انــتي وانا.. (مذكــرات أم)

    • انــتي وانا.. (مذكــرات أم)



      طبعا للأمانه القصه منقوله ...



      تغادر القصص.. لتحل محلها قصص جديـدة... وها هي اوراقي تتصدر نفسـها لتكون السباقة في خط الحروف والاسطــر لمنحيات حياة جديدة..


      حســـنا..

      اتعتقدون ان العائلة مبدأ مهم؟؟؟؟

      حقا... ألم يبادر هذا السؤال في بالكم؟؟

      الأب.. الذي يتحكم بكل شي.. ويقرر من يذهب ومن يبقى.. من يتحرك ومن يسكن.. ومن ينال ومن لا ينال..

      الأم... التي احيـانا تفرق في حب اخ عن اخ.. لا برغبتها.. وانما.. لاسباب تخصها وترجع لها...

      الاخ... الذي كلما تراءى في نفسـه.. يمد يده.. ليضرب.. او ليسلب دمية احد او سكاكر احد..

      الاخت.. التي تتعالى ان كانت كبيـرة.. وتنافس اذا كانت صغيـرة..




      تعلـمون...


      نعم..

      انها مهمة.. وتستحق كل ما يمكن بذله في هذه الحياة لتكوينها.. وايجادها.. وتنشئتها..


      هذا هو المبـدأ في قصتنا الجديدة.. فهي تتكلم عن عائلة من اب وام.. واربع فتيات..


      ستتبادر لأذهانكم القصة الكلاسيكية.. نساء صغيرات.. فلا انكر.. قصتي مستوحاه من هذه القصة.. ومن قصة حياتي.. مع اخواتي الأربع الكبار... على الرغم اني املك اخوات صغيرات.. الا انني اجد حياتي كلها تتمحور حول اخواتي الاربع... وامي.. رغعنتنتتةتة | \واخي الكبيـر..

      اتمنى من البارء.. ان تنعجبكم.. لانها تمتلك من الحزن.. ومن الحب.. ومن الفكااهة.. ومن الابتسام.. ومن الصلابة...

      تتكلم عن العلاقات وتتكلم عن صلات الرحم... وتتكلم عن الحب من اول نظرة.. وحب.. من اخر نظرة...

      ----------------------------------------

      مقدمة تلقيـها لكم بطلـة القصـة الأولى الجازي.. زوجة وابنة واخت وام وعمة..

      الأيام.. كيف تعدي على ذاكرة الإنسان وتبين له انها مجرد حلم.. تكونفي غمضة عين ولا رمشة جفن.. سهلة مرورها الايام.. لكن ما اصعب اجتياز الانسان لذكرياتها.. يعيش في غربة نفسه.. الى ان يجبر على غربة وطنه او ابتعاده عشان يهرب منها.. الا انه يدرك انها عالقة في دهاليز دماغة اللي ما يقدر يفسرها او يترجمها او يعالجها كانها معلومة مدخلة الكترونيا.. يعرف ان هذي الامور عبارة عن حبل يسحبه شوي شوي الى الماضي.. وخصوصا اذا كان هناك بعض الأعمال "الغير منجزة" يحاول يهرب.. يتناسى يتحاشى يبتعد يضحك يسخر.. لكن.. تهاجمه الوحدة.. وسط الجموع الغفيرة وتذكره.. يا انسان.. لك شي من الماضي.. باب فتحته.. محتاج منك انك تغلـقه .. فمتى راح يكون هذا الموعـد؟؟

      وتبدا عملية الأنتظار.. لشي.. لمعجــزة.. لموهبـة.. لضربة حظ.. ترجعك الى ماضيك.. تواجه الأبواب.. وتصارع الريح والرياح الهوجاء في سبيل اغلاقها.. وطول ما انت تتعذب عشان النهاية السعيدة.. تتخلل لك ال4ياء الفرحة والمرحة اللي تشجعك.. والاشياء اللي تحبطك وتمسك يدينك عشان لا تواصل..

      بدل ما تقعد تفكر شنو اللي كان من الممكن يصير لو انا مثلا مثلا مثلا كذا كذا.. شرايك لو انك تغووووص في الأعمال " الغير منجزة" ما تظن انك من الاحسن لو انك تجرب.. بدل لا تفكر؟؟؟

      دعــوة هذي القصة الى كل من ترك مجال مفتوووح او حلم شبه المكتمل ولا رغبة متأججة اخمدها بالمصاعب والمستحيــلات.. يمكن هذي هي اللحظة اللي انتو تنتظرونها.. لان في كل دقيقة تمر.. 60 ثانية.وكل ثانية تعبر عن فرصة يديدة.. فتخليــتوا عدد الفرص اللي جدامنا……

      -----------------------------------

      أبطــــال القصــة

      عائلة حارب بن سالـم

      حارب: الأب.. اخ الجازي..
      فاطمــة:.. الزوجة الثانية وام عبدالله..
      كايد:.. الأبن الوحيد من الزوجة الأولى المتوفاة (الجوهرة) بطل القصة.. وله من العمر 27 سنة
      عبدالله:.. الابن المدلل والمفسـد.. وله من العمر 23
      موزة:.. ابنة واخت وعاشقة ولها من العمر 19
      عايشة: اخت ولها من العمر 16\

      ------------
      7 ة
      عائلة علي بن مانع

      علي: الأب.. عمود وصارية السفينة...
      الجازي:.. اخت حارب المبعدة.. وام ملائكية لاربع بنات..
      سرور: الابنة الكبـرى.. قمة في السعادة ووزن زائد.. تبلغ من العمر 25 سنة
      حور:.. تمرد.. ووقاحة. بقلبب طيب.. واسف لذيذ.. تبلع من العمر 22 سنة (البطلة الأولى)
      بدور:.. قوة نسائية.. واحتقار للرجال.. نتيجة الفكر الممتد والعقل العلمــي.. النسائي.. تبلع من الع=\7مر 18 سنة
      نور:.. طفولة ودلع.. دلال وولع.. تبلع ن العمر 12 سنة
      ماما عابدة:.. ام ثانية.. وجرعة زائدة.

      حوخ من الحب والاهتمام..

      -----------------

      حسن بن فلاح...

      حسن : الأب.. عربي متغرب.. تاجر كبيـر.. ذو قلب اكبر..
      فيــروز:.. زوجة لطيــفة.. وسليلة عائلة ثرية باكســتانية..
      حيــــاه:... جمال آخاذ.. وحدة في الذكاء.. (البطلة الثانية) تبلع من العمر 25 سنة
      جميـــلة: اخت معاونة.. ولكن غيورة تبلع من العمر 23 سنة..

      -------------------

      عائلة الأميـــر الفيصـل بن جاسم

      الأمير الفيــصل:.. اميــر مبعـد.. ومتمســك بعراقته واصالته.. والعائلة اولى من الغرب.. (ما بقول من اي مملكة او اي اسرة مالكة منعا للمشاكل)
      محمــد:.. الابن فاقد لكل ملذات الحياة.. الا من صداقة كايـد.. يبلغ من العمر 26 سنة
      العنود: بنت العمـــ المحيـرة له.. محيرة لانسان ما تععرفه ولا تدري عن هوا داره (محمد) ممتعة وظريفة.. تبلغ من العمر 22 سنة
      الهنوف:.. والدة العنود واخت الفيـصل.. شديدة التسلــط.. وشديدة الطموح.. والانانية..


      وباقي العائلات والشخصيات تأتي في سياق القصة..

      اتمنى لكم قراءة ممتعة.. والجزء اليديد راح يكون بليلة السبت ان شاء الله.

      وللي رجاء منكم... على قد الكمية اللي اقدر انزلها اتمنى عليكم قبولها من غيــــر اي مطالبات.. ترى عندي خطة حلوة ومحكمة للقصة... اتمنى منكم تستمتعون بكل لحظة فيها..


      لكم مني اجمل تحية...


      حمران النواظر...

      تنويه من الكاتبه (حمران النواظر)

      انوه في بداية القصة ان الجنسية غير موجودة.. اهي عربية.. لكن مالها وجهة معينة في بلد معين فاتمنى منكم عدم التكهن او محاولة الحزر بمنطقة القصة.. منعنا للمواجهات اللي انا بغنى عنها.. احب اخليها بلا جنسية الا اذا تمنيـتوا تخلوها ضمن مواطن قلوبكم..




      مراحب

      الجزء الأول ... الفصـل الأول


      قبل خمس وعشرين سنة.. كانت الجازي عايشة في عالم هاني..


      قبل خمس وعشرين سنة.. علي كان هاني بحياته...


      لقى حارب صديق وعزيز وغالي... وحبه وتمنى قرابه منه...


      وتقربب منه.. لكن بصورة ما عجبت حارب...

      الجازي تدخلت بهالقرابة.. وصارت اهي اسم العداوة...

      تزوجت الجازي من علي.. عن غير علم حارب..


      وراحت معاه بعيد عن حياة اخوها العزيز...


      عاشت في دنياها وعاش هو في دنياه... وتخربطت الاوراق عندهم.. لمن ضاع معاهم كايد.. ولد حارب..


      الزمن كفيل بشفاء الجروح... هذي العبارة صحيحة ولاا...


      امي دوم تقول لي ..

      يا ليلى.. الانسان يصبر على جراحه.. لان.. تكبر الصغار.. وتعمر من بعدهم الديار.. فيا ترى يا يمة.. كلامج صح؟؟؟؟؟


      ----------------------------------

      انتــي وانــا

      مذكرات أم..

      اكتـوبر 2005

      بدت ايـام اكــتوبر ببرودة بسـيطة والخريـف حمل معاه أمطـار خفيفة تهدئ من نيـران التوتر في الشوارع والزحام.. وبردت ارصفة شوارع سخنت من حرارة اغسـطس.. وعليـها مشـت الجازي بهالصبح العامـر.. متوجة من محطة الى ثانية عشان توصـل الى عيـادة الطبيـبة اللي بدت تراودها في الأيام الماضيـة.. حاولت تسـرع يالله تلحق بموعدها اللي كان الساعة 10.. تركت البيت من حوالي الساعتـين وزحمة الشوارع تخنقها وتخنق سياق التاكسـيات اللي يزمروون وف ينفس الوقت ينفسـون عن غضبهم بالشتايم في وسط الخطوط الطويلة المنتظرة.. في شوارع التفاحة الكـبرى.. "نيويورك"

      ضمت جنطتها الجلدية البنية الكبيـرة الى حظنها بقوة داخل القطار في السابواي.. لان الحرامية كثار وخصوصا في هالمحطة لذا عليها بالاحتراس.. تمسـح عن جبينها عرق توتر او يمكن رذاذ مطـر.. الا انها ما كانت مهتـمة.. اليوم عيد ميلاد نوور وبتكمل فيها 12 سنة.. والمدرسة تستعد لحفلتها اللي راح يوصل لهم كيكتها علي –زوجها الحبيب- وان شاء الله ما ينسـى..

      ابتـسمت يوم ذكرت بناتها معاها البارحة يخـططون للحفلة الليلة في المطعـم الصغيرون اللي يمتكلونه في ارض الغربة.. وشكثر كانت تفاصيـلهم ممتعة ومثيرة لدرجة ان نور ما صدقت نص اللي قالوه..

      اكيـد بيستغربون يوم ما بيلاقوني .. وعلي اكثـرهم... بس ما كنت ابيهم يعرفون عن روحتي للمسـتشفى.. يمكن احمل لهم خبـر حلو.. وابيهم يتفاجئون..
      توقعت الجازي انها يمكن تكون حامل.. مع انها في سن كبيـر.. الا انها بعدها تعد في مرحلة الخصوبة.. حست بالاحراج يوم تخيلت انها تكون حامل للمرة الخامسـة.. لكنها بعد.. فرحت.. لان يمكن هالخامس ان الله راد يكون اهو الولد اللي لطالما تمنوه بالسر قبل العلـن..

      فمن يدري.. هل هذا طفل يديد في حياتها وحياة عائلـتها... ولا؟؟؟
      ----------------------

      في الجانب الشرقي من هاي المدينة.. كانت عيـونه تجول على المباني.. وعلى الارصفة والشوارع اللي انملت باصحابها.. وزحمة العالم اللي يمرووون وهم يتدافعون او ساعات يتسارعون ويتسابقون الى اشغالهم ومهامهم..

      وفجـاة.. طلت عليه قطرة ندى فظولية.. تسيل من اول الدريشة الى تحت.. وهو يراقبها بابتسام.. خجولة وظريفة مثل رفيـجاتها وتابعتها... فما كان منه الا انه يكلـمها..

      كايـد: صباحج عسـل..

      والتفتت الى صوب الغـرفة.. يبدل ملابسه عشان يتوجه الى شغله اهو الثـاني.. وهو يمشـي.. يسحب الأولى عن الثانية.. نتيجة عاهة مستديمة من الولادة في ريله.. عاهة قدرت انها تمتص كل الدفاعات في نفسـه.. وتبعده وتخليـه وحيد في عالم مليـئ بالأهل.. والياي اكثـر..

      دخل الغرفة وهو يرفع التي شرت اللي عليـه.. فكشــف عن اكبر آثار حرووق يمكن يحملها انسان في حياته.. غطت معظم ظهره بالاظافة الى جهة اليمين من صدره وبطنه.. ولانت ملامحه بالقشعريرة والاذى.. وكانها يشوفها لاول مرة ملازمة جسمه..
      مد صبـع.. وتحسـس التحرشف.. واقشعرت اطرافه وعلى طول سحب له تي شرت كم طويل وياقة طويلة ولبسـها... وتغطى القبـح والتشوه.. وعااد كايد الى غلافه..

      نبـح عليه "ثانـدر" جلبـه الودود.. فالتفت له وهو جفلان لانه ما انتبه له.. يمكن لكبـر حجمه وتمدده مثل المخدة.. فابتتسم بعذوبة الوناسة:.. انت هني؟؟؟

      قعد على السرير وتم يمسـح عليه ويحك له يلده:.. وشلون ما تكون هني.. وانت الصاحب الوافي... ؟؟؟

      داعب ثاندر شوي.. وقام ولبس جاكيـت وبرنيـطة قطنية بلون الاسود على راسه وحمل جنطة الكاميـرا والمعدات.. وودع ثاندر اللي كان مسترخي على السرير الكبـير..

      توه بيطلع من البناية وتلفونه يرن...

      شاف الرقـم فعرفها...:... صبـاحج خير يا رب..
      حيـاة وهي تلتفت عن اختها جميـللة:.. صبـاح خير.؟؟ قول كارثــة خيـر.. قول فاجعة الخيـر..
      كايد وهو مستغرب: خير عسى ما شر
      حياة وهي مو مصدقة:... انت وينك من الصبح؟؟ وليش ما ادري عنك للحين؟
      كايد وهو يتلفت:.. لو سمحتي اختي رقم مستشفى الميانين اهووو...
      حياة ووهي تقطعه بصوت عاجز: كايد قلت لك اليوم عندي الفيتينغ مال فستان زواج جميلة صح ولا لاء؟؟؟
      كايد وهو يضرب على جبينه:.. اليوم؟؟ انه علبالي امســ..
      حياة وهي تضرب بريلها: I'VE CALLED FOR 7 TIMES AND YOU DIDN' PICK-UP شفيك يا كايد؟
      كايد وهو يحاول يتذكـر هالشي ويأشر على راعي تاكسي يوقفف له: اتصلتي فيني؟؟ متى؟؟؟
      حياة وهي تراقب جميلة المتظايقة من انشغالها:.. اتصلت فيك يمكن من الساعة ثمان الى هالحزة يوم تكرمت ورديت علي..
      كايد وهو يبـتسم بنعومة لانه لقى تاكسي ولان حياة مزاجها ناري وما عنده شي يقوله لها:.. حياة انا اسف ووحقج علي ولاله ما دري.. كنت حاذف تلفوني في الصالة و..
      كملت عنه حياة: غرقان في النوم صح...؟؟؟ بصراحة انا مادري ليش مرافجة لي واحد مثلك.. you are supposed to be my friend remember.. المرشد والموجه في الامور الصعبة..
      كايد وهو يكلم راعي التكسي: take the 58 street then cross the Hudson river and I'm yours sir… (يرجع لحياه) نعم حياة ما سمعتج؟؟؟
      حياة وهي تتكلم بسرعة قاتلة: قول لي شي كايد انت تستمتع بتعذيبي جذي ولا تظن اني امزح ولا ولا شي من هالامور يعني لي جدية..
      كايد وهو عيزان ما يدري شيقول لها:.. حيــاه ارجوج تكلمي عربي مافهم لج.. شمالمشكلة الحين اني ما رديت.. قلت لج اســف.. (يناظر ساعته) ما بعيـدها مرة ثانية.. قوليلي الحين شخبار الدريس ( ولا هو عارف اصلا ليش بتشتريه) قدج؟؟؟
      حيــاه وهي تهفهف:... ااولا.. اهو مو دريس.. اهو الصروال والقميـص الهندي اللي قلت لك عنه.. وثانيا.. للحين ما اخترته عشان يكون له شكـل.. كنت معتمدة عليك تعطيني رايك لو تييني هني..
      كايـد وعينه مفتوحة بوسع: you want me what? حياة.. انتي ساعات تكونين unbelievable
      حياة: why??
      كايـد وهو يهز راسه لان هالموضوع نافق:.. الحين خبريني.. شمـشكلتج لاني بروح الشقل..
      حيـاة وهي تناظر رزمة الملابس اللي ميـمعتها عشان تتخذ قرار في اي واحد تاخذه: محتارة في لون الملابس اللي ابيـه.. تركواااااز استوائي ولاااااا شوكولاتي حليبي..
      كايد وهو يتمنى لو انه يموت:... مادري والله.. التركوازي شفيه؟؟
      حياة وهي تاخذ نفس: استوائي.. تروبيـكال.. مادري والله محتارة مادري اختار اي لون
      كايد وهو يحك رقبته ومب عارف شيقول لها.. التفتت الى عند احد المحلات لقى عند العرض خلطة الوان ملفـته.. ومن النوع اللي يركب على حياة:... جربي البرتقـالي الباشـن.. ووو.. الأحمر.. او لا... التركوازي المداري..
      حيـاة وهي تمد شفاتها: التروبيــكال.. والله تدري.. حلو اللونين اللي قلت لي عنهم بشوف ان جان في وبرد عليك اوكيه؟ باي..

      وسكرت التلفون حيـاة.. وكايد يرمي راسه الى ورى السيت..لوكان هالشي اهو اللي بيبعدها عنه من الصبح للحين جان من زمان سواه ولا تعرض الى هالهجمة الكبيرة في دماغه..
      سايق التاكسي يلاحظه ويبتسم بسخرية عليـه:.. bad morning
      كايد وهو يهز راسه بنفس عميـق:..bad friends,.,

      ابتسم راعي التاكسي وواصل سياقته الى محطة كايد .. والاخيـر يفكـر بحياة وتعلقها اللي يزيد يوم عن يوم معاه.. من حوالي الخمس سنوات وهو يعـرفها.. من اول ايامه في اميـركا واهي ملازمته صديقة وصاحبة .. لكنها تحمل في فكـرها افكار معينه عنه اهو ما يحملها عنهها.. يوم اكتشـفها حاول انه يبتعد عنها لكنه ما قدر.. حياة بنت ممتازة وصديقة رائعة وخسارة لو الواحد يبتعد عنها في مثل هالبلاد الغربة.. لانها تشكل ملجا احيانا من الظروف القاسية وياما واجهت وياه ظروف وظروف وكانت هناك معاه اول بأول.. ما ينسى فظلها عليه ولا بينسى رباعتها..

      كايد وهو يتكلم بصوت خفيف:.. بس لو تشيلني من بالها عاطفيـا.. ..

    • الغرابة كانت سايدة في البيت من غياب امهم..لكن الملاحظة اللي كانت على الثلاجة خلتـهم –ماعدا علي – يواصلـون استعداداتهم ليومهم اليديد من المشاغل والمتاعب.. كانت سٌرور طالعة يوم وصلت نسيـم ارفيجة حور عند عتبات البيت وتوها تطفي الزقارة من حلجها .. طالعتها سٌرور بقرف وهي تتوجه لها بابتسامة وقحة..

      نسيـم..: good morning cub cake..
      سٌرور وهي ترفرف يدها عند حلجها: بال بال بال.. هالرائحة الزكية من الصبح
      نسيم ووهي تطالع سٌرور بشزر: اي ريحة؟؟؟ اااااه.. الزقاير.. شنسوي بعد.. (تمثل بحركة انها تشرب شاي بكووب) قهوة الصباح مثل ما يقولون..
      سٌرور وهي تلف اللفافة على رقبتها وتطلع شعرها من تحت الجاكيت: حور بعدها تتريق.. باي..

      مشت سٌرور عن نسيم اللي ظلت واققففة تودعها بعبارات مزعجة وضحكة قبيحة مثل وقاحتها الغير محتملة احيانا.. وطلعت لسانها لسٌرور من بعد ما غابت ودخلت البيت..

      وصلت للمطبخ وعلي كان قاعد يشرب من الجاي حليب ويقرى في الجريدة:.. صباح الخيـر عمـي.. شلونك؟؟
      رفع حاجب وعيون علي ورد نزلها الى الجريدة:.. خرق يديد اشوف؟؟
      توجهت يدها بفخر الى خشمها وين ما يتدلى قرررط دائري منه:.. عجبـك.. امس سويته.. hurts like hell but it's fashion شالاخبار عمي..شي يديد في السياسة..
      علي وهو يتنهد بقوة:.. same old politics
      نسيـم: god bless America عمي .. عشان نكون بخير وسلامة فيها..
      علي يناظرها لمن خلاها تبلع ريجها وهي تنتظر ملاحظة يديدة من ملاحظاتها العديدة: بخير وسلامة؟؟ وقرطج ؟؟ والتاتو؟؟؟ وثيابج؟؟؟ وكلامج؟؟ ولهـجتج؟؟؟؟ يعبرون عن شي فيه خير وسلامة؟؟؟
      نسيـم:chill عمي .. هاي الفاشن..
      علي وهو ينزل الجريدة ويبدى محاظرة يديدة الرقم الألف لنسيم:.. يعني حاجبج مخروق.. واذنج من للحمة الى مادري وين؟؟ والحين ما هدى لج بال الا تخرقين خشمج؟؟
      نسيــم : عمــي هاي الموضة شفيك.. وبعدين.. هاي الا تلبيس.. اقدر اشيله متى ما بغيت.
      علي اللي ما صدق: شيليه اشوووف؟؟
      نسيم تبلعمت: .. عمي شنو اشيـله بعدين بعدين.... (تصوت بصوتها وهي تتمنى الرد) حووور.؟؟ وينها حور عمي.. (تبتسم بتوتر) تأخرنا على التحصيل العلمي اليوم في الجامعة..
      علي وهو و يهز راسه: يوم واحد يا نسيـم.. يوم واحد تظلين في بيـتي.. اردج مثل ما ولدووج..

      ابتــٍمت نسيم بشي غير الفرحة.. بالخوف.. من عمها علي اللي على الرغم من عدائه الواضح لها الا انه تعرف بمحبته وعنايته ورعايته لها.. احسن من امها وابوها اللي حتى مايدرون انها راسمة لها وشـم..

      نزلت حـور وهي تلبـس الجاكيـت الصوفي وهي ترتعش:. بررررررررررررررررد اليوم... (راحت لابوها وباسته على جبينه) صباح الخير بابا..
      علي: صباح النور... بررد اليوم؟؟؟ احنا من اسبوع بدى الببرد عندنا... الله يعيننا هالسنة بس لا يكون قاسي مثل السنة اللي طافت..
      نسيـم: وناسة عمي انشاء الله يطق الثلج ونبني سنوومان ببرع.. تعرف.. doin somethin cool
      علي وهو يطالع ا لجريدة: بنشوف..
      حور : بابا وينها امي اليوم ما شفتها..
      علي والافكار ترجع له عن وين يمكن تكون زوجته اليوم.. : حطت هالملاحظة.. بتوصل اختج اليوم.. ومادري بعدين وين بتروح..
      حور وهي تتخصر: اووه عيل شنو الحين ؟؟
      علي: شنو شنو الحين؟
      حور: الليلة يبا عندي تسجيـل الكلاسات الاظافية وكنت ابي استشيركم اليوم عشان اروح اسجل؟
      علي وهو مستغربب: كلاسات اظافية لشنو؟
      نسيـم ووهي تتدخل من غير الاستئذان: كلاسات اظافية عشـان الرسم مال المتعريين
      جفت عروقه علي يوم سمع هالشي من نسيم: شنووو؟
      ضربت حور نسيم على جتفها وبنظرات نارية طالعتها:.. شفيج انتي؟؟ (تكلم ابوها) يبا هاي الرسـم اللي بالفحـم.. ناخذ موديل ونرسمه.. عشان نحاول نصقل..
      ماكملت حور بصوت ابوها اللي وقف وبان طوله الفارع بعض الشي:.. ما عندي بنات يرسمون ناس متعريين ... واعتبري الدروس الاظافية مرفوضة لاني لا انا ولا امج بنرضى
      حور وهي تتوسل بعجز لابوها: بابا بليـــز.. صدقني انا ما بسوي شي غلط كل اللي بنسويه اننا نرسم..
      علي وهو يلتفت عنها ويطلع من المطبخ: لاااا..
      تلحق وراه حور لكنها توقف لنسيم: كله منج يالسوسة
      نسيم وهي تتصنع البراءة: I didn't do anything
      حور وهي تلحق ابوها: يبا اكا الدكتور يعالج ناس يتعرون جدامه في جاه العـلم؟؟
      علي: هاي الدكتور قاسم قسم شرف عشان يخدم.. مو عشان.....
      وهو يحاول يدور كلمة حور ترد عليه: عشان شنو يبا؟
      علي ووهو ينفذ بصعوبة: عشان يتسـلى.. انا من البداية قايل لج.. الرسم مو تخصص احد يدرسه..
      حور وهي تثور.. وهاهي الجولة السبعة آلاف من مجادلات حور وابوها علي: يبا اناانمي موهبتي شلون تقول اتسـلى؟؟ شتبيني ادرس يعني ؟؟ تبيني ادرس محاسبة ولا ادرس هندسة مالية ولا... اصير شيـف مثل سٌرور؟؟؟
      علي: وهاي شغلة محترمة.. شوفيها شلون دايرة شغلها في المطعم من احسن ما يكون..
      حور وهي مومصدقة: اصير شيف يعني؟؟ ما يكفي انت وامي واهي.. بعد واحد ثالث..
      علي وهو حاط يدينه في مخابيه: نقدر نسـتفيد من موهبـة يديدة او عنصر فعال..
      حـور وهي مو مصدقة: بابا انت ما يالس تتكلم بمنطـق
      علي وهو يوافق بنته في هالكلمة: .. اوكي اوكي مو قصدي تشتغلين كشيف.. بس الرسم مو مجال الواحد يدرسه.. عندج الف موهبة تدرسينها يا حياتي وتتمعنين فيها.. وتخلين الرسم موهبة ولا هواية لج..
      حور وهي تتراجع عنه: انت دومك ضدي. في اي شي انا اختاره انت ضدي.. ماكان لازم حتى اني اراجعكم في شي لاني اعرف انه مرفوض...
      علي: حور لا تقولين جذي..

      لكن حور انسحبت من الصالة وهي تمشي بسرعة .. انتشلت جنطتها وولووح الرسم والجاكيت وطلعت من البيت وونسيـم تتبعها.. وتناديها.. لكن لا حياة لمن تنادي..

      طلعت حور من البيت وعلي تبعها لعند الباب لمن اختفت من عند زاوية الشارع الى مسيرتها اليومية الى جامعتها.. حس بالانزعاج من نفسٍـه ومن بنته في نفس الوقت.. شلون طلعت غير عنهم كلهم.؟؟ شلون طلعت جذي متحررة زيادة عن اللزوم وميولها غير مناسبة معظم الوقت..

      سكـر الباب وماما عابدة -المربية والمرافقة طول سنوات غربتهم في اميـركا-واقفة وهي مجتفة يدينها تناظره وكأنها تطالبه باستفسـار..

      علي وهو يرد على سؤالها الصامت:...لمصـلحتها يا عابدة.. مو عنادا لها او شي ثاني... شنو ترسم وما ترسم... انه ما دخلتها جامعة عشان تضيع سنوات من عمرها في اشياء ما منها فايدة
      عابدة: بس ازا كان اللي بيرحها كده.. ليه توئف في طريقها..
      علي وهو يلتفت:.. صدقيني.. لمصــلحتها..

      هزت راسها عابدة بالنفي ودخلت المطبـخ.. تنظف اللي انرمى .. وتعدل.. وهي غير موافقة على تصرف علي وتحسه غير عادل بحق حور.. مع انه يحمل اكبـر حب واكبـر اهتمام لها الا انها ما تلقى منه الا الرفض كجواب.. هل هو عناد؟؟؟ او ان حـور بالفعل طايشة..

      لبسـ علي الجاكيت وتسلح ضد البرد القارس.. وتوجه الى برع البيت.. والجازي ترجع لدماغه وتفكيـره... وين من الممكن انها تكون بهالصبـح؟؟؟ وين راحت بالضبـط؟؟ وشلون تروح في مشاوير من غير ما تخبرني او حتى تقول لي شي.. حسيتها من ايام تخفي عني شي.. وكم مرة حاولت استعلم منها الا انها ما قالت شي.. ما تدري ان مو من عوايدها تخبي عني شي.. ولا الغموض من سلوكياتها المعهودة..

      ----------------------

      طول الوقت كانت حور ساكــتة عن نسيم اللي تكلمها في مختـلف المواضيع وما اترد عليها بكلمة وحدة... وكأنها مب اهي اللي افتعلت المشكلة وتسببت برفض ابوها للحصص الاضافية اللي اهي بحاجة لها بصورة كبيـرة.. مو كفاية الوقت الكبير اللي تمضيه في المطعم.. بعد ما يكفيه يبيها تشتغل له طباخة.. مو كفاية نسيم وامي.. حتى اهي بعد..

      نسيـم وهي تطلع زقارة عشان تدخنها.. جان تسحبها من يدها حور وترميها على الارض وتدوسها: لمعلوميـتج مو كل الناس تشتهي ريحة هالزفت هذا؟
      نسيم بنكران تطالع الزقارة المدهوسة: what did you do that for??
      حور وهي تنفجر في ويه نسـيم مو عارفة انها مصـدر اهتـمام شخص يراقبها من اول ما دخلت لحد هاللحظة: انتي اخر من يتكلم.. كله منج ومن اللي يطلع من تحت راسـج؟؟
      نسيم بدهشة: انا؟؟ قوليلي شسويت؟؟
      حور: شسويتي؟؟؟ ليش ثرثرتي جدام ابوي عن سالفة المودلز وخربطتي؟؟؟ كنتي تدرين انه بيرفض وكنتي تدرين اني كنت متخوفة من هالشي بالذات.. قمتي ورحتي وخرتي ونجبتي يمه..
      نسيـم: how I was suppose to know 7oor انا مو في بالج ولا خيـالج
      حور مو مصدقة تنفجر مرة ثانية في وويه نسيم: نســـيم انه امس قايلتلج.. قايـلتج وماخذة نصيــحتج وانتي اللي قلتيلي اذا تبين ابوج يوافقق خلي امج تكون ويـاج؟؟
      نسـيم وهي مستغربة: انا قلت جذي؟؟ متى؟؟؟ ترى ماذكر حور؟
      حور وهي تبع دعيونها عنها: شلون تذكرين؟؟ ما يهمج الموضوع.. مو حياتج هذي.. مو هبـتج ولا حلمج؟؟ فليش تهتمين.. انتي بنفسـج ما تهتمين شلون بتهتمين في الناس...
      نسيـم اللي حست بظيج حور صج الحين: حور ووالله اسفة مادري بالدنيا.. تدرين فيني اقول شي دقيقة والدقيقة الثانية يتبخر الكلام..
      حور تناظر نسيم وبعيونها دموع القهر:.. كنت محتاجة لموافقته... كنت محتاجة الى الدروس الاظافية عشان ما اظيع الوقت في المطعـم.. وكنتي تدرين... نسيــم من متىوانتي ارفيجتي؟؟؟ اذا نسيتي كل شي شلون بتنسين هالشي؟؟؟؟

      سكتت نسيم وحور التفتت عنها وهي تبجي بصمت.. كل ما تهمل دمعة تمسحها بقهر باصابعها المثلجة.. ونسيـم كانت في حالة من الحزن والصمت على حال ارفيجتها اللي تسببت فيه.. وتمنت لو انها تختفي من هالكرة الارضية لان ما منها فايدة..

      نسيم وهي تلم حور اللي استرسلت في حزنها يوم لمتها: انه اسفة حور.. وصدقيني لو فيني شي اسويه لج.. جان سويــته.. لكن والله اسفة.. سامحيني.. انتي تعرفيني من زمان.. انه هبله ودومي اخوره وانجبه.. لكن ما كان قصدي اني اسيئ لج.. واصلا ابوج هذا ما عنده سالفه.. (تقلد على صوته) كله لا كله لا لا لا لا.. اخافه نسى النعم في حياته.. انتي ما شفتيه يوم شاف القرط اليديد في خشمي.. اقول له تلبيس ابيه يقزرها قال لي شيليه اشوف..
      حور وهي تطال خشم نسيم وتوها ملاحظه القرط: اوه.. توني ملاحظته.. متىحطيتيه..
      نسيم بفخر: حطيـته امس عند جارتنا جيسي.. تعرفينها تسوي تاتوووز وهالشفلات.... عجبج؟
      حـور وهي تمسح دموعها وتراقب ملامح نسيم المشوهه بالمكياج.. ابتسمت في ويهها وجاملتها: وايـد حلو عليـج..
      نسيم وهي تبوس خد حور.. سوري حووور
      حور وهي تبتسم باستسلام:.. رب ضارة نافعة.. يمكن من المقرر في حياتي اني اشتغل للساعة عشر بلليل في مطعم ابوي..
      نسيم وهي تحظنها: فكري فيها يا حور.. انتي بتظلين تشتغلين لسبب..
      حور وهي تحاول تلاقي سبب: for what reason?
      نسيم بابتسامة ذكية: عشان كل ما اييـلج تعطيني شوي من الآبل باي اللي تسويها سٌرور بمهارة وجدارة... for freee

      ناظرتها اول شي لفترة.. لكنها انفجرت من الضحك عليها وهي تهز راسها عجب من كلامها ومن افكارها.. وتخلت حور بهاللحظة عن زعلها على ارفيجتها.. واسترسلت في ضحك من بعد بكاء خفيف مثل رذاذ المطر..

      وكايد ما شال عيونه من عليهم يراقب القصة ا لقصيرة اللي مرت جدام عيونه.. في صبح مطر رذاذ..

      تذكر يوم تعطلت سيارة التاكسي جدام مدخل الساب واي.. حس بالقهر لانه بيتعطل عن الشغل ولانه بيركب في القطار.. لكن الحين.. لقى السبب الي ادى الى كل هالامور.. انه يراقب هالقصة القصيـرة ودموع الرذاذ اللي جابلها اليوم الصبـح يوم طلت عليه بفظول.. ولكن هالمرة انسابت على خد بنت يمكن تكون اجمل بنت شافها في نيويورك.. ماهي رقيقة ولا هي خشـنة.. سمارة خفيفة عربية وعيـون واسـعة بهدب كثيف.. وشعـرها كان حرير وقصـير الى جتفها.. وابتسامتها ترد الروح مع انها وايد ضعيفة.. يوم انتبهت له ارفيجتها المخيـفة نزل عيونه بسـرعة وكانه حرامي..

      نسـيم وهي تناظره بغزل وواضح: well hello my prince charming
      حور وهي تناظر روحها في المنظرة الصغيرة: شفيج ؟؟؟
      نسيـم وهي تطالع حور بغرور: ولا شي.. بس توني صايدة واحد يناظرني بنهم.. القرط بدى يعطى مفعول
      حور: هههههههههههههههههههههه.. ووينه هالمعجب السري؟
      اشرت عليه نسيم.. ولكن.. كان غير موجود.. فانصدمت:..... توه كان هني؟؟؟
      حور وهي تراقب نسيـم: الظاهر الزقاير مأثرة عليج
      نسيم: مالت عليج.. هاي زقاير مب حشيشة.. لكن صدقيني.. (بلهجة شاعريه) اذا لي نصيب.. بلاقيه مرة ثانية... في هالدنيا... ولا دنيا ثانية...

      ضحكت حور بقو على نسيم وهبالتها.. وما سمحت لها لفرصة انها تراقب كايد اللي تحرك من مكانه يوم حس لنظرات نسيم القوية.. واول ما توقفف القطار نزل من عليه لانها اهي محطـته.. وظل يمشي الى بناية شغله.. وهو يتذكر البنت.. صاحبه هالصباح.. وابتسم مع نفسه... لحد ما قطع ابتسامته صوت التلفون يرن...


      مرحـــــــــبا

      تزايدت امطار النهار.. وتحول الضوء الى ظلام بعيـون الجازي.. طلعت قبل نص ساعة من العيادة وما تدري وين تتوجه.. ظلت تمشي وتمشي لمن وصلـت الى احد الباركات المفتـوحة.. ولاقت نفسـها منجذبة الى هذاك المجال الواسع الخالي تقريبا من الناس.. جذبت نفسـها من البرد المسيطر في المكان.. واكثر شي الرطوبة.. وتحركت لداخل البارك وهي تحس بقطرات المطر تتهادل على مظلتها..

      اسودت الدنيا بعيـنها بصـورة غير طبيـعية.. وفجأة بين لها الصبح السعيد حزين ومؤذي.. وكل شي يعبر عن الألم.. ما لقت نفسها الا قاعدة على احد الكراسي الحجرية وهي ماسكة مظلتها ودمعتها جارية على خدها.. وفي مخيلـتها شريط الذكريات من صباها الى هذي اللحظة.. بناتها.. وفرحتها.. وزوجها.. وقصة الكفاح في ارض غريبة عليها وعلى زوجهـا..

      في شهور راح ينتهي كل هذا:؟ .. معقول؟؟ ابتعد عن علي.. وعن بناتي.. غصبن عني..؟؟؟ بعدني ما تمتعت منهم.. بعدني مافرحت بهم...

      بانت في دموعها ضحكة سٌرور المليانة.. وتمرد حور الجميل.. وذكاء بدور العنصري.. وحلاوة روح نور الصغيـرة..
      والاكثــر.. سيد حياتها.. وحبيب قلبها.. شعلة تمردها.. وصديقها على مر هالزمان كله.. عـلي..كيف راح تقدر انها تبتعد عنه.. كيف انها تتخلى عن احلامهم وامنياتهم وحياتهم الجميلـة..
      سحبت انفاسها بصعـوبة وهي تذكر ان حفلة نور تبدى بعد دقايق.. واهي بعيدة عن ذيج المنطقة واكيـد نور الحين قلقة وتنتظر.. شدت على عمرها الجازي وقامت من مكانها.. وكلـمة السرطان ترن في مخيـلتها مثل الجرس.. واي جرس.. جرس انذار.. يبين لها ان هذي هي نهاية حياتج.. ونهاية امنياتج.. ونهاية كل شي جميل مر في حياتج..
      حملت نفسها على المشي لحد ما توصل الى احد المحطات عشان توصل لمدرسة نور..

      وفي الدرب وهي تمـشي كانت ساهيـة.. وهي تفكر بكلام الدكـتورة.. كيف ان السرطان تفشى في عنق الرحم.. وصار من الصعب انهم يتحكمون فيه.. وشلون اهي بحاجة الى علاج كيميائي عشان يقدرون يبطئونه.. وكل ما بمعناه انهم يأخرون المحتم..

      دخلت القطار وهي تحاول تبعد كلام الدكتورة عن بالها وتفكر في حياتها.. وفي ماضيها.. وفي خطاها اللي خطتها عشان توصل لعلي وتوصل الى اميـركا معاه.. ومع هالذكريات تذكرت اشياء تحاربها وتصارعها من بداية حياتها الزوجية الى هذي اللحظة.. عائلتها في الشرق.. واهم من في هالعائلة.. اخوها حـارب..

      شهقت بتصاعد في حنجرتها.. وابعدت صورته الشابة عن بالها.. وحاولت انها ما تذكر اشياء تبعث في نفسها حزن اكبر من اللي اهي فيه.. وحطت في بالها انها على وصول لمحطه بنتها.. ولازم تكون بفرحة عامرة عشان خاطر نور لانها كانت تعد لهالحفلة من فترة واهي وخواتها كانو يساعدونها ..

      ----------------------

      وصـل كايد الى الشقل ويرن تلفونه عند باب البناية اللي دخلها ورفعه.. وبالطبع كانت المتصلة اهي حياة..

      كايد: ها حياة؟
      حياة وهي تحس بالعجز: كايد ساعدني..
      كايد وهو يتهفهف: شنو الحين بعد؟ الجوتي ما يصلح؟؟ ولا الصندل ستايله قديم
      حياة: لا الصندل اوكية.. بس عيبه انه من الساتان.. يعني ما يصـلح الى حفلات جذي؟؟
      كايد وهو يهز راسه: وانه شعرفني بهالسوالف يا حياة.. (يكلم جانيت موظفة الاستقبال) good morning jan
      جانيت: good morning kayeed
      كايد: is the prince here?
      جانيت: no he didn't show up today.. he has a convention in long island
      كايد وهو يتذكر هالشي لانه من المفروض يروح وياه ومحمد كالعادة ما راجعه لانه يتكلم مرة وحدة: ohh.. That's just great… thank you jan
      جانيت بابتسامة: u are most welcome..
      رجع لحياة على التلفون: حياة انه باخليج الحين
      حياة وهي منقهرة من تصرفاته: كايـد.. اشفيك؟؟ انت اللي قلت لي بساعدج في هالسوالف
      كايد وهو شوي يفقد اعصابه: حياة بليز مب الحين بعد شوي.. واذا تبين مساعدة اتصلي في كايل على الاكستنشن 454 وبيساعدج..
      حياة: ثانكس بت نو ثانكس.. بشوف بروحي ان جان اقدر ادبر عمري.. لكن انت... you are a bad friend
      كايد وهو يبتسم: من زمان مب من اليوم..
      حياة وهي تبتسم: بس مالي بد عنك.. يالله تيك كير..
      كايد:وانتي بعد.. باي..

      سكره من غير ما ينتظر منها باي واهي تعودت عليه جذي.. تمت واقفة وهي تناظر روحها في المنظرة الكبيـرة في محل الاحذية الكبيـر.. لمن ياتها جميلة وارفيجتـهم رجاء..

      جميـلة وهي مشمئزة: لازم تبتعدين عن هالانسان يا حياة.. ما منه فايدة..
      حياة وهي تناظر جميلة باستخفااف: من منه فايدة عيل؟؟؟
      رجاء: جميلـة ما عليج منها خليها على راحتها..
      جميلة تكلم حياة بطريقة هادئة ولكن مؤنبة: يعني في اكثر من مناسبة بين لج انه not ready for any thing
      تقاطعها حياةة: ومن قالج اني مستعدة لاي شي مع كايد... هو صديقي مو اكثر..
      جميلة وهي تناظر حياة اللي عطتها ظهرها: حطي عيني في عينج وقولي هالكلام..
      حطت عينها الرائعة في عيون اختها: جميلة ارجوج.. Not now.. not here
      رجاء وهي تمسك الثنتين: انتو اللي مب هني ولا هالوقت.. عندنا شوبينغ نخلصه.. ليله باجر الملجة ولا نعرف شنسوي.. يالله حياة يالله جميلة انسو كل شي وخلونا نكمل..

      طالعو بعض الاختين وابتسموا.. وانطلقوا في باقي رحلة التسوق العالمية .

      ---------------------

      البريك المدرسي في ثانوية بدور.. وما افظع هالفترة على قلبها.. اكثر فترة توحي بالملل ووالاشمئزاز.. صح انها في مدرسة داخلية ابوها وامها صرفوا عليها دم قلبهم عشان يدخلونها الا انها تحس بالملل فيها.. بنات العائلات الكبرى والطبقات الراقية وخصوصا العرب في حالة من الشلل الدماغي على حد قولها.. كل وحدة منهم تهتم في ظفرها اكثر من بروجكت الجامعة.. والاكثر قهر انها لازم تنضم لوحدة منهم في هالبروجكتات وين ماهي تصرف دم قلبها وتحصل الA ومعاها بنت العايلة الغنية..

      IT'S NOT FARE هاي اللي يمر في مخيـلتها.. لكن شتسوي.. اهي مضطرة عشان تلقى لها رسايل توصيات ممتازة من اساتذتها عشان تدخل احسن جامعة في البعثة الدراسة الضخمة اللي تتوقعها.. وبجذي بتقدر انها تخفف العبء اللي يحملها كل من امها وابوها..

      غرتكم بدور... انصحكم بلاء. لانها بعدها ماطلعت على جلدها الحقيقي.. بدور اكثر عنصرية جنسية في هالزمن.. تكره الرياييل.. وتفضل النساء.. وعندها المرأة اعظم ما خلق الله.. وكيف ان فكرة الLIP GLOSS خطوة تراجع في عالم المرأة.. وكيف انها لازم تكون مشغولة في البحوث العلميـة والتفكيـر الفلسفي والحياة العملية من غير التفكير في الحمل او انجاب الاطفال او حتى ادارة العائلات.. المرأة ببساطة في فكرها انخلقت عشان تحكم العالم.. واهي ما تعرف ان المرأة بالفعل بانجابها للاطفال وادارتها للعائلة تحكم العالم وتنشأه..

      يات لها صاحبتها في المدرسة.. طبعا بدور مو من النوع اللي يحب يكون علاقات في المدرسة لكن هذا ما يمنع من الزمالة والصحبة في المدرسة.. وهذي البنت اسمها تامي لي..

      (الحوار مترجم للعربي)
      تامي لي: هاي بدور .. شمسوية؟
      بدور وهي تلعب في الأكل اللي ما يعجبها لانها منتجات لحومية وهي نباتية:.. مثل الأول.. وانتي؟
      تامي لي بزعل: خايفة شوي من امتحان باجر.. علم المثلثات صعب علي وما يناسب بشرتي هههههههههه
      بدور وهي تحس بسخفها: درسي له زين وما بيصعب عليج..
      تامي لي:.. مادري شلون تقدرين تعيشين حياتج جذي.. حبج للدراسة .. (وهي تحاول تدور كلمة مناسبة).. مثـير للكآبة..
      بدور وهي تتجتف وتجابل تامي لي:.. وشنو اللي مثير للفرحة بنظرج؟؟ اخر صبغة مانيكيور ولا كونسرت لgreen day ؟
      تامي لي وهي متحمسة للفكرة الاخيرة:.. بالضبط.. هاي الاشياء البنت لازم تكون منشغلة فيها.. لازم نستانس بهالعمر.. ولين كبرنا يهتمون رياييلنا المستقبليين بالامور المملة مثل الشغل والراتب الشهري والاكل في الثلاجة؟
      بدور وهي ما تصدق مدى غباء وسذاجة تامي لي: وشنو المفروض منه نسويه في المستقبل؟؟؟
      تامي لي: لا تستخفين بالموضة يا بدور.. تراها عالم ناس يتعبون فيه عشان يكونون الافضل.. عيشي حياتج (تغمز لها) من يدري.. يمكن يعجبج الوضع...باي..

      قامت تامي لي وبدرو تناظرها بغير تصديق.. زفرت بقوة وحملت صينيتها وتوهابتقوم الا في ويهـها احد الطلاب العرب اللي يظايقونها في المدرسة.. متخذين الطابع الاميـركي في الاخلاق المنحلة والاداب المفقودة...

      اسمه كان جبر..

      جبر: hello pretty woman
      بدور وهي تناظره بطريقة مزدرية: اكثر من مرة قلت لك لا تعترظ طريجي..
      جبر وهو يتصرف بطبيعه جذابة نظرا لوسامته:.. لا تغترين.. انتي واقفة في درببي لسوزان (يطالع البنت الجميلة اللي وراها وهو يغمز وهي تناظر للاتجاه اللي يطالعه وانحرجت شوي لكن ما همها هالشي) بعدين.. من يقدر يقاوم سحر نظاراتج الdouble impact
      بدور: get lost
      جببر وهو يلتف لها بعد ما مشت عنه: eat your heart out double impact..
      ارفيجه زيد: ليش تظايقها.. خلها تولي..
      جبر وهو يطالعها بابتسامة شريرة: .. مو قبل ما تطلع من هالمدرسة..
      زيد: وبتطلع لانك تظايقها؟
      جبر وهو يمسك رقبه ارفيجه بقوة:.. وليش؟؟ تظن اني ماقدر اسويها فيها؟؟؟ لا تعلي نفسها على احد.. اهي بشر مثلنا مثل كل الناس.. لا تعامل الناس بفوقية..

      ومشى جبر الى طاولة سوزان وربعها.. اما زيد فتبع بدور الى وين ما راحت.. لقاها عند اللوكر.. ووقف بعيد عنها شوي..

      انتبهت له بدور وكشرت بويهها: شنو الحين؟ ياي تكمل الحفلة انت؟؟
      زيد وهو يبتسم بطيبة: لا.. ياي اعتذر منج على تصرفات جبر؟
      بدور وهي تفتح اللوكر وتطلع اغراضها منها:.. تعودت عليه.. ومطنشته..
      زيد وهو يحوس بعيونه بتوتر: بس انتي ليش مغرورة جذي بدور؟؟
      بدور وهي تناظره بطريقة تعبر عن الملل: انه مب مغرورة؟
      زيد ووهو ويتراجع: صج؟؟؟ ماظن.. لان تصرفاتج تعبر عن الغرور relax انتي انسانة مثلنا كلنا.. لا تعتبرين نفسج freak

      وراح عنها زيد وظلت اهي تناظر خطواته بقهر.. من يسمح لهم بهالتدخل اللي محد سامح لهم به.. مغرورة؟؟

      بدور وهي تكلم نفسها: اذا بعدت نفسي عن اشكالكم اصير مغرورة؟ اذا ابي اطور نفسي صرت معقدة... Typical act

      طلعت كتبها وانتظرت من الفترة الاخيـرة انها تنتهي وتعدي على خيـر..

      ----------------------------

      الصبـح في الشرق.. وحوالي الساعة ست ونص الصبـح نزلت موزة من على الدري وهي حاملة مكبس البخور وتوزع ريحته على ارجاء المكان.. وصوت القرآن يصدح في زواياه الرخامية.. تمت تمشي وشعرها الطويل يقطر منه الماي .. وهي تمرر الريحة وبحركة يدها تضرب الاساور الذهبية العريضة ببعضها محدثة الصور الجميل للمجوهرات.. تسمي بالرحمن بكل توزيعة بيدها.. يمين وشمال وجدام وورى.. لمن وصلت الى ارضية الصالة اللي تعتبر اخفض منطقة في البيت بتصميمها الرائع.. حطت المكبـس على الطاولة ورجعت خصلاتها الى ورى وركبت الدرجات وصولا الى المطبـخ الداخلي.. لقت فيه الخادمة تزهب الجاي اللي ريحته صدحت في المكان..

      موزة:.. جونا جهزي الريوق بابا بينزل الحين..
      جونا بابتسامتها الرقيقه: اوكي ماما موزة..
      موزة ووهي تطلع بعض الاغراض من الثلاجة: بابا عبدالله يا امس؟؟؟
      جونا: يا اليوم الفير ماما.. ويقول يبا انته ماما يوقظه االساعة عشرة يروح مزرعة..
      موزة وهي تهز راسها عجب من اخوها:.. هاي عبدالله دومه في هالمزرعة ما عمره فكر انه يروح الجامعة ولا معهد يدرس فيه.. الله يعين ابوي عليه والله... زين جونا طلعي عصيـر وخلي فيه ثلج وجرشيه في الآله.. اوكي؟
      جونا: ان شاء الله ماما...

      طلعت موزة من المطبـخ وهي توقف عند احد المرايا الكبيـرة المذهبة على الجدار.. لفت شعـرها الطويـل ودخلته على بعضه عشان يثبت.. وهزت جلابيتها عن قطرات الماي.. وقفت شوي في الصـالة وراحت من بعدها لتحت الدري وين ما غرفه عايشة اختها تصيـر..

      موزة.. بنت في منتهى الجمال والادب والاخلاق.. اللي يخليها محط انظار كل ام تتمناها لولدها.. الا ان ابوها عمره ما رضى يزوجها لانها بعدها صغيـرة.. وشي فيها يذكره باخته الجازي اللي راحت عن نظره من قرابة 25 سنة.. فظل يحاول يخليها تحت نظره وتحت حمايته لانه حتى بوجود امها .. الا ان موزة تغطي بحظورها عن الكل.. وحتى عن غياب ناصـر..

      دخلت موزة الغرفة ولقت عايشه قاعدة على كرسيها المدولب لابسة ملابسها بس قاعدة تلم شعرها الحريري الضعيف

      موزة وهي تتزاعج وياها:.. عايشة؟؟ ليش زهبتي بروححج اليوم؟
      عايشة وهي تبتسم:.. ما فيها شي.. علبالج انه من صج مقعدة ماقدر اتحرك.. واليوم صابني نشاط وتحركت وياه..
      موزة وهي تمسك شعر عايشة بلوم جميل:.. لكن انتي ناسية انج لعبتي اللي البسها وارتبها وعدلها؟
      عايشة وهي تضحك: وبظل طول عمري لعبتج يعني؟؟؟
      موزة وهي تلم اختها من ورى وتناظره في المنظرة:.. اي.. عندج مانع؟
      عايشة وهي تخفس ملامحها شوي:. مانع ولا دواس؟
      موزة وتضربها على جتفها: مالت عليج..
      عايشة: ههههههههههههههههههههههههه...

      ولمت عايشة شعرها وربطته بالكليب الخفيف وزهبت..والتفت بكرسيها الى موزة الواقفة بجمالها العريق..

      عايشة: شفتي؟؟؟ اقدر التبس واقدر اتعدل بروحي؟؟
      موزة وهي تدقق فيها: اي والله ما شاء الله عليج.. جنج اللعبات اللي يعرضونها في سبيس تون.. اتعدل بروحها.. تصيح بروحها وتسكت بروحها.. خوش شي تتطورين مع الزمن ههههههههههههههههههههههه
      عايشة: هاهاهاها... ويا هالويه.. وينه ابوي نزل ولا لاء..
      موزة: خلينا نطلع نشوفه ..

      وهم طالعين من الغرفة..

      عايشة: عبدالله هني اليوم ولا؟
      موزة: لا هني ووموصني جونا انها تخبرني عشان اوقظة الساعه 10
      عايشة: يوما ما بينقلب بغل هالصبي..
      موزة: ههههههههههههههههههههههه وليش اهو مب حصان؟
      عايشة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

      ولقوا ابوهم قاعد على طاولة الأكل اللي كانت في زاوية مسيـجة مثل الحديقة الصغيـره.. يشرب في جايه وأهدابه الطويلة منخفضة تناظر في الجريدة اللي جدامه.. وغترته ملفوفة بطريقة محترفةعلى راسه.. فسكتن البنتين وراحو لعند ابوهم بسكوت الا انه انتبه لهم ولضحكاتهم ككل صبح..

      ووجه لهم تحيته من غير ما يناظرهم:... اشوف ملكات جنتي صاحيات ؟؟
      عايشة وهي تقوم من الكرسي ببطئ وتقعد على الكرسي: يبا السموحة منك يعني بس انت ما مليت من هالجملة؟؟؟؟
      حارب وهو يناظر بنته بطريقه تعبر عن الشخصية الأخاذة:.. اي جملة بالضبط يام لسان انتي؟
      عايشة وهي تناظر ابوها:.. يعني هاي.. ملكات جنتي.. من يوم واحنا كبر الزيتونة وانت تقول لنا جذي؟
      حارب يطالع موزة اللي واقفة عنده وهي تبتسم: انا ابي اعرف هاي من وين لها طوالةاللسان..
      عايشة: يبا.. انا قلت لك السموحة.. مو قصدي شي ترى.
      حارب وهو يناظرها بحب كبيـر في عيونه:.. شوفي.. انتي وهذي.. بتمون ملكات جنتي.. من يوم كنتو كبر الزيتونة.. لليوم.. لحد باجر.. يوم الشيبات تطلع من مخكم...
      عايشة وهي تتهكم اكثر: خوش مستقبل.. الشيبات تطلع من المخ.. ابشري يا موزة فشعرج هاي بينقلب صفحة بيضا

      ضحك كل من حارب بخفة وموزة ..

      موزة: شلونك بوناصر ؟؟ عساك ابخير؟
      حارب: بخير يا مال الخيـر.. يلسي وخلينا ناكل .. والا تعالي؟؟؟
      عرفت موزة ابوها شبيسأل عنه:.. لا تحاتي.. يا البارحة.. وراقد في داره.. ويبينا نوقظه الساعة 10 عشان يرجع المزرعة..
      حارب وهو يهز راسه: انا مادري شلي عاجبه في هالمزرعة؟؟؟
      عايشة: وشنو اللي ما يعجبه فيها.. ليمون وشير وماي وتراب وطين... انا لو الودي ودي نعيش هناك..
      حارب وهو يذكــر الماضي الجميل وين ما كانت الجازي تعيش في ذيج المزرعة وياه وويا يدهم ياسين:.. الله يرحم ايام المزرعة... وين ما كنا نعيش فيها.. وريحة الليمون لحافنا في ببرد الليل.. وسكرة الصبـح..
      موزة الي قعدت وفرحت بالطاري اللي يابه ابوها:.. ابوي.. شرايك لو نروح هالاسبوع؟؟؟ من زمان ما قعدنا هناك.. وماكو الا عبدالله اللي مستحلها..
      وبصـوتها الرنان اللي طغى على المكان الوسيـع والفاظي دافعت عن ولدها: شفيه عبدالله؟؟ وليش ما يستحــلها يعني؟؟ مب حلال ابوه ولا عرق جبين ايداده؟؟؟
      سكتت موزة وبلعت ريجها بصعوبه وحارب ما كلف نفسه حتى انه يلتفت ولكنه رد على مرته بصوت احد من صوتها ولكن بهدوء..: محد قال شي عن قرة عيـنج.. كل اللي قالوه انهم يبون يروحون المزرعة؟

      وسكتت فاطمة.. وهي تمشـي بخيلاء واضح.. حرمة في عمر الخمسين الا انها تمتلك شباب اللي في الثلاثين.. جمال عربي اصيـل واخاذ وبشره متماسكة ولكن كل هذا غلاف لعجزها وقبحها الداخلي.. عمرها ما تبادلت كلمة حب ويا حارب.. وعمرهم العيال ما شهدوا مشهد من مشاعد العاطفة بين اب وام.. كل اللي تجابلوا فيه اهو الاتهامات المتبادله.. والتفرقة الواضحة بين الاولاد.. يمكن لكونها الزوجة الثانية لحارب حست بالغيرة من حرمته الاولى اللي توفت من بعد ولادة ولدها في حادثة مؤسـفة..

      قعدت فاطمة على الطرف البعيد من الطاولة وصار حارب مجابلها من غير ما يناظرها بعينها.. ونادت بصوتها على جونا:.. جونا.... ييبي لي جاي ..
      عايشة تبتسم في ويه امها: صبحج الله بالخير يا طويلة العمر..
      فاطمة تناظر بنتها بابتسامة حنونة:.. صبحج الله بالنور.. ها يمة زهبتي للمدرسة؟
      عايشة: ايه وانتظر الاميـرة موزة تزهب عشان نروح رباعه ويا السايق..
      فاطمة:.. لا اليوم بتروحين وياي.. باخذ السايق عندي زيارات اليوم للشيخة فاطمة والشيخة سبيجة..
      موزة وهي مستغربة: زين يمة انا بروح وياكم قطوني الكلية و..
      قطعتها فاطمة: خلي السايق الثاني يوصـلج.. ويا ابوج وهو رايح الشركة..
      موزة طالعت ابوها: من بعد اذنك يبا..
      حارب وهو يطوي الجريدة:.. روحي يبا لبسي انطرج في السيارة..

      قام حارب من مكانه من بعد ما رمى نظرة خاطفة عابرة الى فاطمة خلت من قلبها يتقلب من الحب الشديد له.. اللي على مر السنين انقلب الى اشبه بالجمرة اللي ما زالت تتقد بحرارتها.. لا هو يقدر ينسى الماضي.. ولا هي تقدر... وصعبه حياتهم صارت وطريقة عيشهم بعد..

      ---------------------------

      يا دور نور المتوترة في القاء فقرتها.. عن فضل الأم في حياتها.. وفضل العايلة على الانسان الطبيعي.. وقفت عند امها الي كانت متغيرة الوانها الا انها بعدها تبتسم بالطريقة الجميـلة اللي بالعادة تحملها في ويهها..

      نور وهي خايفة: ماما خايفة مابي اقدم..
      الجازي:.. وتحرمينهم من ويهج الجميل وفستانج اللي تعبتي وانتي تسوينه عشان هاليوم؟؟ شوفي ديكورج بس.. وزاويتج الحلوة.. روحي يا حبيبتي والله يوفجج بينهم..
      نور وهي تتدلع:.. اخاف اخطأ في كلمة..
      الجازي:.. حتى لو خطأتي.. استغلي خطـاج باحسن طريقة.. روحي حبيبتي والله معاج..
      توها بتمشي عن امها التفتت لها مرة ثانية :.. احبج ماما..

      باست امها على خدها وراحت.. وهالشي مزق قلبها اكثـر من الحسرة على بنتها.. وعلى حياتها اللي بتعيشها في هالزمن الطويـل.. بتمرين في سنوات من عمرج يا نور الله العالم ان جان بتواجد فيها ولا لاء.. بتمرين في مشاكل ومواققف اصعب من الوقوف جدام الناس والتكلم.. ياليت يكون وياج احد يقدر يشجعج عليها...

      ووقفت نور.. والقت كلمتها اول الشي بتوتر.. ولكن يوم شافت امها تأشر لها بالتوفيج تشجعت وابتسمت وبان التقويم الحديدي على ظروسـها.. وكلمت الفقرة بنجاح باهر ونشاط فعال... والجازي اللي كانت واقفة وهي مفتخرة في بنتها وتصرفاتها الناضجة حست لقرب حميم منها والتفتت الا ولقته زوجها يغلفها بنظرات الحيـرة والزعل منها.. فما قدرت الا انها تبتسم في ويهها بحنية تحاول انها تذوب من زعله عليها.. لكنه هز راسه والتفت الى نور وأشر لها وخلاها تضحك في وسط كلمتها.. لمن كملت وصفقوا لها بارتياح واعجاب ظاهر..

      وقفوا الناس لان الاحتفال انتهى والكل كان يمشي عشان يطلع من المكان.. الا الجازي اللي ظلت قاعدة مكانها ويا زوجها

      علي وهو مستـغرب:.. وينج اليوم؟
      الجازي وهي تيود على يده وتشد: مب الحين.. خلنا نروح لصالة الاستقبال.. وفي البيت باقول لك..

      هز علي راسه لانه يعرف ان ورى الجازي شي كبيـر.. وحاول انه يكون هادئ.. لكن لمن شي يتعلق بمحبوبته وصديقته ورفيقة دربه ما يقدر يكون هادئ.. حتى ان تحركاته كانت متوترة وغريبة وشديدة الانفعال بعض الشي..

      لمن طلعوا من المدرسة ونور ما سكتت من الفرحة وهي تعبر عن براعتها في الكلام وشلون انها استرسلت بالكلام من غير ما تحس بالتوتر واوعزت هالقدرة الى تواجد امها وابوها وياها.. لكن علي كان باله في مكان ثاني.. وما حس لارض الواقع الا يوم مسكت يده يد الجازي بابتسامتها الرقيقة الجميـلة..ومشوا الثلاثة الى اقرب تاكسي عشان يقطهم لمنطقـة مطعمهم..

      -------------------------

      في جلسة التصـوير كان كايـد خبيـر في تعامله مع العارضات اللي كانو فوظويات بعض الشي.. رتب وضعياتهم مثل ما يبي وصور الصور اللي اهو يحتـاجها.. وبهدوء كبيـر تعامل في الامور ويمكن بشوية من الخجل والارتباك لانه مو خبيـر في التخالط مع الناس.. وكانو العارضات الجميلات لعوبات بعض الشي الا انه ما اعارهم اي اهتـمام.. كالعادة سوى اللي عليه وطلع من المكان من بعد ما تلقى الشـكر.. واهتم مساعده باتريك في ترتيب الصور وتنقيـتهم.. ودخل الى مكتبه الصغـير وين ما كانت اغراضه التصويرية موجودة..

      اليوم الشعور غريب اللي يمر فيه.. من شاف البنت وهو مو قادر يشيلها من باله.. حس انها قريبة منه بصورة فظيعة.. مع انه لأول مرة يشوفها..
      سند راسه بيدينه وهو يفكر فيها.. جميلـة.. وحلـوة.. وفوق هذا الشقاوة والغرور كانو ماليين ويهها.. حتى انها ما التفتت يوم طلبت منها ارفيجتها تلتفت..

      كايد وهو يزفر: مو وقته احب.. ومو محتاج انغرم او انعجب في احد... مو وقته يا كايد..

      ودخل عليـه محمد بسرعه وسكر الباب وتسند من وراه... مسكر عيونه وكانه طفح به الكيـل.. وكايد يناظره بصورة غريبة.. مع ان محمد صاحب هالمجلة ومؤسسة العرض الا انه ارفيج كايد الروح بالروح في هالغربة المستميـتة..

      محمد وهو يفج ربطة العنق الانيقة: خلاص.. ما ع دت اتحمل.. ما عدت اتحمل يا كايد ما عدت اتحمل... صبح ريوق ويا ويه خيل.. وظهر تدشين محل يديد.. والعصر مؤتمر.. والليل عشا من سبعة اطباق.. وبآخر الليل تدشين نايت كلاب يديد او عرض ازياء عارضته يتبعون.. وفوق هذا اجتماعات مجلس الادارة.. والمقالات.. والغلاف.. و .. و ... و,,,, (قعد على الكرسي وانكسرت ملامحه الجميـلة) ما عدت اتحمل..i have had it.. I can't go on ماقدر كايد.. احس اني اختنق
      قام كايد من مكانه ووقف عند كاونتر الماي:.. اشرب لك شي وارتاح..
      قام محمد من مكانه وتخصـر بطوله الفارع: مابي اشرب شي يا كايد.. لاعت جبدي.. الحياة مملة بالنسبة لي.. نفس الروتين وكل يوم نفس الشي..

      طالع كايد شوي وهو يتهفهف وحس انه انفجر في ويهه وحط فيه الحرة من غير ماله ذنب.. يمكن كايد يمر بظروف العن من ظروف محمد...

      راح محمد عند كايد وحط يده على جتفه: I'm sorry buddy حطيت حرتي كلها فيك..
      كايد وهو يبتسم: لا ما عليك.. what's the friends for? انت بس استرخي ولا تعصب نفسك اكثر من جذي.. بتييك القرحة..
      محمد بسخرية: ليش اهي ما ياتني؟؟؟
      كايد: هههههههههههههههه .. هدي اعصابك.. واقعد واسترخي شوي..
      محمد وهو ماد يده على الطاولة: ماقدر.. الليلة عمتي عندها ديفيليه.. وابوي وبنتها بعد بيكونون هناك..
      كايد وهو مستغربب: صج والله؟؟ الساعة جم؟
      محمد وهو يطالع ساعته: مادري يمكن الساعة عشر.. شعندك انت الحين؟؟
      كايد: الحين عندي تصوير في عرض ازياء.. في ستاتن ايلاند... وعندي بعده تصوير في هني منهاتن... انت فاظي الساعة ست؟؟
      محمد: حتى لو مو فاظي بفظي روحي .. شرايك؟؟ نتلاقي في الوست بوينت.. ونروح اي محل كوفي شوب ونقعد هناك شوي.. احس اني متعب صراحة..
      كايد:chill man الويكاند بعد يومين..
      محمد وهو يسوي ربطة العنق:.. انت تشوفها يومين.. انا اشوفها سنتين.. يالله.. سي يو لايتر..
      كايد: take care

      ------------------------------------

      هذا هو الوقت.. مثل كل يوم.. اللي فيه حور توققف ويا نسيم تنتظر في قلبها طلوع خلف من محاظرته.. يدرسون في نفس الجامعة ولكن هو يدرس هندسة التصميم.. وهي تدرس فنون.. ومثل كل مرة لازم توقف وتوققف وياها نسيم اللي تتحندى وتتحرطم على هالوقفة..

      نسيم: this is too much 7oor لج في الريال سالفة روحي وكلمـيه .. لا توقفينا كل يوم بهالطريقة .. it's embarrassing محرج..
      حـور وهي تترقب طلعة خلف من محاظرته باي وقت وميتة من البرد:.. سكتي.. انتي شعرفج عن الانحراج.. جوفي اللي حاطته في خشمج وقنعي..
      نسيم وهي توقف في ويه حور بنظرات احتقار: .. الحين بتعلقين ها؟؟ من الصبح للحين.. واو عجيب حلو ولايق عليج.. والحين بتتطنزين.. انتي اسوأ انواع الاصدقاء..
      حور: يا يا .. تكلمي عن نفسج قبل.. ما تنتظرين ويا ارفيجـتج انها تشوف فارس احلامها..
      نسيم: فارس الاحلام هذا صار مصدر ملل.. باول يوم كان فن.. وثاني يوم كان فن... وثالث يوم بعد كان فن.. لكن الحين بعد مرور ستة اشهر صار ممل.. وانحراف في الشخصية..
      حور وهي تحس بكلام نسيم اللاذع... لانه صح وصابها نوع من الخيبة في الأمل والحزن وقعدت على الكرسي:.. شاسوي ... ما فيني اروح له واكلمه.. وهو كل ما يشوفني يبتسم ويمشي.. يعني وين عزة النفسـ اللي لازم احملها في قلبي... كل شي يتبخر؟؟
      نسيم وهي تقعد يمها: انتي عبالج اهو ما يفهم انج كل يوم توقفين هني مثل الصمنديقا لجمال طبيعة الله...؟؟؟ wake up sister يعرف انج معجبه فيه من جذي يسوي فيـج جذي..
      حور وهي تحس بالانحراج: الحين احس روحي قطعة تفاهه.. يا الله.. (سحبت نفس قوي وقامت) خلاص.. ما عاد لي مكان هني.. بروح من محل ما ييت.. وخلف لازم اتخطاه.. اذا هو ما يالي. انا ما بيي له... وخلاص.. that is a final decision
      نسيم وهي تشجعها: good.. that is a fine girl انتي الحين تتصرفين مثل بنت ممتازة.. وخلينا نمشي من هني لاني ما حس بمنخاري..
      حور وهي تتشجع: اوكي خلينا نمشي..

      خطوات وتخاذلت حور...

      نسيم بظيج: شنو الحيييييييين؟؟؟
      حور وهي تتراجع: شنو لو اليوم كان اهو اليوم..
      نسيم بعصبية :اي يوم حور ؟؟؟
      حور: اليوم اللي بيوقف ويكلمني فيه.. ومن بعدها .. بيكلمني مرة ثانية.,.. وثالثة,, ورابعة... ما تدرين يا نسيم.. يمكن اليوم اهو اليوم اللي بيتسجل في التاريخ
      نسيم: من ستة اشهر .. كل يوم يمر .. يا حور اهو اليوم اللي يمكن يتسجل في التاريخ؟؟ شمعنه هاليوم يعني؟؟؟
      حور وهي تعاتب نسيم: انتي صج انسانة تحب تقتل الآمال.. خلاص.. بنمشي..
      نسيم: زين... حان الوقت اننا نتخطى هالمرحلة المراهقية..

      ومشـت حور.. وهي ناسية جنطتها على الكرسي اللي كانو قاعدين فيه.. في نفس اللحظة اللي طلع فيها خلف من احد الصفوف في البناية الكبيـرة.. وتم يمشي وهو متمتع بالجو الشاعري الحالم.. وشاف حور ووياها ارفيجتها يتمشون.. اهو يعرف حور لانها كانت في صفوف الاعدادية للجامعة.. ولاحظ انها هدت جنطتها اللي كانت على الكرسي.. فحمل الجنطه ونادى على حور..

      اول شي ما التفتت حور بعدين يوم ناداها للمرة الثانية التفتت.. وكانت الصدمة اللي اهي لطالما تمنتها..

      خلف كان شاب اسمـر طويل شعره قصـير ودايما يلبس نوع من الطاقية على راسه.. وعيونه عسـلية واسعة ولامعة.. لحيـته شوي غامجة وتدل على نعومة رجولية.. وحور انعجبت فيه من المرة اللي وقف فيها وتم يشرح عن التصاميم الفيكتورية والغريغورية.. لكن اهي مافهمت ولا شي في هالموضوع.. بس فهمت شي واحد.. ان خلف هذا.. بيكون اهو سبب في دقات لقلبها..

      لكن اللي ما تعرفه حور ان خلف خاطب وخطيبته تنتظره في بلاده انه يكمل ويرجع.. ومن يدري.. يمكن وحد ة من الثنتين تنتظرها صدمة من صدمات العمر الطويل..

      حور وهي تلتفت ويدها بشعرها:.. اهلين خلف
      خلف: هلا فيج.. جنتطج هذي؟؟
      طالعتها حور وفجت عيونها.. هالجنطه اليوم صارت السبب في تدوين هاليوم في تاريخ حياتها: صج غبية.. نسيت اني نسيتها على الكرسي..
      خلف وهو يبتسم: لا ما عليج شر.. جل من لا ينسى بهالدنيا.. على الأقل انتي احسن مني.. انا مرة نسيت روحي في مكان ههههههههههههههه

      نسيم حست للنكته بايخة لكن حور ضحكت وهي تجبر نفسها على الضحك..

      خلف وهو يستأذن:... عن اذنكم.. اشوفكم على خير..
      حور وهي تحس بالاحباط:... وانت بخير وسلامة...

      توها بيلتفت عنهم الا رجع مرة ثانية:.. بمر عليج في مرسم كالاهان.. ابيج تسوين لي خدمة اذا ما عليج امر..
      حور وهي مو مصدقة حظها اليوم:.. مر..سم.. كالاهان... شدراك اني هناك؟
      خلف: وياج عيد الزهري.. واهو رفيـجي.. خبرني وانا قلت من غير حور تقدر تلبي لي هالخدمة..
      حور وهي فرحانة من قلب:.. اكيد اكيد.. اي وقت.. وانا بكون تحت امرك..
      خلف وهو منغمر من طيبة حور اللي فهمها بطريقة اخوية: الله يخليج.. يالله اشوفكم على خير..

      ومشى خلف.. وحور ظلت واقفة مكانها وهي مو مصدقة.. ونسيم بعد فاجة حلجها وهي ما تصدق..

      حور تطالع نسيم وهي فرحانة: تعرفين يعني شنو هذا؟؟؟
      نسيم: اليوم اهواليوم؟؟؟؟؟
      حور وهي تهز راسها بالايجاب والفرحة تغمرها: اليوم اهو اليوم... This is it
      This is it, This is it, this is it يوووووووووووووووووووووووووووهاهاهاهاهاهاي..

