وصايــــــا منجــية

    • وصايــــــا منجــية

      الوصية الأولى:
      إخلاص النية

      إنّ إخلاص النية في كل قول وفعل ، أساسٌ لمرضاة الرب المتعال .. وينبغي البحث عن كل دواعي الشرك الخفي في العبادة .. فمن تلك الدواعي الخفية :
      -
      تحقيق الذات
      .
      -
      الإحساس باللذة بما لا يستند إلى رضى المولى
      .
      -
      التخلص من المشاكل الخاصة في الحياة ، لا رغبة للتفرغ للعبودية بل لمجرد الدعة والراحة
      .
      ومن المعلوم أنّ التخلص من الشوائب بجميع أقسامها ، يحتاج إلى البصيرة بالنفس أولاً ، وبتلك الشوائب ثانياً .. وذلك مما لا يوفق له إلا الذين دخلوا دائرة الرعاية الإلهية المباشرة

      الوصية الثانية:
      وضوح الخطة والجادة

      إن وضوح الخطة والجادة أمرٌ لازم للسائرين ، فما لم تكن الخطة واضحة في مقدماتها ونهاياتها ، وما لم يعلم السائر بالعوائق والموانع ، فإنّ كل شبهة في الطريق تجعله يتقهقر إلى الوراء حيث انتقام الشياطين التي تغيظها حركة السائر إلى الله تعالى ، فتصادر المكتسبات الماضية ، مع عدم السماح لمحاولة جديدة .
      وعليه فإنه يلزم على السائر إلى الحقّ المتعال ، أن يتمثل في نفسه عملية السير التكاملي في الأنفس ، كما يتصور عملية السير المكاني في الآفاق إذ هناك
      :
      -
      زاد لا بد أن يتزود به قبل السفر
      .
      -
      منازل لا بد أن يتعرف عليها في سفره
      .
      -
      رفقة طريق لا بد أن يختارهم على بصيرة
      .
      -
      عقبات وموانع تعترضه
      .
      -
      أعداء وقطّاع طرق يتربصون به الدوائر .

      الوصية الثالثة:
      لزوم التحلي بالصبر

      إنّ الاعتقاد بلزوم التحلي بالصبر في الوصول لبعض مدارج الكمال ، تدفع عن صاحبها حالة اليأس .. فالعجول في قطف الثمار ، ليست لديه القدرة على مواصلة الطريق ذات الشوكة ، ومن هنا كان الصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد

      الوصية الرابعة:
      الكذب في التقرب

      إنّ ارتكاب الحرام المتعمّد - ولو في أدنى درجاته - يعكس حالة عدم الصدق في التقرب إلى الحق المتعال .. فكيف يمكن التقرّب إلى من نتعرّض لسخطه بشكلٍ متعمد ؟!.. وخاصة مع النظر إلى مبدأ : لا تنظر إلى صغر المعصية وانظر إلى من عصيت .
      وقد أُمرنا أن لا نحتقر عبداً فلعله هو الولي ، ولا نحتقر طاعةً فلعلها هي المنجية ، ولا نحتقر معصيةً فلعلها هي المُهلكة

      الوصية الخامسة:
      الأنس بالقرآن

      الأنس بالقرآن الكريم : قراءةً وتدبراً و تطبيقاً ، من سمات الصالحين .. إذ كيف يمكن قطع الصلة بكلام رب العالمين ، وفيه تبيانٌ لكلّ شيءٍ وشفاءٌ لما في الصدور؟!..
      إنّ الالتزام بالتلاوة الواعية ، يوجب انفتاح أبواب المعرفة القرآنية الخاصة ، وإن لم يكن صاحبها متوغلاً في علوم القرآن ، فللقرآن إشاراته ولطائفه ورموزه ، وكل ذلك يحتاج إلى شرح الصدر ، ومن عوامله ما ذكرناه من التلاوة الواعية

      الوصية السادسة:
      عدم الإحساس بالتميز

      إنّ النجاح في بعض المراحل يهب صاحبه شعوراً بالتميز والتفوّق على الآخرين ، وخاصة إذا كان يعيش مع من هو دونه في هذا المجال ..
      ومن هنا لزم أن نستحضر : حقيقة أنّ الأمور إنما هي بخواتيمها ، فكيف لنا إحراز الخاتمة الحميدة ؟
      !..
      كما لزم أن نستحضر : حقيقة جهلنا بواقع الآخرين ، فكيف لنا إحراز التفوّق عليهم ؟
      !..
      إنّ هذا الإحساس بالتفوق – الذي لا مبرر له عقلاً ولا شرعاً – قد يوجب في بعض الحالات منع الهبات المدخرة للعبد ، إضافة إلى سلب الهبات الفعلية ، وهذا معنى الانسلاخ من الآيات ، الذي وقع فيه أمثال بَلعَم
      .

      .