شرح قصيدة نداء الحياة
للشاعر عبد الله بن علي الخليلي
1- نبئيه عن شأنه نبئيه واصدقيه الحديث لا تكذبيه
نبئه: اخبريه.
شأنه : خبره أو أمره.والهاء عائده هنا على الدهر.
الحديث: الخبر.
الشرح: في هذا البيت يقول الشاعر ويطلب من الدهر أن يخبر شعبه بحقيقته وما يخبأه تاريخ هذا الوطن من أمور تشرف ذلك شعب ويطلب من الدهر أيضا أن تصدق ذلك البلد بما يذكره من حوادث ولا تكذبه.
الجماليات:* شبه الدهر بالإنسان الذي يتكلم ويحاور، وشبه البلد( عمان) بالإنسان الذي يجب أن يصدق حديثه ولا يكذب.
*(اصدقيه الحديث ، لا تكذبيه) مقابله.
2- هو عمرو المضروب أمس لكن هو زيد في يومه فاحذريه
عمرو، زيد: للمثال فقط.
المضروب: المأخوذ كرامته أو المذلول لضعفه.
احذريه: تجنبيه وخذي الحذر منه.
الشرح: يقول الشاعر في هذا البيت أن عمان كان في السابق تمر بمراحل مختلفة جعلتها ضعيفة ومن هذه الأسباب الحروب الداخلية التي كانت قائمة بين القبائل المختلفة (عمرو) في مسلوبة الكرامة ضعيفة لا مكانة لها بين الدول الأخرى ، أما الآن فهي قوية جبارة فرضت نفسها في هذا العالم فيجب على الدول الأخرى الحذر من التعرض لها في الآن دولة قوية شعبها متعاون متكاتف.
الجماليات:*صور التغير الذي حدث لعمان بالشيء المادي البسيط الذي يمكن أن يتغير في يوم وليله .
* شبه عمان مرة بعمرو ومرة أخرى بزيد.
3- لقنته حوادث الدهر درسا نال منه مرونة التفقيه
لقنته: أعطته العبر والدرس.
نال: أخذ.
مرونة: تدريب.
التفقيه: العلم.
الشرح: في هذا البيت يقول الشاعر بأن مجريات وحوادث الدهر التي مر بها أهل عمان أعطتهم الدرس والعظة والعبرة وجعلت منه شعبا قويا مثقفا قادرا على حماية وطنهم.
الجماليات:*شبه حودث الدهر بالإنسان الذي يلقن الآخرين .
4- إن شعبي يا حادثات الليالي هو شعبي إن كنت لا تعرفيه
حادثات الليالي: ما لاقاه الشعب العماني من ويلات وصعوبات.
الشرح: يقول الشاعر في هذا البيت أن شعب الذي خاض تلك الصعوبات وتجاوزها بقوة العزيمة هو شعبه إن كانت لا تعرفه فالحوار هنا لحادثات الليالي.
الجماليات:* شبه حادثات الليالي بالإنسان الذي يحاور.
5- أرغم الأنف من بنياتك السود فباتت مذعورة تتقيه
أرغم الأنف : أذل.
بنياتك السود:مصائب الدهر.
باتت: مكثت وظلت.
مذعورة: خائفة.
تتقيه: تخشاه وتتجنبه.
الشرح:يقول الشاعر في هذا البيت أن تلك المصائب والمصاعب التي واجهة أهل عمان سابقا هي الآن رغما عنها فإنها تتجنبهم وتبات خائفة منهم لعدم قدرتها على مواجهتهم بعد امتلاكهم للخبرة التي أكسبتهم القوة.
الجماليات: *شبه مصائب الدهر بالإنسان الذي يخاف.
6- أنت يا حادثات أهون قدرا أن تسدي طريقه فاتركيه
حادثات: المصائب.
أهون : أضعف وأقل.
قدرا: منزلة.
تسدي: تغلقي.
الشرح: في هذا البيت يقو الشاعر أن تلك المصائب والمصاعب التي ممكن أن تصيب أي دولة فهي اضعف من أن تصيب دولة قوية كعمان لذلك فهي لا تستطيع أن تسد وتغلق طريق الرقي والتطور واستمرار الحياة في عمان لذلك يجب أن تكف عن محاولاتها البائسة.
الجماليات: شبه المصائب بالإنسان الذي ممكن أن يسد الطريق.