      وظلوا الثنتين مثل الميانيين يتنقزون بالحرم الجامعي والكل يطالعهم ويضحك عليهم.. وظلوا في طول دربهم يتكلمون عن المستقبل.. ووصلت سوالفهم الى يوم زواج حور من خلف.. لاي درجة يقدر توصل مخيـلة البنات الجامحة.. وفي طول درببهم اللي اخذ حوالي ساعتين من الوقت.. كانوا يمشون على طول درب النهر الى المطعم اللي يديره ابو حور.. وفي نفس الدربب كان يمشي كايد ووياه محمد.. وبدور في المطعم تحل واجباتها وتساعد سرور.. والجازي وعلي ونور بعد كانو هناك.. والمطعم في اشد حالاته من المتواجدين..

      كانت حور ويا نسيم ورى ومحمد وكايد جدام وكل حوار مختلف عن الثاني..

      محمد: احلم باشياء اكبر من جذي يا كايد.. احلم اني اكون شخص ثاني.. اسافر الاماكن اللي ابيها واسوي اللاشياء الي ابيها.. تصدق اني حتى ما اعرف العب بته؟؟ بته يا كايد.. بته عادية من غير قمار ولا شي.. ماعرف حتى شعور الانسان اللي ينط من فوق.. خاطري اسبح وخاطري اسوي اللي ابيه. كله من الممنوعات..
      كايد وهو حاط يدينه في مخابيه ويضحك عليه:.. اشفيك.. ليش مصعب الوضع على نفسك.. خلك مسترخي وكل شي بيمر عليك بخير..
      محمد وهو يمشي وهو مجابل كايد: يعني انا من المفروض اني اميـر؟؟ صح ولا لاء؟؟ ما احس اني اعيش الظروف اللي يعيشها اي امير..
      كايد: انت اميـر في ديرتك مب هني.. هاي الديرة ما تفرق بين امير ولا فقير..
      محمد: انت مينون.. اميـركا اسمها الثاني اهو التعصب العرقي والطبقي.. بس ما يبين عليهم.. في التلفزيون يسوون روحهم من احسن الناس.. لكن في قلبوهم.. العفن نابت يا حبيبي.. (يمشي وهو يحل الربطة) خاطري.. خاطري احب.. خاطري احب بنت يا كايد... احبها من كل اعماق قلبي.. وخاطري تكون... انسانة بسيطة.. تحملني في عالم البساطة...
      كايد: حب انزين.. عندك بنات الدنيا كلهم.. بس ...
      محمد وهو يحس بالاحباط: بس انا حاجزيلي وحدة.. وهالوحدة اهي اللي بتكون حبيبتي.. وللاسف الشديد اهي مو بسيطة.. ولا لها بالبسـاطة..
      كايد وهو يحط يده على جتف محمد/: ما عليه يا محمد.. لا تصعب الامور على نفسك.. كل شي قسمة ونصيب.. وما يصيب الانسان اللي الله كتبه عليه..
      يبتسم محمد في ويه كايد...: صدقت والله في هالشي.. ونعم بالله..

      نسيم كانت تتنقز بالشارع وحور تضحك عليها:.. ماصدق.. ماصدق ان وحدة منا صارت محظوظة وبدى الروليت يشتغل في صالحها..
      حور: لكن الروليت مو دايما يكون في صالح الواحد.. ساعات يطخ الراس برصاصة..
      نسيم: بس انتي خلاص يا حور.. تجاوزتي الطخة.. (تصارخ) you the among the living now girl..
      حور وهي تسكتها: سكتي بس فظحتيـنا..
      نسيم وهي تضحك: مو مصدقة والله يا حور.. انتي خلاص. .لقيتي اللي تتمنينه..
      حور وهي تهدي من نسيم ونفسها:.. خلينا الحين لا نستعيل نفسنه.. للحين ما صار شي..
      نسيم وهي مستغربة لا بل مندهشة: شنو ما صار شي.. انتي اليوم شفتيه.. وكلمج.. ولاااا بييج المرسم .. تسوين له خدمة.. ومن خدمة بتصيرون ربع وبعدين ما بيقدر يقاوم جمالج الآخاذ..

      التفتت محمد الى صوت البنات اللي يتكلمون.. والتفتت اكثر شي لان الكلام كان عربي وتم يلاحظ بنتين مزعجتين في الدرب:.. شوف شوف هالبنتين.. عافسين السكة بزعيجـهم..
      كايد وهو يلتفت بسرعة ويرجع مرة ثانية الى جدام.. ورد يلتفت مرة ثانية لكن هالمرة باندهاش.. لانها البنت اللي شافها اليوم في المترو.. وتم واقف مكانه لحد ما طافوا البنات من يمه ونسيم انتبهت له لانه نفس الشخص اللي شافته اليوم.. وابتسمت له بطريقة لعوبه لكن اهو كان يطالع حور اللي ما عطته حتى ويه.. ومرت من صوبه وكانه شيرة..

      محمد وهو يهز راسه: بنات اخر زمن.. جوف اميـركا الحلوة شتسوي في بناتنا... الحمد لله والشكر...

      اما كايد فكان واقف يطالع البنات وين ببيروحون ونسيم كل شوي تلتفت له وهي تضحك.. علبالها واقف يطالعها..

      نسيم بعيله: حور التفتي شوفي الهاندسم اللي كان اليوم في المترو؟؟
      التفتت حور وهي مستغربة: اي واحد؟؟
      نسيم : اللي لابس جاكيت جلدي..
      طالعت حور باتجاه كايد وحست لنظراته القوية تجاههم لكنها تجاهلته: so??
      نسيم وهي تضحك: صج ان اليوم يوم تاريخي علينا.. اكيد الله راسم لنا شي اليوم..
      حور: انتي اصلا مينونة.. يالله سرعي خلينا نروح داخل المطعم..


      سرعوا الثنتين وكايد على طول مشى محمد وياه الى نفس الكافيه..

      محمد معترض/: مو لازم هالكافيه يا كايد.. خلنا نروح الثاني شكله مزحوم..
      كايد بصوت حماسي لاول مرة يحس فيه بنفسه: ما تفهم محمد.. اليوم هالبنية للمرة الثانية اشوفها..
      محمد : اي وحدة؟؟ المينونةولا ؟؟
      كايد: الثانية.. اول ما شفتها اليوم (وهو يمشي صوب الكافيه) مادري شلون.. حسيت ان لي صله بها..
      محمد وهو مستغرب من كايد: شفيك كايد؟؟ لا يكون بس صابك مس..
      كايد وهو يمشي محمد وياه: ما عليك انت الحين.. خلنا ندخل ونشوفها.. بليز.. خمس دقايق بس..
      محمد وهو يطالع ساعة الروليكس اللي عليه: اوكي بس ما نطول.. لازم اكون الساعة ثمان في البيت عشان اجهز ونمر على فندق عمتي وبنتها..

      يا ترى.. كايد بيتبع حور؟؟
      ومن بعد ما يتبعها شبصير؟؟؟
      بيتلاقى مع الجزء الضائع من اهله..
      والا كل الامور بتظل عالقة في دهاليز الغربة..
      يتلاقون ويتعارفون ويتزاملون يمكن.. لكن بيعرفون بعض؟؟؟

      إلى اللقاء مــــــــــع
      الفصل الثاني من الجزء الأول


      الفصل الثاني...(قراءة ممتعة)


      تبع كايد حور ونسيم ودخل داخل المطعم اللي كان مزحوم بصورة كبيـرة.. لكن بعد كان هناك المجال والظاهر ان الناس كانت مستمتعة.. الحان فيروز كانت تصدح في المكان وثلاثة ارباع الموجودين من العرب.. لكن ما كو اي اثر لحور اوارفيجتها..

      محمد: وينها البنت؟
      كايد وهو يدورها ومستغرب اختفائها: مادري .. دخلت هني صح؟
      محمد: ايه.. انتظر شوي ويمكن نلاقيها..

      لقوا لهم مكان عند الكاونتر وقعدوا.. وطلعت من داخل المطبـخ سرور بضحكتها الكبيـرة وكانها تابعة لسالفة من الداخل.. ووراها طلعت حور وهي لابسة المريلة وترفع شعرها وتدبسه بقلم رصاص..

      حطت سرور الكيكة داخل الحافظة بانتباه كايد لها ومن بعدها لحور..ظلت سرور تسمع لطلبات الناس وتكتبها في الاوراق وكايد عيونه شوي على حور اللي واقفة عند الطرف الثاني وشوي عند الناس وجو المكان.. اما حور فهي تؤدي شغلها بصورتها المعتادة.. تاخذ طلبات الناس وتبتسم معاهم وكانها في محيط عائلتها..

      محمد وهو يقطع الفوظى بصوته: كايد we have to go.. I have a meeting to fulfill
      كايد وهو يطالعه: اوكي بس خمس دقايق ونمشي من هني..
      سرور وهي تكلمهم: شنو اقدر اقدم لكم..
      محمد ما انتبه الى سرور لانه كان يطالع المكان من حواليه ونادته سرور بصوت ارفع:.. hello Mr. what can I get you?
      انتبه لها محمد وطالعها بصدمة: انا؟؟؟ ام... ابي كاباتشينو وكرواسون..
      سرور: ما كو كرواسون الحين تبي كيك؟
      محمد: not that much into sweet.. ابي شي خفيف..(انتبه محمد الى وزنها الزائد شوي) الظاهر انج متخصصة حلاوة
      سرور وهي تضحك بحلاوة روح:.. الحلاوة اهي مصدر السعادة والنشاط في العالم.. انصحك بهالكيكة.. اربع طبقات من الشوكولاااا والفروست الحليبي.. (وهي تطلعها من تحت الغطا) وتقدمة مني.. هالفراولة (وهي تقطعها على الكاونتر) .. Bona petit

      اخذ محمد الصحن وهو مستغرب ومبتسم لطريقة سرور في التعامل معاه فاخذ القطعة مع عهد انه يتمرن وايد باجر الصبح عشان يحرق كمية السكر اللي في هالكيكة..

      أما كايد فباله كان مشغول بالمكان.. مع انه صغير الا انهم مستغلين الزوايا بصورة جميلة وحلوة..بينفع المكان حق جم صورة.. في الفيـر.. باللونين الاسود والابيض.. وطول ما عيونه تتجول على الزوايا وقف لعند طاولة عليها بنتين وحدة يمكن عمرها 17سنة والثانية الصغيرة اللي يالسة تاكل 12 او 11 سنة.. لكن اللي جذب نظره لها اهي الملامح اللي تحملها في ويهها.. ويوم رفعت البنت عيونها الى كايد انصدم من لون عيـونها البارز الى هذي النقطة.. مثل لون عيون ابوه حارب.. وتم يناظرها واهي تناظره ببراءة اللي مو مسوي شي..

      التفتت نور الى بدور بصوت هامس:.. بدور.. بدور؟؟
      بدور وراسها في الكتاب الكبير اللي حاملته عشان تدرس منه:.. هممم
      نور وعيونها بعدها على كايد ووتتحول الى شبه الخوف:.. بدور واحد قاعد يطالع..
      بدور تكرمت ورفعت عين محتقرة:.. اي واحد؟؟؟
      نور وهي تناظر كايد شوي وبدور شوي:.. عند الكاونتر..
      بدور بطبيعتها الشرية مع اختها الصغيرة:.. يمكن معجب...
      نور وهي تناظر بدور بغير تصديق: شنو؟؟؟
      بدور وهي ترفع راسها بابتسامة خبيثة: يمكن معجب من المدرسة.. لاحقج لهني..
      نور بشفايف متراجعة : انا ما عندي معجبين في المدرسة.. وهاي ريال كبيـر..

      استغربت بدور يوم قالت نور ان الريال كبير فالتفتت عشان تشوف.. وجذي طلعت من الجدار اللي كانت متخبية عنده.. وشافت اللي نور تقصده.. فسكـتت شوي ورجعت مكانها وطالعت نور..

      بدور وهي عاقدة حواجبها:.. اللي لابس طاقية سودة؟؟

      هزت نور راسها بس..

      بدور وهي ترجع لكتابها من بعد ما هزت جتوفها:.. يمكن مو قصده شي.. مثل ما قلت لج (ابتسامة ماكرة) معجب فيج
      نور وهي متظايقة من اختها:.. كريـهه..

      طلعت بدور لسانها في ويه اختها وانغمست في الكتاب اللي تقراه.. ونور بخوف كل شوي تناظر كايد.. الا ان شي في ملامحه خلاها ما تخاف لذاك الزود.. بس القاعدة الاساسية في اميركا الشمالية.. لا تبتسم او تتكلم او تشجع الغرباء عليـك.. فقامت نور من مكانها وهي تحاول تتجاهله.. وراحت لورى الكاونتر.. يمكن كايد ما كان يطالعها بنفس الطريقة الي اهي متخيلتها.. الا ان طبيعتها الظعيفة بينت هالشي بقوة...

      --------------------

      اما ورى المطبخ وين ما مكتب علي يصير كانت الجازي قاعدة وعلي مواجهها وهو ينتظر منها اجابة على سؤاله.. كانت الجازي ساكته وتوتر يدينها يفظحها..

      كان قميـصه الرمادي مبينه كبيـر في السن والشعرات البيظة تبين كثر التفكير وودوام الانشغال.. اما الجازي فكانت التجاعيد الواضحة عن ثمها وزوايا عيونها متراكمه بسبب الهم اليديد في حياتها.. شلون تصارحه؟؟ شلون تجاوبه؟؟ شلون تقول له؟؟؟ شلون تقدر تبين له المصيبة اللي تنتظرهم.. ما بتقدر.. ما بتقدر على هالشي لانها تعرف ان انكسرت الحلقة اللي بيناتهم في هالعائلة.. بتظل مكسورة من غير التحام الى الأبد...

      علي وهو بعده يناظر الجازي برجا واضح..:.. الجازي.. هاي اول مرة تخبين شي علي.. واول مرة... اشوفج بهالحالة.. ما تخبريني يا الجازي؟؟؟
      الجازي وهي تصطنع ابتسامه:... ماكو شي عشان اخبرك عنه يا علي..
      علي وهو يهز راسه: صج؟؟ متأكدة؟
      الجازي وهي توسع اببتسامتها مع انتزاعات في قلبها:.. اكيد يا علي
      سألها بسـرعة وهو يوقف من مكانه: عيل وين كنتي اليوم الصبـح؟؟ وشفيج طول ذيج الايام.. كنتي مريظة وتعبانة...
      الجازي وهي توقف وتروح لعنده: يا علي هد بالك.. ماكو شي يستاهل هالعصبية منك..
      التفت لها علي ونظرات الاستفهام بعيونه: الجازي ما تعودت عليج تخبين شي علي.. وانا اعرفج.. انتي ما تتظايقين
      الجازي تقاطعه: لكني مو متظايقة,,
      علي يكمل: ما تتظايقين الا اذا السالفة تلمسـني.. او تلمــس البنات... (وقلبه يدق بخووف كبير) شي صاير في البنات.. او فيني .. انتي تعرفينه وما تبين تقولينه؟؟؟
      الجازي وهي فاتحة عيونها بدهشه تحاول تكسبها شوي من المرح لكنها ما تقدر.. علي اذكى من اللي يمكن تحاول تقوله:.. علي.. واللي يسلم عمـرك.. لا تحط في بالك..
      علي وهو يمسك يدين الجازي:.. عيل خبـريني اللي صاير..
      الجازي وملامحها تفظحها:.. ارجوك يا علي.. مب هني.. مب جدام البنات... ما بيهم يعرفون...
      علي وهو يتنفس الصعداء:.. يعني شي صاير.. اكو شي صاير وانتي ما تبيني اعرفه....
      التفت عنها علي وردت واجهته بها وهي تمسك ذراعينه:.. علي.. واللي يسلم لي عمرك.. ابوس ريلك.. مب هني... مب الحين
      علي والعبرة شبه خانقته: عيل متى يا الجازي؟؟ متى؟؟؟
      الجازي وهي تناظر الباب تخاف وحدة من البنات تدخل الحين:.. في البيت.. في البيت بخبرك..
      علي وهو يمشي ورى المكتب ويسحب جاكيته: يالله خلينا نروح البيت. وهناك خبريني
      الجازي وهي منصدمة من حركاته: علي.. والبنات؟؟ من لهم هني؟
      علي: يقدرون يتحملون بروحهم.. وانا.. انا معلمهم شلون يتحملون بروحهم.. بوب هني وفاليــريو بعد هني ما بصيدهم شي..

      مسكته الجازي وهي تحاول تهديه لانه كان يرتعش مثل الورقة ويتكلم ويتمتم بشي مب مفهوم.. لمن سكت علي وتنفس بقو وهو رافع راسه.. ويوم نزله حط عينه بعين الجازي اللي بدت لامعة بالدمع..

      علي:.. السالفة عنج انتي صح؟؟؟؟

      هزت الجازي راسها وهي تبتسم بحزن في ويه زوجها.. ويوم لف بويهه عن ويهها يعبر عن عدم احتماله للدمع اللي بعيونها مسكت ويهه عشان يطالعها بعينها..

      الجازي..:.. بتتحمل الليلة.. لمن نرد البيت.. وهناك اخبرك... اذا مو عشان خاطري.. عشان خاطر البنات.. ما بيهم يعرفون ولا ابيهم يحسون بشي..

      تنفس علي الصعداء ولكن بغير ارتياح.. وحاول انه يكبت الارتجاف بظروسه .. وهز راسه يوافق زوجته على هالشي.. وتم ساكن وهو يناظر ملامحها الهادئه.. ولكن العمق في الحزن كان بحد ذاته مؤذي..

      علي وهو يشك على فكينه بالكلام:.. مهما كان... بتحمله... وبحاربه.. وبرردج منه لو شنو صار..
      الجازي وهي تبتسم بحق لهالانسان الرائع:... أدري...
      ---------------------------------

      الشرق..
      الساعة 12 الظهر..

      موزة غايصة في مكتبه الكلية وهي تحاول تلاقي شي يرتبط بالبحث الاجتماعي اللي تسويه.. مثل ما تعهدت بنفسها انه لازم يكوون استثنائي وبعيد عن التقليد.. ومن جذي اهي راح تدور وان شاء الله بيكون من احسن ما يكون.. ولكنها ما تدري ان اخوها عبدالله بعده غارق في النوم واهي نست مسألة انها تصحيـه من النوم تماما.. وهاي يمكن يقطها في مشاكل مع عصبية عبدالله المؤذية بعض الاحيان..

      ومن وراها ياتها سبيـجة ارفيـجتها وبنت خالتها مب المفضلة ولكن اللطيـفة..

      سبيجة: شفيج انقلبتي سبال تتسلقين رفوف المكتبة هههههههههههههههههه
      موزة وهي تهف بملل: عزني الله عن السيابيل.. يالسة ادور لي شي عشان البحث اللي اسويه.. (وهي تنزل وتوقف عند ويه سبيجة) احسن من اللي ينتظرون آخر انذار بالطرد..
      سبيجة وهي تطلع علج من الجنطه وتضحك: والله ان جان تبين تحرقين قلبي بهالحجي انتي تظيعين وقتج.. واذا هالكلية المعفنة تبي تطردني حياهم ما وقفتهم.. ابوي مب عيزان عني.. ولا الجامعات الثانية بعد..
      موزة وهي تلتفت لها:.. الله يخلي لج ابوج والجامعات الثانية..
      سبيـجة وهي تغير الموضوع: دريتي عن لطوف؟ (لطيـفة اهي بنت خال موزة وسبيجة وتعتـبر اهي الخيار الأول والاخيـر كزوجة لعبدالله)
      موزة وهي تشيل كتاب من احد الرفوف: شفيها؟؟؟ خطبها اميـر بعد هالمرة؟
      سبيجة ووهي تلف شيلتها: جريب من الأمارة بس لا.. ولد ريال غني وفلوسهم متلتله ولا فوق هذا دكتـور.. بس خالتي ام سيـف ما وافققت.. قالت لهم البنت محجوزة..
      موزة: اعوذ بالله من ابليس.. وهاي خالتي ما تخاف الله في لطوف كل ما تقدم لها واحد رفظته..
      سبيجة وهي ترفع حاجبها بسخرية فظيـعة: بعد.. يقول لج كل من هوى القمر يسترخص النجوم..
      التفتت لها موزة وهي عارفة اهي شتلمح له:.. اخوي عبدالله لو يفكر بالزواج جان قلنه ما عليه لكن اهو ما يفكر بالزواج وحتى لو فكر فيه..
      سبيجة: ادري ادري ادري... لو فكر حتى بالزواج ما بتكون اهي لطيفة اللي يتمناها.. نعرف كلنا هالكلام حتى خالتي ام سيف.. لكن ايقول لج كثر الدق يفج اللحام.. واخوج لمتى بيقول لا للطيـفة.. مردها خالتي (ام عبدالله) بتخليه يوافق..
      موزة وهي تيمع الكتب الي محتاجتها وتلمهم:.. امي نفسها ما تأمن على عبدالله في مصاريفه.. بتروح تأمنه على بنت الناس.. ما ظن..
      سبيجة وهي تتبع موزة وتنرفزها اكثر:.. بس يا مويز هاي مب حاله ويا اخوانج.. واحد شارد من الكوبرا نورة (اخت سبيجة) وواحد ما يفكر انه يا خذ سنو وايت الألفية الثانية.. يعني مب حالة ويا اخوانج..معذبين قلوب العذارى..
      موزة وهي تضحك: اي عذارى انتي من صجج؟؟ اصلا انا وايد زعلانه لان تفكير خالاتي جذي.. كل وحدة امعطله بنتها عشان واحد ما يفكر حتى بالزواج والثاني ما يفكر حتى انه يكون فرد من العائلة..
      سبيجة: لكن بعد.. الظفر ما يطلع من اللحم والدم ما يصير ماي.. الا اذا .....
      موزة وهي تحط الكتب على الطاولة وتتخصر في ويه سبيجة: الا اذا شنو سبوج؟؟
      سبيجة وهي تبتسم بحلاوة:.. ولا شي.. تغشمر وياج قطع بالعدو مووول ما تتحاجين..
      موزة وهي تتكلم بجدية وملامحها تصير حلوة لمن تمتد عيونها بهدوء :سبيجة.. التخلف في هالزمن واضح ووايد شائع وللاسف الشديد في عوايلنا.. هبي ان هالزواجات اللي اهم ينتظرونها ما تنجح.. تظنين هالأمهات اللي يبيعون في هالبنات جنهم قطع في بازار فارسي بيتحملون الذنب؟؟ ابدا لا.. بيحملونه غيرهم وينبذون المسؤولية..لا خالتي ام سيف ولا امج لهم الحق صراحة.. رسول الله صلى الله عليه واله يقول زوجوا بناتكم لمن ترضون بخلقه ودينه.. مب ااكثر واحد يحمل فلوس ورصيد في البنك..
      سبيجة وهي تناظر موزة وتبتسم:.. وانتي بس هاي اللي تبينه تناجريني؟؟ بدل ما تعزميني على غدى في بيـتكم وتخليني الاقي مسودة الويه عواش اللي موووول ما تدقل عمرها وتسأل عن احد..
      فهمت موزة طبيعة سبيجة الفظولية والانهزامية في المواجهات.. وابتسمت في ويهها بطيبتها الرائعة:.. ولا يهمج.. متى تخلصين انتي؟
      سبيجة وهي تتثاوب: مادري والله.. اظن ان عندي محاظرة الحين ..
      موزة مستغربة: الحين؟؟ وشيالسةا تسوين هني بالضبط؟؟
      انصعقت سبيجة من سؤال موزة وفتحت ثمها تحاول تلاقي اجابه:.. اممم... بحثثثثثث.. اي اي.. يالسة اسوي بحث.. تعرفيني.. خايفة انطرد هالكورس يا مويز والله خايفة ومن جذي شادة عللى عمري..
      موزة وهي ترفع حاجب: عيــارتج وجمبـزتج.. سمعيني.. انا مخلصة من زمان بس ما صليت للحين الله يغفر لي.. خلينا نروح نصلي ومرة وحدة نروح البيت..
      سبيـجة: لكن انا صليـت..
      موزة: مب مشكلة تعالي وياي انتظريني عشان اتصل في ابوي وانرد ويا بعض..
      سبيجة وهي تمشي ورى موزة وتفكر في عمها حارب:.. واي ابوج بيي ياخذنا.. عيل الطلعة مب تيكهي.. اكيد بيلاقي له موضوع ابوي موشوشه به.. (تقلد على حارب وابوها مرة وحدة) يا سبيجة النسوان بهالزمن يحاربون الكل في سبيل مستقبلج ومستقبل بنات هالزمن وانتي يالسة تحطمين كل شي اهم يحاولون يسوونه.. كأنه مب كفاية اني ضليعة في عالم الفاشن والموضة.. والا شرايج يا مويز..
      موزة وهي متظايقة من حنحنة سبيجة بصوتها المبحوح:.. انا من رايي انج تسكين وما تتكلمين اكثر..
      سبيجة وهي تطلع العلج بللوعه: اي والله صح كلامج.. بسكت عشان شي واحد.. لان ظروسي اتهزهز من كثر ما اعلج..

      ضحكت موزة على بنت خالتها النمامة وانما حبابة وسرت من مكانها الى المسيد.. وبعدها ناسية عبدالله اللي ينتظر احد يوقظه..

      ---------------------

      في ذيج الغرفة الذهبية الاثاث.. المظلمة في عز الظهر كان عبد الله نايم على ظهره وهو فاج حلجه من التعب.. تجاوزت الساعة الثنعش ونص وتأخر عن الصلاة وهو مب داري عن اللي يصير.. ولكن امه اللي ردت من قبل الاذان ما تدري ان ولدها موجود.. فتوجهت لداره عشان تشوف حالتها ان جان نظيفة ولا لاء ومرة وحدة تدور عن الاوراق اللي تحتاجها عن المزرعة .. ويوم دخلت انصدمت من ظلام الحجرة.. وراحت وفجت الستاير والدرايش ووماسمعت الا صوت واحد يتحرطم..

      عبدالله بصوته الثقيل بالنوم: جونووووه سكري الدريشة لا قطعج...

      التفتت فاطمة الى ولدها ولقته بالفراش نايم.. فاستغربت. .الاذان برد من مساعة وهو بعده راقد.. واصلا اهو متى يا البيت عشان يرقد؟؟؟

      فاطمة وهي واقفة على راس عبدالله: عبدالله؟؟؟؟ انت بعدك راقد؟؟؟
      عبدالله وهو معقد حواجبه: يمة مب الحين..
      قعدت فاطمة على السرير وسحبت الشراشف من عليه: قوم يا مسود الويه وصل صلاة ربك..
      عبدالله وهو ينكمش على نفسه ببيجامته المقلمة: يمة مب الحين.. .. وسكري الدريشة وياج
      ضربته على ظهره بخفة: والله انك ميهود.. قوم يالله قوم... قوم صل وخذني وياك المزرعة..

      عبدالله وهو غرقان في النوم مرت على باله سالفة انه اليوم متواعد ويا احد الساعة عشر ونص عشان يشتري من عنده حصان.. ويوم قالت له امه ان الاذان ربط الموضوع وقام وشعره كان متعفس من السدحة..

      عبدالله وهو منصدم: الساعة جم الحين؟؟
      فاطمة وهي توقف من على السرير: الساعة الحين وحدة الا ربع..
      عبدالله وهو يفج عيونه:.. ماقعدتني مويز؟؟؟؟؟
      فاطمة يوم يا اسم بنتها تظايقت: وليش تقعدك؟؟؟؟ شعندك؟

      نقز عبدالله من جهة اللي كان فيها الى الجهة الثانية يطالع التلفون.. لقى فيه حوالي اربع مسد كولات ولا وحدة منهم لمويـز وكلهم من راعي الحصان.. وهو ما يتذكر انها يات له الغرفة لانها لو ويات وصححته من الرقاد مستحيل ما يقعد .. يخبرر حنتها ورنتها في توقيظه

      قام من مكانه وهو مصعب: والله لا عقرج يا مويز... وانا مادري قايل لمنو يوقفظني هاللون اتسفه لي.. والله لا تلوم نفسها..
      فاطمة وهي تهفهف: اوووه ذبحتنا وانت اتهدد.. وليش تبيها توقظك؟؟
      عبدالله وهو يدخل الحمام ويرش ويهه بالماي بسرعة واعصابه على غليان: عندي موعد ويا واحد يبي يبيعني فرس من عنده.. عشان التناسل اللي افكر فيه. والسبالة مويز ما قعدتني.. والله لا ذبحج يا مويز...
      فاطمة وهي تحك صوابعها من الخواتم الألماس الذهبية بظيق: شنو كنت تتوقع.. اكيد نستك بانشغالها باجنده اعمالها.. مثل ما ابوك ينسى كل شي باعماله وانشغالاته...
      عبدالله اللي ما سمع شي طلع وراسه يقطر من الماي: اكيد عصب نواف ومشى من المزرعة.. ويا ويلها مويز لو ما صار لي جانس.. بتندم..
      فاطمة: اوووووووووه بس عاد.. الحين اتصل في الريال وقول له اي شي.. وخذني معاك المزرعة مرة وحدة
      عبدالله وهو متظايق: ليش بعد شعندج في المزرعة..
      فاطمة وهي تطلع من الغرفة: شي مو من خصوصياتك اول ما تخلص خبررني..

      طلعت فاطمة من الغرفة وعبدالله اتصل في الريال وخبرره وارتاح يوم خبره انه ما انتظر وايد وكمل اشغاله العالقة في ذيج المنطقة.. وان الفرس له لو يبيها ووببلاش بعد..

      خلص عبدالله كل شي ولبس ثوبه والكبـس والنظارة وطلع من الحجرة عشان يروح المسيد ويرجع البيت وياخذ امه ويروح المزرعة لان نواف عنده جم شغلاانه..

      اول ما رد البيت كانت جاغوار ابوه تدخل البيت بنفس الوقت.. وقدر يلمح اخته ومعاها بنت ثانية.. اكيد وحدة من ارفيجاتها لان عويش لها سايقها الخاص.. ودخل من بعدهم بسيارته ويجهز الزف الي في خاطره لمويـز..

      طلع من السيارة ودخل البيت وهو يفصخ النظارة جان يلاقي موزة ويا سبيـجة بنت خالته في الصالة.. وسبيجة وجودها شي عادي في البيت لانها كثيـرة التردد على عكس خواتها الباجيـين لذا عبدالله يتصرف على حريته في وجودها ...

      عبدالله من غير نفس: السلام عليكم؟
      موزة وسبيجة: وعليكم السلام (حطت موزة يدها علىحلجها بمفاجاة لانها تذكـرت سالفة عبدالله)
      عبدالله: ايـــــــــه... سدي حلجج.. والله انج مب ويه احد يطلب منه شي..
      موزة وهي تتأسف: والله اســـفة يا عبدالله.. والله نسيت.. مادري شلون راح عن بالي..
      عبدالله: ايه راح عن بالج.. لو شي مهم من خرابيط الكلية ما نسيتي.. لو اخوووج ما نسيتي تتصلين فيه كل يوم.. لكن الا عبدالله.. ولد البطا السودة..
      موزة وهي تروح عنده: حرام عليك يا عبدالله تدري انك مهم وغالي وانا كل مرة تخببرني اوقظج بس اليوم كنت مشغولة شوي..
      عبدالله بغرور: لا تعتذرين الي صار صار واناعرفت انج مو وويه احد يطلب منه شي..
      سبيجة بلسانها الطويل: بس عاد جف لسان البنية وهي تعتذر منك..
      عبدالله: انتي من كلمج؟؟ من حاجاج ها؟؟؟ سدي حلجج انتي الثانية واتصلي في اخوج خليه اييني المزرعة..
      سبيجة وهي تلف بويهها عن عبدالله بقرف: ما عندي رصيد..
      عبدالله: اي.. وين يظل الرصيد وانتو اربع وعشرين ساعة الووو مريم.. الوو فاطمة.. الوووو خويتي.. الله لا يشربكني في وحدة منكم.. ويعلني ما عرس بيوم ان جان البنات مثلكم..جونا.. جووووونا..
      طلعت جونا من المطبخ بسرعة: نعم بابا..
      عبدالله وهو يطلع: قولي لامي اذا تبي اتيي انا برع قطع في بنات هالزمن..
      طلع عبدالله من البيت وسبيجة تهفهفت: مالت عليه من صبي.. والله انه لوعة وغثة على الجبد.. مادري ماخذ هالطبع من من؟؟
      موزة وهي واقفة وتناظر الساعة وتحسب الوقت:... اكيد ناصر قاعد الحين.. بتصل فيه بشوفه..
      سبيجة: مالت عليج انتي الثانية قعدي وياي مو تروحين تتصلين في اخوووج..
      موزة وهي تضحك: ان شاء الله ولا يهمج..

      =======================================

      ظل كايد ويا محمد في المطعم لمدة ربع ساعة زيادة ومن بعدها طلعوا وكايد شايل في باله صورة العائلة اللي كانت هناك.. شي غريب حمله في قلبه لهالناس.. وكأن شي يربطه فيهم..يمكن حميمية المكان وطيبة اهلهم.. الا حور اللي بالكاد انتبهت له.. على عكس البنت اللي كانت معاها.. وعلى عكس توقعات محمد اللي خبره انه بينساها اول ما يطلع من هناك..ظلت حور في بال كايد طول الوقت وهو يفكـر بها ويتذكر حركاتها وتعابير ويهها وابتسامتها وشعرها شلون على ويهها وحتى مسكـتها للقلم.. وحتى يمكن للسواد اللي في اصابعها.. الظاهر انها رسامة ولا صحفية لان الحبر يا من الفحم او من حبر الطابعات او الاقلام..

      وصل الى الشقة وعلى طول يا له ثاندر وهو ينابح من زود الشوق..

      كايد وهو ينزل له ويمد ريل وحدة: hey boy, missed me no?? I missed you too
      (هاي يا ولد..اشتقت لي؟؟ انا اشتقتلك بعد..)

      وراح كايد الى المطبخ وهو يفصخ الجاكيت ويقطه على الكرسي .. طلع طاسة لثاندر وحط له شي من اكل الجلاب.. وتم يحك شعره ويدغدغه وقام عنه عشان يبدل هدومه ويلبس شي رسمي لحفل الازياء عشان يصور في الحفـل..

      رن التلفون وهو يبدل ثيابه.. وكانت حياة..

      كايد: هيـــلو..
      حياة وسط صخب كبيـر: just a sec. (لحظة) [ واختفى الصخب ويا الهدوء] هاي كايد..
      كايد: اهلين حياة .. شهالفوظى اللي عندج؟؟
      حياة وهي مستغربة : you don't remember?? الليلة حفـلة ما قبل ملجة جميـلة..
      كايد وهو يحاول يتذكر:bachelor party you mean? (حفلة العزوبية قصدج)؟
      حياة: no you silly هاي حفلة الحنا.. على طريقتنا.. تعرف اهل منهاتن..
      كايد: yeah yeah بالضبط..
      حياة: شيالس تسوي..
      كايد وهو يطالع اكوام الثياب المب مطوية ومنهم القطع السودا اللي يمكن بيحتاجها الليلة:.. ادور شي ولكن عبثا..
      حياة وهي مستغربة: مب قادر تلاقيـه؟
      كايد وهو يبتسم من حاله كبته: never mind شلون الجو..
      حياة وهي ترتب شعرها الروعة: عادي.. مب صاخب ولا ممل..اي ذكرت..
      كايد وهو يطلع شي من الكبت ظنه مرتب: شنو؟؟
      حيااة: عند الكلوزيت اللي يم الباب ثياب ياتك من الدراي كليننغ.. من زمان كنت دازتهم يمكن تحتاجهم في مناسبة معينة..
      كايد وهو يبتسم براحة: really
      حياة وهي تبتسم: I know you well kayed تمتلك اكبر فوظى ملابسية في العالم..
      كايد وهو يفتح الكلوزيت ويلاقي الثياب اللي يحتاجها :.. شكنت باسوي من غيرج يا حياة.. you are a true friend
      توها حياةة فرحت الا انها تجهمت ملامحها يوم سمعت كلمة فريند:.. what are friends for hah? شبرنامجك عيل؟
      كايد: عندي ديفيليه الليلة بصوره وهناك محمد وعايلته..
      حياةة: اهاا... Have fun then اشوفك باجر؟؟؟
      كاي:definitely
      حياة وهي تبتسم: good night amigo
      كايد: good night senioreta

      سكرته حياة عن كايد وحطت التلفون على حافة البلكون الكبيـر والانيـق.. وظلت تناظر منهاتن في برد الخريف.. شكثر كان المنظر حزين في عيونها.. وشكثر قلبها بعد حزين في ذيج اللحظة..

      حياة: ياليته يا ربي.. يا ليته يحس فيني.. ويبتعد عن هالببرود لمرة في حياته..

      دخلت من بعدها حياة وانخرطت في حفل اختها وفي قلبها الأمل انها في يوم بتلاقي قلب كايد مفتوح لها كحبيبة.. ومو صديقة..
      --------------------

      كايد وهو راكب التاكسي يشوف رقم موزة باسم "يمـة الغالية" وشكثر فررررح..

      كايد: عبالي بعد ما بتتصلين..
      موزة وهي تضحك: فدييييييييييييت عمرك اخوي شلون ما اتصل.. تبي الدنيا تظلم بعيني
      كايد يبتسم: فديتج موزة شخبارج؟؟ عساج ابخير؟؟؟
      موزة:انا بخير ومشتاااااااقتلك وايد وايد ياناصر.. ( كايد له اسمين.. وهاي بينحل مع سياق القصة) انت شخبارك وشخبار اميـركا وياك؟
      كايد: for me I'm feeling great and America is the same انتو شخباركم وشلونهم البيت وابوي وخالتي وعواشي؟؟
      موزة وهي تقعد: كلنا بخير.. وعواشي تسلم عليك وايد ولكنها يالسة ويا السبج تحت..
      كايد: فديتها والله ولهت عليها القاطعة كلش ما تتصل..
      موزة: هههههههههه تتغلى.. ما تبي تتصل عشان تشوف الشوق لوين يوصل فيك..
      كايد وهو يبتسم: والله انكم كلكم وسط الحشا وما تروحون عن بالي..
      موزة: مو مبين..
      كايد: شلون؟
      موزة ووهي ترجع لنقطة النقاش الوحيدة بينها وبين كايد: يا خوي.. البيت واهل البيت وزوايا البيت وجدرانه ما تسوى بليااا ظلك فيه.. رد لنا يا ناصر..
      كايد وهو يحس بالحرقة في قلبه : ان شاء الله يا موزة.. ان الله كتب برد لكم..
      موزة: لكن لازم تحط في بالك وقت معين ترد فيه..
      كايد: يا موزة الانسان ما يظمن شي بهالدنيا.. لازم انطر الامور برروحها تمشي عشان اقدر اماشيها.. ماقدر اتصرف على راحتي.. خبريني انتي الحين.. (تذكر عيون البنت الصغيـرة ) شلونه ابوي... ان شاء الله بخير؟
      موزة: اهو اليوم الصبح كان اوكي.. بس بعدين ما دري .. ما تغدى وظل في داره للحين.. قلت اذا راحت سبيجة بروح اشوفه..
      كايد: انزين سلميلي عليه واي شي في خاطرج يا موزة امري فيه..
      موزة وهي تناظر الملحق المنفصل اللي كان يعيش فيه كايد : اتمنى شوفتك يا خوي.. الحين الحين.. لاني وايد مشتاقتلك.. وياليت ترد لنا...
      كايد وهو يتنفس بقوة يهدي من حنين قلبه: ان شاء الله يا موزة,. ان شاء الله ارد لكم..
      موزة: في خاطرك شي؟
      كايد: سلامة راسج..
      موزة وهي تمسح دمعتها الاعتيادية:.. انزين ناصر.. انت دير بالك على حالك.. ولا تنسى ذكر الله..
      كايد: لا اله الا الله...
      موزة: في امان الله يا خوي..
      كايد: في حفظ الرحمان..

      سكرت موزة عن كايد والحزن لمس الاثنين.. في موزة فراق ناصر عزيز على قلبـها.. وكل ما تسكر التلفون من عنده .. تذكر طلعته من البيت.. وفي نفس كايد.. الحنين الى ديرته واهله وناسه واهم الناس.. ابوه..

      موزة وهي تمسح دمعتها الساخنه:.. الله يسامح اللي كان السبب في غيابك يا خوي..

      وقفف تاكسي كايد وطلع منه وهو يحس بالنسمة الباردة وكانها تهدي قلبه الحزين والوحيد.. وشي من هالنسمة ذكره في الكوفي شوب اللي كانو فيه اليوم.. الظاهر ان هالكوفي شوب راح يكون مكان معتاد بالنسبة له من يوم ورايح...

      -----------------------

      الجمود سيطر على ملامح علي.. والهدوء هابط في الغرفة ما عدى من شهقات الجازي الخفيفة... العمر كله مر في عيون علي.. ودقات قلبه المتسارعة كل مرة يجابل ويه مرته اللي كانت بصحة ونعمة.. وايام حبه الطويلة معاها ومعاناتهم مع بعض.. وبناته وحياته الهادئة المتوازنة... كلها تهالكت على بعضها مخلها وراها الانكشاف والدمع المخنوق...

      الجازي وهي تكمل:... الحالة.. مثل ما خبررتني الدكتـورة.. في مراحلها الثانية.. وتعتبر في حالتي.. متأخرة شوي... ويخافون ان الس... الســرطان متفشـي في المبايـض..
      علي وهو يمسك راسه عند منطقة الاذنين بقوة: يا لله عووووووونك يا ربي..
      الجازي وهي تغوص في الكرسي الكبيـر:.. والظـاهر ان الحل الوحيـد في العلاج الكيميائي.. في احد العيادات اللي نصحتني فيها الدكتـورة..
      علي وهو شوي ويبجي من اللي فيه:..شلون متفشـي؟؟؟ وانتي ما تدرين عنه؟
      الجازي وهي تتكلم والدمع جاري:... كنت اظن اني... حـامل.. لان قبل فترة ياني نزيف قوي... وظنيت انه شي اعتيادي.. ودام لفترة بسيطة...وتوققف لفترة... ورد معاي من بعد شهرين.. فرحت افحص .. يمكن شي صار في الجنين... وقالولي ان السرطان مسيطر على المبايض وعنق الرحم...
      علي وهو يمسح الدمع اللي سال من عيونه: لكن يقدرون يسـتأصلون رحمج... وتفتكين من هالشي..
      الجازي:... يقدرون يستأصلـونه.. بس ما شجعوني على هالشي في الفترة الحالية.. يظنون ان العلاج الكيميائي احسن خيار متوفر لي في الوقت الحالي..
      علي وهو يرد براسه الى ورى الكرسي: يا ربي.... شهالمصيبـة.. شهالمصيبة.. يا رب عفوك ورضاك.. وانا اللي كنت اتمنى اموووت ولا ايصيبج شي... ياليتني انا ولا انتي.. يا ليتني انا ولا انتي يا الغالية..
      الجازي وهي تقوم من الكرسي وتوقف لانها ماقدر تقعد اكثر:... مادري شقول للبنات؟؟؟ مادري شلون ما ابين لهم... بتكثر زياراتي للمستشفى.. واكيـد بيفهمون.. وأكيـد بيعرفون بعد.. وما ابيهم يتظايقون.. يا علي انت تعرف شكثـر بناتي مهميـن عندي..
      علي وهو منهزم على الكرسي ودمعه سجاب من عينه:.. يا ليتني انا يا الجازي ولا انتي.. يا ليته في قلبي ولا فيـج.. دومي اتمنى اموت قبلـج ولا اذوق فراقج... والحين .. احس بالاثنين والشعور ذابحني يا الجازي..
      الجازي وهي تقعد على ركبتها عند ريلها:.. لا تقول جذي يا علي.. ما ابيك اتكلم جذي..
      علي: هذي حوبة حارب... هذا عقاب الله على اللي سويته فيج طول هالسنين.. شلتج من عزج ومن دلالج ومن مقامج.. وقطيـتج في ظلم هالسنين وظلام هالغربة.. قطعت صلة رحمج بهلج... كله عقاب الله في اللي سويته.. ولكن طلع فيج؟؟
      الجازي: استغفر ربك يا علي.. استغفر وخاف ربك ولاتقول هالحجي.. انت ما قطعت شي ولا حرمتني من شي.. انت عطيتني الدنيا كلها يا حبيبي..
      علي وهو يناظر ويه زوجته الحبيبة ومو مصدق:.. ماقدر اصدق ان انتي .. ويه الخير والصحة والعافية.. تعانين من السرطان... واللي يذبحني اكثر.. ان مابيدي شي اسويه.. غير الصببر...
      الجازي: ومن يصببر بهالدنيا يا حبيبي.. يلاقي الخيـر والفرج..
      علي وهو يناظر حرمته ومب باخل بدمعه ابد:.. مابيج تروحين عني يام الغاليات.. مابيج تبتعدين عني.. بظيـع يالجازي.. بظيـع..

      تلايم الزوجين المتألمين في حزن وكآبة ما يعلم بها الا رب العالمين.. وسط غرفتهم المنارة بضوء الاباجورة الذهبي.. والزوايا تتلاحق بالظلال وخيال واحد قاعد وراس حرمته على ريله في حزن شديد..

      رفعت الجازي راسها ومسكه علي بيدينه:... عمرج ما كنتي اجمل من هاللحظة...
      الجازي: وعمري ما حبيتك كثر هاللحظة...
      علي وهو عيزان: اذا ما قلنا للبنات.. بينصدمون...
      الجازي:.. بنقول لهم.. بس مب الحين.. دخيـلك.. بننتظر اجازة الكريسماس ان ... ان الله كتب لي عمـر..
      علي وهو يصحح كلمتها: كتب لنا عمـر..
      ابتسمت الجازي:... بنخبرهم.. عشان يلاقون لهم الوقت في العطلة... يفهمون.. اللي يمكن بيصيبهم.. ما ابيهم يدخلون الجامعات والمدارس وهم في حالة نفسية...
      علي وهو يطالع الفراغ الكبير اللي سببه هالخببر.. وكانه ايام حياته كلها تبين جدامه مثل الفلاش:.... عمري.. ما تخيلت حياتي من دونج.. حتى قبل.. يوم عشت من دونج.. ما كنت عايش... علمتيني بحبج وبوجودج اني اعيش واتمتع بكل لحظة... لو كنت ادري ان هاللحظةبتصيبنا.. كنت حبسـتج في البروج العالية.. لكن لا مفر من قضاء الله.. ونعم بالله..
      الجازي: ولو شنو يصير يا علي.. تظل انت... سبب وجودي بهالدنيا.. انت وبناتك.. احمل لكم في قلبي الفضل والشكـر..

      وجذي... تهدمت اولى دعائم السعادة في العائلة الصغيـرة.. يا ترى شينتظر عائـلة علي وبنات علي من الدنيا...

      وكايـد.. يا ترى شراح يصير فيه وسط هالغربة المحدقة..

      موزة واهلها.. وبو كايد وعبدالله.. كل منهم.. شنو ينتظره من العائلة..

      ويوم اللقاء بين العائلة..في تحقق.. والا بيكون شي مطوي في الزمان؟؟؟


      نهاية الجزء الاول...


    • الجزء الثاني
      ---------------
      الفـصـل الــأول
      ---------------

      صباح جميـل.. عطر ولذيذ.. يتنفسه كل انسان يقدر نعمة الحياة.. ويقمته كل انتحاري غبي تملـئه الهواجس والجنونيات..
      تتمتع الحياة بمباهج محد يقدر يقدرها في العوالم المتعددة... الا في عالم البساطة والتواضع.. وين ما تكون ريحة الخبـز البلدي فايحة في ارجاء الدهاليز والاروقة.. والمزارع منتشية بخليط الندى اللطيف والثمـر الناضج.. شجر الليمون يغطي بكثافته طبقات من الجليد الهش الناعم..


      وفي نيويورك.. كان الخريف في اوج جماله.. مثل البنت اللي تنطلق من شرنقة الطفولة الى عالم المراهقة وحيث ما تتبدل ملامحها الطفولية الى انثوية غامرة.. حمرة خدود من غير خجل وتمايل بعقل.. وخرير مياه الهدسن يغطي اصوات قبيحة تهدم من هالصباح الجميـل..


      وثاندر كان له الحق انه يتمتع بهالجمال.. فحياة اللي انضمت ككل صباح احد لكايد وظلوا يتمشـون في ذيج الصبحية الخالية من المشاغل..


      حياة وهي تقفز عن نقعة ماي في حفرة بالأرض المنخفضة:.. ومن بعدها يا خطيب جملووه ولببسها الدبلة.. اقول لك.. كان لابس اكثر بدلة انيقة.. ارماني ونكتايها بالفيروزي والاخضر الهادئ..
      كايد وهو يدخن الزقارة وبيده رسن ثاندر اللي يمشي بهدوء يمه:.. اسف لاني ما ييت.. اكيد صارت حلوة جميلة..
      حياة بابتسامة ناعمة: حلوة بس؟؟ احس ان الله سبحانه وتعالى نعم عليها بجمال إلهي بذيج الليلة.. تقول امي ان الله ينور ويه العروس بليلة زواجها..
      كايد وهو يناظر ويه حياة المفعم بالحيوية:.. وانتي تبين جذي؟
      حياة باستغراب: off course في بنت بهالعالم ما تبي هالشي؟؟؟
      كايد وهو يناظر جدامه: I know I don't
      حياة : هههههههههههههههههههه وانت اصلا ريال شلون تتمنى شي لبنت..


      سكت كايد عن حياة لانها يمكن تعرف عنه اشياء وايد الا عن عاهته القبيحة.. على الرغم من عرجه البسيط الا انه يملك توازن قوي في مشيته.. ونحل جسمه مساعده في الاستقامة .. كان يمكن اضغف ريال من ناحية الوزن الا ان شكله كان مقبـول.. وحياة كانت اقصر منه بقدم وتمتلك قامة رياضية بفعل العناية الدائمة لنفسـها.. وكل من يمشي ويشوفهم مع بعض – حسب تفكير حياة- يظن انهم كوبل مثالي..


      حياة وهي تدفي يدينها من الهوا البارد: شلون نسيت القفازات؟؟؟
      كايد وهو يطفي الزقارة:.. بردانه؟
      حياة وهي تناظر ثاندر: ميتة.. لكن ماظن ان كتلة الشعر بيرضى نوقف في مكان؟؟
      كايد وهو يفصخ القفازات ويعطيهم حياة:.. لا تسيئين الظن بثاندر.. تراه جميل في الاوقات اللي يتمنى انه يكون فيها جميل.. وحاله من حال البني أدم.. له اللحظات اللي يتحمل فيها اللي يبيه وله من اللحظات اللي ما يتحمل..right boy??


      ويات ملامح حور تعبث في خياله للمرة الألف.. من شافها قبل يومين لهاللحظة وهو مو قادر يستوعب اي نوع من التأثير ملكته البنت عليه.. واي نوع من العاطفة اللي تشده الى ذاك المقهى الصغيـر.. واي نوع من الراحة النفسية اللي لقاها لاول مرة يمكن في غربته الطويـلة.. لكنه ما تجرأ انه يوطي قدم هناك.. يمكن لانه كان مشغول.. او ادعائه بالانشغال.. مع ان محمد طلب منه انهم يروحون لاكثر من مرة لكنه دايما لقى في قلبه الرفض اهو الخـيار الأول..


      حياة وهي تهزه: .. hello? Earth to Kayed? Come in Kayed
      كايد وهو يضحك يخبي الخجل اللي فيه: شفيــج حياة شوي شوي علي من الصبح..
      حياة وهي تحس بقبظة في قلبها.. كايد وسرحان.. يا ترى في شنو:.. خبرني شخبار الديفيليه اللي رحته ويا البرنس؟؟
      كايد وحور ترجع في باله: كان اوكيـه.. اسمعي.. شرايج لو اعزمج على مكان انترييق فيه؟؟
      حياة وهي مبتهجة: تعني مكان كوفي شوب؟؟
      كايد وهو يبتسم ويدينه في مخابي الجاكيت الجلدي: ايه كوفي شوب.. شرايج؟
      حياة وهي مبتهجة: wow احب اروح وياك كوفي شوب.. بس تعال.. هذا شينسوي فيه؟؟
      كايد وهو ناسي ثاندر: منو؟؟
      حياة وهي تأشر على ثاندر: that guy?
      كايد وهو يتذكر ثاندر وياهم ويتكدر شوي.. لكن لو فكر فيها عدل الناس وقت الحين ويمكن اهي ما تشتغل هناك الا بالليل...: Bummer (خسارة) في وقت ثاني عيل..
      حياة وهي خايبة الامل صج: انزين ما يصير تقطه في الشقة ونروح؟
      كايد وهو متعجب: تبييني اروح جهة ثانية من الcity وارد ارجع عشان ارد ثاندر.. no chance he deserves this Sunday for being a good boy for the last week, right boy?
      ( مافي مجال وهو يستاهل هالاحد لانه كان مطيـع وحليو طول الاسبوع صح ثاندر؟؟)


      نبح بالمقابل ثاندر ووضحك كايد.. اما حياة فخاب املها وما حاولت حتى انها تخبي هالشي وكايد ما علق لانه يعرف طبع حياة ان تجادل وياها فبتوصله الى انه يسوي اللي اهي تبيه .... وجذي ظلوا يمشون وهو يحاول انه يتكلم في مواضيع مختلفة الا ان حـور ظلت في باله...


      -----------------

      كان بيت علي في حالة من الفوضى لان نسيم باتت معاهم ليلة امس والريوق زحمة والصوت والضحك والانس اللي بينهم متزايد وكأنه مب صبح ولكن ليل او سهرة.. وعلي – اللي حاول بجهد انه يخفي حزنه- يطبخ لهم ويسوي احلى السندويجات اللي ما تخطر على بالهم.. يحاول يتناسى الهم اللي فيه او الرجفان اللي ينتاب قلبه كل ما يشوف ويه الجازي اللي تحاول بكد انها تخبي هالازمة الصحية الكبيـرة..


      ما تدري الجازي الا ان علي متراجع في قراره انه ما يخببرر البنات.. اهو يعرف بناته وايد زين.. اذا عرفوا في وقت متأخر راح تكون الصدمة عليهم قوية ويمكن تتخالط مع شوية من اللوم ليش انهم ما خبروهم.. تعود علي انه يشكي لبناته كل اللي يهم قلبه من الصغيرة الى الكبيرة.. وهذا اكبر شي يمكن يتحمل قلبه وما يقدر حتى انه يفتح ثمه يخاف تخونه العبرة وإلا لسانه ينطق باللي يمررّ الخاطر.. فآثر الصمـت والابتسـام ومناجر خفيف مع نسيم ..


      نسيم ووهي تضرب حور على يدها وتساسرها:.. عيل يبيج ترسمين له احد؟؟؟؟
      حور ووهي متوهجة بذكرى خلف على قلبها:.. اممهممم.. ومب اي احد.. شخص غالي وعزيز.. اكيد ابوه ولا اخوه الكبيـر..
      نسيم: او يمكن اخته ولا امه...
      حور وهي فرحانه: تخيلي اشوف صورة امه ولا احد من اهله...
      نسيم وهي مبتهجة بغباء:... يعني انتي في دربج نحو السعادة..
      حوووور بصوت مكتووم:: yaaaay
      علي ووهو منبته لهم:.. شعندهم اتبسبسون فيه؟؟
      حور وهي تلتفت لابوها بشوي من المفاجاة:.. ولا شي يبا... Nothing
      نسيم وهي تحاول تبعد انتباه علي عنهم:..Hey Mr. M (for mane3)
      ينتبه لها علي وهو رافع حاجب: نعم مس. N
      نسيم: nice sandwich في اي مدرسة تعلمته..؟؟
      علي وهو يتخصر لها:.. تستخفين بدمج؟
      ضحكت بدور وهي حاطه يدها على حلجها ونسيم ترد عليه من بعد ما بلعت ريجها:.. لا بس شكله تخصصي.. جم رقم الكورس؟؟
      علي وهو يستخف عليها:.. تفكرين تدرسين؟
      نسيم: لا والله ادخله في الyellow pages هاهاهاهاهاهاااااااااي..


      الكل سكت وعلي بنظرة استصغار لنسيم يرجع الى الي كان مشغول فيه وبدور تلتفت لنسيم..


      بدور: مشكــله الجيل المهجن من الحريم اللي مثلـج.. ان فورميولا العقل ناقصة.. فما عليج اي ملام!!
      نسيم وهي تلتفت لحووور باستغراب: شتتكلم ذي؟؟ لغة اهل المريخ؟
      بدور وهي تواصل بسخرية: ما تنلامين ترى.. بسألج سؤال يا نسيم؟؟ من واحد لعشرة جم تعطين نفسج؟؟
      نسيم وهي ترفع حاجبها:.. 11 من عشـرة
      بدور وهي تضحك وملامحها الجميـلة تكتسب اللون الاحمر الحلو:. رحم الله من عرف قدر نفسـه.. مبروك عليج انتي ناجحة وتفوق بمجال الغباء..
      قامت نسيم لبدور: والله لا وريج يام اربع عيـون..
      مسكتها حوور : خليها تولي
      نسيم:شفتي شلون استغفلتني..
      حور: ignore ما عليج تجاهليها.. (تلتفت لابوها) وينها امي اليوم؟
      توه علي بيتكلم الا الجازي نازلة من تحت وهي تسولف ويا نور بنتها:..صباح الخيـر
      البنات وبدور اللي من الصالة: صباح النور.
      راحت سرور ولمت امها بطريقة الصديقات:.. Hello girlfriend وحشتيني.
      الجازي وهي مستغربة: شوحشتج؟؟ ناسية امس ويا اختراعاتج الطبخية؟؟؟ (توجه كلامها لزوجها) هلا بو سرور. شلونك؟
      علي من غير ما يناظرها:.. الحمد لله بخير بشوفتج..
      حـور وهي تكلم امها:.. يمة يالله فطري عشان نروح المول ..
      الجازي وهي ناسية: شموله؟؟
      حور وهي تاشر بعيونها صوب ابوها عشان ما يسمعهم لانه ما بيخليهم عشان يروحون المطعم..: يمة..
      الجازي وهي تنتبه لنظرات بنتها وبصوت منخفض:. ااااااه المول.. (تتقرب من بنتها بهدوء) ماظن ان اليوم يوم مناسب!
      حور وهي فاتحة عيونها بصدمة وخيبة: but you promised
      الجازي: I know بس ابوج اليوم يحتاجني في المطعم.. (بنظرات لطيـفة) خليها ليوم ثاني واوعدج هالمرة..
      حور وهي تلعب بالأكل:.. ادري ان ماكو مرة ثانية..
      الجازي: come on hoor don't be like that
      حور وهي تقوم من الطاولة:.. انا بمشي الحيـن..
      علي وهو يلتفت لها والمريلة مربوطة على ثيابه من بعد اصرار من نوور: وين؟؟
      حـور وهي مو مصدقة ابوها لانها توها امس قايله له: قلت لك بروح المجمـع ابي اشتري لي جم قطعة ملابس.. الشتا ياي وانا ما عندي الا الجاكيـتات القديمة..
      علي وهو ياكل من الفرنج فرايز اللي يسويه: زين خذي وياج وحدة من خواتج
      حور ببرود: نسيم بتيي وياي..
      علي: خذي وياج وحدة من خواتج احسن .. وبدور خذي معاج عشان تدور لها على جاكيـت تلبسه.. اذكر انها قالت لي انها تبي جاكيت..
      حور وهي مليانة غيض:.. الحين انت تذكر اللي قالته لك بدور من فترة.. لكن اللي اقول لك عنه من يوم او اقل من 24 ساعة تنساه؟؟ ليش يعني لانها الbright student البنت المباركة والافضل فيما بيننا..
      الجازي وهي تحاول تهدي نبرة حور الزعلانة: حووور بلا مجادلات ارجوج..وابوج مو قصده جذي
      لكن علي ما سكت:.. وليش يعني تحسين انها ما تستاهل؟؟ وحدة منكم وصلت للي اهي واصله له؟؟؟
      حـور وهي مندهشة: انت لا تصدق.. يعني شتبيني اسوي عشان اوصل لها. اصابعك يدك مب سوى عشان كلنا نكون نفس الشي..
      علي وبصوت هادئ مثير للغضب: صح كلامج لذا لا تزعلين اذا تفاوتت المعاملـة بيناتكم لان اصابع يدي مو سوى ووكل وحدة منكم تستاهل المعاملة اللي تتعامل بها..
      حـور وهي تبتسم بسخرية: كل اللي ناقص تقوله انك تكرهني وتفضل بدور علي..
      علي وهو يمد بعيونه الناعسة في ويه بنته اللي في اوج تمردها وقله احترامها يمكن: ما اكرهج.. لكن افضل بدور عليـج.. لسبب واحد بس..
      حـور وهي تتخصر: فاجئـني وقول لي..
      علي: مطيـــعة.. Obedient مو مثلج متروسة تحدي واستفزاز وتمرد..
      الجازي وهي تحس ان الوضع تأزم مرة ثانية بين زوجها وبنتها: علي ارجوووك..
      حور وهي ترفع جاكيتها بقوة: ما احتاج اني اسمع كل هالكلام.. يالله نسيــم.. باي.
      الجازي وهي تهز راسها: ياربي ياربي...
      علي: روحي وراها وقوليلها تنتظر اختها...
      الجازي وهي تناظر علي من غير تصديق:.. علي ليش جذ..
      قاطعها علي بصوت حاسم: روحي ووخبــريها ... ما عندي بنات يمشون رايهم علي.. ريال بشنباتي ما تحترمني؟؟؟ مو منها لكن.. من هالغربة الزفتة الي معيشنهم فيها...اتحمل الذنب.. اتحمله من راسه لكرياسه..

      هزت الجازي راسهها وعورها قلببها من كلام زوجها واكثر شي من اسلوب حور اللي يتسم بقلة الادب وويا ابوها .. وطلعت من البيت وراحت لوين مابنتها واقفة.. تحت المحطـة الصفـرا اللي تنتظرهم في نص الشارع الرئيسي اللي يطل عليه البيت.. مشت الجازي بجاكيتها الخفيف اللي تلمه علىنفسها عشان ما يختـرق عظامها الهوا البارد..


      حور وهي واقفة بتململ مكانها وشعرها الناعم بالعادة مجعد اليوم.. ويوم التفتت لوراها شافت امها وبنفس الوقت شافت امها دموعها.. فحاولت انها تمسحهم بكبرياء واضح...


      الجازي: حور يمة
      حـور: لا تحاولين ماما... (بصوت مليان غصة) خبري المطيعة اني ما بنتظرها هني طول اليـوم..
      الجازي وهي تمسك بنتها اللي صارت بطولها: حور حبيبتي سمعيـني
      حور ووهي مخنوقة: يمة ما شفتيه شلون يعاملني.. وشلون يعامل خواتي؟؟؟ ليش يعني؟؟ لاني ما ابي ادرس اللي يبيني ادرسه ولاني ما ابي اشتغل في مطعمه المقرف..
      الجازي: المطعم المقرف هذا اهو اللي كببركم ووكلكم وحط سقف على راسكم يا حور.. لا تستهزأين باللي ابوكم يسوييه عشانكم..
      حور: عيل سمعتيه شقال؟؟ انه يفضل بدورو علي؟؟ هاي السخيفة ام العبارات الذكية..
      الجازي: يا حور انتي تدرين واكثر وحدة في خواتج بمحبة ابوج وعشقه لج
      حور وهي تطالع الجهة الثانية بعيد عن ويه امها: يتهيأ لج...
      الجازي وهي تسحب ويه بنتها: طالعيني لمن اكلمج.. (ولفت حور ويهها لامها بنظرة كسيـرة) انتي في هالبيت صاحبة الصوت.. انتي اللي تقدرين تغيرين من روتين البيت بسبب افكارج وتمردج.. لكن حطي في بالج.. ان بين التمرد وقلة الادب شعره.. وقت ما تنقص خلاص تتخالط الاوجه ويصير كل شي من غير حد ويجلب معاه نتايج سلبية..
      حـور وهي تحس بالغصة مزحومة بها:.. بس يمـة انا ماقدر اكون مثل ما اهو يبيني.. ويقهرني اذا يبي يسيرني مثل ما يبي.. شوفي سرور؟؟؟
      الجازي: شفيها اختج؟؟؟ اهي حابة اللي اهي فيه وعمرها ما كانت من النوع اللي يحب الدراسة وانتي ادرى بها لانها اقرب وحده لج...
      حور: بس انا مابي اكون مثلها؟؟؟
      الجازي وهي تبتسم وتمسك ويها بنتها من الجهتين:.. يا عمري انتي عمرج ما كنتي مثل احد.. كنتي طول عمرج البنت الفريدة.. Unique وعمرج ما انصعتي لاحد. وعمرج ما كنتي مأمورة من احد.. فما ابيج تتغيرين ولا تخلين احد يغيرج.. بس ابي منج شي واحد...
      حـور وهي تنظر لامها الغالية بحنان:.. عيوني لو تبينها..
      الجازي ووهي تبوس عيون بنتها وترد تطالعها:.. ابيــج تحاولين يا حور.. انج تبينين علاقة اقوى واشد احترام من هذي اللي تمر بينج وبين ابوج.. حاولي انج تكونين مؤدبة اكثر من جذي..
      حــور وهي تناظر امها بلوم وتأنيب ضمير:.. اكيد زعل على كلامي له...
      الجازي: ابوج ما يزعل منج لكن قلبه رقيق.. وخصوصا في هالفترة الحالية..
      استغربت حور من كلام امها: شفيها الفترة الحالية..
      تجمدت الجازي من نطقة لسانها .. شاللي ياب هالموضوع للسانها وجدام حور بعد:.. ها.. لا يمة بس اهو شوي.. يعاني من مشاكل في المطعم.. توسعة وما توسعة.. ولا تنسين بعد المصاريف الزايدة هالايام...
      حــور وهي شبه مصدقة لكلام امها لان ابوها بالعادة ما ينطق بشي لمن يعاني من موضوع.. لكن من يومين ابوها بين انه بحالة غير طبيعية عن غير العوايد.. : بروح له واستسمح منه شرايج انتي؟
      الجازي وهي تحاول انها تظهر ملامح طبيعية.. : اي حبيبتي... احسن شي تسوينه..
      نسيم وهي طالعة من بيتهم تركض:.. wait for meeeee…
      حور وهي تناظرها وتضحك: خبري الخبلة اني بروح وبيي..
      الجازي وهي تبتسم لبنتها: اوكيــ


      راحت حور وهي تركض لداخل البيت وقبل لا تدخل طلعت بدور وهي لابسة طاقية زرقا على راسها وشعرها الحريري معجف من الصوبين والنظارة طايحة على خشمها بصورة ناعمة وتبين مدى جمالها الحلو...

      دخلت حور بيتهم اللي يسود فيه الاثاث الاحمر.. الاحمر والأخضر الغامق مع المذهبات اللي تطغي من الجو العربي في المكان.. وراحت لوين ما كان ابوها واقف ويا نووور في الحديقة... كل اللي سوته انها وقفت في ويهه وباسته على خده ويم اذنه همست بآسفة وطلعت من المكان بسـرعة.. وعلي يناظر خطاها وهو مندهش من حركتها واول ما التفت لجدامه يحاول يتناسى حركتها اللي كانت بمنتهى الحلاوة والظرافة وجزء من الطفولة اللي ما فقدنه بنات علي نظرا لمعاملة ابوهم لهم... فابتسم غصبن عنه وهو يعرف من اللي خلاها توصل الى هالشي.. والتفت عشان يروح للجازي لكنه لقاها واقفة وراه وحاطه يدها على جتفه العريض وتبتسم في ويهه.. فتدافع الحب العميـق اللي يحمله في قلبه لها من ازل الزمان.. ومعاه يتخالط الحزن ان يمكن هالانسانة يفقدها في يـوم.. فما كان منه الا انه يلمــها من جهة وحدة ويخليها تخبي ويهها في صدره الحنون.. وعيونه تحاول كبت دمع واظهار قوة عشان اربع من اخلص الحريم في هالعالم...

      تابع الجزء الثاني

      -------------------------------

      طلعت سرور من البيت قبل مناجر ابوها ويا حور وراحت لمكانها المفضل في العالم.. المطعم اللي ابوها جم مرة حاول يقنعها انها تفتح في وقت متأخر يوم الاحد.. وهي تتعلل له بجملتها العريـقة " يوم الاحد اهو اليوم اللي الناس تلتجي له الى المحلات العريقة اللي تقدر تخدم الناس بقلبها مو بدافع الكسب والمال.."..

      كانت سرور تحمل في طيات ويهها ابتسامة دفينة وعميـقة من عمق الزمان وطوله.. ما كانت رشيقة مثل بطلات القصص الرومانسية.. او يمكن مثل خواتها.. كانت مليانة بشغف الضحك والابتسام الدائم.. صح ان وزنها يفوق ال70 كيلوو لكنها مليانة فرح ومو محتاجة للرشاقة عشان تخليها افرح.. وحبها للسكريات يتخطى اي حب او اي علاقة جنونية في هالزمن الغبي على حد قولتها.. تحب الطبخ والخبز واهم شي.. التزيين.. وتحلم انها في يوم تفتح لها محل خاص في كيك حفلات الزواج والمؤن الغذائية وخدمات الحفلات بمختلف مستوياتها واهميـتها..

      وصلت الى المطعم واللفافة المزركشة على رقبتـها .. التفتت شوي وهي تتنسم من الهوا البارد اللي صدم رئتها بحلاوة ونقاء الثلج القادم.. وفتحت المحل ودخلت..

      كان المطعـم مجدد من قبل اربعة شهور.. فاختلف الديكـور عن حالة السابقة وين ما كن عبارة عن حجيرة وحدة فيها اربع طاولات وكاونتر.. الحين صار يتكون من ثلاث حجيرات وكل حجيرة فيها خمس طاولات.. وبالاضافة الى بار صغير يقعد عليه شخص او شخصين مجابلين منظر نهر الهدسن والشارع والمارة.. وكانت حور تقعد عليه معظم الوقت اللي ترسم فيه في المطعم..

      كانت الوان المطعم تتراوح بين الليلكي الناعم والفيــروزي العريق.. والصور للآلات العربية العريقة تغطي المكان.. بالاضافة الى راديو قديمـ حاطيـنه كنوع من الديــكور.. وصور من مزرعة الجازي وين ما تربت في حياتها قبل زواجها من علي.. ياما سألو البنات عن هالمزرعة لكنهم كانو دايما يخبرونهم انها صور خذوها من عند احد .. وانهم ما يعرفون شي عن احد..

      كانت سرور اكثر وحدة تتسائل ان جان لهم اهل ولا لاء.. لانهم من وعوا على هالدنيا وامهم وابوهم وماما عايدة مجابليــنهم.. كونوا لهم اهل من الاصدقاء والزملاء والزبائن المعتادين..

      حطت الجاكيت واللفافة على الشماعة اللي يم الباب وقعدت وهي تنتظر الكوفي اللي حطته على السخان تصب لها شي وتاكل وياه قطعة من الخبز اللي في الفرن المحتفظ بسخونته.. ويوم راحت للفرن تتأكد من الكيك اللي هناك سمعت صوت الجايلز الي عند الباب تعلن وصول احد.. فطلعت الصينية كاملة وطلعت من داخل.. وشافتهم ثلاثة.. بنت – والواضح انها بمنتهى الجمال- واثنين شباب بمنتهى الاناقة ولكن واحد منهم شكلـه مألوف بالنسبة لها ما تدري ليش..

      سرور وهي تبتسم والغمازة العميـقة تظهر بكل حلاوة:..Good morning good people
      حياة ردت عليها بمرح: very good morning actually
      سرور عرفت انهم عرب ولكن بعد ما خاطرت انها تتكلم يمكن يطلعون هنود ولا شي: can I help you?? What would you like to have..
      كايد أشر بيده بخجل: nothing for me
      محمد اللي عرف سرور من غمازاتها لانه ما نساها ولا نسى معاملتها الطيبة وياه:.. انا ابي شي من الكيك اللي عطيتيني اياه ذيج المرة؟
      سرور وهي مستغربة اول الشي بس بعدين ذكرت محمد:.. آآآآآآآآآه هذا انت.. انا اقول مو غريب علي هالويـه..
      حياة وهي تضحك على محمد لانها فهمت الموضوع غلط: اكيد شفتيه على كفر مجلة new York society ولا شي ثاني..
      سرور اللي ما فهمت لولا كلمة من اللي قالته حياة ردت بسذاجة: لاهو كان هني قبل جم يوم وكان يبي شي خفيف ويوم عطيتك الكيكة قلت لي ان عليك رياضة تسويها عشان تروح السكر.. صح؟
      محمد وهو مندهش من ذاكرة سرور القوية:... ما شاء الله خوش ذاكرة..
      سرور وهي تضحك بقوة:.. اذا ما ذكر جان تظيـع طلبات الناس..
      محمد وهو ماخذ راحته وياسرور: بس عيل.. عطيني اللي عطيتيني اياه ذيج المرة..
      حيـاة وهي متحمسة مثل محمد: وانا ابي شي حلـو مليان شوغر ومعاه كاباتشينو بالحليب..
      سرور وهي تكتب الطلب وتنتظر من كايد انه ييطلبب: وانت متأكد ما تبي؟

      لكن كايد كان سرحان وهو يناظر المكان.. وبالاخص الى اللوحة اللي على يمينه معلقة على الجدار بصورة المزرعة...

      حياة ووهي تهزه من سرحانه:hello ارض الواقع يناديك..
      كايد وهو منصدم ومنحرج شوي:.. سوري بس... الصورة عجبتـني..
      سرور وهي تبتسم: ما تبي تطلب شي؟؟
      كايد وهو يحس باصرار سرور : شي خفيف.. جاي حليب ولا كوفي بالحليب ووايد شوغر..
      نسيم: comin in the way,,
      محمد وهو منسحر باسلوب سرور: وايد طيبة وحليوة مووو؟؟
      كايد وهو يبتسم له وحياة ترد عليه: اي والله .. وايد وايد وايد طيبة..
      محمد وشعور غريب يطوف فيه تجاه سرور:. مادري ليش احسها... حنونة و..طيبة..
      كايد وهو يمسك محمد من جتوفه ويضحك:you made your point وضحت رايك.. وايد طيبة ووايد حنونة.
      محمد وهو يناظر كايد باستنكار : تحسني ابالغ..
      حياة وهي تضحك ووتضرب يدها براسها: ياربي من هالريـال..

      وكلها خمس دقايق ورجعت لهم سرور باللي طلبوه وكريمة الشوكولا على الكيك والكرواسون ساخنه وخلتهم يحسون بريجهم يسيل من الريحة الحلـوة..
      سرور: house made and no fake ingredient
      (صنع منزلي ومن غير مكونات مزيفة)
      حيـاة: احلى شي..

      كل واحد اخذ اللي له وبنفس الوقت دخلو كستمرية يداد ولكن كايد كان يتسائل عن الصورة المأخوذة لانها مألوفة بصورة فظيـعة:.. هالصورة تخص ممتلكات عائلية؟؟
      سرور وهي اتناظر باتجاه للي يناظر له كايد: الصور هاي؟؟؟ لا والله.. الوالد ملاقيهم من عند احد.. وحطاهم كبارت من الديكور .. ولكن بسبب قدمهم هني في المكان نحسهم شي خاص بنا... مادري ليش.ز مع انهم صور
      حياة ووهي تبتسم بحلاوة: اكيد مع العشرة الاشخاص والاغراض تصير جزء من ذاكرة الانسان وخصوصياته...

      حس كل من محمد وكايد ان كلام حياة مبطـن او يمكن موجه الى ضمـير وعقل كايد.. الا انه رفضه بحجه انه ما يطلب شي اكثر من صداقة شريفة مع حيـاة..

      انصرفت سرور الى خدمه الناس اللي دخلوا ومحمد ما يقدر يشيل سرور من عيونه.. يحسها مقياس للطيبة وللحنية في العالم.. غريبة ان اكووو ناس بمثل هالطيبة.. محمد معاني من نفس معاناة سرور.. التغرب وانقاطع صلاة واواصر العائلة.. الا ان محمد يعرف بهالعائلة على عكس سرور اللي تربت على فكرة ان امها ووابوها مقطوعين من شير..

      تم كايد يناظر في الصـور وهو يحاول يطابقها بمزرعة ابوه الا ان ماكو اي مجال للمقارنـة.. كايد نفسه يعرف ان ابوه على خلاف مع عمته الوحيـدة بالعالم.. الا انه ما يعرف هالعمة من تكون والا وين راحت والا شنو صار بحياتها.. كل هالامور تعد من الضبابيات اللي تجتاح حياتهم كلهم عيال الجيـل اليديد من بعد جيل علي وحارب والجازي..

      وكلها دقايق وينهز المكان بدخلة بنت وكانها قطعة من الجمال بغضبها المتقد... ووراها البنت اللي ما تخلت عن مخيـلة كايد ولا لحظة من اول ما شافها وتتبعها البنت اللي ترافجها..

      حور وهي تسحب يد بدور: خذي جيسج ولا تتكلمين
      بدور وهي تلتفت وويهها اشبه بجمرة متقدة من الغضب: لا تتجرأين وتلمسيني. وخذي هالجاكيت لج ما بيه
      حور وهي مندهشة وتحاول تسكت اختها عن الفضايح: تعالي وياي ورى..
      بدور: مابي برد البيـت..
      حور: يعني شفيه الجاكيت (تطلعه من الجيس والوانه الباهية الزاهية ما تنطبق على شخصية بدور) آخر صيحة واخر موضة..
      بدور وهي تحط يدها عند راسها: كفاية لونه اللي يخليني ادووخ..
      حور: خذيه ولا تسوين لي مشاكل..
      بدور وهي تخبي يدينها ورى: مابيه وانا بررد البيت..
      حور: ما بتردين البيت الا وياج ...
      بدور: مابي..
      حور: يودي..


      الا وبحور تسحب بدور معاها الى ورى الكاونتر ومن غير قصد تضرب ذراع كايد بقوة لدرجة انها فقدت توازنها.. تلاقت عيونها بعيـونه بحرج واضح اما كايد فما كان مصدق ان صدف القدر جمعتهم الى هذي المحطـة..

      نسيم عرفت كايد على طول اما حوور اللي ما انتبهت له الا هذي المرة ضاعت في ملامحه وفي حياها وغضبها من بدور اللي عرضها لمثل هالموقفف:... انا اســفة. (شدت على عيونها وكانها تتدارك نفسها) I'm very sorry
      كايد وهو يحاول يرد عليها بالكلام الصحيح لانه اهو الارتباك ركبه من راسه لريله:.. لا عادي.. اتس اوكيـه...

      حنت حور راسها بعلامه احترام وسحبت بدور بقوة الى ورى الكاونتر وداخل المطبـخ..

      اما حيـاة فناظرت البنات بقرف وكانها منزعجة منهم: what a brat
      (صج وقحـة)
      محمد وهو يشرب من الكوفي: مب قصدها..
      حياة: شنو مب قصدها.. جذي يسوون فوضى في مكان عام؟؟؟ قلة ادب وواحترام..
      نسيم تحركت من مكانها من بعد ما سمعت كلام حياة الحقير وتوها بتدخل المطبخ الا تلتفت الى كايد وتبتسم في ويهه بسذاجة:.. hello ( تتمتم شي بحلجها) we are very sorry

      ابتسمت بعذوبه وناظرت حياة بحقارة ودخلت المطبخ.. اما حياة ففتحت ثمها من الصدمة ومحمد ضحك شوي.. لكن كايد ظل مرتبك من اصطدام حور فيه ومن قربها الواضح منه.. وكأنها شي خاص فيه.. قطعة منه ضائعة من زمن طويـل.. يحس بالاشتياق له وكان هاللحظة كانت عبارة عن التعويـض... هل هذا هو شعـور رومانسي من مشاعر العرب.. والا هاي فطرتك يا كايد نحو بنت عمتك الوحيـدة..

      يوم كملوا الللي ياكلـونه دفعوا بقشيش استلمته منهم سرور وهي تعتذر: انا ووايد اسفة على الموقفف اللي صار.. بس هذول خواتي الصغار وتعرفون اي نوع من المجادلات بين الخوات تصير..
      محمد بحبابة تصرفاته: لا عادي بالحل مهما كان... هذول صغار.. بس ان شاء الله تصالحو؟؟
      سرور وهي ترفع حواجبها وتضحك بصوت متحمس: اذا تصالحوا معناته ان فلسطين لها امل بالتحرر..
      حيـاة بصوت مصطنع: شكرا الكوفي كان حلو..
      كايد وهو يشكر سرور بعاطفة كبيـرة تنتابه: مشكورة وعساج عالقوة.. ياختي..
      طالعت سرور كايد وهي تحس بالحنية تجاهه وابتسمت له بصدق:.. الله يقويـك.. ياخوي..

      مشى كل من كايد ومحمد وحياة وطلعوا من المكان.. وبطلعتـهم وصل علي ويا زوجته الجازي اللي تمت تمشي وهي ماسكة يد زوجها وبنتهم الصغيرة تمشي جدامهم بمرح مشهود له... وعيون كايد عليهم بالتهام مخيـف .. شي في ويه الأم والبنت الصغيرة خلى كل من ابوه وعايشة اخته يطلعون جدامه.. وشي في ويه الريال اللي مغطي الشيب راسه على الجوانب رجع له ويه حور الحماسي..

      اول ما يات على باله حور شافهها طالعة من صوبهم .. وقفت شوي تطالع ابوها وامها اليايين وما كان منها الا انها تسلم بسرعة وتمشي ويا ارفيجتها اللي كانت عيونها على كايد ويوم انتبهت لحياة اللي تناظرها باحتقار طلعت لها لسانها اللي انخرق بدبوس فظي ولوعت جبد حياة.. يوم مشت حور ويا نسيم التفتت بسرعة الى وين ما المطعم وشافت عيون الريال اللي ضربت فيه اليوم بالغلط تناظرها وكانها تخترق روحها.. فالتفتت لها هالمرة وبصورة اطول من قبل.. وكانت عيونه ما زالت عليـها.. خافت حور من نظراتها وسرعت من خطواتها ويا نسيم .. بعيدا عن مطعم ابوها.. وبعيدا عن عيـون هالمراقب..

      ----------------------------------

      وصل حارب ويا موزة اللي اخذها من الجامعة الى المزرعة بناءا على طلبها .. وخصوصا وهي الغالية العزيـزة اللي ما ينرفض لها شي.. كانت تبي تروح تشوف عبدالله لانه من يومين او اكثر قاعد في المزرعة.. بتتأكد من ظروفه ومن حالته.. خصوصا من بعد هواشه الكبير ويا امه هذاك اليوم اللي وصلها فيه للمزرعة..

      اكتشف ان امه تبي اوراق من المزرعة تبين الملكية عشان تقدمها للبيـع او للاستثمار المربح في مجال السياحة.. لكن عبدالله اللي يعشق تراب هالمزرعة وما عمره فكر انه يخليها او يبتعد عنها للحظة انتابته نوبة الاعصاب القوية اللي تتملكه وتجادل ويا امه بقوة لمن طردها من المزرعة.. حارب درى عن الموضوع لان ابو رياض.. الزراع اللي يشتغل عندهم من اربعين سنة خبره.. ويا المزرعة عشان يتطمن على الأمور.. وعشان يرجع الى ذكرياته والى التراب اللي داسه اهو يوم كان صغير يملك يد اخته الصغيرة براحة يده ..

      نزلت موزة اول شي وراحت على طول صوب الاستراحة اليديدة اللي كانت قريبة شوي من البيت العود.. دخلت البيت وهي تنادي على عبدالله.. شيلتها كانت مغطيـة اجتافها وومغطية شعرها زين لكن هيهات من طوله اللي تهادل على ظهرها من اول ما تحركت بسرعة وانفك عنه المحبس اللي بشعرها..

      ظلت تمشي باروقة البيت البني اللون وتعببر بين الستاير اللي تطل على الشرفة الكبيـرة .. طلعت من اول باب زجاجي لانها انتبهت الى جمعة ناس عند الحلبة اللي تنحط فيها الفروس اليديدة المب مروضة.. واول ما شافت كان عبدالله فوق الفرس يحاول يروضها لكنها ما طاعت وما كان منها الا انها ترميه على الارض بقوة وسيف ولد خالها يضحك عليه وريـاض ولد الزراع يروح له داخل الحلبة وواحد ثاني هم مب غريب واقف.. وكان محد غيـره.. شاهيـن ولد خالتها ام سبيجـة.. الطيف اللي ظنت موزة في اايام مراهقتها انها تحبه.. لكن اختفى هالحب مع معرفتها ان لا حب قبل الزواج..

      طلعت موزة وهي مغطية نص ويهها الى الشرفة وصوتت على عبدالله:... عبــدالله... عبـــدالله..

      قام عبدالله عن التراب وهو يلتفت الى راعية الصوت فعرفها من خيالها البعيد انها موزة.. والتفت وياه كل من سيف (عاشق موزة) وشاهين... لكنهم غضوا بعيونهم يوم مشى لها عبدالله وجبينه وجرح من ورى اذنه ينزفون بشكل خفيف بالدم...

      يوم شافت موزة ان اخوها ياي صوبها دخلت داخل البيت.. وكلها دقايق وعبدالله وراها..

      عبدالله وهو مسكر عيونه من شدة الشمس:.. مويز؟؟ شتسوين هني؟؟؟ شيابج المزرعة؟؟؟
      موزة وهي تناظر حاله اخوها وتمتعض منها...: شمسوي في روحك؟؟ ليش تخرخر دم من كل صوب؟؟
      عبدالله وهو شوي يعصب: اوهووووووو شعليج دمي اهو ولا دمج؟ قوليلي شتسوين هني؟؟
      موزة وهي معصبة عليه: لا تكلمني بهالاسلوب.. انا ياية ويا ابوي.. ياي يجيك على الحلال.. وانا ياية اجيك عليك.. اخوي.. من لحمي ومن دمي..
      عبدالله وهو يهدي باله لكن يشغله بجية ابوه:.. ابوي ياي هني ليش؟؟ صار له سنة يمكن ما طب المزرعة..
      موزة وهي تنادي على الخادمة اللي تسكن.:.. ماقدولين.. ماقدووولين..
      تطلع الخادمة من المطبخ القريب: yes mama moza
      موزة: bring the first aid box with some clean towel
      (ييبي علبة الاسعافات الاولية وفوطة نظيفة)
      ماقدولين:right away
      راحت ماقدولين وعبدالله يبتسم في ويه موزة: بتنظفين جرحي؟؟؟
      موزة وهي تعقد ذراعاتها عند صدرها وتناظرها بغرورها الجميـل:.. مو مثلك قلبي قاسي يقوى على منظرك.. تدري ان الجرح فيك يشيب اي قلب..
      عبدالله: اوخ اوخ من قلوبكم يالعذارى.. ياليت واحد منهم صادق بس..
      رفعت موزة حاجب متسائل: .. وشلك في واحد منهم؟؟؟ ناوي ؟؟
      عبدالله وملامحها تمتعض بقوة: لالالالالالا... شنو ينـــيت.؟؟ يوم الحرام هذا اللي يحب فيه عبدالله ولا يتمنى قلب وحدة من البنات.. كلهم ما يسوون الا خواتي ..
      موزة وهي عارفة بهواشه ويا امه.. وراحت وقعدت يمه على حافة الكرسي اللي ماعطهم ظهره:.. وامك؟؟؟
      عبدالله يلتفت لها ولحيـته الخفيفة ملطفة من ملامحها الهادئة:... اهي اللي مطرشتج؟؟
      موزة وهي تضحك في ويه عبدالله: انت ما تععرف ان موزة ما يطرشها احد لاحد؟؟ وتعرف زين ان امي اذا تناجرت وياك ما تعلم احد؟؟؟؟
      عبدالله: عيل شلون عرفتوا؟؟؟
      موزة والعلبة الاسعافات توصلها:.. ابو رياض خبر ابوي.. وابوي يا اليوم يطمن عليك..
      عبدالله يضحك باستهزاء.: يطمن علي؟؟؟ ليش لا يكون مات ناصر..
      حطت موزة يدها على حلج عبدالله بخوف: فال الله ولا فالك... هذا اخوك شلون تتكلم عنه جذي..
      قام عبدالله من مكانه والم الغيرة يعتصر قلبه:.. هذا اخوج وولده.. مو اخوي..
      موزة وقفت وراه: هذا اخوك.. واخوك.. واخوك... قببل لا تولدك امك وتولدني وراك.. وبيظل اخونا لحد اليوم اللي الله لا اييبه الا بعد عمرن طويل..
      عبدالله وهو يلتفت لها:.. بيصير اخوي في اليوم اللي يكون لي في قلب ابوي مكان.. ومو اي مكان.. المكان اللي اهو مستحله..

      طلع عبدالله عن موزة من الشرفة وهي ظلت واققفة مكانها .. هزت راسها بأسف وهي تفكر يحياتهم المتداعية.. تفرقات وعلاقات مهشمة مخبية ورى جدران من الذهب والعاج.. قلوب فقيرة بالحب واخرى غنية ولكن تمتنع.. اخوان ما يعرفون بعض او حتى ما يحبون بعض.. وين صارت هذي؟؟ باي زمن ولا بأي دنيا..

      طلعت موزة من الاستراحة الى البيت العود.. وين ما مزارع الليمون والتين والخضروات منتشرة بروايحها العبقة.. وين ماتذكر كايد في ايام صباه.. يتجول بكسله وخموله بملابسه البسيطة الفضفاضة.. ووين ما كان عبدالله يجول بشقاوته .. ووين ما كانت امها تمشي في العصر وابوها في الصبـح البارز ويسهر بالليل البارد تحت نجوم الذكريات.. ذكرياته وهو صغير مع اخته اللي ارتدت على عائلتها وسافرت مع ريال اجنبي..

      راحت موزة.. ولقت ابوها عند التنور اللي يصير عند مزرعة الليمون واققف.. يشم ريحة الخبز الناضج اللي سوته ام رياض من شوي.. كان واقف وهو رافع يدينه وكانه يتلقى الريحة بمحبة.. وثوبه الابيـض ينصع بلونه الطاهر.. وغترته ملمومه على راسه كلها.. وراسه مرتد الى الورى باسترخاء..

      ابتسمت وهي تتقدم صوبه.. لمن وصلت عنده وحطت يدها اللي فضحتها برنه المضاعد الذهبية ..

      التفت لها حارب وقال بطريقته الشاعرية اللي يتخالجه:.. كنا صغار يا موزة.. انا واالجازي .. ويدي ياسين يشيلنا في هالمزرعة...
      كنا صغار.. نلاعب التراب يا موزة يا بنيتي.. وعمتـج ترسم اسمي في الدروب اللي نمشيها..
      اعلمها كلمة الشمس... واعلمها كلمة الليمون.. واعلمها كلمة المزرعة..
      لكنها ما كانت تكتب الا.. أخويــ حارب..
      كنا صغار يا موزة.. نعرف وين كل منا عند الثاني... الا يوم كبرت الجازي.. واختفت عن عيوني.. وصارت لواحد ثاني..
      موزة وهي تلم ابوها بحنان: وينها عمتي الحين يبا...
      حارب وعيونه متغرقة بدمع الذكريات المرير:... بلعتها رمال النسيان يا موزة.. بلعتها.. وما عاد لها اي نفس... او لها نفس.. وانا ما دري عن مكانه...
      موزة: تظنها مرتاحة؟؟
      حارب وهويبتسم بحزن:... تذكرني بدمعها.. لكن بعد.. مرتاحة...


      لم حارب بنته بحظنه وباس جبينها الناصع مثل الراية المخضرمة.. وتراجع وياها لبعيد عن البيت العود.. والعبرة تتجمع في حنجرة حارب وفي قلببه صدى اسم الجازي يعبر ويطوف بالخلجان الدموية فيه.. يذكر جمالها ويذكر سحرها.. ويذكر غرامها ويذكر حلمها.. يذكر يده ياسين اللي بارادته ابعدها عنه.. وخلاها جزء من الذكريات من بعد ما كانت اهي المستقبل الجميل.. وكله بسبب من ...؟؟؟


      الله يسامح اللي كان السبب..
      كل من علي وفاطمة زوجة حارب الثانية تحملو الذنب... علي.. لانه يا.. وسرق قلب الجازي.. وتمناها زوجه له وهو موقد مقامها.. وفاطمة..لانها ابعدت الجازي وخانت وصيتها وامانتها... ووسط ذكرياته عن الجازي تذكر ظبيـة.. ام ناصر المرحومة.. وتذكر حبها وكتمها لاسرار الجازي.. لوكنتي حية اليوم يا ظبية... جان حيا معاج قلب حارب.. وتحمل فراق الجازي..
      او يمكن حتى ما كانت الجازي بتروح.. وبتظل معاه!!!


      يا ترى..


      اسرار الزمن الماضي.. اللي ما عادت منحلة.. اهي اللي مأثرة على الحاضر..
      وياترى اصدامات الماضي بالحاضر.. لها موقع من الاعراب؟؟
      حارب بيلاقي اخته مرة ثانية؟؟؟
      كايد بيلاقي الأمل مرة ثانية؟؟
      وعبدالله بيقدر يحب بنت من بنات هالزمان؟؟؟


      كله يكمن في الايام اللي بتتسارع مع تسارع عقارب الزمن.. تكشف عن اوجه جديدة وعن اوجه قديمة مغطية بغبار النسيان مثل ما قال حارب..


    • الفصل الثاني
      --------------

      طلعت الجازي من العيادة وهي تفتح المظلة بعصبية واضحة وعلي اللي يتبعها مو عارف اهي شاللي ياها بالضبط عشان تتصرف بهالطريقة. وكانه يالس يتعامل ويا وحدة من بناته في العناد ولا الطيش.. ترفض اي نوع من انواع العلاج بحجة انها ما بتتحمل الاعراض الجانبية منها.. مع ان نسبة نجاتها زينة وناس وايد يتمنونها الا انها ترفض.وليش؟؟ بكل بساطة جاوبته..

      الجازي وهي تلتفت له من بعد ما كان يناديها عشان توقفف وسالها عن سبب رفضها:.. اذا انت تتصور فكرة كوني برضى اني اموت ببطئ جدامكم انت غلطان
      علي ووهو مستغرب: انتي سمعتي اللي قالته الدكتورة ولا لاء؟
      الجازي والخوف يرعش جسمها:.. علي ... مابي اصير اللي اهي قالته..
      علي وهو مو عارف اهي شتقصد: انج تكونين معافية مشافية؟
      الجازي وشفاتها ترتعش:... لا..... مابي اصير..... مثل اللي اهي قالته... الضعف والكآبة والمزاجية...
      علي وهو يهز راسه بحزن: بس هاي خيارج الوحيد يا الجازي.. عشان انج تعيشين لي اكثر ولبناتنا..
      الجازي وهي تبعد ويهها المنزعج عن علي: بس مو بهالطريقة... ما ابي اكون عبء على احد..
      علي وهو يسحبها من يدها برفق: يالجازي عيب عليج هالكلام.. انا زوجج مو واحد غريب
      الجازي ووهي تحس بالحاجة الى شي اكبر من حياتها الحالية:..... ما قلت جذي.. بس....

      نظرة العجز في عيون الجازي والاستغراب في عيون علي خلاهم يتوترون وتتحول الكهرباء والمحنة في دمهم.. الضياع وحرقة الاعصاب في البحث عن الحلول للخروج من المشاكل
      اعلان النهاية امر صعب وبالغ في الأسى.. لكن علي والجازي تمالكو نفسهم واتفقوا اتفاق يمكن ما يقدرون يرجعون عنه.. لانه بيطهر النفوس من الغليان ويمحي صفحات الغيـض من كل الطرقـات.. ويشيل من الصدور اي ثقل واي حكم من غير معرفة...

      بعد مسيرة مشي بسيطة قعدت الجازي على احد الأرصفة ويمها علي قعد وبهدوء استقروا مكانهم...
      جال في بال الاثنين تقريبا نفس الشي.. او بالتقريب.. الحنين الكبير الى الأهل اللي بانت قيمتهم في هذا الظرف الصعب اللي ما يقدرون الا اثنينهم يواجهونه.. وبينت لهم صعوبة كونهم مجرد اثنين.. لاحول لهم ولا قوة في بلاد الغربة..

      الجازي وهي تبتسم وكأنها تسمـع صوت حارب ويا يدها ياسين ووهم محتشرين على بعض..وعلي مسكر عيونه يتنسم رطوبة الخريف في نيويورك وكانها اول مرة نزل فيها ديرته من بعد غياب السنين الطويلة في ايام شبابه...

      الجازي: تذكـر يا عـلي... تذكر يدي ياسين... وتذكر مزرعتنـا... والخبـز اللي ينعجن في الصبـح..
      علي مباشرة ابتسم وكأن هالذكرى تدغدغ فيه مشاعر الطفولة والصغر..:.. تذكرين البنت اللي طلعت جدامي وهي متروسة عجيـن من الراس الى الريل..؟؟
      الجازي وهي تهتز بضحكة خفيفة:.. صج تفشـلت هذاك اليوم..
      علي وهو يلتفت لها بجاذبية الرجل العربي: تفشلـتتي؟؟؟ ليش تتفشلـين.. كنتي احلى بنت يمكن جافتها عيـني في ذيج الفتـرة..
      الجازي وهي تناظره باستغراب: ذيج الفترة؟؟؟ ليش الحين تغير؟؟
      علي وهو يمثل باللعثمة.. والجازي ضحكت عليه وهو ضحك بعد:.. تدرين انج اجمل بنت جافتها عيني. وتجوفها.. وبتظل تجوفها... (تهجد صوت علي وهو مغضن الملامح) شلون بقدر يالجازي.. بحق ربج العزيز شلووون..
      الجازي وهي تحط اصابعها الدافية على حلجها تمنعه من الكلام:.. لا تقول شي... لا تفاول..مالنا طاقة على المفاول يا علي..

      سكت علي ونزل راسه وهو يناظر الرصيف المبلل تحته ويبعد عن باله اي شي يخليه يفكـر..

      الا وصوت الجازي يطغي عليه : قوم...

      وكانت واقففة جدام ويهها والنشاط يعم ويهها..

      علي وهو يوقف لها:.. وين؟؟
      الجازي ووهي ماسكة يده بحنان: خلنا نروح... نروح مطعمنا.. ونروح لبناتنا.. ونروح لحياتنا.. نروح للدنيا اللي بنينها بفرح واذا كنا بننهيها او نقصيها نقصيها بفرح اللي تعودنا عليه... اللي عودتني عليه يا علي...

      سكت علي وهو عاجز عن الكلام.. لكن ظلت يده اللي تقودها خطوات الجازي المرحة والنشطة .. ولو كانت عارفة باللي يمر في باله ما كان بتصدق.. لان علي مل من هالدنيا اللي بنوها بالوحدة والابتعاد عن الأهل..
      في بال علي الجازي كانت لازم ترجع لديرتها ولاهلها وناسها.. اذا اهو ماله اهل مو معناته اهي لازم تخسـر اهلها.. والجازي لازم ترد وتعدل من امورها وترجع العلاقات الى نصابها.. واذا وقف في ويهه حارب او زوجته.. راح يواجهون شي اكببرر من الزواج من الجازي غصبن عنهم والهجرة ..

      ظلت هالفكرة في بال علي .. تتطور.. وتتحمس في نفسه الى ان تحين اللحظة المناسبة عشان يخبرها..

      -------------------------

      كانت حور قاعدة في مرسم الجامعة وهي متحمسة.. الحين بيي خلف عشان يعطيها يكلمها عن الرسمة اللي يحتاجها منها .. وهي في بالغ الحماس والتوتر يمكن.. مثل هالشي انه يصير لها وبالنسبة لهالانسان اللي قدر يحتل من اهتمامها القدر الكبير شي يعني لها الكثير.. يمكن تكون نهايته حلوة وخياليه مثل اللي رسمتها لها نسيم من اول ما طلب منها خلف هالطلب..

      كانت تدقدق باصابعها على قطعة الخماس وبقايا الصبغ متيمع في زوايا اظافرها الباهتـة.. واكمام قميـصها البرتقالي مرفوعة الى تحت الكوووع والعروق مختـفية تحت بشرتها السمـرا الخفيفة.. وشعرها مرفوع الا من خصلات متسللة على ويهها وورى رقبتها.. عيونها كانت لامعة بالحماس ولكن شفاتها ترتجف يا من البرد يا من الاشتياق..

      الا ودقات على الباب تطفرها من مكانها غصب عنها..

      كان خلف وهو لابس نظارته الطبية وشكله منحرج: اسـف حور ما كان قصدي افزعج
      حور وهي متوترة وتتحرك برجفان: اهلين خلفف لا عادي.. بس لان المكان كان خالي من جذي... شلونك؟؟؟
      كانت ويهها يلمع من الحماس والتوتر بينما خلف هادئ وقابع مكانه عند الباب : الحمد لله ابخير انتي شلونج؟؟ وشلون الدراسة؟
      حور: excellent thank you

      تموا شوي ساكتـين وخلف يناظر اللوحات اللي كانت تعبر عن الروعة والتميز في المرسم..

      خلف وهو مقدر الجمال في اللوحات: beautiful
      جان تفهمها حور غلط وتبتسم باحراج: thank you

      خلف فتح ثمه باستغراب وشافت حور يده مأشرة على احد اللوحات المعلقة وكانه يبي يفهمها ان اللوحة جميلة ومب اهي .. وما كان من الدم الا انه يغطي ويهها بدفق كبير..

      حور: اسـفة كنت اظن..
      خلف وهو منحرج من نفسه ويبرر: لا لا... مو قصدي.. يعني.. حتى انتي... you know
      حور وهي تلتفت وتعطيه ظهرها وهي ميتة من الاحراج: لا عادي لا تجاملني..
      خلف ووهو يمشي وراها وبنيته انه يصلح سوء التفاهم: لا صج حــور.. (التفتت له بهدوء) انتي بعد.. جميـلة..

      لمعت عيونها من الصدق للي ظهر في نبرة صوته... وهو ابتسم ووطى راسه..

      حور: وينها الصورة اللي تبيني ارسمها..
      خلف من سوء التفاهم نسى : صورة؟؟ اي اي صورة.. (تدارك نفسه لكن الاحراج اخذ منه مأخذه وحور ابتسمت عليه في ظنها انه منحرج من تواجده معاها) الصورة معاي... في احد الكتب (وهو يدور في جنطة الجتف اللي حاملها) لو بس القاها الحيـن..
      حور وهي تحس انها مسكت دفة الموقف تصرفت بهدوء: لا تستعيل دورها على مهل...
      ولقاها خلف ومداها لها:.. كاهي الصـورة..

      كانت في ظرف بني رسمـي.. وقبلل لا تفجه حور..

      خلف: بس ابي منج وعد يا حور..
      حور وهي تناظره وفي عيونها الاف الوعود لخلف : امر..
      خلف وهو يبسم باحراج: ما يامر عليج عدو... لا احد يشوف الصورة اللي عندج... اهي صورة شخص عزيز علي و... له مكانه خاصة في قلبي..
      حست بالغيرة البسيطة حور والحسد الخفيف وتمنت لو كانت اهي صاحبة الصورة:.. لا ما عليك ..لا تحط في بالك.. تراني اعرف قيمة الاحباب..
      خلف: بارك الله فيج... ما ظنيت فيج الا هالشي..
      حور وهي تطلع الصورة من الظرف:.. ما عليك زود..

      وضحت الصورة عندها لبنت في منتهى الجمال والرقة في الملامح... صورة احترافية تبين مدى جمالها العريق وحلاوة الجمال العربي في حناياها.. كانت خصلات شعرها الحريري تغطي جبينها ويدها المليانة بالحنة مرتاحة على خدها وابتسامتها المغطية بحمرة الورد وسواد الليل يلف جفونها...

      غيرة اعتصرت قلب حور ورفعت عيونها بابتسامة خايفة في ويه خلف وومن نظرات حور فهم خلف وابتسم..

      خلف: حلـوة؟؟؟
      حـور وهي فاقدة انفاسها من التوتر المتصاعد فيها:... وايــد ماشاء الله عليها.... اختك؟؟
      ظحك خلف وهو يتمايل بزهو لان حور مدحت البنت:.. لا ويــن...مو اختي هذي... هذي سيدة هذا.. (وهو يأشر على قلبه وحور قلبها وقف عن النبض).. خطيـبتي..

      طنين الصمت خرق طبلة حور وعيونها الواققفة بجمود في ويه خلف تشوف ان شفاته تتحرك بالكلام وكانه يقول شي لكنها ما قدر تسمع الا الخفقان البطئ في صدرها الناتج عن قلة التنفـس.. احراج اهو؟؟ ولا فشيـلة.؟؟ ولا خيبة امـل.. ولا شي مذبوح؟؟؟ كل هذا يصيبها في لحظة وحدة لمعرفة حقيقة للشي الوحيد اللي يمتعها في هالدنيا؟؟؟

      خلف وهو يناظرها بابتسامة الزهو : وجذي.. قبلوا فيني اهلها واخيـرا وخطبتها..
      حور وهي تبتسم للصورة المبهتة بسبب دموعها المتيمعة:.. الله يخليكم لبعض..
      خلف وهو يتجدم من حور لانه حس بالألفة لها.. : انا ما ائتمنج عن هالشي يا حور الا لانج اخت عزيزة وغالية ولج من الجوارح زاوية..
      حور وهي تناظره باشفاق على نفسها:.. الله يخليك ويعزك..
      خلفف وهو يتجدم منها وبعيونه نظرة تحذير وتذكير: ترى ها مثل ما قلت لج.. الصورة هذي ما تطلع لاحد.. تخلينها عندج لمن تفرغين من اللوحة وتسلميني اياها..
      حور وهي تبتسم بمرارة وتتمنى غياب خلف في هاللحظة:.. ولا يهمك.. بس انا الليلة ما بشتغل عليها..

      وراحت لعند اللوحة تشيل الجاكيت اللي لابسته ولاحظت انه مخروق عند فتحة الرقبة وحاولت تغطيه بالشال اللي عليها

      خلف وهو واقف وراها عند الباب: وبترسمينها هني؟
      حور وهي تكلمه من ورى ظهرها: لا اكيد.. برسمها في البيت.. (تلتفت له بشكل سريع) مايصير بعد البنت متزوجة..
      خلف: هذا كان ظني فيج يا حور... ما تقصرين والله.. بس متى تخلصين منها..
      حور وهي تناظره بابتسامة: اسبوع او اقل.. تبيها بيرفكت صح؟
      خلف: استغفر الله.. الكمال لله يا حور..
      حور وهي تهمس: استغفر الله... بس عيل.. انا بمشي الحين _(وهي تشيل اللوحة القماشية تحملها وياها) واشوفك مرة ثانية انشاء الله
      خلفف وهو يعرض مساعدته: خليني احمل عنج اللوحة
      حور وهي تمتنع بقوة: لا لا... انا بحملها بروحي.. متعودة احملها... شي عادي بالنسبة لي..
      حس خلف ان حور تبي تطلع فعيل من تحركه في المكان: بس عيل اشوفج على خير باي..
      حور وهي تنطق بصعوبة وبصوت مبحوح: بـاي..

      راح خلف من المرسم وظلت حور واقفة مكانها وهي منكسة راسها من شدة الحزن اللي فيهـا.. راحت لعند لوحة مفاتيح الكهربا وسكرت الانوار والاضواء وسكرت الباب وطلعت من المرسم.. وهي حاملة اللوحة القماشية وبيدها الثانية الظرف اللي فيه صورة خطيبة خلف...

      جرت نفسها طول المسافة وهي تمشي لحد ما وصلت الى محطة السابواي.. نزلت ووقفت وكاهو القطار اييها.. ركبته وهي تحس بالغثيان لراسها.. ما دمعت عينها لحظة..كانت مغرورقة لكن اثرت الصمت على البكاء.. حطت الصورة في جنطها بسرعة وكأنها جمرة تلمسها.. وظلت واقففة لزحمة المكان ولكن ريلها ما كانت تشيلها للوقفة.. تهاملت اكثر من مرة على نفسها منهارة لكنها وقفت مكانها.. شكثر اهي محتاجة لاحد في هاللحظة.. واكثر من طرى على بالها كان ابوها.. اللي على طول منعها من هالامور وكلمها عنها وابعد عنها الاذى الا انها كانت اعند من هالشي.. واول ما طلعت من القطار ظلت تمشي لمن ضربت في جتف احد وانهارت على الارضية المتوسخة وعلى ويهها..

      الشخص اللي دعمها كان في منتهى الاحراج وظل يتأسف منها: I didn't mean it I'm very sorry I wasn't looking are you okay?

      الصمت لف شفايف كايد يوم شاف البنت اللي دعمها .. كانت البنت اللي في الساب واي هذاك الصبح واللي في المطعم بهذاك اليوم.. ومثل ما تصادمت وياه في المطعم ذيج المرة تصادمت وياه في المحطة

      حور وهي تقوم نفسها باحراج بالغ والاسى مرسوم على ويهها بانحناءة ثمها الحزين: it's ok I'm okay don't you worry

      واهي بعد انتابتها صدمة يوم شافت الانسان اللي ضربته.. كان في عيونه شي من الاندهاش والألفة اللي تحسها لمن تشوف احد من اهلها او امها تقريبا.. ومرت في بالها ذكراه في المطعم هذاك اليوم...

      كايد اللي مو متعود على هالمواقف حمل لها لوحة القماش وهي واقفة: تفضـلي..
      اخذت حور اللوح من عنده وهي منزلة عيونها: شكرا..

      ومشت حور عن كايد وهي تحس بالكره لنفسها على غبائها.. وكايد ظل واقف وراها يراقب خيالها وسط الزحمـة الخانقة في المحطة الضيقة.. لمن اختفت تماما عن ويهه.. وهو اللي كان بيروح لمحمد في المكان اللي مواعده عليه ظل واققف مكانه محتار ما بين محطته والمحطة المفاجاة له.. ناظر المكان اللي طاحت عليه حور وهو يسترجع الذكرى في باله.. ولكن انقطع كل شي عن فكره يوم شاف حرف الH الذهبي الموصول بسلسلة ذهبية مرمي على الأرض.. وكأنه العذر اللي يسمح له انه يتبع حور ويعطيها هالشي ويشوفها للمرة الثانية باليوم..


      وعلى طول سحب السلسلة ورفع تلفونه يتصل في محمد ويعتذر..

      محمد بهمس وسط بلبلة السوالف والاحاديث: وينك انت؟؟؟
      كايد وهو يطلع من الساب واي: ماقدر اييك محمد انا اسفـ.. اعذرني بس شي طرى علي..
      محمد وهو يحس بالعجز: وعدتني يا كايد؟؟ مافيني اظل هني طول الوقت.. (يطالع ساعته الانيقة) صار لي عشرين دقيقة وانا زهقان اولريدي..
      كايد وهو مستحيل يتنازل: اسف محمد بس الشي الليي طرى وايد مهم.. اشوفك باجر في المجلة باي..
      محمد: بس كايد..

      سكر كايد التلفون وظل يمشى الى الدرب اللي حفظة .. درب الكافيه اللي يلاقي فيه شي من نفسه كل ما يروح له او يمر عنده.. في امل انه يشوف حور مرة ثانية
      -----------------------------------

      في حفل الحنا الصاخب كانت حياة تدور بين المعازيم وهي في اوج حلتها وجمالها .. روحها الجميـلة تاخذ عقل كل الامهات اللي يتمنونها زوجة لعيالهم الاطباء والمحاميـن.. والمجتمع الباكستاني اللي اهي تعيش فيه لكون امها من هالجنسية يخليها محط اهتمام من صغرها الا ان حبها الكبير لكايد في قلبها يحجز قلبها عن الموافقة على الزواج.. اختها الصغيرة بتتزوج قبلها وللانسان اللي تمنوها له من كانت صغيـرة.. حياة مستحيل تقبل بالزواج المدبر والمجهز.. وتتمنى لو انها تتلوع بحبها لكايد على انها تكون زوجة انسان تحبه مع الايام..

      الألوان كانت مترامية مثل الامواج في ذيج القاعة ذات السقفف ووالجدران الزجاجية في بيت حياة.. تعكس الليل الجميـل الممطر في سماء نيويورك والحلل الانيقة والاالوان الزاهية تنعكس بالعيون واصوات المصوغات العريقة والانتيكية تتمايل بحركة اليد او حركة الرجل بالخلاخل..

      كانت حياة لابسة الزي الباكستاني اللي عبارة عن سروال وسيـــع باللون البرتقالي الناصع وقميـص طويل للركبة ظيج بفتحتين كبار.. كانت يد القميـص توصل لنص زندها والشال الطويل المخرز باجمل الوان الاحمر العاطفي والبرتقالي الزاهي.. وبقع من الاخضر على القميص تعكس جمال بشرتها السمرا وعيونها الفاتحة.. كان شعرها مفتوح على شكل التمويـج شبه المبلل وطقمها ذهبي نحاسي باحجاز حمرا واساور متدلية منها سلاسل بنفس نوع الحجز الاحمر..

      قعدت يم اختها اللي لابسة لباس هندي احمر وتتحنى بنقوشات رائعة... وفيروز تناظر بنتها الكبيـرة (ام حياة) وتتكلم ويا اختها..

      فيـروز بعربيتها القوية والفصيحة:..صدق اللي قال.. حياة بجمالها ما لها اي منافس..
      رفعت: .. الحين جميلة العروس وحياة الجميلة؟؟
      فيروز وهي ترفع شالها على جتفها وتناظر اختها: انا عمري مافرقت بين الثنتين ولا بين اخوهم.. الا ان حياة تمتلك من الجمال اللي يأسر عيوني كل ما اشوفها..
      رفعت: ماخذة جمالج يا فيروز
      فيروز وهي تناظر بنتها وتشوفها شلون تضحك وتناوش اختها: يمكن.. بس حياة جمالها خاص.. ياليت بس تتزوج وتخليني افرح بها..

      وبوقت ثاني من ذيج الليلة كانت حياة في غرفتها تبدل ثيابها بملابس اخف عشان اهي تتحنى بعد.. ودخلت عليها امها اثناء ما كانت تفصخ المجوهرات اللي عليها

      فيروز وهي تبتسم لبنتها وتستلم عنها العقد: خليني انا بشيلها عنج..

      ابتسمت حياة في ويه امها لكن لحاق امها بها وراه سبب ثاني..

      فيروز: شكثر فرحانه اختج موو؟؟
      حياة وهي تبتسم: الله يهنيها ان شاء الله.. وان شاء الله يسعدها محمد..
      فيروز وهي تلم راس بنتها الى عند خدها: الفال لج يا يمة..
      حياة وهي تمسك يد امها اللي كانت عند رقبتها: ان شاء الله..

      انتهت فيروز من عقد بنتها وراحت وحطته في علبته المخملية...

      فيروز وهي تكلم حياة من ورى ظهرها:.. كايد شلونه؟؟؟
      انتبهت حياة الى امها باستغراب.. شياب كايد على بالها: الحمد لله ابخير.. يسلم عليج
      فيروز وهي تبتسم لان وجود كايد في عائلتهم يسعدها: الله يسلم عمره من الشر.. عزمتيه على زواج اختج صح؟؟
      حياة وهي متجفته وتناظر امها بتحري : اكيد... يمة؟؟
      فيروز وهي تههم: اهممم..
      حياة: شياب كايد على بالج؟؟
      انتبهت لها فيروز وهي تتصنع الاستغراب: شنو شيابه؟؟ هذا بحسبه ولدي يا حياة.. وانتي ادرى بهالشي..
      حياة وهي تضحك على امها: ان جان اكو شي انتي ما تبرعين فيه يا يمة اهو الاستغفال
      فيروز وهي تناظر بنتها بغضب جميل : شقصدج؟؟
      راحت حياة لعند امها ولمتها وهي تناظرها:.. قصدي يا يمة ان سؤالج هذا وراه شي ثاني..
      فيروز وهي تناظر بنتها وتغير الموضوع: انتي اصلا ينيتي.. طالعي غرفتج انتي معفوسة فوق تحت.. جميلة اللي اهي العروس غرفتها مو بهالصورة..

      وراحت فيروز تشيل احد الشالات اللي كان متعلق بحافة السرير ومفروش على الارض بصورة رومانسية.. وكان بها شوية من الغضب اللي تتميز فيه اذا كانت محرجة..

      حياة بحزن.. : يمة كايد بعده مثل ما اهو.. وانا ما ااتوقع منه شي..
      وقفت فيروز بخيبة الأمل وهي تناظر حزن بنتها الجميل اللي غطى امارات الجمال:.. وانتي لمتى بتظلين معلقة بهواه؟؟؟
      حياة وهي تلتفت عن امها تخبي عصيانها:.. لحد ما ينتهي حبه في قلبي..
      فيروز وهي تروح لبنتها وتوقف في ويهها: حياةة..انا ما يبت بنات وربيتهم وكبرتهم وسهرت عليهم عشان يظلون عازبات لي؟؟؟ (حنت نظراتها يوم شافت الحزن على ويه حياة) يا روحي انتي ادرى اني احلم فيكم عرايس من يوم كنتوا في المهاد.. لا تحرموني من فرحتي يا حياة..

      حياة وهي ساكتة وتلف بويهها عن امها وترجيـتها اللؤلؤية تضرب في جتفها ..

      فيروز وهي تمسك بنتها من زنديها وتبتسم في ويهها:.. يايمة.. ساعات المخبى في كتاب القدر.. احلى واجمل من اي قصة حب يعيشها الانسان.. وانا ما ابي اقسى عليج لو اقول..ان حبج ماله امل.. لكن هاي الحقيقة يا يمة..
      حياة وهي تناظر امها بحزن والدمعة تلمع بعيونها:.. لا تقوليلي هالكلام يا يمة.. قوليه لقلبي.. اللي ما يفهم

      ناظرت فيروز بنتها بحسـرة على شبابها.. اللي بينهدر في حب انسان ما يبادلها حتى الحب.. لانه لو بادلها بيكون الموقف اسهل..

      فيروز: اتمنى لج يا يمة الزوج الصالح اللي يعرف لجيمتج ويقدرج ويحطج على راسه تاج ما يتمنى غيره..
      حياة وهي تلم امها: ادعي لي يا يمة.. ادعي لي اني القى كايد.. ترى دعاء الامهات في حق عيالهم مستجاب..

      وبجذي.. انتهت ليلة الفرح بحنا جميلة بدموع بنت وامها على قلب يتمنى انه ينحب في هالدنيا.. وينقبل..
      --------------------
      كانت الساعة 11 بالليل والمطعم على وشك انه يسـكر.. علي والجازي مشوا من زمان وظلت سرور ويا بدور اللي تتدافع من النوم الي فيها يشطبون حسابات اليوم..

      سرور وهي تحسب في الدفتر:.. ويا مصاريف القهوة والعيين.. راح يصير...(تناظر بدور اللي نازلة نظارتها على خشمها ومسكرة عيونها) بدووور
      بدور وهي ناقزة مكانها: شنووو سرور شنوو؟؟؟
      سرور: شفيج يالسة احسب وياج وانتي في خببركان؟؟؟
      بدور: يا سرور ما يصير جذي ووالله كل يوم اتصيدني في هالحزة وتقيسين ذكائي .. انا البطاريات خلاص عطبت فيني والرقاد راكب جفوني..
      سرور وهي تبتسم لاختها: فديت عيونج انتي.. خلينا نكمل حسابات يالله وبلا دلع..
      بدور: اوووووووف.. متى بس ادخل الجامعة وافتك من هالحسابات..
      سرور: حسبي يالله لا كفخج..

      الا وحور تدخل عليهم المطعم وويها معصوف من المطرالخفيف اللي نزل عليهم.. وعيونها كانت متروسة دموع وتهمل لاول مرة من شافت سرور اختها.. وحست ان لحزنها مكان في قلب غير قلبها..

      سرور مستغربة من حاله اختها: بسم الله الرحمن علامج حور؟؟ شفيج؟؟
      حور وهي تسحب اللوحة من وراها وشعرها يقطر ماي وهي تبجي:... طلع متزوج سرور... طلع متزوج ويحب زوجته وايد... سرور ابي اموووت.. ابي امووووت سرور..

      سرور اللي تعرف باللي يمر في قلب اختها اشفقت على حالها ولمت اختها في حظنها .. وحور من ألفة جو اخواتها ما قدرت الا انها تعبر عن اللي بخاطرها كله.. وبدور بعد وقفت يمهم الا ان طبيعتها المنعزلة منعتها من مد يدها صوب اختها واكتفت بس بنظراتها الجميلة المواسية لحال اختها.. وكايد اللي كان يتبعها وقف ببرع وهو يناظر الاخوات الثلاث متلايمين على بعض.. واحساسه بالقرب منهم ملك كل وجدانه.. وحس بالرغبة بحظن وحدة من خواته الثنتين وحتى اخوه عبدالله.. الا ان الظروف كانت اصعب منهم كلهم ومنعته من التقرب منهم وتكوين العلاقة اللي يتمناها..

      وفجأة بعيونه شاف النار اللي حرقت ظهره قبل 7 سنوات.. وهالمرة كانت محايطته من كل جهة ومن كل جانب.. وبعرجه مشى بعيد عن المكان وهو يهرب من هالنار اللي تتقرب منه حتى ما هلك الهوا البارد رئتينه وابعدته هالنار عن مطعم اهل عمته..

      وصل كايد البيت وهو مكفهر ومعصوف الخاطر.. راح داره وظل واقف عند المنظرة يناظر نفسه.. شكله طبيعي وخالي من العيوب.. وبعصبية قوية ويأس شديد فصخ ثيابه بسرعة لمن تعرى النصف العلوي وبانت تشوهاته الكبيـرة.. وكانه يشوفها لاول مرة

      صرخ على نفسه بالمرايا:... هذا انت... انسان مشوه.. مليان عيوب.. غير طبيعي... غيـر طبيعي...

      سحب الاباجورة ورماها على المنظرة لمن طاحت وصارت فتات وشقوق على الجدران.. وانقسمت صورته المعكوسة الى اجزاء متفرقة ومهشمة ومجروحة.. مثل ما اهي حياته وسط هالغربة... قعد على الارض وهو ماسك راسه بيدينه ومباعد ريله من الجانبين.. متأسف على الدرجة اللي وصل فيها.. ومحتاج الى حظن يلمه .. الحظن اللي بيرده الى حاله القبلي..

      ------------------------------

      بعد يومين من هالحالة ظلت حور في البيت وما ترددت على الجامعة بحجة المرض اللي بالفعل كان باين عليها.. والجازي اللي كانت تواجه ظرف اصعب من حالة بنتها النفسيه الا انها قعدت معاها وحاولت انها تعرف منها اللي قالب حالتها بهالطريقة .. لكن حور كانت اغلق من انها تتكلم لامها عن موضوع مثل هذا.. وسرور اللي كانت بتتكلم لاكثر من مرة وقففتها بدور عند حدها ومنعتها بحجة ان هالشي خاص بحور وحور بس..

      علي كان مشغول البال لايام في التفكير بمسألة الرجوع الى الديار وترك الغربة للأبد.. ارجاع الجازي لاهلها والبنات لاصلهم.. الا انه كان صامت معظم الوقت عشان ما يأثر على احد بقراره هذا..

      حور كانت في الغرفة وجدامها اللوحة البيضة تحاول ترسم فيها الا ان غيرتها منعتها من النظر الى الصورة مرة ثانية.. نسيم يوم شافت الصورة ماشافت الجمال اللي شافته حور وتمت تتطنز على الصورة معظم الوقت وهي ناسية انها السبب في صدمة حور الكبـيرة بسبب الصورة الوردية اللي تمت تشحن دماغ حور بها لمن صدقتها حور..

      ظلت قاعدة مكانها وهي تناظر اللوحة وفي بالها احداث هذاك اليوم.. ويه خلف ومشاعره اللي بانت في كلامه عن هذيج البنت.. وعن المطر يوم يغطيها بدموع الغيم.. وبدت يدها في الحركة.. الا ان نور دخلت الغرفة وهي تطل براسها الصغير من فتحة بسيطة..

      ناظرتها حور بابتسامة وكانها ما شافت نور من فترة طويلة:.. تعالي نور.. دخلي..
      نور وهي تطل ببنيتها كاملة: عادي ادخل؟؟؟؟
      حور وهي تاشر لها بعيونها: حياج حبيبتي..
      دخلت نور بملابسها المرتبة وشعرها المسرح بطريقة مرتبة وقعدت على سرير حور اللي اهي تحبها وايد لكونه مليان بالألوان والاوشحة الملونه:.. انا احب اشوفج وانتي ترسمين..
      حور وهي تتكلم بمرارة: كل مرة ارسمج الا اليوم مادري ليش ماقدر ارسم..
      نور بمرح: ببتسم لج ورسميني يمكن تطلع الصورة حلوة
      حور وهي تبتسم بمرح اكثر: دايما تطلع صورج حلوة يا حبيبتي..
      نور: شنو بترسمين اليوم؟؟
      حور تذكرت ملامح البنت اللي بترسمها ومدت يدها الى الظرف اللي كان على طاولة الزيوت والفرش.. ومدته الى نور عشان تناظره: شوفيها ..

      اخذت نور الظرف ووفتحته وبعيونها بانت الدهشة من جمال البنت.. تمت تحدق فيها لفترة لكنها مسرع ما رجعت الصورة وملامحها عادية الى اختها..

      نور: انتي وسرور احلى منها... حتى بدورو الكريهة احلى منها..
      حور وهي تناظر اختها بغير تصديق: لاننا خواتج تقولين جذي..
      نور: لا والله.. انتي وايد حلوة حتى ادوينا (ارفيجتها) تقول انج وايد حلوة ولو كنتي اميركية جان بتخلي اخوها براين يتزوجج..
      وما كان من حور الا انها تضحك...: والله عليج سوالف انتي ويا ادوينوو؟؟ شوفي خلي عنج هالسوالف زواج ما زواج بعدج صغيـرة..
      نور: انا مو صغيرة انا مراهقه.
      حور وهي تناظر اختها بصدمة: لا والله؟
      نور: اي والله.. من صجج انا عمري ايي 12 سنة الحين.. وكلها جم سنة واصير قدج..
      حور: لا والله.. اقول.. قلبي ويهج يالله..قالت شنو قالت مراهقة.. يالله روحي بعدج ما عدلتي شعرج بروحج ومراهقة طايحة لي..
      نور وهي تمشي بزهو: قولي اللي تقولينه.. انا جريب بصير مثلكم انتي وسرورو وبدورو.. واحلى يمكن بعد..

      طلعت نور من الدار وحور مستغربة من اختها واكثر من هذا مستغربة من درجة النضج اللي اهي فيها.. صج انها كبرت وبدت تصير حرمة مثلهم..

      حور وهي تكلم نفسها: كبررت ليش؟ عشان اتطاول وتصير مغرورة ومعتدة بنفسها؟؟؟
      سرور اللي دخلت الدار: مثلنا كلنا.. (وهي تطلع لسانها لاختها بشقاوة)
      حور وهي تبتسم بدهشة: هاي نورو متى كبرت؟؟؟
      سرور وهي تنسدح على السرير: من زمــان.. هاي انتي اللي ماتقعدين في البيت ولا تدرين بالي يصير..
      حور وهي تتذكر بحزن وتبعد الشعر عن ويهها لورى اذنها:.. كله صار من الماضي الحين.. كنت غبية.. ومافكر زين.. وماسمع الكلام الصح... تصدقين سرور؟؟
      سرور وهي تناظر اختها اللي منعكس عليها ضوء الشمس الخافت.. : شنو ؟؟
      حور وهي تناظر الضوء الطالع من الدريشة:.. ابوي عمره ما نصحنا نصيحة الا وكانت في مصلحتنا.. علمنا اشياء وايد صح.. واحنا نرفض نسمع كلامه..
      سرور وهي توقف وتروح لعندها: انتي ياحور.. لكن شوفينا كلنا.. نسمع كلام ابوي وكلنا تقريبا نمشي في نفس الدفة الاانتي.. فيج شي من التمرد او المعاكسة..
      حور وهي تحس بانها غير.: مادري ليش.. ماحب اكون معاكم في كل شي.. احس اني لازم اكون غير..
      سرور وهي تلم اختها من ورى:... انتي رائعة مثل ما انتي حور.. جريئة وبريئة وتملكين شي من التغير اللي احنا ما نقدر نتعايشه.. واتمنى منج انج ما تتغيرين..
      حور وهي تمسك يد اختها بابتسامة: صدقيني يا سرور.. اذا قلت لج اني جذي مب مرتاحة.. بس بعد احس اني ما قدر اتغير..

      الا بدخلة بدور وهي مكفهرة:.. لحقوا امي وايد تعبانة وطاحت بالصالة..

      قامت كل من حور وسرور بسرعة وكان الزمن توقف عليهم.. وكانت الجازي نايمة على الأرض وعلي يمـها وبدور ماسكة سماعة التلفون تتصل في 911 خدمة الطوارئ.. ماكان مسموع في آذانهم الا صوت ابوهم وهو يوقف الجازي من اغمائتها..

      حور ووهي لامة ماما عابدة بخوف: ماما علامها امي؟؟ ليش طاحت؟
      ماما عابدة: كانت واقفة جنبي ومادري ايش الي حصل لها.. سترك يا رحيـم..

      وصل الإسعاف وشال الجازي اللي كانت بعدها على اغمائتها وعلي مو عارف شيسوي في البنات الاربع الواقفات على الباب يترقبون امهم اللي طاحت جدام عيونهم.. بانت على ملامحهم معالم الخوف اللي ما تطمن قلبهم.. وبدوا يفهمون او توضح لهم صورة كون امهم مصابة بمرض معين .. بس الحين الباقي اهو كلام الجازي لهم.. والله العالم شنو اللي بتلاقيه الجازي..

      ----------------------------------
      في الشـرق..

      بليلة حلوة هادئة ورومانسية الرياح وقفف عبدالله وهو يحس بريحة الليمون تفوح من كل الجوانب.. طال ببصره الى البيت القديم.. المكان المحظور عليهم وين ما بس ابوه اللي يدخل ويتحسس اطراف الزمن القديم.. وين ما قصص اليد ياسين واخته اللي توفت وزوجته اللي هم توفت.. وصغر ناصر ولعبه وولعه..

      مشى بخطوات متهادلة تدل على التعب الجسدي.. كان بعده بثياب الفروسية وللحين البوت بريله.. يحس بالوحدة مع الهوا اللي يتسلل في شعره الطويل.. تم يلعب في الرمل بريله ويرسم اشكال ويركل حفنات من الرمل.. ويعترف بينه وبين نفسه ان الليل كريه اذا كان القلب فيه خالي من اللي يحلى سهر الليل به.. لكن عبدالله يحب؟؟؟ فكرة الحب ما تخطر في بال عبدالله لكونه كاره البنات من الاصناف اللي لاقاها ويلاقيها بعايلته وبرع عايلته.. لا تفهمونه غلط.. الاصناف هذي بنات عوايل وترباية سنعة لكن الغباء اللي فيهم وميولهم نحو التغلف بالبريستيج والترف والغنا والتشبه بالعوايل الملكية شي يبعده عنهم.. خصوصا وانهم يتبعون الزوج في تفكيره والريال في تحكمه وتصرفه ويصيرون مثل الخاتم بصبعه.. هو ما يبي جذي.. يبي وحدة شرسة نمرة يتناجر معاها الوقت اللي يكون المناجر حلو فيه.. ويدلعها وتدلعه في الوقت اللي يكون وقت الدلع.. يبي وحدة صغيرة لكن في الدنيا فاهمة وكبيـرة.. إمراة تتنفس الانوثة في جوارحها والكبر في عقلها.. الظاهر انها امراة مستحيلة التواجد.. فما قدر الا انه يتلفظ باشعار نزار قباني بحق المرأة الكاملة والكمال لله..

      وغنى بصوته الجميل المليان حنين وشوق كبيـر لأمراة ما تواجدت بالزمن..
      .. اشهـد ان امرأة تجتــاحني .. في لحظات العشق كالزلزال..
      تحرقني.. تغرقني.. تشعلني تطفئني تكسرني نصفيـــن كالهلال..
      تحتل نفسي اطول احتــلال واجمل احتــلال..

      وماكان من سيف اللي يبات عنده بالمزرعة الليلة الا انه يتحرش فيه:.. الله اللللللله.. يا ثائرا بشعره وشاعرا في ثورته..
      عبدالله وهو منحرش: عنبو ويهك جنك فظولي كل مكان تطلع..
      سيف وهو لابس البيجاما الزرقا: مالت عليك عاد.. يحلى لك هالويه.. انزين قول لي.. من هذي.. الا انتي؟؟
      عبدالله وهو يناظره بغرور كثافة رموشه:.. مو شغلك..واصلا هاي مو بنت..
      سيف وهو فاج عيونه بطنازة: احلف بس.. افا يا عبدالله ما هقيتك من هالنوع..
      عبدالله وهو يكمشة من رقبته: انت ما تيوز؟؟ ما تيوز يعني؟؟؟
      سيف: هههههههههههههههههه شدراني فيك.. تقول لي مو بنت. .عيل شنو؟؟ نعامة؟؟
      عبدالله وهو يقعد على التراب: النعام احسن من هالبنات..
      سيف وهو يقعد وياه: وشلي قاهرك في هالبنات.. تراهم كلهم امهاتك ويداتك وخواتك وحريمك وبناتك..
      عبدالله وهو يتنهد بمرارة: للأسف.. تعرف سيف.. المرة الوحيدة اللي احترمها بهالدنيا اهي مويز اختي.. صج صج حرمة ولا كل الحريم..
      سيف وقلبه يرف باسم موزة الطيبة الحليوة,,: الله يخليها لك..
      عبدالله: لا والله seriously موزة اختي صنف ثاني من الحريم.. ابوي مايقدر يصبح الا على ويهها.. وبيتنا مايشوف الشمس الا بصوت القرأن وريحة العود اللي تدخن البيت فيه.. شي في موزة اختي يخلي ابوي مايزوجها ويخليها وياه.. ويخليني انا بعد اتمنى انها ما تتزوج وتظل ويانا على طول.. خسارة بس اهي مو وياي هني.. جان انا خلاص مارد البيت الكبيـر..
      سيف وهو حاس بالظيق من كلام ارفيجه العزيز عن اخته..لان موزة تعتبر منال سيف اللي ما يقدرحتى يوصل له بسبب ابوها حارب:.. انت الحين قوم ارقد شكلك وايد تعبان.. والفرس شلختك اليوم وسدحتك ارضا..
      عبدالله وهو يناظر البدر بتنهيـدة:.. وينها اللي تعطيني الحب مثل ما ابيه.. ومو مثل ما ابيه.. وينها اللي تخالفني وتماشيني.._(انحنى على سيف) وينها سيف ويــنها.. حرام انا يكون مصيري وحدة خدية من هالخديات اللي في عائلتنا..
      سيـف وهو يضحك من انحنائه سيف: ولا يهمك. انا موخدية تزوجني بوافق عليك..
      عبدالله وهو ينسدح علىسيف ويخنقه: مالت عليـك يالاربد..

      ----------------
      في البيت الكبيـر كانت موزة قاعدة وهي تذاكر ويا اختها عايشة اللي عندها امتحان باجر.. وتدخل عليهم امهم فاطمة بزهوها واناقتها العالية..

      تكلم عايشة من غير ما تناظر موزة:.. يمة عايشة تذاكرين..
      عايشة: ايه يمة مويز تذاكر وياي.. عندي باجر مد ترم.. الا بقول لج امي.. المسئولة عن المدرسة عازمتج على حفل تكريم المتبرعين انتي وابوي..
      فاطمة وهي واقفة بجلابيتها الانيقة: متى؟
      عايشة وهي تحك خشمها برقة: كانه يوم الاربعا..
      فاطمة وهي تفكر وتناظر اظافرها الطويلة المرتبة:. مادري والله الظاهر ان عندي اجتماع في مجلس المرأة.. لكن بعد بشوف..
      عايشة: اي يمة الله يخليج لاني انا بعد بيكرموني .. (تطالع موزة بفخر) اسرع طابعة على حبات الكيبورد..
      موزة وهي مفتخرة قيها: الله الله شعندها.. سكرتيرتي المستقبلية؟
      عايشة: وليش مو العكس يا حظي؟؟
      فاطمة وهي تستلم بنتها في هاللحظة: وليش موعكس؟؟ ليش ان عايشة ما تمشي يعني؟؟؟

      كانت فاطمة تنوي بجرح موزة لكنها جرحت عايشة وفي الصميـم.. فما كان من عايشة الا انها تنكس راسها بزعل كبير وبانت حمرة الصياح على ويهها..

      موزة تجول عيونها بين اختها وبين امها:لا والله امي.. انا كنت اتغشمر اسفة يعني.. ما كان قصدي هالشي والله العالم..
      فاطمة بكره: الله العالم باللي انتي تقصدينه.. وربج شاهد عليج.. تصبحون على خير..

      طلعت فاطمة من الغرفة وهي متوجهة الى دارها.. وموزة شافت دمعات عايشة اللي خرت بكل هدوء عجزها

      موزة: فديت هالدموع والله.. لا هانت دموعج يا عويش انا اسفة صدقيني ما كان قصدي جذي..
      عايشة: انا ادري اني عبالة بهالبيت.. وادري ان امي قصدت هالشي عشان تظيق خاطرج.. بس هاي حكمة ربج صح مويز؟
      موزة وهي تلم اختها: اكيد يا عوووش هاي حكمة ربرب العالمين.. بقول لج شي.. (وهي تمسح دموع عايشة الجميلة) في هالدنيا.. اشياء جميلة تقبح انسان.. واشياء قبيحة تجمل الانسان.. شوفي انتي.. عجزج وشللج شي قبيح يجملج.. وانا ماتخيلج واقففة وتمشين لانج بتكونين غير.. لكن شوفي بنات خالتي ام سيف.. كلهم جميلات وجمالهم هذا يخليهم من اقبح البنات.. بسبب اخلاقهم التافهة وغرورهم الشيطاني.. دايما قولي الحمد لله لاني جذي.. لان نعم رب العالمين تتكون في اغرب الاشكال والعطايا..
      عايشة: الحمد لله رب العالميـن.. بس يا موزة.. لا تقولين انج ما تتخيليني اقوم وامشي.. تراني ميتة ابي امشي.. ابي اشوف ظلي.. ابي اشووف طولي يعلني اشوف طول ريلي..ههههههههههه
      موزة : ههههههههههههههههههههههههههههههه مالت عليج هاي اللي تحاتينه.. انا اختج العودة وما حاتي الرياييل..
      عايشة: ولا انا.. بس انا احاتي واحد..
      موزة وهي منصدمة من اختها: ومن يعني يا مسودة العيون؟؟؟
      عايشة بحالمية وهي تناظر موزة: اهو هندي لكنه شايل القلب شيل.. شاروخان ما غيره..
      موزة: هههههههههههههههههههههههههههه مو زين اتحبين هالأوادم.. تراهم ما يعرفون ربج..
      عايشة: ويه شتقولين مسلم هذا خاان.. من ربع حسان خان السايق..
      موزة: قطع الله بليــٍسج..
      عايشة وهي تعض شفاتها: موزوه.. اتصلي في ناصر.. فديت ويهه وحشني بالحيــــل..
      موزة ووهي مكتئبة: من الصبح وانا اتصل فيه وتلفونه مغلق.. مادري شفيه..
      عايشة بحزن: هذا متى بيستحي وبيرد الديرة ترى والله تقطع يوفي من شوقي له..
      موزة وهي تناظر عايشة بنص عيون: تقطع يوفج؟؟ ماقدر عليج يا العيوووز..
      عايشة: وي شهالهرج؟؟؟ ماتدرين هذي حشاشة اليوووف ومصدر العوق وساس الشوووق فديييييييييته ناصر بن حارب بن سالـم..
      موزة: حطي حطي بالج في الدرس لا نتفج الحين يالدياية.. عيوز المدقة..

      ---------------------------

      في بيت ام سيـف البنات متيمعات.. واقصد بالبنات كلهم..بنات ام سيف وبنات ام شاهين اللي اهي ام سبيجة.. وتعريف العايلة بيكون كالتالي..
      ام سيف اهي اخت فاطمة الكبرى المتزوجة من رجل الاعمال المعروف ابراهيم بن رحيم.. وعندها منه سيـف الكبيـر وسهيـلة المتزوجة من ولد عمها ولطيفة حلم العايلة لعبدالله..
      وبنات ام شاهين المتزوجة من اللي كان مقرر منه الزواج بالجازي ولد عمها غانم بن فلاح.. وعيالهم اهم شاهين وعذرا الكبيرة شديدة الغرور وسبيجة ومروان الصغير..

      ومع هاليمعة كانو بنات العايلة اللي ياين من صوب ابو موزة حارب متيمعات بعد.. وهذول البنات يعتبرون كلهم شبكة من النميمة والكراهية والنفاق ما بين بعضهم.. تجمعهم وتفرقهم نفس الامور التافهة.. زواج عذرا المقرر من ناصر وزواج عبدالله المقرر من لطيـفة..

      لطيفة وهي ترفع كاس الشاي بيدها: اقول سبوج.. سمعت انج رسبتي في امتحان اللغة؟؟؟
      سبيجة وهي متلعثمة وامها تطالعها: سبوج يا ويلج ان رسبتي بيطردونج هالسنة!!
      سبيجة وهي مستغربة من اي مصدر سمعت لطفوه هالكلام: من قالج انتي؟؟ فال الله ولا فالكم.. انا اصلا ماقدمت في شي عشان ارسب..
      لطيفة وهي تناظر عذرا بغرور: عذرا اهي اللي خبرتني..
      عذرا بصوتها الاجش الغاوي: ترى مويز اللي علمتني
      سبيجة :جذوب من عينج.. مويز بنت خالتي فاطمة ما تعلم ولا تقول..
      عذرا بخبث: يعني هالكلام صح..
      سبيجة وهي منقهرة من اختها الحية: وانتي بقول لج.. خلصت عقرتج ونميمتج عشان تستلميني.. تراني مو قاعدتن لج عشان تتبرزين فيني؟؟
      عذرا: قطع محد يكلمج انتي تزلطينه..
      سبيجة: لا تتدخلين عويذر تراج انتي الندمانة عيوني..
      عذرا: ارجووووج.. (وهي تمد يدها المتروسة جواهر وبأظافرها المانيكيرية) ما ايي منج انتي ولا من اللي مثلج خير..

      سكتت سبيجة ووياها عذرا ولطيفة تناظر سبيجة بخبث لمن انتبهت لها ووطت عيونها.. وحست سبيجة انها لازم تنتقم من هالحيتين في اقرب بوقت ممكن..

      الا واشراق بنت عم سبيجة صاحبة القلب البسيط تتكلم لسبيجة: سبيجة الا شخبارها موزة.. زمان ما شفناها بميلسكم..
      سبيجة تكلم اشراق من غير نفس لانها وايد مسيجينه وعلى نياتها وتبط الجبد بمثالياتها: غرقانة في العناية باختها وبعبدالله وابوها وحتى امتحاناتها..
      ام سيف من سمعت اسم عبدالله استلمته في الميلس: والله هالصبي اللي انا اشتاقت عيوني له.. من زمان خبري عنه.. سواف متنقع وياه وانا ولا ادري عنه ما جني خالتي ايي وايزورني..
      لطيـفة حست بالكدر وعذرا تكلمت لها بالهدوء: لا تبينيين انج زعلانة خلج قوية.. انتي مو شاريته اهو اللي شاريج (تعلي من صوتها) تراهم كلهم من نفس الطينة عيال عمي حارب.. مادري شمنه مخلوقين.. واحد متغرب ومتبري من هله.. والثاني دابج عمره في الحظاير ووالزرايب.. الله يعين سيف وشاهين عليه..
      ام شاهين: والله شاهين يا في شقله يا في سفراته ويا في البيت.. احياااان اللي اهي يقظيها ويا عبدالله
      ام سيف: لا والله انا موزعلانة على ولدي ليش انه وياولد خالته بالعكس له ونيس وارفيج وحبيب..
      لطيـفة: الله يسلمهم كلهم من الشر.. تعالي سبوج ما تدرين عن ناصر شي؟؟
      سبيجة وهي تناظر القهوة التركية اللي فيديها بحواجب مرفوع واطلقت الاشاعة اللي بتسم جبد عذرا شوي:.. مادري بس سمعت انه ملج على اميركية
      عذرا وهي تنقز مثل الحيا: قص بلسانج.. لا تجذبين
      سبيحة بابتسامة الانتصار: ويه شفيج نقزتي جنج اعوذ بالله حيه.. هاي مو كلامي.. هاي كلام الاخبار..
      عذرا: واي اخبار هذي؟؟
      سبيجة وهي تقوم من مكانها: اخبار الساعة ثمان.. هاهاهاهاي.. باااااااااي..

      طلعت عنهم سبيجة وهي لايعة جبدها من هالحريم.. وعلى طول راحت مكتب ابوها وين ما يقعد ويطالع الاخبار او ويتقرى الجرايد.. ودخلت عليه..

      سبيجة تحب ابوها ليش انه عايش في ذاته وفي دنيا الادب اللي يحبها وخيالات الحب اللي تتملكه.. احيانا تغبط امها على ريال مثل ابوها لانها ما تقدره التقدير المناسب له.. وتحس ان ابوها له من الحب الحق الكامل لقلبه الطيب.. حب اخت عمها حارب الجازي وتمناها لكنها اختفت من الدنيا وكانها فص ملح ذايب..

      دخلت عليه المكتب وما لقته موجود.. وراحت عند طاولته لقته فاتح كتاب باسم (بيت) لغازي القصيبي.. وتمت تقرى في البيت اللي وقف عليه الكتاب ورفعت راسها..

      سبيجة: ربي ارزقني اللي مثل ابوي.. يشيلني بمحبته ويحطني تاج على راسه وهو بالمثل..
      ظلت موزة في دارها وهي تتنسم من الهوا البارد اللي يعم هذاك المساء اللذيذ.. اشياء كثيرة على بالها.. منها كايد.. ومنها الماضي ومنها عبدالله ومنها ما هو مفقود..

      حست بالضياع.. ومرة وحدة بين ابوها جدام عيونها في حديقة البيت قاعد وهو مليان بالتفكيـر وادقت النظر فيه لمن حست بانها متواصله وياه في باله...

      وانتاب بالها هاللسان اللي نطق من ثمها بصوت مسموع..:.. كل القصور المشيدة.. اللي تجمع الاوادم فيها.. تشتتهم.. تبني على كل واحد منهم جدران من الكنكريت اللي يغلف معاه المشاعر اللي فيوم حسو بها... وينك يا ناصر... في اي نجمة واي مجرة ظايع.. ووينج يا عمتي.. اللي بغيابج هالكون الوسيع ظيق على ابوي.. ووينك يا عبدالله.. ياللي بغيابك وحاجتك تبعدك عنا يوم بيوم... متى ياربي بيي اليوم الليي ايمع الكل في خلية وحدة.. خلية تبعد الكل عن الحقد والكره والضغينة..

      وسمعت صوت الباب ينفتح وعرفت على طول انها عايشة... والتفتت لها ولقتها واقفة على الباب...

      موزة: خير عايشة؟؟ علامج؟؟
      عايشة وهي تناظر موزة: مويـز..بسألج سؤال..
      موزة وهي تروح عند اختها وتدفع كرسيها الى صوب الكرسي:.. شنو سؤالج؟ظ؟
      عايشة وهي تناظر موزة بغرابه:.. احنا ليش جذي موزة؟؟؟
      موزة: شلون جذي؟
      عايشة: جذي.. يعني.. ابونا ما يحب امنا.. وامنا ما تهتم فينا كفاية.. واخواننا ما يبون يقعدون ويانا؟؟ شفينا يعني؟؟
      موزة وهي تبتسم لتخفف من كلام اختها الحزين: الحمد لله يا عايشة احنا احسن من ناس وايد..
      عايشة وهي مو مصدقة: ماصدقج يا موزة.. احنا شلون احسن من الناس؟؟ بالفلوس يعني؟؟؟ ماشوف هالفلوس تنفع في انها ترسم ابتسامة لابوي.. ولا رضا في ويه امي.. ولا قربب من اخواني ولا فيج انتي بعد..
      موزة وهي مستغربرة: انا؟؟ علامي انا يا عايشة؟؟ الحمد لله عايشة ونايمة وقاعدة وماكلة وشاربة..
      عايشة: وقلبج يا موزة؟؟ لمتى بيتحمل..

      عرفت موزة عايشة شتقصد.. اهي الانسانة الوحيدة اللي تدري بقصة عشق موزة الطفولي الى شاهين واللي تركها في يوم من الايام بغربة واعتزال الا ان مات هالحب في قلبها..

      موزة وهي تناظر عايشة بصلابة وابتسام:.. عايشة انا قلبي نسى الاحزان من زمان.. دفنها واستمر بالحيا بقرب اهلي الاولى بمحبتي..
      عايشة: موزة.. لو تدرين ان شاهين يبيج للحين شيكون ردج؟
      موزة بصلابة: بيكون لاء يا عايشة.. انا ما بقدر احب شاهين مرة ثانية الحب اللي حبيته اياه في يوم.. ولا تنسين بعد انا كنت مراهقة.. وكانت اول ايام غياب كايد عني اللي ارهقني وخلاني اتعلق بكل من عشان بس احس لوجوده في حياتي..
      عايشة وهي تعصر نفسها بقوة: والله لو الاقيه هالنويصر اادبه.. حرام عليه هالشوق اللي ذابحنا فيه..
      موزة: ههههههههههههههههههههههههههههه هدي اعصابج يا عمري ترى والله ما يسوى عليـج..
      عايشة: تدرين.. والله خاطري يرد.. اطقه طق.. والمه وابوسه واخليه ياخذني المزرعة واقعد في البيت العود.. هناك وين ما طيف عمتي الجازي يسكن وطيف ابوي بعد...
      موزة وهي معصورة القلب: الله عليج يا عايشة.. ابوي صار طيف الحين؟؟ظ
      عايشة وهي تعض على شفاتها لانها آلمت موزة وحست هالشي من صوتها: مويز مو قصدي والله.. بس...... ابوي ما عاد..... ابوي....

      سكتت موزة وراحت عند الدريشة تطل على ابوها ولقته بعده في مكانه... وذرفت دمعتها الحزينة

      موزة: ياربي.. يا ربي اطلب منك وانا ما امل من الطلب منك لانك المستجيب.. ياربي لا تذوقني هم ابوي اكثر.. ورد لي اخوي من محل ما غايب فيه.. رده لنا يا ربي ورد لنا الدم اللي يجري بالعروق.. ترى والله دنيانا ما تسوى من شقى هالجروح شي..

      ----------------------------

      يومين والكوفي شوب شغال بالتناوب بين البنات.. حور مشغولة مابينه ومابين لوحتها ومابين المستشفى وين ما امها ترقد من ايام.. للحين محد خبررهم عن مرضها ومن المفروض ان الليلة يخبرهم علي بالتفاصيل لانه خلاص قرر يخبرهم ويخبرر الجازي بقراره في الرجوع الى ديارهم..

      وكانت الساعة عشر بالليل يوم كانت حور ويا سرور يشتغلون في المطعم لاخر ساعة من الدوام المتواصل.. وكل وحدة منهم تشتغل بصمت ولمن احد يسالهم عن امهم وابوهم يقولون انهم مشغولين في البيت..

      سرور مافقدت مرحها في التعامل مع الزبائن الا ان حور ثقلها مخليها اشبه بالروبوت اللي يتحرك وفق اوامر معينه.. كايد ومحمد كانو يتمشون صوب الكوفي شوب وهالمرة محمد اللي طلب من كايد انهم يدخلون.. لكن كايد مانع هالشي بسبب الصورة اللي شافها بهذيج الليلة والاحساس العميق اللي تركته فيه من الذكرى والحنين ..

      محمد وهو متحمس ويتحرك بجاكيته الاسود الطويل الانيق: والله ياكايد.. مادري شلون .. بس وايد ارتاااااااااااااح لمن ادخل هناك.. فيهم شي اللي يشتغلون.. يخليك تتقرب منهم..
      كايد وهو يفكر في حور ويسكر عيونه عشان تغيب عن باله..: انت ادخل اذا تبي.. انا مابي.. برجع الشقة .. ثاندر بروحه من متى..
      محمد وهو يوقف في درببه: عليهم الحرام ان رحت.. انت كل مكان تبي تروحه انا اروح معاك وانت ما تبي تدخل هناك.. من يدري..يمكن تلاقيها..
      كايد وهو يصنع الجهل: الاقي منو؟
      محمد وهو يبتسم بحلاوة:.. اهي... اللي في الساب واي..
      كايد وهو مطفر من النار اللي تهيج فيه كل ما يذكر حور: اي ساب واي.. شفيك انت مو صاحي؟؟
      محمد : علينا.. انا مو صاحي؟؟ اذا انا موصاحي انت شنو؟؟ تعالي يا حبيبتي ووخلينا نروووح..
      كايد وهو يبتسم: thanks but I'll pass
      محمد بابتسامة الاغراء: sure
      كايد: ايه شوور.. يالله تصبح على خير..
      محمد: فايــن.. تصبح على خير..


      مشى محمد بعيد عن كايد صوب الكافيه الا يلتفت له ويصرخ عليه : you'll miss the sweet coffee with pancake

      مشى محمد عن كايد اللي ظل واقف مكانه وهو يناظر الكافيه مثل لعبة الاغراء.. وظل واقف وهو يطل على نهر الهدسن وبعيونه الشوق الى شوفه حور مرة ثانية.. تذكر السلسلة اللي اخذها هذاك اليوم طلعها من جيبه الكشميري وتدلت جدام عيونه بحرف الH

      كايد وهو يرد يناظر الكافية: الله يلعن عدوك يا محمد...

      وراح وراه الى داخل الكافيـه..دخل ودور بعيونه وما لقاها..لان حور استأذنت وظلت مكانها بدور اختها اللي تخدم دقيقة وترفع نظارتها دقيقة ثانية.. كايد بعده ما عرف بغياب حوور وشاف محمد اللي كانت عيونه على سرور المليانة بالابتسام والضحك..

      كايد وهو يقعد يم محمد: مالت عليك..
      محمد: شفيك ييت.. (يغمز له) ماقدرت تقاوم..
      كايد: اسكت لو سمحت وسرع يالله..
      محمد: شفيك.. لايكون البيبي ستر وانا مادري.
      كايد: اسكت لافظحك الحين يور هاينس..
      محمد: تفضحني.. اوكي.. اسمع هالشي.. (شرب من الهوت جوكليت) البنت.. اللي في السابواي.. طلعت من دقايق..
      كايد وهو مصدوم:.. جذاب..
      محمد: واللــــــــه.. وحلت مكانها هالبنوتة الصغيرونة..
      ناظرها كايد وشاف الجمال الإلهي فيها.. لكن هالشي ما أُثر عليه..: يلعن ايامك يا بليس...

      قام كايد عشان يطلع من المكان... ومحمد يصوت عليه

      محمد: وين رايح؟
      كايد: بروح بعد مالي قعدة هني..
      محمد:اشرب هوت جوكليت.. بيعجبك..
      كايد وهو يطلع:/ خله لك اشوفك باجر..

      طللع كايد وهو يحس بالقهر يعم فيه.. واول مرة يحس بهالشي.. شكثر كان متطلع انه يشوف حور وقبل دقايق من دخلته طلعت.. يكره هالشوق اللي فيه ويكره هالتمني بشوفتها ويكره هالخيبة الامل اللي فيه.. عمره ماحب وعمره ما شعر باحساس الحب.. ويحسه شي غبي وغريب يمر فيه ولازم يدفنه باسرع وقت واسرع طريقة..

      سرور اللي انتبهت الى وجود كايد لاحظت بعد غيابه والتفتت الى زبونها المفضل حاليا

      سرور: وينه ارفيجك؟؟؟
      محمد وهو مستغرب: من؟؟ كايد؟؟
      سرور: عاد مادري شسمه الللي دايما وياك.. ساكت وما يتكلم..
      محمد: اي هذا هو كايد.. اهو الوحيد ترى.. مادري وين راح.. متظايق من جم يوم..
      سرور: يحب؟
      محمد يبتسم: بدايات..
      سرور وهي تتنهد: الله يعينه عيل..
      محمد وهو محتار: تعرفين للشعور؟؟
      سرور: الحمد لله لاء.. بس اشوفه في عيون الناس.. صدقني.. اصعب شي واكره شي في هالدنيا من بعد الاكل الخالي الدسم اهوو الحب..
      محمد: I Don't know about that الحب كل شي في هالدنيا..
      سرور: لا تفهمني غلط.. ألحب شي رائع لكن.. في عيون اللي يتبادلونه..
      محمد وهو يناظرها بابتسام: وانتي شرايج فيني ؟؟اصلح احب..
      سرور وهي مستغربة ومنحرجة شوي:... م.. مادري.. يمكن..
      محمد وهو مستغرب: ممكن؟؟ come on احتاج الى اجابة اقوى.. طالعيني زين وشوفيني.. اقدر احب
      سرور وهي تضحك: يمكن.. من يدري.. (طولت النظر فيه) عندي احساس.. انك اذا حبيت.. بتنحب.. قول ليش؟
      محمد وهو مبتسم بعراضة:.. ليش؟؟؟
      سرور: لانك تاكل نفيـش..(Popcorn)

      محمد وهو مستغرب وسرور تضحك عليـــه..

      ------------------------------

      ترخصت الجازي وردت بيتها وبناتها مافتحوا المطعم كرما لوجودها في البيت.. وظلوا معاها طول اليوم يخبزون ويطبخون لها
      علي ما خببرهم بشي والحزن ماكل جبده وفاطر قلبه.. يخبي كل شي عن عيونهم وعن الجازي بالأهم.. يخاف يخبرهم عن اللي يصير وتتحطم حياتهم في دقيقة مثل ما حياته متحطمه من بعد ما كانت الدعامة الكبرى..

      ويوم اختلى مع زوجته في غرفتهم.. ابتدى في طرح فكرته اللي تجول في باله من فترة...

      علي:... الجازي.. لو اخبرج... انج بتشوفين اخوج... شبيكون ردج؟؟؟
      فجت الجازي عيونها على وسعها تحت ضوء الشمس الساطع وين ما كان زوجها واقف:.. شلووون؟؟؟
      علي وهو يناظرها ووجهه مسود من الحزن:.. نرجع يالجازي.. نرجع من محل ما يينا.. ومعانا بناتنا...
      الجازي باستغراب: انت شتقول؟؟؟ وين نرجع؟؟ وحياتنا..
      علي وهو يتحرك بسرعة في المكان: حياتنا هناك يا الجازي.. حياتج وحياتي وحياة البنات وحياة اللي هناك مع بعضنا البعض....

      ظلت الجازي ساكتة وهي تناظر زوجها بحيرة واستغراب..وعلي متوتر ومتنافض ومو عارف شلون يطلع الكلام منه...

      الجازي: علي.. البنات مو مستعدين
      علي: بلى.. البنات مستعدين يا الجازي.. تراهم مو الصغار اللي ربيتيهم.. احنا اصغر بناتنا عمرها 11 سنة.. واكببرهم في سن ال24.. كلهم حريم ما شاء الله عليهم.. they can take it يقدرون يتحملون يا حياتي..
      الجازي وهي توقف بوهن:بس يا علي هذا موضوع جبير.. اني اخبرهم عن ماضينا هذا شي بسيط لكن... سبب روحتنا ورجعتنا.. بيستغربونها..
      علي: لاننا بنخبرهم بمرضج يا الجازي.. بنخبرهم اننا ما نقدرن نعيش هني وحنا نعاني..
      الجازي وهي تبتعد عن علي برعب: لا.. ما تقول لهم يا علي.. ماتقول لهم..
      علي وهو يعصب ويثور في الغرفة: مليـت يالجازي وانا حامل هالألم اللي يعصر روحي عصاااار بروحي... رحميني يا الغالية رحميني رحمج الله في دنياج.. .. (سكت علي وهو يحط يده على حلجه ويتنفس بقوة والجازي تناظره برعب)... ماقدر .. ماقدر اشوفج تموتين يالجازي وانا ادري ان صحتج وهناج مع اهلج... لمتى بتتحملين فراقهم.... 25 سنة او اكثر وانتي بعيدة عنهم.. انا انسان يالجازي ماني حجر اللي اقسى عليج...
      الجازي: انا مرتتااحة معا
      قطعها: مرتاحة ما قلت لج مو مرتاحة.. لكن انا مو مرتاح لكونج مريضة في الغربة.. ابي اردج يالجازي..ابي اردج لحارب واردج لديارج ولمزرعتج ولهلج
      الجازي وهي تحضن زوجها: انتي هلي وانت ناسي..
      سكت علي شوي.. ومد يده يمسح راس زوجته المسكينة:... وانتي طوايفي يا الجازي.. بس لازم ترجعين.. (رفع راسها) لازم ترجعين يالجازي... ترجعين لحارب ولعياله..يحتاجونج وانتي تحتاجينهم..

      سكتت الجازي... وبحيرتها ظلت قاعدة مكانها... تناظر في ويه زوجها العاقد قراره وتفكر في بناتها اللي بانتظارهم احزان وهموم كبيـرة يمكن اهم ما تربوا عشان يتحملونها...

      ياترى.. بنات علي شنو ينتظرهم..
      والجازي.. بتوافق على الرجوع؟؟
      وبغيابهم عن الساحة.. كايد ومحمد وحياة.. شنو اللي بيلاقونه في مصيرهم
      قلب محمد.. توجه الىسرور؟؟ والا اهي مجرد صديقة تبعث السرور في نفسه..
      كايد.. حرارةالحب هذي صادقة والا مجرد حاجة من حاجاتك المتعددة الغير ملبية..
      حياةة., بيتحقق حلمج والا شنو؟
      عبدالله... هل من الممكن الحب اييك في نسايم ليل مزرعتك الباردة...
      موزة وعايشة.. بتحقق امنيتكم؟؟ والا انتووا يايكم المزيد من الشوق والانتظار...

      مذكــرات الأم.. ما دروها.. وما فاعليتها..

      كل هذا في الاجزاءالقادمة...




      للأمانه ... القصه ل حمران النواظر..
    • تسلم ايدج اختي على القصه
      مبين انها حلوه بس انا ما قريتها للحين
      الكاتبه حمران النواظر معروفه بكتاباتها الحلوة والمميزة
      وننتظر الباقي باسرع وقت



    • الجزء الثالــث-

      -------------------
      الفصـل الأول
      .. إعلان الرحيـل ..

      حور ترسم في لوحتها والنهايات مشرفـة.. والنتايج مقبولة وممدوحة.. حتى من طرفها مع ان قلبها ينزف من الألم اللي ما تحاول حتى انها تخفيه.. مع كل تطور وكل مرحلة تعبرها اللوحة تذرف حور الدمع الساخن على مشاعر جميلة نمت في قلبها..

      يات لها سرور وهي ترسم ووقفت وراها وهي حاملة كوب كوفي لحور المنهكة في الرسم: حلوة الظلال الي رسمتيها (وتأشر ورى الويه) شي يبين البرود .. مثل عيونها..
      حور وهي تبتسم للي بالرسمة:.. مادري بس يوم عن يوم يزيد تعلققي بهالبنت.. احس انها... المختارة..
      سرور وهي تشد خد اختها: اهي المختارة لفارس احلامها.. وانتي بعد لج فارس ا حلامج
      قامت حور من مكانها وكانها منلسعة من شي حار: مابي فارس احلام ولا من هالخرابيط.. انا مثل ما انا مرتاحة..

      سرور وهي تبتسم على كلام اختها.. وايي على بالها محمد بسرعة.. وتضحك مابينها وبين نفسها.. وحور انتبهت لها وناظرتها باستغراب..

      حور: شي يظحكج؟
      سرور وهي تقعد وشي من الحمرة اللي اهي مو واعية عليها تصبغ خدودها: هناك هالشخص حور...
      حور وهي تفج عيونها في ويه اختها: اي شخص؟؟؟
      سرور وطبيعتها المليانة تبينها في منتهى الجمال والحبور:.. شخص.. ايي الكافيه.. واظنج شفتيه لان صارت له امرار ايي وانتي هناك..
      حور وهي تقعد ومظهرها يوحي بالاهتمام: اي واحد وشلون شكـله..
      سرور وهي متحمسة: هذاك اللي ويه ابيض وشعره اسود ومافيه الا هالسكسووكة الفاتحة.. اللي دايما يلبس ثياب انيقة..
      حور وهي تحك شعرها الحريري عاد انها ترجع الذكريات: ماذكره بعد بعد وصفيه اكثر..
      سرور: تذكرين ذيج المرة يوم اتيين الكافيه وياج بدور ويلستوا اتهاوشون جدام الناس وانتي تصادمتي ويا اللي كان قاعد..
      حور على طول يا على بالها كايد ويوم شافته في الساب واي: اللي في السابواي؟
      سرور وهي مستغربة: اي سابواي؟؟
      حور وهي تذكر كايد زين وتذكر ويهه الطفولي:.. هذاك.. اللي ضربته في الكافيه...
      سرور: اي في الكافيه شياب السابواي الحين؟

      استرجعت حور ذكريات هذاك اليوم الكريه اللي ما كانت حاسة فيه لنفسها.. ولا اراديا امتدت يدها الى رقبتها كحركة اعتياديه تسحب فيها سلسلتها لكنها ما شافت شي.. وتمت تتلمس وما تحس بشي

      حور وهي تتكلم وكانها تسترجع اللي صار: كنت امشي طالعة من الترين.. وضربت فيه. طحت على الارض و.... (فجت عيونها في ويه سرور) وباق سلسلتي..
      سرور وهي منصدمة: سلسلتج
      نقزت حور من مكانها: اي الحرامي.. باقي سلسلتي.. اللي عطتني اياها امي في عيد ميلادي السنة اللي طافت... الحرامي .. الميهود الحرامي ولد الفقر.. باق سلسلتي..
      سرور توقف لاختها: هدي بالج انتي وخبريني شلون باقها؟؟
      حور وهي منفزعة مكانها: كانت على رقبتي.. وسحبها اكيد الحرامي..
      سرور: الله عاد الحين بيسحبها من رقبتج وانتي ما بتحسين
      حور وهي تحك راسها بعيز: I didn't feel it سرورو.. كنت مصدومة.. وi was in shock الحرامي الاستغلالي.. ياويله بس ان شفته مرى ثانية
      سرور: لا تظلمين الريال تراه ولد حلال
      حور وهي معصبة: بس لانه يعجبج خلاصصص صار ولد حلال..
      سرور: اي يعجبني؟؟ مو اهو اللي في بالي.. هذاك ارفيجه وترى اثنينهم وايد ناس كبارية ولهم اسمهم في منهاتن..
      حور وهي مطنقرة من الزين: والله لا شفته اقطع هالويه اليامد.. الحرامي..

      بدور وهي تدخل عليهم الغرفة وبيدها رمان: اشفيكم تصارخون؟
      حور وسرور في نفس الوقت: باق الحرامي سلسلتي/باق الحرامي سلسلتها؟
      بدور وهي تعوي ثمها المليان بحب الرمان: اي حرامي؟؟؟
      حور وهي ترمي روحها على السرير وسرور تتكلم واهي تاكل من الصحن: الحرامي اللي في الساب واي
      بدور وهي تعص على نظارتها المتدلية: اي ساب واي؟؟ اهااا.. ما عليه خليه يولي وعساه ما يتوفج بها
      سرور: انا احسها مظيعتها في مكان وتاهمة الريال المسكين..
      حور وهي معصبة: اي اكيد بتدافعين عنه ليش انه ارفيجج؟
      سرور وهي منصدمة: ارفيجي؟؟ اي ارفيــج؟؟؟
      حور: كان هذاك اللي ايي الكافيه.. الساكت اللي مادري شلون يناظر المكان جنه اول مرة يجوف مطعم..
      بدور وهي مستغربة وتكلم سرور: what is she talking about
      سرور وهي متحيرة: I don't know حور حبيبتي.. شفيج محمومة ولا شي؟
      حور وهي تتنرفز وتحط شعرها ورى اذنها : لا لا .. تذكرين الريال اللي ضربت فيه بالكافيه يوم اتناجر ويا بدورو على الجاكيت
      بدور وهي تتذكر الجاكيت: اي صج ذكرتيني.. رديتيه ولا شنو؟
      حور: اوووووووووه مو وقتج..
      سرور: اي واحد فيهم عاد حور الانيق ولا الثاني؟
      بدور وهي في موجها الخاص: اكيد ما رديتيه.. وانا شنو المفروض البس ان شاء الله
      سرور وهي على وشك التنرفز: بدور حبيبتي مو وقتج..
      حور: كان الثاني.. اللي يلبس طاقية على راسه.. اممممف هذاك اللي دايما ايناظر المكان..
      بدور وهي بعدها بسالفتها: اذا ما رديتوا الحين مادري متى بتردونه next Christmas
      حور وسرور في نفس الوقت: مب الحين بدوووور
      فجت عيونها المسيجينة ومدت الحلج بزعل:... فاين.. فايـن.. لا تييني انتي تبين الحسابات.. وانتي (تأشر على حور ومب عارفة شتهددها فيه) احسن لج ترجعين الجاكيت واتييبين غيره لا علم عليج ابوي.... اوكيه؟؟؟

      طلعت من الغرفة وهي رافعة خشمها علامة انتصار بتهديدات اهي ادرى انها مو قدها لانها بكل بساطة.. ما تقدر تجازف بهم..

      حور وهي تهدد سرور: ان شفته في المطعم يا ويله..
      سرور: صلي على النبي يا حور يمكن ظالمة الريال.. أن بعض الظن أثم..
      حور وهي توقف مكانها بعصبية: ما ارتحت له من اول مرة شفته.. شاي اجرامي في عيونه I can tell اكيد ناوي على المطعم يبوقه كله ويلطه..
      سرور وهي تضحك: شنو يلطه من صجج انتي..؟؟ تعوذي من بليس وانا اقول انج تدورين السلسلة في غرفتج ولا اي مكان ثاني واكيد بتلاقينها..

      قامت سرور من مكانها وهي طالعة من الغرفة وتذكرت حور اللي يات سرور تكلمها عنه

      حور: سرور ما قلتيلي اللي كنتي تبين تقولينه..
      سرور وهي تحس بسخف اللي كان في بالها:..Never mind it was nothing see you at the diner
      حور وهي متلومة على تجاهلها سالفة اختها وانغماسها كالعادة بمشــاكلها:.. اوكي..

      ثواني بس اللي قظتها حور في التفكير باللي يمكن كانت بتقوله سرور.. وسرعان ما تبخر هالشي ورجع في بالها ويه كايد "الاجرامي" على قولتها..

      حور وهي تصر على ظروسها:.. والله ان شفتك مرة ثانية ماكو حور ان ما طلعت عيونك من محاجرها..
      -------------------------------
      الخالـة رحيـمة.. شخصية يديدة تطل عليكم.. الا انها عريقة وقديمة من قدم الاجيال اللي تتناولها قصتنا.. الخالة رحيـمة حرمة جبيرة ولها من العايلة والاحفاد والاولاد اللي يسدون ويكفون.. الا انها عمرها ما نست شي واحد.. عيال سالم بن علي.. الا وهم حارب والجازي.. اللي ربتهم بحنان الامومة اللي فقدوه في سن صغير..

      اسمها ام صقر.. الا ان الكل يناديها بالخالة رحيـمة..

      ومثل ما صادقت الجيل القديم من عايلة حارب صادقت الجيل الاصغر وبالذات موزة وعايشة وعبدالله.. ولكن ظلت في قلبها الحسـرة على الجازي وزوجها وعيالها.. وتمنت لو انها تشوفهم قبل ما تجف عينها من الشوف..

      85 سنة كان عمرها.. وصفحات ويهها مجعدة من قدم الزمان والذكريات.. بعيونها بريـق العراقة والاصالة.. وعلى جبينها نور الايمان والتدين اللي كانت تتحلى فيه.. كانت تختم القرآن في ثلاث ليالي.. وتختم الصغار القران في اسبـوع.. بعد ما راحت الجازي وراح حارب المدينة.. ظلت في ديرة المزرعة ترعى البيت من فترة لفترة اهي وبناتها.. الى ان تعبت وظلت جليسة بيتها.. لكنها ما بخلت عليهم بالزيارات ولاهم عليها بعد..

      ---------------
      بنفس اللحظة.. نادى علي بناته الاربع اللى الصالة مع ماما عابدة.. والجازي كانت قاعدة وبحظنها بوكس كارتوني بلون الصدف.. ملزقة عليه رسومات البنات اللي يسوونها بالمدرسة ويهدونها اياه من بعد ما يردون.. وكلها تتكلم عن اتحاد عايلتهم الصغيرة الجميلة.. الي ما كانو يدرون انها كانت من الممكن انها ما تنوجد لولا صدق المشاعر والحب الجميل..

      حور قعدت يم امها من بعد ما باست راسها وظلت يد امها بحجرها وسرور تكلمت: يبا شي صاير في المطعم؟؟؟
      علي وهو واقف والجدية مرتسمة على ملامحها بصلابه: ما صاير شي يبا.. يلسي انتي ويا خواتج.. انا وامكم اليوم نبيكم في موضوع يمكن يهمكم ويمكن انتو كنتوا تتسائلون عنه بس بسبب الجو اللي احنا وفرناه لكم هني ولله الحمد ما خليناكم تحتاجون فيوم للرجوع مرة ثانية اليه..
      بدور استغربت ولكن كالعادة ظلت على هدوئها ونور سألتها: شقصده بابا؟
      بدور وهي تناظر اختها بخبث: الحين بيقول لج ابوي انج مو بنتنا والعيوز يابتج لعند باب بيتنا في ليلة العيد..
      نور ووهي معصبة: كريهة ام اربع عيون

      حولت عيونها بدور في ويه نور ونرفزتها وقامت من مكانها وراحت لعند سرور

      حور: شالسالفة يبا.. خبرونا.. كليتو قلبنا..

      علي وهو يناظر زوجته ينتظرها اهي تتكلم.. والجازي كانت رافضة هالموضوع تماما لان الصورة المرسومة في بالها من بعد معرفة البنات عن هالموضوع مشوشة ومالها وضوح.. فخافت بشدة لمن حست بدفى يعم يدينها الباردتين.. وكانت يدين علي.. المبتسم..

      علي: لا تحاتين.. انا وياج..

      والعيون كلها تراقبها مدت الجازي الصندوق الى طاولة الكوفي الصغيرة..:.. في هالصندوق.. مذكرات... كنت اكتبها وانا صغيرة... وظليت اكتبها ... (تناظر بدور اللي كانت مجابلتها بابتسام) لدخلة بدور المدرسة الخاصة... لان ما كان يصير عندي ووقت وكنت مشغولة فيكم وفي المطعم ويا ابوكم.. والاحداث اللي انا يمكن ما خطيـتها.. انتو كلكم تعرفونها لانكم كبرتوا ومخكم كبرر معاكم.. واظنكم بتقدرون تربطون الاحداث ببعضها..
      سرور والغرابة تتملكها: يمة شفيها هالمذكرات..
      الجازي وهي تتنفس الصعداء وتشم في بالها ريحة المزرعة وصوت الخلخال اللي كانت تلبسه وريحة البخور وثوب يدها ياسين المعطـر وصورة ابوها القديمة المعلقة في المكتـب..: هذي مذكرات.. ام لبناتها... ابيكم تاخذونهه وتقرونهه يا بناتي.. وتحاولون على الاقل انكم تتفهمونهه.. لان من بعدها ينتظركم شي انتو بتكونون يا مستعدين.. يا غير مستعدين عشانه
      حور تملكها الخوف من كلام امها وانحنت عليها: يمة علامج؟؟ فيج شي..
      الجازي ودمعتها تخونها وتذرف من زاويتها وهي مايلة براسها الى بنتها:.. يمة ماكو شي... لا تحاتين.. انتي بس اقري ويا خواتج.. واذا خلصتوا قراية... ردو لي.. وانا اعلـمكم بكل شي..

      قامت الجازي من مكانها وعلي ماسك يدها.. طلعوا من المكان ومن البيت كله من بعد ما لبسوا جاكيتاتهم.. وظلوا يمشون على الارصفة الى ابعد مكان من غير حواس.. وهم مو قادرين يحسون الا بالحب العظيم لبعض.. وبالهدوء والراحة النفسية .. ويمكن الخشية على بناتهم الا انهم كانو واثقين من راي البنات.. لانه مهما كان.. اهم راح يدعمونه...

      حوور من بعد لحظات الصمت الطويلة ما قدرت تتحمل: بفتح البوكس وبشوف شفيه؟؟
      سرور مسكت يدها : انتظري بس.... شقصدها امي باللي قالته
      بدور وهي تتكلم بسذاجة سنها الصغير:... خلينا نقرى.. عشان نعرف..

      فتحت سرور العلبة الكبيـرة.. وشافت فيها اكثر من دفتر بانوع مختلفة.. وكلها كانت كبيـرة وثقيلة.. بالذكريات الحلوة و ريحة الورق القديم.. وكانت السنين معلمة على الدفاتر.. اقدم دفتر كان في سنة 1975 يوم ما كانت الجازي بعمر الزهور.. عشرين سنة وما اكثر.. واستلمت سرور هالدفتـر وتمت تقراه.. وصارت اهي الراوي على راس خواتها.. وهم المستمعات...










      حكت سرور بصوتها الحنون:... 18 سنة من عمري.. مضت.. والله العالم السنين الباقية مني.. لكني اعرف والله العارف.. انها راح تكون من احلى ما يكون.. خصوصا وان اخوي حارب.. راجع للديرة في وقت اقصر من لمح البصر...

      ظلينا هالجم يوم نرتب المكان والمزرعة ويدي ياسين كل شوي يروح المحطة يشوف ان جان رجع حارب ولا بعده.. وكل مرة اسأله يقول لي الطيور بعدها ما وصلت بارزاقها.. انتظري الليمون ينضج يا الجازي عشان يرجع اخوج.. وخلي ريحته علامة لرجعته...

      طول سنين عمري يا اوراقي وانا اشوف الدنيا من ثلاث ازواج من العيون... يدي ياسين... حكمتي وازري بهالدنيا.. اخوي حارب.. سلاحي وحمايتي.. والخالة رحيـمة..

      -----------------------------------
      في المزرعة كانت موزة يالسة ويا رحيمة اللي كانت تناظر البيت القديم كل شوي وبعيونها نظرة الشوق للجازي.. وكانها تسمعها تمشي في الدروب والدهاليز.. تسمع صوت قلمها اللي يخط المذكرات ولا ريحة شعرها اللي كل يوم لازم تبخره..

      موزة وهي تمسك يد الخالة الحنون:.. خالة علامج سرحانة؟
      تكلمت الخالة بصوتها المهزوز من كبرر السن.. ورجفة العمر في شفاتها ويدها المجعدة ترتجف:. مافيني شي .. بس على طرف خشمي.. شميت هواها وريحتها
      عايشة وموزة كثير يسمعون عن الجازي من الخالة رحيـمة: عمتي الجازي؟
      ابتسمت رحيمة على سماع اسم الجازي: ايه... عمتكم الجازي... ريحة فوادي.. وروح هالوادي..
      عبدالله اللي دخل البيت وهو حامل معاه سلة من الليمون الطري:.. وهاااااااااااااج ليمونج.. (يقعد يمها من بعد ما كسر حاجز الذكريات فيها) لا تقولين رحت المزرعة وما ياب لي عبدالله الليمون
      ضحكت موزة ويا عايشة ورحيمة تعجبت من هالصبي: حسبي الله عليك من صبي.. متى قلت عنك جذي بس؟؟؟ هاي الا طوالة لسانك
      عبدالله وهو يجفس ريله ويقعد على الكرسي: الحين تقولين جذي؟؟ جني ماسمعج تقولين لبو رياض ولا لام زيدان الخبازة..
      ضربته رحيمة بخفة يدها الواهنة على جتفه: حسبي الله عليك.. الله يعينها بنت الاوادم اللي بتطيح فيك..
      عبدالله اللي كان يضحك تكدر وموزة تكلمت عنه: شفيج يا خالتي ما دستي الا على عوقه..لأ ا تييبين له طاري البنات ووالزواج ما يفكر فيه..
      عايشة: يكره صنفنا يا خالة ويقول البنات مافيهم خير
      رحيمة: وشوووو؟؟ مافيهم خير؟؟ عيل من اللي حملت فيك وتحملت ويع الموت تسع شهور لك؟؟؟ ريال مثلك ولا ابوك؟؟؟ رسول الله يقول
      البنات وعبدالله: صلى الله عليه وآله
      كملت رحيمة: البنات زينة الدنيا ورحمة من رب العالمين..والا كفو ريال يحمل يوم واحد اللي هي تحمله شهور ومروور..
      موزة: عيني عليييييييييييييج باردة يا خالتي والله انج صبتي وما خبتي
      استلمتها رحيمة: عاد مو البنات اللي بهالزمن... (ابتسم عبدالله) بنات زمان اول.. وين ما تحملوا.. وعانوا.. وشالوا وقهروا اللي ما ينقهر.. هذووووول البنات.. والا انتو.. ما تعرفون لشي تحاتون جمالكم..
      عبدالله وهو يبوس خد رحيمة الذابل بنعومة: والله هاي اللي بتسرق لي عقلي.. وين الي مثلج يا خالة ماكو منج ترى ثنتين..
      عايشة وهي تتحرك بحماس: خالتي سولفي عن عمتي الجازي..
      عبدالله وهو متعومس شوي:.. شيابها على بالج؟؟
      رحيمة وهي تتنهد بحرارة: وشلون ما تيي الجازي.. وصوتها وروحها في هالمكان تصدح..
      عبدالله وهو يتمصخر: هاي هوا الخريف يا خالوووو ماهي الجازي.. لا يكون بس روحها تطاردنا.. ترى انا اسمع اصوات في الليل
      موزة وهي تعطيه نظرة حادة: عبدالله بلا غشمرة..
      وقف مكانه: اذيتونا.. الجازي والجازي.. مادري شسوت لكم الجازي.. بس تعرفون.. تعجبني.. يوم انها ما تحقق لها اللي تبيه حقرت الكل وشردت من الديرة..
      عايشة: عبدالله بلا هالكلام الكريه..
      عبدالله: بلا هالكلام وبلا عبدالله مو هذا قصدج.. انا اروح عنكم احسن لي..

      طلع عبدالله من الصالة لكن من طلع من الشرفة.. ظل ورى احد الابواب الخشبية المفتوحة وين ما يقدر يسمع صوت رحيمة وهي تتكلم عن الجازي.. يحب الماضي ويحب كلامها عن عمته الجازي. ولكن غروره يمنعه من البوح بهالشي لانه يبي يكون قوي. .يسلح نفسه عن ذكريات الماضي بغروره وهو معتقد انه قوة..

      عايشة وهي تناظر شرود عيون رحيمة بطلعة عبدالله: خالوه ما عليج منه ترى اهو مو صاحي ساعات..
      رحيمة وهي تتكلم بحزن: مثله مثل ابوه... حاجز الدنيا عن نفسه بصلابه.. ويباس.. ما يدري ان قلب الريال ارخى من العيين..
      موزة وهي توسع صدر رحيمة: خالة قوليلي عن عمتي واللي يسلمج.. قوليلي عنها في صباها ويا ابوي..
      رحيمة وهي تبتسم وكان الجازي في عيونها بجلابيتها الملونة.. وشعرها المهدول.. وركضها على طول المزرعة والدهاليز:.. سموها الجازي.. مع ان يدتكم الكبيرة تبيها مريم.. لكن يدكم ياسين سماها الجازي ليش ان المحبة تجووووز لها.. وابوكم حارب الي اليوم قد اليبل.. كان قبل كبـــــــر هالسدة (وهي تأشر على احد الصناديق الواقفة وهي تضحك) بس بعد كان في قلبه رجووولة ياسين وابوه سالم الله يرحمه ويفغر له ذنوبه..
      عايشة: خالتي شلون كانت الجازي وياج؟؟؟

      هبت نسمة هوا عابرة ودغدغت روح رحيمة.. ورجعت الحرمة اللي كانت بالاربعين من عمرها.. تربي الجازي وحارب وعيالها عبدالمجيد وصقر وانعام بنتها ..
      -------------------------------------

      واللي تكلمت فيه سرور كان بسيط.. يتكلم عن طفولة امهم.. وعن حارب.. وعن يدها ياسين الزراع..

      سرور تتكلم بصوت اجش من حلاوة الكلام المكتوب: يدي ياسين كان الزراع الوحيد .. اللي شال الارض بيدينه وذوقها عرق جبينه.. لمسها وقلبها بيدينه.. واذا احتر عليه الليل يتبرد بترابها.. الكل كان يقول له.. يا ياسين.. وينك عن الغوص واللولو.. يقول لهم.. انا البحر يغدرني.. وملحه يضرني.. ولي حرمة تشهد عليه بالمحبة والخير.. وافيه وقلبها كبيـر.. وكان يعني بها مزارعه الصغيره اللي كانت توفي بالخيــــر للقريب والبعيد..
      حور وهي مو مصدقة ان امها لها ماضي.. ولها اهل.. ولها ناس:.. سرور خلج من هالكتاب.. وروحي لواحد ثاني..
      بدور: صببري.. الكتاب فيه ثلاث سنين.. مو معقولة ان هالسنين كلها ما تحمل شي مهم في حياة امي..
      سرور وهي تلف على السنة الثانية: ..سمعوا الي مكتوب هني..

      كملت سرور (( يرجع اليوم اخوي حارب من مصر .. دراسته ابعدته عنا سنين طويلة.. وبخل علينا بشوفته وبويه الحسن.. سمعت من يدي ياسين يوم راح له قلب ست شهور انه ما ينعرف.. ومثله مثل عبدالحليم وطق الربع.. ضحكت على يدي يوم قال جذي.. وظليت ارسم صورته في بالي واتفنن فيها.. ما كنت اعرف ارسم.. ولو كنت اعرف.. كنت بتصوره في بالي مثل ما انا متوقعة..

      ظلينا ننتظره للعصر.. واذن العصر.. ويا المغرب والعشا كمل.. وانا بعدني انتظر اخوي من شرقت الشمس لمغيبها.. ياتني الخالة رحيمة وقالت لي ادخلي يالجازي باجر ايي اخوج..
      ما رضيت..
      ظاق صدري من قالت لي هالشي..
      بعد يوم ثاني..!!!
      انتظر فيه اخوي اييني من بعد غيابه الطويل..
      لا ما يجوز لج النوم يالجازي الليلة قبل ما تكحلين عيونج بشوفته..
      هذا الغالي اللي حملج وانتي صغيرة ولاعبج وسلاااج.. انتظريه.. ما بيضرج هالشي اكثر من ضر فراقه الطويل..

      ولكني بعد.. انتظرت.. الى اليوم الثاني.. وباول الصبـح.. يانا حارب

      حور وهي تصفح الدفتر: سرور لا تقعدين تقرين كل شي ترى ماكو شي مهم.. اقري اللي ورى
      سرور وهي تعصب: حور علامج خلينا خطوة خطوة نمشي
      حور وهي متنرفزة: مافيني صبــــــــــر..
      بدور :حتى احنا مافينا صبر لكن متحملين.. اصبري ما بصيدج شي..
      حور وهي تقعد مرة ثانية بملل وهي تزفر: اممممممممممممممف.. الللهم طولج يا روح..
      سرور وهي ترد تقرى:... يوم شفت حارب ما صدقت.. صار طويل ووعريض.. وشعره اسود وقصـير وحتى ان له شنب.. بس ماقدرت المه مثل ما كنت ابي.. كان وياه واحد ثاني.. من ما سمعت من خالتي رحيمة ان ارفيجه اللي بالدراسة يا وياه يرتاح ويكمل دربه لهله.. الله يرده لهله سالم عشان اقدر اقعد ويا اخوي وارتاح معاه...
      تكمل سرور مذكرات اليوم الثاني:.. يا صفحاتي.. مادري شنو اللي صار فيني اليوم.. نسيت خوفي من ربي.. وتميت اناظر اللي يا ويا اخوي حارب.. ما شفت له شبيه.. مليــح يا صفحاتي.. وله من البسمة اللي رسم النور في دربي.. شعره الطويل الفاتح وعيونه الحلـوة خبلوني.. حتى اني ظليت ابحلق قيه طول الوقت.. يا صفحاتي.. شسوي.. صليت لربي واستغرفت ولكن هالألم الغريب في قلبي يحوم مثل الطيـر الجريح.. شسوي يا صفحاتي..
      ومذكرات اليوم الثالث:.. راح يالمذكرات... راح اللي خبل عقلي هالفتـرة.. راح وما راح الألم اللي خلفه في قلبي .. راح وعيني بجت على روحته.. راح وانا نايمة باقي الليل اللي سهرته البارحة.. وكأنه ينتظرني يالمذكرات.. يالله.. ياليت راح الألم اللي يابه وياه معاه.. معقولة كل هذا من نظرة حرام؟؟؟ الله يسامحني.. لمتى بس بظل بتأنيب الضميــر..

      وانتهت السنة على هالمذكرة..

      وحور مو مصدقة: من تقولون هالانسان؟؟؟
      سرور وهي تصفح السنة الثالثة: خلينا نشوف... (وهي تتصفح الصفحات وتخطر بعضها.. لمن وصلت الى مذكرات معنونة بزواج حارب)... اسبوع واتيي حرمة اخوي يالمذكرات.. وماهي وحدة غريبة.. بنت الغواص الجبيـر في ديرتنا.. كايد بن محباس.. وصديقتي في المطوع.. سالـمة.. سالمة وتسلم من شر عيون الحاسدين.. ماجذب عليج لو اقول لج يالصفحات انها من اجمل ما رأت عيني.. جمالها ديني ورباني.. وبياضها من اللبن الصافي.. بس اللي اعرفه انها مريـضة.. وفيها شي من علل الرحمن اللي تثيب المؤمن وتيمع له الحسنات والأجر.. يقولون كانت في خاطر يدي ياسين وخطبها لاخوي حارب عشان اتييب له الاولاد اللي يتمناها.. طبعا ما بقدر اشوفها الا بليلة الحنا.. وماااااااقدر انتظر اكثر يا ليلة الحنة.. حلي علينا بســرعة.. قلب الجازي ما يتحمل الانتظار اكثر..

      --------------------------------

      رحيمة سكتت وهي توصف الجازي وحلاو ة روحها ووهدوئها وجمالها وكلامها الكبيـر ومخها الاكبر...

      موزة المنغرمة بعمتها: والله حرام انها مب ويانا اليوم عشان انتمتع بها..
      عايشة اللي تعرف اللي سمعته بس: حسبي الله على اللي كان السبب في انها تختفي عنا..
      رحيمة وهي تحاول تخبي هالشي.. لان السبب في روحة الجازي كانت امهم محد غيرها.. : حسبي الله عليه.. وكل ظالم مرده ينرد عليه الظلم..

      عبدالله اللي مل من القعدة عند الشرفة وتسمع في كلام الخالة رحيمة طلع ببرع وهو يتنسم رياح العصر الحلوة... ووسط هالانفاس التف راسه الى البيت الكبير.. ويا في خاطره انه يروح داخل مع ان روحاته قليلة وبسيطة مجرد التجول في الدهاليز وبس.. لكن هالمرة كان فيه شي يبيه يروح هناك.. شي يخبره ان هذي هي فرصتك انك تروح هالمكان للمرة الأولى ويمكن الأخيـرة..

      دخل داخل البيت القديم وتلمس في جدرانه البنية الطينية.. كيف انها متحملة هالجو ومتحملة الصعاب وباقية مثل الصرح اللي يبين اهميـة الماضي .. تعمق دخول عبدالله الى داخل الغرف والمطبخ اللي يصير في الجهة الجنوبية من البيت.. اللي يتخلله في الوسط حوش كبيـر شوي والشير اثاره واضحة

      وقف مكانه عبدالله بصلابة ونظرة من التيبس بانت على ويهه.. ونطق لسانه بالكلمات اللي كان يخاف انها تصير صج:... محد بياخذ هالمكان مني.. انا صاحبه واهو ملكي... ولا انتي بعد يالجازي..

      عايشة داخل الاستراحة ويا رحيمة تصر انها تعرف اشياء اكثر عن عمتها: خالتي تكفين خبرينا اكثر عنها..
      رحيمة تبتسم وموزة تعرف بتعب الخالة وكبر سنها: عويش بسج عاد.. ما تشوفين الخالة تعبانة شوي..
      رحيمة: قولي عن روحج انا والله ماني تعبانة
      عايشة: بس عيل خالتي قوليلي اكثـر..
      رحيمة: شقول لج يام السوالف انتي
      عايشة : امممممممم.. من فينا تشابهها اكثر..
      رحيمة تناظر الثنتين.. مع ان موزة تحاول انها ما تبين شوقها للاجابة :.. كايد يشابهها اكثر منكم..
      عايشة: لا تنادونه كايد ماحب هالاأسم.. اسمه ناصر..
      موزة : بس كايد هم اسمه يا عويش..
      عايشة: ما يخصني.. اسمه ناصر.. يعني من زود الاسماء له اسمين..
      موزة: خالتي ليش اخوي ناصر عنده اسمين.. كايد وناصر..
      رحيـمة وهي توضح للبنات هالسر اللي ما يعرفونه:.. سالمة امه الله يرحمها .. اسم ابوها كايد.. وكانت اهي عيون ابوها وهو ضناها اللي ما حملت به.. عاد ما توفى ابوها يالغلا الا قببل ولادتها بايام في الغوص.. كان يحاول يطلع زيد ولد النجار موسى.. ونجى زيد وتوفى ابوها الله يرحمه.. ومرضت سالمة على وفاة ابوها لمن ولدت الصبي.. عاد ابوكم كان في خاطره اسم ناصر.. وفي خاطر امه كان كايد.. سموه اسمه الاصلي ناصر لعيون ابوكم.. واللي ينشدونه به اهووو كايد.. لكن ابوكم من بعد وفاة حرمته تزوج امكم وتمت اهي تنشده بناصر.. وكبرر مع الاسم اللي يرافجه الحين.. (تنهدت رحيمة بحرارة) وهذا الثاني بعد ما يندرى متي تييبه ريح هالوادي لنا مرة ثانية..
      عايشة تتكلم بصدق هالمرة: الله يجازي اللي كان السبــب
      موزة وهي عارفة باللي تقصده اختها: عيب لا تقولين جذي.. المسامح كريم
      عايشة ووهي تتغاضى عن هالكلام السليم: كله نسامح.. والناس ما تسامح.. متى بنصير احنا اللي نعاقب والاودام اللي تستسمح.. متى بينقلب الحاال
      حطت رحيمة عباتها على راسها ووقفت: يا عويش... يقولون اهل اول.. من حبه ربه بلاااه.. واعظم البلية اهي دخلة الجنة يا بنتي.. دايما كوني المظلومة ويرتفع الحاجز عنج وعن ربج...
      موزة وهي تسند رحيمة من يدها: خالتي عاد لا تقاطعينه..
      رحيمة بويهها المستعيب: وا عجباه منكم.. الحين انا كل فترة وفترة ايي لاخوكم هني .. بقطعكم انتو الحين؟؟ انتو اللي لا تقطعون.. ممصخكم من بنات..
      نزلت لعايشة وهي تعطيها حرز مسوينه بالقرآن: شوفي يا بنيتي.. حطي هالحرز تحت راسج اذا بتنامين
      عايشة وهي مبتسمة: فديتج والله يا رحيــمة يا خالتي الطيبة

      -------------------------------------------
      في بيت علي كانت قراءة سرور للمذكرات بشكل متتابع من غير ما تتوقع والكل قاعد يسمعها.. وحور في حالة من الذهول وبدور في مغلف من الرومانسية واحساس غر يب تحس فيه لاول مرة.. وكانها تنتمي صج لعالم ثاني..

      اما سرور فهي في منتهى السرور.. حزنها اللي كانت تحمله في قلبها لكونهم مقطوعين من شيرة العالم انتهى.. وكاهي تنتمي الى خال ويد واهل وعيال عم وكل شي.. واحلى من هالشي ماكو...

      كانت الجازي تتكلم في الصفحات بصوت سرور:.. يات ليلة الزواج.. والكل محتفي يا مذكراتي بها..وسلوومة عمرها ما كانت احلى .. مع اني اعرفها من قبل بس حسيت عمري انها قطعة من القمر ونازلة علينا.. وحارب اخوي كان ينتظر الليلة تعدي على احر من اليمر.. ولكن شكله بينتظرها اكثر.. العرس توه بادي.. ويدي ياسين حالف انه يمر لسبع ليالي.. مادرري يا ذكرياتي.. اليوم سمعت الحريم كلها تمدحني وتمدح جمالي وكانهم يشوفون فيني شي انا ما شوفه.. وشفت ام سالمة تحنيها بنفسها بالعيين وتمنيت لو ان امي على هالدنيا عشان تحنيني حق ريلي بليلة حنتي..
      الليلة الثانية..
      زين اني سرقت الوقت يالمذكرات.. شكثر شغل انحط على راسي.. وما سلمت اليوم بعد من الاطراءات.. وخصوصا غنية مرت عمي فلاح.. تتمناني مثل ما خبرتني الخالة رحيمة لولدها غانم.. لكن انا ماقدر اشوف غانم زوج لي.. شي فيه يخليني احس بالاخوة له.. او يمكن ولا شي لان حارب مانع علي اني اتخالط ويا احد منهم حتى وان كانو عيال عمي..
      اللي يايتج اليوم عشانه يا مذكراتي شي ثاني.. شي وحفوز في قلبي من قبل سنة يوم اخبرج.. وكاهو الشي ايي على بالي كهب نسيم البحر على بال البحارة .. يا مذكراتي قلبي ما هدى اليوم ولا لحظة... ياترى شلي ينتظرني من بعد هالزواج.. مع اني بلقى اخت وبلقى حبيبة وونيسة.. اتمنى يا ربي اني اكووون فرحانة ويا سالمة..
      الليلة الثالثة..
      عشى الرياييل كان مبتدى من فير يا صفحاتي.. واخوي حارب حمرى عيونه ويبي يرقد ومحد مخليه.. كل لحظة شي.. يا عرضة ولا شعر ولا فروس ولا شي من اللي في بالهم.. ولكن اخوي حارب يوم خذت له الدخون ما كان مرتاح شوي.. يوم سألته قال لي.. شنوا لفرح اللي مب مكتمل بالاحباب.. انا استغرببت.. وظنيت انه يعني امي ولا ابوي الله يرحم ارواحهم.. ويوم قلت ليدي ياسين قال لي ما عليج من اخوج.. حرمته واحشته.. وتم يقول لي قصته ويا يدتي ام سـالم..
      بصراحة يا مذكراتي.. اتمنى من الله العزيز انه يكمل فرحة اخووي باحبابه اللي اهو يتمناهم..

      الليلة الرابعة..
      ما بتصدقين يا مذكراتي اللي صادني اليوم؟؟ معقولة.. شي طبيعي هذا؟؟ اني اشوفه من بعد هالمدة كلها.. كنا في بيت سلوووم عشان حناها.. وانا بعد تحنيت مع اني كنت مشغولة بس خالة رحيمة خلتني اتحنى.. ويوم رجعت شفته قاعد عند حوض الماي ويا حارب ويسولفون والترعة تخر ماي على رويلاتهم (ارجلهم) ما شافني.. لكني شفته.. شفته وفز قلبي يوم شفته.. وماصدقت عيوني.. ويوم رحت الغرفة حسيت روحي متنازعة في جسدي يا تظل وياي يا تروح لعنده وعند حبيب قلبي اخوي حارب.. امد ريلي في ماي الترعة.. وياني حارب الغرفة وهو فرحان.. يقول لي يا الجازي الحين الفرح اكتمل.. وحبيب قلبي علي معاي..
      تغنت اذني يا صفحاتي باسمه.. علي.. يا محلاه من علي.. شي فيه يا صفحاتي يخلي النسيم والزرع والتراب يفوح منه الطيب.. شي منه ينتشر ويرسل مشاعر محبة وفرح.. شي منه يخليني اين واستخف وانا بقمة عقلي..
      يا صفحاتي.. مادري شنو اللي يمكن يصيبني اكثر من اللي صايبني.. بس اللي اعرفه اني.. ما عدت الجازي الي كانت قبل..

      اليوم الخامس..
      كل اللي يمر بمشاعري في كوم.. واللي لقيته اليوم فكوم.. ما صدق.. ماصدق ان عيوني طاحت على علي اليوم.. وانا في اخس حالاتي.. كنت اعين ويا خالتي رحيمة وبنتها.. والا شوي وينشدني حارب وانا اعطل نداه والعيين شاغلني.. ويوم ييت بطلع له طلعت من غير اي غطا ولا حجاب.. وانصدمت يوم شفته جدامي.. كان واقف ويا حارب ومت من الحيا ووصرخ علي حارب لمن طفرني ودخلت المطبخ.. لكن الحمد لله ما صار شي.. لكن من بعد شنو.. ما حسيته يطالعني..ولا حسيت بعيونه اتيي صوبي.. لكن اللي حسيته اني قطعه منه واهو مني.. وهذا اللي خوفني.. عمري ما حسيت اني قريبة من احد كثر هالانسان.. شي فيه خلاني ارتبط .. بس ياقلبي مادري ان جان هالشي متبادل ولا لاء..

      اخر ليلة في الاحتفال...

      مر يومين ولا ادري شي عن علي ولا عن اخوي حارب لانهم راحو اللاستراحة ويا باجي الرياييل ..سبحو في الترع وجهزوا اخوي وبيتنا كان متروس حريم يجهزون المكان حق العروس.. وانا اللي في قلبي منعني اني اتحرك يا صفحاتي.. ما قدرت افرح ولا قدرت استانس لاخوي الوحيد.. لان قلبي كان مشغول وينطر فرح خاص فيه.. ويوم رجعنا من بيت سالمة وهي ويانا كان المكان كانه قطعة من الجمر من كثر الليتات والنار اللي انضرمت بكل مكان تسخن الطيران اللي دقت ووصل صوت ضربها لاخر الدنيا.. وانا من بعدها ما عادت لي دنيا.. علي اختفى وراح.. وسمعت من اخوي حارب يقول ليدي ياسين.. ان علي ما راح يرجع .. قدم تنازلات عشان ايي في اخر اللحظة من العرس ومشى قبلل ما يدخل حارب على حرمته بالكوشة..

      يا صفحاتي.. انا انضرب قلبي بنظرة عيـن انسان.. خلتني احس ان كياني منقلبب .. واحس نفسي مريضة.. وبظل مريضة لمن تتشافى عيوني من ضنى شوفته الغالية..
      مادري يا صفحاتي.. علي بلاقيه مرة ثانية؟؟؟ ولا راح يكون مجرد ذكرى مثلها مثل الذكريات الباجية..

      وسكتت سرور عن الصفحات وفي قلبها شعور كبير من الفرحة والغمور العاطفي:.. امي حبت ابوي قبل لا تتزوجه..
      حور وهي بعدها مستغربة من اللي قاعدة تمر فيه: كملي سرور.. خلينا نشوف شنو صار بالضبط.. ووين راحو اهل امي؟؟
      بدور وهي في غاية التأثر: مادري ليش احس ان هالحارب وققف في ويه امي ووابوي..

      سرور وهي تسحب احد الدفاتر الموجودة..و كملت بصوتها في سرد احداث احد السنين اللي مرت فيها امهم من غير ابوهم.. وشلون انها في طول ذيج السنة ذكرته في قلبها لكن .. ما قدرت تشوفه بعينها طول هالسنين..

      -----------------------

      يتبع

      بقيــة الجزء

      كان كايد في احد جلسات التصوير وباله متشتت والصور ما قاعدة تنوخذ زين مع ان العارضات والديكور كله في احسن صورة.. لكن شي في باله ينازعه عن التصوير.. وكله من الكافيه اللي يستثير فيه المشاعر.. ظل يحاول انه يلتقط صورة وحدة اهو راضي عنها.. لمن عجز وومد الكاميرا بأسف الى باتريك وخلاه اهو يتحمل في الجلسة.. وطلع من الاستديو وراح الى غرفة التحميـض اللي يعتبرها الملجأ اللي يقدر يواجه فيه نفسه.. ويواجه عيونه وما تلتقطه من صور..

      تم قاعد والليت الاحمر الفاقع يلقي ظلال احمر وراه على الجدار.. وهو ينتظر من الصور المعلقة وهي تقطر من البلل انها توضح... ويوم كملت.. جاف الكافيه اللي سرق منه مع الايام بعض الصور اللي ترجعه لهناك.. مع انها مو اكثر من ثلاث الا انه بعد يعتـبر شي..

      تسند على الطاولة وهو عاقد ذرراعه على صدره يتنفس بقوة ويده عند حلجه تسند راسه.. رفع عيونه شوي للصور ورد نزلها واغلق الجفنين عشان يلتقي بالصورة المحفورة في عيونه... كانت حوور بشعرها المبلل واللوحة اللي حاملتها والفوظى العاطفية اللي تمر فيها من دموعها وكدرها.. فتح عيونه كايد مرة ثانية وهو ينتصب في ووقفته .. وكأنه عازم على قراره.. وتم يناظر الصور شوي.. حمل الكاميرا الموجودة داخل وطلع من غرفة التحميض.. دخل مكتبه الصغير وحمل الجاكيت والقفازات الجلدية وطلع بدربه الى الكافيه..

      لازم احد يجاوبه على اسألته اليوم.. لازم يفهم شي مو واضح وغير مهضوم في باله.. لازم يكلمها.. لازم يعطيها السلسلة اللي تحرق جيبه من اكثر من يومين.. لازم يروح عند حور ولازم يعطيها اللي اخذه منها ولازم ينتهي من حرب المشاعر والاحاسيس اللي فيه..

      طلع كايد وهو يحس ان الهوا البارد يشق رئته.. ومظاهر المناسبات بدت تغزو المدينة شوي شوي.. وتتحلى بمظهر عيد الهالوين.. على قد ما كان الشي يمتعه في السنوات الماضية الا ان هالمرة مو قادر يحس بشي من حلاوة الجو والمناسبة..

      تم يمشي الى ان وصل الى شارع الكافيهات على حد تعبيره.. وعلى طول ميز الكافيه اللي اهو متوجه له لان ماكو مثله.. يتمتع باللمسات الشرقية في تصميـمه مع الديكور الاميـركي المعاصر لكن .. بدل لا يشوف البنات وحشرة تحركهم في المكان لقى الجو اهدأ من المعتاد في هالوقت. وشي من الألحان العربية الهادئة يشتغل بصوت الشرق فيـروز..

      وققف عند الباب مثل الطالب اليديد في احد الصفوف والكل يراقب دخول هالغريب.. ولكن بدل الطلاب اللي يتغشمرون عليه كانت الجازي الواقفة عند الكوفي ماشين.. وهي متخصـرة تنتظر وهي تكلم احد الداخليـن .. ولسبب او ثاني انتبهت الى الزبون القادم وتمت تناظر ويهه لدرجة انها نست الزبونة اللي قاعدة تكلمها وظلت تبحلق في عيون القادم.. حتى كايد بعد انتبه الى ويه عمتـه المفقود من صفحات ماضيه وماضي اهله.. لكن ما كان هناك اي نوع من الادراك في عيونه غير انها بمنتهى الجمال والروعة..

      الجازي نزلت عيونها وهي تلفت الى اله الكوفي وقلبها يدق بقوة من شكل القادم.. فيه من شباب حارب القوي وفيه من نظرات سالمة الهادئة والحالمة.. وفيه من الدم اللي يحرك فيها الحب اللاإرادي..

      في نفس الوقت البنات كانو يقرون في مذكرات امهم عن قدوم العضو اليديد في مجتمع المزرعة البسيط ..

      سرور وهي تمسح شوية من الدمع اللي تداخل في وضوح القراءة:.. كان اليوم اطول يوم يا مذكرات.. من امس الفيـر الى المغرب وسالمة تنازع الموت في ولاده ولدها.. ياتها المولدة العيوز ام صياح لكن ماقدرت تخفف عنها الويع.. سالمة كانت ضعيفة واخوي حارب ين وهو ينتظر خبر عنها .. اكثر من مرة دخل على سالمة وانا وياها داخل.. شكل اخوي ما كان يطمن اليوم.. كان في عيونه من الخوف اللي يخوفني ويخليني اترقب الايام اليايه بصعوبة.. وسالمة نايمة من حطت ولدها للحين... للحين ما سموه.. مع انه كامل والكمال لله الا ان امه ما سلمت من ولادته.. ياربي يا حبيبي.. لا تحرمنا من احد.. لا من سلووم الغالية ولا من ولدها الصغيـر

      تابعت سرور القراءة الى الصفحة الثانية:.. على حاله اخوي حارب ما يلمس الولد ولا يقرب صوبه.. كل اللي سواه انه وصاني اتحمل فيه واعطيه من الحليب لان سالمة تعبانة وما تقدر تشيل حتى عمرها.. مسكين اخوي حارب.. عمري ما شفته زعلان او متظايق كثر هاليومين الله يسترها بس..

      اليوم الثالث:... سالمة خذوها المستشفى اليوم لان النزيف ما وقف عندها.. بنيتها ضعيفة قال لي يدي ياسين والدختور ما طمنا ابد.. حاربب حالته حاله .. حاولت اني اكلمه بالتلفون لكن ما صار لي نصيـب.. والياهل ساكت ولا ينطق بصوت واحد.. وفديت ويهه المنور فيه من سلووم وايد عند عيونه.. الله يحفظه لنا ان شاءالله هو وامه..

      وظلت سرور تصفح في الاوراق الى ان توصل الى شي مهم في احداث حياة امهم...

      حور وهي متنرفزة : شفيج ما تقرين بتسلسل؟
      سرور وهي عاقدة حياتها: خليني ادور شي مهم شي يبين شنو اللي صار في سالمة..
      بدور : خلينا يا سرور نقرى من البداية واللي يسلمج..
      وكان شي لفت نظر سرور ورجعت ورى صفحتـين..وشافت اسم ابوها يتردد في الصفحة وقرت بكل حماس:.. ماصدق اللي مر بعيوني اليوم؟؟ علي موجود وفي مزرعتنا وجدام عيوني؟؟ لا يدي ياسين ولا اخوي حارب كانو موجودين.. ما كان هناك الا انا وخالتي رحيمة وهو كلمني وعيونه منزله وكلم خالتي بعد.. لكن انا ما شلت عيني عنه!! تميت اناظر فيه يا صفحاتي لمن حفظت كل تعبير يمر على ويهه.. وشلون بعد يوم تدخله خالتي رحيمة دار حارب القبلية يوم كان عزوبي وخلته يقعد هناك يبات عندنا الليلة وباجر يرد ديرته من بعد ما يروح المستشفى لاخوي.. وانا خذتني الى دار يدي ياسين البعيدة شوي عن البيت..
      ماصدق انه هناك راقد يا الاوراق.. راقد يمي وفي بيتي وانا وياه تحت سققف واحد... الله يابه لدربي هدية وانا عارفة بهالشي.. والا ما كنت بحس بهالسعادة لشوفة واحد ما يقرب بيني وبينه دم ولا قرابة..

      حور وهي مبتسمة بخجل: يعني امي وابوي جذي تعارفو؟؟
      سرور تكمل في الاوراق:... يانا الخبر يااا اوراقي.. راحت سالمة ...

      سكتت سرور ورفعت عيونها الى خواتها الثلاث.. حور حطت يدها على ثمها دلالة الصدمة.. بدور احمر ويهها اعلان للدموع ونور لمتها ماما عابدة في صدرها .. وتابعت سرور القراءة بصوت متهجد بالصياح..

      سرور وهي تتكلم بصوت مثقل بالدمع:.. راحت سالمة يا اوراقي.. راحت سالمة وراح الربيع اللي يابها وحل عليناا الصيف الثقيل.. راحت سالمة واخوي حارب ماله حال.. حتى ولدها يوم قالو انها توفت تم ساكت طول اليوم.. استغربت يا صفحاتي.. الياهل يحس لامه؟؟ ولا شلون؟
      علي تم ويانا في البيت.. شال امور العزا ويا حارب اللي ما ينطق بكلمة وحدة ويدي ياسين هم بعد متكدر.. الظاهر انهم تعودو على وجود سالمة في البيت... احلى سنة مرت في حياتنا بوجودها .. عمري ما حسيت بطعم الامومة الا من خلالها مع انها مب اكببرر مني بوايد.. الله يعين اخوي على فراقها.. والله يعييين قلوبنا ويصبرها..

      ناظرت سرور خواتها القاعدات بكل حزن وانكسـار.. واكثر شي ملك منهم الحزن كان الياهل.. كايد او ناصر..

      بدور: واعليه المسيجين.. شلون تربى من غير ام
      نور: انا لو يوم واحد تروح عني ماما اتعب.. شلون عمر بكامله..
      حور وهي تناظر سرور بحيرة: كملي يا سرور كملي وخلينا نشوف شنو الباجي..
      ---
      في نفس الوقت في المطعم يلس كايد على احد الطاولات الشاغرة.. وعيونه مليانة بالشك ووالانتظار لشوفة حور في المكان.. لكن بدل من حور لقى له الحرمة اللي على الكاونتر واللي ما شالت عيونها عنه.. حرمة جبيرة وفيها شي من اللي يحن عرجه لهله.. يكره هالمكان كايد.. ليش انه يخليه يتمنى شوفه الاهل اللي عمرهم ما كانو اهل له.. وعلى ماهو على هالحالة تقربت منه الجازي وهي تبتسم بتوتر خفيف يبين جمال عيونها اللامعة..

      الجازي: can I offer you anything?
      استغربت منها كايد.. شنو اللي تقدر تقدمه له: جاي بالحليب..
      ابتسمت له بحنان: any thing else?
      كايد وهو متردد يسألها عن حور ولا لاء: ... شكرا..

      راحت الجازي عنه وكايد عيونه متعلقة بخيالها.. يا ترى علامها هالحرمة؟؟ تناظره بطريقة غريبة وكأنها تبي تلاقي شي منه.. الله يسـتر بس..

      كايد وهو يهمس لنفسه: ما كان لازم ايي.. ما كان لازم ايي...

      طلع علي من داخل المطبخ تارك الشغل لارنسـتو احد العاملين وياه.. وشاف الجازي واقفة عند الكاونتر تصب الجاي وعيونها شاردة فتوقع انها يمكن تفكر في البنات واللي يمكن وصلو له من المذكرات.. وبكل هدوء وحنان مسك جتفها لكنها بعد جفلت بخفة..

      علي وهو يبتسم: قلت لج لا تحاتين؟
      الجازي وهي مستغرببة: احاتي شنو؟
      علي ووهو متحير: البنات؟؟
      الجازي وهي تتنهد بقوة: لا لا مب محاتيتهم ولا شي.. انا اعرف بناتي زين...
      علي وهو يطوي ذراعاته عند صدره: عيل شفيج سرحانه وشاردة؟
      الجازي وهي تناظر كايد وتناظر زوجها وتلتفت له بالكامل وتتكلم بهمس: شوف الصبي اللي قاعد جدامي.. _(وعيون علي تروح للاتجاه اللي حددته الجازي) لابس جاكيت قميـص ازرق من فوقه جاكيت اسود ولفافه كحلية..

      علي التقط الشخص اللي توصفه زوجته.. وتوه بيعلق الا ويعمق نظـرته الى الشخص القاعد.. كان ويه الولد شبه غير معقول بويه من اوجه الماضي.. وتمت نظرات علي تتغرز في ملامح كايد المشابهه لابوه والمقارببة من امه..

      ناظر الجازي بشك: تظنيــن؟
      الجازي وهي تبتسم بتوتر من فرحة تخاف انها تكون غادرة:.. والله مادري شقول لك يابو سرور..
      علي وهو يتكئ على الطاولة: يخلق من الشبه اربعين..
      الجازي وهي تناظر كايد وكانها مستمتعة بويهه اللي يذكرها باغلى الناس على قلبها:.. سبحان الله.. يابه الله ليومنا عشان شي.. تظنها اشارة يا علي..
      علي وهو يتذكر في نفس الوقت قســوة حارب اللي خربت عليه احاسيس الشوق اللي اجتاحته في لحظة وتم يمسح الطاولة وهو يتظاهر بقلة الاهتمام:.. ماكو شي اسمه اشارات.. أستغفري ربج...

      اندهشت الجازي من التغير في الموقف ودخله زوجها عنها وتحيرت من اللي يمكن صابه في دقايق... لكن ما همها هالشي.. وحملت الجاي اللي في يدها وراحت لعند طاولة كايد وفي قلبها السؤال اللي تتمنى تسأله عشان توضح عندها الرؤية.. لكنها تفاجأت يوم لقته يوقف ويبان طوله الفارع...

      الجازي وهي خايب املها: رايح؟
      كايد وهو يناظرها بغرابة: ايه.. سوري عن الجاي.. بدفع لج..
      الجازي وهي توقفه: it's on the house (على حسابنا) بس ما طولت..
      كايد ووهو يتخذ القرار اللي تردد عنه ويمد يده الى جيبه:.. انا بس ياي عشان اعطي وحدة من اللي يشتغلون هني شي..
      كان كلامه مثل الصاعقة على قلب الجازي.. اي وحدة منهم: من؟؟
      كايد وهو يمد السلسلة جدام ويه الجازي: وحدة من اللي يشتغلون هني طيحت هالسلسلة في السابواي وبالصدفة انا كنت هناك وجفتها.. ولاني اتردد هني من ايام عرفت صاحبتها.. وكنت اظن اني بلقاها هني اليوم...
      شافت الجازي السلسلة وعرفت صاحبتها:... هاي سلسلة بنتي .. حور..

      بجنون دق قلب كايد.. مثل الياهل اللي يسمع اعلان العيد في فجر اول ايام شوال.. وابتسم لا اراديا.. اسم على مسمى..

      كايد ووهو يبتسم لا اراديا: عاشت الاسامي والله..
      الجازي بشك: عاشت ايامك.. قلت لي لقيتها في السابواي..
      كايد: اي ووالله.. واتمنى عليج الشيخة انج تعطينها اياه..
      الجازي وهي تاخذ السلسلة من كايد من غير ما تناظره: ان شاء الله..

      تم كايد يناظر الجازي ويتعمق في شكلها.. شلون ما عرف.. والملامح نفسها نفسها.. ومن الحلاوة اللي تدهش عقل الانسان.. هل في هالدنيا جمال ينوجد.. واول ما رفعت الجازي عيونها لويهه حس ان نظرات ابوه في ويهه.. ودق قلبه من الدهشة الكبيـرة واضطربت حتى انفاسه..

      الجازي وهي مستغربة: انت اوكيه؟؟
      كايد وهو يناظرها باستغراب:... You have a nice coffee house madam

      الجازي وهي تكابد هالشعور بالألفة .. تمنت لو انها تمد يدها الى ويه هالصبي وتمسح عليه.. وكانه قطعه منها.. تتمنى له طولة العمر والتوفيج والهداية من رب العالمين.. لكن كايد اختفى من عيونها وطلع من المكان وكانه يشرد منه..

      وبالفعل.. كان اهو الهروب اللي واجهه كايد... بيد مرتعشة لسبب او ثاني طلع باكيت الزقاير.. وسحب وحدة وحاول بجهد انه يولعها لكن الارتجاف منعه.. فوقف وتسند على احد المحلات وحاول يثبت يده داخل القفازات اللي عليه.. وحاول مرة ثانية يولع الزقاير وقدر.. تنشق منها بقــــوة وكانها كانت مصدر الراحة اللي راح يلاقيه... وبالفعل..اتســعت اوعيته الدموية بشدة لدرجة انه اعلن الاسترخاء في جسمه من بعد الشدة اللي كان يواجهها..

      اسمــها حور.. حور اسمــها.. البنت اللي مجافية عيني النوم من ويهها المطبوع بجفونها... اسمها حور.. من وين طلعتي لي يا حور ومن وين ييتي.. انا اللي مااتمنى في حياتي الا الهدوء.. ييتي ويات معاج العواصف..

      حس انه محتاج لانه يكون ويا احد.. الوحدة بترسله الى مصح الجنون.. والمشكلة في كايد ان كان ببروحه ومخه مشغول ينتقل الى عالم الماضي بصــــورة مخيـفة.. وتنرسم في باله المعاناة اللي مر فيها من ابــوه..ومن حرمة ابــوه.. وحبه العنيف لاخوانه.. واليد ياسين اللي توفى وخلاه.. والنار اللي حايــطته في يوم من الايــام.. تذكر صراخه اللي محد سمعه.. وتذكر الوحدة والخوف العظيم اللي واجهه وما كان وياه احد يخليه يحس بالألفة.. الا اضواء بيضا في اليوم الثاني موجهه لويهه تحسسه بانه في عالم ثاني.. وألام مبرحة..

      وما لقى نفسه الا عند شقة محمد الفاخرة باحد البنايات العريــقة.. وللأسف محمد كان مشغول بـأهله وباحد الحفلات العريقة الي تقام كل يوم على حســاب تجارتهم وعالمهم الثري..

      محمد وهو طالع بصدمة يناظر كايد اللي حالته النفسية باينة على ويهه بالعروق الواضحة في صدغه وجبينه:.. علامك كايد؟ شفيه ويهك جذي؟؟؟
      كايد وهو يحس بالعرق يصب من جبينه: مادري محمد.. احس اني تعبان... وايد تعبان؟ (مد يدينه جدام ويهه وكانت ترتعش ذيج الاصابع النحيلة) مادري شفيني يا محمد.. احس اني بظل ارتجف طول اليوم؟؟
      محمد وهو يمسك اصابع كايد بقوة يحاول يكبت هالارتجاف .. ما كانت باردة.. على العكس.. الحالة النفسية منعكسة على كايد بطريقة شديدة..: كايد ما عليك شر... انطرني دقايق بسـتاذن وبييك
      كايد وهو يستند على الجدار: لا يا محمد.. ما يحتاي.. انا بروح الحين اسف لاني ييتك بهالوقت..
      محمد وهو معصب: لا تقول جذي يا كايد.. انا صديقك بحق الله.. انتظرني هني..
      كايد وهو يتحرك من مكانه مغادر صالة الانتظار الانيقة:.. لا ما عليك. .بروح انا..
      محمد وهو يثبته: والله ان رحت من هني ما بتلاقي خــير..
      كايد وهو يوافق محمد ويوقف مكانه ينتظر.. واول ما راح محمد مشى كايد من البناية..

      داخل الشقة كانت عمة محمد العنود تناظر بعيـونها المكحــلة بالمكياج الراقي.. بهدوء مخيـف تراقب محمد اللي قعد عند ابوه الفيـصل يكلمه في موضوع ومسـرع ما يتحرك محمد من عند ابوه .. ويختفي عن الساحة...

      دارت بعيونها لوين ما بنتها قاعدة.. العهود.. الخطيبــة الازلية لمحمد وزوجة المستقبل المنتظرة .. على الاقل عند امها اللي مواصلة ومصرة على رغبتها الاخيــرة.. وراحت لعندها وهي توزع الابتسامات على الحضور الراقي..

      قعدت عند بنتها اللي تلعب في مفاتيــح البيانو باعذب الالحان الخفيفة والناعمة مثل ويهها الملائكي الجميل..

      العنود: عهود يمة... ممكن اعرف انتي شقاعدة تسوين وليش مو قاعدة ويا ولد خالج وزوجج المستقبلي؟؟؟
      العهود وهي ترفع عيون كسلانة الى امها: يمة.. انا مب مربية ولا حاضنة اللي ارافج محمد بكل خطوة...
      العنود وهي توقف ورى بنتها وتتظاهر بترتيب العقد الكهرماني اللي كان يحايط رقبتها:.. بس يا العهود.. انتي لازم تحطين في بالج.. انج بتكونين جاهزة 100% لزوجج المستقبـلي.. مو انتي في جهة وهو في جهة (وعيونها تناظر خروج محمد من صالة الاستقبال) وتخلينه يروح المكان اللي يبيه وانتي ما تدرين عن شي..ترى هالشي مب زين مستقبليا..
      قامت العهود من مكانها وواجهت امها والتفت القطع الحريرية اللي تغطي جتفها معاها.. وبينتها قصة شعرها القصـيرة ولكن المذهبة بالخصلات بمنتهى الروعة:.. يمة.. محمد زوجي المستقبللي.. مو زوجي.. وانا مو مستعدة اني اكبل احد.. لاني انا مابي احد يكبــلني..

