هل نضرب أبناءنا ....؟؟

    • هل نضرب أبناءنا ....؟؟

      د. مصطفى أبو سعد هل نضرب أبناءنا؟
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]هل نضرب أبناءنا [/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]د. مصطفى أبو سعد[/FONT]

      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]الأساليب العقابية في الميزان: التوازن في تربية الطفل مطلوب.. و اللين و الرأفة هي الأصل في التعامل معه.. و هل تعني الليونة إفساح المجال للطفل ليفعل ما يشاء و يتصرف كما يشاء؟! [/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]لقد تكلمنا أكثر من مرة عن القواعد و الضوابط و القوانين التي ينبغي أن تكون حاضرة في حياتنا الأسرية و في علاقاتنا مع أبنائنا.. و خلصنا علمياً و تربوياً ودينياً أنها ضرورة لاستقامة الطفل و الحياة الأسرية.[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]و إن التجربة جهد مبذول يحتاج إلى نفس طويل و صبر و تأن و برمجة يومية لنتبين النتائج الإيجابية بعد حين من الزمن.. و التعجل مفسدة في كل شيء، ويعتبر في تربية أبنائنا و توجيههم قاتلاً للسلوك الإيجابي، قاتلاً للقدرات الكامنة في شخص الطفل.. و التعجل يدفع الآباء و الأمهات في الغالب إلى اللجوء لوسائل تربوية غير صحيحة من أجل رؤية النتائج الإيجابية سريعاً على أبنائهم.. ومن هذه الوسائل العقاب البدني و الضرب.. [/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]لن يضرب خياركم: يتحدث الكثيرون عن العقاب البدني و الضرب و يستشهدون بنصوص في غير موقعها و يجرون قياسات مع فوارق معتبرة لا يصح معها القياس.. و يجزؤون النصوص يأخذون منها ما يريدون ويتركون ما لا يماشي حججهم..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]هل نضرب أبناءنا؟ و ما المصلحة المرجوة من ذلك؟ و ما المفسدة من ذلك؟.. و مهم جداً أن نطرح فعلاً هذه الموازنة بين المصالح والمفاسد في التأديب من خلال العقوبة البدنية متبعين في ذلك منهج القرآن الكريم (يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما) المنافع ثابتة لكنها لا تكفي لإباحة الخمر و الميسر..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]الضرب ينشئ أبناء إنقياديين، يستسلمون لكل من هو أكبر منهم أو أقوى[/FONT]

      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]حديث الضرب على الصلاة كامل بمفاهيمه النبوية: يستدل المؤيدون للضرب بكونه وسيلة تربوية للتأديب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين، و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر سنين، و فرقوا بينهم في المضاجع" ( المسند/ 6576 ـ قال الشيخ الألباني حسن صحيح). [/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]ومن الدروس التربوية من هذا الحديث ومما يفهم من الحديث النبوي:[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]1) تعويد الأطفال من سن السابعة: و هذا واضح بصيغة الأمر "مروا" و الأمر يفيد الوجوب.. و الحكمة من ذلك أن يستأنس الطفل و يعتاد على الصلاة فيسهل عليه إقامتها إذا وصل سن البلوغ..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]2) الطفل أكثر استعداداً في سن السابعة: تدريب الطفل و تعويده على الصلاة في هذا السن لأنه أنسب لطبيعة الطفل، فهو يومها أسلس قياداً و أسرع مواتاة و أميل إلى التقليد، و لم تغلب عليه عادات تمنعه.. بل هو في طور بناء عاداته السلوكية.. و عزيمته مرتفعة لا يشوبها شائب..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]3) التدرج سنة تربوية و طبيعة بشرية: ثلاث سنوات من العمل والتعويد والتشجيع والتدريب كافية لأن يلتزم الطفل بالصلاة و يبرمج عليها عقيدة و سلوكاً و نظاماً في حياته.. و هذه السنوات الثلاث تعد تدرجاً في عملية الالتزام بالصلاة..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]4) مسؤولية الكبار أعظم.. و الضرب مطلوب على الكبير قبل الصغير: لا أحد من المهتمين بالمجال التربوي يطرح المعادلة المعكوسة.. متى نضرب الآباء و الأمهات؟! و باعتقادي أن هذا السؤال أهم بكثير من غيره (متى نضرب الأطفال؟!) وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كلاماً رائعاً في هذا المجال "ويجب على كل مطاع أن يأمر من يطيعه بالصلاة، حتى الصغار الذين لم يبلغوا، قال النبي صلى الله عليه و سلم:"مروهم بالصلاة لسبع و اضربوهم عليها لعشر، و فرقوا بينهم في المضاجع" و من كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، و يعزر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً، لأنه عصى الله و رسوله صلى الله عليه و سلم" (مجموع الفتاوى 22/05).[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]5) ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية: ثلاث سنوات يعني (5745) صلاة مرت على الطفل، و(5745) وقت انتظم فيه الطفل.. وهذا العدد من التكرار يعد كافياً بشكل كبير لبرمجة الطفل على إقامة الصلاة اعتقاداً و ممارسة وإدارة للوقت (نظاماً و انتظاماً).. و أي طفل خضع لهذا العدد الهائل من التكرار لا يمكنه أن يشذ على الصلاة أو يتركها.. و لا يفعل ذلك إلا الحالات الشاذة.. و الشاذ علاجه الكي..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]6) الصلاة نموذج للتعامل مع باقي السلوكيات: الصلاة عمود الدين و ركن أساسي في الإسلام و تركها كفر عند جمهور العلماء و تركها (اعتقاداً) كفر بالإجماع.. و لهذه المكانة العظيمة للصلاة خصصها النبي صلى الله عليه و سلم بالحديث: مروا.. و السؤال المطروح هل يضرب الطفل مثلاً على عناده و هو ابن ثلاث سنوات؟ أو عن كثرة حركته؟ أو عن تخريبه لأثاث البيت؟ أو عن كذبه أحياناً؟.. مهما اختلفنا حول الإجابة.. فإننا لا يمكن أن نختلف عن دور الأب و الأم التربوي.. و هو تعليم الطفل لفترة ثلاث سنوات قبل أن يحق لنا اللجوء إلى العقاب.. علماً بأن الكثير من سلوكيات الطفل المزعجة هي علامات النمو السليم في حياته.. و الجهل وقلة الصبر يجعلانها مزعجة.. و قياساً على الصلاة فإنه يفهم من الحديث ما يلي:[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]أ) ثلاث سنوات من التعليم: بمختلف الوسائل التشجيعية و التدريبية...[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]ب) لا يضرب الطفل قبل عشر سنوات: ضرب الطفل قبل أن يصل سن عشر سنوات فيه منافع يراها الآباء عاجلاً.. لكن مفسدته على المدى الطويل أكبر بكثير..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية وهذا ما يوجهنا إليه الحديث الشريف[/FONT]

