أنت أيتها السيدة أيتها الأم الفلسطينية معجزة زماننا ... يلتصق الكبرياء بمجدك كي يجد معناه ، ويزهو الشرف حينما ننعته بك فخراً وعلواً ... أيتها الأم التي عرفت الدنيا جيفة فترفعت عنها وعرفت الجنة بعلوها وزهوها فأقبلت إليها واثقة طائعة ... ما أردت أن أقارن بينك وبين أيِّ واحدة منهن لأنهن تلطخن بطين الأرض وأنت ...أنت فقط السامقة في عنان السماء كأجمل ما تكون النجمة ... بل أبها وأروع من كل ذاك كأجمل ما تكون ام العروس ... أم الشهيد... . أيتها الأم الفلسطينية...

حينما ينصهر الألم بين الضلوع يصبح فرحاً من نوع آخر ، لأنك انت فقط من عرف سر الدمعة تحال إلى إبتسامة رائعة جميله ... وليس الألم ألماً إلا في معاني الدنيا ، لكنه في معنى الآخرة فرح ليس له مثيل ... وليس الدم النازف في رائحته دماً بل مسك ينعش الأنفاس شمه ، وليست الجنائز تفخر بكثرة الناعين وعلو منزلتهم في الدنيا حتى وإن كانوا ملوكاً وملكات أو أمراء وأميرات لكنها تفخر بما قدمت لخالقها، وجنائز أبنائك قدمت أغلى ما في الوجود، قدمت الروح لبارئها ... فرق بين جنازة يستقبلها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار ، وجنازة يستقبلها فرعون وهامان وأبو جهل ، فرق بين يد حمزة سيد الشهداء في الجنة تمتد إلى أبنائك وبين سياط الملائكة تلهب تلك الأرواح، أرواح الجيف، خرجت من الدنيا نتنة عفنة ولو كانت قد غسلت بأطيب العطور أو رش القبر بماء الورود ... ما بين جنازة اابنك الشهيد وبين غيرها من جنائز الجيف يكمن معنى الفرح الحقيقي .... ..




$$A $$A $$A $$A $$A $$A $$A $$A