِ في القلب مثل النقشِ في الحجرِ
      أنا أحبك .. أنا أحبك
      يا من تسكنين دمي أن كنتِ في الصين
      أو أن كنتِ في القمر




      [B]خبز و حشيش و قمر.. ... "

      خبز و حشيش و قمر..
      عندما يولدُ في الشرق القمرْ..

      فالسطوحُ البيضُ تغفو

      تحت أكداس الزَهَرْ..

      يترك الناسُ الحوانيت و يمضون زُمَرْ

      لملاقاةِ القَمَرْ..

      يحملون الخبزَ.. و الحاكي..إلى رأس الجبالْ

      و معدات الخدَرْ..

      و يبيعونَ..و يشرونَ..خيالْ

      و صُوَرْ..

      و يموتونَ إذا عاش القمر..

      ***

      ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ؟

      ببلادي..

      ببلاد الأنبياءْ..

      و بلاد البسطاءْ..

      ماضغي التبغ و تجَّار الخدَرْ..

      ما الذي يفعله فينا القمرْ؟

      فنضيع الكبرياء..

      و نعيش لنستجدي السماءْ..

      ما الذي عند السماءْ؟

      لكسالى..ضعفاءْ..

      يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمرْ..

      و يهزّون قبور الأولياءْ..

      علَّها ترزقهم رزّاً.. و أطفالاً..قبورُ الأولياءْ

      و يمدّون السجاجيدَ الأنيقات الطُرَرْ..

      يتسلون بأفيونٍ نسميه قَدَرْ..

      و قضاءْ..

      في بلادي.. في بلاد البسطاءْ..

      أي ضعفً و انحلالْ..

      يتولاّنا إذا الضوء تدفقْ

      فالسجاجيدُ.. و آلاف السلالْ..

      و قداحُ الشاي .. و الأطفالُ..تحتلُّ التلالْ

      في بلادي

      حيث يبكي الساذجونْ

      و يعيشونَ على الضوء الذي لا يبصرونْ..

      في بلادي

      حيث يحيا الناسُ من دونِ عيونْ..

      حيث يبكي الساذجونْ..

      و يصلونَ..

      و يزنونَ..

      و يحيونَ اتكالْ..

      منذ أن كانوا يعيشونَ اتكالْ..

      و ينادون الهلال:

      " يا هلالْ..

      أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..

      و حشيشياً..و نعاسْ..

      أيها الرب الرخاميُّ المعلقْ

      أيها الشيءُ الذي ليس يصدَّق"..

      دمتَ للشرق..لنا

      عنقود ماسْ

      للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ

      ***

      في ليالي الشرق لمَّا..

      يبلغُ البدرُ تمامُهْ..

      يتعرَّى الشرقُ من كلَِ كرامَهْ

      و نضالِ..

      فالملايينُ التي تركض من غير نعالِ..

      و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..

      و في يوم القيامَهْ..

      الملايين التي لا تلتقي بالخبزِ..

      إلا في الخيالِ..

      و التي تسكن في الليل بيوتاً من سُعالِ..

      أبداً.. ما عرفت شكلَ الدواءْ..

      تتردَّى جُثثاً تحت الضياءْ..

      في بلادي.. حيث يبكي الأغبياءْ..

      و يموتون بكاءْ..

      كلَّما حرَّكهمْ عُودٌ ذليلٌ..و "ليالي"

      ذلك الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..

      "ليالي"..و غناءْ

      في بلادي..

      في بلاد البسطاءْ..

      حيث نجترُّ التواشيح الطويلةْ..

      ذلكَ السثلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..

      التواشيح الطويلة..

      شرقنا المجترُّ..تاريخاً

      و أحلاماً كسولةْ..

      و خرافاتٍ خوالي..

      شرقُنا, الباحثُ عن كلِّ بطولةْ..

      في أبي زيد الهلالي..

      --------
      ممنوعة أنت
      ممنوعةٌ أنتِ ..
      من الدخول يا حبيبتي عليّ
      ممنوعة أن تجلسي أو تهمسي
      أو تتركي يديكِ في يديّ
      ممنوعة أن تحملي دمية أحضنها
      أو تقرئي لي قصة الأقزام
      والأميرة الحسناء والجنّية
      أغطيتي بيضاء
      والوقت والساعات والأيام
      كلها بيضاء
      فهل من الممكن يا حبيبتي
      أن تضعي شيئاً من الأحمر
      فوق الشفتي الملساء
      أطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلام
      أطلب أيامي التي ليس لها أيام
      أسألهم برشامةً تدخلني
      في عالم الأحلام
      حتى حبوب النوم قد تعودت مثلي
      على الصحو فلا تنام
      أن جئتني زائرة فحاولي
      أن تلبسي العقود والخواتم
      الغريبة الأحجار
      و حاولي أن تلبسي
      الغابات و الأشجار
      ما يفعل المشتاق يا حبيبتي ؟؟
      في هذه الزنزانة الفردية
      وبيننا الأبواب والحراس
      والأوامر العرفية
      ما يفعله المشتاق للحب؟؟
      وللعزف على الأنامل العاجية
      والقلب لا يزال في الإقامة الجبرية
      آه آه .. لا تشعري بالذنب يا صغيرتي
      فأن كل امرأة أحببتها
      قد أورثتني ذبحةً في القلب