      راحت العهود عن امها وهي منشمئزة من حالتها.. لمتى يعني ياربي.. لمتى الكل بيقول انا لمحمد ومحمد لي... لمتى؟؟

      اما العنود فتمت تراقب المكان بعيون متحسـرة ولكن بملامح هادئة كالمحيط في وسط الليل.. وهمست لنفسها:.. ما راح اخليج يا العهود.. تهدمين اللي احاول ابنيه طول هالسنين.. هالثروة والعز والكرامة ما بتروح لوحدة غريبة وانا اشم الهوا... ولا بخليج انتي اللي تدفعين محمد لوحدة غيرج.. تلقى الللي لازم انتي تلقينه.. وانا وياج...

      طلع محمد من الشقة الى صالة الانتظار وصح تخمينه.. كايد طلع من المكان اول ما اختفى محمد عنه.. لكن هذا ما منعه انه يطلع سيارته البنتلي الفظية من الكراجات اللي تحت وينطلق في شوارع منهاتن المزدحمة في مثل هالوقت.. يدور على كايد من مكان لمكان.. ولكن ماهي الاماكن اللي يتردد عليها كايد؟؟ محدودة؟؟ استوديو المجلة.. ولا شقته.. ولا الكافيــه اللي اهو هالايـام متعلق فيه...

      لكن ولا مكان من اللي توقعهم محمد كان صحيح. كايد كان متوجه الى بوتيــك جميــلة اللي تقظي فيه حياة معظم وقتها كمستشارة في الازياء.. كانت حياة داخل وهي تتصفح احد المجلات والوقت لانه متأخر فالزبائن قليلين وخصوصا في مثل هالشارع الراقي.. ولكن شي شغل عيونها وخلاها ترفعها.. عشان تلاقي كايد واقف وهو يناظرها بمظهر مثير للكآبة.. تحركت روح حياة قبل جسمها الى كايد ووصلت له...

      فتحت له الباب وهي تناظر شكله برعب: كايد؟؟؟ what's wrong?
      كايد وهو يطل على المكان ما يتمنى ان جميلة تكون موجودة: انتي بروحج؟؟؟ جميلة وين؟
      حياة وهي تناظر كايد وودها لو انها تلمه لان شكله يثير الحزن في قلب اين كان.: جميلة مب هني .. طالعة.. وما بترد... ادخل داخل.. لا تظل واقف برع..

      دخل كايد بتخاذل وهو يحس بان الوحدة سرقت منه كل مظاهر الراحة والهدوء... وحياة اللي كانت وراه تسكر باب المحل.. وتقوده الى غرفة استراحة الموظفيــن

      دخل كايد ورمى بروحة على الكنبة العاجيـة اللي كانت بوسطها تكيـات متعددة.. وجو الغرفة الحميمي خلاه يحس انه محتــاج الى نووم..

      دخلت حياة وقعدت يمه على الكنبـة بكل استعداد انها تسمع او انها تخفف او تواسي:.. كايد قول لي.. علامك؟؟؟
      كايد وهو مسند راسه وعيونه على السقف.:... ماكو شي.. بس حسيت... اني للحظة.... بنهار..
      حياة وهي تتقرب منه:بسم الله عليك .. ما كليت انت اليوم؟
      كايد وهو يبتسم بتهكم جميل: وشدخل الأكل في هالموضوع.. هذي النفسية يا حياة..
      استغربت حياة من كايد.. اهو غامض بطبعه لكن عمره ما اشار لشي بالنفسية: تبي كوفي وولا حليب ولا حتى شي خفيف
      قطعها وهو يحـس بالتخمة من غير اكل: مابي مابي... خليني بس ارتاح جذي.. وايد مشيت.. ووايد تعبان.... وايد حياة وايد...
      حياة وهي تستند وتسند راسها على طرف الكنبة بيدها اللي احاطتها ساعة وكانها سوار انيـق: من شنو؟؟؟
      كايـد واوجه متعددة تمر في باله مثل السيناريو او شريط الافلام:.. من وجوه.. تحاصرني.. من الماضي.. ومن الحاضر.. ومن المستقبل.. خوف يا حياة.. خوف من عذاب الله.. خووف..
      حياة وهي تحس ان صببرها نفذ: كايد شمنه انت خايف من الله؟؟ مسوي شي غلط انت يخليك تندم جذي؟؟
      كايد وهو يناظرها ويحس ان المواساة اللي اهي تحسها صوبه مثيرة للشفققة:... أي..
      حياة وقلبها يخفق بقوة..: شنو يا كايد؟؟ شنو اللي انت يمكن تسويه ويخلي رب العالمين يغضب عليك...؟

      تردد كايد.. او يمكن ما تررد ولكن شفاته اهي اللي منغلققة عن الكلام... دخول البنات الارببع والام والابو في هذاك الكافيه لحياته خلاه يسترجع اشياء قدر وبحمد الله انه يتركها.. او يتناساها او حتى يتحاشاها.. ولكن رجوعها لحياته مرة ثانية تسبب له الرعب.. وتسبب له نوع من الصحوة تجاه رب العالمين...

      كايد: قط قلت لج يا حياة.. عن اختي موزة؟؟؟
      حياة المستغربة من هالشخصية اللي يذكرها كايد..: عندك اخت؟؟؟
      ابتسم كايد وهو يتذكر جماااال موزة:.. اي.. عندي اختيـن لو ما تدرين... عندي موزة.. متخصصة في احد كليات الديـرة.. وعندي عايشـة.. مقعدة وعمرها 17 سنة.. وتضفي جمال الدنيا كله في بيتنا... بالديـرة..

      استمعت له حياة بحيـــرة واندهاش... كايد له عالم غير هالوحدة اللي ينافسها في نيويورك؟؟؟ وعنده خوات واهل.. واذا عنده.. وينهم عنه؟؟

      كايد وهو يكمل:.. وعندي اخو... اسمه عبـدالله.. هذا اللي انا فرحت عليه اول ما يابوه.. وتميت احن على يدي ياسين الله يرحمه انهم يخلوني ايوده واربيه.. لكن.... (دخلت ملامح خوف من ويه الطفولة على كايد) ما خلتني.... ما خلتني حرمة ابوي.... استانس فيه... بنت بيني وبين اخوي العزيز حاجز... حاجز ما قدرت انها تبنيه وياي وويا موزة وعايشة.. لانها ما كانت مهتمة فيهم.... تركتهم لي.. وخذت مني عبدالله.. ووابوي.... واناابي عبدالله.. وابي ابوي... وابـيها حتى اهي... (يلتفت لحياة والدمعة تسيل من عينه بصمت رجولي) لاني ما امتلكت ام في حياتي...

      اجتاحت الكآبة نفس حياة على كايد.. وتمنت بقوة في ذيج اللحظة لو انها تملكه عشان تحسسه في هاللحظة بالحنان اللي اهو يتمناه... وكل اللي سوته انها مدت يدها لجتفه تبين له انها موجودة عشانه..

      كمل كايد وهو يحسـ بالآه تجول فيه وتوقفف وتنصد باهل الكافيه:... في اشياء يا حياة انا ندمان عليها.. سويتها وانا مب فخور بها.. لكن ... الظروف اهي الي خلتني اقدم عليها... تركت كل اللي عندي.. وكل اللي يقيموني.. وكل اللي يبوني.. وييت لمكان... (يناظر الغرفة وكانها اهي المكان كله) عازلني وصامني عن العالم اللي انااتمنى اعيشـه.. لكن اعيش في وين؟؟ في مكان انا ادري ان مالي مكان فيه.. وكأني لقيـط اعيش وسط اهلي.. عالة.. (ويتردد صدى صوت فاطمة على اذنه: انت عاله يا ناصر.. عالة على الجميـع هني)... عالة.. عالة يا حياة..

      انهار كايد وهو يحط كعب يده على عينه يسد مجاري الدموع والقهر اللي فيه عن الظهور.. اما حياة اللي ما خبت دموعها مسحتهم بسرعة وقعدت مجابل كايد ومسكت يدينه

      حياة :الله لا يهينك يا كايد.. لا تسوي في روحك جذي.. غالية علي دموعك هذي... غاليـة..
      كايد وهو يبي ينطق باسم حور لاي سبب من الاسباب:... حياة انا ... متحمل وايد.. ومضحي وايد.. بس انا ارتكب اللي الله ما يرضى عنه.. قاطع الرحم يا حياة قاطعه.. قاطعه واحس انه مقطعني لارب.. ارب يا حياة..
      حياة وهي تطلب منه ودمعتها اللي تركت احمرار في خدها من حرارتها:.. لا تقول جذي يا كايد.. انت صل على النبي واذكر الله.. ولا تسوي في روحك جذي.. لا تعلمني عليك ولا تعودني عليك منهار.. كنت انت دايما المرساة يا كايد.. وان كنت تظن ان مالك اهل.. تراني هلك يا كايد.. انا ومحمد.. كلنا نحبك وكلنا نبيــك.. وما نرضى عليك لا بالذل ولا الهوان...

      راقب كايد ويه حياة الجميل اللي بين يديه.. ونزل عيونه وقام من مكانه وهو يجر ريله التعبانة.. ومع جره يذكر النار اللي انضرمت عليه ويذكر العمود اللي طاح على ريله وهشم له ركبته.. ويذكر ويه فاطمة يوم تقول له انت عالة يا كايد.. عالة...

      كايد وهو يتنفس بحرارة شديدة فيه: ويوم عن يوم يا حياة.. يزيد شوقي لهم وحبي لهم.. اتصل في موزة ولا اهي تتصل فيني وتقول لي.. متى بترد يا كايد؟؟ترى الشوق وااااااصل ياخوي.. رد لنا واروي ضمانا.. بس انا ضعت يوم مات يدي ياسين.. وصرت بروحي.. ابو ولا احسه ابو.. وخوات لاحول ولا قوة لهم.. جبروت حرمة خلاني ابتعد.. هزت كياني .. واصبحت شخصيتي غبــار تذره نسمة الهوا.. (يلتفت لحياة) احس نفسي ساعات اني مب انسان... احس اني مجرد بقايا...يا انها تزول يا انها تتم وتســمم اللي حواليها
      حياة وهي تتضرع له: كايد لا تقول جذي... ان جان انت ما تحترم نفسك.. احترم حبي لشخصك الجميـل اللي من عرفته ويوم عن يوم يزيد تقديري له ..

      تجدمت منه بفستــانها الحليبي بوروده الزنبق على الاطراف وشعرها المموج ينساب مثل الغيوم على جتوفها والتراجي باللون الاخضــر الاسستوائي الهادئ يحايط صدغيها بعناية..

      حياة:.. كايد.. انا قلتها لك من قبل. . وبتم اعيـدها لك... يمكن انت ترفضها ويمكن تقبلها وهذا الشي بصراحة ما يهمني.... انا احبــك يا كايد.. واحبـــك لانك انت مثل ما انت.. ويزيد حبي لك مو عشان صدك لي.. عشان قربك مني وانت ما تقدر تبادلني مثل هالشعور.. وحدة غيـري بتتركك ولا بتجابللك مرة ثانية لانه مب سهل ان البنت تنرفض.. لكن انا بقيت معاك.. لانك انسان عزيز ومستحيل الواحد يقدر يذوق طعم فراقك من بعد ما عرفك على اصلــك.. يمكن هذي فاطمة طامعة في شي انت يمكن تستحله .. لكن انت لازم ما تفقد صبرك.. يا كايد انت قلت ان لك خوات لاحول لهم ولا قوى.. لازم ما تتركهم.. لازم تكون موجود لهم... تكون حاضر لاني ماظن ان هالام بتكون حاضرة لهم ولا اخوك ولا ابوك...
      كايد وهو يلتفت عن حياة ودمعته بذكرى موزة وعايشة تجري:... لاتقلبين المواجع فيني يا حياة لاني ماقدر ارجع... ماقـــــــدر.. مالي ويه ارجع لهم.. وان رجعت رجعتي بتكون بثمن غالي.. ثمن انا ماقدر ادفعه.. ماقدر..
      حياة وهي تجابله: كايد في هالدنيا اثمان ولكن في مساومة وفي مقاومة
      كايد وهو يهز راسه بتوتر: انتي ما تفهمين حياة ماتفهميــن..
      حياة وهي تمسك جتف كايد بمواساه: مافهم لكن انت بتفهمني
      بعدائية دفر كايد يد حياة اللي انصدمت وويهه كان مليان استسلام ويأس: ما تقدرين.. ما بتقدرين...

      وتسلل من عندها وطلع من المكتـب الصغير الى غرفة الغرض وفتح الباب وطلع وكانه يهرب ويجر ريله التعبانة وياه... وكان الحروق اللي يعاني منها مستمرة.. وكان الالام بعدها مبرحة.. وكان الهنا عنوااان في صفحات رواية خيالية لاحد الشعراء او الادباء.. الحياة اقســى من ان الواحد يتحملها... لكن... القنوط من رحمة رب العالمين اثم.. وكايد مو ناقص آثام يتحمل توابعها...

      ---------------------------------------

      وصلت حور في قراءة المذكرات الى اكثر فترة حساسة بحياة امها.. يوم يتزوج اخوها من فاطمة.. بنت اخت مرت عمها فلاح الصغيـرة.. وكانت في منتهى الجمال ومنتهى الغرور ومنتهى الهدوء .. كشفت صفحات المذكرات عن امتعاض الجازي عن هالزواج.. وعن خوفها على كايد اللي كان عمرها ما يتجاوز السنة.. وعن حالة اخوها المثيرة للقلق.. اهو ما تزوج فاطمة الا عشان اييب ام لولده اللي يبي يربيه.. لان الجازي ومن غير علمها كانت الملاعيب تشتغل في انها تكون زوجة لغانم ولد عمها فلاح.. ويوم عرفت الجازي انقلبت حياتها الى جحيم..

      حور تقرى في المذكرات: شلون اقدر اتزوج ريال يا صفحاتي.. وفي قلبي نار الليل الهادئ تشعل باسمه وبويهه السمح.. ما نسيته ولا قدرت حتى انسى النسيم اللي يهب وقت ما يكون موجود عنددنا... لكن لساني عاااااجز يا صفحاتي.. عاجز عن الكلام.. اقول شنو ولا اخلي شنو؟؟؟ لو يدري حارب.. يقطعني لقطع ويغيبني في التراب ولا احد يدري عني.. لو اخبر يدي ياسين... شبيقول لي يدي؟؟ تراهم كلهم رياييل.. وابد ما عليهم اهو شرفهم.. لكن علي يا صفحاتي تمكن من قلبي وعمر خفوقي.. وما اقدر الا اني اكوووون حبيبة له وهو حبيب لي حتى لو ما كان يشاركني هالحب...

      في صفحة ثانية: فاطمة ما تتقرب من كايد.. تعامله وكانه حشرة او دخيل في حياتها.. لازقة اربع وعشرين ساعة في حارب وما تخليه حتى يروح الشغل اللي يديره.. وما تعاملني باحترام وترفض دخول الخالة رحيمة وبناتها الى جناحها... مادري الله من وين يابها لنا.. ناسية انها مجرد بنت نجار.. والله دنيا ونعيش ونشوف.. اخرتها بنت النجار تصير سلطانة على السلاطين.. ما اعايرها يا ربي لكن... الله يسامح الجميع وبني ادم متخرع..

      في صفحة ثانية:.. ياني حارب اليوم.. وطلب مني اللي مااااااااااقدر اني ارده ولا اني اماشيه.. قال لي عن غانم.. وبكل كلمة من اللي قاله قلبي صرخ وقال احب علي يا حارب.. احب علي ياحارب.. منعت صوتي من الخروج.. عشان لا اقطع رقبتي واهدر دمي.. لاني محتاجة اعيش.. محتاجة عشان كايد حبيب قلبي وليدي الصغيـر.. لكن حاربب عطاني مهلة للتفكير.. ويتوقع مني ارد بعد اسببوع... وغانم مستعيل لانه يبي يتزوجني وياخذني وياه مصر عشان يكمل دراسته .. يبي يصير دكتـور.. وماكو شي يعيبه يا صفحاتي.. لكن قلبي هوى وعشق ويتمنى غيره.. الله يرحم ويرأف بحالي..

      بدور وهي تمسح دموعها: ما توقعت ان امي وابوي بينهم قصة حب قوية مثل هذي...
      سرور وهي تبتسم: انا بلى... شوفي اللي يتحملونه منه يا بدور مو سهل ولا قليل.. ولكن حبهم لبعضهم وحبهم لنا يعطيهم القوى انهم يواصلون
      لكن حور اللي منغمسة في الكتابة قطعت عليهم كلامهم وكملت:...

      يا علي اليوم يا مذكراتي .. يا علي وانا اول من استقبلله... هب النسيم وتناثرت على دروب البيت ورد الليمون.. طلعت اشوف كايد اللي كان عند رحيمة يم الترعة.. لقيت علي عند البوابة واقف وهو لابس جشمه سودا.. وقفت وانااناظره ودمعتي تخر من عيني فرحة لشوفته.. حسيت ان الله يابه لي.. يابه عشان ياخذني من عندهم.. ياخذني ويشيلني وياه لديرة ثانية.. لكن.. انا ما بخليه يا مذكراتي.. لاني وعدت كيود اني ماخليه قبل ما تطلع الشيبات من راسه...

      ييه علي يا صفحاتي لها معنى كبير في حياتي.. لها معنى كبيـر وولها حدث اكبر...

      وبالفعل يالجازي... لها معنى كبير في حياتج رجعة علي لج.. والله يعلم شنو اللي مخبيه في كتاب القدر .. نهايتكم معروفة لقرائي ولي.. لكن.. اللي جلب مثل هالنهاية اهو المخفي..

      انتي وعدتي كايد انج ما تخلينه قبلل ما يطلع الشيب من راسه.. لكن وين الوعد الحين يا بنت الاياويد.. كايد محتاج لحضن دافي.. وحظنج بعيد عنه يا خيرة العمات..

      اشكــــر صبركم علي والسمووووووووووحة منكم.. وعساني ما افقدكم ياربي..
      قرقيعان وقرنقعو وقرقاعووون الخير علينا وعليكم ان شاء الله.. والله يقدرنا اننا نكمل باقي شهر ارمضان على خير وببركه..


      حمران النواظر...

      الفصل الثاني..

      خلص الوقت على علي والجازي.. وبعدهم في المطعم.. قفلو كل شي وقعدو الاثنين على احد طاولات الكافيه واياديهم في بعض.. يناظرون بعض بكل تقدير وحب واحترام.. واسترجاع للماضي اللي ما كانو يعرفون انهم بيوصلون من بعده الى هذي المرحــلة


      البنات كانو قاعدين في شبه الحلقة المتصلة .. يقرون في الصفحات وينصدمون بواقع علاقة امهم وابوهم اللي كان اصعب من المستحيل.. وكان فيه من المخاطرة الكثيــر.. وفوق كل هذا.. انتشر في خاطرهم حب الأهل والقرابة الى الناس اللي عمرهم ما عرفوهم.. وتمنوا لو انهم كانو في ظروف مختـلفة.. عشان يكون لهم من الخوال ومن العمات ومن الاجداد وعيال الخال والعم..


      علي وهو يناظر بعيون الجازي اللي بينت له بحلاوة الصبا:... ندمانة يام سرور؟؟
      الجازي وهي تطبق يدينها على يد زوجها:... انك ما كنت موجود وياي من مولدي... وانت؟
      علي وهويبتسم بخيلاء وكبرياء الرجل اللي يقدر يلاقي حب مثل هالحب:.. اني ماصرخت باسمج اول ما ظهرت من هالدنيا.. ما خطرتي على بالي.. وهذا ندمي


      ضحكت الجازي بحلاوة روحها وبينت انها تضحك على علي.. وهذا اللي منعه من الضحك وياها..


      علي باستنكار: تظحكين؟
      الجازي ودمع الضحك بعينها:.. خسارة عليك.. بديت تخرف..
      علي وهو يستنكر بقوة: الله.. خرفت؟؟ عيب عليج هالحجي
      الجازي ووهي تستند للكرسي وبعدها تضحك: عيل الحين انا ما خطرت على بالك اول ما طلعت من بطن امك الله يرحمها..
      علي وهو يطوي ذراعاته بشبه من الحرج: انتو يالحريم يعجبكم هالكلام!!
      الجازي ووهي تسمح الدمعة بخنصرها: والله انك خرفت حسبي الله على الزمن
      علي وهو يتنهد: ايـــه.. خرفت.. يوم وصل عمري للخمسين خرفت.. الحمد لله والشكـــر


      الجازي وهي تناظر زوجها... وخطر على بالها شي.. هل راح توصل للخمسيـــن؟؟؟ فبانت ملامح الكدر على ويهها بابتسامة الحزن الدفين في قلبها..


      الجازي وهي تتكلم بهدوء تخالجه نقط الماي على الدرايش:... يا ترى بعيش للخمسين يا علي؟؟؟
      رفع علي عيونه بسـرعة:.. شنو؟


      الجازي وهي توقف وتروح عند الدريشـة.. كانت لابسة شال وردي شاحب وبانطلون جينز خفيف وقميـص طويل لنص الفخذ بلون الشال اللي عليها وعليه اشكال مطرزة هندية...


      الجازي وهي تمد يدها على الجزاز.. والضباب ينتشر على الجزاز من نفسها:.. يا ترى بعيـش؟؟ بقدر اني اشوف عممري مخرفة في الخمسين؟؟ اشوف هالدنيا اللي بنيتها وياك طول هالسنين؟؟؟ بلاقي اللي انا حلمت فيه بيوم من الايام؟؟؟ (الا وعلي وراها واقف مطوي ذراعاته وتلتفت له) هالدنيا بترحمني ؟؟ والا دروب السعادة مكتوبة لي يا بوسرور..
      علي وهو يلفها من جتفها.. والكلام اللي بيقوله صعب عليه وسهل يمكن عليها:... يا الجازي.. الحياة اللي احنا نعيشها ماهي اطول من حياة الحشـرة.. يمكن اطول في تفكيــرنا وخيالنا.. لكن ماهي طويلة قد اللي يمكن نتصورها.. لكن.. شلون عشنا هالحيا.. هذا الشي يفرق.. انا وانتي.. عشنا عمر قصير.. لانه كان عمر فرح.. وعمر سعادة وسط بناتنا .. الدنيا عمرها ما غيمت علينا الا يمكن في شي ولا شيين.. لكن تخيلي لو عشتي ثمانين سنة من غير هالبنات ومن غيري ومن غير حتى بسمتج هذي اللي تسوى الدنيا وما فيها(ابتسمت بخجل وكانها بنت في العشرين) بتفضلين انها تنتهي ولا تستمر...
      الجازي وهي تلم زوجها: ليتني اعيـش من العمر لحظة ان جان في هاللحظة بكون سعيـدة بوحودك ووجود بناتي فيها..
      علي: ليتج تعيشين ثانية فيها القى من هواج النفـس اللي يطبق علي وما يخنقني..


      واطلقت السما صوت الرعد الدافيء الي يجذب البطانية على جسم النائم.. ويجلبب الدفا في حظن القطوة الأم.. ويخلق الفزع في قلب الصغيـر.. ويترك الجازي تلم زوجها بذرف دمع متحسـر ولكن قابل.. ويمنحها من الوجود الحياة الرائعة اللي ماكانت بتعيشها لو كانت الاوضاع مختـلفة..


      علي وهو يباعدها عنه شوي: خلينا نروح للبنات.. تلاقينهم مليانين اسألة .. وبعيونهم الشك والنزاع ...
      الجازي وهي تبتسم:... خلنا نروح.. خلنا نروح يا علي ونترك الحزن في هالمكان وما نرجع له... اوعدني يا علي.. اوعدني..
      علي وهو يبتسم وماسك ويه مرته بيدينه الثنتين يحايطهم بدفوه الرجولي: اوعدج..


      باسها على جبينها وسحبوا اغراضهم والمظلة اللي يحتفظون بها في اوقات الشدة... ظلوا يمشون ويدينهم متعانقة احلى عناق.. يعبر عن التمسك العاطفي الشديد اللي يمرون فيه.. لمن وصلوا الى بيتهم... وكانت العيون كلها متوجهة لهم.. والبنات بعدهم ما وصلوا في القراءة الى نهاية علاقة الحب الخاطفة اللي كانت تمر بين الاثنين... في هذاك الزمن المعتق بالذهب.. والمطلي بالبهارات الشرقية.. وملوح بالاوشحة الزاهية الألوان...


      سرور وهي متحمسة وعلامات الحيرة بويهها: وينكم للحيــن؟؟
      الجازي وهي تحس بالهدوء في نفسها وعلي بعد: يمة احنا ما تأخرنا.. كاهو نفس الوقت اللي نسكر فيه
      حور وهي توقف يم سرور: تعالو كملوا لنا اللي باقي لان والله العالم ان مالي خلق اقرى اكثر ولا فيني صبر...
      الجازي ناظرت علي اللي كانت عيونها على شرارة التمرد حور: كمليها يا حور.. سمعي الكلام وكمليها بروحج.. وإذا خلصــتوا تعالو لنا احنا نوضح لكم اللي مب واضح
      حور وهي تحمل الدفتر بيدها وتوقف في ويه ابوها: وضح لي من الحين لاني مب فاهمة ولا شي...
      وقف علي بويه جامد في ويه حور: حور قلت لج كمليها .. واحنا بعدين بنفهمكم بالضبط اللي مب فاهميــنه
      حور وهي تأشر بالدفتر في ويه امها ووابوها: انتو تدرون ان هالمذكرات كلها مكتوبة من طرف واحد.. يعني وجهة نظر من طرف واحد... ما نقدر نحكم على أي شي من غير ما نعرف الشي من الطرف الثاني....


      سكت كل من علي وحور والأم بدت عيونها متجولة في ملامح الاثنين.. ويوم حست ان الصمت طول تكلمت ..


      الجازي: حور يمة قعدي... وانتو بعد يا بناتي.. قعدوا.. (ومدت يدها الى ذراع زوجها من غير ما تناظره وكانها تتمنى منه الانصياع من غير الاعتراض) انا وابوكم بنقعد وياكم.. وبنخبركم بكامل القصة...


      حست بنوبة خفيفة في اسفل بطنها وبينت ظيجها برمش عيونها بسـرعة والوحيدة اللي التقطت هالحركة كانت بدور... يمكن اكثر وحدة بتكون مهتمة في حالة امها – مو معناته ان ولا وحدة مهتمة- اهي بدور.. لانها تعتبر امها مركز العالم الي اهي تدور فيه.. لا ابوها ولا وحدة من خواتها يمكن تعوضها بيوم من الايام بدقيقة من وجود امها..


      الجازي وهي تمسك احد المذكرات:.. كنت اتمنى لو انكم قعدتوا وقريتوها.. لكن.....


      سكتت الجازي وما كانت تتمنى انها تنطق باللي كان على طرف لسانها.. وتظاهرت بالابتسام وقعدت على الكرسي المجابل بناتها كلهم....


      الجازي وهي تمسك يد زوجها عشان يقعد وياها... وقعد علي عند الكرسي الصغير يمها...:.. لوين وصلــتوا..
      سرور ووهي تقعد ووراها حور:... وصلنا الى... ولد عمج اللي يات ليله... اللي تقدموا فيها لج... (ما كانت سرور مصدقة ان الي تتكلم عنها اهي امها اللي جدامها فبانت كلماتها مشككة)


      ابتسمت الجازي..:.. أي.. ولد عمي... غانم.. ولد عمي فلاح... اااه من عمي فلاح.. صج انه كان بحسبة الابو لي.. لو ما وجود يدي ياسين.. ولكن بعد تم عمي وما يفكر فيني قد ما يفكر في عياله.. كان بس يبي يستر علي لان اخوي تزوج.... وما كان لي مكان في بيت ابوي.. يدي ياسين ما كان معترض ولا كان موافق.. كان في نوع من الحياد وكل ما شافني.. مسح على شعري اللي يحبه ويقول لي..: يالجازي.. لج من الدنيا القرارات اللي تسد الدنيا كلها. ونفاده اللي يغيضج ولا يصر عليج بشي.. انتي حرة نفسج.. انتي اليمامة والحمامة اللي تطيّر المزرعة بريشها الناعم... كنت عارفة في ذيج اللحظة ان دام يدي ياسين وياي.. محد راح يغضبني.. حتى هذيـج اللحظة....


      سكتت الجازي وهي تذكر الريال اللي شافته في الكافيه.. وتمنت لو ان الوقت سعفها انها تعرف منه شي كانت متحرقة انها تسأله عنه..


      سرور وهي تناظر حور اللي تكلمت: ... أي لحظة يمة؟؟؟؟
      الجازي وهي تتكلم والدمعة لامعة بعينها:.. لحد ما يات اللحظة اللي طلب فيها اخوي حارب.... اني اوافق من الزواج واطلع من البيت.... لان فاطمة ما كانت مرتاحة لوجودي.... كانت تبي حريتها في المزرعة.. خصوصا... من بعد ما وعدها حارب انه يكتبها باسم ولدها اللي كان في بطنها... وكأن... وكأن كايد ماله أي سالفة...ماله وجود.. بس لانه ولد زوجة ريلها القبلية...
      حور وهي تنقز من الغضب والكره اللي تفجر فيها لهالفاطمة: وبس لانها تعرف انه يحبها وما يقدر ينساها...
      الجازي تبتسم في ويه حور: يمة... خالج عمره ما فرق بين اثنين.. لكن فاطمة ما فهمت مشاعره زين...
      سرور: او يمكن فهمتها وحاولت انها اتخلص منها لكن ماقدرت..
      الجازي وهي تتنهد: يمكـــن..بس الله العالم شلي في نفوس البشـر
      بدور وهي تنحني لاتجاه امها:.. يمة ما قلتي شصار بليلة اللي يا يخطبج فيها غانم...


      ناظرت الجازي علي بعيون مليانة حب وخجل البنت الصغـيرة وبادلها علي الابتسامة: بالليلة اللي خطبها فيها غانم... يدكم ياسين رحمة الله عليه رد عليهم وقال البنت متكلمين لها... وبنرد عليهم قبللكم...
      البنات فججوا عيونهم بصدمة.. من هذا الشخص الثاني المتقدم لامهم.. واحتد التشويق فيهم لدرجة انهم الاربع نطقوا في نفس الوقت..: منوووو؟؟
      ضحك علي بخفة والجازي بعد وهي اللي ردت عليهم بتكلمة الحدث:... اخوي حارب فج عينه وما صدق اللي قاله يدي ياسين.. عمي فلاح ارتبك بقوة وغانم بعد... ويوم سأل حارب يدي عن اللي خطبني.. رد عليه يدي .. واحد ولد عرب..
      علي:... وطلع فلاح ويا ولده من الميلس وهم محتارين من هذا الشخص اللي طلب يد الجازي قبلهم.. حارب ما خلى يده ياسين قبل ما يعرف... وقال له يدكم ياسين عن الشخص...
      حور ووهي تناظر ابوها: وشقال حارب؟
      الجازي وهي تتنهد بمرارة من الألم الخفيف اللي اسفل بطنها ومن ألم الذكريات: حارب طاحت الدنيا كلها على راسه.. وظن السوء فينــي..
      نور وهي تبتسم: انت اللي خطبت امي!!!!!
      علي وهو يبتسم لبنته اللي كانت يم ماما عابدة: أي حبيبتي.. انا.. وهذا يمكن اللي صعب الموقف على خالكم.. لان اللي تقدم لاخته واحد استظافه في البيت..ورافجه وزامله بالدراسة... فظن ان هالصديق يمكن خان الامانة وناظر اخته بطريقة او طريقة... لكن تنحت هالارجحية من باله ورجع لفكرة ان الجازي شي اكبر مستوى من هالفقير اللي يعرف لظروفه زين... واحد يتيم ماله احد بهالدنيا الا رب العالمين.. وواحد مثل هالصبي ما يقدر يتزوج بنت عائلة محترمة ولها من الاملاك اللي يطوف شعر هالصبي.. (مسك يد الجازي ووتم يناظر عينها) اميرة تنام على الحرير وتاكل من العجين الخالص.. وتشرب الحليب النقي.. ويلاعب الذهب جلدها.. مايقدر واحد مثل ابوكم.. حافي منتف مثل ما يقولون يلبي لها اللي تتمناه.. وصار الرفض وصار النفي بسبب الطبقة الاجتماعية
      بدور وهي تحس بالرومانسية تزحف فيها من غير رحمة:.. وليش انت خطبتها بابا..كنت تدري انها كل هالاشياء...
      علي وهو ويتنهد ويد الجازي بعدها بيدها وعند حجره مرمية واهي مستمعة للكلام اللي راح يقوله:.. لاني.. في يوم من الايام.. من بعد ما كنت اظن أني لكوني شخص وواحد بهالدنيا من يابتني امي اللي ما عرفتها يمكن اكون كامل.. ووجودي المتوحد راح يكفيني.. شفت الشخص اللي حسسني بنقصي... وما كانت أي بنت.. كانت احلى بنت عرب.. شعرها يغطي متونها كاملة.. والعيين على حاجبها اليمين.. مع اني ما دققت في ويهها لكن نظرة وحدة كانت كافية...
      سرور وهي تداري الصيحة اللي فيها بالمزح: يا عاشق زمانك...
      علي: بس المرة الثانية اللي شفتها فيها.. كانت اهي هدمة الحطب في قلبي.. صرت اسير عيونها.. تنعزت عن دربها قد ما قدرت.. حاولت انساها.. وصلت الى اخر الدنيا. اللي كنت اعيشها.. لكن حتى في ذاك البعد كانت قاعدة وهي تنتظرني.. في مخيلتي وفي هواجس الليل البارد او الساخن...


      ساد الصمت القوي المصمم للآذان.. حور وامها سالت دمعتهم في نفس الوقت من عمق المشاعر برجل.. يمكن لان الثنتين عاشو نفس الوضع.. وحدة لقت المشاعر موجهه لها والثانية لغيرها.. ويمكن الوقع كان اقوى في قلب حور من امها..


      علي وهو يكمل: من جذي.. رجعت.. وكلمت يدها على طول.. لانه احق ولانه اكثر انسان يمكن دخل قلبي في ذيج المزرعة.. عوضني بكلمة وحدة عن وحدة كنت عايشها لسنين طويلة.. ما كان يناديني الا بياولدي..
      نور وهي تكلم ماما عابدة : خاطري اشوفه يدي ياسين..
      الجازي وعلي حنوا من كلام بنتهم وتمنوا لو انه انوجد في زمن البنات.. :الله يرحمه يا حبيبتي
      حور وهي تحثهم: لا تقطعونهم اكثر.. وانتوا كملوا..
      الجازي : شرايك؟ انت ولا انا؟
      علي وهو يبتسم: انتي وانا... (ناظر البنات) صار الرفض.. من قبل حارب على الاقل لكن يدكم ياسين الله يرحمه ما كان قابل قبل ما تتكل امكم وتعطي رايها..
      الجازي: ويوم ياني يدي ياسين يخبرني باللي خطبني ظنيته غانم ورفضته على طول بدمعتي اللي سالت على شان ابوكم. لكن يدي ياسين فهمني زين اللي خطبني اهو علي.. مب غانم.. ويوم يا غانم خبررهم ان واحد ثاني متكلم بخصوصي.. وما بغى شي يتم قببل ما يعرف قرارري.. وانا قراري يوم دريت ان علي اهو اليي خطبني اني ابتسمت وحسيت ان روحي طارت خافقي.
      علي:.. رد علي يا سين وقال لي ان البنت وافقت بس اخوها مو راضي.. ضاقت بعيني الوسيعة .. لان خالكم وان شنو صار يكون صديق عزيز وزميل راقي بالنسبة لي.. وما كنت مستعد اني اخسـر صداقته الثمينة.. بس بعد.. الجوهرة صارت بيدي.. ما كنت مستعد لاي شي يعرضني لخسارته.. وان كانت صداقة خالكم...
      الجازي:.. عرفنا ان يمكن الحرب تصير بينهم.. وان عمي يزعل ويقاطعني ويقطع صلة الرحم اللي بيناتنا.. لكن يدي ياسين ما اهتم.. ما هانت عليه الضيعة اللي عشتها وانا خايفة من زواجي.. وما رضى علي.. لانه يمكن لسبب من الاسباب عرف ان في قلبي شعلة حب موجهة لابوكم..
      حور ووهي تفكر بالصبي الصغير:.. والياهل؟؟؟ كايد على ماظن؟
      الجازي والحزن يلتهم ملامحها بقوة:... كانت اهي خسارتي من بعد فرقى اخوي... كايد انحرمت منه.. وانحرمت من طفولته ومن العمر اللي كان بيكبـره... زوجني يدي ياسين من علي.. وكان زواجنا بسيط وما فيه احد.. ولا فيه بهرجة ولا فيه أي نوع من انواع البذخ اللي الكل كان يتصوره بيكون في زواج الجازي اخت حارب.. وانا بعيدة عن حارب حسيت بناره اللي تلتهم كل ذكرياتنا الحلوة وتحولها لرماد وهالنار ما كانت الا من فاطمة... اللي ما خلت شي ما قالته.. وما ظلت دعوة دعتها علي... وما ظلت جذبة ولا تمثيلية ما مثلتها او جذبتها... وصرت انا في عيون اخوي بنت لعابة.. وخاينة لشرفه وعزه.. والناس كلها فهمت هالشي... ويات اللحظة اللي طلعنا فيها انا وعلي من الديرة.. ووقبل لا اطلع من هالديرة رديت لداري للمرة الاخيرة.. اشوف فيها حارب اللي ما كنت اتمنى اني انحرم من شوفته.. لكن لقيت زوجته وظهره البارد موجه لويهي..


      سكتت الجازي وهي تشهق بالدمعة والبجية العميقة من قلبها.. ومدت يدها الى جبينها تسنده من الألم اللي يعتصـر قلبها .. وبناتها بجوا لدمع امهم الحزين.. وحتى علي مسح عيونه بمنديله اللي يحمله وياه..


      عابدة: الله يزلهم... الله يزلهم اللي يزلون عبيد الله...
      الجازي: كل اللي تمنيته.. كلمته.. وامنيته اني اعيش بخيـــر.. تمنيته يوقفني.. ويقول لي .. انتي مالج لودة عن اخوج... انتي بتقعدين وياه ويمه.. وطول عمرج بتحرسينه.. وبتظللينه بزوجج وعيالج.... لكن... لقيته يقول لي... اني لا اخته ولا يعرفني.. واني انسى عشرة الدم اللي بيناتنا...


      غاصت الجازي ببكاء ونحيب شديد.. حتى ان علي قام من مكانه وعطاهم ظهره وواجه الدريشة اللي تطل من الصالة وهو يذرف دمع غزير.. والبنات كلهم تيمعوا وحاطوا امهم .. اللي قعدت يم ريلها.. واللي قعدت على حافة الكرسي على يمينها ويساره.. واللي قعدت مابين ريليها وتضم صدر امها... سرور تلقفت راس امها وحظنته.. والجازي مثل البنت الصغيرة تشكي همها لبناتها ... وحور قاعدة على يمين امها تمسها على يدها وتناظر ابوها.. وبدور قاعدة يم ريل امها تمسح الدمع من تحت الناظرة ونور لامه امها... وكلها ثواني الا وحور تقوم وتروح تلم ظهر ابوها العريض وعرفها انها اهي ومسك يدينها.. وضمها بقوة وكانه كان محتاج لاحد يواسيه على المشاعر اللي يحس فيها.. شلون انه ظلم زوجته وحبيبته الغالية..


      تكلمت الجازي وسط شهقاتها ودمعها الجاري.. وهي تمسح خشمها بالكلينكس اللي ناولته اياه بدور:.... طلعت ويا ابوكم... وانا اشوفه مكسور الخاطر... انكسر خاطر علي وانا قلبي انكسر.. كنت مستعدة اتحمل عشان هالانسان اللي الكل رفضه لكونه مقطوع من شيرة.. مستعدة لانه بادلني شعور الحب.. وشعور الحب يا بناتي.. ما ينرفض.. اذا كان متبادل .. تراه رحمة من رب العالمين على قلب كل انسان... وييت وياه.. لهالديرة... اول السنين عشناها بصعوبة.. لمن عاونا يدي ياسين براس المال للكوفي شوب.. اللي كان اول عبارة عن محل تحف اثرية غيرناه الى كوفي شوب... لمدة 3 سنوات.. يدي ياسين كان ايينا كل سنة مرة... وما يظل وايد لان كايد يحتاجه في المزرعة.. فاطمة ما كانت مهتمة فيه وخبرني ان الولد بدى يكبرر على الوحدة.. وطول الوقت ساكت.. حزنت.. لكن دفنت حزني في فرحتي بوجودكم يا جهاتي الاربع... انا عمري كله ما يسوى لحظة كدر تمر بخاطركم... ومن بعدها مو بس كايد.. حتى حارب وطوايفهم ما هموني.. انتو العزاز الغاليين على قلب امكم اللي انخلقت لكم ولبوكم...


      سكت علي وحور لامته ونفس الفكرة تمر ببالهم... اللي تقوله امهم غلط.. عمرها صلت الرحم ما تندفن... وعمره الدم ما صار ماي.. علي ابى على نفسه ان هالوضع يستمر اكثر.. اما حور فتمنت لو انها ماعرفت.. لانها من بعد ما عرفت مر في خاطرها لو انها توققف الكل عند حده هناك وتخبرهم انهم يقدرون ينطمون وياكلون تبن للي يفكرون فيه عن امها...


      في بال سرور الشوق العظيم يجتاح مخيـلتها لاهلها وبالخصوص لخالها حارب...

      اما بدور فتمنت من الله انه يسهل على قلب امها..

      وفي قلب نور الصغيــرة تمنت لو انها تلاقي اليد ياسين عشان تشكره لانه زوج امها من ا بوها ....


      <<< يتبـــــــــــــــــع >>>


      اليوم الثاني ابلج في نيويورك الباردة... وكايد طايح على السرير وكانه مطقوق على راسه.. ثاندر كل شوي ينام على ظهره يتمنى منه لو انه يقوم ويعطيه وجبه الصبح.. لكن لا حياة لمن تنادي..


      وعند باب البناية كانت حياة ويا محمد منصعقين من البرد. حاملين اكياس من التسوق الغذائي لبيت كايد لانهم يعرفونه ما يعرف يشتري حاجتين على بعض.ز وكانو يرسمون على برنامج من الصبح.. فطور ويمكن يتمشون في ايست بارك ولا شي...


      حياة وهي تضرب بالبوت اللي يغطي ساقها:.. اوووف يا محمد من صجك اموقفنا في هالصبح المثلج برع..
      محمد وهو يتكلم والدخان يطلع من ثمه: شتبينا نسوي يعني؟؟؟ نكسر الباب ووندخل.. تراها جنحة في اميركا..
      حياة وهي تنحيه عن دربها وتعطيه جيس التسوق البني الكبير: انت ما تعرف لكايد.. هذا لو طايح عليه جدار ما بيحس له وهو نايم.. (تطلع المفتـاح من الجنطه ) كل شي لازم يكون منه اثنين في هالدنيا..
      وفتحت باب البناية وهي ترسم ابتسامة شطارة بسبب نظرة محمد المذهولة: you are divine حيوووت
      حياة وهي تضحك بغنج: عشان تعرررررف... يالله خلنا ندخل I'm frozen


      دخلت حياة مع محمد للبناية.. ومظهرهم الراقي والانيـق ينتمي الى هالبناية.. مصاريف الشقة اللي يسكنها كايد ما كان يقدر عليها لو لا الجريدة اللي تدفع له مصاريف الأجرة..


      دخلت حياة لوبي طابق كايد... واذهلت محمد للمرة الثانية...


      محمد وهو توه يضرب على الجرس: الحين عاد خله يقعد
      وقفته حياة: لا لا.. شنو توقظه... خلني انا افتح الباب..
      محمد وهو منذهل: ليش يعني انتي عندج نسخة وانا لا؟؟؟
      حياة بغرور تفتح الباب:... الناس مقامات
      محمد:shut up..


      دخلوا الاثنين بضحكة حياة وغيض محمد .. وعلى طول ياهم رفعة الشعر ثاندر وهو ينبح من الفرحة.. واخيـرا احد ياااه عشان يونسه ويوكله بدل صاحبه اللي نايم من البارحة للحين...


      محمد: حياة حطي الاغراض بالمطبخ وانا اروح اوقظ كايد..
      حياة: اوكيك.. come thunder boy.. you must be hungry..


      راح محمد الى غرفة كايد وهو يفصخ جاكيته الراقي ويسحب القفازات الجلدية السودة من يده.. مد يده الى شعره يسويه ووصل لدار كايد.. لقاه راقد على ظهره ويد على صدره والثانية مرمية على طرفه بهدوء.. لكن التعب باين على ملامحه مثل النيشان (رمز)


      قعد يمه محمد وهو يسحب الثياب المرمية على طرف الغرفة:.. كايد.... كايد....
      تغضنت حيات كايد دلالة على وعيه من النوع: ..همممم
      محمد: كايد قوووم... بسك رقاد...
      كايد وهو ينبطح على بطنه يم محمد القاعد بصوت كله نوووم: محمد؟؟؟؟؟؟
      محمد: نعم؟
      كايد: شتسوي هني؟؟؟؟؟
      محمد وهو يقلد على الساحر بحركاته: magic
      كايد وهو يرفع راسه باستنكار ومرة وحدة ارتاحت ملامحه ورمى براسه على المخدة: حيـاة من غيرها يعني..؟
      محمد وهو يضحك بخفة: أي حياة... بس قوم الحين وعدل من شكلك البنت قاعدة تطبخ لك..


      تحرك كايد بملل على السرير ومحمد راح ايمع الثياب من كل طرف ويرميهم في سلة ثياب عند زاوية الخزانة... لمن قعد كايد على السرير وعلى طول ياه ثاندر وطاح عليه بثقله وكايد يدلعه ويدغدغ شعره...


      محمد وهو يناظر كايد وثاندر بابتسام: تحبه ها؟
      كايد وهو يرفع عيون مدهوشة من السؤال: احبه؟؟؟ هذا مثل ولدي.. استغفر الله مع انه حيوان الا انه يملك في قلبي محبة كبيـرة... معاي من وهو صغير.. (شاف حياة الواقفة على الباب وهي مطوية ذراعاتها بابتسامة حليمة وجميلة) ولا تنسى بعد.. هاي هدية من اغلى اصدقائي... حيوته.. (غمز لها)
      ما تنكر حياة ان قلبها دق بعنف من هالغمزة ولكن:.. أي.. حيوته عشان هالدب اللي تسميه ثاندر.. ياليت لو في تقدير..
      كايد وهو يضحك لمحمد: ياحبه للنكـــد
      محمد وهو يهمس لكايد: هذا هم الحريم مالهم الا النكد..
      حياه وهي معصبة: شفيكم اتبسبسوون؟؟؟؟ تعقرون علي؟؟؟
      كايد وهو يتصنع الجهل: نعقر؟؟؟ وشنعقر عليه؟؟ ماشاء الله بيرفكت والله الكامل...
      حياة وهي ترفع حاجب بغيـض: على العموم ترست الخزاين والثلاجة بالأكل.. يالله باي..
      كايد وهويقوم من على السرير: وين رايحة؟
      حيااة وهي تكلمه بملل: يهمك؟
      كايد وهو يبتسم لها بحلاوة:... اكيد.. وين رايحة؟
      حياة وهي تحس انها تغرق اكثر واكثر بحب هالانسان:.. رايحة عرض ازياء ويا جميلة.. نبي ننزل كوليكشن يديد في المحل...
      كايد تراجع وقعد: ها.. جميلة في السالفة؟؟ عيل تحملي في روحج وسلمي عليها سلامن مجهول.. اخاف تقولين لها اسمي ويصيبها شي...
      حياة وهي تطوي ذراعاتها مرة ثانية : ترى اختي ما تكره احد لكن ما تحب اللي يزعل اختها...
      محمد وهو ينااظر جدال الاثنين باهتمام وهويحس بنبررة جديدة في صوتهم لبعض:... مزعل اختها؟؟ وانا زعلتج في شنو؟؟؟؟


      سكتت حياة وتكلمت عيونها الخلابة بالاف الكلمات اللي يمكن ما قدر كايد انه يقطعها ولا يضع حاجز.. واكتفى انه يبتسم لها بروح الصداقة اللي يتحلى فيها تجاهها.. اللي دفع حياة انها تتخلى عن موقفها وتبلع كرامتها بهدوء


      حياة: يالله.. اشوفكم بعدين... باي باي
      كايد وهو يرببت على شعر ثاندر: باي...


      حملت حياة جاكيتها وطلعت وفي قلبها غصـة كبيـرة... نزلت من ا
      الشقة وركبت سيارتها اللي يات فيها ويامحمد...


      ما حست الا للدمعة تسيل من عيونها بسهولة السيلان... مسحتها بيد مرتجفة واليد الثانية على مقود السيارة:.. كوني اقوى.. يالجبانة... كوني اقوى.....


      حركت السيارة بسلاسة وطلعت من هذاك الحي....


      اما في الشقة ظل كايد ومحمد في الغرفة قاعدين مثل ما خلتهم حياة.. وساكتين وكانهم ينتظرون غيابها عن الشارع القريب من بيت كايد..
      وتكلم محمد وافرج عن كلماته:.... انت انسان غبي صراحة...
      كايد وهو يناظره باستغراب...:.... ليـش؟؟
      محمد قام من مكانه متوجه لباب الغرفة: انك تفوت بنت مثل حياة...


      طلعت محمد من الغرفة وظل كايد مكانه جامد على السرير وثاندر تبع محمد الى المطبخ ... ظل يفكر كايد لثواني على السرير وقام من مكانه وهو يسحب صرواله الازرق القطني لانه كان نازل شوي...


      راح لمحمد اللي كان يطلع اغراض ويحطها على طاولة المطبخ:... محمد؟؟؟ شفيك تقط حجي وتمشي؟؟؟
      محمد وهو مو عاطي كايد ويه ويتكلم وكانه يفكر بصوت مرفوع:... بنت جميلة مثل حياة تهتم وتعتني فيني وكل اللي اقدر اعطيها اياه اهو الصداقة بصراحة وضاعة من طرفي.. بنت مثل هاذي تنحط وسط العين عشان لا يصيبها شي ...
      كايد وهو يحس بالتوتر من كلام محمد: محمد.. اذا بتقول شي لي طالعني بعيني وكلمني.. لا تقعد اتكلم بروحك..
      محمد وهويتصنع جدام كايد: من قال لك اني ابي اقول لك شي؟
      كايد وهو مستنكر: يعني هلكلام كله لنفسك؟
      محمد: absolutely
      كايد: متاكد
      محمد: 100%
      كايد وهو يتنهد: fine
      محمد وهو يرفع جتفيه وينزلهم: fine


      دقايق صمت مرت بين الاثنين... محمد كان يسوي فيها اومليت البيض وعلى طول من شاف الخبز ذكر سرور للمرة الثانية طول هاليوم... اما كايد فظل عاقد حياته وهو يلعب بالتفاحة اللي كانت في انية خزفية بوسط الطاولة... كلام محمد كان موجه له... بخصوص حياة اللي تعتني فيه وكانها حرمته... محمد يعرف أي نوع من المشاعر توجهها حياة اليه لكن اللي يعرفه اكثر اهي طبيعة مشاعر كايد تجاه حياة.. وشلون ان صعب عليه يغير هالمشاعر وفي الوقت الحالي اكثر لانه يفكــر في هذي البنت اللي توه يعرف اسمها...


      تكلم كايد لمحمد وهو يحط صحن البيض على الطاولة:... ماقدر يا محمد.... ماقدر
      محمد وهو عاقد حياته: ما تقدر على شنو؟؟
      كايد وهو يرفع عين مستسلمة:... ماقدر ... احبها..ماقدر احبها..
      محمد وهو يمد يدينه وكانه يدافع عن نفسه: لا تدخلني في شي ما تبيني اتدخل
      قاطعه كايد:.. محمد... انا حياة وايد احترمها وعارف اني لو من دونها اكيد ضعت.. لكن انا ما طلبت منها هالمشاعر في يوم ولا اتمنى انها تعطيني اياها لاني ما استاهلها... لو شنو سويت.. وحياة وانا ترانا من عالمين مختلفين... وهالعالمين ما يجتمعون لو شنو صار...
      محمد وهو يتكئ على الطاولة : وشفيهم هالعالمين يا كايد.؟؟؟ قول يمكن نقدر نشوف حل للموافقة بيناتهم
      كايد وهو يناظر محمد بغضب جميل: انت تعرف أي عالمين... وما يحتاج اقول لك...
      قام كايد ومحمد كلمه وهو ماعطه ظهره: ترى تشوهك مب اخر الدنيا يا كايد... (التفت كايد لمحمد وكانه يسمع هالشي لاول مرة بحياته) ياما ناااس عاشو بتشوهات خلقيـه بعد... لكن قدروا انهم يتحملون... بثقتهم بالله قدروا على كل شي..
      كايد وهو يتخصر بتعب في وسط الصالة المطلة على المطبخ من زاوية:... اهم... لكن انا لا... انا اللي فيني اقوى من هالعاهة...
      محمد: ليش ما تقول لها وتخليها اهي الحكم في مثل هالامور..
      كايد وشي في قلبه خلاه يحس بالطفرة:مستـــــــــــحيل..
      محمد بنبرة رفيعه: ليششش؟
      كايد وصوته يعلى:.. لانها... لانها بتوافق يا محمد..... بتوافق مب عشان شي... بس عشان انها تحصلني....(هز محمد راسه بقوة رفضا للكلام الللي يقوله ) لا صدقني محمد.. تراه مو غرور بنفسي تراني مافيني شي يخليني اغتـر.. لكن حياة تربت على هالشي.. انها تلاقي كل اللي تتمناه في لمحة بصر وحتى من غير ما تقول شي.. وانهاتقبل في كل الاشياء بس انها ترضي رغبتها....
      محمد: وشلي يخليك خبير في مثل هالامور؟
      كايد وهو يبتسم بالم: لاني عشت في محيط ناس مثل حياة.... زوجة ابوي واخوي عبدالله وعيال اهل ابوي.. كلهم نفس الشي.. يقدمون اغبى التضحيات في سبيل اللي يلاقونه.. عمرهم ما سمعوا كلمه لا لشي اهم رغبوا فيه... لمن طاحو في متاهة غرورهم الانساني... واعتبرو اعمارهم ارفع من خلق الله... (وبنظرو كئيبة) وانا ما شردت من ناس جذي يا محمد عشان اطيح في يد وحدة مثلهم....


      ساد الصمت بين محمد الواقف وهو معقد ذراعينه على صدره وكايد يفرك اصابعه ببعض


      كمل كايد بصوته الحنوون وحور تمر في خاطره وبساطه مظهرها اللي سحره:... ما انكر ان حياة بنت جميلة.. وماانكر اني في لحظة من اللحظات اللي اناظرها اخاف اني انغرم في جمالها.. لكن غرامي بيكون لشكلها الخارجي.. حياة من داخلها بنت غير عني... مو مثل اللي انا اتمناااه... (وظهر ويه حور المبتسم ويا نسيم في ذيج الليلة في باله مثل الذكرى العطرة اللي تريح القلب ولكن تشعل دقاته في نفس الوقت..)


      تقدم منه محمد خطوات وهو يبتسم في ويهه بخفة: ومن اللي تتمناها...
      كابر كايد نفسه في نطق اسمها الجميل:... ماكو احد اتمناه... لنفسي على الأقل..
      محمد وهو يناظره بشك: sure
      كايد وهو يلتفت عن محمد: مليون بالامية...


      وظلوا الاثنين واقفين مكانهم... كايد ومخيلته تسافر الى دروب حور الي يتمنى لو يكون فيها روح هايمة تتشوفها من غير ما تشوفه... شلون قدرت هالبنت تسحره بهالطريقة.. شلون قدرت تجول في خاطره كامنية عمره ما تمناها ولا عمره تمنى في حياته لشي.. يات حور عشان توهبه مشاعر يمكن يذوقها قلبه لاول مرة من مولده...


      يا ترى.. امنياتك يا كايد... اللي انت تخجل من تحقيقها شبيصير عليها ....؟؟؟


      --------------------------


      في الشرق كان الكل متيمع في بيت حارب يحتفلون بها بعيد ميلاد عايشة اللي الكل معد له ومزهب له من فوق لتحت بناء على تعاليم موزة واشراف عبدالله اللي كانت نائبته سبيجة...


      الكل حضر الحفلة وياب لعايشة اجمل الهدايا.. كان عيدميلادها ال17 سنة.. لكن عايشة تظاهرت بالفرحة ودارت دمعة ساحقة عبرت مآقيها.. اذا عمرها 17 سنة معناته ناصر صار له خمس سنوات بعيد عنهم.... خمس سنوات من اخر مرة شافته...


      كانت لابسة جلابيه زرقااا وسيعةعليها لنحل جسمها الضعيف.. لكن مكياج ويهها الانيـق بينها حيوية وبمنتهى الجمال والرقة.. لبست ست مضاعد هندية الديزاين لايقين على الجلابية المطرزة بالفضي.. وكانت المضاعد عبارة عن سته اساور باللون الازرق يفصل بينهم مضعد فضي تتدلى منه ثريه حلوة وتكمل الستة الاساور الثانية... ولبست ترجيه هندية بثريه بنفس المضعد العريض... وشعرها المجعد الحلزوني غطى اجتافها وخلته مفتوح وبينت حيويته على ويهها..


      دخلت عليها موزة اللي كانت لابسة جلابية انيـــقة عبارة عن فســـتان بقطع حريرية متفرقة وجاكيت على طول الفستان بلون الماروني وحزام من الذهب الخالص بحركات متدلية منه... لبست ترجيه عريقة التصميم ومضاعد ذهبية كبـيرة ومكياجها كان بمنتهى الترتيب والخيال لدرجة ان عايشة حست نفسها ولا شي جدام جمال موزة الإلهي...


      عايشة: ماشاء الله عليج حماج ربي من عيني ياخويتي..
      موزة وهي تضحك: ليش؟؟؟ هالكثر حلوة؟
      عايشة وهي مفتحة عيونها النسخة من عيون ناصر براي موزة: والله لو انا حرمة جبيرة وعندي ولد كبير ما فوتج لو حتى ابوج رفض
      موزة: ههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليســج.. تراه جم لوون وجم قطعة انيقة تسوي الواحد مرتب ومقبول
      عايشة ووهي تستخف بالكلمة: مقبول؟؟ قلتي مقبول... مالت علي بالخمس...(تسوي الحركة في ويهها) لو انا مقــبولة مثلج جذي.. قسم بالله.. رشحت نفسي لملكة جمال العــرب بلا منازع..
      موزة: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...


      ويرن تلفون موزة وعبدالله المتصل وترد عليه:... قوة عبدالله...
      عبدالله وهو يميع الكلمة: قووووووووووووووووووووووووووووووووه هلا هلاااااا اقول بنانا... أواجي (اسم عايشة بالدلع) ووياج؟
      موزة وهي زعلانة: لا تقول لي بنانا.. أي وياي اواجي.. تبيها؟
      عبدالله: لا لا.. انتي فيدارها؟
      موزة: أي.. ليش؟
      عبدالله: لازين.. مابي ادخل والكوبرات منتشرات في البيت.. بدخل لكم من البللكون اللي يطل على الصالة اللي فوق
      موزة: لا لا... تراهم قاعدين فوووق.. شوف.. ادخل من ببلكون دار ناصر وتعال لنا هني.. ما بيشوفونك من الممر..
      عبدالله وهو وكاره فكره انه يمر على خصوصيات ناصر لكن كابر بنفسه: اوكي باي..


      وسكره في ويه موزة الي انصدمت من الحركة


      موزة: ويه؟؟ قشع اذني حسبي الله عليه
      عايشة وهي تعدل شعرها في المنظرة: شوله؟
      موزة وهي ما تبي تكدر عايشة بعيد ميلادها: لا ولا شي...
      عايشة وهي تلتفت بلهفة الى موزة: موااازي ما اتصل فيج ناصر اليوم؟
      موزة: لا والله ما اتصل.. اصلا صار له جم يوم ما يتصل.. وانا ما صار عندي وقت اتصل فيه...
      عايشة وهي زعلانة بالحيل: يعني ما ذكر عيد ميلادي؟؟ معقولة؟؟ كل سنة يوصلني طرد منه... والسنة ولا شي؟؟؟ نسانا يعني خلاص؟؟؟؟


      نست موزة الباب مفتوح شوي وعبدالله اللي وصل توه بيدخل الا انه وقف وهو يسمع البنات يتكلمون...


      موزة ووهي تخفف عن اختها : لا ما نسااج ياعواش.. انتي تدرين بغلاج في قلبه... بس الدنيا بعدها وقت عندهم هناك.. واعذريه ياقلبي ترى والله ما يقصد...
      عواش وهي زعلانة: خلاص موزة... ناصر نسانا.. نسانا ووخلانا بهالدنيا بروحنه.. لا اخو يعيننا ولا احد يعطف علينا غير ابوي...


      حزت الكلمة في خاطر عبدالله لدرجه انه احمر ويهه من الغضب اللي ما يقدر يخفيه من نفسه... واشتد قبضته على علبه المجوهرات اللي شراها لعواش..


      موزة: لا تقولين جذي موزة ترى عندنا عبدالله
      وقالت عواش الكلمة اللي قضت على فرحة عبدالله بعيد ميلاد اخته: عبدالله غير عن ناصر... ناصر عمره ما نا ظرني على ايامه الا بالحب والحنان.. يخليني احس اني اميـــرة وعايشة في زمان ثاني.... عبدالله ما انكر حبه لنا لكن... يتم ناصر غير...


      ورفعت عيونها عايشة الى عند الباب لانه انفتح اكثر وشافت عبدالله واقف وويهه مثل الورقة البيضا من الشحوب... كان واققفف ووجتفه مرفوع بشموخ ونظرة الالم لكن تتضرج بعيونه.. لدرجة انها ماقدرت تحط عينها بعينه وموزة اللي انتبهت للموجود معاهم واللي اكيد –من ملامحه- سمع كل شي... تللفتتت بين عبدالله اللي بدى يتجدم وبين عايشة...


      وقف دقايق عبدالله يتنفس بعمق... حط الهدية في حظن عايشة وانحنى يبوس جبينها الناصع وهويسكـر عيونه...


      بصوت مبحوح من الألم:.. كل عام وانتي بخير عايشــة.. عقبال العمر كله...
      عايشة وهي مخنوقة من الاحراج:.... وياك يالغالي....
      عبدالله وهو يضحك باستهزاء ويناظر زوايا الغرفة بألم والدمعة تلمع بعينه: ماظـــن... ماظن اني غالي عايشة.... على الاقل مب في قلبج....
      عايشة رفعت راسها بسرعة: عبدالله انا اســ..
      قطعها عبدالله وهو يبتسم بتخفيف: لا تقولين شي عواش... عيد سعيد....


      وطلع عبدالله من الغرفة بسرعة الى غرفة ناصر عشان يطلع وموزة طاحت على عواش تهدئها لانها طاحت اسيرة نوبة بكاء قوية


      قببل لا يطلع عبدالله منالغرفة وهو بحالة من الثوران التفت الى صورة لكايد يمكن عمره 19 سنة فيها... سحبها وهو يناظرها بقرف....


      عبدالله:.. ليتك مت في الحريجة وما عشت... ما يا من وراك غير العنى ووالعذاااااب... بقت حب خواتي وانت بعيد..... وحب ابوي العظيم...... الله يطلعنا منك من بعد هالاشياء....


      وبقهره وغيرته العمياء رمى بالصورة على الجدار وهشم اطارها الزجاجي على الأرض وطلع من الغرفة...


      ظلت صورة ناصر طايحة على الأرض... وهو بابتسامته الحية النابضة مدفونه بالزجاج اللي اندفن فيه كايد لعمره الحالي عشان يتجرح ويـتألم بامل انه يمكن في يوم من الايام يكون الشخص المختلف.. في الظروف المختلــفة..


      هدأت عايشة بعد فتــرة وطلعت ويا موزة من بعد ما صلحت مكياجها ولكن من بعد شنو؟؟؟ انطبعت مجاري الدموع بمأقيها.. وبان حزنها الكبير في عيونها واخترب جوها الفرح بعيد ميلادها.. مو بس تحس بالشوق لاخو بعيد.. بدت تحس بشوق وندم لاخ قرييب منها ولكن اهي بكلامها بعدته عنها.... عمرها اهي ولا موزة ما حسووا بمثل هالتعاسة..... وتمنت امنية عايشة وهي تطفي شموعها ان ما يكون عيدميلادها السنة الياية الا واخوانها كلهم متيمعين حواليها والكل سعيد وفرحان...


      ---------------------------------------------

      يتبـــــــــــــــــــــــــــع



      اشتدت حالة الجازي من بعد ذيج الليلة ويا بناتها.. وزارت العيادة اكثر من مرة للمهدئات والمعالجات... وعلي الوحيد اللي كان يرافجها في هالمشاوير وسرور الوحيدة من البنات اللي تدري مع ان بدور حست للوضع ولكن كعادتها تمت ساكته... حور كانت مشغولة في قصة امها وابوها الحالية وهي ضايعة ما بين رغبتها في انها تخبر خلف بمشاعرها تجاهه وما بين الصورة ان جان تكملها ولا لاء... اهي لازم تكملها عشان يكون موعد تسليمها لخلف اهو العذر اللي بيسمح لها بالكلام وياه...

      وفي وسط انغماسها بافكارها الخاصة طبت عليها نسيــم بفوضتها... وبتسريحتها الأفرو اليديدة..


      نسيم: helllooooooooo girly
      حور وهي منصدمة منها: سووووود الله عمايلج
      نسيم وهي مستغربة: على سوادها؟؟
      حور وهي معصبة: انتي ما تقولين لي وينج طول هالايام؟؟؟؟
      نسيم ووهي تبتسم بحبور: ليش؟؟ اشتقتيلي؟؟
      حور وهي متخصرة: تخيلي؟؟؟؟
      نسيم: اوووووووويا عليج (وهي تلوي عليها) فديت قلبس
      حور ويه تنعزها عنها: ذلفي اشوف.. ويا هالكشة..
      نسيم وهي تحسس بشعرها: عجبتج؟؟؟؟
      حور: لوووووعة...
      نسيم وهي تناظر حور باستنكار: حسوودة.. قولي ميتة من القهر...
      حور : هااه... الظاهر تعبانة انتي؟؟؟ اناا غار من العبل..
      نسيم: يلا عاد.. لااروح ابلله بالماي واخسر 300 دولار مخسرتها عليه..
      حور وهي منصدمة: 300 دولار؟؟؟ شصاير العيد ولا ادري؟
      نسيم وهي تضحك: قصدج التمويل الابوي...
      حور: بشنو ابتزيتيه هالمرة؟
      نسيم وهي تنسدح على السرير: ولا شي.. بس قلت له اذا ما تبي امي تعرف ان عندك بدل المطعم ثلاثة...
      حور وهي منصدمة: صج والله
      نسيم: اقسم بالله... طلع مب هين السلم (ابوها اسمه سلمان) الا اقول لج.. وينهم بيتكم اليوم؟؟؟ قائد الفيلق وملاك الرحمة مب موجودين؟
      حور وهي تحك حاجبها: رايحين في مشوار وبدور في المدرسة اليوم عندهاا وظيفة
      نسيم وهي تهف اظاهرها وتتكلم بقله اهتمام: وظيفة ولا موعد ويا البويفرند..
      حور وهي مندهشة من كلام نسيم: بدور؟؟ وبوي فرند... سااااااااابع المستحيـــلات
      نسيم وهي ترتب في شعرها: لا تخافين الا من الساكتين
      حور: يمكن.. الا بدورو.. هذي حدها شايله عتلة في قلبها على الرياييل.. ساعات استغرب شلون تحب ابوي..
      نسيم وهي تولع الزقارة عند الدريشة: لها الحق.. الرياييل ما منهم فايدة ترى.. اليوم يحبونج وباجر ما يذكرون ملامحج.. (تاخذ نفس طويل بدخان الزقارة) انا أأيدها ولو بتأسس حزب في يوم من الايام ضد الرياييل let her count me in (خل تحسبني وياها) البؤس البؤس للرجال....


      ضحكت حور على نسيم.. لكن بعد الضحك لاحظت تدخين نسيم الشره وبدت تمتعض ملامحها رفضا لهالحركة....


      حور وهي تطالع لوحتها: لازم تتوقفين تدرين؟
      نسيم وهي ترمي بلمحة الى حور: what you mean?
      حور وهي تأشر على نسيم بالفرشاة الكبيرة: التدخين؟؟؟ لازم تتركينه... you are better without it
      نسيم وهي تناظر الزقارة ونظرة الاستنكار على ويهها: شنو؟؟ مظايقتج يعني الزقارة؟؟؟
      حور وهي تهز راسها: أي.. مظايقتني لانها لازقة فيج مثل الظفر.. وانتي ما تحتاجينها.. انتي افضل بدونها... تركيها وخلي الصحة اتيي لج..
      نسيم وهي تطفي الزقارة: لمعلوماتج.. انا بمنتهى الصحة!!
      حور: ohh yeah
      نسيم: yeah نسيتي اني كنت في فريق الجري بالمدرسة.. وكنت رياضية اكثر منج وانا ادخن
      حور وهي تعقب: واذكر زين ان اشتراكج بفريق الجري بالمدرسة ما تعدى اليومين.. وهو اليومين اللي قررتي فيهم انج تخلين التدخين عنج...
      نسيم وهي تحك حاجبها الرفيــع بصبعها.... تتذكر هالحادثة:.. اااه... بس بعد.. اعتبر رياضيه بالمعنى...
      حور وهي تهز راسها وترجع تلون: بالمعنى الضيق..
      نسيم وهي تنفجر في ويه حور: what's wrong hoor ما تبيني ايي بيتكم يعني؟
      حور وهي تناظرها بغير تصديق: من قال هالحجي؟؟ انا كل اللي ما ابيج تسوينه اهو التدخين؟
      نسيم وهي تتجاهل كلام حور كله: لانج اذا ما تبيني ايي بيتكم خلاص ما بيي.. وانا مو من النوع الي اقط روحي
      حور: نســـــــيم.. محد قال اني مابيج اتيين البيت..
      نسيم وهي مو مصدقة وكل شوي توسع عيونها علامة على غير التصديق: أي مبين.. من ويهج جنج مب مشتهية وجودي... you've changed
      حور وهي تمد يدينها بحركة دفاعية:.. خلاص خلاص.. هذي انتي ما تتغيرين.. كل ما ياج الواحد ينصحج بينتي روحج من بؤساء هالعالم وان محد يبيج وكل شي تاخذينه personally
      نسيم وهي تبسط جمال عيونها بالكحل الاسود بغرور: this is me… take it or leave it


      ماردت عليها وكل اللي سوتها انها تمت تناظرها لفترة وضوء الشمس منعكس على ويهها المزحوووم بالاصباغ.. واللي تذكره زين حور ان نسيم كانت دايما اجمل منها يوم كانو صغار... تعرفها من يوم كانو في الصف الرابع... وما تنساها.. كل اللي في الكلاس كانو يبون يصيرون ارفيجتها لان نسيم كانت ارفيجتها... ابتسمت حووور للذكريات الحلوة.. ومسرع ما تذكرت ذكريات امها.. وحامت في قلببها االرغبة انها تخلي امها ترد كرامتها المسحوقة من اهلها.. لان اللي كانت بمثل مقام امها صعب تتخلى عن اللي كان لها في يوم حتى لو مشت خلاف رغبة الناس... وتصاعدت الاحزان في قلبها.. من غير ملاحظة.. ان اللوحة اكتملت في ذيج اللحظة... وان موعد لقائها بخلف تقرب...

      ----------------------------------

      في المدرسة كانت بدور كالعادة قاعدة لروحها في الفسـحة ولكن بخلاف المرات ما كانت تقرى احد الكتب العلمية اللي تستهويها بل قاعدة تفكر في المصيــر اللي حل باهلها.. وبالحياة الصعبة وبالمتخليات والتضحيات اللي قدموها عشان اهي وخواتها يعيشون وعشان حلم الحب يتحقق في حياتهم.... هل الحب بهالاهمية في قلوب الناس عشان تتخلى الناس عن اهلها واحبابها عشانه... الحب المفروض من وجوده انه يقرب ما يفرق...

      نقطة يديدة اضافتها في نقاط لماذا لا نحب.. على الرغم ان تكوينها وخلقها كان سببه الحب.. الا ان بدور كل ما ايي لها قاعدة تترك اهم واجمل الاحلام في حياة البنت في مثل عمرها (بحسب رأيي) الا وهو احساس الرومانسية تجاه الدنيا...

      الا وجبر وارفيجه.زيد يقعدون على الطاولة: hello grumpy (اهلا يالممتعضة)
      رفعت بدور حاجب بان بوضوح من فوق النظارة الطبية اللي تلبسها وشعرها الناعم اللي كان في قطعة واحدة حايط ويهها الدائري: وانا الللي كنت اظن ان يومي اكتمل..!!! شتبي جبر؟
      جبر وهو يناظرها بحيرة: ماقدر افهمج.. انتي شنو ما تحبين الناس؟
      بدور وهي تشرب من غرشة العصير اللي جدامها: مو من خصوصياتك..
      زيد وهو يقطع حوارهم الممل اليومي: سمعي بدور.. يايينج لطلب
      بدور وهي ترفع حاجب وابتسامة ساخرة: وشاليديد يعني؟..
      جبر وهو عاقد حواجبه السودا: وشقصدج بهالحجي؟؟؟
      بدور وهي تناظر زيد بس: شتبي زيد؟؟؟
      زيد وهو يبتسم لها بدماثة: بدور.. عندنا كونســرت الاسبوع الياي.. كونسرت قبل الكريسماس.. وناقصنا شخص.. وهالشخص بيأدي دور الاخرس اللي يتكلم بمعجزة الكريسماس..
      بدور باستنكار: excuse me?
      جبرر وهو يناظرها بازدراء: قلت لك ما بتوافقق..
      زيد: سمعي.. احنا مسوين مسرحية عصرية .. مب تقليدية مثل مولد المسيح ومادري شنو.. مسرحيتنا عبارة عن المعاجز اللي تتحقق في هالزمن بوقت الكريسماس
      بدور وهي فاتحة عيونها بوسع ومخليها في ابهة الجمال: انتو من صجكم تتكلمون؟؟ تراكم مسلمين على حد علمي مب مسيح..
      جبرر: والمسيح بعد جزء من اساس ديانتنا... ناسيه انه نبي
      بدور: عليه السلام لا مب ناسية. ولكن احنا مسلمين واذا كنا بنمثل معاجز بنمثل معاجز بحق نبينا محمد صلى لله عليه واله..
      جبر: بس يا عبقرينو احنا نعيش في Christian culture (في ثقافة مسيحية) والمسرحية باخراج مسيحي.. شلون يعني بالضبط تبينا نبين معاجز النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم..
      بدور وهي تحس ان الحوار عقيم مع الاثنين..: اسفة ما قدر اكون بارت من هالمسرحية..
      جبر يرفع حاجب منتصر في ويه بدور ويكلم زيد: I told you
      زيد: بدور ارجوج احنا محتاجينج لان آخر مقطع من المسرحية لازم يكون profound (عميق) وانتي كنتي خياري من الاول (ضربه جبر على ذراعه بحركة اثارت انتباه بدور) اوووج.. اقصد اختيارنا الاول..
      بدور وهي تهز راسها وتطوي ذراعاتها: حتى لو.. ماقدر.. يتخالف هالشي مع معتقداتي
      جبر: يالغبية احنا ما بنتحول لمسيح لمجرد اننا بنمثل مسرحية تبين معاجز الكريسماس


      بدور ما تكلمت ولكن لمعت عيونها مثل الجمر في ويه جبر.. ولاحظ زيد هالغضب الشديد ولكن اللي خلاه يلاحظ ويهها اكثر اهو الجمال الآخاذ اللي تتحلى فيه هالبنت لمن تعصب ولا تغضب.. وما كان منه الا انه يطيح اكثر واكثر في هواها وكانه مب معجب فيها من اول ما شافتها عينه...


