تلمسان ·· عيون الماء وينابيع العلم

    • تلمسان ·· عيون الماء وينابيع العلم

      تلمسان ·· عيون الماء وينابيع العلم



      مدن لها تاريخ
      - قامت على أنقاض المدينة الرومانية القديمة " أغادير " ·
      - تعد واحدة من مراكز الفقه الإسلامي التي قصدها العلماء ·


      القاهرة - مــــن: وكالة الصحافة العربية
      تلمسان ·· مدينة جزائرية قديمة ·· تقع على الجانب الغربي للجزائر بين وادي ثافنه وصفصاف تحاذيها من الجنوب مدرجات صخرية ، ويقابلها البحر المتوسط ·· وهذا الموقع ميزها عن معظم المدن الجزائرية خاصة وأنها مليئة بآبار وعيون المياه العذبة ·· وقد شكلت هذه العيون والشلالات والسلاسل الصخرية التي تحيط بها ما يشبه قلاعاً محصنة تحمي المدينة من هجمات العدو ، كما ساهمت في اجتذاب الناس لسكنتها وهو ما أدى الى امتلاكها التراث التاريخي والاقتصادي·
      وتؤكد المراجع التاريخية أن مدينة تلمسان قامت على أنقاض المدينة الرومانية القديمة " بوماريا " أو أغادير ، والتي كانت الصفحة الأولى في تاريخ المدينة ، وذلك على الجانب الشرقي من المدينة الحالية والذي كان الموقع الذي اخترقه الرومان وتوغلوا الى الشمال الأفريقي ، ولم يبق من المدينة القديمة سوى أطلال تلاشت عبر التاريخ وقد استخدمت أحجارها وأحجار أسوارها وقصورها في بناء منارات أغادير ومساجدها ·
      وكانت أغادير القديمة مدينة جميلة ذات حدائق وعيون ومركزاً عسكريا مهما وحامية لجنود الرومان استخدموها في قمع ثورات أهالي المدينة الأصليين من البربر وإخضاعهم للإمبراطورية الرومانية ·· بعد إنحسار نفوذ الإمبراطورية الرومانية وزيادة النفوذ العربي شهدت مدينة " تلمسان " وهي كلمة بربرية بمعني الينابيع تاريخا حافلاً بالأحداث والمتغيرات·
      ويدعي أهالي تلمسان إن تاريخهم الإسلامي يعود الى ماض بعيد وأن بلدهم هو الذي شهد رحلة الخضر وموسى وأن بها جداراً هو ذلك الجدار الذي أقامه الخضر عليه السلام ·· ولكن ابن خلدون يعترض على هذا الإدعاء ، ويعتبر هذا السور المزعوم أسطورة من صنع أهالي تلمسان والذين فطروا علي التحيز لمدينتهم وتمجيدهم لمسقط رأسهم والعلوم التي يدرسونها كما أنهم يفتخرون بالمهن التي يمارسونها ·· بينما يؤكد المؤرخ " البكري " على خصوصية تلك المدينة التي حافظت علي التقاليد المرتبطة باسم " أبو المهاجر " وهو صحابي من أصحاب رسول الله "والذي يعد أول من حمل الإسلام الى هذه المدينة · وظل التلمسانيون القدماء لفترة طويلة يتسلقون الجبل للوصول الي منطقة تعرف " بعين الموجير " والمشتقة من اسم " المهاجر " وما زال بالقرب من هذه العين آثار حوافر حصان المهاجر مطبوعة على إحدى الصخور ·
      مركز للفقه الإسلامي
      وقد لعبت " تلمسان " دوراً هاماً في المرحلة الأولى لظهور الإسلام في إتجاه الغرب وزارها عقبة بن نافع مؤسس القيروان وربط بين انتشار الإسلام في المغربين المغرب الأوسط ( الجزائر ) والمغرب الأقصى " المغرب وبعدها أصبحت تلمسان واحدة من أهم مراكز الفقه وقصدها كبار العلماء والمفكرون وفي القرن الثاني الميلادي شاركت المدينة تحت قيادة رجل يدعى " أبو قرة " وكان يقود بعض قبائل " الزنائية " من بني غفران في نشر الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية على مذهب أهل السنة ·· وخلال القرن الثامن تمركزت ثلاث ممالك كبري في المغرب العربي هي القيروان في الشرق وتلمسان في الوسط وفاس في الغرب وقد أصبحت تلمسان تابعة لدولة الأدارسة والتي كانت " فاس " عاصمتها وظلت خلال القرن التاسع الميلادي واحداً من أمنع حصون الإدارسة وقد أقام بها ادريس الأول مؤسس هذه الدولة ببناء جامع كبير قبل أن يعهد لأخيه سليمان بولاية المدينة ·· وقد حملت هذه الدولة على عاتقها نشر الدين الإسلامي وهو ما جعل من أغادير أو تلمسان مركزاً مهماً لنشر تعاليم الإسلام عبر القرى والمدن في المغرب الأوسط ·