      --------
      تقولين الهوى

      تقولين الهوى شيءٌ جميلٌ
      ألم تقرأ قديماً شعر قيس ِ
      أجئتِ الآن تصطنعين حباً
      ذبحتي به الفؤادَ ولم تحسي
      أقاسية المشاعر غادريني
      فما أنا عبدٌ سيدةٍ وكأس ِ
      لقد أخطأت حين ظنت أني
      أبيع رجولتي وأذل نفسي
      فأكبر من جمالكِ كبريائي
      أعنف من شفتيكِ فأسي
      أقاسية .. الوصال إليَّ ردي
      لهيب عواطفي و جحيم حسي
      لقد دمرتِ أيامي و عمري
      فجف دمعتي وأنبح همسي
      أعديني إلى أصلي جميلاً
      فمهما كنتِ .. أجمل منكِ نفسي

      --------
      قارئة الفنجان





      جَلَسَت والخوفُ بعينيها

      تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

      قالت:

      يا ولدي.. لا تَحزَن

      فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

      يا ولدي،

      قد ماتَ شهيداً

      من ماتَ على دينِ المحبوب

      فنجانك دنيا مرعبةٌ

      وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

      ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

      وتموتُ كثيراً يا ولدي

      وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

      وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب



      بحياتك يا ولدي امرأةٌ

      عيناها، سبحانَ المعبود

      فمُها مرسومٌ كالعنقود

      ضحكتُها موسيقى و ورود

      لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

      وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

      فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

      نائمةٌ في قصرٍ مرصود

      والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

      وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

      وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

      من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

      من يطلبُ يَدَها..

      من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

      من حاولَ فكَّ ضفائرها..

      يا ولدي..

      مفقودٌ.. مفقود



      بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً

      لكنّي.. لم أقرأ أبداً

      فنجاناً يشبهُ فنجانك

      لم أعرف أبداً يا ولدي..

      أحزاناً تشبهُ أحزانك

      مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً

      في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر

      وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

      وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

      مقدوركَ أن تمضي أبداً..

      في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

      وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...

      وترجعُ كالملكِ المخلوع..

      --------

      يدك





      يدُكِ التي حَطَّتْ على كَتِفي

      كحَمَامَةٍ .. نَزلَتْ لكي تَشربْ



      عندي تساوي ألفَ مملَكَةٍ

      يا ليتَها تبقى ولا تَذهَبْ



      تلكَ السَّبيكَةُ.. كيفَ أرفضُها؟

      مَنْ يَرفضُ السُّكنى على كوكَبْ؟



      لَهَثَ الخيالُ على ملاسَتِها

      وانهَارَ عندَ سوارِها المُذْهَبْ



      الشّمسُ.. نائمةٌ على كتفي

      قبَّلتُها ألْفاً ولم أتعَبْ



      نَهْرٌ حريريٌّ .. ومَرْوَحَةٌ

      صينيَّةٌ .. وقصيدةٌ تُكتَبْ..



      يَدُكِ المليسةُ ، كيفَ أقنِعُها

      أنِّي بها .. أنّي بها مُعجَبْ؟



      قولي لَهَا .. تَمْضي برحلتِها

      فَلَهَا جميعُ .. جميعُ ما تَرغبْ



      يدُكِ الصغيرةُ .. نَجمةٌ هَرَبَتْ

      ماذا أقولُ لنجمةٍ تلعبْ؟



      أنا ساهرٌ .. ومعي يدُ امرأةٍ

      بيضاءُ.. هل أشهى وهل أطيَبْ؟


      حافية القدمين

      هل عندكِ شكٌ
      أنكِ أحلى وأغلى امرأةٍ في الدنيا
      و أهم امرأةٌ في الدنيا
      و بأن دخولكِ في قلبي هو أعظم يومٌ
      في التاريخ وأجمل خبرِ في الدنيا
      هل عنكِ شكٌ أنكِ عمري وحياتي
      وبأني من عينيكِ سرقت النار
      وقمت بأخطر ثوراتي
      أيتها الوردةُ .. والريحانةُ .. و الياقوتةُ
      والسلطانةُ ..والشعبيةُ ..
      والشرعيةُ بينَ جميعِ الملِكاتِ ..
      يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذةِ الكلماتِ ..
      يا آخرَ وطنٍ أُولدُ فيهِ .. وأدفنُ فيهِ ..
      وأنشرُ فيهِ كتاباتي ..
      غاليتي .. أنتِ .. غاليتي
      لا أدري كيفَ رماني الموجُ على قدميكِ
      لا أدري كيفَ مشيتِ إليَّ ..
      وكيفَ مشيتُ إليكِ ..
      دافئةٌ أنتِ .. كليلة حب
      من يوم طرقتِ البابَ عليَّ ..
      ابتدأ العُمر.. أبتدع العمر..
      كم صار رقيقاُ قلبي حين تعلم بين يديكِ
      كم كان كبيراً حظي حين عثرت يا عمري عليكِ
      يا ناراً تجتاحُ كياني
      يا فرحاً يطرد أحزانِي
      يا جسداً يقطعُ مثلَ السّيفِ
      ويضرِبُ مثلَ البركانِ ..
      يا وجهاً يعبق مثل الورد
      ويركضُ نحوي كحصانِ ..
      قولي لي :
      كيفَ سأنقذُ نفسي من أشواقي و أحزاني
      ماذا أفعلُ فيكِ؟. أنا في حالةِ إدمان ِ ..
      قولي لي ما الحلُّ ؟
      فأشواقي وصلت لحدود الهذيانِ ...
      قاتلتي ترقصُ حافيةَ القدمينِ بمدخلِ شرياني
      من أينَ أتيتِ ؟ وكيفَ أتيتِ؟
      وكيف عصفتِ بوجداني


      --------

      كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

      أقولُها لكِ،

      عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ

      وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني

      كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ ..

      أقولُها لكِ على طريقتي ..

      متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ

      التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة ..

      وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب

      التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة ..

      ورافضاً ..

      كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة ..

      التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ

      منذ 1975 سنة ..



      2-

      كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

      أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ ..

      كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ

      وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ ..

      فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض ..

      زهرةً ..

      وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ ..

      مركباً ..

      أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ

      كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ

      فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ

      حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ



      3-

      كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي

      هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ ..

      التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ

      وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ

      كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ

      لا تقولُ ما أريدُه ..

      وكلُّ الرسومِ التي عليها ..

      من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ ..

      وأطفالٍ .. وملائكهْ ..

      لا تُناسبُني ..

      إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ ..

      ولا للقصائدِ الجاهزهْ ..

      ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ

      فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام ..

      ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية ..

      لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ

      وأنت لستِ امرأة المناسباتْ ..

      بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها ..

      أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ ..

      الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ ..

      ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ ..

      ولا يقالُ بالمراسلَهْ ..

      وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ ..

      وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ ..

      وتستحمّينَ هناكْ ..

      ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ

      ويستوطنُ هناكْ ..



      4-

      لأنني أحبُّكِ ..

      تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا ..

      دخولَ المُلوكْ ..

      ولأنني أحبُّكِ ..

      أحملُ تصريحاً خاصاً من الله ..

      بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ ..



      5-

      لن نشتري هذا العيد شجرهْ

      ستكونينَ أنتِ الشجرهْ

      وسأعلّقُ عليكِ ..

      أمنياتي .. وصلواتي ..

      وقناديلَ دموعي ..



      6-

      كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

      أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها

      حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور

      فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها ..

      حتى لا يسرقَها الناسُ منّي ..

      ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ ..



      7-

      كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

      كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ ..

      أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي ..

      وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به ..

      ولكنْ ..

      من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟

      من يحاسبُ الفقراءْ ؟

      إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ

      لمدّةِ خمسِ دقائقْ ؟

      من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ ؟

      هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً :

      حالةُ الجنونْ ..

      وحالةُ الشِّعرْ ..

      وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ ..

      وأنا أُعاني - لحسنِ الحظّ -

      منَ الحالاتِ الثلاثْ ..



      8-

      اتركي عشيرتكِ ..

      واتبعيني إلى مغائري الداخليّهْ

      اتركي قبّعةَ الورقْ ..

      وموسيقى الجيركْ ..

      والملابسَ التنكريّهْ ..

      واجلسي معي تحتَ شجرِ البرقْ ..

      وعباءةِ الشِّعرِ الزرقاءْ ..

      سأغطّيكِ بمعطفي من مطرِ بيروتْ

      وسأسقيكِ نبيذاً أحمر ..

      من أقبيةِ الرُّهبانْ ..

      وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً ..

      من قواقعِ البحرْ ..

      اتبعيني - يا سيّدتي - إلى شوارعِ الحلمِ الخلفيّهْ ..

      فلسوفَ أطلعُكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحدْ ..

      وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي ..

      التي لم أفتحها لأحدْ ..

      ولسوفَ أحبُّكِ ..

      كما لا أحبَّكِ أحدْ ..



      9-

      عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ

      وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها

      ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ ..

      سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي ..

      وسأسحبكِ معي ..

      فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ ..

      ولا بالزمنِ العامْ ..

      ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا ..

      ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا ..

      ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل

      سوى رجالٌ من ورقْ ..

      ونساءٌ من ورقْ ..



      10-

      آهٍ .. يا سيّدتي

      لو كانَ الأمرُ بيدي ..

      إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ

      تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ

      وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ

      وتتشمّسينْ ..

      وتستحمّينْ ..

      وتركضينَ على رمالِ شهورها ..

      كما تريدينْ ..

      آهٍ .. يا سيّدتي ..

      لو كانَ الأمرُ بيدي ..

      لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ

      لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ

      ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ

      إلا ..

      عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها ..

      داخلَ يدي ..



      11-

      كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ ..

      ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ ..

      كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ

      والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ

      والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ...

      كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ ..

      ومبلّلٌ بأمطاركْ ..

      ومحفورٌ - كالإناء الصينيّ - بتضاريسِ جسمكْ

      كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ ..

      اختاري أنتِ أسماءكِ ..

      كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ

      وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ ..

      وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ

      إسمحي لي أن أناديكِ :

      " يا حبيبتي " ...


      --------

      صباحكِ سكر

      إذا مرًّ يومٌ ولم أتذكر ..
      به أن أقول صباحكِ سكَّرْ ..
      فلا تحزني من ذهولي وصمتي
      ولا تحسبي أن شيئاً تغير ..
      فحين أنا لا أقول ... أحب ..
      فمعناه أني أحبكِ أكثر ..

      إذ ما جلستِ طويلاً أمامي
      كمملكةٍ من عبيرٍ ومرمر ..
      و أغمضت عن طيباتكِ عيني ..
      و أهملت شكوى القميص المعطَّر
      فلا تنعتيني بموت الشعور ..
      ولا تحسبي أن قلبي تحجَّر
      أحبك فوق المحبة .. لكن
      دعيني أراكِ .. كما أتصور


      --------

      إغضب



      إغضبْ كما تشاءُ..

      واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

      حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

      هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

      فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

      كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

      فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

      نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..



      إغضبْ!

      فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

      إغضب!

      فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

      كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

      فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

      إغضب!

      فلنْ أجيبَ بالتحدّي

      فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

      يملؤهُ الغرورُ..

      وكيفَ من صغارها..

      تنتقمُ الطيورُ؟



      إذهبْ..

      إذا يوماً مللتَ منّي..

      واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

      أما أنا فإني..

      سأكتفي بدمعي وحزني..

      فالصمتُ كبرياءُ

      والحزنُ كبرياءُ

      إذهبْ..

      إذا أتعبكَ البقاءُ..

      فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

      وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

      فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

      فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

      وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..



      إغضبْ كما تشاءُ

      واذهبْ كما تشاءُ

      واذهبْ.. متى تشاءُ

      لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

      وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...



      القدس





      بكيت.. حتى انتهت الدموع

      صليت.. حتى ذابت الشموع

      ركعت.. حتى ملّني الركوع

      سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

      يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

      يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء



      يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

      يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

      حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

      يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

      حزينةٌ حجارةُ الشوارع

      حزينةٌ مآذنُ الجوامع

      يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

      من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

      صبيحةَ الآحاد..

      من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

      في ليلةِ الميلاد..



      يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

      يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

      من يوقفُ العدوان؟

      عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

      من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

      من ينقذُ الإنجيل؟

      من ينقذُ القرآن؟

      من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

      من ينقذُ الإنسان؟



      يا قدسُ.. يا مدينتي

      يا قدسُ.. يا حبيبتي

      غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

      وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

      وتضحكُ العيون..

      وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

      إلى السقوفِ الطاهره

      ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

      ويلتقي الآباءُ والبنون

      على رباك الزاهرة..

      يا بلدي..

      يا بلد السلام والزيتون

      --------

      طريق واحد



      أريدُ بندقيّه..

      خاتمُ أمّي بعتهُ

      من أجلِ بندقيه

      محفظتي رهنتُها

      من أجلِ بندقيه..

      اللغةُ التي بها درسنا

      الكتبُ التي بها قرأنا..

      قصائدُ الشعرِ التي حفظنا

      ليست تساوي درهماً..

      أمامَ بندقيه..



      أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..

      إلى فلسطينَ خذوني معكم

      إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه

      إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه

      عشرونَ عاماً.. وأنا

      أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه

      أبحثُ عن بيتي الذي هناك

      عن وطني المحاطِ بالأسلاك

      أبحثُ عن طفولتي..

      وعن رفاقِ حارتي..

      عن كتبي.. عن صوري..

      عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..



      أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه

      إلى فلسطينَ خذوني معكم

      يا أيّها الرجال..

      أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال

      أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها

      زيتونةً، أو حقلَ برتقال..

      أو زهرةً شذيّه

      قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي

      بارودتي.. صارت هي القضيّه..



      أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..

      أصبحتُ في قائمةِ الثوّار

      أفترشُ الأشواكَ والغبار

      وألبسُ المنيّه..

      مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني

      أنا الذي أغيّرُ الأقدار



      يا أيّها الثوار..

      في القدسِ، في الخليلِ،

      في بيسانَ، في الأغوار..

      في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

      تقدموا..

      تقدموا..

      فقصةُ السلام مسرحيّه..

      والعدلُ مسرحيّه..

      إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

      يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..


      كلمات..،،

      يُسمعني.. حينَ يراقصُني

      كلماتٍ ليست كالكلمات



      يأخذني من تحتِ ذراعي

      يزرعني في إحدى الغيمات



      والمطرُ الأسودُ في عيني

      يتساقطُ زخاتٍ.. زخات



      يحملني معهُ.. يحملني

      لمساءٍ ورديِ الشُرفات



      وأنا.. كالطفلةِ في يدهِ

      كالريشةِ تحملها النسمات



      يحملُ لي سبعةَ أقمارٍ

      بيديهِ وحُزمةَ أغنيات



      يهديني شمساً.. يهديني

      صيفاً.. وقطيعَ سنونوَّات



      يخبرني.. أني تحفتهُ

      وأساوي آلافَ النجمات



      و بأني كنزٌ... وبأني

      أجملُ ما شاهدَ من لوحات



      يروي أشياءَ تدوخني

      تنسيني المرقصَ والخطوات



      كلماتٍ تقلبُ تاريخي

      تجعلني امرأةً في لحظات



      يبني لي قصراً من وهمٍ

      لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات



      وأعودُ.. أعودُ لطاولتي

      لا شيءَ معي.. إلا كلماتْ


      --------
      تلومني الدنيا



      تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

      كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

      كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

      كأنني أنا التي..

      للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

      وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

      وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

      كأنني.. أنا التي

      كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

      قد علّقتُه..

      تلومُني الدنيا إذا..

      سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

      كأنني أنا الهوى..

      وأمُّهُ.. وأختُهُ..



      هذا الهوى الذي أتى..

      من حيثُ ما انتظرتهُ

      مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

      مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

      وكلِّ ما سمعتهُ

      لو كنتُ أدري أنهُ..

      نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

      لو كنتُ أدري أنهُ..

      بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

      لو كنتُ أدري أنهُ..

      عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

      هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

      فليتني حينَ أتاني فاتحاً

      يديهِ لي.. رددْتُهُ

      وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..



      هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

      على ستائري..

      أراهُ.. في ثوبي..

      وفي عطري.. وفي أساوري

      أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

      أراهُ منقوشاً على مشاعري

      لو أخبروني أنهُ

      طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

      وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

      لو أخبروني أنهُ..

      سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

      ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

      ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

      لكنتُ قد طردتهُ..



      يا أيّها الغالي الذي..

      أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

      هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

      أروعُ حبٍّ عشتهُ

      فليتني حينَ أتاني زائراً

      بالوردِ قد طوّقتهُ..

