فضيحة زواج سيف وملاك الحلقة الأولى

    • فضيحة زواج سيف وملاك الحلقة الأولى



      إن وقوع رجل أو امرأة في الحب شي سحري دائما . تشعر كأنه أبدي وكأن الحب سيدوم إلى الأبد. ويعتقدون أنهم مستثنون من المشكلات التي قد واجهت محبين قبلهم , وليس لدينا إحتمال بأن الحب قد يموت , ومطمئنون إلى أنه وجد ليعيش وأنه مقدر لنا أن نعيش سعداء للأبد .

      يتوقع الرجل أن النساء تفكر مثل الرجال , وتفكر المرأة أن الرجال يفكرون مثل النساء . ودون وعي صريح بإختلافاتنا فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضنا البعض ونصبح كثيري المطالب قاسين , ومستاءين , ونصدر الأحكام , ولا نستطيع التحمل .
      ومع أفضل وأعظم نوايا الحب مازال الحب يحتضر , فبطريقة ما تتسلل المشكلات , ويتراكم الاستياء , وتتعطل الاتصالات , ويزداد عدم الثقة . وينتج الجفاء والكبت ويضيع سحر الحب .
      نســـأل أنفسنا :
      كيف حدث هذا ؟
      لماذا حدث هذا ؟
      لماذا يحدث لنا هذا ؟

      ملايين الأفراد يبحثون عن شريك لمعايشة ذلك الشعور الجذاب المتميز , وبعد ذلك ينفصلون بشكل مؤلم لأنهم فقدوا ذلك الشعور الجذاب . وقليل من يتمكن الإبقاء على الحب , بل قليل جدا هم الذين يكونوا قادرين على أن يكبروا في الحب وذلك عندما يكون الرجال والنساء قادرين على ان يحترموا إختلافاتهم ويتقبلونها , عند ذلك تكون الفرصة سانحة ليزدهر الحب ويكبر .

      أكثر شكوى تعبر عنها النساء ضد الرجل مفادها أن الرجال لا يستمعون , فإما أن يتجاهلها الرجل كليا عندما تتكلم , أو ينصت قليلا إليها لثوان معدودة , ويقيم مايزعجها , ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ليجعلها تشعر بتحسن , إنه يضطرب عندما لا تقدر إيماءة الحب هذه حق قدرها , ومهما كررت إخباره بانه لم ينصت , فإنه لايستوعب ذلك ويستمر في القيام بنفس الفعل . إنها تريد التعاطف وهو يظن أنها تريد حلا .

      على سبيل المثال :
      كان سيف وملاك رايحين لحفلة وكان سيف يسوق السيارة وبعد نحو عشرين دقيقة من الدوران في نفس المنطقة كان واضحا لملاك أن سيف قد تاه وأقترحت في النهاية أن يتصل طلبا للمساعدة .فصمت سيف طويلا , لقد وصلا أخيرا إلى الحفلة , ولكن منذ تلك اللحظة أستمر التوتر طول المساء , لم يكن لدى ملاك أي فكرة عن سبب ضيقه .
      من ناحيتها , كانت تقول : أنا احبك وأهتم بك , لذا فأنا أقدم المساعدة .
      أما من ناحيته , فهو يشعر انه مجروح , والذي سمعه كان : لا أثق بأنك ستوصلنا إلى هناك , أنت عاجز .

      دون أن تعرف ملاك مايدور بفكر سيف لم تكن ملاك قادرة على تقدير مدى أهمية تحقيق سيف هدفه دون مساعدة , وتقديم المساعدة كان أقصى إهانة , لأن سيف لايحب النصيحة من ملاك إلا إذا هو طلب منها ذلك.

      عندما كان سيف تائها كان بتلك اللحظة شديد التأثر ويحتاج إلى مزيد من الحب .

      وبعد أن عرفت ملاك كيف تتعامل مع سيف في مثل تلك الأوقات الحرجة .... وعندما تاه سيف مرة أخرى وبدلا من تقديم العون أحجمت ملاك عن تقديم أي نصيحة ,, وأخذت نفسا عميقا , وقدرت في قلبها مايحاول سيف القيام به من أجلها , وكان سيف عظيم الإمتنان لها لتقبلها الحار وثقتها .

      ومن العجيب أن سيف يكون أكثر حساسية في الأشياء الصغيرة منه في الكبيرة , وتكون مشاعره هكذا : إذا لم أكن جديرا بالثقة في القيام بالأشياء الصغيرة مثل الوصول إلى حفلة , فكيف تثق بي ملاك في القيام بأشياء أكبر .