7_لا تغري بشأنة لو تنزي ألما في جراحة في نيبة
تغري :تنخدعي
تنزي : تنزفي دما
لا تنخدعي أيتها المصائب حتى لو سببت لابناءه الالام والجراح حتى لو كنت السبب في النزيف الذي حل بابناءه.
قال (بنيه) لأن الانسان يتعلق بأبنئه بشده .
8- فلئن خانه التقدمحينا لم يخنه وعي النبيل النبيه .
إذن هو بعد أن تحدث عن العصر السابق الذي عاشه الشعبالعماني و ما عاناه بسسب الاحتلال مثل ( الاحتلال البرتغالي وغيره ) يعود في هذاالبيت ويؤكد حقيقة واضحه لهذا المستعمر فيقول :إن لم يحالفه الحظ (خانه) في التقدمساعة فتذكر أنه هناك من يتصف بالوعي ومن يأبى الذل .
النبيل : الشريف
النبيه :الذكي الفطن – المتيقن بدليل أنه لميستسلم للمحتل بل حالول الدفاع عن وطنه .
الابيات من (9-12)يرسم الشاعرفيها طريق الخلاص لشعبه
9- خطوات تبغي الامام وعزم صامد أو ينال مايبتغيه.
أن خطواتهذا الشعب و طريقه تبغي الامام (التقدم ) و لايأتي ذلك إلا بالتسلح بالعلم و العزمو الصمود حتى ينال ما يريد .
10- خطوة العلم خطوة لا تجارى ويد العلم خير ما يقتنيه .
وأول طريق للأمام هوطريق العلم وهو خطوة لا تساويها أي خطوة وطلب العلم والعمل به من افضل ما يمتلكههذا الانسان.
( يدالعلم ) استعاره مكنيه
(يد العلم خير ما يقتنيه ) استعاره ايضا
حيث يصور الشاعرالعلم بالشئ المادي الي يمكن للإنسان أن يقتنية .
يقتنيه : يمتلكه
11- و القوي الابي من تخذ العلم سلاحا يصول فيغاصبيه
و الانسانالشهم القوي هو الذي يتخذ العلم سلاحا يحركه بشدة أمامالغاصب
الابيات (12-19) استنهاض الشباب العماني الذين هم أملالقادم وهم الامنية و الرجاء العضيق الشريف .
الدعوه التي وجهها الشاعرللشعب العماني .
12/13 –
نداء للشباب العماني الذي هم أمل الجيل القادم و الذين همأمنية الرجاء الطاهر و أنتم الامل الذي تراه النفوس ببصائرها و تأمل منكم تحقيقالحريه لهذا الشعب حتى ينالو الاشاده و الذكر لأفضالكم التي قمتم بها .
التنويه : الاشاده والذكر
النزيه : الطاهر
البصائر جمعمفردها بصيره و هي القلب
الابصار : جمع مفردها بصر وهو النظر – العين
14- وسعونحوه خطاكم وردوا فيه رأي الخمول بالتسفيه
وسعو نحوه العم خطاكم فأكثروا من طلب العلم و السعي إليهوحاربو فيه راي الكسول ( بالتسفيه) أي بالتقليل من شأنه و تركه .
(وسعوا) الغرض منالامر هنا الحض – و الاستنهاض
التسفيه : الترك
15- واستردو بعزمه غائت المجد طموحا فالمجد فيطامحيه
واستعيدوا بعزمالعلم ما مضى من المجد عن طريق الطموح فالمجد لا يسترد إلا بالطموح
(عند طامحيه) أي عندالراغبين في الحصول عليه
16- و استعينوا به لكل عظيم فهو نعم المعينللمصطفيه
و استعينوبالعلم لكل أمر جليل فهو نعم المساعد لطالبه أو المختارين له
17- يا نداءالحياة أنت حبي و الهوى فيك صادق التوجيه
يا وطني ات صون الحياه الذي يتحرك في داخلي واتت الشي الذيأحبه فيك صادقا لاكذب فيه و لا رياء فقد وجهته اليك توجيها صادقا حتى تحقق أمالك وأمنياتك
18- قمفعبر عما تريد لعلي أركب الصعب دون ما تتقيه
(قم) فعبر : يريد نداء الحياه أن يعبر عما يريد أن يوصلهلعله يركب الصعب وينسى ما يخافه و يحذره
فقم ايها الشعب العماني انت ايضا وعبر عما تريد لعلي احصلعلى الاماني و الطموح بدون ما ( تتقيه ) تخشاه و تحذره
19- إن يكن سامك الزمان عذبا فقديما كم سام منيبتليه
فإن يكن الدهرقد اصابك بالمصائب وأذلك من العذاب ( الاحتلال ) فقديما ما اكثر من اذله ليبتليهويصيبه بالمصائب العظيمه
سامك الزمان : استعاره
للشاعر عبد الله بن علي الخليلي
1- نبئيه عن شأنه نبئيه واصدقيه الحديث لا تكذبيه
نبئه: اخبريه.
شأنه : خبره أو أمره.والهاء عائده هنا على الدهر.
الحديث: الخبر.
الشرح: في هذا البيت يقول الشاعر ويطلب من الدهر أن يخبر شعبه بحقيقته وما يخبأه تاريخ هذا الوطن من أمور تشرف ذلك شعب ويطلب من الدهر أيضا أن تصدق ذلك البلد بما يذكره من حوادث ولا تكذبه.
الجماليات:* شبه الدهر بالإنسان الذي يتكلم ويحاور، وشبه البلد( عمان) بالإنسان الذي يجب أن يصدق حديثه ولا يكذب.
*(اصدقيه الحديث ، لا تكذبيه) مقابله.
2- هو عمرو المضروب أمس لكن هو زيد في يومه فاحذريه
عمرو، زيد: للمثال فقط.
المضروب: المأخوذ كرامته أو المذلول لضعفه.
احذريه: تجنبيه وخذي الحذر منه.
الشرح: يقول الشاعر في هذا البيت أن عمان كان في السابق تمر بمراحل مختلفة جعلتها ضعيفة ومن هذه الأسباب الحروب الداخلية التي كانت قائمة بين القبائل المختلفة (عمرو) في مسلوبة الكرامة ضعيفة لا مكانة لها بين الدول الأخرى ، أما الآن فهي قوية جبارة فرضت نفسها في هذا العالم فيجب على الدول الأخرى الحذر من التعرض لها في الآن دولة قوية شعبها متعاون متكاتف.
الجماليات:*صور التغير الذي حدث لعمان بالشيء المادي البسيط الذي يمكن أن يتغير في يوم وليله .
* شبه عمان مرة بعمرو ومرة أخرى بزيد.
3- لقنته حوادث الدهر درسا نال منه مرونة التفقيه
لقنته: أعطته العبر والدرس.
نال: أخذ.
مرونة: تدريب.
التفقيه: العلم.
الشرح: في هذا البيت يقول الشاعر بأن مجريات وحوادث الدهر التي مر بها أهل عمان أعطتهم الدرس والعظة والعبرة وجعلت منه شعبا قويا مثقفا قادرا على حماية وطنهم.
الجماليات:*شبه حودث الدهر بالإنسان الذي يلقن الآخرين .
4- إن شعبي يا حادثات الليالي هو شعبي إن كنت لا تعرفيه
حادثات الليالي: ما لاقاه الشعب العماني من ويلات وصعوبات.
الشرح: يقول الشاعر في هذا البيت أن شعب الذي خاض تلك الصعوبات وتجاوزها بقوة العزيمة هو شعبه إن كانت لا تعرفه فالحوار هنا لحادثات الليالي.
الجماليات:* شبه حادثات الليالي بالإنسان الذي يحاور.
5- أرغم الأنف من بنياتك السود فباتت مذعورة تتقيه
أرغم الأنف : أذل.
بنياتك السود:مصائب الدهر.
باتت: مكثت وظلت.
مذعورة: خائفة.
تتقيه: تخشاه وتتجنبه.
الشرح:يقول الشاعر في هذا البيت أن تلك المصائب والمصاعب التي واجهة أهل عمان سابقا هي الآن رغما عنها فإنها تتجنبهم وتبات خائفة منهم لعدم قدرتها على مواجهتهم بعد امتلاكهم للخبرة التي أكسبتهم القوة.
الجماليات: *شبه مصائب الدهر بالإنسان الذي يخاف.
6- أنت يا حادثات أهون قدرا أن تسدي طريقه فاتركيه
حادثات: المصائب.
أهون : أضعف وأقل.
قدرا: منزلة.
تسدي: تغلقي.
الشرح: في هذا البيت يقو الشاعر أن تلك المصائب والمصاعب التي ممكن أن تصيب أي دولة فهي اضعف من أن تصيب دولة قوية كعمان لذلك فهي لا تستطيع أن تسد وتغلق طريق الرقي والتطور واستمرار الحياة في عمان لذلك يجب أن تكف عن محاولاتها البائسة.
