الجبل الأخضر.. مناخ استثنائي طيلة أيام الصيف بثمارالفاكهة الأفضل صنفا!!
[INDENT][INDENT]
يعد الجبل الاخضر روضة غناء وهضبة وارفة الظلال بأشجارها الخضراء قال عنه العلامة الجليل نورالدين السالمي ــ رحمه الله ــ في كتابه (تحفة الاعيان في سيرة أهل عمان) بأنه جبل من عجائب الدنيا مملوء بالفواكه من الرمان والعنب والجوز والخوخ والمشمش والبوت والنمت وفيه من الرياحين كالورد والزعفران والآس والنرجس وهو ذو نهور وقصور وحياض ورياض وبساتين بها كروم وتين وتوت وجوزوخوخ ولوزومشمش ورمان وفواكه ألوان، تسفح من هذا الجبل تسعة اودية وكل واد له طريق مؤدية.هذا وصف دقيق للجبل الاخضرلموقعه الجغرافي المتميزواشجاره المثمرة واعشابه البرية تبسط الأرض خضرة نبتت منذ أن قام الإمام سيف بن سلطان الملقب بقيد الأرض بغرس فاكهة الرمان والعنب والجوزواللوز وإذا به يرتفع على علو يقدر بعشرة آلاف قدم، يعد الآن نيابة تتبع اداريا ولاية نزوى بالمنطقة الداخلية.
لم تعد زيارة الجبل الاخضربحاجة إلى تصريح كما كان هوالحال سابقا بعد أن كان الاعتقاد السائد لدى كثير من الناس بان عملية الحصول على التصريح يتطلب إجراءات عديدة وربما يتساءلون (هل نحن بصدد زيارة منطقة محظورة؟) حين علموا بان زيارتهم لهذه النيابة لابد أن تحظى بموافقة رسمية من الجهة المختصة (تصريح دخول) أو على الأقل بمعرفة مواطن كما قد يكون كفالة مواطن لزائر أو الحصول على هذه الخدمة من احد المكاتب السياحية المسجلة والمعروفة، كل هذه الإجراءات والتعقيدات الإدارية قد انتهت ولم تعد الجهات المختصة بحاجة إلى وضعها أمام المواطنين والمقيمين والافواج السياحية الراغبة في صعود هضبة الجبل الاخضر المرتفعة سوى أن تكون السيارة التي سوف تسير في شارع مرصوف بطول ستة وثلاثين كيلومترا من ذوات الدفع الرباعي.
إلى جانب ذلك فان بوابة الدخول التي تشرف عليها شرطة عمان السلطانية وضعت كتنظيم لحركة السيارات وربما تقديم خدمات ارشادية وتوجيهية لزيارة منطقة جبلية تترامى على اطرافها قرى آهلة بالسكان بها العديد من المحاصيل الزراعية الوارفة الظلال وتضم العديد من المعالم التاريخية والحضارية وقد شهدت كغيرها من مناطق وولايات السلطنة نهضة تنموية شاملة عمت كافة الخدمات الحديثة.
من اجل ذلك كانت زيارة «عمان» الاستطلاعية للتعريف بالجبل الاخضرمن الناحية الجمالية لمنطقة لها خصوصية جغرافية ومناخية استثنائية تستحق أن نفرد لها مساحة واسعة من التعريف والترويج لزيارتها حيث تعتبرمن الأماكن السياحية الرائعة تستقطب الزائرين لها بإعداد متزايدة خاصة مع انتهاء فترة (التصريح) وإمكانية الصعود إلى هذه النيابة العريقة بكل سهولة ويسر.
من هنا تبدأ الحكاية
هنا نبدأ سرد حكاية زيارتنا إلى الجبل الاخضرالذي يتصل بشارع مسفلت عبر طريق وادي المعيدن عبر طريق نيابة بركة الموز والمتفرع من الشارع العام الذي يربط ولايتي نزوى وازكي حيث تعبرالمركبة الطريق مرورا بحصن بيت الرديدة المجاورلمكتب نائب والي نزوى ببركة الموز وفلج الخطمين ومنهما باتجاه الشارع المؤدي إلى نقطة الصعود حتى نقطة شرطة عمان السلطانية ومن ثم التوجه مباشرة باستخدام الدفع الرباعي صعودا إلى الأعلى حتى يظهرمن على يسارالمركبة مخطط سيح قطنه الذي يعتبراول منطقة آهلة بالسكان تبدو للعيان من بعيد بعد أن كان في السابق ارض فضاء إلا أنه الآن أصبح منطقة سكنية بها مقرالمؤسسات الحكومية والانشطة التجارية، وقبل الوصول إلى هناك بامكان الزائرالتوقف قليلا في احد الأماكن التي أعدتها وزارة السياحة كاستراحة وقضاء وقت ترفيهي مع الجو الجميل والهواء العليل مقارنة بفصل الصيف الحار في المناطق الأخرى.