      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]7) الرسول صلى الله عليه و سلم ما ضرب قط: إن الاستدلال بحديث الضرب مطلوب بفهم الحديث فهماً شمولياً، و المطلوب كذلك الاستدلال و استحضار أنه صلى الله عليه وسلم ما ضرب امرأة له، ولا خادماً، و لا ضرب شيئاً بيده قط.. إلا في سبيل الله، أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]8) التأديب بالاحترام و التقدير و المحبة و الثقة لا بالخوف و الهيبة!! يدعي البعض أن الضرب يمنح المربين هيبة في نفوس الأبناء.. و نحن نقول ومن قال إننا نريد أبناء يهابون المربين آباء كانوا أم مدرسين؟! إننا و كما بينا سابقاً نريد الاحترام و التقدير القائمين على المحبة و الثقة لا على الخوف و الهيبة و العصا..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]إن طبيعة الطفل أنه يحترم و يقدر من يحب لا من يخاف.. و السلوك المطلوب أن نجعل الطفل يحبنا و يخاف غضبنا.. بتوازن..و من يغلب جانب الغضب يولد عند الطفل دوافع سلوكية نابعة من خارج نفسه و ذاته.. بينما المطلوب تربوياً أن يكون الدافع نابعاً من داخل الإنسان (إخلاص ـ حلاوة..) و يقوم هذا الدافع و يزين بحوافز خارجية (قبول ـ خوف)..[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]· الأساليب العقابية في الميزان:[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif][/FONT][FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]بينا سابقاً المفاهيم التربوية المستقاة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين, و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر سنين, و فرقوا بينهم في المضاجع" و سنتبع في حديثنا عن العقاب الإيجابي منهجية قائمة على مناقشة الأساليب العقابية السلبية و مدى تأثيرها على شخصية الطفل و كذا الآثار المترتبة و مدى نجاعتها في تعديل السلوك لدى الأطفال هادفين إلى محو هذه الأساليب الخطأ في تعاملنا اليومي مع الأطفال لتأسيس طرق سليمة لعملية التأديب الإيجابي...[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]· أم تضرب و طفل يزداد سلوكه سوءاً:[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif][/FONT][FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]تقول إحدى الأمهات التي اعتادت معاقبة ابنها بالضرب لتعديل سلوكه: "نعم كنت أضربه باستمرار، و في كل وقت أواجهه فيه كان يغدو أسوأ مما كان، و يعود إلى السلوك نفسه في نهاية الأسبوع".[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]· الضرب أسلوب انهزامي:[/FONT]
      [FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif][/FONT][FONT=Tahoma, Arial, Helvetica, sans-serif]ضرب الطفل الصغير على سلوكيات مزعجة مثل العناد و كثرة الحركة و إزعاج الضيوف.. أسلوب انهزامي من الكبار و سياسة غير صحيحة في التربية.. لأنها وسيلة المتسرع و من لا يملك الأساليب التربوية الناجحة و من لا يقدر على التحكم في انفعالاته و ضبط غضبه.[/FONT]