الجماليات: شبه المصائب بالإنسان الذي ممكن أن يسد الطريق.
7_لا تغري بشأنة لو تنزي ألما في جراحة في نيبة
تغري :تنخدعي
تنزي : تنزفي دما
لا تنخدعي أيتها المصائب حتى لو سببت لابناءه الالام والجراح حتى لو كنت السبب في النزيف الذي حل بابناءه.
قال (بنيه) لأن الانسان يتعلق بأبنئه بشده .
8- فلئن خانه التقدمحينا لم يخنه وعي النبيل النبيه .
إذن هو بعد أن تحدث عن العصر السابق الذي عاشه الشعبالعماني و ما عاناه بسسب الاحتلال مثل ( الاحتلال البرتغالي وغيره ) يعود في هذاالبيت ويؤكد حقيقة واضحه لهذا المستعمر فيقول :إن لم يحالفه الحظ (خانه) في التقدمساعة فتذكر أنه هناك من يتصف بالوعي ومن يأبى الذل .
النبيل : الشريف
النبيه :الذكي الفطن – المتيقن بدليل أنه لميستسلم للمحتل بل حالول الدفاع عن وطنه .
الابيات من (9-12)يرسم الشاعرفيها طريق الخلاص لشعبه
9- خطوات تبغي الامام وعزم صامد أو ينال مايبتغيه.
أن خطواتهذا الشعب و طريقه تبغي الامام (التقدم ) و لايأتي ذلك إلا بالتسلح بالعلم و العزمو الصمود حتى ينال ما يريد .
10- خطوة العلم خطوة لا تجارى ويد العلم خير ما يقتنيه .
وأول طريق للأمام هوطريق العلم وهو خطوة لا تساويها أي خطوة وطلب العلم والعمل به من افضل ما يمتلكههذا الانسان.
( يدالعلم ) استعاره مكنيه
(يد العلم خير ما يقتنيه ) استعاره ايضا
حيث يصور الشاعرالعلم بالشئ المادي الي يمكن للإنسان أن يقتنية .
يقتنيه : يمتلكه
11- و القوي الابي من تخذ العلم سلاحا يصول فيغاصبيه
و الانسانالشهم القوي هو الذي يتخذ العلم سلاحا يحركه بشدة أمامالغاصب
الابيات (12-19) استنهاض الشباب العماني الذين هم أملالقادم وهم الامنية و الرجاء العضيق الشريف .
الدعوه التي وجهها الشاعرللشعب العماني .
12/13 –
نداء للشباب العماني الذي هم أمل الجيل القادم و الذين همأمنية الرجاء الطاهر و أنتم الامل الذي تراه النفوس ببصائرها و تأمل منكم تحقيقالحريه لهذا الشعب حتى ينالو الاشاده و الذكر لأفضالكم التي قمتم بها .
التنويه : الاشاده والذكر
النزيه : الطاهر
البصائر جمعمفردها بصيره و هي القلب
الابصار : جمع مفردها بصر وهو النظر – العين
14- وسعونحوه خطاكم وردوا فيه رأي الخمول بالتسفيه
وسعو نحوه العم خطاكم فأكثروا من طلب العلم و السعي إليهوحاربو فيه راي الكسول ( بالتسفيه) أي بالتقليل من شأنه و تركه .