      وليتني حينَ أتاني باكياً

      فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ


      --------

      لا تسألوني



      لا تَسألوني ما اسمُهُ حبيبي
      أخشَى عليكمْ ضَوعَةَ الطُّيوبِ

      زقُّ العَبيرِ، إنْ حطّمتموهُ
      غَرِقتُمُ بِعَاطِرٍ سَكِيبِ

      واللهِ.. لو بُحْتُ بأيِّ حَرْفٍ
      تَكَدَّسَ اللّيلَكُ في الدُّروبِ

      لا تبحَثوا عَنهُ هُنا بِصَدري
      تركتُهُ يَجري مَعَ الغُروبِ

      ترونَهُ في ضِحكَةِ السَّواقي
      في رَفَّةِ الفَرَاشَةِ اللَّعُوبِ

      في البحرِ، في تنفّسِ المَراعي
      وفي غناءِ كُلِّ عَندليبِ

      في أدمُع الشِّتَاء حينَ يَبكي
      وفي عطاءِ الديمَةِ السَّكُوبِ

      لا تسألوا عن ثَغرِهِ .. فهلاّ
      رأيتمُ أنَاقَةَ المَغِيبِ

      ومُقلَتَاهُ شَاطِئا نَقَاءٍ
      وَخَصرُهُ تَهَزهُزُ القَضيبِ

      مَحاسِنٌ... لا ضَمَّها كِتابٌ
      ولا ادَّعَتْها رِيشَةُ الأديبِ

      وصَدرُهُ.. ونَحرُهُ.. كَفَاكُمْ
      فلن أبوحَ باسمِهِ حَبيبي


      --------

      نهر الأحزان


      عيناكِ كنهري أحزانِ

      نهري موسيقى.. حملاني
      لوراءِ، وراءِ الأزمانِ


      نهرَي موسيقى قد ضاعا
      سيّدتي.. ثمَّ أضاعاني


      الدمعُ الأسودُ فوقهما
      يتساقطُ أنغامَ بيانِ


      عيناكِ وتبغي وكحولي
      والقدحُ العاشرُ أعماني


      وأنا في المقعدِ محترقٌ
      نيراني تأكلُ نيراني


      أأقول أحبّكِ يا قمري؟
      آهٍ لو كانَ بإمكاني


      فأنا لا أملكُ في الدنيا
      إلا عينيكِ وأحزاني


      سفني في المرفأ باكيةٌ
      تتمزّقُ فوقَ الخلجانِ


      ومصيري الأصفرُ حطّمني
      حطّمَ في صدري إيماني


      أأسافرُ دونكِ ليلكتي؟
      يا ظلَّ الله بأجفاني


      يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
      يا أجملَ.. أجملَ ألواني


      هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
      أحلى من عودةِ نيسانِ؟


      أحلى من زهرةِ غاردينيا
      في عُتمةِ شعرٍ إسباني


      يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
      فدموعُكِ تحفرُ وجداني


      إني لا أملكُ في الدنيا
      إلا عينيكِ ..و أحزاني


      أأقولُ أحبكِ يا قمري؟
      آهٍ لو كان بإمكاني


      فأنا إنسانٌ مفقودٌه
      لا أعرفُ في الأرضِ مكاني


      ضيّعني دربي.. ضيّعَني
      إسمي.. ضيَّعَني عنواني


      تاريخي! ما ليَ تاريخٌ
      إني نسيانُ النسيانِ


      إني مرساةٌ لا ترسو
      جرحٌ بملامحِ إنسانِ


      ماذا أعطيكِ؟ أجيبيني
      قلقي؟ إلحادي؟ غثياني


      ماذا أعطيكِ سوى قدرٍ
      يرقصُ في كفِّ الشيطانِ


      أنا ألفُ أحبّكِ.. فابتعدي
      عنّي.. عن ناري ودُخاني


      فأنا لا أملكُ في الدنيا
      إلا عينيكِ... وأحزاني



      --------
      الغاضبون

      يا تلاميذَ غزَّةٍ...

      علّمونا..

      بعضَ ما عندكمْ

      فنحنُ نسينَا...

      علّمونا..

      بأن نكونَ رجالاً

      فلدينا الرجالُ..

      صاروا عجينا..



      علِّمونا..

      كيفَ الحجارةُ تغدو

      بينَ أيدي الأطفالِ،

      ماساً ثمينَا..



      كيفَ تغدو

      درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً

      وشريطُ الحريرِ..

      يغدو كمينَا



      كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..

      إذا ما اعتقلُوها

      تحوَّلتْ سكّينا...



      يا تلاميذَ غزَّةٍ

      لا تُبَالوا..

      بإذاعاتنا..

      ولا تسمَعُونا..



      إضربوا..

      إضربوا..

      بكلِّ قواكمْ

      واحزموا أمركمْ

      ولا تسألونا..



      نحنُ أهلُ الحسابِ..

      والجمعِ..

      والطرحِ..

      فخوضوا حروبكمْ

      واتركونا..



      إنّنا الهاربونَ

      من خدمةِ الجيشِ،

      فهاتوا حبالكمْ

      واشنقونا...



      نحنُ موتى...

      لا يملكونَ ضريحاً

      ويتامى..

      لا يملكونَ عيونا



      قد لزمنا حجورنا...

      وطلبنا منكمُ

      أن تقاتلوا التنّينا



      قد صغرنا أمامكمْ

      ألفَ قرنٍ..

      وكبرتُمْ

      -خلالَ شهرٍ- قرونا



      يا تلاميذَ غزَّةٍ

      لا تعودوا...

      لكتاباتنا.. ولا تقرأونا

      نحنُ آباؤكمْ..

