اخواني القراء الأفاضل أرجو أن لا يثنيكم طول الموضوع عن القراءة فإن الموضوع خطير جدا ، ويستاهل كل دقيقة تقضونهاا في قراءته ومتابعته ،
بل إنني أدعوك ـ أخي القارئ الكريم ـ وأترجاك أن تقرأه بتدبر وتمعن لأن الأمر متعلق بصحتك ، بل بحياتك وحياة من حولك ، وعلم الله أنها ليست دعاية وإنما هي حقيقة لأهمية الموضوع فابدأ بالقراءة وتوكل على الله :
تحت عنوان ( ممنوع دخول المتعطرين ) كتب الكاتب : رجب سعد السيد في مجلة العربي العدد 511 ، يونيو 2001 م موضوعا جيد جدا وخطيرا في نفس الوقت يتحدث عن أضرار العطور وأثارها السلبية على صحة الإنسان .
يقول الكاتب بعد كلام : ( ... وأعرف أصدقاء وأقارب تعتريهم درجات مختلفة من ضيق التنفس والصداع والحكاك عند الوجود في مكان مغلق به متعطرون ، وتشير تقارير طبية إلى حالات مرضية يسببها التعرض للعطور ، تشمل نوبات الربو والطفح الجلدي ، وضعف التركيز ، وخفقان القلب ، والغثيان والتهاب الجيوب الأنفية .
لقد وجد العلماء أن الكيماويات التي نرشها راضين على جلودنا ـ وهل العطور إلا كيماويات ؟ ـ تتسرب من خلال الجلد إلى الكبد والكلى ، ويختزن بعضها في دهون الجسم ، وهذا الأمر الأخير يثير المخاوف في حالة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن ، إذ أنه يعني وصول نفس النسبة من الكيماويات التي دخلت جسم الأم إلى جسم رضيعها عبر حليب صدرها وقد تؤذي الرضيع .
ويتوقف تقرير طبي عند أحد مكونات العطور وهو المسك الصناعي ويقول أن له آثارا ضارة على منظومة الهرمونات البشرية ، فإذا تعرض الإنسان لتركيزات عالية منه ، زادت احتمالات الإصابة بسرطانات الصدر والخصية والبروستاتا ، ونقصان عدد الحيوانات المنوية عند الرجال والبلوغ المبكر للفتيات .
أما أخطر الطرق التي تهاجمنا منها العطور فهو الأنف ، حيث يحملها هواء الشهيق مباشرة إلى الجهاز العصبي والمخ ، وفي حين توجد عوائق تحول دون وصول المواد السامة المحمولة في الدم إلى المخ ، فإن هذا العضو فائق الحساسية والأهمية في جسم الإنسان ، يستقبل الكيماويات السامة القادمة مع الهواء المار في المسارات التنفسية ذات الصلة المباشرة بالجهاز العصبي ، ولعل ذلك يفسر لنا التأثير الفوري لشم الكوكايين على الجهاز العصبي والمخ ، وبالرغم من هذه الحقيقة فإن الإختبارات التي تجريها الشركات المنتجة للعطور على أصنافها الجديدة ، تقتصر على حساسية الجلد ) .
يقول الكاتب : ( حسنا دعونا نعد إلى حقائق الكيمياء لنضفي على حديثنا مزيدا من الصبغة العلمية .. إن صناعة العطور تعتمد على أكثر من خمسة آلاف مركب كيماوي ، منها 95 % مشتقات بترولية ، وتشتمل على مركبات مسرطنة ، وأخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي ، ومؤثرة على الجهاز التنفسي ، ومسببة لأنواع من تفاعلات الحساسية ، وقد نشرت وكالة حماية البيئة الأمريكية تقريرا عن عشرين مركبا كيميائيا ، هي الأكثر شيوعا في معظم أنواع العطور المستخدمة بالعالم ، جاء بينها ( الإستيون ، وخلات الإيثايل ، والكحول الإثيلي ) ويجسد التقرير خطورة هذه الكيماويات ، فيعلق قائلا : " إنها كيماويات لا يحق لأحد أن يتخلص منها بجوار بيتك ، فمن حقك أن تقاضيه إن فعل ذلك ، ولكنك لا تفعل أن تملك شيئا إذا جاءتك في هيئة تضعه على جلدك أو تتعطر به " .
ومن الكيماويات المسرطنة التي وردت في قائمة العشرين مركبا : ( خلات البنزايل ، والليمونين ، وكلوريد الميثايلين ) بالإضافة إلى تسعةمركبات أخرى ضارة بالجهاز العصبي ، ويتوقف التقرير بصفة خاصة أمام ( التولوين ) الذي يشارك في أعداد كبيرة من العطور المنتشرة في العالم ، وهو مركب كيميائي مسرطن ، ومؤثر على الجهاز العصبي ، ويصيب المتعرضين له بالربو ،
وبالرغم من كل ذلك فإنك قد تقف أمام واجهة متجر للعطور ، ويبهرك منظر زجاجة بهيئة القلب فتسارع إلى شرائها لتستعملها بنفسك ، أو لتهديها صديقا حاسبا انك اشتريت حلما والحقيقة أنه كابوس .
إنها مشكلة حقيقية ينبغي أن نعالجها بجدية وأن يشاركنا في معالجتها صناع العطور ، فالطبيعة الخاصة لهذه الصناعة تستوجب أن تحتفظ بأسرارها تحت أغطية كثيفة من السحر والغموض ، فلا يمكننا أن نطلب من مصانع العطور أن تحذو حذو مصانع الأدوية فترفق بمنتجاتها ورقة إرشادية تشتمل على تركيبها الكيميائي وتحذيرات من المضاعفات المتوقعة ، أو المحتملة لبعض المركبات الكيميائية الداخلة في صناعتها ...)
ويختم الكاتب موضوعه محذرا : ( على أي حال ، وقبل كل شيئ نرجو أن لا يغيب الجانب الأخلاقي عند التعرض لهذه المشكلة ذات الحساسية الخاصة وليتذكر كل منا وهو يمد يده إلى زجاجة العطر ، وقد اتخذ هيئته لمغادرة بيته أنه مقدم على التعامل مع كيماويات فعالة وأنه قد يتسبب في إيذاء رفاقه وأهله ، بل وقد يجلب الضرر لنفسه بنفسه ! )
فما رأيكم اخواني ، أليس الموضوع كان مهما جدا وخطير؟!
فما الذي ستفعله الآن أخي بعدما قرأت الموضوع ؟!! وما هي خططك المستقبلية بالنسبة للعطور الكيماوية ؟!!