(وسعوا) الغرض منالامر هنا الحض – و الاستنهاض
التسفيه : الترك
15- واستردو بعزمه غائت المجد طموحا فالمجد فيطامحيه
واستعيدوا بعزمالعلم ما مضى من المجد عن طريق الطموح فالمجد لا يسترد إلا بالطموح
(عند طامحيه) أي عندالراغبين في الحصول عليه
16- و استعينوا به لكل عظيم فهو نعم المعينللمصطفيه
و استعينوبالعلم لكل أمر جليل فهو نعم المساعد لطالبه أو المختارين له
17- يا نداءالحياة أنت حبي و الهوى فيك صادق التوجيه
يا وطني ات صون الحياه الذي يتحرك في داخلي واتت الشي الذيأحبه فيك صادقا لاكذب فيه و لا رياء فقد وجهته اليك توجيها صادقا حتى تحقق أمالك وأمنياتك
18- قمفعبر عما تريد لعلي أركب الصعب دون ما تتقيه
(قم) فعبر : يريد نداء الحياه أن يعبر عما يريد أن يوصلهلعله يركب الصعب وينسى ما يخافه و يحذره
فقم ايها الشعب العماني انت ايضا وعبر عما تريد لعلي احصلعلى الاماني و الطموح بدون ما ( تتقيه ) تخشاه و تحذره
19- إن يكن سامك الزمان عذبا فقديما كم سام منيبتليه
فإن يكن الدهرقد اصابك بالمصائب وأذلك من العذاب ( الاحتلال ) فقديما ما اكثر من اذله ليبتليهويصيبه بالمصائب العظيمه
سامك الزمان : استعاره
عبد الله الخليلي
شاعر عُمان عبد الله الخليلي في ذكراه الثانية.. شيخ حفظ للشعر رصانته - زهير كاظم عبود
المتتبع لحركة الشعر والأدب في سلطنة عُمان لا بد أن تستوقفه أشعار الشاعر (الشيخ) عبد الله الخليلي المتوفي بتاريخ 2000/7/30 لأنه يمثل أحد أهم أعمدة القصيدة الكلاسيكية العمانية.
ويعد عبد الله الخليلي معلماً من معالم الثقافة العمانية بالنظر لتوظيفه الموروث الشعري التقليدي في الموضوعات التي عالجها الشاعر في قصائده مع الإشارة الي كونه برغم كل ما يحيط القصيدة الكلاسيكية من صرامة فقد جنح الي كتابة قصيدة التفعيلة ومسايرة الحداثة الشعرية كمحاولة لخلق فضاءات شعرية منفتحة تدلل علي سعة عقله وصدره وثقافته.
وهو بالإضافة الي موسوعته اللغوية والتاريخية وبراعته في الشعر فقد حفظ القرآن ومع براعة في الأعراب وعلوم العربية والعلوم الدينية التي أجاد فيها وأصبح مرجعاً لها.
يقول الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي المقيم بعمان إن موكب الشاعر الخليلي مر مجللا بهواء شعري جديد أزال الغبار الذي خلفته (أطلال) الذائقة الشعرية التقليدية ليملأ رئتي القصيدة العمانية بأريج جديد ينشر العافية في أوصالها ولتصبح قصيدته جسراً بين من سبقوه ومن لحقوه من شعراء تأثروا بتجربته كعبد الله الطائي الذي بدوره مهد لظهور جيل السبعينيات الشعري في السلطنة والذي يمثله: سعيد الصقلاوي وذياب العامري وهلال العامري وسعيدة بنت خاطر الفارسي.
في أشعار الخليلي معالجات متنوعة تتطور مع تطور العصر الذي عاشه، ويعتمد الخليلي علي الكلمات البسيطة السهلة علي أذن المتلقي مع ميل لأوزان موسيقية خفيفة تتخلل المقاطع الشعرية بعد أن كان يعتمد الجزالة في اللغة الشعرية التي تضمنتها قصائده الأولي.
عانق الروض يا نسيم عليلا
وتدارك قلبا هناك عليلا
وأنثر الطل في الزهور ثغورا
باسمات تراود التقـبيلا
وأفتح السمع من ضميرك أني
سوف ألقي عليك قولا ثقيلا
عاش الخليلي (1922 ــ 2000) حياة حافلة بالشعر والأدب والفلسفة والتتبع الثقافي فاتسعت مداركه ومواهبه واتسعت دائرة إبداعه. ويبدو أن الشاعر الخليلي يعد رائد الشعر المسرحي في عمان، حيث قدم مسرحية (جذيمة والملك) التي أستقي أحداثها من عصر ما قبل الإسلام مستغلا معرفته بالسرد القصصي ليوظفها في هذا النتاج.
بين روح وروح
طاف كف المسـيح
والمني حضـر
والتهاني تلوح
فأنتهز فرصة
من زمان شحيح
وكتب الخليلي الشعر الاجتماعي والسياسي الوطني والديني الفلسفي، وهذا التنوع في اللغة يمنح قصيدة الخليلي ليس القوة الشعرية بل أتساع مدي مساحتها وحركتها في قلوب الناس الذين حفظوها ورددوها في مجالسهم الخاصة والعامة.
