فلسفة الزواج السعيد

    • فلسفة الزواج السعيد

      المصدر:الشبكة الإسلامية
      الكاتب: نور الهدى سعد




      الزواج كيان أسرى محكوم «بفلسفة» معينة، وكلما كانت هذه الفلسفة مستندة إلى مرجعية ثابتة حكيمة كانت السعادة من نصيب الزوجين، وكان الاستقرار والصلاح من نصيب المجتمع.


      ويتفرد الإسلام بامتلاكه فلسفة معجزة للزواج تجمع بين الواقعية والسمو.. ولا تتصادم مع الفطرة البشرية.
      حول هذه الفلسفة يتحدث د. أبو اليزيد زيد العجمى - أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة - فيقول:
      إن الإسلام رغب فى الزواج لبناء الأسرة المسلمة بناء صحيحا قائما على رعاية الحقوق والواجبات، فنظرة الإسلام للزواج نظرة خاصة تقوم على رؤية فلسفية للكون والحياة.
      ذلك أن الإسلام دين جماعة وليس دين أفراد، وهذا بنص القرآن الكريم حين تحدث عن الأمة الوسط، واعتبر أن نواة هذه الجماعة أو الطائفة أو الأمة هى رجل وامرأة، وهذه طبائع الأشياء ؛ لأن الله تعالى خلق الزوجين الذكر والأنثى، وخلق التزاوج بين كل زوجين حتى على مستوى النبات والحيوان، ولكن فقط كان الزواج أو التزاوج بالنسبة للإنسان أمرًا مميزًا ، لأنه يحقق فلسفة وجود الأمة التى تحمل الدين الخاتم.
      والزواج بين الرجل والمرأة يبنى كيانًا معينًا، هذا الكيان عليه أن يحمل عبء الدين الخاتم الذى استوعب كل الأديان ، وأضاف إليها مقتضى الخاتمية ومقتضى العالمية ، والأسرة هى النواة التى تحقق لهذا الدين حماية وانتشارًا ووجودًا واستمرارًا ، ومن هنا كان اهتمام الإسلام بقضية الزواج والرجل والمرأة، وفى كل المجتمعات ينظر إلى الإعراض عن الزواج من جانب بعض الأفراد على أنه شكل من أشكال عدم السواء السيسيولوجى وهذا حقيقى ، بل إنه من الناحية العقلية والدينية مرفوض ؛ لأنه تعطيل لرسالة الله التى خُلق الإنسان من أجلها.
      سبحان الله وبحمد

    • من أنفسكم

      وقد أعلى الإسلام من علاقة الرجل بالمرأة، فحينما عبر عن العلاقة بينهما استخدم تعبيرًا لا يقف الناس أمامه كثيرًا فى معظم الأحيان وهو كلمة «من أنفسكم» فى قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} نحن نقف دائمًا عند المودة والرحمة كثمرة ومحصلة للزواج، ولكن ماذا عن أنفسكم ؟


      إن الله خلق حواء من ضلع آدم ، ومقتضى ذلك أن تكون المرأة بعض الرجل، وأن يكون الرجل الكل الذى انبثقت منه المرأة ، فهذا هو ما يُولد المودة والرحمة ؛ لأن الكل ينبغي أن يعطف على الجزء وأن يحتويه ، والجزء ينبغى أن يطيع الكل، فالمنطق أن اليد تطيع الجسد، والمخ يصدر أوامره فيعمل الجسم كله، وعليه فينبغى أن يكون فى وعى الرجل والمرأة عند التعامل فى نطاق العلاقة الزوجية جزئية «عدم الاستغناء» فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر ، حتى لو اتخذ قرارًا بالاستغناء فإنه يكون قد اتخذ قرارًا يعذب به نفسه، ويضاد به فطرته، ويخالف به دينه.

      سبحان الله وبحمد
    • فلسفة الأسرة السعيدة



      وعن السعادة الزوجية فى ظل القواعد التى وضعها الإسلام لبناء الأسرة أكد الدكتور أبو اليزيد العجمى أن الأسرةالسعيدة لا نقصد بها أسرة بدون مشكلات، لأنها فى الحقيقة أسرة ليس لها وجود، فالزوجان ليسا ملكين وإنما بشران لهما نوازع تتلاقى أحيانًا ، وتتضارب أحيانًا أخرى، والشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم.