      قامت بدور على طولها وابتسمت في ويه زيد بامتنان: اشكرك زيد على هالفرصة اللي يمكن ما بتسنح لي (وهي تناظر جبرر بحقارة) ولا بعد مليون سنة.. لكن I'll pass انا مسلمة ومب مسيحية.. ولو كانت الفرصة مسلمة انا بشترك فيها.... بالفعل( وهي تحمل كتابها الكبيـر) بدل ما انتوا تشتركون في مسرحية ما تتعلق ولا قيد انملة باسلامكم (وهي تناظر جبر) اذا كنتوا مسلمين يعني.. ما اشتركتوا في مثل هالمسرحية.... عندكم اللي احسن من المسيح.. عندكم الاسلام الباقي. المسيحية انتهت ديانتها وحلت مكانها ديانة ثانية... ولازم تكونون فخورين انكم من البقية الباقية.... عن اذنكم...


      وراحت عنهم وهي تحس ان ويهها محمر من نظرات جبر اللي قدرت تلاحظ بها تلاحظ جمال عيونه السودا.. لكنه يتم حقير ومخه اصغر من حبه البلوط وفوق كل هذا... اهو ريال.. والرياييل كلهم ما فيهم فايدة...


      زيد وهو متكدر وقاعد وهو مبرطم اما جبر فتم يناظر خيال بدور اللي كان قاعد وهو منقهر عليها..


      جبر: مادري شجايفه في روحها..
      زيد بهدوء: يحق لها...
      جببر اللي ماسمع اللي قاله زيد: بس لانها حلوة وعيونها حلوة وشعرها حلوو خلاص؟؟؟ اهي ملكة العالم؟
      زيد وهو توه بيتكلم لكنه ناظر جبر بحاجب مرفوع: شنو؟؟؟؟


      لكن جبر ما تكلم وقام من على الطاولة وهو معصب وخلى زيد مكانه في حيرة واستغراب من ارفيجه... وفوق كل هذا بالقهر لان الظاهر ان حتى جبر معجب في بدور.. الا ان اللي لاحظه زيد بعد ان الاعجاب يمكن يكون متبادل بين الاثنين... وهذا اللي أدى الا انكسار في قلبه الشاب.. البنت الي اهو معجب فيها طلعت او يمكن تكون معجبة بارفيجه الوحيــد...

      Life is not fair…

      -----------------------------------------

      حمل كايد كاميــرته ومحمد وياه يشربون في عصيــر الافوكادو.. المفضل لهم.. طلعوا من الشقة وهم متوجهين الى ساحة التزلج وين ما الاشجار بعدها في منتهى الجمال والسنترال بارك في ابهى حلاته خصوصا بالثلج اللي بدى يطغى على المكان باجواءه المصقعة ولكن لذيذة.. يمكن لثلج نيويرك طعم ثاني.. الا وهي الرطوبة اللي يتحلى بها المكان حتى في الشتا..


      كايد وهو يفتح الكاميرا يتفاجا بسؤال محمد: شخبارها؟
      كايد وهو مستغرب: من؟؟؟
      محمد بابتسامة: البنت اللي في المطعم..
      كايد وهو يحس ان الارتجاف تخلل فيه:.. مادري...
      محمد وهو يتصنع المفاجاة: تبي تقول لي انك ما شفتها من فترة
      ما جذب كايد وقال الصدق: أي ما جفتها من فترة..
      محمد وكانه يتكلم لنفسه: wow
      كايد بحيرة جميلة: شقصدك؟؟
      محمد: اهنئك.. لو انا كنت مكانك ما بستحمل...
      كايد وهو يتنصع الاهتمام بالكاميرا: شدعوة؟؟؟ زوجتي ولاادري؟
      محمد وهو يشرب من العصير اللي حمله وياه: لا بس... بنت مثلها ما تتفوت صراحة..


      سكت كايد وهو يحس بالقهر من محمد... الحين اهو زين منه نساها وزين منه نسى الانهيار النفسي اللي صابه امس.. وهو كان شاهد له بعد يرد ويذكر له.. شلي يبي يوصل له محمد؟؟


      محمد بعد فترة:... ترى حتى اختها ما بينت امس...
      كايد وهو ينفجر في ويه محمد: صج والله؟؟ شدراك انت؟؟؟
      محمد وهويبتسم من نرفزة كايد: لاني رحت وما كانت هناك... امهم وابوهم كانو بدالهم....
      وتذكر كايد ويه الحرمة المألوف: أي شفتهم...
      عض كايد لسانه ومحمد هجم عليه: أهااااااااااااااااا.. يعني رحت امس
      كايد وهو يدافع عن نفسه: بس عشان ارجع السلسلة

      وعظ لسانه للمرة الثانية

      محمد: أي سلسلة؟
      كايد اللي طيح روحه في مأزق ويا محمد ما رد عليه

      محمد: أي سلسلة رد علي..؟
      كايد: السلسلة اللي طاحت من البنت يوم شفتها في السابواي


      مشى كايد في الطريج ولكن محمد من المعلومات المنهمرة عليه ظل واقف وهو مصدوم... ويوم حس كايد لغايب محمد وقف وهو ينتظره.. لكن محمد كان واقف يناظره بنظرات تقول له (يا خسيس)

      راح له كايد: مو مثل ما تتصور..
      محمد وهو منصدم: صج والله؟؟؟؟ قول لي عيل شلوون صار؟؟

      اخذ كايد نفس طويل وهو يحاول يرفض النزاعات الداخلية في نفسه اللي كل ما يتذكر فيها حور او احد من اهلها تتراكم وتتزايد...

      كايد وهو يمشي ومحمد يتبعه: كل اللي صار ان قبل جمن يوم وانا ياي لك في السابواي لقيتها.. وكانت تبجي وحالتها حالة.. اصطدمت فيني ووطاحت على الارض ويوم قامت وراحت شفت مكانها سلسلة ذهب شلتها وشفت فيها حرف ال H .. عاد البارحة رحت اشوف يمكن اهي في الكوفي شوب عشان اعطيها اياه.. لكن بدل ما القاها لقيت امها وابوها......
      محمد وهو متجتف له: وبعد؟؟؟
      كايد: ولا شي... عطيتهم السلسلة.. ومشيت...
      محمد وهو يراجع احداث امس بالليل:... وهالحادثة اهي سبب في حالتك الامسية؟
      كايد وهو ممتعظ: لا لا... مافيني شي... حادثة امس صابتني لان ....ذكرت خواتي وصار خاطري لو اني اشوفهم واقعد....


      وفتح عيونه كايد وضرب بيده على جبينه بشدة.... عيد ميلاد عايشة كان امســ ..

      كايد وهو منهزل : شلون قدرت انسى؟؟؟ عيد ميلادها كان امس؟؟؟!!!!!
      محمد: عيد ميلاد منو؟؟؟؟
      كايد وهو يحس بالقهر في نفسه: عيد ميلاد عواش.... يا ربي.. شهالحالة...

      وواصل كايد مسيرة الى احد محلات الهدايا والتغليف عشان يشتري هدية لعايشة ويرسلها لها.. اكيد اهي زعلانة وحست لغيابي عنها.. بالعادة هديتي توصلها قبل عيد ميلادها بيوم.. ولكن هالمرة بتعرف اني ما ذكرتها لان الهدية ما ياتها مبجر....

      محمد: Slow down انفاسي تقطعت من المشي..
      كايد وهو يناظر المحلات ومحتار أي واحد يدخل:... نسيت عيد ميلاد عواش اختي واكيد الحين اهي زعلانة ولازم اشتري لها هدية..
      محمد: انزين لا تتسرع في الهدية عشان ما تشتري لها شي مب حلو
      كايد ووهو مشغول في البحث عن هدية لعواش من اوجهة المحلات:.. ماقدر اتاخر اذا ارسلت لها الطرد اليوم بيوصل لها باجر وعلى الاقل باجر احسن من عقب باجر..
      محمد وهو واقف وراه ويدينه في مخابي جاكيته الطويل البيـجي: اتصل فيها..

      وققف كايد وهو يخف من حركته السريعة بعيونه... شلون مافكر فيها.. اصلا اهو صار له زمان ما سمع لا من مويز ولا اهم سمعو منه.. احسن شي يسويه اهو الاتصال.. ودامنها الساعة 12 هني.. معناته المغرب توه بادي عندهم... وعلى طول رفع تلفونه عشان يتصل.. ودق على رقم الغاليـــة <موزة>

      رن التلفون.. مرة ومرتين وثلاث.. لمن انرفع...

      موزة بصوتها المشتاق: ناصــــــــر؟؟؟
      كايد وهو فرحان يتحرك بعيد عن محمد اللي عطاه ظهره: موزة الغالية شلووونج وش علووومج
      موزة والدمعة بعيونها: فديت عمرك ياخوي انا بخيروالحمد لله انت شخبارك

      اللي ما كان يعرفه كايد ان ابوه المشتاق حيل له قاعد في طرف الصالة وسمع صوت بنته الفرح ومعاه حرمته اللي طافت كراهية العالم في قلبها صوب هالانسان المحبوب.. ومعاهم كان عبدالله اللي سكنت حركته وظل ويهه جامد...

      كايد: الحمد لله بخير بس مشتاق لج انتي ووالعاااش..
      موزة: تراها زعلانة منك
      كايد وهو يعقد حاجبينه اسفا: ادري ادري فيها... مقصر معاها...
      موزة: لا ياخوي احنا اللي مقصرين و ياك بس اعذرنا.. شغلتنا الايام عنك للاسف..
      كايد وهو يلوم حور على دخولها بحياته لانها اهي سبب انشغاله عن اختيه الحبيبتين: فديت قلبج مويز.. بس لو توصليني لها ابي اهنيها على عيد ميلادها..
      موزة وهي تركب الدري والخلخال الذهبي يرن بريلها دليل على سرعتها: ان شاء الله..

      ركبت موزة الطابق وراحت لاختها اللي كانت في دارها على اللابتوب منشغلة بحزن في تصفح صورهم المحفوظة داخله..


      موزة بفرح كبير: عواش خذي التلفون ناصر يبيج
      عايشة اللي تولعت مصابيح الدنيا كلها في قلبها وكيانها: ناصر.. وينه هاتيه...(اخذت التلفون والدمعة تغرق عيونها) ما حاجيــــــــــك
      كايد وهو يضحك براحة قلب: فديت عمررررررررررررررج سامحيني عواشي..
      عواشي: ما حاجيك.. ماحاجيك لا تحاول...
      كايد وهو يتسنند على الجدار والدمعة تلمع بحرارة بعيونه وهذا اللي لاحظه محمد: عواشي ارجوج ارضي علي يا خويتي تراني ما تحمل عدم رضاكم علي.. انتو نور عيوني الثنتين..ماكان قصدي انسى هديتج...
      عواشي: انا ما حاجيك مب عشان هدية.. انا زعلانة عليك لاني حسيتك ناسيني
      كايد وهو يحس بالحرقة في فواده وتمنى لو انه يسافر بهاللحظة ويلم اخته بحظنه ويهديها يمكن الهدية اللي اهي تتمناها: فديت عمرج عواشي انا انسى روحي وما انساج.. بس عذريني.. كنت مريض البارحة وما يا على بالي
      عايشة وهي خايفة: مريض؟؟ اشمنه؟؟ اشفيك يا قلببي؟
      كايد وهو يبتسم: لا بس شوية زكام.. بس الحمد لله الحين اوكيه. اني شخبارج وشخبار موزة؟
      موزة وهي تكلم عايشة: خليه على السبيكر (وحطته عايشة وردت عليه) شنو ناصر؟
      موزة وهي تكلمه: شفيك مريض ؟؟ اكيد ما تاكل عدل؟؟ هاي الوعد يا ناصر؟؟؟
      كايد وهو يضحك: مافيني شي بس شوية زكام وراح يالغلا.. انتو شخباركم ولهت عليكم ترى
      عايشة وهي تصارخ: واحنا بعد ولهنا عليك بالحيـــــــــــــــــــــل
      موزة: ناصر شلون اميركا وياك؟؟ اكيد ببرد..؟؟ لاتطلع الا وانت متغطي زين سامع
      كايد: ان شاااااااااء الله عمتي امري بعد
      موزة: ولا تاكل اكل المطاعم وايد.. واي شي تبيه قول لي وانا ارسله لك بالطرد..
      كايد: اااخ.. حتى لو برياني الخالة رحيمة؟؟ وخبزها اللي بالسمسم؟؟؟ حلفي مويز
      موزة: هههههههههههههههههههههههههه سم اللي تبيه وانا اللي اييبلك اياه.. بس عطني العنوان...

      سكت كايد من دهاء اخته الصغيرة.. لان موزة ما تعرف عنوان كايد ولا وين اهو يسكن بالضبط في اميــركا..

      كايد وهويبتسم: جرب مرة اخرى...
      موزة وهي تضحك لان اخوها مسكها ولكن ظلت الحرقة في قلبها: كانت تستحق المحاولة...
      كايد وهو يغير الموضوع: عواشي شتبيني اييب لج لاني عيزت الصراحة؟
      عايشة: ابي شي انيق وكشخة وحلو ومال بنات مابي صناديق خلاص لاعت جبدي منهم..
      كايد: هههههههههههههههههههههه .. ولا يهمج.. انا بزهب هديتج وبنهاية الاسبوع توصلج ان شاء الله.... موازي.. شلونه... شلونه ابوي ؟؟ وعبدالله؟؟؟ و خالتي؟؟
      موزة وهي تحس بشوق اخوهاالكبير لهم: كلهم مشتاقين لك .. مشتاقين بالحيل ياخوي..
      كايد وهو حاس عمره مو قادر يواصل الكلام: انزين يا حلوات.. انا بخليكم الحين لان عندي شغل... اشوفكم على خير..
      عواش بنبرة حزينة: متى ناصر.. متى؟؟؟


      هدأت الأحوال كلها في ل حظة وتصور كايد نفسه انه يمكن يرجع الديرة مرة ثانية.. يرجع لخواته ويرجع للحب اللي يمكن يلاقيه منهم..لكنه تذكر.. انه بيرجع للوحدة ولكراهية زوجة ابوه ولحب اخوه اللي عمره ما بيلاقيه.. وبيرجع الى ذكرى تشوهه في سبيل انقاذ اخوه اللي ما بادره احد بهالتضحية الا بالنكران...

      سكر عن خواته وهو يحس ان في قلبه شعله من النار كل ما تذكر فيها الماضي تزيد نيرانها وتأججها.. ظل يمشي ويا محمد بصمت وهدوء والاخير محترم سكوته وما حاول انه يتكلم وياه في أي موضوع.. وترك كايد في دائرة من احزانه العميـقة اللي بقدرته انه يخففها او يتعامل معاها بس اهو يرفض.. وما يبي يتحرك قيد انملة صوب حرية نفسه وشخصيـته...

      يا ترى متى بيكون تحررك يا كايد..؟ متى؟

      -----------------------------------

      بتعب شديد انسدحت الجازي على السرير تحت اثر المخدر.. وزوجها يناظرها من برع غرفة العناية .. الدكتورة كانت تتكلم وياه وهو كل ما يسمع كلمة يحسها تقربه اكثر واكثر الى نهاية الفراق بينها وبين حبيبته الازلية...

      ما قدر من خلال الزجاج الا انه يلاحظ جمال الجازي.. وبياض بشرتها الناصع اللي تخالط ويا الشحوب.. وويا الاحمرار اللي حايط عيونها.. وتصور يده تمسح على خدها المخملي الناعم مثل كل ما يحصل له.. ويتلمس شعرها السميك والثقيل الاسود.. ويمسك يدينها ويحس لكبر السن على بشرتها.. وشلون ان بكل نظرة منها لحتى هذي اللحظة تشتعل في قلبه شعله الحب لها...

      يوم راحت عنه الدكتورة دخل على غرفتها وهو عارف انها ما بترد عليه لو كلمها لانها مخدرة... وصار كل شي معتمد عليه في اخبار البنات واعلامهم بحالة الام.. الجازي خلاص ما عادت تتحكم في شي... اهو اللي لازم يتصرف باسرع طريقة.. وهالشي خلاه يتقرب من راسها ويهمس لها باذنها وعيونه تقطر من دمع الفراق الأليم...

      علي : عمري... ما حسيت اني يتيم.. قد هاللحظة..... عمري ما ظنيت اني بكون مستوحد كثر هاليوم... لان النهاية وان ما رضينا بها قربت.. وانا لازم اصلح اللي يبيله تصليح... والبنات لازم يعاونوني.. لانهم حتى وان كانو اربع.. بيكونون شوية من بعدج يالغالية... شويه...

      انسدح علي بطوله ويا مرته.. لمها بيدينه.. وبكى عند جتفها مثل الطفل الصغيـر.. انهكــته ذكريات ابتسامتها الجميلة.. وصباها المثير.. وحلاوة روحها المربكة في نفس كل زوج لزوجته..

      تذكر ايام حملها.. وايام الولادة اللي رافقها فيها...

      تذكر ذكريات الليالي اللي قضتها وهي تتصفح في مذكراتها تحاول تلمس اسم اخوها على صفحات الدفتر.. وكانها تقدر تلمس قلبه وتلمس الشفقة منه.. الا ان الصفحات كانت احن عليها منه...

      تذكر حبها العميـق له.. والتزامها ودينها وحنكتها.. وتذكر شخصيتها المتسامحة والطيبة.. المغرورة والرفيعة... الانيقة والادبية.. تذكر كل هذا.. ولكن ما قدر يتذكر رضى الجازي..

      الجازي عمرها ما بترضى الا اذا كان اخوها وياها.. عمرها ما بتكمل دنياها الا اذا اخوها كان معاها.. والشي هذا لازم يصير.. ان طال الدهر ولا قصر..

      كان الوقت ليل يوم يوصل علي البيت من غير مرته.. ابت نفسه عليه انها تدخل لروحه من غير حرمته.. وكان يعرف ان البنات كانو قاعدين داخل وهم بحالة من التوتر والخوف.. واكيد خلو المطعم بعهدة العمال الثانيين.. لذا ما طول اكثر .. سحب نفس طويل.. ودخل المفتتاح في الققفل ودخل...


      كانت حور قاعدة على الشمال وسرور على اليمين وبدور ونور قاعدين يم بعض في حالة من التوتر والقلق.. واول ما دخل علي هبو اربعهم واقفات على ريلهم.. ينتظرون دخول امهم من بعد ابوهم.. لكن لا... كان ابوهم بروحه.. واللي اثبت لهم هذا الشي اهو الباب اللي سكره ابوهم اعلانا بانه الواصل الوحيـــد...


      حور اللي سألت بصوت مرتفع بعض الشي: وينها امي؟؟؟؟ يبا وينها ماما؟؟
      سرور راحت عند ابوها تشيل عنه الجاكيت اللي لابسه: يبا استريح لك شوي.. شكلك تعبان.. طلعتك انت وامي من الصبح
      منعها علي من انها تفصخ هالجاكيت بانه يلمها بذرااعه ويحتفظ بها كسند يلقي عليه ثقل الهم اللي في قلبه: بنات.. قعدوا.. ابي اقول لكم شي..

      قعدت نور وبدور وسرور ظلت ويا ابوها وحور على يمينة واقفة وهي متخصرة والارتجاف من الخوف مستحلها على امها...


      بدور اللي تكلمت هالمرة والاه تعلو في صدرها: بابا.. وينها ماما؟؟؟

      بذيج الصورة.. تكلم علي وخبر بناته بهدوء كبير الظروف للي تمر فيها امهم... نور اللي ما تفهم ثلاثة ارباع الكلام ظلت ساكتة وعيونها الواسعة تمر على ويوه خواتها... بدور كانت في حالة من الصدمة... سرور حطت يدها على ثمها.. وحور تراجعت وظلت واقفة وهي مادة يدينها على طرفها ونظرة الاستنكار في ويهها.. ويوم خلص ابوها من كلامه ركضت من الصالة وراحت لدارها وسكرت الباب بقوة...


      نور ظلت قاعدة مكانها وهي تذرف دمع بسيط من دموع بدور الغزيرة الصامتة.. وسرور لمت ابوها اللي انهار جدام بناته كرجل عظيم.. وماما عابدة راحت وحظنت بدور ونور راحت عندها...

      حور غمست ويهها في المخدة وهي تصرخ بقوة شديدة... بقوة يمكن لو اظهرتها اهتز البيـت..

      عصرت نفسها على السرير وكانها تبي تطلع روحها من جسدها قببل المنية.. امها مصابة بالسرطان وفي حالة متأخرة.. ورقدت في العناية القصوى بالمستشفى..

      يعني خلاص؟؟

      ام البنات بتموت؟؟؟

      من غير ما يتحقق الحلم انها تلتقي باخوها؟؟ وتظهر حقها وتبين صحة اقوالها؟؟؟

      يا ترى يالجازي.. حلمج في لقاء اخوج بيتحقق؟؟؟؟ وشنو بعد هالمعرفة من البنات؟؟

      هل الرجعة ممكنة؟؟؟ هل الأمل متجدد؟؟؟ هل الحب متكرر... وحاصل؟؟

      ياترى.. مابعد المذكرات؟؟

      نهاية الجزء الثالث
      -----------------------------
    • الجزء الرابع

      الفصــل الأول
      --------------------------

      الرحيــل.. آن أوانه.. وما زالت الدموع تحتفظ بنفسـها حتى أن يتحقق الأمر.. لم تجد تلك العيون إلا المدارات لتلاحقها..
      أصوات الماضي كيف جرتها لتعيد-ربما- ما عانته مرة بحياتها..
      ولكن.. قد تختلف المعاناة وتتحول إلى أسباب السـعادة..

      آخر يوم من حياتهم في أميـركا يقضونه البنات.. وكل وحدة استفردت بنفســها وهي تكمل أمورها وتستعد بنفسيتها... وكل وحدة منهم أبت إنها تودع مكانها الوحيـد بالعالم.. أو يمكن الوطن الوحيـد.. لكن فكرة إن وطن ثاني بانتظارهم خرعهم.. يمكن هالوطن موجود ومن زمان لكن اهم ما يعرفون عنه شي... يبتعدون عنه حوالي ال16 ساعة.. وما يدرون ان جان بيصولون على سلامة ولا لاء.. لكن ظل في نفسهم الإباء والإيثار مثل ما فهمهم أبوهم..

      < يا بناتي.. انتوا ما بتروحون هناك عشان توطدون علاقات او تواصلون بالارحام.. هذا واجب كل مسلم ومسلمة صح.. لكن في المقام الأول.. انتو رايحين هناك عشان امكم.. امكم اللي عاشت طول 25 سنة محرومة من نسمة هوا بلادها وديارها.. ومن شوفه احبابها اللي تخلو عنها في الوقت اللي كانت تحتاجهم فيها.. فكروا في سفرتكم على انها مهمة انسانية.. مهمة انتو تؤدونها بطيبة خاطر>

      حور اكملت لوحتها وظلت تناظرها في يوم روحتها لخلف وهي تحس بطعم الحزن اللي مرت فيه اول ما بدتها.. والحين تحس بالفخر ان شي حلو طلع منها في هالبلد ... كانت تظن ان ماكو حزن يقدر يتوج جمالها مثل حزن الحب اللي انجرحت منه ولا لاعجاب اللي كانت تبادله خلف.. لكن كل هذا بين ولا شي جدام فكرة فقدانها لامها...

      بذيج الليلة ماقدرت تستوعب العالم اللي اسود بعيونها.. ماقدرت تنحي ضحكة امها من اذنها وحست ان العالم اللي كان في يوم من الايام بيتهم الصغير تغير وانقلب الى ساحة كبيرة من الرمل الساخن اللي يلظي شقى القلب.. ويشجب العبرة في نفس كل انسان..

      سالت دمعتها على جمال امها اللي بيذويه المرض.. وعلى لمستها اللي بتعانق التراب في القريب العاجل... تمنت لو انها ما انولدت عشان لا تجيس هالحزن على قلبها...

      دخلت نسيم عليها وهي لابسة جاكيت اسود انيـق وبانطلون جينز تطلع سرتها منه.. كانت خالية من المكياج المشوه ولكن الحزن اللي في ويهها يعبر عن ألاف المعاني والمفاهيم.. وكانها اهي الثانية بتفقد ام.. لانها بالفعل بتفقد العائلة الوحيدة اللي اعتنت بها وشالتها في المسرة والمضرة.. بتخسر ابوها علي وبتخسر امها الجازي وخواتها وشقيقه روحها حور.

      حور ابتسمت في ويه نسيم يوم دخلت: ما بغيتي تيين.. انتظرج من متى..
      نسيم وهي تتدلى على الباب: كنت واقفة وويا سرور.. اسألها عن امج. قالت لي ان سمحوا لها المستشفى بالسفر على شرط انها تتعالج في مستشفى هناك..
      حور وهي تناظر اللوحة المغطية بغطاء بلاستيكي معتم... : تصدقين نسيم..؟؟؟ بهالايام فكرة غريبة تمر في بالي اول مرة تمر
      نسيم وهي تدخل اكثر وتوقفف يم لوحة قماشية خالية معلقة على منصة الرسم: شنو؟؟؟
      حور والدمعة الساخنة ملحقة بارتجاف الشفة وتهجد الصوت بالبكاء: ان الموت المفاجئ احسن من انتظار الموت.. لاني بصراحة ميتــة من الخوف نسيم.. ميتة بسبب ان كل لحظة يمكن امي تموت فيها.. غير عن قبل.. قبل كان قضاء الله وقدره اهو المتحكم الرئيسي بهالشي... لكن الحين...

      انفجرت حور بالبكاء للمرة الألف يمكن.. ونسيم ووياها في البكاء وتعاونها بعد.. تخفف عنها الاسى وتخفف عن نفسها... يا ترى.. هالحزن شنو راح تكون نهايته؟؟؟

      لبست حور الشال اللي من جم يوم بدت تتعود انها تلبسه.. طبعا مايغطي الشعر كله لكنه بمثابة الحجاب اللي يغطي راسها.. جريب يروحون ديرة عرب ومسلمين والكل فيها متغطي بستر الله..
      طلعت من البيت ويا نسيم وهي متوجهة الى خلف على حسب موعدهم.. اتصلت فيه وخبرته ان اللوحة واخيـرا زهبت.. وهو وما اخفى فرحه وحماسه.. وقرر انه يلاقيها في مرسم الكلية مثل اول مرة عطاها اياه...

      ظلت حور داخل المرسم وهي حاطة الشال على جتفها وشعرها مرفوع وخصلات تنزل منه.. تتمنظر في زواياه اللي بتفتقدها وبريحة التربنتين والثنر اللي لطالما ياتها اللوعة منها.. لكن اليوم تحسها ريحة عطرة وزكية وراح تشتاق لها.. الا وبدخلة خلف عليها..

      طرقاته كانت خفيفة واشبه بالخجولة.. لكن حور ما هب قلبها مثل كل مرة على وجودها وكان تصرفها عاقل وهادئ... ابتسمت في ويهه اللي اطل به وهو يسـتأذن ادخول..

      خلف: MAY I?
      حور باتزان وثقل: حياك..
      دخل خلف وهو مبتسم ومبتهج.. ماكان حامل الجنطة اللي دوم يحملها وكان لابس طاقية بيضا صوفيه وقفاز اسود جلدي ونظارته الطبية مختفية من على ويهه ومبينته في منتهى الاناقة..: شلونج حور شخبارج
      حور وهي ترفع اللوحة عن الارض يم ريلها: ابخير الله يسلمك شخبارك انت عساك طيب؟؟
      خلف وهو متحمس: الحمد لله ابخير؟؟؟you have something for me?
      ضحكت حور بخفة شديدة: الكريسماس يايك من وقت..
      خلف: الظاهر جذي.. (بابتسامة ناصعة) ما عليه افتح..
      حور: لا تستأذني اللوحة لوحتك..

      اخذ خلف اللوحة وحطها على طاولة بعيدة شوي عن حور وفجج الغطا بكل هدوء مخافة انه يمكن يتلفها باي صورة من الصور.. وحور كانت تطلع الظرف البني اللي فيه الصورة من الجنطة وهي تكلمه

      حور: مسامحة تأخرت فيها بس كنت ابي اتقنها والظروف بعد كانت مزدحمة علي..
      خلف وهو مشغول في حل عقدة من عقد التغليف: لا ما عليج جان خذتي راحتج انا مب مستعيل ولا انتي طايرة..
      غصة بلعتها حور وتلتها تنهيدة: ما اظن..
      ترك خلف العقدة وناظر حور باستغراب: مافهمت عليج؟
      حور وهي تسلمه الظرف اللي اخذه منها: هاذي هي الصورة اللي إئتمنتني عليها.. وكاهي سالمة مسلمة..
      ما اعار الظرف أي اهتمام وكانت عيونه على ويه حور اللي لاحظ ملامح الحزن فيه: حور؟؟ علامج؟؟ فيج شي؟؟؟
      حور وهي مستغربة اهتمام خلف: لا سلامتك مافيني شي...بس خلاص.. انا برجع ديرة هلي وبنترك اميـركا...
      خلف وهو منصدم:for good?
      حور وهي تبتسم: للأبد...
      من شدة صدمة خلف قعد على الكرسي: بس مب فاهم... انتي تقريبا عشتي حياتج كلها في أميركا صح؟
      حور: مب تقريبا الا كل حياتي عشتها هني حتى اننا ما سافرنا أي مكان الا داخل الولايات...
      خلف: wow الحين ديرتج الحقيقية صارت بمثابة الغربة لج.. سخرية القدر
      حور: سخرية القدر ... انزين فج اللوحة ابي اعرف رايك عنها..

      بحماس اقل من مساعة فجها خلف وبتحكيم... لكن انبهر يوم حطت حور الإضاءة على اللوحة وبانت الصورة المرسومة في اللوحة...

      حور وهي واققفة على مقربة من خلف تناظره بخوف: شرايك؟؟؟
      خلف وهو مندهش: amazing
      حور تنهدت برضا وابتعدت شوي لعند جنطتها تجمع اغراضها: الحمد لله.. كنت شايلة هم انها يمكن ما تعجبك..
      وقف خلف بدل ما كان قاعد: حور اللوحة حلوة وبمنتهى الروعة... مب كاملة الا بكمال وجهه الكريم لكن... انتي تتمتعين بموهبة حرام لو تنفذ..
      حور وهي تبتسم: عاد هالشي راجع لحكمة رب العالمين...
      خلف: انا اتكلم لج من جد يا حور.. موهبتك... وان كنت مافهم في الرسم الا انها ممتازة وتحتاج الى صقل شديد عشان تكونين من مبدعي هالزمان..
      حور وهي خجلانة من الاطراء: عاد مب من هالزمان.. يمكن من معارفك او معارفي أي...
      خلف: اتوقع لج مستقبل عريق في مجال الفنون يا حور..
      حور وهي تناظره بامتنان.:... شكرا خلف.. اشكرك على هالتوقع الجميل...
      خلف وهو يفرك يدينه: انتي ياحور بنت ولا كل البنات.. وأنا افتخر في كوني من معارفج وانتي من معارفي..
      حور وهي تقاوم جملة في نفسها.. لكن ماردها وقالتها: وانا افتخر ان لي بهالغربة.. صاحب و.. اخ مثلك يا خلف..


      ابتسامة غريبة ظهرت على ويه خلف.. وكانها ابتسامة تمثل خوف متراجع في نفسه إلى الطمأنينة.. وحست حور ان خلف يمكن حس لمشاعر معينه من طرفها تجاهه.. ولا شي من هالقبيل.. وشلون ما يحس وهي من اول ماعرفته لحد اخر مقابلة بيناتهم وهي ترميه بنظرات تعبر عن ارتباكها وخجلها واعجابها به..

      حور وهي تلم اغراضها وترفع الشال على راسها وتغطي شعرها الا من قذله انقذفت بجمال على جبينها العريض: يالله.. انا اخليك ..والظاهر اني لفترة طويلة ما راح اشوفك فيها...لذا تحمل بروحك واتمنى لك كل السعادة مع زوجتك.. وصل لها سلامي..
      خلف وهو يبتسم بحبور: حور.. اتمنى منج تعرفين شي واحد...
      حور وهي واقفة عند الباب:.. اللي اهو؟
      خلف: لو كانت ظروفنا مختلـفة.. لو كانت الأمور مختـلفة.. لو كنت انا واحد غير وانتي وحدة غيــر.. من يدري... يمكن تلاقت اقدارنا... لانج بنت ولا كل البنات وانا اتمنى لج كل الخيـر..


      ظلت واقفة حور على الباب وهي تناظر خلف بامتنان كبيـر.. وشكر عظيم لهالانسان اللي حسسها بانها مرغوبة ومب مرفوضة مثل ما كنت تتصور.. الا ان الظروف او يمكن القدر جمعهم بهالطريقة عشان ان في قدرها او نصيبها شي مختلف تمام الاختلاف عن خلف..


      طلعت من الكلية وهي تحس بانها فراشة تطير في العالم.. ريحة الصبغ طبعت فيها مثل العود العريق بعنق الحرمة المتزينة.. وتمت تمشي في شوارع نيويورك المؤدية الى السابواي وكانها خطوط يدها اللي تعرفها.. قعدت في السابواي واهي تذكر نسيم وسوالفها داخل هالمحطات وشكثر نالت منها مقالب ولقت منها ناس تعرفت عليهم يمكن للحظات الا انهم صاروا معرفة ومقربين لها..


      طلعت من السابواي متوجهة الى الكوفي شوب.. ومرت على الدرب اللي طاحت فيه ذيج المرة يوم تنصدم في الشخص.. وتذكرت سلسلتها اللي باقها وانقهرت من الزين.. لان قيمه هالسلسلة ارتفعت في نفس حور لكونها من معطيات امها الغالية.. وتمنت لو انها تلاقيه عشان تعطيه علقة ساخنة من اللي في خاطرها..

      --------------------------------

      طلعت بدور من مكتب المدير وهي مبتسمة بخفة ودماثة.. من بعد المدح المتواصل لقدراتها العلمية والتعليمية في هالمؤسسة حست ا نها تجاوزت القمر من عبقريتها.. مدح المدير الشخصي لها خلاها من اعلى الطلاب في مستوى المدرسة.. ووهالشي بعث لنفسها الفرح والحزن في نفس الوقت.. الفرح لانها قدرت ترفع راس امها وابوها للي تعبو عليها.. والحزن لانها ما بتقدر تواصل هالمسيرة الممتازة.. لكن اهي تقدر تروح تدرس في احد المدارس الخاصة اللي في ذاك البلد ان قدر ابوها يدخلها وتقدر تتقدم بطلب بعثة الى احد الجامعات المرموقة في اميركا... والمدير علمها انها بالرسايل التوصية الممتاازة اللي تمتلكها تقدر تدخل أي جامعة شرط انها تواصل على مسيرتها الممتازة..


      راحت عشان تفضي اللوكر اللي تمتلكه من الاشياء.. واستغلت الوقت الوحيد اللي يخلا فيه الممر من الطلاب.. الا وهو وقت الفسـحة لانهم يا يكونون في الساحات او في غرفة الطعام الكبيـرة..

      ظلت تظهر الاغراض وتحطها في الصندوق اللي حملته وياه.. شعارات المجالس اللي اشتركت فيها.. وشعارات النادي العلمي.. نادي المناظرات.. ونادي الصحيفة اللي اشتغلت فيه لفترة... انجازاتها اللي اثبتت فيها جدارتها.. واللي ما بتقدر تواصل فيها عشان تشوف اللي تقدر توصل له.. لكن كل شي مقدر ومكتـوب..

      الا وصوت جبر وراها بعصبية:... صح اللي سمعته؟؟؟
      انتبهت له بدور وحست انه قريب منه اكثر من اللازم فتراجعت ويدينها بحركة دفاعية مطوية: شتبي جبر؟
      جبر: قوليلي .. صج اللي سمعته؟؟؟
      بدور وهي ترز النظارة لعند عيونها: يعتمد؟
      جبر: على شنو؟
      بدور وهي متنرفزة : على اللي سمعته
      جبر وهو يتباعد عنها شوي: سمعت انج بتطلعين من المدرسة... وانج يمكن تروحين عن اميـركا؟
      بدور وهي ترفع حاجب: شعليك انت؟؟؟
      جبر بشخصيته المهيمنة: قولي لي.. لا تقعدين تقاطعيني...
      انصدمت بدور من تصرفه وياها.. لو كانت وحدة ثانية كانت بتظن انه معجب فيها:.. أي.. صح اللي سمعته..
      جبر وهو منصدم: وعيني عينج تقولينها؟؟ بهالبساطة؟
      بدور وهي منزعجة: وانت شعليك رحت ولا مارحت.. شمجدمة ولا شمأخرة بوجودي ولا عدمه؟


      ما قال لها جبر شي.. رماها بنظرة خيبة امل واحتقار.. ومشى عنها من بعد ما ضرب احد اللوكرات المصفوفة بالممر.. استغربت بدور تصرفه المنزعج وما واصلت التفكير فيه... شالت كل اغراضها من اللوكر وحطتهم في الصندوق.. رتبت كل اغراضها عند مكتب الاشراف الاجتماعي وراحت تحضر اخر الدروس والمحاضرات...


      لاحظت غياب جبر من حصة الفيزياء بس يمكن كالعادة متخلفين عنها عشان التدريب في قاعة الاحتفالات لمسرحيتهم السخيفة ...


      لكنها يوم لقت زيد من بعد المحاضرة قال لها شي ثاني..

      زيد وهو متظايق : جبر قال لي انج بتروحين عن المدرسة وبتتهجرين من اميركا؟
      بدور بابتسامة حلوة ودمثة : انا ما بتهجر من اميركا لاني من الاول متهجرة.. انا برجع الى ديرة اهلي اللي انولدوا فيها...
      زيد: بس انتي انولدتي هني في اميركا صح
      بدور وهي تتمشى وزيد يمها: أي .. بس مو معناته اني اميركية.. وبتهجر منها..
      وقف زيد مرة ثانية: كل شي بيتغير.... ماكو شي بيتم مثل ما كان...
      بدور وهي مستغربة: شفيك زيد؟؟ احنا مو لذاك الزود ربع يعني.. كل اللي بيناته اهو التغشيش في الامتحانات والبراشيم اللي كنت اسويها لكم..
      زيد: ادري.. بس انتي يا بدور.... غيــر...
      بدور وهي مستغربة: شلون غير؟؟ حالي مثل حال هالبنات كامل.. الا ان مخي اكبرر شوي..
      زيد وهو يناظرها بمحبة ورومانسية اكببر من عمره: you are different bodoor انتي مميزة.. special
      مااخذت بدور هالمجاملة على أساس معنوي كبير وانما على الصعيد الاخوي: شكرا زيد.. وانت بعد.. انسان مميز.. لو بس تفتح مخك اكثر بتقدر توصل الى مراتب في هالدنيا..
      زيد وهو يتقرب من بدور باحترام: بدور.. لو اكبر اكثر.. وانتي تكبرين اكثر... ونخلص جامعة ونشتغل..... تظنين انج... تعرفين؟
      بدور وهي مستغرببة: شنو؟؟؟
      زيد يضحك بخفة روح: انج تتزوجيني؟؟؟؟


      سكتت بدور وفجت عيونها وطاحت نظارتها على حافة خشمها.. ومسرع ما رجعتها لورى.... وحست ان ريجها نشف من كلام زيد..

      زيد وهو يضحك ويهزء الموضوع: هذا وانا قايل لج بعد ما نشتغل ونكمل كل شي صرتي جذي.. هذا لو وانا قايل لج الحين؟؟؟ شبتسوين..
      بدور وهي تتجتف وتناظر زيد بمكر: زيد... كلامك هذا خله لبعدين.. من يدري.. يمكن بعد هالفترة الطويلــة انت تلاقي وتعرف بنات ثانيات..
      زيد بغرور رجولي: هذا شي اكيد... لكن اللي مضمني انج انتي ما بتعرفين احد.. and that is good

      حاولت انها تعصب لكن ماقدرت... ضحكت بملء فمها ويا زيد.. ودعته وداع زملاء اقرباء لبعض.. وحست بالشوق له ولكل الطلاب.. وتمنت لو انها تشوف تامي لي لانها خبرتها من فترة واكيد اهي اللي نشرت الخبر.. ما زعلت تامي وايد لانها مب لذاك الزود ويا بدور...

      راحت لمكتب الاشراف واخذت صندوقها وتمت تمشي فيه وهي تحس بثقل الجنطه وثقل الصندوق لكنها داست على ضعفها وحملته حتى ما وصلت الى النافورة اللي في الباحة الجدامية للمدرسة...خلتها على طرف النافورة وقعدت يمها وهي تتنفس بتعب...

      لقت جبر واقف على مقرببة من النافورة وملامحه اهدئ من شوي.. ما اعارته أي انتباه الا انها تظايقت من المشاعر اللي تمر في نفسها تجاه هالصبي...

      تجدم منها جبر ولمع شعره الاسود تحت الضوء البسيط من الشمس... وبين بمنتهى ال "بهدلة في ملابس المدرسة الرسمية..

      قعد يمها وهو حاط الصندوق حد بينها وبينه...:.. انا اسـف...

      سكتت بدور عنه... وما ردت عليه عشان ما تتخانق وياه وهي على ووشك تطلع من المدرسة..

      جبر: من سمعت الخبر من ستيفاني.. ارفيجة تامي.. وانا متظايق.. ويوم خبرتيني بكل هدوء تظايقت زود..
      بدور بهدوء وهي تناظرة من زاوية عيونها: ليش؟؟؟
      قام جبر من مكانه وتم يشوت الحصى المرمي على الأرض...: مادري.. تظايقت.. تعودت اني اشوفج كل يوم ... واظايقج.. واحط ستيكرات الليب قلوس والعارضات على خزانتج...
      بدور وهي منصدمة: انت اللي تسوي كل هالاشياء..
      التفت لها جبر وهو يبتسم بحلاوة ووسامة: I'm bad hah?
      بدور وهي تتصنع الظيج: very bad

      ضحك جبر بطيبة قلب وبدور مسرع ما نست ظيجها المصطنع وشاركته شوي بالضحك...

      ونطقت باللي عمرها ما تصورت تنطقه لواحد مثل جبر:... I'll miss you
      التفت لها جبر بهدوء وبنبرة شاكة بعض الشي: صج والله؟
      بدور وهي تبتسم من غير ما تناظرة: أي... بشتاق لنكدك.. وبشتاق لعمايلك.. وبشتاق للمقالب اللي تسويها لي في حصص المختبر.. وبشتاق لكون الصدف دايما تجمعني وياك في البحث العلمي.. واللي دايما اترجاك فيه عشان تسوي زين...
      جبر وهو واققف: تترجيني.. حياتي هذا انا جذي طبعي امتيازي .. مب انتي اللي تخليني اصير جذي؟
      بدور وهي تناظره بانتصار: وبشتاق لكوني دايما انقذك في محاظرات الأدب لمن تصدر الاصوات السخيفة في المحاضرة..
      جبر وهو يبتسم في ويهها: تذكرين يوم تقولين للاستاذ ان كعب جوتيج من الحديد.. وقالج راويني..
      ضحكت بدور: احرج موقف مريت فيه بحياتي...
      جبر: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه وبسبتي انا...


      ضحكوا الاثنين على المواقف الطريفة واللطيفة اللي كانو يمرون فيها.. ومن بعد الضحك فترة من الصمت تناولتهم... ناظر فيها جبر لربطة جوتي بدور الممتازة وقارن ما بينها وومابين عقدة جوتيه المحلولة..


      جبر: بتوحشيني يالمعقدة...
      بدور: وانت بعد.. دون جوان..

      قام جبر وحمل لها الصندوق واعترضت

      بدور: خله عنك انا بحمله..
      جبر: ارجووج.. انا عربي.. واي جنتلمان عربي ما يخلي الحرمة اهي اللي تحمل.. ولو سمحتي لا تعارضيني وايد
      بدور وهي تتغنج: وليش؟؟
      جبر: لان الكارتون وايد ثقيل وشوي واقطه على الارض.. خليني بس الاقي عذر..

      ضحكت بدور وياه وظل حامل الكارتون وهو يتمشى وياها لمحطة السابواي اللي تستقلها .. اهو بيته جريب من المدرسة واختار هالشي لانه بيخليه يلاقي اطول وقت وياها...

      ويوم وصلوا جريب الى المحطة وقفته بدور وخذت منه الصندوق..


      بدور: شكرا جبر على الصندوق..لو انا جان وصلت االمحطة الا بعد ساعة شي..
      جبر وهو يستعرض عضلاته بخفة: عشان تعرفين من هو السوببرمان..

      ضحكت بدور وياه وهو ضحك.. ويوم هدأو الاثنين.. بدى يحل شي من على يده.. خيط بني جلدي مربوط بقطعة نقدية مخروقة من على احد الاطراف..

      جبر: خذي هذا..!!
      بدور وهي مستغربة: شنو ذي..
      جبر: هذا يا انسة MY LUCKY CHARM شي استعمله للحظ..
      بدور: ما أآمن لهالاشياء جبر بليز..
      جبر وهو يربطه على يده بدقة بحيث انه ما يلمسها: ادري فيج.. اخذيه كذكرى مني لج.. على صداقتنا..
      بدور وهي متظايقة من هالتصرف سحبت يدها من بعد ما عقده جبر: ما ابيه جبر..
      جبر: انزين خليني اعيره لج.. واذا في يوم منالايام رديتي اميـركا عطيني اياه.. انا مب طالع من هني مثلج... مكمل حياتي في هالديرة.. واعتبريه مثل الدين او السلف..
      بدور: مب محتاجة للحظ ا
      جبر وهو يناظرة باستهزاء ويقرب ويهه بطريقة كوميدية لها:.. صدقيني يا انسة.. بتحتاجينه.. ترى مب كل يوم واحد وسيم مثلي يعطيج ويه.. هالاشياء ما تصير الا مرة وحدة في السنة
      بدور ناظرت جبر بتقليل مستوى.. حملت الصندوق معلنة انها بتمشي:.. وايد واثق..

      التفتت عنه بتمشي الا ويوقف في ويهها وهو يضحك: امزح وياج ترى مب من صجي..
      بدور وهي تناظره بغرور: لمعلوميتك... انا ما اتأذى من كلام الرياييل..
      جبر بابتسامة حلوة وممتعة للنظر:... وهذا احلى ما فيــج.... بدور.. انتي خوش بنية الواحد او أي احد يتعرف عليها... اتمنى لج كل السعادة والصحة... والتوفيج...
      بدور ووهي منحرجة من كلامه الحلو: شكرا..
      جبر: واتمنى ان الايام تكون كريمة وتخليني الاقيج في ظروف ثانية..
      بدور وهي مستغربة: ليش؟؟؟
      جبر وهو يأشر على يدها: عشان تعطيني THE LUCKY CHARM

      ناظرت بدور اللي في يدها ومن بعدها لجبر اللي بدى ينسحب من ويهها وهومبتسم بطيبة... ما قدرت الا انها ترد له الابتسام وتشوفه يختفي في الدرب اللي يات منه وياه...

      جبر.. اول رجل تتعرف عليه.. مع ان عمره 17 سنة.. الا انه يمتلك اللي قليل من رجال هالايام يتملكونه... الدماثة والطيبة والرجولة.. وظلت تمشي الى داخل المحطة وهي تتمنى في قلبها انه يتوفج في حياته وانها تلاقيه في ظروف ثانية.. مثل ما تمنى اهو...
      اول ما ترك محمد كايد على طول توجه الى الكافيه شوب.. في قلبه شوق لصاحبه الضحكة العميـقة سرور.. وتمنى لو انه يقعد في هذاك المكان وين ما يحس بالهدوء والدفء الاسري.. عجيبة الرسالة اللي يحملها المطعم بحد ذاته.. وهالشي اكيد نابع من الناس اللي يديرونه.. الاخلاق المحترمة والنفس الرفيعة والذوق في خدمة الناس يخلي الزباين يرتاحون لهم.. مو معناته انه مب مشتاق لنكت وسوالف سرور ولهجتها السريعة في نطق الكلام تخليه يضحك ويحس بالانتعاش لانها ما تخلص سوالفها من سالفة لسالفه.. والشي الغريب في سوالفها ان مافيها غيبة او نميمة.. مجرد تعليقات.. على حد قولها...

      دخل الكافيه وكانت الزحمة فيه عادية لكنه لاحظ اللافتة اللي تقول ان كل قطعة يقدمونها اليوم بتكون بنص السعر المعتاد.. عرض ممتاز بتفكيره من جذي الناس مزحومة في نفس هالوقت من الظهر...

      دخل وشاف سرور على الكاونتر اهدأ من المعتاد وهي تسجل في الكاشيير اليدوي والاوتوماتيك اللي على الطاولة.. ويوم قعد على الكاونتر انتبهت له وعطته ابتسامة الاعتياد عليه

      سرور: اهلا وسهلا.. ياحيا الله من يانا..
      محمد وهو في غبطة:.. الله يحيج ويبجيج.. شلونكم انتو عساكم ابخير
      سرور بهدوء نسبي: الحمد لله نشكر الله...
      محمد وهو مستغرب من الجو الهادء اليوم : هدوء اليوم..
      سرور وهي تبتسم بتعاطف: اخر يوم من جذي...
      محمد فهمها غلط علباله اخر يوم من الاسبوع: لازم تشوفين اخر يوم من الاسبوع في المجلة.. بتستخفين .. بتحسين عمرج ظايعة..
      سرور: حتى احنا هني اخر يوم من الاسبوع يكون فوضى.. لكن دايما نتعامل ويا الوضع تمام.. شتطلب؟
      محمد: المعتاد..

      المعتاد كان جاي حليب ويا ثلاث قطع سكر وكرواسوون بالزبدة ..

      محمد وهو يسولف وياها على الكاونتر: عيل متى تبدى الفوظى عندكم في اخر يوم بالاسبوع..
      سرور: دايما بالليل.. بس يمكن اليوم تزيد من العصر.. تعرف العرض اليوم مغري..
      محمد وهو يتذكر: أي صج تذكرت.. شصاير عندكم؟؟؟
      سرور وهي تناظرة باستغراب: قلت لك.. اخر يوم لانه
      محمد وهو محتار: بالاسبوع صح؟
      سرور وهي تصحح له: لا لا... اخر يوم لنا... خلاص بنقفل البيزنس..


      بمعنى الكلمة تصنم محمد.. عظ على لسانه اللي حسدهم.. توه من دقايق وهو في دربه يمدح الخدمة.. والحين يسمع هالشي من سرور... كايد بيموت اذاعرف...


      محمد وويهه مبيض من الصدمة: انصدمت صراحة...
      سرور وهي تحس له : حتى احنا.. بس شنسوي.. قدر ونصيب..
      محمد وهو يتخيل المكان من غير سرور :.. ليش يعني؟؟؟ شحدى ما بدى؟
      سرور وهي تصب له الكوفي من بعد ما سخن: لا بس.. ظروف عائلية.. الوالدة تعبانة وبنرجع بها الى الديار.. والمحل بنخليه في يد احد الموظفين هني وبيكون اشرافنا من بعيد لبعيد...
      محمد وهو حاس ان نفسه انسدت عن أي شي: بس المكان مابيكون مثل ما كان..
      سرور وهي مستغرببة وتناظره بابتسام: شلون يعني؟
      محمد نطق بجموح: انتي ما بتكونين هني.. الوضع ما بيكون مثل ما هو...
      اندهشت سرور من كلامه وفهمت منه اللي كانت تشك فيه.. يعني اهو معجب فيها بالمقابل: ما تقصر والله من طيب اصلك..
      محمد وهو مو غاره الكلام الي تقوله سرور.. بعدها نفسيته منسدة عن أي شي..:.. وشبصير على المكان؟؟
      سرور وهي تطلع له الكرواسون من الحافظة وتحطها على الصحن ولاحظت انه ما لمس حتى الكوفي:.. قلت لك.. بنخليه تحت ادارة احد معارفنا هني .. والموظفين بيكونون اهماا اهما.. كل اللي بيختفي اهو احنا...
      محمد وهو متظايق بالحيل: اهم شي...

      رفع عيونه لسرور ولاحظها تناظره باستغراب واندهاش.. حس انه يمكن طاف الحد المسموح به...

      وهو يحاول يوضح كلامه: اللي اقصده يا سرور.. ولا تفهميني غلط.. ان حلاوة المكان بوجودكم والله الشاهد.. تعاملهم مع الزباين يحسس الواحد انكم مب ناس بيزنس.. كانكم عائلة... وخصوصا انتي.. يمكن لانج اكثر وحدة تعاملت وياها.. ما حسج WAITRESS (نادلة في مطعم) عادية.. بالعكس.. سبيشل..
      سرور رفعت حاجب لمحمد: سبيشل؟؟؟ بعد النادلة نادلة لو شنو كانت.. كلهم في الهوا سوا..
      عرف محمد انه غلط في كلمته وندم عليها: انا اسف.. والله اسف.. اعذريني.. ماعرف اتكلم ساعات.. انااسف سرور..
      سرور وهي متراجعة ومجتفة يدينها على صدرها:.. غريبة لكاتب مثلك...

      سكت محمد وحس انه خرب كل شي... نزل راسه وحس لسرور اللي اختفت من المكان.. ضرب جبينه بخفة دلالة على غباءه العظيم.. وتم يذم نفسه ليش انه ما يعرف يتصرف عدل... ويوم رجعت سرور مرة ثانية حاولت انها ما تعطيه ويه زين..

      محمد: سرور انا اسف.. والله اسف.. ماكان قصدي اقول لج اللي قلته.. انا انسان غبي ولازم تعذريني..
      سرور وهي ماتعطي اللي قاله محمد اهمية.. لكن شتقول لقلبها اللي انعجب في هالانسان:... لا عادي.. لاتحط في بالك لاني ما حطيت في بالي.. وكلامك لو فكرت فيه عدل ولو شلت بعض الاشياء كان وايد حلو.. انت صح كلامك..وانا من تعامل ابوي في الحياة جدامنا تعلمت اشياء وايد.. وعرفت ان اساس البيزنس الصح اهو انك تكون جزء من عائلة الزبون.. تكون واحد من اهله.. بحيث انك تخلق اعتماد بينك وبينه.. من ناحية التعامل.. من ناحية الاخلاق.. ومن ناحية التعايش.. ومن جذي احنا نمتلك من الزباين المعتادين اللي ما نقدر نعدهم او نحصيهم..
      محمد وهو يناظرها بابتسام واعجاب كبير لكلامها الاكبر: وحتى معجناتكم ومخبوزاتكم..
      سرور وهي تضحك بخفة: وهذا الشي الأهم.. انا شخصيا لو ما مخبوزاتنا.. جان انا عمري ما طحت هني.. ولا عمري صرت هالكبر.. بس شنسوي.. كل شي وله ميوله..
      محمد وهو يناظرها باهتمام كبير وعميق: شلون بيكون المكان بدونج.. وبدون ضحكتج المريحة... ؟؟؟

      احمرت سرور ولكنها ما سمحت لنفسها بالحلم اكثر من جذي.. مبين على محمد انه واحد من الكبارية في المجتمعات العربية هني في أميركا.. ومجرد الفكرة انها يمكن تنتمي لها تخليها تضحك.. محمد انسان يقدر يكون من افضل الاصدقاء.. لكن الشي مستحيل يتجاوز هالشي.. اهو اكيد حاط لنفسه حواجز.. واهي بعد لازم تحط لنفسها حواجز ان ما كان عشان الفرق الطبقي بيناتهم.. فراح يكون عشان عزة نفسها وتربيتها الفاضلة...

      ومثل ما تتوقعون.. محمد ما اكل ولا شي وسرور ما خذت منه ولا فلس... طلع من المكان وهو حزين وحاس بالكآبة.. من بعد ما تعود – يوميا- انه يزور المكان ويسولف مع سرور في مختلف المواضيع.. الحين ما بيلاقي هالفرصة المرحة من يومه .. وبيضطر يرجع الى اسلوبه الروتيني السخيف... واللي بدى في ذي اللحظة باتصال من عمته تخبره بالغدى اللي بيكونون ضيوفة عند احد التجار والاثريا الاميركان... سكر محمد التلفون وهو ينسى شوي شوي معلومة مهمة.. سفر سرور معناته سفر اختها.. وكايد بعده ماعرف عن هالموضوع... ياترى هل راح يذكر محمد في الوقت المناسب؟؟؟ ولا بتفوت كايد فرصة انه يودع حور.. او حتى يشوفها للمرة الاخيرة؟؟؟

      ---------------------------------------

      طول اليوم كايد يصور في مناطق نيويورك لدربة الى احد جلسات التصوير باستوديو الشركة.. محمد كان وياه لحوالي الساعة وتركه.. ومن الافضل لان وجود محمد يعكر صفو وجو كايد في التصوير.. واول ما وصل البناية اتصلت فيه حياة ...

      رد على التلفون باضطراب لتذكره نقاشه ويا محمد عنها: هلووو برينسس..
      حياة وهي تلعب بشعرها: هلوووو kay شخبارك؟
      كايد وهو يقط العلج من حلجه ويدخل المبنى: الحمد لله ابخير.. توني واصل المجلة..
      حياة: اوكي عيل اخليك..
      كايد وهو مستغرب منها الحركة: ليش؟؟ خلج سولفي وياي..
      حياة وهي تتنهد: لا بس مابي اشغلك..
      كايد: صدقيني اذا مشغول بسكره عنج بس مب مشغول..

      تمت حياة ساكتة شوي وكايد مستغرب صمتها فشك بوجودها على الخط ولا لاء..

      كايد: الو؟؟ حياة انتي وياي؟؟
      حياة وهي تحرك السيارة من البارك اللي واقفة فيه: هلا هلا وياك..
      كايد: الحمدلله.. حسبالي طرتي ولا شي..
      حياة وهي تحس بالمرارة في قلبها: ياليت.. على الاقل ابتعد شوي..
      كايد في قمة حيرته واستغرابه: علامج حياة.. فيج شي ؟؟ صوتج مب طبيعي ولا كلامج
      حياة وهي تلبس النظارة الفيندي وتمشي السيارة بسلاسة في الشارع: مافيني شي..بس متظايقة..
      كايد: اقدر اعرف من شنو؟
      حياة في خاطرها قالت منك.. لكنها:.. ماعليك.. حالات نفسية في البنات...
      كايد عرف الي يمكن حياة متظايقة منه لكن ما حب انه يطول وياها خصوصا لانه وصل الى الطابق اللي اهو يبيه: انزين حياة بخليج الحين..
      حياة: اوكي باي

      من غير ما تنتظر رده سكرت حياة في ويهه وهني صحت شكوك كايد .. حياة متظايقة منه وحالتها النفسية اهو سببها.. وهالشي سبب له الظيق لانه يعرف اهي شنو تبي لكن ما يقدر يسوي لها أي شي.. رضوخه لحياة معناته تلبية وتحقيق رغبة من رغباتها الطفولية... لكن حياة مب طفلة.. حياة حرمة جبيرة وتفهم بالدنيا.. لكنها تظل بنت اغنياء ومتعلمة على انها تلاقي اللي تبيه في الوقت والمكان والحالة اللي تسمح لها...

      شغل كايد نفسه في التصوير.. وكل ما زاد انغماسة في شغله حس انه يطلع الشغل احسن من قبل.. لدرجة انه بدى يصور بشكل غير طبيعي ويتصل في المواعيد اللاحقة ويجدمها واييوون له...

      ظل على هالحالة من الالهام لحد الليل.. يظهر في الصور ويكنسل الغير مرغوب بهم واللي يعجبونه يخليهم لنفسه للكوليكشن اللي يجمعها من صوره..


      يوم انتهى من تظهير الصور طلع من المحمضة الى الاستوديو فلقاه خالي الا من عامل الاضاءة دان.. سلم عليه ومشى الاخير من المكان وظل كايد صاحب المكان... تمتع بطنين الصمت وظل واقف وهو يدينه في مخابيه يتأمل الموقع وتصميمه.. كان عبارة عن ارض خضرا مزروعة باحلى الزهور وطبعا كله مزيف.. يتخللها كرسي خشبي بني اللون ومنظر مزيف لجدار وفيه دريشة خشبيه مفتوحة وحركات ثانية مثل برميل خشبي مقلوب.. لانهم كانو يصورون لمجموعة ازياء المجلة للربيع الياي.. خلصوا الشتاء وبدو في الربيع.. وتم يناظر زاوية ثانية من الاستوديو وكان بتصميم الكريسماس.. تكيات حمرا مخملية منتشرة والثلج الصناعي والكرسي الخشبي الكبيــــر اللي يقعد عليه السانتا كلووز ويقعد الاطفال على ريله ويسمع امانيهم وطلباتهم من العام اليديد.. فراح وقعد عليه كايد مثل الياهل وهو يسند راسه وقذله شعره الناعم منسدحة بخفة على جبينه... سكر عيونه وهو يحاول يتمنى شي للسنة اليديدة... فما قدر الا اانه اييب حور على باله... فلمست الابتسامة شفتيه الساكنتين.. وظهرت خطوط الابتسام على ويهه..

      شنو بيكون احلى من انه يتوج هالليلة اللي يحس فيها بالرضا عن نفسه بزيارة الى الكوفي شوب.. يشرب من الكوفي اللي اتسويه اختها ومن المعجنات اللذيذة اللي يخبزونها.. ومن شوفها ويهها المزيون.. ويلاحظ ادق التفاصيل في معاملتهم لبعض.. شي غريب وعجيب ويجلب لنفسه اجمل الذكريات اللي كان من الممكن انها تنوجد بحياته...

      ما عطل كايد نفسـه.. وتحرك لداخل مكتبه.. سحب جنطه الكاميرا ورتب الاغراض. لبس الطاقية والجاكيت الرياضي الجلدي والقفازات وتوه بيطلع من المكتب الا وحياة في ويهه..


      حياة وهي حاملة سلة كبيـرة : وااااو.. مااثقلها من سلة.. امسكلي اياها لو سمحت..
      اخذ كايد السلة وهو مستغرب وجود حياة في هالمكان .. وبهالوقت..: حياة.. شتسوين هني؟
      فصخت حياة الجاكيت العاجي اللي عليها وكانت لابسة فستان وردي اكمامه تويجيه مثل الورد وناعم ورقيق ويبين مدى اناقتها..: جميلة مب في البيت وابوي وامي في معرض مجوهرات وما عندي احد اسهر وياه..فذكرتك على طول.. انت الانسان الوحيد بهالغربة.. فقلت ليش ما اسليك واسلي نفسي وياك..شرايك.؟؟
      معناته كل خططك يا كايد طاارت في الهوا.. ابتسم بخفة وهدوء واخفى خيبة الأمل: عجيــب..


      قعدوا الاثنين على السجادة الوثيرة اللي كانت بوسط المكتب.. ورتبت حياة كل شي.. وكأنه نزهه منزلية لزوجين محبين.. وهذا اللي ماعجب كايد.. واللي ما عجبه اكثر.. اهو تواجد حياة وياه هني لروحها.. يعني اهي متحررة صح.. دلوعة صح.. لكن ما عندها أي حس بالخوف ان جافها احد يعرفها هني وياي؟؟؟؟

      كايد يعرف لنفسه انه باذن الله وبارادته القوية ما راح يرفع صبع واحد او نظرة خاطئة تجاه حياة.. لكن سماحه لها بمثل هالتصرف راح يخليها تطيش اكثر. وتسمح لنفسها بمواقف اكثر من هذي عشان تتجاوز فيها... الليلة سماح.. لكن ان تكرر الوضع ما راح يسمح لها بهالشي...

      ------------------------------------------

      تجمعوا البنات في المطعم ويا ابوهم يراجعون الحسابات ويا فنسنت والعامل الثاني.. يوزع علي المهام ما بيناتهم ويخبرهم بالوصفات الي طبعها وسواها عبارة عن كتاب بسيط.. العمال كانو وايد زعلانين على غياب هالعايلة الممتازة عنهم لكن شيسوون؟؟ القدر وما يكتب.. حور ماكانت مهتمة وايد .. لان سفرهم اهم من فرحتهم في هالمكان.. سفرهم راح يكون العلاج لحالة امها الصحية المتدهورة.. وكذلك كانت سرور... مع ان لقاءها اليوم ويا محمد كان غريب من نوعه... حسسها بالحد الفاصل بيناتهم وبين لها العوالم المختلفة اللي اهم ينتمون لهم...

      اما بدور فظلت تلعب في القطعة النقدية اللي ربطها لها جبر على يدها.. تتذكر فيها كلامه وتتذكر مواقف مرت عليها وياهم اهو وزيد وتامي لي وبريتني وستيفاني وغيرهم.. وتمنت من قلبها لو كانت الظروف مختلفة.. وتمنت لو كانت امهما في حالة صحية مختلفة.. لكن مثلها مثل حور.. مااهتمت لنفسها ولا دقيقة ولا اعترضت على شي.. بالعكس.. اهي كانت السباقة في خواتها في الاعدادا والموافقة لهالسفرة.. واهي اللي اهتمت –شخصيا- بآخر حسابات المطعم ورتبتها في الفواتير اللي ياما تناجرت ويا سرور في تأديتها..

      يوم خلص ابوهم من العمال كلم البنات... شاف على ويه كل وحدة منهم الاستعداد التام لتحمل اعباء السفر.. ما شاف البنات الصغار اللي كان ينتظر منهم الانهيار.. شاف الحرمات الكبار اللي يقدر يقول اني ربيتهم صح.. انهم من ظهري ومن شقى الجازي.. كانت حور هادئة نسبيا الا انها شايلة المهمة على قدم وساق.. سرور شايلة المحل كعادتها ويمكن اهي اكثر وحدة ما تلاحظ دورها نظرا لتأديتها اياه طول عمرها.. اما بدور فهي اللي اهو خايف عليها اكثر شي.. بدور شديدة التعلق في امها وان صار شي فيها ولا حصل أي شي.. الانتباه والعيون والقلبب كله يروح لها.. لانها ما بتتكلم.. لذا لازم يحضر نفسه من الأول..

      حور وهي تلعب في زرار كم قميـصها البحري: خلاص رتبت كل شي وياهم؟
      علي وهو يحك شنبه بتفكير: أي خلصت كل شي.. فنسنت قال بييب خباز زين يعرفه اسمه تشوي.. ان شاء الله بس يطلع ولد حلال وما يظايقهم..
      سرور وهي تفكر في الشغل اللي بيفوتها: ماصدق اني بقول هالشي..لكني بشتاق للعيين ولريحته وهو في الفرن يطبخ..
      حور وهي تمزح ويااختها تلطيفا للجو: جذي انتي بتخسرين وزن.. فكري فيها من الناحية المشرقة للموضوع..
      سرور بامتعاض: جني امتن منج؟
      بدور وهي تمزح وياهم: وزنها 55 ما تنلام...
      حور: اسكتي انتي.. بمتن بتجوفين..
      بدور: نتمنى
      سرور: ما تخيل نفسي ووزني 55.. too much صراحة..
      علي وهو يقوم من على الطاولة : بسكم عاد الحين لا تتناجرون.. انا برد البيت الحين بروح اتطمن على امكم وعلى نور من الصبح للحين مادري عنها... انتو ظلوا هني
      بدور: لايبا برد وياك بتطمن على امي..
      علي يناظر سرور وحور: وانتو؟؟؟
      سرور: لا باقي جم شي بنكمله انا وحور وبنطلع...
      علي يناظر حور: اوكي عيل اناو اختكم بنروح.. لا تتأخرون.. واخذوا ال..
      حور: ادري ادري.. اخذوا درب الشمال عشان لا نتأخر..اوكيك dad don't you worry
      علي وهو يبتسم لحور: اوكي..اشوفكم في البيت..
      بدور: باي باي..
      حور وسرور: باي باي...

      حمل علي صندوق بنته وهي حملت الجنطه وطلعوا من المطعم وهم منطلقين الى البيت... حور وسرور ظلوا في المطعم وسط هذيج البقعة الوحيدة المنورة يفكرون في وضع امهم... حزن ابوهم لا يحتمل.. على الرغم من انه يحاول يخفف الوضع عليهم كلهم الا انهم ما يقدرون الا انهم يفكرون باللي بصير في النهاية...

      حور: سر ور؟؟ بغض النظر عن اللي بصير لامي لو ردينا.. سواء كان سلبي ولا ايجابي.. شتظنين احنا بنواجه في بللد ما نعرف عنه شي الا من خلال ذكريات اهلنا؟؟
      سرور وهي تتنهد: to be honest انا مب متشوقة ولا هالكثر لروحتنا هناك.. مادري.. اظن اننا ما بنطول.. بنرجع هني بسرعة.. وهذا اللي يظنه بابا.. من جذي ما باع البيت وخلى كل شي تحت الرعاية عشان نرجع..
      حور وهي تفكر في امها والحزن مبين عليها: ماقدر اروح البيت واشوفها... اخاف انهار..
      سرور وهي تحط يدها على جتف اختها: لازم نكون اقوياء يا حور.. قوتها ترى فينا..
      حور وهي تذرف دمعة حزينة: بس يا سرور.. انا عمري ما كنت قوية.. ماما كانت دايما الدرع اللي احتمي فيه..
      سرور: ضد بابا.. وضد الدنيا بابا اهو الحماية اللي احنا نحتاجها..
      حور: تظنين اللي عايشين هناك بيكونون معقدين؟
      سرور: مب اكثر من اهل نيويورك..
      حور وهي تتذكر اهل نيويورك بحالمية: ااااه من اهل نيويورك.. من اهل الأب تاون والداون تاون.. من اهل ستاتن ايلاند ومن منهاتن..
      سرور: من اهل كوينز ومن اهل البرونكس..
      حور وهي تتذكر الكلية: من اهل المنطقة الجامعية ومن fifth avenue
      سرور يوم يابت حور اسم المنطقة تذكرت محمد اللي يا وفي نفس الوقت تذكرت سلسلة حور اللي لقتها في صندوق الكاشيير.: حور عندي شي لج...

      راحت سرور عند الكاونتر وحور اللي سادحة راسها على الطاولة تطالع الللي يمرون من واجهة المحل بتأمل.. تبي تشبع عيونها من هالمنظر عشان ما تشتاق له وايد.. الا وسلسلتها الذهب تتدلى عند عيونها وتتفاجأ بقوة

      وقفت وسحبتها من يد سرور: من وين يبتيها؟؟
      سرور ووهي تضحك: بابا قال ان هذاك اليوم واحد عطاها ماما .. قال انه يعرفنا احنا اللي نشتغل هني وجافها طايحة منج ونسيتيها في السابواي ويابها وماما خذتها من عنده
      حور وهي تقعد على الكرسي ويدها على ثمها: المسيــــــــــــــــجين ظلمته!!!!!
      سرور تقعد يمها بابتسامة عريضة وتقلد على حور: الحرامي باق سلسلتي.. الحرامي الي ما يستحي على ويهه.. كاااا حطيتي ذنب الريال في ذمتج.. انا قلت لج هذا ولد حلال وما يسويها..
      حور وهي تحاول تعطي نفسها العذر: شكان المفروض اني اسويه؟؟؟؟ اتهم القدر وهو اللي انضربت فيه وفقفدت سلسلتي من شفته؟؟؟
      سرور: يا غبية.. انتي تشوفين واحد يلبس جاكيت جلد اصلي.. وربعه يلمعون من الفخفخة عن بعد.. يبوق لج سلسلة ذهب ما يوصل سعرها ال200 دولار؟؟ تصير هذي يعني تصير؟؟؟؟
      حور بغرور: شوفي.. جاكيتاتهم الجلد ولا فخفختهم هذي كلها ما تسوى دولار واحد صرفته امي وهي تشتري لي هدية احايط بها نفسي تعويذة ضد الشر...
      سرور بخبث: بالكلام عن التعاويذ.. شفتي الل في يد بدوروه؟؟؟؟ القطعة اللي مربوطة بخيط جلد..؟؟
      حور وهي تحاول تتذكر: ما شفتها ماحطيت بالي عليها زين .. شفيها؟؟
      سرور وهي رافعة حاجب: هذي الانسة عليها تفسير مقنع للي في يدها..
      حور: يمكن مجوهرات عادية حالها من حال البنات
      سرور: انا اعرفها زين هذي دعلة ما تحب سوالف البنات ولا اكسسواراتهم... الخاتم عندها نقطة تراجع في خلفية المرآه..
      حور ووهي تضحك: الله يعينها بدوور. بس ما تلاحظين انها كل ما تكبر تصير اجمل.. مب طالعة على ولا احد منا..
      سرور وهي تبتسم بفخر: فديت عمرها.. اهي اللي بترفع راسنا ان شاء الله للسماء...
      حور: ان شاء الله..

      ظلوا الاختين في المكان يشطبون اخر التعديلات.. فكروا ياخذون شي من الصور اللي حاطينها في الكافيه لكن خلوها ... جزء من سحر الكافيه اهي هالصور القديمة المعلقة في البراويز الخشبية المذهبة الاطراف.. وما راح ينتزعون شي من روح المكان عشان لا يبين غيابهم الكبير عنه...

      ودعوا المكان ثنتيناتهم بالتأثر الواضح ووالشديد.. بكت سرور وسالت دمعاتها على المنضدة اللي لطالما قعدت وسولفت ويا الناس عندها.. ومن خلالها تعرفت على محمد.. صاحب اجمل شخصية في هالمدينة الساحرة... ومن خلالها تواصلت ويا الناس وعرفت اذواقهم وحالاتهم وامورهم الشخصية.. من باجر ما راح يكون لها هالتواصل مع الناس.. راح تكون شخصية مختلفة في مكان مختلف... لكن كل شي ووله صلاحه في الامور...