يقول الشاعر العماني سيف الرحبي: (الشيخ عبدالله بن علي الخليلي هو من تلك السلالة الشعرية الكبيرة في عمان والوطن العربي، التي حفظت للشعر مجده ورصانته وتاريخه، من أبي مسلم البهلاني الرواحي، عمانيا وحتي بدوي الجبل والجواهري عربيا، بما يعني ذلك الحفظ من تواتر قيم إبداعية وأرث من الرؤي والتصورات أبدعها أسلاف الشعر العظام من مختلف العصور.. الشيخ الخليلي ينتمي الي شجرة الأنساب الشعرية هذه عبر مناخاته العمانية وخصائصها المكانية والروحية).
في ذكراه الأولي قدم الكاتب سعيد بن سالم النعماني كتاباً يستعرض سيرة الشيخ الشعرية يحمل عنوان (أمير البيان) وأهم إنجازاته الإبداعية وحوارات معه وشهادات ونصوص اختيرت من دواوينه المطبوعة إضافة الي نصوص تنشر للمرة الأولي ودراسات تستند الي النقاد والباحثين الذين وضعوا تجربة الخليلي تحت مجهر الفحص النقدي والأكاديمي الرصين وقد أشرف علي الكتاب الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي.
ومن أول أعمال الشاعر التي يتذكرها عن مسقط رأسه مدينة سمائل:
هذي سمائل في انتظار قدومكم
تزهو وتصبح كل يوم تزهر
كالروض باكرة الحيا فاقاحه
ثغر ونرجسه عيون تنظر
والآس من تحت النسيم كأنه
قد يقدمه الهوي ويؤخر
والياسمين علي البنفسج طافح
والورد يفتحه الغمام وينشر
قدم الشاعر أعمالاً شعرية مطـبوعة منها ديوان (من نافذة الحياة) و(من وحي العبقرية) و(وحي النهي) وهو مقصورة شعرية في الحكم نظمها الشيخ مرتبة علي حروف المعجم طبعت لأول مرة عام 1980، كما أصدر الشاعر كتاباً يتضمن كثيراً من قصائده ومعالجات في الفقه والعلم (بين الفقه والأدب) طبع عام 1988 وديوان (علي ركاب الجمهور) عام 1988 أيضاً.
وأصدر الشاعر قصصاً بعنوان (بين الحقيقة والخيال) صيغت بقالب شعري جميل وطبعت عام 1990 وقد ترك الشاعر الكبير أرثا ثقافياً يستحق الاهتمام والعناية والدراسة وأخراج ما تبقي للشاعر من الدواوين المخطوطة الي حيز النور حيث ان له من المخطوطات: ديوان وحدة الشعب ثم أرج البردة وهو تخميس لقصيدة البوصيري ثم الخيال الزاخر وهو مجموعة قصائد وديوان الخيال الوافر وسجلات الأدب وفارس الضاد.
ومن القصائد المشهورة والمتداولة شعبياً قصيدته (عمان) التي يصف فيها بلده ومرتع طفولته وجمال طبيعتها وطيبة أهلها ومنها:
هزت كياني وما أدراك ما الحال
وأرقتني ولما يهدأ البال
وجاذبتني عناني وهي صامدة
والحاديات الي الغايات آمال
وسابقت خطوات الدهر صاعدة
حتي تسامت وكل الكون إقبال
وحاذت الركب في زحف التقدم عن
وعي وشاهد نص القول أفعال
الي أن يقول:
عمان منبت أهل الله من قدم
ومعقل العزٌ والعلياء سربال
عمان ما جشأت للذعر جازعة
يوما ولاركعت والشر زلزال
هبت الي المصطفي تسعي طواعية
ولم يقدها له سيف وعسٌال
وهذه دعوة لسبر أغوار قصائد هذا الشاعر وما تركه من كنوز شعرية، ودعوة لأحياء ذكراه في المحافل الثقافية العربية، فقد وظف حياته لخدمة الثقافة والشعر والأدب وفتح قاعة الخميس لمجلس الخميس الأدبي بداره في سمائل، وكان الشاعر قد عمل في السلك الدبلوماسي فترة طويلة حتي أحالته علي التقاعد لكبر سنه، حيث سكن مسقط وفتح فيها امتدادا لمجلس الخميس الأدبي بسمائل مجلساً أدبياً في ضاحية القرم في مدينة مسقط، وكان للشاعر الدور الريادي في النهوض الثقافي لحركة الثقافة والشعر بشكل خاص في عمان حيث منح وسام التكريم من المجلس الأعلي لدول الخليج العربي عام 1989 الذي قلده إياه السلطان قابوس، إضافة الي أثره البارز في الثقافة وحركة الشعر العربي في عمان خصوصاً وفي الشعر العربي عموما.