      ولكننا نقصد بالأسرة السعيدة، الأسرة التى تملك فلسفة لحل المشكلات، وتتم هذه الفلسفة بتحديد المرجعية، فعندما يعلن الزوجان عن بدء حياتهما أن اختيار كل منهما للآخر كان وفق مقياس إسلامى، وأن رسالتهما فى الحياة تتفق ومنهج الله، فلابد أن تكون مرجعيتهما عند حل المشكلات تتوافق وما سبق ، أى متفقة وشرع الله ، ولكن هناك نقطة مهمة فى هذا الصدد وهى مدى الالتزام بذلك، فهناك فارق جوهرى بين المرأة المسلمة قديمًا، والمرأة المسلمة الآن، فالمسلمة قديمًا كانت لا تعلم فإذا علمت التزمت، أما المسلمة الآن فهى قد تعلم ، وإذا علمت جادلت.

      وجزء كبير من مشكلاتنا يكون بسبب عدم تحديد المرجعية مما يعرضنا للوقوع فى أغلاط المفاهيم ، فنخلط التقاليد بالإسلام ونجعل من الإسلام اجتهادًا ، فيفهم الرجل أن الرجولة «قهر» وتفهم المرأة أن الأنوثة «لعب على عقل الرجل ومكر به» ولذا نفقد روح التناصح فلا نجد امرأة كالمرأة العربية القديمة التى كانت تنصح ابنتها «كونى له أمة يكن لك عبدًا».

      والنقطة الثانية لتحقيق السعادة الزوجية بعد تحديد المرجعية هى تحديد الهدف فى الحياة الزوجية، فتحديد الهدف يجعلنا نعلو فوق المشكلات، مما يخفف من غلوائها، فنحافظ على سعادة الأسرة، لأن الكل يعمل لأجل تحقيق هدف متفق عليه سلفًا.

      لذا فأحد أسباب سعادة الأسرة أن يكون هدفها البعيد واضحًا، وأن تفكر ليل نهار فى وسائل تحقيقه، ومن الممكن أن نختلف - والخلاف فى الإسلام أمر واقع - ولكن ينبغى أن يكون شعارنا: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».

      سبحان الله وبحمد
    • شفتوا كيف أن فلسفة الحياة الزوجية شيء جميــــــــــــــــل وراقي....

      ما شاء الله على كاتب المقال السابق د.أبو اليزيد العجمي....

      أبدع في التحليل والتمحيص في فلسفة الزواج من منظور إسلامي وإجتماعي راق جدا

      أتمنى أن يرقى فكرنا لتلك الدرجة وندرك أن الزواج أكثر بكثير من كونه جنس أو إنجاب أطفال أو إتباع لعادة أو مسايرة للواقع ولسنة الحياة...

      وأتمنى تكونوا استفدتم من المقال السابق...

      سبحان الله وبحمد
    • والزواج بين الرجل والمرأة يبنى كيانًا معينًا، هذا الكيان عليه أن يحمل عبء الدين الخاتم الذى استوعب كل الأديان ، وأضاف إليها مقتضى الخاتمية ومقتضى العالمية ، والأسرة هى النواة التى تحقق لهذا الدين حماية وانتشارًا ووجودًا واستمرارًا ، ومن هنا كان اهتمام الإسلام بقضية الزواج والرجل والمرأة، وفى كل المجتمعات ينظر إلى الإعراض عن الزواج من جانب بعض الأفراد على أنه شكل من أشكال عدم السواء السيسيولوجى وهذا حقيقى ، بل إنه من الناحية العقلية والدينية مرفوض ؛ لأنه تعطيل لرسالة الله التى خُلق الإنسان من أجلها.
      كلامك قمة الروعة تسلمي عزيزتي بنت قابوس و الله يوفق الجميع انشاء الله لزواج سعيد بعيدا عن المشاكل
    • كلامه عين المنطق فعلا
      لا يوجد زوجين يعيشون مع بعضهم البعض دون مواجهتهم للمشاكل
      ولكن يبقى عامل ضبط النفس وعامل التفكير هو الاساس في حكم
      الحياة التي يعيشون فيها هل ناجحة ام فاشلة
      قدرة الزوج والزوجة على التحكم بزمام الامور في الاوقات الحرجة
      وحلها في وقت قصير
      هو السبيل الى النجاح
      ومثل ما يقولوا اي مكان لا يوجد فيه مشاكل لا يوجد فيه حياة
      لك الشكر مشرفتنا على انتقاءك المتميز للمواضيع
      ولا تحرمينا من تواصلك
      ,,,,,
      أنت اليوم حيث أتت أفكارك وستكون غدا حيث تأخذك أفكارك
    • #b#b