      وفي عام 379 ميلاديا انهارت تماماً دولة الأدارسة واستولى على المدينة الصهانجة التابعون للدولة الفاطمية التي أعادت للمدينة رخاءها وإشعاعها الديني والثقافي ولكن " الصهانجة لم يصمدوا طويلاً أمام يوسف بن تاشفين والذي جمع من حوله البدو والمرابطون المنحدرون من موريتانيا والسنغال وعلمهم الإسلام وحارب من أجله ووصل الى أسبانيا بعد سقوط خليفة قرطبة ليؤسس مملكة تاشفين والتي امتدت من المحيط الأطلسي وحتى الجزائر العاصمة ·· وقد أطلق المرابطون على المدينة اسم " تاغرارات " وهي كلمة بربرية بمعنى " معسكر " وبنو مدينتهم الجديدة على الطرف الغربي لتلمسان القديمة ومن هناك ينبعث التاريخ الإسلامي للمدينة ويزدهر ويتم تشييد أجمل معالم العماره الإسلامية المستوحاه من العمارة الأندلسية ، وبنى يوسف تاشفين الجامع الكبير ودار الحاكم كما وضع قانون الزهد والتقشف وشارك بنفسه في بناء المراكز الدينية والمدارس التي قصدها كبار العلماء والفقهاء وطلاب العلم وعدت تلمسان في هذه الفترة من أهم المراكز المتخصصة في علوم الفقه ولم يبق من كل مباني مملكة تاشفين سوى الجامع الكبير الذي بناه علي بن يوسف ويبلغ طوله 06 متراً وعرضه 04 متر ويحيط بجدار القبلة ثلاثة عشر صحنا بأشكال مربعة ترتبط بالصحن المركزي المحاط بأقواس ثنائية وثلاثية نصف دائرية تحملها أعمدة ذات تيجان لها أضلاع حادة وسطوح مبسطة ·· وهناك حوض تجري به عيون عذبة خصصت للوضوء ويتميز الجامع بمنارته وقبته المحموله والمزينتين بنقوش وأشكال هندسية رائعة الجمال ، وبعدها تعاقب على حكم تلمسان ممالك عديدة ساهمت جميعها في الحفاظ على عمارة المسجد وتجديدها مثل قبائل الموحدين والذين أعادوا بناء المدينة وتجميلها وأطلقوا عليها اسم " تلمسان " وفي عهد أمير الموحدين عبد المؤمن مرافق تومر تحولت تلمسان الى أم العواصم الإسلامية بقصورها وقلاعها وعيونها وسورها وقومها الذين صاروا من أثرياء المغرب العربي كله تم من بعد الموحدين تأتي قبائل بني عبد الواد وملكهم يغمراسن والذي استمرت المدينة في عهده عاصمة إسلامية كبرى وقد أطلق على المدينة لقب المنصورة بعدما هاجمها بنومرين من جهة الغرب وظلوا يحاصرونها لمدة سبع سنوات شيدوا خلالها مسجد بومدين وسيدي الحلوي وإن كان اسم المنصورة يطلق على الجانب الغربي فقط ·
      وانقسمت المدينة الى جزئين " تغرارات " وهو مركز المدينة الرسمي والعسكري ومقر إقامة السلطان أما " أغادير " فهي الحي الشعبي الذي يسكنه العامة وتتمركز فيه الحمامات الشعبية ويضم هذا الحي الجامع الكبير والذي أهدى اليه الملك " يغمراسن " ثريا مزركشة بالفسيفساء والنحاس وخشب الأرز وهذه الثريا محفوظة الآن في متحف تلمسان كما شيد جامع " أغادير " بمئذنة ضخمة تعطي للحي روعة وقد رصعت جدرانها بالفسيفساء ذات اللون الأحمر القاتم ·· وقد أقام الملك يغمراسن قصراً فخما بجوار الجامع سماه المشوار ، لكن لم يتبق منه سوى بعض الرسم ·· كما بنى ابن السلطان مسجداً آخر هو مسجد سيدي بلجسن والذي يعد اليوم من أشهر متاحف المدينة وقد سميت بوابات المدينة في هذه الفترة بأسماء العلماء ومن أشهر معالم تلمسان في هذه الفترة مدرسة العباد التي قصدها ابن خلدون وأطلق على المدينة لقب مدينة النور وقد ظلت هذه المدرسة وغيرها تلعب دوراً كبيراً لمقاومة الإستعمار الفرنسي·
      وفي فترة الحكم التركي للمدينة تراجع المد العمراني للمدينة وتوقف عطائها الثقافي وإختفائها عن مسرح الأحداث لمدة ثلاثة قرون قبل أن تعود للظهور على مسرح الأحداث مرة أخرى على يد الأمير عبد القادر الجزائري والذي قاد الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي ونجح في استرداد المدينة عام 6381 م [لاحظ التاريخ وأصبح حاكما للمدينة وقد تغزل في هذه المدينة كثيراً قبل أن تسقط في أيدي الاحتلال عام 2481 [لاحظ التاريخ ويدمر الجنود الفرنسيين الكثير من معالمها الحضارية والإسلامية ولكن بقت المدينة تقاوم وتساند الثوار بحثاً عن سيادتها واستقلالها ·
      { وكالة الصحافة العربية }