      ولنجرب مثال على موقف سيف مع ملاك :

      تعود ملاك إلى البيت بعد يوم متعب وترغب وتحتاج إلى أن تبوح بمشاعرها حول ذلك اليوم .
      تقول ملاك : هناك الكثير من العمل , ولا أجد وقتا لنفسي .
      يقول سيف : يجب أن تتركي تلك الوظيفة , حاولي أن تجدي شيئا تحبين القيام به.
      تقول ملاك : ولكني أحب وظيفتي ,لكنهم يتوقعون مني أن أغير كل شي في ظرف برهة .
      يقول سيف : لاتستمعي إليهم , أعملي فقط حسب طاقتك .
      تقول ملاك: إنني كذلك , لا أستطيع أن أصدق أنني نسيت تماما أن أتصل بعمتي اليوم .
      يقول سيف : لاعليك , ستتفهم ذلك .
      تقول ملاك : ألا تدرك ما تمر به ؟ إنها تحتاج إلي .
      يقول سيف : أنت تقلقين كثيرا , ولهذا أنت غير سعيدة للغاية .
      تقول ملاك بغضب : إنني لست دائما غير سعيدة ,ألا تستطيع مجرد الإنصات إلي؟
      يقول سيف : إنني منصت .
      تقول ملاك : ولماذا أزعج نفسي .

      بعد هذا النقاش , كانت ملاك محبطة أكثر مما كانت حين وصلت للمنزل باحثة عن مودة وتعاطف , وكان سيف أيضا محبطا , ولم تكن لديه أي فكرة عن الخطأ الذي حدث , كان يريد المساعدة , ولكن وسيلة حل المشكلة لم تفلح .

      دون أن يعرف سيف مايدور بفكر ملاك لم يكن سيف قادرا على تقدير مدى أهمية ماتعانيه ملاك , وأنها كانت تريد من سيف الإصغاء دون تقديم حلول . وطريقة تبجيل وإحترام ملاك هو أن يستمع لها سيف بصبر وتعاطف ,ملتمسا بصدق فهم مشاعر ملاك .

      والان بعد أن عرف سيف كيف يتعامل مع ملاك ...... لنستمع لنفس الحوار ...

      والآن عندما تعود ملاك من العمل إلى المنزل متعبة ومنهكة يكون نقاشهما مختلفا تماما .
      تقول ملاك : هناك الكثير من العمل , ولا أجد وقتا لنفسي .
      يأخذ سيف نفسا عميقا , ويسترخي عند الزفير , ويقول : حقا يبدو أن يومك كان صعبا .
      تقول ملاك : إنهم يتوقعون مني أن أغير كل شي في ظرف برهة . إنني لا أدري ماذا أفعل ؟
      يتوقف سيف قليلا ثم يقول : همممممم .
      تقول ملاك : لقد نسيت حتى أتصل بعمتي .
      يقول سيف وقد ألتوى حاجبه قليلا : أوه , كلا .
      تقول ملاك : إنها تحتاجني كثيرا الان , إنني أشعر بسوء بالغ .
      يقول سيف : إنت إنسانه لطيفة ورائعة حقا , تعالي إلى هنا دعيني أضمك .
      يضم سيف ملاك وتسترخي بين ذراعيه بارتياح بالغ .
      تقول ملاك بعد ذلك : إنني أحب الحديث معك , أنت تجعلني سعيدة حقا , شكرا لإنصاتك . إنني أشعر بتحسن أكثر ؟
      لم تكن ملاك وحدها سعيدة ... بل إن سيف أيضا يشعر بتحسن .
      لقد كان سيف مندهشا كما كانت حبيبته ملاك سعيدة عندما تعلم كيف ينصت .

      فبهذا الوعي المختلف بالفروق بينهما , تعلم سيف حكمة الإنصات دون تقديم حلول , بينما تعلمت ملاك حكمة التغاضي والتقبل من غير تقديم نصح أو إنتقاد دون أن يطلب منها ذلك .
      ولتلخيص أكثر خطأين شائعين نرتكبهما بعلاقاتنا :
      1- يحاول سيف أن يغير مشاعر ملاك عندما تكون متضايقة ويصبح هو السيد الخبير ويقدم حلولا لمشكلاتها تؤدي إلى إبطال مشاعرها .
      2- تحاول ملاك أن تغير سلوك سيف عندما يرتكب أخطاء بأن تصبح هي لجنة تحسين البيت وتقدم نصحا وإنتقادا دون سابق طلب .
      وبالإشارة إلى هذين الخطأين الكبيرين فإنني لست أعني أن هناك خللا في كل شيء بالنسبة للسيد الخبير ولجنة تحسين البيت .

      هذه صفات إيجابية جدا في سيف وملاك والخطأ يكمن في توقيت الطريقة .

      ملاك تقدر سيف الخبير حق قدره مادام لايبرز عندما تكون متضايقة , يحتاج سيف أن يتذكر أنه عندما تكون ملاك متضايقة وتتحدث عن مشكلاتها فالوقت غير مناسبا لتقديم حلول , فهي بحاجة إلى الإنصات إليها , وستشعر تدريجيا بالتحسن بمفردها , إلا أنها لاتحتاج إلى إصلاح أو حلول . وسيف يكون عظيم الإمتنان إلى ملاك ( لجنة تحسين البيت ) مادامت مطلوبة .

      وفهم هذه الفروق يجعل من السهل علينا أن نحترم حساسية شريكنا وأن نكون أكثر مساندة .
      آسف على الإطالة عليكم وسأختصر بالحلقات القادمة .
      محبكم أيها العمانيوووووووووووون صدفة ورد