جريدة (الزمان) العدد 1296 التاريخ 2002 - 8 -27
www.azzaman.com
شاعر عُمان عبد الله الخليلي في ذكراه الثانية.. شيخ حفظ للشعر رصانته - زهير كاظم عبود
المتتبع لحركة الشعر والأدب في سلطنة عُمان لا بد أن تستوقفه أشعار الشاعر (الشيخ) عبد الله الخليلي المتوفي بتاريخ 2000/7/30 لأنه يمثل أحد أهم أعمدة القصيدة الكلاسيكية العمانية.
ويعد عبد الله الخليلي معلماً من معالم الثقافة العمانية بالنظر لتوظيفه الموروث الشعري التقليدي في الموضوعات التي عالجها الشاعر في قصائده مع الإشارة الي كونه برغم كل ما يحيط القصيدة الكلاسيكية من صرامة فقد جنح الي كتابة قصيدة التفعيلة ومسايرة الحداثة الشعرية كمحاولة لخلق فضاءات شعرية منفتحة تدلل علي سعة عقله وصدره وثقافته.
وهو بالإضافة الي موسوعته اللغوية والتاريخية وبراعته في الشعر فقد حفظ القرآن ومع براعة في الأعراب وعلوم العربية والعلوم الدينية التي أجاد فيها وأصبح مرجعاً لها.
يقول الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي المقيم بعمان إن موكب الشاعر الخليلي مر مجللا بهواء شعري جديد أزال الغبار الذي خلفته (أطلال) الذائقة الشعرية التقليدية ليملأ رئتي القصيدة العمانية بأريج جديد ينشر العافية في أوصالها ولتصبح قصيدته جسراً بين من سبقوه ومن لحقوه من شعراء تأثروا بتجربته كعبد الله الطائي الذي بدوره مهد لظهور جيل السبعينيات الشعري في السلطنة والذي يمثله: سعيد الصقلاوي وذياب العامري وهلال العامري وسعيدة بنت خاطر الفارسي.
في أشعار الخليلي معالجات متنوعة تتطور مع تطور العصر الذي عاشه، ويعتمد الخليلي علي الكلمات البسيطة السهلة علي أذن المتلقي مع ميل لأوزان موسيقية خفيفة تتخلل المقاطع الشعرية بعد أن كان يعتمد الجزالة في اللغة الشعرية التي تضمنتها قصائده الأولي.
عانق الروض يا نسيم عليلا
وتدارك قلبا هناك عليلا
وأنثر الطل في الزهور ثغورا
باسمات تراود التقـبيلا
وأفتح السمع من ضميرك أني
سوف ألقي عليك قولا ثقيلا
عاش الخليلي (1922 ــ 2000) حياة حافلة بالشعر والأدب والفلسفة والتتبع الثقافي فاتسعت مداركه ومواهبه واتسعت دائرة إبداعه. ويبدو أن الشاعر الخليلي يعد رائد الشعر المسرحي في عمان، حيث قدم مسرحية (جذيمة والملك) التي أستقي أحداثها من عصر ما قبل الإسلام مستغلا معرفته بالسرد القصصي ليوظفها في هذا النتاج.
بين روح وروح
طاف كف المسـيح
والمني حضـر
والتهاني تلوح
فأنتهز فرصة
من زمان شحيح
وكتب الخليلي الشعر الاجتماعي والسياسي الوطني والديني الفلسفي، وهذا التنوع في اللغة يمنح قصيدة الخليلي ليس القوة الشعرية بل أتساع مدي مساحتها وحركتها في قلوب الناس الذين حفظوها ورددوها في مجالسهم الخاصة والعامة.
يقول الشاعر العماني سيف الرحبي: (الشيخ عبدالله بن علي الخليلي هو من تلك السلالة الشعرية الكبيرة في عمان والوطن العربي، التي حفظت للشعر مجده ورصانته وتاريخه، من أبي مسلم البهلاني الرواحي، عمانيا وحتي بدوي الجبل والجواهري عربيا، بما يعني ذلك الحفظ من تواتر قيم إبداعية وأرث من الرؤي والتصورات أبدعها أسلاف الشعر العظام من مختلف العصور.. الشيخ الخليلي ينتمي الي شجرة الأنساب الشعرية هذه عبر مناخاته العمانية وخصائصها المكانية والروحية).
