۩۩ الفارس :- ليـو -: الصغير ۩۩

    • ۩۩ الفارس :- ليـو -: الصغير ۩۩





      خط رفيع من شعاع ذا وميض براق ... أقتحم سكون ليلي ... في ليلة شتاء قارصة البرودة ... وحالكة الظلمة ... تخلل نافذة غرفتي دون استئذان وأخذ يرسم لوحة إبداعية تحاكي ألوانها لون جدران الغرفة المائلة للون زرقة السماء الفاتحة ... وبعد برهة زمنية وجيزة امتلأت الغرفة بدخان كثيف ... وفي لمحة بصر اختفى ذلك الدخان وظهر فتى نحيل البنية ... فأحسست بالرهبة لما حدث ... فاقترب ذلك الفتى ودنى نحوي وقال: لا تخف لقد أتيت من أجلك وأعرف مدى الهموم التي تعانيها سرد لي القصة كاملة ... وازدادت دهشتي أكثر فقلت في نفسي كيف يعلم هذا الفتى بأحاسيسي دون أن أبوح بها لأحد ... بينما أنا غارق في التفكير سمعته يقول: هناك ملايين يعانون مما تعانيه ... الكل يحلم كما تحلم أنت! بعودة ذلك الفارس المغوار ليزرع السعادة في القلوب ... ويرسم البسمة على الشفاه ... وكأنك تتمنى أن تملك مصباح علا الدين لتتحقق أمانيك ... لقد امتطأ ذلك الفارس صهوة جواده بعد أن صال وجال وحقق الأمجاد وكسر المستحيل وفعل مالم يفعله سواه ... أما زلت تتغنى بأمجاده! ... أتعتقد أنه قد ترك الساحة فارغة وأنت تمني النفس بأنه ذات يوم سيعود! ما ذهب لا يعود! ... دققت بالنظر تجاهه فوجدت ذلك الفتى واثق مما يقول ... فقلت له من أنت ؟ , ومن تكون ؟ ... فقال لي : أنا فارس هذا الزمان . فازدادت غرابتي مما يقول ... فهو لا يحمل مواصفات الفارس ... فرددت عليه بالقول : لا يبدو عليك ذلك! فقل: لا تتعجل الأمور ستعرفني ذات يوم ... بعد تلك الجملة توارى وأختفى.



      قمت فزعاً أتصبب عرقاً فقد كان حلم عصيب ...




      مرت الأيام تلو الأيام ... وقد بدأ ذكر وصيت فارس مغوار يتردد في كافة الأمصار والأماكن ... وقلت لما لا اذهب لرؤيته ... توجهت نحو تلك البلاد التي يقطنها ذلك الفارس الذي يدّعون ... وبينما أنا في طريقي نحو المكان المخصص لاستعراضاته أشاهد صور تمتليء بها الشوارع والطرقات ... وحينها خالجني شعور خفي ... وقلت في نفسي إن ذاك الوجه قد سبق وأن رأيته يوماً ما ... دخلت المكان وقد أكتظ بجموع غفيرة تهتف باسم الفارس ... الكل يتلهف لرؤيته وأنا في مقدمتهم ...لم أصدق ما رأت عيناي ! ... ما رايته لم يكن حلماً كسابقه ... وإنما هو ذلك الفتى النحيل الهزيل البنية ... عندها أيقنت مدى أهمية الوثوق بالنفس والإصرار بالعزيمة



      عدت مذهولاً لما رأيته من ذلك الفتى ودون شعور تناولت ورقة وكتبت سيرة الفارس الجديدة في عدة سطور









      ولد في بلدة احد ضواحي بلاد التانجو وتسمى روساريو



      في احد أيام شهر يونيو وبالتحديد الـ 24 منه في سنة 1987



      بدأ بمداعبة الكرة وهو في سن الخامسة




      وحين وصل عمره الـ11 سنة بدأت موهبته بالظهور .... عانى من مرض ضعف النمو ... وقد كانت حالة عائلتة المالية صعبة ... ولكن باصرار والده وبما ادخره من مال توجه به لاوربا لعلاجه



      فتبناه نادي برشلونة وشرف على علاجه وتحمل كافة التكاليف






      لفت الانظار إليه هناك وقبلوه ليلعب لبرشلونة (ب) الذي تألق ضمن صفوفة وسجل أهداف غزيرة



      وفي عام 2004 شارك بأولى مبارياته ضمن صفوف الفريق الاول وكانت ضد اسبانيول



      ودخل ليو التاريخ من اوسع الابواب عندما احرز هدفه الاول ضد الباستي ليصبح اصغر لاعب ببرشلونة يسجل هدف



      ذاع صيته وانتشرت اخباره ... وجاءه الاختبار الحقيقي ليبرهن عن موهبته



      دخل نهائيات كاس العالم للشباب هولندا عام 2005 ... فابلى بلاً حسناً وقاد منتخب بلاده لاحراز اللقب العالمي للشباب وبرقم قياسي



      وحاز على لقب الهداف وأحسن لاعب بالبطولة ... صفق له العالم بما قدمه حتى ذلك الوقت








      مسيرته وانجازاته



      لعب للمنتخب الاول 12 مباراة سجل من خلال مشاركاته هدفان



      للعب للبرشا 47 وسجل 17 هدف



      حقق بطولة كاس العالم للشباب 2005



      بطولة الليجا الاسبانية موسم 2005-2006



      دوري الابطال الاوربي موسم 2005-2006



      كاس السوبر الاسبانية موسم 2005-2006



      وعلى المستوى الشخصي



      جائزة الحذاء الذهبي تحت ال20 سنة عام 2005



      جائزة المركب الذهبي تحت ال20 سنة عام 2005



      الفتى الذهبي عام 2005



      جائزة افضل اصغر لاعب شاب عام 2006







      وهناك العديد والعديد من الانجازات



      ومازال هذا الفتى بسن الـ19 من العمر



      مستقبله يشع بالنور والتألق



      تتابعه كل العيون



      وتتسلط عليه الاضواء



      وعدسات الكاميرات



      في المستقبل كيف سيكون



      نعم أنه الفارس