      فلا تشبهونا

      نحنُ أصنامكمْ..

      فلا تعبدونا..



      نتعاطى القاتَ السياسيَّ..

      والقمعَ..

      ونبني مقابراً...

      وسجونا



      حرِّرونا

      من عُقدةِ الخوفِ فينا..

      واطردوا

      من رؤوسنا الأفْيونا..



      علّمونا..

      فنَّ التشبُّثِ بالأرضِ،

      ولا تتركوا..

      المسيحَ حزينا..



      يا أحبّاءنا الصغارَ..

      سلاماً..

      جعلَ اللهُ يومكمْ

      ياسمينا

      من شقوقِ الأرضِ الخرابِ

      طلعتمْ

      وزرعتمْ جراحنا

      نسرينا



      هذهِ ثورةُ الدفاترِ..

      والحبرِ..

      فكونوا على الشفاهِ

      لُحونا..



      أمطِرونا..

      بطولةً، وشموخاً

      واغسلونا من قُبحنا

      إغسلونا..



      لا تخافوا مُوسى

      ولا سحرَ موسى..

      واستعدّوا

      لتقطفوا الزيتونا



      إن هذا العصرَ اليهوديَّ

      وهمٌ..

      سوف ينهارُ..

      لو ملكنا اليقينا..



      يا مجانينَ غزَّةٍ

      ألفُ أهلاً...

      بالمجانينِ،

      إن هُم حرّرونا



      إن عصرَ العقلِ السياسيِّ

      ولَّى من زمانٍ

      فعلّمونا الجنونا..


      هاملت شاعرا

      أنْ تكوني امرأةً .. أو لا تكوني ..

      تلكَ .. تلكَ المسألَهْ

      أنْ تكوني امرأتي المفضَّلهْ

      قطَّتي التركيَّة المدلَّلهْ ..

      أنْ تكوني الشمسَ .. يا شمسَ عُيوني

      و يداً طيّبةً فوقَ جبيني

      أنْ تكوني في حياتي المقْبِلَهْ

      نجمةً .. تلكَ المشكِلَهْ

      أنْ تكوني كلَّ شيّْ ..

      أو تُضيعي كلَّ شيّْ ..

      إنَّ طبْعي عندما اهوى

      كطبْع البَرْبَريّْ ..

      أنْ تكوني ..

      كلَّ ما يحملُهُ نوَّارُ من عُشْبٍ نديّْ

      أنْ تكوني .. دفتري الأزرقَ ..

      أوراقي .. مِدادي الذهنيّْ ..

      أنْ تكوني .. كِلْمةً

      تبحثُ عن عُنوانِها في شَفَتيّْ

      طفلةً تكبرُ ما بين يديّْ

      آهِ يا حوريةً أرسَلهَا البحرُ إليّْ ..

      و يا قَرْعَ الطُبُولِ الهَمَجيّْ

      إفْهَميني ..

      أتمنَّى مُخْلصاً أن تَفْهَميني

      رُبَّما .. أخطأتُ في شرح ظنُوني

      رُبَّما سرتُ إلى حُبِّكِ معصوبَ العيونِ

      و نَسَفْتُ الجسرَ ما بين اتِّزاني و جُنوني

      أنا لا يمكنُ أن أعشقَ إلاّ بجُنوني

      فاقْبَلِيني هكذا .. أو فارْفُضِيني ..

      *

      إنْصتي لي ..

      أتمنَّى مُخْلصاً أنْ تُنْصِتي لي ..

      ما هناكَ امرأةٌ دونَ بديلِ

      فاتنٌ وجهُكِ .. لكنْ في الهوى

      ليس تكفي فتنةُ الوجه الجميلِ

      إفْعَلي ما شئتِ .. لكنْ حاذِري ..

      حاذِري أنْ تقتلي فيَّ فُضُولي ..

      تَعِبَتْ كفَّايَ .. يا سيِّدتي

      و أنا أطرُقُ بابَ المُسْتَحيلِ ..

      فاعشقي كالناس .. أو لا تعشقي

      إنَّني أرفُضُ أَنْصَافَ الحُلولِ ..،


      --------
      أحلى خبر

      كَتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ

      (أُحبُّكِ جدّاً)

      كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ

      ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي

      فوق سُورِ القَمَرْ

      و فوق كراسي الحديقةِ..

      فوقَ جذوع الشَجَرْ

      وفوق السنابلِ ، فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ..

      و فوق الكواكب تمسحُ عنها… غُبارَ السَفَرْ..

      حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ

      حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ..

      ألم تُبْصِريها ؟

      على وَرَقات الزهَرْ

      على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ

      على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ

      ألمْ تَلْمَحيها ؟

      على كُلِّ غصنٍ ، و كُلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ

      كَتبتُ على دفتر الشمس

      أحلى خبرْ..

      (أُحبُّكِ جداً)

      فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ

      --------
      بلقيس

      فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
      ان تشربوا كاساً على قبر الشهيده
      وقصيدتي اغتيلت وهل من امه في الارض
      الا نحن .. نغتال القصيده
      بلقيس كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
      بلقيس