في ذكراه الأولي قدم الكاتب سعيد بن سالم النعماني كتاباً يستعرض سيرة الشيخ الشعرية يحمل عنوان (أمير البيان) وأهم إنجازاته الإبداعية وحوارات معه وشهادات ونصوص اختيرت من دواوينه المطبوعة إضافة الي نصوص تنشر للمرة الأولي ودراسات تستند الي النقاد والباحثين الذين وضعوا تجربة الخليلي تحت مجهر الفحص النقدي والأكاديمي الرصين وقد أشرف علي الكتاب الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي.
ومن أول أعمال الشاعر التي يتذكرها عن مسقط رأسه مدينة سمائل:
هذي سمائل في انتظار قدومكم
تزهو وتصبح كل يوم تزهر
كالروض باكرة الحيا فاقاحه
ثغر ونرجسه عيون تنظر
والآس من تحت النسيم كأنه
قد يقدمه الهوي ويؤخر
والياسمين علي البنفسج طافح
والورد يفتحه الغمام وينشر
قدم الشاعر أعمالاً شعرية مطـبوعة منها ديوان (من نافذة الحياة) و(من وحي العبقرية) و(وحي النهي) وهو مقصورة شعرية في الحكم نظمها الشيخ مرتبة علي حروف المعجم طبعت لأول مرة عام 1980، كما أصدر الشاعر كتاباً يتضمن كثيراً من قصائده ومعالجات في الفقه والعلم (بين الفقه والأدب) طبع عام 1988 وديوان (علي ركاب الجمهور) عام 1988 أيضاً.
وأصدر الشاعر قصصاً بعنوان (بين الحقيقة والخيال) صيغت بقالب شعري جميل وطبعت عام 1990 وقد ترك الشاعر الكبير أرثا ثقافياً يستحق الاهتمام والعناية والدراسة وأخراج ما تبقي للشاعر من الدواوين المخطوطة الي حيز النور حيث ان له من المخطوطات: ديوان وحدة الشعب ثم أرج البردة وهو تخميس لقصيدة البوصيري ثم الخيال الزاخر وهو مجموعة قصائد وديوان الخيال الوافر وسجلات الأدب وفارس الضاد.
ومن القصائد المشهورة والمتداولة شعبياً قصيدته (عمان) التي يصف فيها بلده ومرتع طفولته وجمال طبيعتها وطيبة أهلها ومنها:
هزت كياني وما أدراك ما الحال
وأرقتني ولما يهدأ البال
وجاذبتني عناني وهي صامدة
والحاديات الي الغايات آمال
وسابقت خطوات الدهر صاعدة
حتي تسامت وكل الكون إقبال
وحاذت الركب في زحف التقدم عن
وعي وشاهد نص القول أفعال
الي أن يقول:
عمان منبت أهل الله من قدم
ومعقل العزٌ والعلياء سربال
عمان ما جشأت للذعر جازعة
يوما ولاركعت والشر زلزال
هبت الي المصطفي تسعي طواعية
ولم يقدها له سيف وعسٌال
وهذه دعوة لسبر أغوار قصائد هذا الشاعر وما تركه من كنوز شعرية، ودعوة لأحياء ذكراه في المحافل الثقافية العربية، فقد وظف حياته لخدمة الثقافة والشعر والأدب وفتح قاعة الخميس لمجلس الخميس الأدبي بداره في سمائل، وكان الشاعر قد عمل في السلك الدبلوماسي فترة طويلة حتي أحالته علي التقاعد لكبر سنه، حيث سكن مسقط وفتح فيها امتدادا لمجلس الخميس الأدبي بسمائل مجلساً أدبياً في ضاحية القرم في مدينة مسقط، وكان للشاعر الدور الريادي في النهوض الثقافي لحركة الثقافة والشعر بشكل خاص في عمان حيث منح وسام التكريم من المجلس الأعلي لدول الخليج العربي عام 1989 الذي قلده إياه السلطان قابوس، إضافة الي أثره البارز في الثقافة وحركة الشعر العربي في عمان خصوصاً وفي الشعر العربي عموما.
جريدة (الزمان) العدد 1296 التاريخ 2002 - 8 -27
www.azzaman.com
اللهم أعنا على صيامه وقيامة وحسن عبادته