      اما حور فظل كايد في بالها .. لانها في هالمكان لاقته اكثر من مرة.. وكانه يدور الاوقات اللي اهي تكون فيها وايي.. وتصير لها اكثر المواقف حرجا وغرابة.. فيه شي يقربها منه ويبعدها بنفس الوقت... لكن حركته انه يرد السلسلة الى المكان كانت بمنتهى النبل.. وتتمنى لو انها تقدر ترجع ورى عشان تسحب كل كلمة نابية قالتها في حقه.. لطالما اعتبررته غريب اطوار وشوي مخيف.. الا انه في هذي اللحظة بين لها كجنتلمان ونبيل.. مثله يمكن مثل خلف...

      في الدرب سألت سرور حور عن اللوحة

      سرور: شلون عن اللوحة الحين؟
      حور وهي تلف الشال على راسها باحكام لان الهوا الهاب في منتهى البرودة...: ولا شي.. عطيته اللوحة.. وانعجب فيها..
      سرور وهي تدفع اختها: وبعد؟؟ شصار
      حور وهي تبتسم خجل: شفيـــــــج؟؟ شبصير يعني.. شكرني.. وقال لي.. شي
      سرور وهي متحمسة : شي شنو؟؟
      حور: اني... اني لو كنت.. في ظروف ثانية وهو في ظروف ثانية.. واجتمعنا.. كنا بنكون شي.... تعرفين.. مميز!!!
      سرور: nice
      حور: I know.. بس بعد.. حسيت ان لو صج كانت بيني وبينه ظروف مختلفة ماكانت الامور بتتجاوز حدود الزمالة... احنا اكثر احترام من هالمواقف.. احنا ما نحط راس اللي يابونا بالقاع.. صج ساعات نستخف وراسنا يشم الهوا.. بس بعد.. احترام انفسنا من احترام الناس لنا...
      سرور: حجي دررر..
      حور: ههههههههههههههههههههههههههههه.. تتطنزين.. قوليلي انتي زين..شعنج ويا الup town boy
      سرور بغرور: هجرته.. هجرته للأبد..
      حور: ههههههههههههه انتو متى كنتوا ويا بعض عشان تهجرينه
      سرور: هههههههه امزح وياج.. بس اليوم قلت له اننا بنسافر.. وانصدم اهو..
      حور تدفع اختها بدلال: صج والله؟
      سرور بغنج: وايد... حتى انه ما قدر ياكل ولا يشرب.. ويوم يا بيدفع قلت له لا.. it's on the house
      وتم يمدحني وويمدح المطعم..
      حور: خوش شي..
      سرور: تعرفين.. اهو ريال طيب... بس لكن ولا في مليون سنة انا وهو نقدر نجتمع!! اهو مكانه فوق في السما ويا النجوم اللامعة.. انا وحدة مكاني في الارض ويا الزهور والاشجار والحشيش
      حور: يا عيني عليك يالحشيش.. يالله خلينا نروح البيت بلا حجي فاظي...
      سرور وهي تضحك: بس تصدقين.. تمنيت لو ان شي جذي من حركات سندريلا يصير لي.. طول عمري وانا معجبة فيها ام العبل..
      حور وهي تطلق حكمة من حكم بدور: سندريلا ليست الا عائق في وجه تقدم المرآة وهي اكثر رواية خيالية تجريح في حق المرآه.. احنا لازم نكون مثل جون دارك.. ولا فلورنس نايتنجل.. هذول هم اللي بنوا الصرح النسائي في المجتمع
      سرور وهي تناظر حور من غير تصديق: من كان يدري؟؟ بدور معدية...

      ضحكت حور على اختها وتموا يمشون ويا بعض.. ومثل حركتها المعتادة تمت حور تلعب في سلسلتها اللي يوم كانت مفتقدتها تحس بالضياع.. وطول ما كانت تلعب فيها يحضر في بالها ويه كايد... حتى انها وصلت لدرجة عميـقة من التفكير فيه على أنه انسان... ورجل... ورجل وسيم بعد.. يمتلك من المزايا والمواصفات الشكلية اللي تأهله كشخص جميل يمكن النظر اليه...


      لكن وين.. اهي خلاص بتبتعد عن هالمكان للأبد.. وعن كل طريق او درب يؤدي إلى هالشخص او أي من اصدقائه.. بالاضافة.. تذكر اهي زين البنت الجميلة اللي كانت وياه في الكافيه هذاك اليوم.. ومن طريقة تعلقها به اكيد تربط بيناتهم علاقة معينة.... انتي شكارج يا حور؟؟ اهو انسان حر وبكيفه..

      وهي تناظر السما في خطواتها لداخل محطة السابواي.. ابتسمت.. وتمنت لكايد الحظ السعيد في الحياة.. ورجت ربها انه يسامحها على ظنها الخاطئ عنه..
      خلصت حياة ويا كايد من الأكل اللي تشاركوه بمرح ونهم يمكن... نسى كايد تدريجيا رغبته في زيارة الكوفي شوب لكن ما نسى كلام محمد عن حياة وعن كونها البنت اللي يمكن تكون مناسبة.. وكانت يمكن هذه هي الفرصة انه يكتشف ان كانت حياة البنت ولا لاء اللي يمكن توفي رغبته في الحياة.. يتخذها زوجه له ترضيه وتريحه وتجلب له الاستقرار والموطن اللي اهو يبحث عنه...

      وهي تلملم في الاغراض: وعاد اتصلت في محمد وما جاوب علي وسكرته.. رحت ورديت عشان القى مسج من عنده وهو يقول::: save me, I'm dying slowly here::: هههههههههههههههههههه
      كايد وهو يشرب من عصير التفاح اللي يابته حياة معاها: ههههههههههه.. مسكين محمد.. انا مادري شفيه هالانسان مب راضي يتحمل اسلوب الحياة اللي اهو يمشي عليه من ولدوه؟؟ انا مكانه خلاص اتعود وأتـأقلم..
      حياة: I know وجم مرة قلت له.. بس بعض النفوس تكون عنيدة لدرجة اليأس
      كايد وهو يتكلم عن طيبة نيه: ما يسمونه عناد.. يسمونه لعب عيال..
      حياة فهمت الجملة غلط:.. او يمكن.. رغبة عميـقة داخلية.. ما يهزها المحيـط اللي اهو ساكن فيه...

      عم الصمت بين كايد وحياة الا من نظراتهم لبعض.. نظرة حايرة من كايد ونظرة تحدي من عيون حياة كسرتها بضحكة استهزاء ساخرة...

      وهي تحمل الصحون وتحطهم داخل السلة:.. على كل حال.. هذا كله المقدر والمكتوب صح؟؟
      كايد وهو يناظرها بشك ويقوم عن الارض: صح.. مقدر ومكــتوب..

      سكت عنها كايد وقام راح لعند المكتـب.. واسم حور يرن في باله مثل الخلخال بريل البنت الصغيرة.. ولكن هالمرة يرن وياه بالتباع اسم حياة.. يحاول يلاقي التوازن ما بين الاسمين.. وحدة تعبر عن الجمال والسحر الشكلي.. وثانية تعبر عن الحياة نفسها.. اهو ما يعرف عن حور كفاية اللي يعرفه عن حياة... اهو تقريبا حفظ ماهية حياة وطريقة تفكيرها وان كانت تتمنى لو انها كانت غامضة اكثر.. الا انها اشف من الماي ...

      حياة وهي تقطع تفكيره: شتفكر فيه؟
      كايد وهو يرفع حاجبينه علامة على السرحان: هممم؟؟؟ لا ولا شي.. بس... الشغل وما فيه؟
      حياة بابتسامة ساخرة وذراع مطوية على صدرها: كايد... اذا كان في شي ما يشغل بالك في هالدنيا.. اهو شغلك..
      كايد وهو يوقف ويحط يدينه في مخابيه والابتسامة على ويهه: ليش يعني مب مثل الاوادم ؟؟؟
      حياة: لا .. لانك تتقن عملك وما تخليه يصب منك أي عرق او تعب او حتى تفكير.. you are very good at what you do!!
      كايد وهو يلتف عنها ويروح للدريشه الكبيرة ذات المشهد الفظيع: اللي تتكلمين عنه اهو الكمال.. ومحد كامل الا وجهه الكريم...


      تم يناظر ويتمنى لو ان بصره يكون خارق ويمتد الى بيت حور.. مب الكوفي شوب.. بل البيت.. يشوفها شلون تتصرف في قعر دارها بحريتها وانفراديتها وشخصيتها الآسرة... ما قد كلمها.. وما شافها شلون تتعامل الا مع الزبائن.. الا ان فيها شي يخليه مثل الحديد تجاهها.. انجذاب غريب من نفسه لها...


      واييه صوت حياة البعيد بعض الشي: انا بمشي الحين... تصبح على خير
      التفت لها كايد وهو مستغرب: توه الناس؟؟؟؟
      حياة اللي ما اخفت حزنها او زعلها: وليش اتم؟؟ عشان تتم سرحان وانا اتكلم بنفسي؟؟؟
      كايد: حياة ارجوج؟
      قاطعته حياة بعصبية: ارجوج شنو يا كايد؟؟؟؟ ارجوج شنو؟؟ اذا انت ما يأثر فيك اللي تسويه انا يأثر فيني... اذا انت ما يحركك شي من اللي انا اتحرك فيه فما لا داعي للكلام او الرجاء.. (وتبدلت ملامح حياة الى شبه الكلام واليأس) عمري ما حسيت عمري جذي..
      تقرب منها كايد : حياة واللي يسلمج لا تتكلمين جذي
      سكرت حياة الباب بقوة والجاكيت يتحرك بسهولة عليها وهي تتجدم صوب كايد بعصبية: قول لي شنو هو بالضبط..
      كايد وهو واقف بعيد عنها شوي: شنو شنو؟؟
      حياة: اللي انت مب قادر تتخطاه؟
      كايد وهو متنرفز شوي: مب فاهم عليج حياة
      حياة: شنو اللي فيني ومب عاجبك؟؟ شنو الشي اللي يخليك تبني هالحايط اللي انا احاول اتسلقه من خمس سنوات.. من اول ما عرفتك يا كايد؟؟؟
      التفت عنها كايد وويهه محمر من الاحراج.. او يمكن الغضب: حياة ماله داعي هالكلام..
      حياة بياس: ليش ماله داعي هالكلام... كايد انت تعرف بالضبط انا شنو امر فيه؟؟؟ انا اعيش في جحيم ممر.. وقاسي ومؤلم.. اشوفك كل يوم.. اسولف معاك معظم الساعات.. اهتم لأمورك ولبيتك ولشغلك ولصحتك.. بحق الله انا اهتم حتى في جلبك.. وانت شنو اللي تقدر تقدمه لي؟؟؟
      التفت لها كايد وهو متحير: شنو اللي تبينه يا حياة؟؟؟ مقابل على هالمساعدات؟
      حياة وهي منجرحة: مقابل؟
      كايد وهو منحرج الثاني: يعني ياية تتمنين علي؟؟؟؟

      سكتت حياة وهي تحس بطعنة عميقة في قلبها..... ماقدرت الا انها تبجي بحرارة كبيرة...

      كايد وهو يحس مثل الأسد اللي محبوس في قفص ومب عارف شيسوي عشان يطلع منه: انا الف مرة قلت لج يا حياة.. انا حب ما قدر احبج.. انا ماقدر احب نفسي فشلون بقدر احب انسانة ثانية...
      حياة وهي تمسح دمعتها بيدها الرقيقه وشعرها يحايط ويهها: عمري ما انهنت مثل هاللحظة..
      كايد وهو يتصرف بصلابة ولكنه من داخل مهشم: حياة.. انتي علبالج انا صنم ما حس ولا افتهم لكنج (بحرينية يعني لكن انتي "اختصار مفيد") غلطانة.. انا اعرف واقدر واحترم واخاف من حبج الكبير لي... لكن في نفس الوقت.. انا اعرف اني مب اكثر من امنية في قلبج يا حياة... مب اكثر من شي انتي تتمنينه عشان تملكينه مثل ما تملكين اخر ستايل من الملابس او الجواتي او حتى السيارات.. وانتي في حالة عصبية ونفسيه متدهورة لانج مب قادرة تلاقيني.. لاني ما اسمح لج بهالشي...
      حياة اللي تحس انها قاعدة تنطعن اكثر من مرة حملت جنطتها وتوجهت للباب: انا مب مضطرة اقعد وواسمع كل هذا..

      مشى كايد بسرعة وهو يقطع الهوا الساكن في الغرفة ويوقف في ويهها عند الباب لحد ما حجز عنها دربب الطلعة..

      كايد: بتسمعين اللي بقوله
      حياة من غير ما تناظره ودمعها ينزل: خلني اطلع مالك حق تحبسني..
      كايد : مب قبل ما تسمعين اللي ابي اقوله
      حياة وهي تناظره بعيونه التعسة: شبتقول اكثر من اللي قلته...


      سكت كايد وهو يسحب نفس ويرخي اعصابه المشدودة.. وفي نفس الوقت يعطي حياة المجال انها تتراجع لداخل المكتب وتقعد على الكرسي الطويل في الزاوية وتبجي براحتها... ظل اهو واقف عند الباب بطوله الفارع وألم بالراس ما بيسكنه الا دخان الزقاير.. وهي قاعدة على الكرسي ضام ريلينها ومادة يدينها الى ركبتها ومايلة براسها لورى تحبس الدمع عن الانهمار...


      ياها صوت كايد الهادئ مثل النسمة الساكنة على البشرة من بعد الحر:... يا حياة.... انتي الي تتمنينه فيني ... واللي تظنين انه موجود.. ترى كله وهم.. وكله مب حقيقة.. وكله شي مزيف ومخنووق ويمكن مقتول.. انا مب فارس الاحلام.. ولا الشخص الغامض في رواية جين اوستن... انا مب المتحرر والغير مقيد.. انا مب امير الاحلام اللي ينقذ ساندريلا او يقتل الغول... او حتى جاكيت اخر موضة تقدرين تلبسينه وتبينين اشكثر انتي محظوظة فيه
      حياة وهي تناظره باستنكار: انت ليش قاعد تقول جذي؟؟ ليش قاعد تبين اني انسانة سطحية وتافهة وما ابيك الا عشان اشياء سخيفة؟؟
      كايد وهو يتقرب منها بهدوء ويناظرها مثل ما يناظر الاب احد اولاده لمن يبي يقول له شي يفيده: انتي مب تافهة يا حياة... ولا عمرج بتلمسين التفاهة.. انتي اعلى مستوى برقيج ومستواج الفكري عندي... التافهه اهي رغبتج اللي تدور حولي انا... رغبتج في اني اكون ملكج.. شخص لج وتحت ارادتج.. (توها بتقاطعه ولكن) لا تقولين لي ان كلامي غلط وان ماله أي اساس بالصحة... لانه صحيح يا حياة وانا حسيت هالشي اكثر من مرة....

      سكتت حياة وردت تبجي مرة ثانية... ولكن كايد ما اهتم لدمعها او حاول انه يخفف من اللي يبي يقوله لانه محبوس في صدره من فترة...

      كايد: انتي السبب اللي يخليج تعتنين فيني.. اهو انج تبيني اكون مناسب قلبا وقالبا لج... ملابسي الي تختارينها وتشترينها لي... بيتي... شغلي.. وحتى طريقة كلامي... كلها مثل ما انتي تتمنينها تكون... وكاني مب ريال.. ولا حتى ادمي.. كاني قطعة طين تحاولين تشكلينها مثل ما تبين...
      حياةة وهي منصدمة من كلامه: كايد انت ليش قاعد تتكلم جذي؟؟ الحين انا ؟؟؟ انا اسوي جذي؟؟؟ انا ابيك عشان هالشي؟
      كايد: وهالشي مب غلط يا حياة.. كل انسان لمن يحب انسان يتمناه يكون مثله... قلبا وقالبا.. لكن هالشي زيادة عن الحد... ويمكن مستحيل... لان اصابع يدج مب سوى.. وبصماتج مب متشابهة..

      سكتت حياة هالمرة.. لان كلام كايد يمكن يكون صح.... او غلط.. بس فيه شي من المنطق اللي يخليها تسكت وتسمعه...

      كايد وهويبتسم: وانا ولد عرب يا حياة... ما اتمنى الحرمة اهي اللي تلاحقني واهي اللي تكون وراي.. وانا اظل جذي بلا شغلة او مشغلة وياها... الحب في قلب الريال العربي يكون مثل الصيد.. انتي تكونين في واديج وانا اللي اييلج.. احاربج واسايسج مثل ما ابي لمن القى منج اللي ابيه.. الا وهو حبج.. مب العكس هو الصحيح.. وهذا مب شي في رجولة العربي.. هذا شي في خلق الله وفطرة الرجل.. ما تقدرين اتيين انتي وتغيرين هالشي.. او تحاولين تسرقين منه دور احد.. It's not fair.. not to you not to me لا تحرميني من شي.. ولا تحطين على نفسج شي انتي مب قادرة عليه..
      ناظرته حياة وبعيونها حب الدنيا كلها موجه لقلبه: يعني انتظاري بيكون طويل يا كايد.. ان كنت بعتمد عليك عشان اتييني...

      سكت كايد وماقدر يقول لها أي شي... تسند لورى الكرسي وعيونه عليها وهو يراقب ويهها الحزين اللي يكابر ما بين الدمع والصمت.. وكانه يقدر يتغلغل في فكرها ويعرف انها في هاللحظة تذم وتشتم نفسها ليش انها نزلت من مكانتها جدامه.. وابتسم كايد.. وتمت ابتسامته معتلية ويهه لحد ما رفعت حياة ويهها وناظرته باستغراب.. وتنهدت..

      حياة: تضحك؟؟؟ مستانس... مب كل يوم جدامك بنيه تصيح لانك ماتحبها...
      كايد وهو يضحك بخفة: اضحك لاني قليل حظ... ماقدر اجوفج بالعيون اللي تجوفيني فيها.. واستغرب منها لانها بصراحة قليلة نظر..
      حياة وهي تتصنع الصلابة: لو سمحت.. مالك شغل في مشاعري.... ولا في عيوني... اهي شافت واختارت وتمنت...

      قامت من مكانها وحملت جنطتها ورافجها كايد الى الباب... حمل جاكيته وسكر الليتات وطلع من المكتب... نزلوا الاثنين وهم ساكتين.. وكان في قلبب كايد هدوء او شبه بالرضا.. لان هالموضوع كان شاغل باله ويمكن هالمرة اهي المرة الاولى اللي قدر يتكلم فيها بالصراحة مع حياة من غير اللف والدوران...

      ويوم وصلوا لعند سيارتها المركونه عند باب الشركة الرئيسي التفتت له..

      حياة: لعلمك...
      كايد وهو يتجتف لها ويتظاهر بالاستماع الشديد لها:.. ماذا؟
      حياة ووهي توقف بغرور في ويهه: ملايين يتمنون هالحب اللي فيني... وانت لو تذوق حبي لك.. بتحب نفسك.. وبتتمنى لو انك حبيتني قبل ما يفوتك القطار...
      كايد: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه... .
      حياة وهي فرحانة على ضحكته الرنانة : أي اضحك... ترى هالضحكة ضحكة غرور وانا اعرف لغروركم للرياييل.. خلاص كايد... كل شي صار في يدك.. انت تبيني.. انت تعال لي.. انا مب مسويتلك شي من يوم ورايح.. وبتشوف انت شلون بتخيس...
      كايد وهو يشم روحه: الحمد لله بعدني في بر الامان
      حياة: انتظر.. وسترى...

      ركبت سيارتها البنتلي وطلعت من الشارع بسلاسة... اما كايد فظل واقف مكانه دقايق.. وهو يحس بالهوا البارد يدخل لعظامته من القميص الاسود اللي عليه وبانطلون الجينز الوسيع.. طلع القفازات ولبس القحفية القطنية على راسها وتم يمشى في الدرب لمن وقف له تاكسي... اول ما دخل ولع له صلب زقاير نيي وتم يدخن بشراهة وهو في دربه للبيت.. ناسي الكافيه اللي تمنى يروح له.. وياه اتصال محمد اللي نبهه لامنيته هالمساء..

      كايد: وان لم يكن اسير البرج محمد الفيـصل.. كيف حالك ياخووك..
      محمد وهو قاعد على كرسي بيته الفخم: زفت ولله الحمد..
      كايد: عسى ما شر.. عمتك مرة ثانية؟
      محمد: ياليت.. بكون عارف ان هالشي طبيعي ومن مجريات الحياة.. لكن لاء؟
      كايد وهو يدخن الزقارة:.. عيل شفيك؟؟؟ what's the problem?
      محمد وهو يحس انه بيلقي صاعقة على كايد:.. اهل الكافية..
      كايد وهو يعقد حاجبينه وينفذ دخان:.. علامهم؟
      محمد: تركوا الكافيه.. وبيرجعون لديرتهم

      جمد حلج كايد ودقات قلبه ضربت في صماااخ اذنه وهو حاس انه مب قادر يتنفس وان باقي الدخان بيتركز في رئته..

      كايد: شنو؟ شدراك؟
      محمد وهو يوقف ويحط يده في مخباه ومجابل البلكون الفخم: اليوم رحت هناك الصبح وقالت لي سرور..
      كايد والمرارة تسري في ثمه مثل العلقم: زين ما قالت لك التفاصيل؟؟ سبب روحتهم؟؟ وليش بيروحون؟؟؟
      محمد وهو مب مستغرب ردة فعل كايد: قالت لي ظروف عائلية... امها مريضة ولا شي.. ماذكر زين...

      حس كايد ان العالم كله يتناثر حول ما حوله... اذا العائلة راحت معناته حور راحت بعد.. واذا حور راحت معناته الحلم يروح.. وانا بعدني ما حتى كلمتها...

      كايد وهو متظايق بالحيل: محمد بخليك انا الحين..
      محمد: وين ؟
      كايد: بخليك بس .. باي..

      سكر كايد عن محمد والتف على طول لراعي التكسي.. عطاه امر انه يروح لمنطقة الكافيه .. شي في قلبه خببره انه لازم يروح الحين.. لانه اذا ما راح ما بيلحق على اخر شوفة لحور... وتم يدعي طول الوقت انه يلاقيها ويشوفها...


      ظنكم؟؟؟

      كايد بيلاقي حور؟؟؟؟


      ولا حور بتقدر تشكر كايد على السلسلة؟؟؟


      بيتم هلشي الحين.. ولا بيــتأجل.. الى المستقبل؟؟؟؟

















      الفصــــل الثاني

      =-=-=-=-=-=-=


      وصل الى المطعم لقاه مفتوح وشكثر تغنت عروق قلبه على هالفرحة الكبيـرة.. وتم يركض في طول ذيج الساحة المبلطة بالخشــب والطاولات المصفوفة بكل مكان بمعنى الكلمة عشان يوصل الى داخل المطعم...


      دخل لداخل وهو ينفخ من تعب الركض في الهوا البارد.... وقف وبشرة ويهه متجلطة من البرد... حس للدخان ينفذ من حلجه ولريله الواقفه والدم يجري فيها مثل الثوران بالبراكين من النشاط المفاجئ...


      ما كان احد في المطعم.. كان خالي من الناس.. وحتى الكاونتر كان خالي.. تقدم بخطوات مرتابة يطل من فتحة باب المطبخ لقى في حركة خفيفة داخل... وانتظر عند الكاونتر لحد ما طلع له فنسنت.. احد العاملين هناك...


      فنسنت باستغراب:we are closed
      كايد وهو يناظر فنسنت بعيون متوسعة وهو عارف انهم مسكرين والا ليش المكان خالي: I know.. but (ما ظن انه يقدر يتجرأ ويلفظ اسمها بالعلن..) is… hoor.. here??
      فنسنت بكل هدوء: no .. she just left with her sister…
      كايد ووهو يحس بالغصة في قلبه: is she coming back..?
      فنسنت بهدوء: no ..they will fly tomorrow to their motherland..
      كايد وهو يحس بالاختناق : ohhhh….


      تسند على الكاونتر وهو يتنشق الهوا بصعوبة... شهالقدر وشهالنصيب... يوم اللي ظن انه بيلاقيها اخيــرا... يوم اللي ظن انه يقدر يمشي بخطواته تجاهها.. يلاقيها بتختفي من حياتها ويختفي معاها صدى مشاعره الغريبة تجاهها... التفت عشان يطلع ولان فنسنت كان ينتظره عشان يسكر باب الكوفي شوب..


      توه بيطلع كايد من الباب الا وحور داخلة المطعم بعنف... ووراها سرور اختها.. لكن الثانية اصطدمت باختها اللي كانت واقفة وهي متجمدة عند الباب.. ناظرت سرور للي حور واقفة متصنمة عشانه.. وابتسمت في ويهه..


      سرور: اهلين....


      كايد كان يبي يقول شي.. لكن حلجه بس اللي انفتح ولسانه ابى الكلام...


      سرور وهي مستغربة: تبي شي؟؟؟
      كايد وهو ينقل نظراته المحرجة ما بين سرور وحور اللي تناظره بطريقة مختلفة اليوم..:.. كنت بس ابي.... استفســر... عن شي....
      حور وهي تنط عليه بابتسامة بينت لمعان ظروسها الانيـقة في ويه كايد: وانا بعد.. كنت ابي اشكرك
      كايد وهو يحس بالدم يتصاعد لاذنه ودماغه وان مخه اثقل من المعتاد: شنو؟؟
      حور وهي تضحك براحة في ويه كايد القلق: على السلسلة... (استغربت حور) مب انت...
      كايد وهو يحمد الله على هالعذرا لقوي: اييييييي.. صح صح.. السلسلة... انا من جذي... ييت.. اتأكد انج... استلمتيها..
      ابتسم كايد بتوتر وابتسمت حور في ويهه وحست انه مب طبيعي شوي: أي استلمتها.. (مدتها من رقبتها) كاهي... شكرا بصراحة مادري شلون اقدر اعبر لك عن قيمتها العظيمة في قلبي...
      كايد وهو يناظر شوي الارض وشوي سرور وحور .. ولاحظ الضحكة اللي في سرور وهي تناظره بمرح: ... حاظرين لكم...


      ما عنده شي اكثر يسويه.. واقف مثل الأهبل وسط المطعم.. والطاقية على راسه وما يدري انها مسويته مثل الياهل .. حور تمت تناظر اختها سرور تنتظر منها حركة أو أي بادرة..

      كايد: عن اذنكم .. بمشي..
      سرور وهي تتمصخر: تو الناس؟؟
      كايد وهو يناظرها باستغراب: الساعة 11 وشوي الحين
      سرور: شرايك لو نعزمك على بيتنا... عندنا حفلة صغيرونه مسوينها على شرف رجعتنا للديرة..
      حور تناظر سرور بذكاء وكايد يناظر الثنتين وشوي يصير العيد عنده: لا مابي اظيج عليكم..
      حور وهي تناظر سرور وتساعدها: لا عادي.. ماكو ظيج.. الحفلة بسيطة وعازمين فيها شوية من جيراننا.. معظمهم عرب... وما بتحس روحك ضايع فيها..
      ناظر كايد حور باستغراب على روحها المرحة.. توقعها شخصية صلبة لكنها طلعت بنت بمنتهى المرح والخفة:... عادي؟
      سرور وهي تتخصر: مب بس عادي.. الا اتوماتيك... ماتبي تعزم احد وياك عادي ترى ينفعنا زيادة في العدد...
      فكر كايد في محمد: عندي صديق... تعرفينه انتي (يناظر سرور بشك)
      ابتسمت الاخت وهي تمثل الصلابة: احسن كستمر عندي..
      حور وهي تناظر سرور بمكر ولكن الاخيرة دفعتها عشان تشيل عيونها:why don't you call your friend? (ليش ما تتصل في ارفيجك) عشان كلنا نروح؟؟ سوا؟؟؟
      كايد وهو يناظر حور .. وكانه ينتظر الموافقة منها.. فما كان منها الا انها تبتسم في ويهه بمرح..:do call him…

      رفع كايد السماعة وهو يشل في قلبه صوره حور وهي تبتسم بنعومة في ويهه وتعامله وكانه قطعه منها ولا احد غريب.. والتفت عنها وهو ينتظر من محمد انه يشيل السماعة...

      رفع الاخير السماعة من بعد عزف انيـق على البيانو يصغي له ابوه وعمته وبنت عمته الاميـرة الحزينة...

      يوم قام محمد يرد التلفون وقفته عمته: اعزف يا محمد.. وخل عنك التلفون...
      محمد باحترام تجاه عمته: يمكن شي مهم خلوني اخلص وارجع لكم.. عن اذنكم..
      يوم راح محمد التفتت العهود الى امها بصوت واطي: يمة خليني اروح تكفين..
      العنود وهي تناظر اخوها وهي تشرب في عصيرها بصوت منخفض ولكن عميـق: عهود يمة رجعي لكرسيج وتظاهري انج مستمتعة بهالقعدة... لا يصير لج اللي ما تتمنينه...

      رجعت العهود لكرسيها وهي تفكر في حسين اللي ينتظرها... مواعدته من ثلاثة ايام على هالطلعة.. وبوجود امها ونحاستها ما راح تشوفه ولا تلاقيه ولا تلاقي احد من ربع الجامعة.. ما تفهم امها –اللي تعرف بوجود حسين- ان ماكو نصيب بين العهود وبين محمد وان صار بيناتهم أي نوع من انواع الارتباطات راح يكون عبارة عن كارثة... من يفهم ياربي من؟؟؟


      محمد اللي سكر التلفون في ويه كايد راح اتصل فيه من صالون الاستقبال...


      محمد: قوة كايد..
      كايد وهو يزف محمد على خفيف: وانت ليش ما ترد لمن اتصل فيك؟
      محمد وهو مستغرب ليش شصاير؟: قلت ما اخسرك يا حبيبي علامك؟ شصاير؟
      كايد وهو يناظر حور وسرور اللي واقفين وهم يناظرونه: ما صاير شي.. بس تعرف اهل الكوفي شوب؟؟ مسوين حفلة وعازمينا..
      محمد وهو يحس ان عيونه بتطلع من محاجرها: شفتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      كايد وهو وده يضحك على رده فعل محمد: أي.. وهم اللي عزموني.. وعزموك انت بعد..
      محمد والعبرة في عينه من زود الاناسة: احلـف؟؟ من ؟؟ سرور؟؟
      كايد: ايه.. شقولك عيل؟؟؟
      محمد وهو يفكر في عمته العنود اللي ما بتخليه يطلع.. بتقعد تحن على راسه لمن يشيب:... اقول؟؟ خلك مكانك وين ما انت.. وانا ربع ساعة وعندك..
      كايد يكلم سرور اكثر من حور لانحراجه منه: يمكن ياخذ له ربع ساعة نص ساعة؟
      سرور: معليه ننتظره عشان فنسنت والياندور يخلصون..
      محمد : تكلم سرور؟
      كايد: أيه وبننتظرك..
      محمد بحماس شديد: آآآآخ لو فيني اخذ الطيارة النفاثة الخاصة بس الناس ليل...
      كايد: ههههه.. يالله انتظرك!!!


      سكر محمد عن كايد وهو يناظر التلفون بفرح... ترك السماعة محل ما خذها وراح للصالون الكبير.. ولكن قبل لا يدخل فكر باستيراتيجية يشرد بها من البيت...


      دخل الصالون لقى ابوه قاعد على الكرسي الطويل وهو مسترخي وعمته عند البيانو تعزف واالعهود قاعدة بملل فاحتار لامرها...


      محمد وهو يكلم الكل بصوت جهور:.. السموحة منكم بس طرى علي شي.. ظرف اصدقاء ماقدر اني ما احضره!!
      العنود وهي متفاجئة: بس هاي قعدة العائلة يا محمد وين بتروح؟
      محمد وهو يقول في خاطره (ما يصير ما تستكين يعني؟) : لا يا عمتي تراج تمونين بس ظروف.. مثل ما انتو هلي ولكم الواجب علي.. هم ربعي يستاهلون
      تكلم الفيـصل وهو يفصل الموضوع..: روح يبا.. روح ودير بالك على حالك...
      العنود وهي تنطق وتدري انها يمكن تخسر حياتها: تقدر توصلني وياك محمد؟
      العنود وهي تحس انها بتفجر بنتها: عهود؟؟؟ وين رايحة؟
      العهود وهي تحس بالرعب من امها: قلت لج يمة.. عندي عزيمة مع ربعي!!
      العنود وهي تعزفف البيانو بشدة: قلت لج ما في تروحين؟
      الفيصل وهو يبت الموضوع: وليش ما تروح؟؟ حالها من حال هالشباب تبي تطلع وتتنفس وسط الناس.. ماتقدرين تحرمينها من هالشي
      العنود وهي ودها لو تشربب من دم العهود لان اللي تبيه وصلت له: بس ياخوي..
      قطعها الفيصل: خليها تروح.. روحي يبا.. روحي وتسلي ولا تتأخرين.. مب زين طلعة البنات لوقت متأخر...
      العهود وهي تهوي على خد خالها تبوسه : فديتك خالي.. ولا يهمك.. طرش لي برادلي (السايق) الوقت اللي انت تحس انه مناسب..
      الفيصل وهو يبتسم لبنته: ولا يهمج حبيبتي.. محمد (يكلم ولده اللي تحقرص وهو ينتظر البت في سالفة العهود) خذ بنت عمتك وياك..
      محمد وهو يسرع: يالله عهوود سرعي..
      عهود وهي تحمل جنتطها الصغيرة المخملية من سيرها السيلفر الناعم: انا جاهزة محمد.. تصبحين على خير يمة؟


      ماردت العنود على امها وناظرتها بخوف.. لمتى يعني بتعاملني جذي؟ جن الله ما خلقني الا عشان البي لها رغباتها وآمالها..


      يوم راحوا العيال ظل الفيصل ويا اخته اللي كانت في حالة من الغضب الصامت .. وعرف انها معصبة فكلمها بكل هدوء...


      الفيصل: يا العنود.. العيال مثل الطين... تشكلينه بطيبتج وحنانج بالشكل اللي انتي تتمنينه... الشدة عمرها ما نفعت الا بالكسر.. والتشويه... سمعي كلامي وانا اخوج.. واللي تتمنينه من هالاثنين بصير.. اذا كان عندج صبر.. وحنية...


      سكتت العنود وهي تناظر اخوها المستريح... ورفعت عيونها الى الباب اللي طلعت منه العهود... هالبنت ما بترتاح الا لمن تسوي اللي براسها.. ما بترتاح الا لمن تقضي على امل كونها شريكة حياة محمد المستقبلية... لكن مو وياي يالعهود.. انتي بتاخذينه بتاخذينه.. لو كان اخر شي اسويه بحياتي..


      --------------------------


      بالسيارة كانت العهود مستانسة وتحس انها اكبر من الدنيا ... فرحة لقاء حسين مخليتها تشعشع وهذا اللي لاحظه محمد ولد خالها..


      محمد وهو يبتسم بسخرية: ناس مستانسين.. (اتسعت ابتسامة العهود) الله يستر بس شناويين..
      العهود: اسكت عني يا محمد والله صار لي دهر ما طلعت من البيت بروحي.. احس روحي طير واخاف اظيع..
      محمد اللي يعتببر نفسه صديق واخ للعهود: أي بس لا تطيرين وايد لا قصص لج يناحاتج..
      العهود: يالله عاد محمد.. لا تكلمني جذي.. You sound like mom (كانك امي)
      محمد وهو يلف عن الشارع: يالعهود.. امج ما تبي الا مصلحتج..


      ناظرته العهود بحاجب مرفوع.. فضحك محمد ..


      محمد: اللي قصدي اهو انها تبي مصلحتج.. ولكنها مملة شوي.. ووايد تضغط عليج..
      العهود: صح لسانـــك..
      محمد وهو يرد عليها بقوة: مو معناته انها ما تحبج ولا تتمنى مصلحتج.. او انها تتمنى الافضل لج.. عذريها.. هاي رغبة كل ام وابو..
      العهود وهي تتكلم بهدوء: عارفة لها.. ومقدرة لها اللي تتمناه لي.. بس مب بهالطريقة.. مب على حساب نفسي.. انا مب لعبة ولاني عباله اللي تبي تتخلص مني..
      محمد وهو يبي يلطف الجو على العهود الحزينة:.. انتي حمدي ربج انهم يبونج لامير مثلي.. لا تطيحين في نصيب واحد فقير؟؟
      العهود وهي تتخصر: لا والله؟؟ وايد مصدق روحك اقول.. انت اللي احمد ربك انك يمكن يوافق عليك من قبل جنابنا..
      محمد: مالت عليج اقول.. يالله نزلي.. (وصلها لمحطتها) وهاج.. ما تتأخرين..
      العهود: ان شاء الله.. ثانكس محمد...


      نزلت العهود وحسين –الشاب المغرم حد النخاع بالعهود يناظرها والغيرة تنضخ في قلبه البسيط... نزلت العهود وسلمت على محمد ومشت الى داخل الكافيه.. كانو ربعها واقففين عند الباب وحسين وياهم.. لكن يوم قربت منهم العهود وهي تبتسم بمرح مشى وهو يحس بالعصبية تسري فيه...


      ما سلمت العهود على احد وتمت تلاحق حسين الزعلان..


      العهود: حسين؟؟ حسين.. وين رايح حسين؟؟


      لكن حسين ما وقف وتم يمشي بسرعة


      العهود: حسين اوقف تكفى لا تخليني اركض جذي وراك..


      وقف حسين وهو ما يرمي عليها نظرة والألم بويهه.. ما نسى السيارة الفارهة اللي قطت العهود واللي ذكرته بعجزه وبحالته المادية الي يمكن تحدده كطرار جدام العهود...


      العهود وهي تتنفس بصعوبة من الركض البسيط ولكن طبيعتها الناعمة ما استحملت : حسين علامك تمشي جذي؟؟ وين رايح؟
      حسين من غير ما يناظرها كلمها بصوته العميق: مافيني شي.. بس..
      العهود وهي تربط الاحداث ببعض: اللي وصلني كان ولد خالي..
      حسين وهو يناظرها بلمحة: اللي بتتزوجينه؟
      سكتت العهود وهي تحس بالانصعاق من كلام حسين..: ليش تكلمني جذي؟
      حسين وهو يحس الألم بعيون العهود..:... هاي الصج مو؟؟


      تراجعت العهود عن حسين.. ورمته بنظرة مليانة دمع الألم ومشت عنه بخفة.. ما هان على حسين يخليها تمشي جذي فلحقها ووققف في ويهها..



      حسين: اسف العهود... اسف ...ماكان قصدي


      ما ناظرته العهود وطوت ذراعاتها بحركة صد لكلام حسين اللي ابتسم في ويهها الحزين..


      حسين: الغيرة كفر يا العهود...
      العهود وهي تناظره وترد عليه بصوت منخفض يعببر عن الاحترام: مو معناته انك تجرحني.. وانا مثل ما تقول دنيتك..
      حسين وهو يبتسم بألم: ما تلوميني يعني؟؟ اشوف ولد خالج اللي ينضخ كل عرق منه بالغنا والثراء.. وانتي تبينيين لايقة عليه وهو من ثوبج..
      العهود: تسمح تسكت.. كلامك بايخ وماله طعم.. اعرف انك انت بعد غني وثري.. بحبي الصادق لك...
      حسين وهو يبتسم بحزن: يوما ما هالحب ما بيسوى فلس واحد جدام هلج..
      العهود وهي تناظره بعمق: انت تبي تكدرني؟؟ وانا اللي متحدية امي وطلعت عنها وهي منقهرة علي.. يايتلك عشان تقول لي جذي؟؟ تبط جبدي زود على اللي فيها؟؟؟

      ناظرها حسين وبينت صغيرة جدامه مع انها طويلة.. لكنه اهو بعد طويل ويمتلك من الوسامة القدر الكبير.. حتى انه لو كان بمثل مرتبة محمد راح يكون نظير مخيف له.. ويمكن افضل... ناظر العهود بعيونها العسلية الكبيـرة المكحلة بسواد الليل...


      حسين: اســف...
      العهود وهي تلف ويهها بدلال: وين اصرفها..
      حسين وهو يقرب راسه منها: مصرف قلبج...
      التفتت له العهود وضربته على ذراعه بخفة: سخيف تدري..
      حسين وهو يضحك وتبين ظروسه اللامعة البيضا:.. حلوة منج... مثل العسل..


      ابتسمت العهود لحسين ومسكت ذراعه ومشوا لعند ما ربعهم قاعدين...


      قصة العهود اللي جمعتها بحسين بسيطة وبمنتهى الوضوح... كانت في اولى سنواتها الجامعية لمن تلاقت وياه.. وكل ما تتلاقى وياه كانت تصطدم فيه مماا يؤدي الى سقوط كتبه كلها على الارض ويرميها بنظرات تصغير لذاتها الصغيرة.. وكانت هي ما تقدر تقول له الا اسفة.. ومرة شافها في المكتبة وكانت توها بتصطدم فيه لانها ما كانت –كالعادة- منتبهة.. ولكنه وقف في ويهها وهو حامل الكتب اللي يحتاجها لدراسته العميـقة. وفي حلجه القلم اللي يستعمله.. سمح لها انها تمشي.. هز راسه عجب من هالبنت.. لكن يوم مشى عنها ما قدر الا انه يبتسم لجمال ويهها السمح والمملوح...


      تناوبت الايام وتلاقت العهود اكثر واكثر بحسين يوم تعرف على احد الشلة اللي اهي فيها.. مع انها ما كنت تضرب لسانها بلسانه الا انها قدرت تعرف اشياء كثيرة عنه.. عن نضال وعصامية حسين ووعن تسلقه وتعبه في مجال الدراسه... وقدرت انها تكون له رصيد كبيــر من الاحترام والتقدير على جهوده.. وسرعان ما تحول هالاحترام الى اعجاب.. ومن الاعجاب الى الحب... ولكن من طرف واحد.. وبنهاية السنة اللي قبل قدر حسين يعرف ان العهود تحبه من موقف صابهم.. يوم ان وحدة من البنات نطقت بشائعه عن بنت تنتظر حسين بديرته اذا خلص الدراسة.. والعهود ما تحملت الموقف وراحت سألت حسين وهي تذرف دمع جريئ جدامها.. حسين ما انكر الاطراء الكبير من دموع العهود له.. لكن في نفس اللحظة حاول يمنع نفسه من حبها لانها وريثة لثروة كبيرة.. ومثل ما سمع من الربع انها محيرة لولد خالها الشبه بالامير... لكن القلب كان اقوى من العقل في حب هالاثنين.. واستطاع حسين انه يعرف بحبه الكبير للعهود اللي صارت اكثر من حبيبة في حياته.. الا ان الخوف من ان الثروة والفلوس تفرق بيناتهم كان عائق في راحة حسين والعهود... اهي مستعدة تتحمل لكن هل حسين مستعد يعرض العهود لمثل الاضطرابات العائلية اللي يمكن تواجهها؟؟؟ يقولون قلب المحب ما يكفيه من حبيبه الا سعادته وراحته... يا تررى راحة العهود راح تكون وين؟؟؟؟ بعذاب قلببها بعيد عن حسين وراحتها ويا اهلها.. ولا راحتها وويا حسين ووعذابها مع اهلها.؟؟؟


      الله يعينك يا حسين انت والعهود....


      --------------------------------


      وصل محمد بالسيارة لعند الباركات القريبة من الكافي شوب.. وتم يركض بسرعة في المكان.. ولقى كايد واققف عند الباب ينطره واول ما شافه راح له ومسكه من رقبته..


      كايد وهو معصب والشرار يطلع من عينه: والله انك فاااااااااااااااااااظي..
      محمد يضحك بحماس: هههههههههههههههههههههه اشفيك فجني لا تطيح من كرامتي جدامها..
      كايد: تدري اني كنت بكنسل..
      محمد وهو مستغرب: ليششش؟
      كايد: الناس ليل يا حمار والبنات بعدهم في الشارع
      محمد وهو يحر كايد: ما تبيها تظل وايد بررع؟؟؟
      كايد وهو منحرج: جب لا تندم الحين.. وينها سيارتك...
      محمد: هناك بالباركات ليش؟؟
      كايد: اوكي بنروح وياهم في السابواي...


      الا وحور تطلع من الباب والبرد محمر خدودها...


      حور وهي تناظر كايد ومحمد: وصلت؟؟؟ يالله عشان نروح كلنا...
      محمد: السموحة على التاخير بس الترافيك.. (المرور)
      حور: don't mind.. (لا تهتم) اهم شي انك وصلت.. اوكي انا بنادي الباجيين وبنطلع لكم..


      دخلت حور ونادت على اختها وعلى فنسنت والياندرو وكارميلا .. الخبازين الموجودين في المكان.. وتوهم بيطلعون الا سرور تنادي حور..


      حور: علامج؟؟؟
      سرور وهي متوترة: حور مادري اخاف ابوي ما يرضى؟؟
      حور وهي تضحك: تصدقين اني مستعدة ادفع عمري لمن يلاقي كايد ومحمد ويانا.. he'll freak out (بيفزع)
      سرور: ههههههههههه ياحمارة لا تضحكين هاي ابوووج..
      حور: الحين مناللي ضحك انا ولا انتي؟
      سرور: زين خذي دفترج اللي رديتينا له ..
      حور: اوووه تصدقين اني نسيت... (خذت الدفتر..)
      سرور: بس والله صدفة... سبحان الله.. من كان يدري لو ما ردينا شكان بصير؟...
      حور وهي تضرب سرور: ايه مستانسة ليش ابو جبين عريض يا..
      سرور: ياحمارة لا تقولين جذي؟؟ صج والله جبينه عريض؟؟؟
      حور: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه..


      ومشوا على هيئة جماعة.. حور وسرور وكارميلا في طرف لانهم حريم وكايد ومحمد وفنسنت والياندرو ويا بعض رايحين لمحطة السابواي.. كايد كان يناظر خطوات حور الانيقة مثل الفرس الاصيل.. وكل ما يرفع عينه ينزلها وهو مو مصدق الدنيا اللي مب سايعته من الفرح.. ما ظن انه يقدر يفرح في يوم من الايام هالكثر... لكن لا يطلق لنفسه العنان.. اهو اخبر بالمشاعر والاحساسيس اللي تبثها هالعايلة في نفسه.. وشلون ترجعه الى الماضي الي يحن له لكن يرفضه بشكل قاطع.. لازم يكون قوي اليوم.. يظهر شي اهو عمره ما اظهره.. الجلد والصبر.. والاحتمال.. لكن شلون بيقدر يناظر في ويه ام البنات وهي اللي تلاحقه ملامحها صبح وليل.. وصوتها يرميه عبر اثير الزمن الجميل.. ويذكره في مخلوق اهو يمكن عرفه في حياة ثانية...


      وطول ما كانوا في السابواي وكايد سرحان ومحمد غارق في السوالف ويا الياندور وفنسنت وكارميلا. والنظرات العابرة ما بينه وبين سرور اللي كانت لمن تبتسم تبين غمازتها العميـقة وتلمع عيونها البندقية ... وحور تناظر كايد السرحان وحواجبه المعقودة.. احتارت في نفسها.. علامه وكأن العالم ملقي ثقله عليه كله... ليش عابس معظم الوقت... اكيد فيه شي.. يخليه يحس انه ناقص وان الفرحة شي ما يمت له بصلة... الله يعينه ويفرج همه مهما كان..


      استغربت للحظة في نفسها هالاهتمام الزايد وهالدعوات العميقة الموجهه له.. وابتسمت في نفسها من الاحراج اللي انتابها.. لكن بعد.. حست ان اللي بينها وبين كايد شي اعمق من أي علاقة.. وكانه الدم الواحد اللي يحن لدمه.. من يدري يا كايد.. يمكن في حياة ثانية احنا كنا مقربين ولنا صلة ببعض..


      سرور وهي تضربها على يدها: بسج.. ما تعبتي وانتي تبحلقين؟
      حور وهي ترفع حاجب في ويه سرور: مب اتعب منج.. يام ابتسامات عريضة..
      سرور وهي تتنهد بعمق: ماصدق حواري.. ماصدق انه بييي بيتنا... والله اني مشتاقة اجوف ردة فعل ابوي..
      حور وهي تناظر كايد اللي هالمرة كان يسولفف ويا محمد ولكن الصمت في محياه يختلج المشاعر العميقة في نفس أي كان ..: سرور؟
      سرور: هلا؟
      حور: تظنينه مريض نفسي؟
      سرور وهي مستغربه: من ابوي؟؟؟
      حور : لا يالهبلة.. اقصد هذا... كايـد اسمه صح؟
      سرور: ايه كايد.. وشلون مريض نفس.. سايكو يعني؟؟؟
      حور وهي تعض على شفتها: لا مب سايكو بس فيه شي غريب.. تحسين ان مخة على طول شغال..
      سرور: سمعت ان هاي حركة العباقرة.. التفكير الدائم..
      حور وهي تهز راسها: احنا مب في سالفة عبقرة او شي.. بس ... اهو عنده سر.. وهالسر انا لازم اعرفه..
      سرورر: نانسي درو (شخصية محققة في روايات المراهقة الاميركية) هدي اعصاابج.. احنا كلها ليلة في هالديرة وباجر مسافرين.. وين بتعرفين يعني؟؟؟
      حور وهي تناظر كايد بعمق وتبتسم بخفة: مادري ليش احس.. ان القدر بيرد يلمنا ويا كايد مرة ثانية... احساس اعمق من تصوري ومن ادراكي...


      وتحركت المركبة الى درب بيت حور وسرور وين ما الحفلة بدت
      كانت القعدة في المزرعة عجيبة وعبدالله الوحيد اللي مب مستمتع بها.. كل عيال العايلة قاعدين وهم يغنون ومستطربين بالجو البارد اللي بدى يحل على ارض المزرعة... ايام تشرين الباردة قربت والهم في قلبه يتأجج..


      قعد بعيد عنهم.. وبالضبط على سور ساحة تدريب الفروس بالمزرعة... كان قاعد وهو يفكـر في حياته من وعى على الدنيا لحد هاللحظة... شي في الهوا جلب له الخوف في نفسه والوحدة.. وكلام عايشة قبل جم ليلة كان له الاثر السئ عليه...


      في نفسه تسائل.. ليش ناصر يملك هالمحبة الجمة في قلب عايشة وموزة.؟؟ ليش كل ما احاول اتقرب منهم ومهما تقربت يظل اهو العزيز الغالي؟؟ ليش انا محبوب من قببل امي وبس؟؟؟ مب اخوهم؟؟ مب من لحمهم ودمهم؟؟ شلي مسويه ناصر لهم وانا عجزت عنه؟؟؟


      في عيونهم شي يخبرني دايما انك ثاني افضل شي بحياتنا.. ليش طيب؟؟ ليش مب الأول؟؟ مب انا اللي شردت عنهم وتركتهم طول هالسنين لروحهم... مب انا اللي تخليت عن روابط الاخوة وخلقت المشاكل وزعزعت الأمن.. مب انا اللي كان الصمت سلطانه والجبن بعيونه.. مب انا .. مب انا..

      نزل الى الارض وركل حفنة كبيرة من الرمل من القهر الي فيه.. تمنى لو ناصر يكون موجود عشان يشفي غليله... ما نسى اللي سواه فيه من بعد ليلة الحريجة... تدخل في الموقف وهو اللي تأذى وتحمل عبدالله المسؤولية... وان محد واجهه بهالمسئولية او اتهمه...

      وصل له سيف وهو لاف الغترة بشدة على راسه من ببرودة الجو: العبد وينك؟؟؟ الاناسة توها بادية وانت مختفي؟؟؟
      التفت عبدالله لسيف: الاناسة خليتها لكم... (وبمرارة يناظر القمر المختفي عن السما) مالي مزاج..
      سيف وهو يروح لعنده: خير عبدالله؟؟ انت صار لك جم يوم وانت مب طبيعي؟؟ كل شي تمام؟
      عبدالله وهويتنهد بمرارة: ... ماكو شي تمام.. بس بعد.. الحمد لله..
      سيف وهو يحاول يلاقي سبب لزعل عبدالله:.. امك مرة ثانية؟
      عبدالله وهو يهز راسه ويرفس الرمل اللي تحت ريله: لا.... مب امي... ولا احد.
      سيف: زين تعال الشواي بدى وتعرف شلون نحب شوايك... مزبوطيييييههههههههههههههه
      التفت عبدالله بقرف الى سيف: شلون تقدرون؟؟؟ شلون تتحملون.. هذا اللي انا مب عارف له..
      سيف: نتحمل شنو ونقدر على شنو ؟؟؟ عبدالله انت ما بتتكلم يعني؟؟؟
      عبدالله وهو يرفع صوته: اتكلم شقول يا سيف... شقول... ولاكلمة من لغات العالم تقدر تعبر عن اللي فيني.... (وهو يمسك سياج الساحة) شقول ؟؟ شلون اعبر عن كرهي.. وعن قرفي.. وعن قهري من هالشخص البعيد.. اللي كل ما زاد بعده زااااد كرهي له.. وكل ما انذكر اسمه جدامي كل ما تمنيت لو انه يندفن ذكره للأبد..
      سيف وهو يهز راسه: انت انسان مريض..
      التفت عبدالله والدمعة تلمع بعينه في هذاك الليل: انا انسان مريض؟؟؟ معليه.. قابل... بس كل مريض وله دوا
      سيف وهو يروح عن عبدالله: بس مرضك ماله دوا...
      عبدالله وهو يصارخ على سيف وواققف مثل الاسير في حلبة يحايطه فيها نمور مفترسة ولكن وهمية.: بلى.. ودواي اسمه موت ناصر...

      وقف سيف للحظات يناظر عبدالله وهو مستنكر هالجملة منه.. لكنه ماقدر يلاقي ملامح عبدالله في وسط الظلام لانه التفت وهو حاط يدينه على وويهه... وراح له سيف وهو يحس ان خلاص.. هذي هي القشة اللي قصمت ظهره ..ز


      سيف وهو يلف عبدالله له: تتمنى موته؟؟؟ تتمنى موته... اكو موت بهالدنيا اكثر من الغربة؟؟ اكو موت من هالدنيا اكثر من موت الحب وغياب الأم والحنان والعطف لريال يمكن ما اختبر حتى عمر الطفولة في نفسه؟؟؟ انت ليش اناني جذي.. وليش ما تهمك الا امورك؟؟؟ تراه اخوك من لحمك ودمك..
      عبدالله وهو يلتفت والدمعة تسري من عينه بغضب: مب اخوي... هذا مب اخوي.. هذا حرامي.. هذا سارق.. سرق مني اجمل ما عندي.. سرق منا ومن طفولتنا الشي الوحيد اللي يمكن نلاقيه.. حب الأهل.. وحب الام والابو والاخوات... بسبته.. امي وابوي عمرهم ما اتفققوا واضطرينا نعيش هالدنيا بقهر لوجوده الغلط...
      سيف وهو يدفع عبدالله: صج انك حقير.. وجوده غلط؟؟؟؟ هاللي تقول عنه وجوده غلط يسواك ويسوى اشكالك كلها..
      عبدالله وهويحس بالالم اكثر: والحين كاهو يستحوذ على محبة الصديق الوحيد في حياتي..
      سيف: تعرف شي.. اهو ما يستحوذ على شي.. احنا نعطيه اياه من غير أي تفكير... تدري ليش؟؟؟ لانه انسان عظيم... ولان له بصمة علينا كلنا... وكلنا لا ذكرنا ناصر تسري العبرة لا اراديا بعيوننا.. ليش انه المظلوم بهالعايلة..انت وخواتك عشتوا وسط ام وابو وان ما كان بينهم تفاهم.. لكن هالانسان لا عرف طعم الابوة ولا الامومة... ياخي انت ما تخاف ربك فيه؟؟؟ مب كفاية....

      سكت سيف والتف عن عبدالله اللي توسعت عينه من كلام سيف... وراح وسحبه من يده وهو يساله بتشكيك والألم ينضج في ملامحه..

      عبدالله: مب كفاية شنو يا سيف؟؟؟ كمل يا سيف كمل..
      سيف وهو يدفع عبدالله: قوم عني.. طلعتني من طوري الله لا يبارج في عدوينك.... انا مب قاعد هني... تصبح على خير...

      راح سيف عن عبدالله وهو اشبه بالهارب... ما كان يبي يكمل لكن عبدالله فهم اللي كان يبي يقوله سيف... كان يبي يلومه.. يبي يخبره انه اهو السبب في اللي صاب ناصر... اهو اللي ارتكب العمل الغبي في اضرام النار اللي التهمت اخر ما بقى من ناصر واللي دخانه لحد هذي اللحظة متكوم في سما بيت حارب بن سالم....

      قعد عبدالله على التراب وهو يذرف دمع صامت بين الحين والثاني... وهو يتذكر ذيج النار وذاك التخيــيم..

      كانت عادة شتوية لشبيبة العائلة.. الالتحاق الى فريق كشافة المدينة.. والتخطيط مع بعض لانشطة متعددة يقومون بها... كايد ما كان مشترك بها الا ان لسبب او ثاني قدر يدخل معاهم في تخييم الشتا.. وهالشي طبعا كدر عبدالله لدرجة كبيرة.. على الرغم من كسل كايد الملحوظ وتعلقه الغبي على حد تفكيره بالكاميرات والتصوير الا انه قدر يمتلك الدور الكبير.. حتى انه اعطي لقب منسق ثاني للرحلة.. كان مسئول عن اختيار مواقع المسابقات والتنسيق لها والترتيب.. وتجهيز الكاميرات والصور اللي كانت ممدوحة لعفويتها وحقيقتها...

      عبدالله .. الاخ الصغير.. المجرع بسموم كلام امه عن اخوه وعن انه سرق حب ابوه منه وكيف انه اهو السبب في المشاكل الحاصلة...

      كان عبدالله اهو والضحية الحقيقية.. لحبه القاتل لامه.. كان يقعد في الليالي اللي يسمع فيها صراخها ويا ابوه... ويكون عند باب غرفتها يتوسلها تدخله عشان يهديها من البكاء.. وهي بغير رحمه تطرده وتزمجر المكان على راسه عشان يروح و "يخمد"..

      لكن اين في قلب الطفل الصغير... سمعت من اخوي.. ان الحب الحقيقي في قلب الرجل هو حب امه.. وعبدالله اهو العاشق لامه.. كر كل من عشانها.. كره ابوه اللي كان يعتبر قمة المنال في نفسه الا انه كابر وأبي هالحب.. كره ناصر وكره وجوده مع انه الاحق والاسبق في الوجود... كره اليد ياسين ليش ا نه يلاعب كايد ويخليه... حاول يكره موزة وعواش لانهم يلعبون وياه ويخلونه لكن ما قدر.. ظلت موزة ارفيجته وعواش لعبته... تمنى لو انه يكره الخاله رحيمة لكن ما ينسى الرحمة اللي تهدر عليه من لمسه يدها الحنونة على راسه والخبز الحار اللي كل ما تسويه تييب منه خصووووصيا لعبدالله..

      لكن شاءت الامور انها تتعقد.. او انها تنتقل الى مستوى المأساوية.. في ليلة.. وبسبب شقاوة وغباء الصبيان الصغار... نار انضرمت باحد المخيمات... وهالمخيم كان مخيم سيف وعبدالله وتركي ولد عم ابوهم.. سيف وتركي قدروا يظهرون نفسهم.. لكن عبدالله اللي رجع عشان عدة الصيد البرية انحصر في الخيمة .. وباسرع من الشهاب حايطته النيران من كل قريب ووبعيد.. الهلع انتاب عبدالله وتم ينادي كل من سيف وتركي.. لكن اللي لبى نداه كان واحد ثاني... في ذيج اللحظة.. اللحظة الوحيدة اللي مرت عل قلب عبدالله.. تملكه الحب... شاف الجنة يوم دخل اخوه بشجاعة باهرة بطوله الفارع في ذيج المرحلة الشبابية.. سحبه وطلعه من الخيمة مع بعض الحروق البسيطة...

      لكن من بعدها ... ناصر ما طلع مثل نهايات القصص الخيالية....

      فرقة الانقاذ بالكشافة يات.. طفت الحريجة صح... لكن كايد وقع ضحية قاسية... قدروا الحاضرين يشمون اللحم البشري كيف يحترق... وشافوا كتلة النار اللي تلتهم كايد المغمى عليه بالارض...

      نقلوا كايد الى المستشفى... والوحيد اللي وصله الخبر كان حارب... مشى بصلابة وكانه بيهد ارضية المستشفى... قلبه ارتعب لان اخر علامات سالمة كان كايد مع انه ما يعرف ولده زين الا ان شوفه ويهه تكفيه..

      الحروق الشديدة اللي عانى منها كايد سحبت منه الرووووح... ظل في المستشفى يتعالج نفسيا وجسديا.. ظلت النار تلاحق مخيلة كايد لاكثر من ثلاثة اسابيع.. صبي في ال17 سنة يظن ان النار تلتهمه وهو حي.. ولكن هالنار كانت تهدأ لمن ينحط تحت التخدير لمدة يوم.. او احيانا يومين..

      حارب حاول قد ما يقدر ان الخبر ما يوصل لاحد... وطلب من سيف ووتركي وشبيبة العايلة انه ما يتكلمون عن الموضوع... كايد كان مقرر انه يتزوج وحدة من بنات العايلة ومثل هالخبر يحطم هالزيجة.. وماكان حارب مستعد ان الزمن يتكرر وينعاد.. وتنعاد قصة الجازي مرة ثانية..

      شفى كايد... وتذكر عبدالله شفاه... ظل محكور في داره اللي كان عبارة عن ملحق طالع من البيت.. بناه له ابوه من بعد ما طلع من المستشفى لانه ما بغى يدخل البيت... محد كان يشوف كايد ولا يشوف احد... بعض الجروح البسيطة انشفت.. لكن النسبة الكبيرة كانت كلها في ظهره وفي اكتافه وخصره من الطرف اليمين...

      ما اكثرها الليالي الطوال اللي ظل فيها عبدالله يراقب ملحق كايد... ينتظر منه أي حركة.. ينتظر من نفسه الحركة انه يروح ويعتذر منه ويطيح على ريله يبوسها يطلب منه السماح... لكن الشحن العاطفي المريع من امه منعه حتى من هالشي.. من احساس الرضا.. من التنفيس عن الضمير المثقل.. لحد ما بدى النعاس يلتهم جفون عبدالله... وبدى النوم يحلى له من السهر بعذاب الضمير...
      اندفن احساس الذنب بكلام اشبه بالشوك في ارض ينبت عليها الزهر...
      فقد عبدالله كايد.. وكايد فقد عبدالله...


      لحد هذي اللحظة من فترة الحياة... عبدالله يبلغ من العمر 24 سنة.. لكنه بعده الصبي اللي ما تجاوز ال14... ترجع همومه ووهواجسه مثل الطيف العابر... مثل القرين المؤذي.. مثل نسمة الهوا الحادة اللي تلهب الرئة وما تنعشها...


      مشى عبدالله وهو يجر نفسه... دخل بيت المزرعة ووقف يناظر الابواب المفتوحة الي سمحت للهوا يحتل الفراغ المشبع بالاثاث... ناظر الارضية الرخامية المغطية بالسجاد العريق... اطل بعيونه الى الستار الحريرية البيضاا المتهافتة كالارواح الهائمة.. وانتابه الخوف... والوحدة.. اللي يتمناها عشان يصارعها... يصارعها ويوقع كالغريق في مياهها... مع معرفته انه بيعيش لليوم الثاني عشان تتجدد المعارك...


      رمى بروحه على كرسي طويــل من الابنوس الافريقي... المبطن بالقماش العاجي الصافي ..بركة من سائل اللؤلؤ النقي... انكمش على نفسه وهو يناظر الستاير شلون تطير.. ارتعش من الخوف وارتعشت شفاهه باسم ناصر.... وسالت دمعه رجوله ساحقة من زاوية عيونه الى اذنه... وانكمشت ملامحه وهويبكي.. يبكي بدموع المراهق.. يبكي بدموع الطفل.. يبكي بدموع الاخ الفاقد لاخيه...

      يتبــــع
      ضربات ريله على العتبة الخشبية ما خففت حدة توتره وهو يناظر الوقت ويناظر الشارع الخالي من الناس.. اكيد.. وينها الناس؟؟؟ الساعة طافت ال11 والاحياء دايما تسكن بمثل هالوقت.. فوينها حور واختها؟؟؟ من قبل ساعة الا ربع متصل في المطعم محد رد عليه.. معناته محد هناك واهم في الدرب.. بس شاللي اخرهم.. ما يعرفون ان هاي مواسم عطل في الولايات والخطر مهدد في كل صوب وناحية ولكن... وين اللي يحس..


      داخل البيت بدور كانت تعابل المطبخ اللي ما تفهم فيه ولا شي .. خواتها بعدهم ما وصلوا وامها في الغرفة تستريح او مخضعة للاستراحة لان التعب ممنوع عليها تماما... حاولت بدور تتناسى حاله امها الصحية بالانشغال في افكار ثانية لكن بوجودها في البيت وامها معاهم بهالحاله الصحية تربك مشاعرها كبنت.. تتظاهر بالقوة لكن شفتها اللي ترجف من الحززن المكبوت اقوى منها...


      من شدة توترها والضغط عليها بهذي الليلة عاطفيا وجسديا ارتبكت بشدة وهي ترتب الاغراض فوق الكاونتر اللي بالمطبخ وهي تخدم الضيوف بعصير او قطعة من المقبلات ويوم حملت كاسين من المغسلة ما كان منها الا انها تزلقه من يده ويطيح ويتكسر ويرجفها ويربك كيانها كله وكانه ضربه على راسها..


      ياتها ماما عابدة من الغرفة وبدور قاعدة على الارض وهي تلايم قطع الجزاز بارتباك ونفس قوي..


      ماما عابدة وهي تنزل بجثتها الكبيرة: خليها عنكي حبيبتي انا انظفها..
      بدور بصوت خافت: مادري... زلقت مني من غير ما انتبه.. لا انتبهت بس مادري كانت يدي ترجف فمادري
      ناظرتها ماما عابدة من تحت نظارتها السميكة (نظارة بدور): ما عليش يا حبيبتي هالمواقف تصير كتير.. روحي وانا انظف كل شي..
      بدل لا تروح قعدت بدور على الارض وهي تسند ظهرها الى كبت المطبخ وتتنفس بقوة ومن التوتر ويهها الابيض زخ باللون الاحمر ...: وينها حور وسرور؟؟؟ المكان فوظى وابوي معصب وانا ما عرف اسوي شي.. (ذرفت دمعة ساخنة ثقيلة) كل شي تعفس...كل شي....
      بعد ما لايمت الجزاز ماما عابدة راحت وقعدت يم بدور وهي ترفع ويهها الملائكي لعيونها:.. عمري ما شفتش جمال قد هالجمال... وما شفت دمعة اطيب من هالدمعة..
      بدور وهي مدلعة برطمها بدلال: ليش ماما؟؟؟ ليش كل هذا يصير..؟؟ ليش لازم نروح؟؟؟


      ماما عابدة وهي تبتسم ترفع بدور بصمت من غير أي اجابة على اسألتها.. وما كان من هالانسانة الغريبة القريبة الا انها تلم البنت في حظنها الدافي الوثير وتلزق قلبها بقلب البنت عشان يهدى.. يوم هدت بدور مسحت دمعها من تحت النظارة وابتسمت في ويه ماما عابدة وباستها على خدها البني السميك..


      ماما عابدة: روحي لمامتك وانا اللي حنظف كل حاجة deal ؟
      بدور وهي ترجع وتبوس ماما عابدة: deal


      راحت بدور عن ماما عايدة وهي تمسح ويهها الاحمر بكم قميصها الازرق الغامق.. الوان بدور كانت معروفة في البيت.. الازرق.. البنفسي المزرق.. الاخضر المزرق.. والكحلي والاسود.. كانت هاي الوانها فتمييزها كان سهل.. حتى انها ما تلببس شي من الاكسسوارات الا قرط دائري مرصع بحجر ازرق ولكن الاسوار اليديد اللي كان في يدها باللون البني مغيرها.. اهي القطعة النقدية اللي عطاها اياها جبر...


      بدور كانت جميلة.. اجمل خواتها يمكن.. بس ما كانت تعتبر لجمالها أي شي.. فما كانت تحسن بشرتها بكريم اساس او كحل يغمق رموشها الفاتحة.. حتى ان حور مرة ويا نسيم قعدوا معاها يمكيجونها عشان حفلة في مدرستها وهي عشان ترضي نزوتهم قبللت الا انها مسحت كل هذا يوم كانت في السيارة ويا ابوها...


      بطبعها كانت صعبة.. الا ان هشاشة الاحساس عند بدور راح تكون غير متوقعة لو اكتشفت.. قشرها صلب مثل المحار.. لكن الرخاوة في قلبها تخليها عرضة للمخاطر الغير مفهومة...


      دخلت غرفه امها وهي تتنفس بعمق عشان تخفي كل اثار التهجد في صوتها من الحزن اللي يغص حنجرتها... ويوم دخلت لقت امها قاعدة عند الدريســر الكبير وهي ترتب شعرها في المرايا... فظلت بدور واقفة وهي تناظر جمال امها الاثيري..


      كانت الجازي تمتلك اجمل عيون لوزية والهدب يغطي جفنيها فوق وتحت.. وكان الكحل العربي ما يفارق عيونها.. حتى لو فارقها بقاياه دايما تكون اجمل ظلال تحملها.. لكن الحين كانت متأنقة وخدودها من وهج المرض محمرة وشعرها الاسود تتقدمه شيبات كبرها المثير.. ويدها المليانة بالاسوار الفضية تصدر صوت عاطفي يقلب الشعراء في قبورهم حسرة على موتهم وفقفدهم موهبة الكتابة ووصف جمالها..


      انتبهت الجازي لبنتها في المنظرة وابتسمت لها بحنان.. والتفتت لها:... ياو خواتج؟


      هزت راسها بدور بالنفي وهي تبتسم في ويه امها.. مستحيل هذي امي اللي كانت في المستشفى؟؟ مستحيل هذي امي اللي تواجه قرار صعب في الحياة وتناضل لروحها في معركة مع الموت؟؟؟ هذي هي العاشقة في صفحات المذكرات.. هذي هي الاخت الوفية والحفيدة الغالية والطباخة الماهرة والعمة العتيدة... هذي هي امها اللي لحتى هذي اللحظة تذكر شذى عطرها في ليالي المطر لمن يطرق ابواب حياتهم بالخوف المزيف.. فتيي لهم وتربت عليهم وتنادي باذنها : يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم..


      دخلت بدور الغرفة وهي تقعد على السريروتدفع نظارتها بقله اهتمام: مادري فيهم.. الظاهر ما ياو لان ابوي معصب وواقف على الباب..
      الجازي وهي ترتد للمرايا وتناظر نفسها وحاجبيها معقودين: وينهم ياربي.. والله بيعفس المكان علىراسنا الليلة... ما نبي مشاكل هاي اخر ليلة لنا..
      دشت نور وهي حاملة كل متعلقات حور الجمالية وحطتها على الطاولة: الحين اقدر اقول اني مستعدة
      الجازي وهي فاجة عيونها: يمة نور؟؟؟ من وين لج كل هالغريضات؟؟؟
      نور ببراءة: اغراض حور هذول.. ما عليه نستعملهم ونردهم لها
      بدور وهي تعقد حواجبها بجمال: انتي كارهة عمرج ولا فيج نزعة انتحار؟
      نور وهي تهف: اوووووووف.. منج ومن سوداويتج.. انا ما بسوي شي.. كل اللي بسوي اني بستعيرهم
      الجازي: بس يمة عيب تاخذينهم من غير ما اختج تدري
      نور: يمة حور ما بتموت لو استعملت اغراضها.. (وهي تبتسم بمكر) خصوصا لو كان عشان لوكج اليديد..
      بدور وهي توقف في ويه نور: ان حطيتي لون واحد يا ويلج.. خلي امي بحالها
      الجازي:ههههههههههههههههه يمة نور كبرنا على هالسوالف...
      نور وهي تضحك بمرح: يمة انا شفت برنامج عجيب بالعربسات عن وحدة تمكيـج واحس ان الي تسويه سهل خليني اجرب عليج هالبروش
      ضحكت الجازي وسحبت البروش من يد بنتها من بعد ما جرعته باللون الاحمر الصاخب: يمة نور.. انتي حسيتيه سهل لانه ياي من يد خبيرة.. لكن انتي توج اول مرة تحطينه فاظن انج بتخربشين الدنيا.. فليش ما تقنعين اليوم بمشاهدتج للشي.. وباجر نشوف لج دبرة ثانية؟؟؟
      نور: يعني تخليني مرة ثانية اعدلج بكيفي
      بدور: only on my dead body.. (على جثتي)
      نور وهي تناظر امها بمكر:attempting (عرض مغري)


      ضحكت الجازي بعالي صوتها ومسكت نفسها على مناحس بناتها .. وخصوصا بدور ونور.. لكن شي في بدور ترك الجازي بحيرة في امرها.. فهي قاعدة تتصرف بطريقة فيها زيادة من الحماية... وهالشعور ما يولده الا الخوف.. يا ترى بدور خايفة من شي؟؟؟


      برع على الرصيف سرور تحاول ويا ابوها وحور واقفة وهي متجفته ومحمد واقف يم كايد اللي كان مشاهد نهم للتفاعلات الي تظهر على ويه هالريال اللي ويه بنته حور نسخة شبابية وانثوية.. الا انها ما تتفرق عنه بشي...


      سرور وهي تهدي ابوها: يبا والله والله المواصلات زحمة وتعرف شكثر توقفنا في السابواي.. يعني يبا مب في يدنا هالشي..
      علي: انا اعرف ان الدرب زحمة لكن هذا مب معناته انكم تتأخرون
      حور وهي تكلم ابوها بهدوء ولكن بطريقة تثير الاعصاب: يعني اذا الشي ما كان بيدنا فشنقدر نسوي؟؟؟
      علي وهو يسحب نفس ويكلم الحور: الحور... فلي من ويهي الحين لان في قلبي احساس يقول لي ان لج يد في هالتأخر..
      حور وهي تضحك باستهزاء ولكن الحمق خلى من عرج جبينها يظهر: that’s great let’s all blame hoor, shall we??
      علي وهو يتجدم لحور: الحور..كلمة زيادة بس...


      ما عطت حور ابوها مجال يكمل كلامه واذا بها تطير داخل البيت بعصبية واضحة خلت من عيون كايد تلاحقها وتترك نفسها في مكشف من مراقبه علي...


      سرور وهي تحك حاجبها بنرفزة واضحة: يبا الله يهديك حور مالها شغل في السالفة.. انا اسفة اذا صار أي شي وزعلك انا اسفة والله.. بس ما يحتاج نسوي من السالفة مسرح الاوادم تناظرنا فيه..


      سكت علي وهو يتنفس الصعداء .. الأهم صار.. انهم وصلوا بسلامة.. الاولاد عمرهم ما بيفهمون خوف الآباء الا اذا جربوا الابوة بنفسهم...