      كانت إذا تمشي ترفقها طواويس
      وتتبعها أيائل
      بلقيس
      يا وجعي ..
      يا وجع القصيده حين تلمسها الانامل
      هل يا ترى ..
      من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
      قتلوك يا بلقيس ..
      ايه امه عربية ..
      تلك التي تغتال اصوات البلابل ؟
      اين السموأل ؟
      المهلهل ؟
      والغطاريف الاوائل ؟
      فقبائل قتلت قبائل ..
      وثعالب قتلت ثعالب ..
      وعناكب قتلت عناكب ..
      ساقول يا قمري عن العرب العجائب
      فهل البطولة كذبه عربية ؟
      ام مثلنا التاريخ كاذب ؟
      بلقيس
      لا تتغيبي عني
      فإن الشمس بعدك
      لا تضيئ على السواحل ..
      ساقول في التحقيق :
      ان اللص اصبح يرتدي ثوب
      المقاتل
      واقول في التحقيق :
      ان القائد الموهوب اصبح
      كالمقاول ..
      واقول
      ان حكاية الاشعاع
      اسخف نكتة قيلت ..
      فنحن قبيله بين القبائل
      هذا هوا التاريخ يا بلقيس
      كيف يفرق الانسان ..
      مابين الحدائق والمزابل
      بلقيس ايتها الشهيدة .. والقصيدة ..
      والمطهرة .. النقية ..
      سبأ تفتش عن مليكتها
      فردي للجماهير التحيه ..
      يا اعظم الملكات ..
      يا امراة تجسد كل امجاد العصور
      السومريه
      بلقيس
      يا عصفورتي الاحلى ..
      ويا ايقونتي الاغلى ..
      ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية
      اترى ظلمتك ان نقلتك
      ذات يوم .. من ضفاف الاعظمية
      بيروت تقتل كل يوم ولدا امنا ..
      وتبحث كل يوم عن ضحيه
      والموت .. في فنجان قهوتنا ..
      وفي مفتاح شقتنا ..
      وفي ازهار شرفتنا ..
      وفي ورق الجرائد ..
      والحروف الابجديه ..
      ها نحن .. يا بلقيس
      ندخل مرة اخرى العصور الجاهليه ..
      ها نحن ندخل في التوحش
      والتخلف .. والبشاعه .. والوضاعه
      ندخل مرة اخرى .. عصور البربريه
      حيث الكتابه رحلة
      بين الشظية .. والشظية ؟
      فهي اهم ما كتبوه في كتب الغرام
      كانت مزيجا رائعا
      بين القطيفه والرخام
      كان البنفسج بين عينيها
      ينام ولا ينام ..
      بلقيس يا عطرا بذاكرتي
      ويا قبر يسافر في الغمام
      قتلوك في بيروت مثل اي غزالة
      من بعد ما قتلوا الكلام
      بلقيس
      ليس هذه مرثية
      لكن ..
      على العرب السلام
      لكن ..
      على العرب السلام
      لكن..
      على العرب السلام
      بلقيس
      مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون
      والبيت الصغير
      يسائل عن اميرته المعطرة الزيول
      نصغي الى الاخبار .. والاخبار غامضه
      ولا تروي فضول ..
      بلقيس
      مذبحون حتى العظم
      والاولاد لا يدرون
      ما يجري ..
      ولا ادري انا ..
      ماذا اقول ؟
      ولا ادري انا ..
      ماذا اقول ؟
      بلقيس
      يا بلقيس
      يا بلقيس
      كل غمامه تبكي عليك ..
      فمن ترى يبكي عليا
      بلقيس .. كيف رحلتي صامته
      ولم تضعي يديك
      على يديا ؟
      بلقيس
      كيف تركتنا في الريح
      نرجف مثل اوراق الاشجار ؟
      وتركتنا نحن الثلاثه .. ضائعين
      كريشه تحت الامطار ..
      اتراك مافكرت بي ؟
      اتراك مافكرت بي ؟
      وانا الذي
      يحتاج حبك ..
      مثل ( زينب )
      او ( عمر )
      بلقيس
      ان هم فجروك .. فعندنا
      كل الجنائز تبتدي في كربلاء ..
      وتنتهي في كربلاء ..
      البحر في بيروت
      بعد رحيل عينيك استقال ..
      والشعر .. يسأل عن قصيدته
      التى لم تكتمل كلماتها ..
      ولا احد .. يجيب على السؤال
      اخذوك ايتها الحبيبه من يدي ..
      اخذوا القصيده من فمي ..
      اخذوا الكتابه .. والقراءة ..
      والطفولة .. والاماني
      اني لا اعرف جيدا ..
      ان الذين تورطوا في القتل
      كان مرادهم ان يقتلوا كلماتي !!!
      نامي بحفظ الله
      ايتها الجميلة
      فالشعر بعدك مستحيل
      والانوثه مستحيله ..،


      --------

      إلى رجل
      متى ستعرف كم اهواك ..... يارجلا
      ابيع من اجله الدنيا ..........ومافيها
      يامن تحديت في حبي له...... مدنا
      بحالها ......وسامضي بتحديها
      لو تطلب البحر ....في عينيك اسكبه
      او تطلب الشمس...في كفيك ارميها
      انا احبك ....فوق الغيم اكتبها
      وللعاصفير والاشجار...احكيها
      انا احبك, فوق الماء انقشها
      وللعناقيد..والاقداح..اسقيها
      انا احبك.. ياسيفا اسال دمي
      ياقصة لست ادري مااسميها
      انا احبك , حاول ان تساعدني
      فان من بدا الماساة ...ينهيها
      وان من فتح الابواب...يغلقها
      وان من اشعل النيران.. يطفيها
      يامن يدخن في صمت.. ويتركني
      في البحر .. ارفع ماساتي والقيها
      الا تراني في بحر الحب.. غارقة
      والموج يمضغ امالي ويرميها
      إنزل عن الاهداب.... يارجلا
      مازال يقتل احلامي..... ويحييها
      كفاك .. تلعب دور العاشقين معي
      وتنتقي كلمات ... لست تعنيها
      كم اخترعت مكاتيبا... سترسلها
      وأسعدتني ورود... سوف تهديها
      وكم ذهبت لوعد... لا وجود له
      وكم حلمت باتواب ساشتريها
      وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
      وحيرتني ذراعي...اين القيها ؟
      إرجع الي... فان الارض واقفة
      وكان الارض فرت من توانيها
      إرجع ...فبعدك لا عقد اعلقه
      ولالمست عطوري في اوانيها
      لمن جمالي ؟ لمن شال الحرير؟ لمن؟
      ضفائري منذ اعوام اربيها
      إرجع كما انت صحوا كنت ام مطرا
      فما حياتي انا ... ان لم تكن فيها ؟؟

      --------

      مختارات من شعر نزار..،،

      (1)

      (حين رأيت الله.. في عمّان مذبوحاً..
      على أيدي رجال البادية
      غطيت وجهي بيدي..
      وصحت : يا تاريخ !
      هذي كربلاء الثانية..)