وتعتبرخبرة قائد المركبة في السير أمر هام حفاظا على سلامة الجميع بالرغم من اتساع الطريق العام ووسائل الحماية اللازمة والدعامات الجانبية إلا أن اتخاذ الحيطة واتباع الارشادات الضرورية في الأمن والسلامة على الطريق لابد منها، وهكذا تبدو حركة المركبات مستمرة في الاتجاهين أو الحارتين المتقابلتين اللتين تكونان أحيانا ثلاث حارات في بعض الأماكن تسهيلا لامكانية عبور سهل للمركبات ومن ثم يتواصل المسيرحتى الانعطاف يمينا لزيارة قرية المناخر الجميلة وهي تبدو وارفة الظلال باشجار الجوز والرمان والمحاصيل الزراعية تطل عليها منازل المواطنين.
وسميت المناخربهذا الاسم كما يقول عنها الشيخ سالم بن عبدالله آل عبدالسلام في كتابه (الجبل الاخضرجنة في الأرض) نسبة لمخرج الفلج لأنه خرج من منخرين وهما عينان في حيل وادي مستل، وما يميزقرية المناخروجود جسروحيد تعبرمن خلاله المركبات إلى الطرف الآخر وتحته وعلى ضفتي الوادي تتواجد اشجار الرمان والجوز والمحاصيل الزراعية الأخرى، ولا بد من مواصلة الرحلة صوب القرى الأخرى من العودة في نفس الطريق المعبد إلا أن عرض الحارة بالكاد يكفي لمرورمركبة واحدة وهو طريق مخصص لعبور مركبتين في اتجاهين متعاكسين كما أن الطريق يخلو من الاكتاف الخارجية وليس به حمايات جانبية فإذا به تظهر التشققات والحفر الناتجة عن الانجرافات التي تحدث بين الفترة والأخرى نتيجة هطول الامطار وجريان الشعاب.
القرى الجميلة
تعتبر«سيق» من القرى السياحية الجميلة في نيابة الجبل الاخضر وتعود تسميتها إلى انه يساق أي يجلب منها الفواكه إلى الأماكن الأخرى من العنب والرمان والخوخ، أما الشريجة فهي تصغير لشرجة وهي مجرى ماء المطر المنساب بغزارة حيث تشتهربالعديد من الحقول والبساتين الوارفة الظلال من المحاصيل التي يشتهر بها الجبل الاخضر عامة، أما قرية العين فهي من الأماكن السياحية الجميلة أيضا تعود تسميتها إلى عين ماء انفجرت منها ثلاثة افلاج وهي (القنتي والكبيري والاعور)، كما تتصل العقربطريق ممهد يمكن الزائر الوصول إليها وقيل عن سبب تسميتها إلى أنها تعتبرعقرالدبابيرالحمراء التي تستوطن الصخورالمطلة عليها، إلى جانب ذلك هناك عدد من القرى الجميلة مثل القشع وسلوت والعيينة وحيل اليمن ومصيرة الرواجح والشريقيين والجواميد.
أما قرية وادي بني حبيب فلها حكاية مغايرة تماما حيث أن الحياة البشرية توجد أينما وجد الإنسان، وهذا الإنسان الذي استوطن وادي بني حبيب لم يكن موجودا الآن، فهذه القرية السياحية الجميلة المطلة على واد خصب بالاشجار الظليلة أصبحت بدون ساكنين حين نزحوا عنها إلى قرى وتجمعات سكنية بها الخدمات التنموية الحديثة وما بقي من الحارة سوى أطلال الماضي من بيوت مبنية من الطين والحجارة إلا أنها تفتقرالى طريق ممهد لكون أن الوادي يفصلها عن المنطقة الأخرى وفي هذه الحارة يشعرالزائربالسكينة والوحدة إلا من طيورتنتقل هنا وهناك وهواء عليل ينساب من أعالي الجبال كلها عوامل حيوية تعود بالإنسان إلى ذاكرة الماضي الذي لم يكن فيه حركة أو صخب للآلات والمعدات من المركبات وغيرها.
فرصة العمر
أقل ما يمكن أن نقول له عن زيارة الجبل الأخضر بأنها فرصة العمربما أتيحت الآن من تسهيلات ووجود طريق ممهد بمواصفات فنية عالمية تسهل الوصول إلى القمة الجبلية العالية والتنقل بين القرى السياحية الجميلة بكل سهولة ويسرمع ضرورة الاهتمام باستخدام مركبة ذات دفع رباعي لطبيعة المنطقة الجغرافية من صعود وهبوط متكرر، إلى جانب ذلك هناك المنشآت السياحية التي توفرفرص المبيت والسكن وكذلك المعالم السياحية والتاريخية التي توفرمساحة كافية لقضاء اوقات طيبة وسط الربوع الخضراء الجميلة.
[/INDENT][/INDENT]
المصدر جريدة عمان
: 
: 
: