المتسولة تحت الصقيع....

    • المتسولة تحت الصقيع....

      ألا زلت تذكرني...
      أنا المتسولة تحت الصقيع
      أنا كآبة الغربة، وسنين الشقاء الطويل..
      أنا العاشقة ، التائهة ، المكبلة اليدين..
      سماؤك امطرت ثعابين سيدي..
      تتقن الرقص على اوتار ذاك الناي الحزين..

      ألا زلت تذكرني....
      صورتي كانت هناك منحوتة على شطآنك الرملية
      حيث وقفنا معا ذات يوما..
      نناظر الطفل الغريب ، نحاول السباحة في بحر الظلمات العميق
      مات الغريق سيدي
      مات الغريق سيدي
      وتمزق طوق النجاة الاخير..
      أين المدن وانوار الشوارع..
      أين رائحة التفاح و الصنوبر..
      تعبت وأنا اتسكع في مدينة الجنون..
      حافية القدمين ، أحمل قلب يحتضر بين جوانحي

      ألا زلت تذكرني....
      صبية بعمر الزهور، كانت تتمشى في قصرك المهجور
      كانت تحلم بتمثال الحرية المزعوم..
      فذاب الجليد ، وتكسر التمثال ...

      أيها الرجل الساكن خلف اسوار الضياع...
      الحب ليس ملحمة في سطور...
      الحب فن ، ومملكة للخلود..
      سئمت ...سئمت...سئمت
      جنونك ، عنفوانك ، غرورك...
      فاابتعد بعيناك المرهقتان عن عالم مفاتيحه رميت بين الحطام
      عن ارضي و مدني وسمائي...
      سأحلق من جديد...
      بدون قفص احمله في رحلتي..
      لعلي اصل مع سرب السنونو المهاجر..
      الى تلك الديار البعيده...حيث الميلاد الجديد..
      سأحتفل به عند قدوم أول يوم من أيلول..
      سأحتفل به بلا شموع ، بلا ضيوف...
      أنا ودمية الصوف والقيثارة السوداء...

      سيدي....
      ايها المتسكع بين الارصفة
      انتهى عرض مسرحية الهزل..
      تبعثرت ، غرقت..
      ادوارك الحمقاء..
      واصبحت صعلوكا في اوحال مدينتك المجنونة..
      فوداعا...وداعا....طائر أيلول..




      __________________
      خلعوا قلوبهم وأوتادهم

      قلبوا الخيام على الأحصنة

      تبادلوا حديثا غامضا...

      ورحلوا،

      تركوا خلفهم مواقد وذكريات

      سلكوا طريقا غير طريقهم...