      (2)

      (أطلق على الماضي الرصاص..
      كن المسدس والجريمة..
      من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.
      لم تبق للصلوات قيمة..
      لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة..)


      (3)

      الصلوات الخمس لا أقطعها
      يا سادتي الكرام
      وخطبة الجمعة لا تفوتني
      يا سادتي الكرام
      وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام
      أمارس الركوع والسجود
      أمارس القيام والقعود
      أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
      وهكذا يا سادتي الكرام
      قضيت عشرين سنة..
      أعيش في حظيرة الأغنام
      أُعلَفُ كالأغنام
      أنام كالأغنام
      أبولُ كالأغنام



      (4)

      أقول : لا غالب إلا الشعب
      للمرة المليون
      لا غالب إلا الشعب
      فهو الذي يقدر الأقدار
      وهو العليم، الواحد، القهار...


      (5)

      ذهب الشاعر يوماً إلى الله..
      ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع..
      نظر الله تحت كرسيه السماوي
      وقال له: يا ولدي
      هل أقفلت الباب جيداً ؟؟.


      (5)

      وماذا سيخسر ربي؟
      وقد رسم الشمس تفاحة
      وأجرى المياه وأرسى الجبالا..
      إذا هو غير تكويننا
      فأصبح عشقي أشد اعتدالا..
      وأصبحت أنتِ أقلَّ جمالا..


      (6)

      أقرأُ آياتٍ من القرآن فوق رأسه
      مكتوبةً بأحرف كوفية
      عن الجهاد في سبيل الله
      والرسول
      والشريعة الحنيفة
      أقول في سريرتي:
      تبارك الجهاد في النحور، والأثداء
      والمعاصم الطرية..

      (7)

      الاقتراب من ناديا تويني صعبٌ..
      كالاقتراب من حمامةٍ
      مرسومةٍ على سقف كنيسة..
      كالاقتراب من ميعاد غرام..
      كالاقتراب من حورية البحر..
      كالاقتراب من ليلة القدر..
      كالاقتراب من رائحة الله..

      --------

      الشعر يأتي دائما
      مع المطر.
      و وجهك الجميل يأتي دائماً
      مع المطر.
      و الحب لا يبدأ إلا عندما
      تبدأ موسيقى المطر..
      ***
      إذا أتى أيلول يا حبيبتي
      أسأل عن عينيك كل غيمة
      كأن حبي لك
      مربوط بتوقيت المطر…
      ***
      مشاهد الخريف تستفزني.
      شحوبك الجميل يستفزني.
      و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.
      و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.
      و كنزة الكشمير..
      و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.
      جريدة الصباح..
      مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.
      رائحة القهوة فوق الورق اليابس..
      تستفزني..
      فما الذي أفعله ؟
      بين اشتعال البرق في أصابعي..
      و بين أقوال المسيح المنتظر؟
      ***
      ينتابني في أول الخريف
      إحساس غريب بالأمان و الخطر..
      أخاف أن تقتربي..
      أخاف أن تبتعدي..
      أخشى على حضارة الرخام من أظافري..
      أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..
      أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..
      ***
      هل شهر أيلول الذي يكتبني؟
      أم أن من يكتبني هو المطر؟؟
      ***
      أنت جنون شتوي نادر..
      يا ليتني أعرف يا سيدتي
      علاقة الجنون بالمطر!!
      ***
      سيدتي
      التي تمر كالدهشة في أرض البشر..
      حاملة في يدها قصيدة..
      و في اليد الأخرى قمر..
      ***
      يا امرأة أحبها..
      تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..
      يا امرأة تحمل في شحوبها
      جميع أحزان الشجر..
      ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..
      يا امرأة توجز تاريخي..
      و تاريخ المطر!!.





      وتحياااتي لجميع عشاق الشعر ,,


      اختكم ~~ رمش المها


      [/B]


    • رمش المها

      الشاعر نزار قباني شاعر كبير

      شعره قمة الجمال

      لا خلاف على شاعريته وهناك خلاف في الفكر فقط


      جهدك كبير هنا في هذا الموضوع

      جهد تستحقي التقدير عليه

      شكرا لك

      ولك كل الود والتحيه
      ]
    • رمش المها


      تسلمين والله أستمتعة كثير في قرائة الديوان


      والمعلومات عن الشاعر الكبير نزار القباني


      تستحقي كل التقدير سيدتي


      تقبلي تحياتي


      الطواش
      ودني لك أو تعال وجيبني لك
      صاحبي ياحبني لك...
      أجلس وخلها الأماني تبتديك أو تنتهي لك..M..
      With out you there
      is
      No place to belong
    • وااااااااااااااااااااااااو عليك
      $$e

      دايما تتحفينا بالمثير


      انا من محبي النزاريات
      $$e


      تابعي


      |a
      هذا من فضل ربي $$9