      محمد وهو يكلم كايد بهمس: شفيه ذي؟؟؟ شكله الادرينالين مرتفع عنده
      كايد وهو يوسع عيونه في ويه محمد علامة للسكوت: اووش..
      محمد وهو يهمس: انا صج اعيش وسط عمتي العنود وبنتها.. لكن عمري ماشفت جذي.. The man is seriously uptight
      (الريال حده متعصب)
      ماكمل محمد الا وعيون علي مثل الصقر تحوم عليه.. والنظرة اللي بدت في عيونه كانت ما تبشر.. وكانها تقول لمحمد (الظاهر اني ما بكون المحبوب عند هالريال)


      علي وهو يتنفس: الظاهر ان معاااج رفجة؟؟؟
      سرور وهي تنتبه لوجود محمد وكايد وتبتسم بحلاوة روحها الرقيقة: أي والله ويانا رفجة يايبا وعيال عرب ناس محترمين.. عزمناهم.. (ناظرها علي بحاجب مرفوع وكانه يقول لا والله) اقصد... (تلبكت سرور) اقصد... وجهنا لهم دعوة بحضور حفلتنا.. هم رفضوا.. لكن احنا اصرينا


      ما تدري سرور ليش حست ان اللي قالته كان بعيد عن هدفه وهو تخفيف من حاجب ابوها المرتفع..


      علي بكل كياسة توجه نحو الشباب وبكف صلبة سلم عليهم...: اهلا وسهلا فيكم.. السموحة على اللي صار قبل شوي.. بس.. الاباء يتعبون والعيال يتهنون..
      كايد ابتسم في ويه علي ويوم يا علي عشان يسلم على محمد تكلم الاخير: عاذرينك والله بس مثل ما قالت سرور ان المواصلات كانت زحمة..


      سكر كايد عيونه بيأس من محمد وبرد كف علي في يد محمد ونظرته احتدت بالازدراء خلت من محمد يبلع ريجه بصعوبه ويسحب يده من يد علي..


      علي: حياكم الله دشوا البيت.. (مسك بنته من ذراعها) دشي يبا شوفي الاوادم.. حياكم الشباب.. حياكم..


      محمد وهو يساسر كايد: شي يقول لي اني ما عجب هالريال..
      كايد وهو يدثر يدينه في الجاكيت براحة: انت مهووس... اسكت انزين ولا تسبب لنا مواقف لو سمحت..
      مشى كايد وظل محمد واقف مكانه يتسائل؟..: مواقف؟؟ أي مواقف؟؟


      دخلت حور مثل العاصفة لامها اللي كانت محبوسة ما بين بدور ونور وهم يجملونها مثل مايقولون.. ورمت بروحها على السرير وهي تزفر بعصبية...


      حور: ياربي.. ياربي.... انا ليش جذي يصيبني.. ليش ما طلعت يتيمة وفي ملجأ ايتام.. ليش ما صرت من اطفال البرازيل ولا افريقيا.. اهون لي من هالعيشة..
      الجازي وهي تباعد يدين بنتيها اللي كانو مثل خيوط العنكبوت: ليش تاخرتوا حور؟؟؟
      حور وهي تقعد على السرير: يعني انا بنت حكومة اميركا؟؟ ولا يدي اهو صاحب السابواي في نيويورك؟؟ ذنبي ان الدروووب كلها زحمة.. والله مب حالة..
      الجازي بحزم: تكلمي عدل اذا كلمتج.. انا ما يالسة احاكمج ولا شي!!
      الحور وهي تقعد وتتنفس بهدوء: اسفة يمة.. بس ما يصير جذي.. يعني كل شي لازم تكون حور المسؤولة فيه؟؟ كل شي لازم انا لي ضلع ولا يد فيه..
      بدور وهي ترفع حواجبها: معظم الاحيان لج يد في الاشياء ...
      حور وهي تناظر بدور بحاجب مرفوع واستياء: shut up..
      الجازي وهي تقعد يم حور وتمسك جتفها: يمة حبيبتي جم مرة قلت لج الطيب يغلب الطبيب وابوج اطيب منه مافي..
      الحور: أي.. أي اطيب منه مافي.. ما جفتيه شلون لايم الناس علينا في هالليل.. زين ما طلع له رونهايم (جارهم اليهودي) وكفخه.. وجان تصير عندنا حرب الديانات هني..
      الجازي وهي تبتسم في ويه بنتها وتكابد عصرة الم في اسفل بطنها:... ما عليج انتي.. خلج عادية.. ودايما غلبي الغضب.. تراه من ابواب جهنم.. وكاظم الغي(تتابع وياها حور بالكلام)ض ضامن الجنه...
      حور وهي تبتسم وتسكر عيونها.. مستحيل امها هذي عشقت ابوها.. : ان شاء الله.. بس انا ابوي .. لازم اسوي له عمل ولا سحر ولا شي عشان يصير لي الاب المثالي..
      الجازي وهي تضربب بنتها: حمدي ربج.. ابوووج ابووو المثالية في هالدنيا كلها.. وياليتج بس تلقين واحد من اباء الدنيا بحلاته...


      احمرت خدود الجازي وهي تطلع وبدور ونور يصوتون لها :wo wo wo الحب يا حبيبي...


      طلعت الجازي وتبعوها بنتيها من الغرفة ودخلت ماما عابدة ترتب السرير والاغراض..


      حور وهي تناظر صورة ابوها وامها بالاسود والابيض معلقه على الحايط باطار بني خشبي غامق:.. مادري شجايفه فيه عشان تحبه...
      ماما عابدة وهي تناظرها بابتسامة ماااكرة:.. اللي انتي شايفتوه وحاببتو عليه..


      رمت حور نظرات على ماما عابدة اللي كان مكر سنين عمرها الخمس وخمسين على محياها.. وضحكت حور عليها وراحت باستها وركبت غرفتها.. تذكرت كايد اللي عندهم في البيت وابتسمت بحنان على ويهه اللي حضر في بالها... وتذكرت ابو جبين عريض اللي راسم الابتسامة الحلوة على شفايف سرور بصورة غريبة وعجيبة...


      دخلت حور وبدلت ملابسها .. لبست بانطلون ابيض من قماش التركال الثقيل وكان وسيع ولبست معاه جيرسيه سوداااا انيقة.. ورتبت شعرها بحيث انه يعانق رقبتها مع انه خفيف .. وسحبت لها شال افغانستاني النقشات.. لفته.. وتوها بتطلع من الدار ذكرت سلسلة امها.. لكن الذهبي ما بطيح على ثيابها.. فراحت ونبشت عند علب سرور ولقت سلسلة بحجر كريستالي لامع ومعاه تراجي. على هيئة الدبوس.. اضاف لمعان وجمال لها وابتسمت وطلعت من الغرفة...


      --------------------------------------------


      وقفف وهو يهف يدينه من هالبرد اللي ممب معتاده جسم أي عربي في الاقليم.. فالشتاء يعتبر فصل غريب على جسمنا من بعد ما نتأقلم ونذوب بحرارة الصيف ورطوبته...


      تم يدق بيده على اليد الثانية وهو يدندن لحن من الحان مغنيه المفضل"راشد الماجد"


      سيف وعينه تبرق من لسع الجو: حبيبتي ماني معلم باسمها.. حلفتني مااعلم باسمها... اااه يا موزة.. لو تدرين ما جرى بالقلب.. جان ما قلبتي ويهج هالزين اخر صفحة.. وما سويتي من حياة شربكة ودربكه..


      داخل البيت كانت موزة غافية على الكرسي بينما عايشة تناظر بعمق للمسلسل الوثائقي اللي منعرض على شاشة تلفزيون مكتب ابوها اللي يعتبر قمرة يجتمع فيها الثلاثة...


      كان حارب يقرى في احد الكتب العميـقة والفلسفية اللي يميل لها... وفي نفس الوقت يناظر كل من بنتينه.. ويوم شاف موزة غافية على المخدة نادى عايشة


      حارب: يبا العاش.. قومي روحي دارج انتي واختج وكملوا رقادكم هناك..
      موزة صحت هني وعايشة نقزت من على كرسيها: يبا واللي يسلم غاليك.. كلها دقايق ويخلص.. طالع ذولي اللي ما يخافون ربهم حريم قلبوا روحهم رياييل.. اعوذ بالله
      موزة وهي تناظر ابوها بملامح ناعسة وهي تبتسم: مو ضوع شيق للكوابيس..
      حارب[: ههههههههه... قومي يبا خلي عنج قوم الكفر ذول.. وروحي نامي وراج دوام باجر..
      عايشة وهي تناظر بحماس: يبا الله يخليك..
      موزة اللي صارت ورى عايشة: سمعي كلام ابوج وخلج بنت حليوة..
      عايشة وهي تزفر: تدخلت الحين ماما تيريزا وين الواحد يخلص شي... اوووف (وهي تطفي التلفزيون وتتحندى) الواحد في هالبيت ماله أي حرية.. ماله أي رغبة.. موزة الملكة واحنا النحل العامل..
      موزة وهي تستخف باختها: فديت عمرج ما دريت اني بهالصورة في بالج..
      عايشة تناظر ابوها اللي يضحك: ما قصدتها مدح..
      موزة وهي تنحني لها وابتسامة ماكرة على شفاتها: والله ما يندرى.. لكن كانت اشبه بالمدح..
      عايشة وهي تهز راسها: موزة.. تسمع اللي تبيه..


      الا والخادمة تقطع عليهم هالمسامر الاخير... باعلان وصول سيف اللي اخيرا تجرا من بعد ما تيمد انه يدخل...


      عايشة برقت عيونها يوم اعلن اسم سيف: سواااااااااااف.. الماصخ صار له زمان من يانه..
      موزة اللي تكدرت: أي زمان.. امس العصر كان هني خذ عبدالله وراح..
      حارب وهو يسكر كتابة والنظارة بعدها على عينه: خلونا نروح نشوفه..
      عايشة تتجدم الكل بكرسيها الكهربائي: خلوني اولكم... ولهت عليه خلني اسبعه بجم جلمه بخاطري..
      موزة اللي كانت اقلهم حماسا: ... الله يعلم شبيطلع لنا من ورى راسه الحين...


      طلعوا الثلاثة من الغرفة من بعد ما غطوا البنات روسهم... الا ان عايشة كانت متلهفة لشوفة سيف اللي كان بحسبة اخوهم او ظل عبدالله اللي مايفارجهم.. ويمكن هالمشاعر ما تكون اخوية تماما.. لان عايشة تمتلك بعض المشاعر الرقيقة اللي يفيض بها قلبها من تلاقي سيف...


      سيف وهو يلاقي عمه ويبوسه على خشمه: هلا عمي عساك طيب...
      حارب بشموخ وابتسامة ناعسة: هلا فيك سيف.. جيف حالك؟؟ عساك ابخير؟
      سيف وهو يبتسم باحترام كبير:.. ابخير الله يسلمك... انشد عن احوالكم
      عايشة وهي ماطة ثمها: مو مبين؟
      سيف وهو يفج عيونه: اجوووووف؟؟ عاشة؟؟؟ (بابتسامة ناصعة وملامح صبيانيه) عاشة شلونج
      عايشة وهي تتصنع النرفزة: لا تقول لي عاشة.. اسمي عايشة بنت حارب بن سالم والنعم
      سيف وهو يرفع حاجب باستغراب: والنعم؟؟؟ لقبكم اليديد انسة موزة...
      موزة وهي ترفع حاجب تهكم: لا والله الماركة...
      سيف وهو يناظر عمه حارب ويتصنع الألم: قوية.. قوية يا بنت عمي قوية... شلونج عساج طيبة
      موزة متجاهله سؤاله: عبدالله وينه؟؟؟
      سيف: انا بخير والله يسلمج.. وعبدالله تلقينه غاط الحين في فراشه ببيت المزرعة...
      حارب: وينكم انتو يا عيال كله مزربنين هناك ؟؟ مالكم بيوت؟؟
      سيف: افا عمي وشلون ما عندنا بيوت.. بس ريحتكم ولا عدمها يالعم..
      موزة وهي تكح: صبــغ
      سيف انتبه لها ولكن عايشة تكلمت: صح لسانك... ياليت عاد لو كلامك هذا يطابق حركاتك.. حاقرنا جن الا بيننا سد...
      سيف: لا سد ولا موزة (يبتسم لموزة اللي تجتفت) بس الحالة الله يسلمج يالطيبة مستعصية جدا .. وانوه واشدد على مســـتعصــية... (وهو ينفخ صدره ويبتسم)
      موزة وهي تنتحي على الطاولة اللي ببهو الاستقبال: ليش؟؟ الاستنساح ولا اكتشاف كوكب يديد.. ما جنها نفس برامج كل يوم....
      سيف وهو يبتسم بطريقة مزعجة في ويه موزة: شنو الاخت موزة غيورة ولا غيرانة؟؟؟
      هزت راسها موزة وحارب اللي وقف هالشي: بس يا عيال بسكم... كل ما تلاقيتوا انتو الاثنتين تناقرتوا؟؟؟ موزة يبا روحي سوي لولد خالتج شي يشربه...
      موزة وهي تناظر عيون سيف اللي لمعت بالانتصار: بس يبا الناس ليل الحين شسوي له
      حارب: افا يا موزة؟؟؟ هذا وانا اللي اقول موزة خير مضيافة؟؟؟
      موزة وهي تستسلم لسمعتها اللي بعض الاحيان تلوع جبدها: ان شاء الله يبا...
      سيف وهو يناقرها في دربها للمطبخ: واللي يسلمج ابي عصير برتقال....
      موزة وهي تسكر عيونها بقرف: ان شاء الله..
      سيف: بثلج مجروش
      دشت موزة المطبخ: ان شاء الله..
      سيف وهو يعلي صوته: وورقة نعناع..
      طلت موزة براسها وهي مستغربة: وليش النعناع..
      سيف ووهو يبتسم: عشان يزيد عليج الشغل...


      ابتسمت موزة في ويهه وهو ابتسم لكنها سرعان ما مسحت الابتسامة اللي كانت امثل بالصفعة على ويهه... واختفت موزة عن الساحة وسيف ظل يتبسم في خاطره عليها وينادي' اااااخ عليج يالزينة يالمضيافة'


      عايشة وهي تنط على سيف بالكلام: شوف سيف من الحين اقوللكم زهبوا الخيام بالبرية نبي خيمة عجيبة هالسنة عشان نسوي لنا برامج ونستانس..
      قطعها سيف : ومن قال لج انج بتروحين البرية؟؟؟
      عايشة وهي منصدمة: ابوي قال
      حاربب وهو فاج عيونه: انا؟؟؟؟ متى؟؟ ماذكر اني قلت..
      عايشة وهي تبتسم حرجا:.. يبا انا استبقت الاحداث ونقزت على حصاني في الموعد الغلط على قولة اهلنا الاميركان....
      حارب يتجتف وسيف يضحك: خبرينا شلي براسج انتي؟؟؟
      عايشة وهي تبتسم: يبا اللي صاير السنة ان هالشتاااا انا قررت.. او... تمنيت اني اروح البرية لاني والله والله والللللللللللللللله (وسيف يشد على نفسه بنفس الطريقة اللي عايشة تشد على روحها فيها بكلمة والله) والله واللله... خاطري في البر... مادري شلون والله ياي في خاطري جنه الوحام...
      حارب وهو ويهدل يدينه: عيب عليج هالحجي جدام ولد خالتج..
      عايشة: أي عيب؟؟ هذا سواف يبا ما تعرفه... هذا لو ماكان ريال كان بيكون صديقتي المفضلة ووالمقربة صاحبة اسراري
      سيف وهو يتوجه للجبله ويدعي: الحمد لله اني ريال...
      حارب : هههههههههههههههههههههه...
      عايشة: مالت عليك عاد يحصل لك..
      سيف وهو يتفاخر: يبا عاشة... انتي اصلا اللي يحصل لج... انا سيف ومن غمدي مسلول اقلج ابعدي عن دروبي يابنيه لاجرحج؟؟؟
      الا وصوت موزة مثل النار بالهشيم: اتصل بالاسعاف احسن...


      التفت لها سيف ولقاها مثل البخت واقفة وبيدها الصينية اللي فيها العصير.. راح عندها ورماها بنظرة استخفاف وشاف العجز اللي كان على ويهها لانها كانت بتردها له لو ما كان ابوها موجود..


      سيف وهو يزدرد من العصير ويرده مكانه باشمئزاز: قلت لج ورقة النعناع نكهة... مب مسحوق...
      موزة وهي تناظره بتعالي لانها ما سوت الا اللي يبيه: انت اللي مسوي روحك الشيف رمزي الا تبي نعناع...
      سيف وهو يرفع يده: ساترداي ساترداي.. (اسكتي: مسرحية انتخبو ام علي ) ما يسوى علينا تكلمنالج يا مارثا ستيوارت... على العموم عمي.. انا يايكم اقول لكم للعلم ان باجر اهو اليوم اللي انتو تروحونه المزرعة
      موزة وهي تهف: يا كثر المقدمااااااااااااات...
      حارب: يبا موزة..
      سيف وهو يتغاضى عنها: الزبدة وليس اللبن.. باجر ان ما عليكم امر يابنيات لاتمرون المزرعة
      موزة بهزة: هزلت؟؟؟
      سيف وهو يستدرك نفسه برمشه سريعة: الشبيبة كلهم هناك وكلهم معزمين يباتون
      موزة: انت تستهبل ولا تستهبلل؟؟
      سيف وهو يضيج عيونه دلاله على التفكير: أي وحدة؟؟؟
      موزة: ما تدري ان باجر خالتي رحيمة بتيي...
      سيف وهو يفقد القليل من حلمه الجميل: وانا ليش ياي ومتعني اخبرج يعني انسة موزة؟؟ تضييع وقت؟؟


      سكتت موزة لان نبرة سيف كان فيها شي من التسكيت..


      سيف وهو يناظر عمره حارب ويهز راسه: الحريم.. ما اييون الا بالعين الحمرا...
      حارب وهو يضحك بخفة: بس شوي شوي.. تراها مب هينة هالحرمة.. (يضم بنته حارب ويبوس مفرق شعرها) هذي غلاااة روح ابوها...
      عايشة وهي تضرب على صدرها: هذا وانا موجودة؟؟ لا لا هزلت والله..
      سيف اللي تدخل: يا عاشة.. ان جان هذي الانسة بنانا اهي غلاة روح ابوها.. تراج تاج راس سيف فارس الفوارس وعم الصقور...
      موزة وهي تهز راسها: واخيــرا.. طلعت من سلالة العصافير...


      ضحك حارب بقوته وسيف وقف وهو متبهدل من تصغير موزة له.. ولكن لمن ناظر ابتسامتها الدمثة امتلى قلبه بدفااا جمالها وسناها... وما علق على اللي قالته الا بحركة حك لحيته جنه يقول لها (بوريج)...


      حارب وهو يستودعهم: يالله يبا سيف.. دير بالك على حالك وعلى ارفيجك .. ولك مني وعد البنيات ما يروحون باجر المزرعة... على العموم انا بخليكم الحين عندي كتاب اقراه.. يبا موزة سكري الباب ورى ولد خالتج..
      موزة وهي تبتسم لابوها: ان شاء الله يبا....


      راح حارب المكتب وكانه عايشة وسيف ينتظرونه يغيب عشان ينفجرووون


      سيف: عاااااااااشة لج مني احلى ضب ان رحت البرية هالمرة
      عايشة: ريلي على ريــلك ما تروح قبل ما انا اروووح
      سيف وهو يضحك بابتسامة جميلة: افا عليج ان ما شالج هالكرسي انا اشيلــج..
      موزة وهي تتحمحم:.... الوقت تاخر الحين سيف... ولازم تروح... نبي ننام
      عايشة: لا مانبي ننام..
      موزة بعينها تاشر لعايشة: على العكس.. لازم ننام.. باجر ورانا اشغال وايد.. خالتي رحيمة ان ما يات المزرعة بتيي بيتنا...
      عايشة وهي مستغربة: خالتي رحيمة ما تيي البيت..
      سيف وهو يبتسم بسخرية في ويه موزة ويكلم عايشة: عايشة شفيج.. ما تدرين ان هاي حركة اختج انها تقول لي انني مب مرحب فيني هني.. صدمتيني فيج يا موزة.. كنت طول عمري احسج اكثر انسانة صريحة واللي في قلبج على لسانج
      موزة وهي تتجتف: بعض الناس ما ينفع معاها الا اللف والدوران..
      سيف وهو يبتسم في ويهها بطريقة خلت موزة تشيح بعيونها عنه:.. على العموم.. انا ياي اقول لج.. اوا قول لكم ان عبدالله نفيسته شوي تعبانة.. وباجر اول ما يصحى بييبه هني... لذا ديروا بالكم عليه ولا احد يزعجه
      موزة وهي تفكر باخوها بحرارة: شفيه؟؟ من شنو نفسيته تعبانة؟
      سيف وهو يلتفت طالع من البيت: ولا شي.. السالفة نفسها نفسها الا ان هالمرة طلع اللي كبته في قلبه من فترة.. ويمكن للاحسن.. (التفتت ومساهم) تصبحون على خير....


      كانت الامنية جماعية الا ان عيون سيف كانت على موزة... ما اييووز عن هالنظرات.. لانه مستحيل ارخي قلبي مرة ثانية لواحد من هالعايلة الغريبة الاطباع...


      موزة وهي تهز جتفها بقرف: ياخي ما اوده هالانسان
      عايشة بحالمية: من سيف؟؟؟ سيف هذا شيخ الرياييل.. لو منه اثنين جان الدنيا بخير..
      موزة وهي تناظرها بعجب: سيف؟؟ سيف هذا؟؟ ولد خالتي ما غيره؟؟؟ ارجوووج


      راحت موزة فوق الدري وعايشة تكلمها بمكر: قوليلي شي واحد سلبي ضد سيف...
      موزة وهي تتهكم بضحكة : شي واحد.. حبيبتي عواشي.. انا لو من اليوم لباجر اقعد ما بخلص في سيف فليش اقعد احش فيه وافتح لروحي ابواب في جهنم..
      عايشة وهي تحرك كرسيها بحماسية تجاه الدري : لا صج صج موزة.. دامنج كارهته جذي خبريني بشي واحد بس يخليني انا بعد اتنرفز منه..
      موزة وهي تبعد خصلة طويلة من مقدمة شعرها: عواشي حبيبتي.. الريال راح خلاص.. وما له داعي تحرقين نفسج جنج محامي دفاع
      عايشة وهي تبتسم بمرح: شي واحد موزة
      موزة وهي تتنهد بعمق:.. شي واحد... اوكي.. أقدر اقوله من غير تفكير.... طفوليته اللي مالها حدود مع انه ريال طق عمره ال24... عمري ماخذا كلامه جد لانه ما يمس للجدية بارض... ارتحتي...
      عايشة وهي تبتسم في ويه موزة: بعد نظرج يا بنانا خانم قصير... للاسف انتي فهمتي من سيف الظاهر... (وهي تناظر الباب محل ما طلع منه سيف) وانا فهمت منه الباطن... وهذا الفرق بيني وبينج....


      وقفت موزة وهي تخفي تصديقها بكلام اختها... لكن لا مستحيل.. سيف مستحيل يكون مثل ما اتصوره عايشة لانه واحد من هالعايلة الهايفة... شبابه العايلة –باستثناء اخوها ناصر- كلهم هايفين وما عندهم هدف بهالدنيا... همهم اللعبة وتضييع الوقت الثمين من حياتهم.. واهي مستحيل تضيع ثواني من وقتها الثمين بهالعمر في التفكير فيهم... لا شاهين ولا سيف... ولا احد ثاني مستحيل..


      دخلت دارها موزة وسكرت الليتات الا الليت الاحمر الي عند الزاوية.. راحت وقعدت على كرسيها ذو الزخارف الهندية ... استرخت وخلت روحها عرضة للهوا البارد من بعد ما لحفت روحها بالشال اللي كان عليه....


      موزة بصوتها الهادئ: مستحيل.. مستـحيل اضيع وقت زيادة من عمري في مثل هالتفكير.. ضيعت بما فيه الكفاية.. لا سيف ولا خرابيطه... من بعد اللي سويته فيني يا شاهين.... ماظن اني افكر في ريال ثاني بحياتي.. ماظن...

      ----------------------------------------------
      في الحفلة البسيطة اللي كانت عامرة بيت علي ووالجازي بالناس.. مختلف الجنسيات والاعراق كلهم كانو داخل.. ومحمد وكايد قاعدين في زاوية مع الياندرو وفنسنت يسولفون... كايد كان متحسف ليش انه ماياب كاميرته.. اشياء كثيرة فيه المكان يقدر يصورها واشياء كثيرة تتجسد بها الحياة.. وطبعا اشياء مثل هذي ما يفهمها الا الفنان او المبدع مثل كايد وحور...

      حور نزلت وقعدت معظم الوقت ويا اختها في المطبخ ترتب وياها لاشياء عشان يحطونها على الكاونتر ويهتمون الباجي بمهمة التوزيع... طاولة البوفيه اللي كانت في الحديقة الخلفية يتكفل بها ابوهم والجازي....

      دخلت الجازي البيت من بعد ما استبردت وسحبت شال راسها الى المقدمة عشان تخبي الشعر الي ظهر... وهناك داخل الصالة لقت كايد قاعد على جنب الكرسي بصمت وهو يستمع الى المتحدثين اللي يحايطونه... كانت عيونه ضايعة في وسط الزحام الا انها بينت مدى وحدتها حتى وهي وسط الناس...

      وقفت عند كاونتر المطبخ وهي تناظر كايد وشلون يتسامر مع الشباب وشي في ملامحها احضر اخوها في مرحلة شبابه لانها ما شافته وكل ما ذكرت حارب ذكرته وهو شباب...

      دخل علي البيت يدورها لانها اختفت مرة وحدة عن عينه... ولقاها قاعدة عند كاونتر المطبخ وهي تناظر كايد... دبت الغيرة الخفيفة في قلب علي على كببر سنه وتجدم من زوجته ووقف في ويهها بطوله الفارع...


      علي: YOU LIKE WHAT YOU SEE?
      الجازي وهي تبتسم في ويه زوجها واوتوماتيكياا تمسك يده: ناظره يا علي وشوفه... WHAT IS NOT TO LIKE لو كان لي ولد بعمره جان طلع مثله.. وانا لو كان لي ولد مثله.. كنت بفتخر فيه شرايك؟
      علي وهو يقعد يمها بنظرة الغرور العبيطة: مادري.. ماظن ان فيه شي لذاك الزود.. .الا انه يقلب المواجع ...
      الجازي وهي تناظر زوجها: انت بعد نفس الشي..
      علي وهو يبتسم وويشرب من كاس العصير: يعني بتقوليلي انه ما يشابه اخوج؟؟؟ بتقوليلي ان حركة يده اللي (يناظره علي وكايد يسوي نفس الحركة اللي كان بيعلقق عليها) نفضة الاصابع مو مثلها؟؟؟ سبحان الله ما قط شفت شبه
      الجازي وهي تناظر كايد بحسرة: لو كان كايد ولد حارب معانا بيكون نفس العمر صح؟
      علي وهو يناظر عيون زوجته الحزينة: أي تقريبا....


      مسك يد زوجته وانتبهت له بعيون محمرة...


      علي: لا تسوين في نفسج جذي يالجازي... تراج رايحة لهم جريب... لا تناظرين هالشاب بعيون حزينة ترى اللي بتلاقينه مختلف..
      الجازي وهي تهز راسها وتمسح جفتها من الدمعة: ادري ادري.... بس مادري ليش عندي احساس يقول لي ان هالشاب له علاقة ... شي في خاطري من داخل يخبرني بهالشي....
      علي وهو يمسك زوجته ويوقفها وياه:... دامنه في خاطرج اتمنى من رب العالمين انه يحققه لج...


      ---------------------


      حور وهي تناظر اختها اللي من دريشة المطبخ اللي تطل على الصالة تناظر محمد بابتسام وهو بالمثل.. كان شي في نظرات محمد تبين مدى اهتمامه بسرور اللي ما تقدر تصدق مثل هالمشاعر اللي راح تكون يمكن موجهه لها من ريال مثل محمد...


      حور وهي تغمز لاختها: no need to hide any thing my sistaaa… we see every thing
      سرور وهي تكتم الابتسامة لكن غمازتها فضحتها: مادري شعنه اتحجين..
      حور وهي تنحني وهي تناظر من الدريشة وتناظر محمد اللي كل شوي عيونه اتيي للدريشة: ماتدرين؟؟؟ عيل علامه بو جبين عريض دون جوان دو ماركو يناظر كل شوي لهني وكانه النفس؟؟؟ هااااا؟؟؟
      سرور وهي تتصنع الغضب: حور ما عندج شي احسن تسوينه من التنقرش فيني...
      حور وهي تبتسم : لا والله ولا شي انا فاضية تماااااااااااااااما....
      سرور وهي تنفجر بالمرح: من صجج يعني اهو يطالعني... بس انا متينة شلون بينعجب فيني؟؟؟
      حور وهي تناظر اختها: من قال لج انج متينة.. ان فيج كرش وجتوفج نازلة شوي ولج بدل الحنج حنجين مو معناته انج متينة.. انتي مليانة وبس...
      سرور وهي تغمز : قولي هالشي للميزان اللي كل ما وقفت عليه صدمني
      حور وهي تتسند على الكاونتر: اظن سرور ان الوقت يا عشان تتبعين ريجيم صارم
      سرور وهي تلحس صبعها اللي اصطبغ بالكاكاو: ومن قال لج انا مب على دايت صارم...
      حور وهي منقرفة: مادري اصلا انا ليش ما فكرت بهالشي قبل....

      راحت وسحبت من يدها الصحن اللي كانت ترش عليه الكاكاووو السائل وبعدته

      سرور: خلييييه ترى بيخترب...
      حور وهي تجابل اختها بقرف: هالكاكاو اهو ريجيمج الصارم؟؟؟ ولا الخبز اللي ما يبين انج تشبعين منه..
      سرور وهي تبعد اختها: ماقدر حور.. دامني اطبخ هالأكلات الحلوة ماقدر اقاوم من اني اجربها


      نظرة الشك بعيون حور خلت سرور تهز جتفها..


      سرور باستسلام: انزين اكل منها..


      زادت نظرات حور شك..


      سرور بعصبية: زين زييييين... اكلها كلها... بس هالشي مب معناته اني لازم احرم نفسي من الحلاوة لانها تييب النشاط اللي انا دايما اتمتع فيه..
      حور وهي تلم اختها: تدرين سرور.. احلى ما فيج اهو متونج.. ونشاطج هذا...
      سرور وهي تناظر محمد بحالمية جميلة: ويمكن هالشي اهو اللي مخليه ينعجب فيني...
      حور وهي تتخصر : والله انتي تعرفين شيقولون...


      ناظروا الثنتين محمد اللي كان يضحك وويا كايد


      حور وسرور في نفس الوقت:... الطريقة للوصول الى الرجل اهي من خلال معدته...
      حور انفراديا: عليج بالقوة...
      سرور: ادعي لي..
      حور وهي تطلع من المطبخ وتضحك: الى الاماااااااام سررررر...


      ضحكت سرور على اختها والتفتت الى محمد اللي يوم لقاها بروحها استعد انه يقوم لمن وقفته عيون احد وخلته ير د مكانه وين ماكان.. التفتت سرور ولقته ابوها يناظر محمد بطريقة تكره الواحد بنفسه... التفتت سرور الى اللي كانت مشغولة فيه وابوها وقفف وراها..


      علي ووهو يناظر محمد: من وين تعرفينه هالشخص؟
      كلمة الشخص ترددت في بال سرور: أي شخص يبا؟؟؟
      علي بقرف: هذا اللي يبين عليه من عيال الاغنياء... ما يعجبني بالحيل..
      سرور وهي تناظر محمد وتلاقي في ويهه كل متطلبات الاعجاب: بالعكس يبا.. انت ماعاشرته.. ولكن طبعه خفيف ودمث صدقني...
      علي وهو يناظر بنته بحاجب مرفوع: افهم من كلامج انج تعرفينه من زمان
      سرور وهي تصب الشوكولاه بثبات: مب من زمان زمان يعني ولكن من فترة.. وما لقيت منه الا كل الخير...


      محمد يسحب ياقة تي شرته وكانه حابسته عن النفس: مادري شفيه انا هالابوو يناظرني جني بايق حلاله..
      كايد ووهو يناظر محمد بابتسام: هذا ريال ولد عرب وله من الطبايع اللي انت يا محمد مب متعود عليها...
      محمد وهو يناظر كايد: شقصدك انا مب ولد عرب؟؟؟ انا فاهم بس عاد مب لهالدرجة.. اللي فهمته من سرور انهم عاشوا هني طول عمرهم... وطول هالعمر ما حاول انه يكون ' متفتح'
      كايد وهو يناظر اللي في قلاصه: الخام عمره ما يتغير من نفسه... والنفيس يظل نفيس يا محمد..
      محمد وهو يهز راسه:what ever dude..


      ناظر كايد المكان ولقى حور قاعدة وهي تسولف مع احد الناس وبنفس اللحظة اللي التفتت فيها لها التفتت اهي وابتسمت في ويهه باحترام ترك قلب كايد يخفق بهداي... واستغرقت فاتن بالكلام لمن دخلت البيت بنت غريبة المظهر شعرها تتخلله خصلات بنفسجية وحمرا وسودا ويمكن خضرا وعينها متروسة كحل... عرفها كايد على طول لانها البنت اللي ترافج حوور..


      كانت بتقطع الدرب نسيم رايحة لحور عند مكانها بس يوم لمحت كايد وقفت مكانها ووجهت روحها له بالمقابل..


      بمرح سألته: what’s your poison? (بالاميــركي يعني شنو مشروبك: يقصد بها للخمر ولكن تعرفون انتو نسيم)
      كايد وهو مستغرب: sorry؟؟
      نسيم وهي تضحك: قصدي شنو تشرب؟؟؟
      كايد وهو حيران: ماشرب شي..
      نسيم وهي تناظر قلاصه: عيل شفي القلاص؟؟؟
      كايد وهو يناظر العصير جانه مخلوق من الفضاء: عصيــر؟؟ تفاح؟؟
      نسيم وهي تبتسم بدماثة بينت القرط اللي حاطته في لسانها: ممكن اشربب منه..
      كايد وهو متشكك من صحة البنت:.... Sure تفضلي..


      عطاها القلاص وشربته كله مرة وحدة ويوم خلصت..


      نسيم: امممممممممممم... It tastes good الدبة سرورو خوش طباخة don’cha think?
      ضحك كايد لا اراديا عن نفسه: بالفعل اهي طباخة زين..


      نزل كايد راسه ونسيم بعدها يمه وانتبهت لها حور وضاع انتباهه من الكلام اللي كان يدور بينها وبين احد جيرانهم...


      نسيم: sooo طلعت اتعرف العايلة... بس شلون ما عرفتك؟؟
      كايد وهو يكابد الضحكة في نفسه: ماعرفهم... بس سرور عزمتنا الليلة يوم كنا هناك..
      نسيم وهي تبتسم يازعم بجاذبية: كله هناك مطيح اشوفك؟؟؟ حاط عينك على احد؟
      الحمد لله انه ما كان يشرب لانه كان بيشرق:... عيني على ... من يعني؟؟
      نسيم وهي تضحك باغواء: لاتقول انك مب معجب فيني..لانها بتكون كارثة انسانية... وبعدين .. (تقرببت منه باسلوب غريب) انا بعد معجبة فيك... ولا تجذب علي يا مستر.. اقدر افرق العيون المعجبة عن الغير معجبة..


      ضحك كايد عليها ونزل راسه وبالحق اعجب فيها مب مثل الطريقة اللي اهي تتصورها.. اعجب في اسلوبها الدمث والقريب من القلب


      كايد: جم عمرج انتي؟
      نسيم ووهي تقعد على الكرسي وعيون حور عليها: عمري 22 قد حور...
      التفت كايد الى حور لااراديا ولاقى عيونها: العمر كله ان شاء الله...
      نسيم وهي تثرثر كالعادة: شرايك لو طلعنا من هني ورحنا مكان ثاني.. نسولف فيه على راحتنا..
      الا وكايد عيونه تروح لحور اللي كانت تناظر الوضع باستغراب واستأذنت من اللي كانت وياها وقربت صوبهم: عيب بحق الناس اللي عزمونا اننا نختفي جذي.. بعدين الحفلة وايد ممتعة
      نسيم وهي تتهكم: أي.. للشيوبة...
      حور تتقرب منهم وبالاخص من نسيم: وينج انتي؟؟؟ انتظرج من رببع ساعة..
      نسيم وهي تتسند: chill out نسيم يات والحفلة بدت.. بس قوليلي... وينه ابوج؟
      حور : ابوي ورى عند الباربكيووو
      نسيم وهي تنقز: بدى بالباربكيو... انا قايلتله لا يبدي قبل ما اييي.. (وهي تمشي) هذا علي يبيله جم سماااك (طقة) عشان يفهم...(التفتت قبل لا تختفي تماما)
      Don’cha go any where wait for me handsome
      كايد وهو ويضحك..: I’m not going any where


      راحت نسيم ووكل من كايد وحور يضحكون عليها وعلى تصرفاتها..


      كايد: this naseeem is something
      حور: اااه من نسيم... تصدق من واحنا صغار واهي نفسها نفسها ما تغيرت.. نفسها نسيم الشقردية ام السوالف والفعايل.. ومثل ما كانت معاملة ابوي لها يوم صغيرة لحد هاللحظة.. الا انها عزيزة على القلب (نزل كايد عيونه للارض وحور انحرجت) وانا يالسة اتكلم من غير توقف .... سوري..
      حمرت خدودها من الحيا وسكتت مرة وحدة وكايد نطق على طول: لا لا ابد.. بالعكس.. حلو انج تسولفين جذي عن ارفيجتج.. الظاهر انكم عزاز على بعض...؟
      حور وهي تحاول تختصر:.. الحمد لله.. عمرها ما طعنتني ولا انا طعنتها...
      كايد وهو يحط يدينه في مخابه دلالة على توتره الا ان حور فهمتها غير: الله يخليكم لبعض...
      حور وهي تستاذن لانها حست انها مللت كايد او شي..: عن اذنك مابي امللك بسوالفي..
      كايد وهو يطلع يدينه من مخابيه ونظرة الاندهاش على ويهه: لا والله ابد.. ما تملليني..
      حور وهي توقفف بعيد بابتسامة :try to enjoy your self here


      مشت حور وكايد وقفف مكانه بخيبة امل واضحة.. كله من توتره الارعن خلى حور تبتعد وتروح..


      يكلم نفسه ويأنب حاله: كان لازم يعني تبين جانبك النفسي المريض؟؟؟ غبي واحد..
      نور وهي توقف يم كايد: لو سمحت..
      التفتت لها كايد وهي حاملة صينية العصير اللي الظاهر انها ثقيلة عليها ولكنها متمكنة منها:.. خليني احمله عنج..
      نور وهي تبين نفسها قوية: لا لا خله .. متعودة .. احب اوزع العصير في الحفلات.. يعطيني شغلة اسويها ويخلي بيتنا ما يستغنون عني عشان اروح انام...
      ضحك عليها كايد وسحب من عندها قلاص: شكرا...
      نور وهي تبتسم: العفــو...


      مشت نور شوي وردت لكايد


      نور بسذاجة: انت تقربب لامي؟؟؟
      كايد وهو مستغرب يدور بعيونه في الويوه:... ومنهي امج؟؟
      نور التفتت تدور امها ولقتها عند كاونتر المطبخ مع احد الجيران: هذيج اللي لابسة شال ازرق...
      رفع كايد عيونه الى الحرمة وشافها... وعرفها على طول.. هي الحرمة اللي لاقاها في المطعم قببل جم ليلة..:... لا ما عرفها.. ما شفتها من قبل في حياتي...
      نور: غريبة.. تشابه امي وايد...
      كايد و هو يناظر نور بحنان: الله يخلق من الشبه اربعين صغيرونة
      نور وهي تعقد حواجبها: لا تقول لي صغيرونة.. انا عمري 12...
      كايد وهو يتصرف بلباقة معاها: السموحة منج يا انستي... انتي مب صغيرونة
      نور وهي تبتسم: it’s ok man


      راحت نور عن كايد وهي مالكة من قلبه قطعة لانها حبابة وتدش القلب ... رفع عيونه كايد الى الحرمة اللي اشرت عليها نور... والتفتت منها الى سرور اللي داخل المطبخ.. والى بنت بعد ثانية لابسة نظارة توزع الاكل وياهم.. وحور اللي كانت مثل الشمعة المضيئة في المكان.. وقدر يستنتج انهم كلهم خوات.. وكلهم بنات الريال والحرمة اللي على حسابهم الحفلة قايمة الليله...


      حس كايد انه في محيط مألوف او بالانتماء وكانه للمرة الاولى من بعد هالسنين السبع الطويلة له مكان وله اهل وله احباب... وكان في قلب كل واحد من هالعايلة قطعة مخصصة له.. ابتسم كايد وما يدري ليش تمنى لو ان حياة تكون موجوده.. لان على الرغم من اللي يمر فيه وياها الا انها تظل انسانة عزيزة لها الفضل في استقراره النفسي اللي اهو عايش فيه... ليتها بس تقنع بفكرة كونهم مجرد اصدقاء...

      ========================


      في ذيج الغرفة الواسعة المترفة بالبذخ والجاه ... كانت حياة قاعدة وهي تجول بالتفكير والدمعة اللي كل شوي تخونها وتسيح على ويهها.. حياة مختلفة تماما لمن تكون في البيت عن حياة اللي تكون برع... في الخارج تكون مثل سيدة الاعمال وبنت الاغنياء المترفة.. لكن في البيت انسانة واعية وشديدة ولها صلابة ورأي سديد في كل الامور... الا في مسألتها اللي ويا كايد... تأرقها وتخليها مثل البنت المراهقة اللي ما تعرف شلون توصل الى هدفها...


      من بعد الكلام اللي صار بينها وبين كايد حرمت على روحها الروحة له .. لمن اهو اييها ويخطو بهالخطوة تجاهها.. اهي ما تقدر تحتك وياه اكثر باسم الصداقة لان اللي تحس فيه شي ابعد من الصداقة بامياال... لكن لو اهو يقدر يفهم هالاحساس اللي يمر فيها...



      الجو الشرقي او بالاخص الباكستاني يحايط بيتهم من الاثاث ومن الملابس ومن التصرفات.. يمكن لان امها سيدة تمتلك الحس المرهفف والدقيق في هالفن المحلي.. وهالشي ما يضايق زوجها او عيالها ... وحتى حياة اللي احيانا تنسى ان نصفها عربي.. وحتى ان لغتهم في البيت تتنوع بين العربي والانجليزي والاردو... وحتى ثيابهم.. بالنسبة لحياة فهي ملكة الجمال ذات الذوق المرهف والاحساس العالي...


      كانت لابسة احد الموديلات الباكستانية الي عبارة عن قميص لتحت الركبة ضيق بلون اللؤلؤ الصافي.. والصروال كان بنفســجي فاتــح وعليه من التطريز والخرز اللي يزيد عن الملايين .. يلمع بكل الوان الطيف السبعة.. قامت من على سريرها وهي تلم شعرها وتطلع من الغرفة وتلاقي امها وابوها قاعدين في الصالة ويااخوها الصغير ...


      ابوها ناداها: يبا حياة تعالي وبتي الموضوع بيناتنا..
      مسحت حياة ويهها عن ملامح الحزن القاتلة في قلبها وتظاهرت بالمرح: شصاير الحين؟؟؟ شفيه الاستاااذ كمال..
      كمال اللي كان على قدر رفيع من الاناقة والوسامة التفتت مثل البريء: شوفي حياة ترى انا ما سويت شي ابوج اللي قاعد يعايي...
      قعدت حياة بدلال يم ابوها : شالسالفة؟؟؟


      الاب وكمال كانو يلعبون لعبة الاسألة... وبما ان ابو حياة شخص مجرب كل امور الحياة وخبيروكبير في السن يظن انه يعرف معظم الاجوبة المعلوماتية بينما كمال الطالب المثالي يعارضه لان بكل بساطة اجوبه ابوووه غلط..


      حياة وهي تبت الامر: صح كلام كمال يبا.. اطول نهر في العالم اهو النيــل..
      ابو كمال: الحين انا يايبج عشان توقفين ويا اخوج؟؟ طلعتي اجهل منه..
      حياة وهي تضحك: بس يبا شفيك هذا هو الصج..
      ابو كمال: حياة بابا.. انا رحت البرازيل وشفت الامازون.. او شفت جزء منه... وصدقيني... اهو اطول من نهر النيل..
      كمال وهو يرمي الورقة: انا حالف على روحي مالعب وياك ...
      ابو كمال وهو يحس بالحرج من ولده: و الله محد طلب منك اتيي تلعب وياي.
      فيروز وهي تهز راسها: يا صبر ايوووب...


      ضحكت حياة على الحال الجميل في بيتها وتمنت لو انه ما ينقطع.. الا وكمال يقوم من مكانه


      كمال: عن اذنكم..
      اابو كمال: وين رايح؟
      كمال: يبا باجر ترى المدارس وانا ببروح انام...
      ابو كمال وحياة تحط راسها على جتفه بدلال: اصلا قول خفت... اقول لك.. لا تتحدى الكبار.. احنا عشنا اكثر منكم في هالدنيا..
      هز راسه كمال بابتسام وباس راس ابوه: تصبح على خير يبا...
      ابوه : وانت من اهل الخير...


      صبح على الكل وراح ...


      حياة: وينها جميلة؟؟؟ ما يات..
      فيروز: اختج سافرت الليلة ويا ريلها.. راحو لاهور جم يوم..
      ابو كمال: ياليتنا احنا بعد رحنا وياهم.. كنا بنستانس..
      حياة وهي تتململ: ما ابي اسافر.. نيويورك بهالفترة من احلى الاماكن بالعالم
      فيروز وهي تطرز توجه الكلام لبنتها: والله ما يابت لنا نيويورك الا ويع الراس... الله يعيننا عليها لمن نطلع منها..
      حياة وهي تخالف امها: ياليت والله اتم فيها طول عمري..
      ابو كمال: عن اذنكم انا بروح انام... كمال الدين ياب لي النودة وانا بس تام عشان ابين له مدى عدم معرفته.. تصبحون على خير
      حيااة وامها : وانت من اهل الخير...


      راح الابو وظلت حياة قاعدة وهي مستغرفة في النظر بتطريز امها المحترف... لكنها انتبهت الى امها اللي طوت القطعة اللي كانت مشغولة فيها والتفتت لها...


      فيروز بصوتها العميـق: يمة حياة... انا ابيــج في سالفة... واتمنى انج ما تبينيين لي قصر نظرج ... اتمنى انج تطيعيني فيه الموضوع ولو بالتفكير فيه..
      حياة وهي تعرف سلف باللي امها بتقوله: يمة من اللي خاطبني هالمرة...
      انصعقت فيروز من كلام بنتها لانه صح.. ولان اللي خاطبها مب أي واحد... اللي خاطبها امير ولد امرااااء من عايلة عريقة... : يمة.. اللي خاطبج هالمرة مب واحد سهل... شاب ولا كل الشباب.. اكبر منج بسنتين وانتي تعرفينه زين..
      حياة وهي مستغربة: اعرفه زين؟؟ من ولده؟؟
      فيروز بابتسامة: ولد عمتــج حسنى... عامــر..
      حياة وهي منصدمة: عامر؟؟؟؟ عامر ما غيــره؟؟
      فيروز ضحكت: أي.. شفتي عاد شلون؟؟
      حياة وهي مستغربة: بس اللي اظنه انج انتي وعمتي حًسنى على خلاف...
      فيروز وهي تقعد بغرور: والله اهي اللي نصبت لي العداوة والكراهية ليش ان ابوج خذني وهي تبي له وحدة ثانية.. بس من شافتج في ملجة جميلة وهي مستخفة عليج..
      حياة والرفض على طرف لسانها الا انها وقفت نفسها هالمرة.. ليش انا ارفض كل مرة.. ليش ما اطيب خاطر امي ولو لمرة؟؟:.. زين وشالمطلوب؟؟؟
      فيروز ووهي تقوم وتقعد يم بنتها: المطلوب يا عيون امج انج تفكرين في الموضوع زييين... تفكرين فيه وتتمعنين لمن توصلين الى قرار.. مابيج تقولين لاء من اولها... فكري وعرفي خلاص براسج...
      ابتسمت حياة لامها وهي تتضرع الألم..:... ان شاء الله يمة.. ما يصير خاطرج الا طيب...


      يا تــرى.. هل هذي هي نهاية حب حياة لكايد...


      والا ... بداية علاقة مختلفة معاه...

      كايد اللي بترحل عنه حور.. هل بيقدر يشيلها من باله..

      ومحمد.. هل هو معجب في سرور بالدرجة اللي تظنها حور؟؟؟


      وبدور... شلي راح توصل له من خوفها على امها.. ولاي درجة اهي مستعدة لحمايتها...




















      انتي .. وانا..

      في الحفلة البسيطة اللي كانت عامرة بيت علي ووالجازي بالناس.. مختلف الجنسيات والاعراق كلهم كانو داخل.. ومحمد وكايد قاعدين في زاوية مع الياندرو وفنسنت يسولفون... كايد كان متحسف ليش انه ماياب كاميرته.. اشياء كثيرة فيه المكان يقدر يصورها واشياء كثيرة تتجسد بها الحياة.. وطبعا اشياء مثل هذي ما يفهمها الا الفنان او المبدع مثل كايد وحور...

      حور نزلت وقعدت معظم الوقت ويا اختها في المطبخ ترتب وياها لاشياء عشان يحطونها على الكاونتر ويهتمون الباجي بمهمة التوزيع... طاولة البوفيه اللي كانت في الحديقة الخلفية يتكفل بها ابوهم والجازي....

      دخلت الجازي البيت من بعد ما استبردت وسحبت شال راسها الى المقدمة عشان تخبي الشعر الي ظهر... وهناك داخل الصالة لقت كايد قاعد على جنب الكرسي بصمت وهو يستمع الى المتحدثين اللي يحايطونه... كانت عيونه ضايعة في وسط الزحام الا انها بينت مدى وحدتها حتى وهي وسط الناس...

      وقفت عند كاونتر المطبخ وهي تناظر كايد وشلون يتسامر مع الشباب وشي في ملامحها احضر اخوها في مرحلة شبابه لانها ما شافته وكل ما ذكرت حارب ذكرته وهو شباب...

      دخل علي البيت يدورها لانها اختفت مرة وحدة عن عينه... ولقاها قاعدة عند كاونتر المطبخ وهي تناظر كايد... دبت الغيرة الخفيفة في قلب علي على كببر سنه وتجدم من زوجته ووقف في ويهها بطوله الفارع...


      علي: YOU LIKE WHAT YOU SEE?
      الجازي وهي تبتسم في ويه زوجها واوتوماتيكياا تمسك يده: ناظره يا علي وشوفه... WHAT IS NOT TO LIKE لو كان لي ولد بعمره جان طلع مثله.. وانا لو كان لي ولد مثله.. كنت بفتخر فيه شرايك؟
      علي وهو يقعد يمها بنظرة الغرور العبيطة: مادري.. ماظن ان فيه شي لذاك الزود.. .الا انه يقلب المواجع ...
      الجازي وهي تناظر زوجها: انت بعد نفس الشي..
      علي وهو يبتسم وويشرب من كاس العصير: يعني بتقوليلي انه ما يشابه اخوج؟؟؟ بتقوليلي ان حركة يده اللي (يناظره علي وكايد يسوي نفس الحركة اللي كان بيعلقق عليها) نفضة الاصابع مو مثلها؟؟؟ سبحان الله ما قط شفت شبه
      الجازي وهي تناظر كايد بحسرة: لو كان كايد ولد حارب معانا بيكون نفس العمر صح؟
      علي وهو يناظر عيون زوجته الحزينة: أي تقريبا....


      مسك يد زوجته وانتبهت له بعيون محمرة...


      علي: لا تسوين في نفسج جذي يالجازي... تراج رايحة لهم جريب... لا تناظرين هالشاب بعيون حزينة ترى اللي بتلاقينه مختلف..
      الجازي وهي تهز راسها وتمسح جفتها من الدمعة: ادري ادري.... بس مادري ليش عندي احساس يقول لي ان هالشاب له علاقة ... شي في خاطري من داخل يخبرني بهالشي....
      علي وهو يمسك زوجته ويوقفها وياه:... دامنه في خاطرج اتمنى من رب العالمين انه يحققه لج...


      ---------------------


      حور وهي تناظر اختها اللي من دريشة المطبخ اللي تطل على الصالة تناظر محمد بابتسام وهو بالمثل.. كان شي في نظرات محمد تبين مدى اهتمامه بسرور اللي ما تقدر تصدق مثل هالمشاعر اللي راح تكون يمكن موجهه لها من ريال مثل محمد...


      حور وهي تغمز لاختها: no need to hide any thing my sistaaa… we see every thing
      سرور وهي تكتم الابتسامة لكن غمازتها فضحتها: مادري شعنه اتحجين..
      حور وهي تنحني وهي تناظر من الدريشة وتناظر محمد اللي كل شوي عيونه اتيي للدريشة: ماتدرين؟؟؟ عيل علامه بو جبين عريض دون جوان دو ماركو يناظر كل شوي لهني وكانه النفس؟؟؟ هااااا؟؟؟
      سرور وهي تتصنع الغضب: حور ما عندج شي احسن تسوينه من التنقرش فيني...
      حور وهي تبتسم : لا والله ولا شي انا فاضية تماااااااااااااااما....
      سرور وهي تنفجر بالمرح: من صجج يعني اهو يطالعني... بس انا متينة شلون بينعجب فيني؟؟؟
      حور وهي تناظر اختها: من قال لج انج متينة.. ان فيج كرش وجتوفج نازلة شوي ولج بدل الحنج حنجين مو معناته انج متينة.. انتي مليانة وبس...
      سرور وهي تغمز : قولي هالشي للميزان اللي كل ما وقفت عليه صدمني
      حور وهي تتسند على الكاونتر: اظن سرور ان الوقت يا عشان تتبعين ريجيم صارم
      سرور وهي تلحس صبعها اللي اصطبغ بالكاكاو: ومن قال لج انا مب على دايت صارم...
      حور وهي منقرفة: مادري اصلا انا ليش ما فكرت بهالشي قبل....

      راحت وسحبت من يدها الصحن اللي كانت ترش عليه الكاكاووو السائل وبعدته

      سرور: خلييييه ترى بيخترب...
      حور وهي تجابل اختها بقرف: هالكاكاو اهو ريجيمج الصارم؟؟؟ ولا الخبز اللي ما يبين انج تشبعين منه..
      سرور وهي تبعد اختها: ماقدر حور.. دامني اطبخ هالأكلات الحلوة ماقدر اقاوم من اني اجربها


      نظرة الشك بعيون حور خلت سرور تهز جتفها..


      سرور باستسلام: انزين اكل منها..


      زادت نظرات حور شك..


      سرور بعصبية: زين زييييين... اكلها كلها... بس هالشي مب معناته اني لازم احرم نفسي من الحلاوة لانها تييب النشاط اللي انا دايما اتمتع فيه..
      حور وهي تلم اختها: تدرين سرور.. احلى ما فيج اهو متونج.. ونشاطج هذا...
      سرور وهي تناظر محمد بحالمية جميلة: ويمكن هالشي اهو اللي مخليه ينعجب فيني...
      حور وهي تتخصر : والله انتي تعرفين شيقولون...


      ناظروا الثنتين محمد اللي كان يضحك وويا كايد


      حور وسرور في نفس الوقت:... الطريقة للوصول الى الرجل اهي من خلال معدته...
      حور انفراديا: عليج بالقوة...
      سرور: ادعي لي..
      حور وهي تطلع من المطبخ وتضحك: الى الاماااااااام سررررر...


      ضحكت سرور على اختها والتفتت الى محمد اللي يوم لقاها بروحها استعد انه يقوم لمن وقفته عيون احد وخلته ير د مكانه وين ماكان.. التفتت سرور ولقته ابوها يناظر محمد بطريقة تكره الواحد بنفسه... التفتت سرور الى اللي كانت مشغولة فيه وابوها وقفف وراها..


      علي ووهو يناظر محمد: من وين تعرفينه هالشخص؟
      كلمة الشخص ترددت في بال سرور: أي شخص يبا؟؟؟
      علي بقرف: هذا اللي يبين عليه من عيال الاغنياء... ما يعجبني بالحيل..
      سرور وهي تناظر محمد وتلاقي في ويهه كل متطلبات الاعجاب: بالعكس يبا.. انت ماعاشرته.. ولكن طبعه خفيف ودمث صدقني...
      علي وهو يناظر بنته بحاجب مرفوع: افهم من كلامج انج تعرفينه من زمان
      سرور وهي تصب الشوكولاه بثبات: مب من زمان زمان يعني ولكن من فترة.. وما لقيت منه الا كل الخير...


      محمد يسحب ياقة تي شرته وكانه حابسته عن النفس: مادري شفيه انا هالابوو يناظرني جني بايق حلاله..
      كايد ووهو يناظر محمد بابتسام: هذا ريال ولد عرب وله من الطبايع اللي انت يا محمد مب متعود عليها...
      محمد وهو يناظر كايد: شقصدك انا مب ولد عرب؟؟؟ انا فاهم بس عاد مب لهالدرجة.. اللي فهمته من سرور انهم عاشوا هني طول عمرهم... وطول هالعمر ما حاول انه يكون ' متفتح'
      كايد وهو يناظر اللي في قلاصه: الخام عمره ما يتغير من نفسه... والنفيس يظل نفيس يا محمد..
      محمد وهو يهز راسه:what ever dude..


      ناظر كايد المكان ولقى حور قاعدة وهي تسولف مع احد الناس وبنفس اللحظة اللي التفتت فيها لها التفتت اهي وابتسمت في ويهه باحترام ترك قلب كايد يخفق بهداي... واستغرقت فاتن بالكلام لمن دخلت البيت بنت غريبة المظهر شعرها تتخلله خصلات بنفسجية وحمرا وسودا ويمكن خضرا وعينها متروسة كحل... عرفها كايد على طول لانها البنت اللي ترافج حوور..


      كانت بتقطع الدرب نسيم رايحة لحور عند مكانها بس يوم لمحت كايد وقفت مكانها ووجهت روحها له بالمقابل..


      بمرح سألته: what’s your poison? (بالاميــركي يعني شنو مشروبك: يقصد بها للخمر ولكن تعرفون انتو نسيم)
      كايد وهو مستغرب: sorry؟؟
      نسيم وهي تضحك: قصدي شنو تشرب؟؟؟
      كايد وهو حيران: ماشرب شي..
      نسيم وهي تناظر قلاصه: عيل شفي القلاص؟؟؟
      كايد وهو يناظر العصير جانه مخلوق من الفضاء: عصيــر؟؟ تفاح؟؟
      نسيم وهي تبتسم بدماثة بينت القرط اللي حاطته في لسانها: ممكن اشربب منه..
      كايد وهو متشكك من صحة البنت:.... Sure تفضلي..


      عطاها القلاص وشربته كله مرة وحدة ويوم خلصت..


      نسيم: امممممممممممم... It tastes good الدبة سرورو خوش طباخة don’cha think?
      ضحك كايد لا اراديا عن نفسه: بالفعل اهي طباخة زين..


      نزل كايد راسه ونسيم بعدها يمه وانتبهت لها حور وضاع انتباهه من الكلام اللي كان يدور بينها وبين احد جيرانهم...


      نسيم: sooo طلعت اتعرف العايلة... بس شلون ما عرفتك؟؟
      كايد وهو يكابد الضحكة في نفسه: ماعرفهم... بس سرور عزمتنا الليلة يوم كنا هناك..
      نسيم وهي تبتسم يازعم بجاذبية: كله هناك مطيح اشوفك؟؟؟ حاط عينك على احد؟
      الحمد لله انه ما كان يشرب لانه كان بيشرق:... عيني على ... من يعني؟؟
      نسيم وهي تضحك باغواء: لاتقول انك مب معجب فيني..لانها بتكون كارثة انسانية... وبعدين .. (تقرببت منه باسلوب غريب) انا بعد معجبة فيك... ولا تجذب علي يا مستر.. اقدر افرق العيون المعجبة عن الغير معجبة..


      ضحك كايد عليها ونزل راسه وبالحق اعجب فيها مب مثل الطريقة اللي اهي تتصورها.. اعجب في اسلوبها الدمث والقريب من القلب


      كايد: جم عمرج انتي؟
      نسيم ووهي تقعد على الكرسي وعيون حور عليها: عمري 22 قد حور...
      التفت كايد الى حور لااراديا ولاقى عيونها: العمر كله ان شاء الله...
      نسيم وهي تثرثر كالعادة: شرايك لو طلعنا من هني ورحنا مكان ثاني.. نسولف فيه على راحتنا..
      الا وكايد عيونه تروح لحور اللي كانت تناظر الوضع باستغراب واستأذنت من اللي كانت وياها وقربت صوبهم: عيب بحق الناس اللي عزمونا اننا نختفي جذي.. بعدين الحفلة وايد ممتعة
      نسيم وهي تتهكم: أي.. للشيوبة...
      حور تتقرب منهم وبالاخص من نسيم: وينج انتي؟؟؟ انتظرج من رببع ساعة..
      نسيم وهي تتسند: chill out نسيم يات والحفلة بدت.. بس قوليلي... وينه ابوج؟
      حور : ابوي ورى عند الباربكيووو
      نسيم وهي تنقز: بدى بالباربكيو... انا قايلتله لا يبدي قبل ما اييي.. (وهي تمشي) هذا علي يبيله جم سماااك (طقة) عشان يفهم...(التفتت قبل لا تختفي تماما)
      Don’cha go any where wait for me handsome
      كايد وهو ويضحك..: I’m not going any where


      راحت نسيم ووكل من كايد وحور يضحكون عليها وعلى تصرفاتها..


      كايد: this naseeem is something
      حور: اااه من نسيم... تصدق من واحنا صغار واهي نفسها نفسها ما تغيرت.. نفسها نسيم الشقردية ام السوالف والفعايل.. ومثل ما كانت معاملة ابوي لها يوم صغيرة لحد هاللحظة.. الا انها عزيزة على القلب (نزل كايد عيونه للارض وحور انحرجت) وانا يالسة اتكلم من غير توقف .... سوري..
      حمرت خدودها من الحيا وسكتت مرة وحدة وكايد نطق على طول: لا لا ابد.. بالعكس.. حلو انج تسولفين جذي عن ارفيجتج.. الظاهر انكم عزاز على بعض...؟
      حور وهي تحاول تختصر:.. الحمد لله.. عمرها ما طعنتني ولا انا طعنتها...
      كايد وهو يحط يدينه في مخابه دلالة على توتره الا ان حور فهمتها غير: الله يخليكم لبعض...
      حور وهي تستاذن لانها حست انها مللت كايد او شي..: عن اذنك مابي امللك بسوالفي..
      كايد وهو يطلع يدينه من مخابيه ونظرة الاندهاش على ويهه: لا والله ابد.. ما تملليني..
      حور وهي توقفف بعيد بابتسامة :try to enjoy your self here


      مشت حور وكايد وقفف مكانه بخيبة امل واضحة.. كله من توتره الارعن خلى حور تبتعد وتروح..


      يكلم نفسه ويأنب حاله: كان لازم يعني تبين جانبك النفسي المريض؟؟؟ غبي واحد..
      نور وهي توقف يم كايد: لو سمحت..
      التفتت لها كايد وهي حاملة صينية العصير اللي الظاهر انها ثقيلة عليها ولكنها متمكنة منها:.. خليني احمله عنج..
      نور وهي تبين نفسها قوية: لا لا خله .. متعودة .. احب اوزع العصير في الحفلات.. يعطيني شغلة اسويها ويخلي بيتنا ما يستغنون عني عشان اروح انام...
      ضحك عليها كايد وسحب من عندها قلاص: شكرا...
      نور وهي تبتسم: العفــو...


      مشت نور شوي وردت لكايد


      نور بسذاجة: انت تقربب لامي؟؟؟
      كايد وهو مستغرب يدور بعيونه في الويوه:... ومنهي امج؟؟
      نور التفتت تدور امها ولقتها عند كاونتر المطبخ مع احد الجيران: هذيج اللي لابسة شال ازرق...
      رفع كايد عيونه الى الحرمة وشافها... وعرفها على طول.. هي الحرمة اللي لاقاها في المطعم قببل جم ليلة..:... لا ما عرفها.. ما شفتها من قبل في حياتي...
      نور: غريبة.. تشابه امي وايد...
      كايد و هو يناظر نور بحنان: الله يخلق من الشبه اربعين صغيرونة
      نور وهي تعقد حواجبها: لا تقول لي صغيرونة.. انا عمري 12...
      كايد وهو يتصرف بلباقة معاها: السموحة منج يا انستي... انتي مب صغيرونة
      نور وهي تبتسم: it’s ok man


      راحت نور عن كايد وهي مالكة من قلبه قطعة لانها حبابة وتدش القلب ... رفع عيونه كايد الى الحرمة اللي اشرت عليها نور... والتفتت منها الى سرور اللي داخل المطبخ.. والى بنت بعد ثانية لابسة نظارة توزع الاكل وياهم.. وحور اللي كانت مثل الشمعة المضيئة في المكان.. وقدر يستنتج انهم كلهم خوات.. وكلهم بنات الريال والحرمة اللي على حسابهم الحفلة قايمة الليله...


      حس كايد انه في محيط مألوف او بالانتماء وكانه للمرة الاولى من بعد هالسنين السبع الطويلة له مكان وله اهل وله احباب... وكان في قلب كل واحد من هالعايلة قطعة مخصصة له.. ابتسم كايد وما يدري ليش تمنى لو ان حياة تكون موجوده.. لان على الرغم من اللي يمر فيه وياها الا انها تظل انسانة عزيزة لها الفضل في استقراره النفسي اللي اهو عايش فيه... ليتها بس تقنع بفكرة كونهم مجرد اصدقاء...

      ========================


      في ذيج الغرفة الواسعة المترفة بالبذخ والجاه ... كانت حياة قاعدة وهي تجول بالتفكير والدمعة اللي كل شوي تخونها وتسيح على ويهها.. حياة مختلفة تماما لمن تكون في البيت عن حياة اللي تكون برع... في الخارج تكون مثل سيدة الاعمال وبنت الاغنياء المترفة.. لكن في البيت انسانة واعية وشديدة ولها صلابة ورأي سديد في كل الامور... الا في مسألتها اللي ويا كايد... تأرقها وتخليها مثل البنت المراهقة اللي ما تعرف شلون توصل الى هدفها...


      من بعد الكلام اللي صار بينها وبين كايد حرمت على روحها الروحة له .. لمن اهو اييها ويخطو بهالخطوة تجاهها.. اهي ما تقدر تحتك وياه اكثر باسم الصداقة لان اللي تحس فيه شي ابعد من الصداقة بامياال... لكن لو اهو يقدر يفهم هالاحساس اللي يمر فيها...



      الجو الشرقي او بالاخص الباكستاني يحايط بيتهم من الاثاث ومن الملابس ومن التصرفات.. يمكن لان امها سيدة تمتلك الحس المرهفف والدقيق في هالفن المحلي.. وهالشي ما يضايق زوجها او عيالها ... وحتى حياة اللي احيانا تنسى ان نصفها عربي.. وحتى ان لغتهم في البيت تتنوع بين العربي والانجليزي والاردو... وحتى ثيابهم.. بالنسبة لحياة فهي ملكة الجمال ذات الذوق المرهف والاحساس العالي...


      كانت لابسة احد الموديلات الباكستانية الي عبارة عن قميص لتحت الركبة ضيق بلون اللؤلؤ الصافي.. والصروال كان بنفســجي فاتــح وعليه من التطريز والخرز اللي يزيد عن الملايين .. يلمع بكل الوان الطيف السبعة.. قامت من على سريرها وهي تلم شعرها وتطلع من الغرفة وتلاقي امها وابوها قاعدين في الصالة ويااخوها الصغير ...


      ابوها ناداها: يبا حياة تعالي وبتي الموضوع بيناتنا..
      مسحت حياة ويهها عن ملامح الحزن القاتلة في قلبها وتظاهرت بالمرح: شصاير الحين؟؟؟ شفيه الاستاااذ كمال..
      كمال اللي كان على قدر رفيع من الاناقة والوسامة التفتت مثل البريء: شوفي حياة ترى انا ما سويت شي ابوج اللي قاعد يعايي...
      قعدت حياة بدلال يم ابوها : شالسالفة؟؟؟


      الاب وكمال كانو يلعبون لعبة الاسألة... وبما ان ابو حياة شخص مجرب كل امور الحياة وخبيروكبير في السن يظن انه يعرف معظم الاجوبة المعلوماتية بينما كمال الطالب المثالي يعارضه لان بكل بساطة اجوبه ابوووه غلط..


      حياة وهي تبت الامر: صح كلام كمال يبا.. اطول نهر في العالم اهو النيــل..
      ابو كمال: الحين انا يايبج عشان توقفين ويا اخوج؟؟ طلعتي اجهل منه..
      حياة وهي تضحك: بس يبا شفيك هذا هو الصج..
      ابو كمال: حياة بابا.. انا رحت البرازيل وشفت الامازون.. او شفت جزء منه... وصدقيني... اهو اطول من نهر النيل..
      كمال وهو يرمي الورقة: انا حالف على روحي مالعب وياك ...
      ابو كمال وهو يحس بالحرج من ولده: و الله محد طلب منك اتيي تلعب وياي.
      فيروز وهي تهز راسها: يا صبر ايوووب...


      ضحكت حياة على الحال الجميل في بيتها وتمنت لو انه ما ينقطع.. الا وكمال يقوم من مكانه


      كمال: عن اذنكم..
      اابو كمال: وين رايح؟
      كمال: يبا باجر ترى المدارس وانا ببروح انام...
      ابو كمال وحياة تحط راسها على جتفه بدلال: اصلا قول خفت... اقول لك.. لا تتحدى الكبار.. احنا عشنا اكثر منكم في هالدنيا..
      هز راسه كمال بابتسام وباس راس ابوه: تصبح على خير يبا...
      ابوه : وانت من اهل الخير...


      صبح على الكل وراح ...


      حياة: وينها جميلة؟؟؟ ما يات..
      فيروز: اختج سافرت الليلة ويا ريلها.. راحو لاهور جم يوم..
      ابو كمال: ياليتنا احنا بعد رحنا وياهم.. كنا بنستانس..
      حياة وهي تتململ: ما ابي اسافر.. نيويورك بهالفترة من احلى الاماكن بالعالم
      فيروز وهي تطرز توجه الكلام لبنتها: والله ما يابت لنا نيويورك الا ويع الراس... الله يعيننا عليها لمن نطلع منها..
      حياة وهي تخالف امها: ياليت والله اتم فيها طول عمري..
      ابو كمال: عن اذنكم انا بروح انام... كمال الدين ياب لي النودة وانا بس تام عشان ابين له مدى عدم معرفته.. تصبحون على خير
      حيااة وامها : وانت من اهل الخير...


      راح الابو وظلت حياة قاعدة وهي مستغرفة في النظر بتطريز امها المحترف... لكنها انتبهت الى امها اللي طوت القطعة اللي كانت مشغولة فيها والتفتت لها...


      فيروز بصوتها العميـق: يمة حياة... انا ابيــج في سالفة... واتمنى انج ما تبينيين لي قصر نظرج ... اتمنى انج تطيعيني فيه الموضوع ولو بالتفكير فيه..
      حياة وهي تعرف سلف باللي امها بتقوله: يمة من اللي خاطبني هالمرة...
      انصعقت فيروز من كلام بنتها لانه صح.. ولان اللي خاطبها مب أي واحد... اللي خاطبها امير ولد امرااااء من عايلة عريقة... : يمة.. اللي خاطبج هالمرة مب واحد سهل... شاب ولا كل الشباب.. اكبر منج بسنتين وانتي تعرفينه زين..
      حياة وهي مستغربة: اعرفه زين؟؟ من ولده؟؟
      فيروز بابتسامة: ولد عمتــج حسنى... عامــر..
      حياة وهي منصدمة: عامر؟؟؟؟ عامر ما غيــره؟؟
      فيروز ضحكت: أي.. شفتي عاد شلون؟؟
      حياة وهي مستغربة: بس اللي اظنه انج انتي وعمتي حًسنى على خلاف...
      فيروز وهي تقعد بغرور: والله اهي اللي نصبت لي العداوة والكراهية ليش ان ابوج خذني وهي تبي له وحدة ثانية.. بس من شافتج في ملجة جميلة وهي مستخفة عليج..
      حياة والرفض على طرف لسانها الا انها وقفت نفسها هالمرة.. ليش انا ارفض كل مرة.. ليش ما اطيب خاطر امي ولو لمرة؟؟:.. زين وشالمطلوب؟؟؟
      فيروز ووهي تقوم وتقعد يم بنتها: المطلوب يا عيون امج انج تفكرين في الموضوع زييين... تفكرين فيه وتتمعنين لمن توصلين الى قرار.. مابيج تقولين لاء من اولها... فكري وعرفي خلاص براسج...
      ابتسمت حياة لامها وهي تتضرع الألم..:... ان شاء الله يمة.. ما يصير خاطرج الا طيب...


      يا تــرى.. هل هذي هي نهاية حب حياة لكايد...


      والا ... بداية علاقة مختلفة معاه...

      كايد اللي بترحل عنه حور.. هل بيقدر يشيلها من باله..

      ومحمد.. هل هو معجب في سرور بالدرجة اللي تظنها حور؟؟؟


      وبدور... شلي راح توصل له من خوفها على امها.. ولاي درجة اهي مستعدة لحمايتها...



      كل هذا بينكشف في الجزء الخامس والاجزاء القادمة من قصتنا...


      انتي .. وانا..
    • القصة حوووة .. لكنها طويلة .. وحوراتها بالعامية الخليجية .. شمال نجد تقريباً .

      وبعدين حووور وين رايحة من اول الصبح . وبعدين القصة طويلة . وفي النت . ما تتناسب والقراءة الطويلة .. خاصة وان الأحداث متداخلة جداً وأسماء كثيرة ومُعادة تكرارها . ليس في هذا مشكلة كبيرة .. لكن المشكلة.. انه وجود العائلة والتدافع في الافراط السيكلوجي ، خاصة وانهم في بلد مفتوح ويؤمن بالحرية الشخصية لأبعد الحدود .

      وتحياتي
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • السلام عليكم
      هاذي اول مشاركه لى من دخولى المنتدى بصراحه شديدة اتمنى منك يالغريبه تكملين القصه لانى دخلت كذا منتدى ومالقيتها كامله بليييييييييز ~!@n
      <<ماعندها اسلوب داخله مصلحه$$-e
      راح اكون مقدرة لكم لو رديتوا علي
    • قصة بغاية الروعه

      بس للاسف متعبة نفسي يومين اقرأ بالساعات
      و بالاخير ماشي تكمله


      اهئ اهئ~!@n
      ٍٍ مهما طال انتظاركم سترون انهم لن يرجعونًًُ