      ما شاء الله عليك أختي "بنت قابوس" ....

      دائما مواضيعك قمة في الروعة كلمات تكتب بما الذهب ....

      الرجل يتحمل المسؤولية الكبرى في بناء العائلة الصالحة والحياة الزوجية السعيدة وهذا يتطلب منه أن يعطي من نفسه الشيء الكثير ...

      لا يمكن لكل من الزوجين أن تحصل لهما راحة وسعادة كما ذكرتي إلا إذا توافقا وانسجما فيما بينهما وحينئذ ينبغي للزوج أن يكون عنده مرونة ولين وسياسة في معاملة زوجته فيكون موافقاً لها بمعنى منسجماً معها وبذلك يتحقق الإنسجام بينهما وهنا بداية السعادة الزوجية ...

      إني أنظر الى مجتمعنا وقلبي ينفطر عليه كيف غفل عن أسس الزواج ونخرط في ملذاتة وشهواته ونسيى هدفه من الحياة ....

      الزوجة نعم الزوجة هي أساس بناء الأسرة من هنا تبدا الحياة الصالحة السعيدة ...

      الدين المعامله فمن فرط فيه فقد يعيش حياة لا أمل فيها ولا حلاوه يحس بطعمها ...

      وبناء خطط و أهداف كما ذكرتي يجعل للحياة لها ألف معنا وطعم خاص ..

      (اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك , فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك).

      ..........................................................................


    • الزواج هو :



      طريق لكسب الحسنات. قال صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة). قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)


      وسيلة لاستمرار الحياة، وتعمير الأرض، فالأبناء الصالحون امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له)


      سبيل للتعاون، فالزوجة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة، والزوج يكفيها أعباء الكسب، وتدبير شئون الحياة

      أختي

      بنت قابــوس

      لقد أبهريتنا بموضوعك هذا
      فلقد أشد إنتباهي
      وإعجابي أيضا ً

      وأعتذر عن المداخلة البسيطة

      شكرا ً لك:)
    • يسلمو اختي يعطيك العافية فعلا كلام جميل وموضوع اجمل

      دايم مواضيعك جميلة ومفيده

      ما عندي شي اقوله الشباب ما قصروا

      اخاف اقول وما اوفي هذا الموضوع الجميل حقة

      يعطيك العافية اختي

      ولا تحرمينا جديدك
    • :)
      ما شاء الله اكملت سلسلة الزواج ومفاهيمها الصحيحة

      بنت قابوس

      وفقك الله دوما
      متابعين ومستفيدين

      دمت في صحة وسلااام
      ســــــــــــــــــــــبحان الله ،،والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
    • سعيــــــــــــــــــــــــــــدة جدا بمتابعتكم للموضوع

      وأتمنى الاستفادة والإفادة لنا جميعا


      بارك الله فيكم ووفقكم للخير والصلاح

      ورزقكم أزواجا صالحين وزوجات صالحات ..

      آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
      سبحان الله وبحمد
    • ،،،

      غاليتي بنت قابوس

      لقد اعتدنا منكِ على كل ما هو مفيد ورائع

      وهذا ليس بالجديد عليكِ فأنتِ دوماً متألقة ،،،

      لا شك أنها فلسفة راقية جداً ،،،

      ونتمنى أن نقرأ مثل هذه المواضيع الهادفة ،،،

      بارك الله فيكِ عزيزتي ،،،

      دمتِ بخير ،،،

      ،،،