      مدن لها تاريخ
      عمان ·· المدينة البيضاء أو ' فيلا دلفيا الشرق ' !
      - مساكن ومزارات عريقة تنهض على أربعة عشر جبلا·
      - عمان كانت بوابة الشام وأهم منفذ للتجارة بين الشرق والغرب·


      القاهرة - مــــن : وكالة الصحافة العربية
      تحمل المدن الإسلامية سمات وخصائص مشتركة من حيث العراقة والشموخ والتواصل بين الماضي والحاضر في حلقات فريدة تبعث في النفوس المؤمنة الإرادة والقوة ·
      وتعد عَّمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية من المدن التاريخية الهامة في المنطقة ، فهي مدينة عريقة موغلة في القدم ، حيث تعود نشأتها إلى سنة 0021 ق ·م ، وأقامها العمونيون عاصمة لهم ، وكانت تسمى بـ (عمون ) ·
      وبعد زوال مملكة العمونيين خضعت عَّمان لحكم الأشوريين ثم البابليين ، وفي القرن الثالث ق·م دخلت في حكم الإغريق وسميت فيلا دلفيا نسبة إلي الملك فيلا دلفيوس ، ويطلق عليه إسم بطليموس الثاني ، وفتحها العرب في سنة 536 م بعد أن كانت في أيدي الرومان منذ سنة 13 ق·م·
      وتقع عَّمان في وسط المملكة فوق جبال صغيرة متقاربة يبلغ عددها أربعة عشر جبلا ، ويمر بها الخط الحديدي الضيق الذي كان يربطها بسورية شمالاً وبمُعان ، فالسعودية جنوباً ، وتبلغ مساحتها 08 كم2 ·
      وفي الماضي كانت أبنية المدينة تحتل سبعة تلال مثل مدينة روما ، وتنتشر المنازل التي يغلب عليها اللون الأبيض ، لذا فقد سميت بالمدينة البيضاء لأن معظم العمائر بنيت بالحجر الأبيض ، بل إن هناك بعض الأبنية أنشئت من الرخام الأبيض المصقول ·
      معالم وأبنية
      وتشتهر عَّمان بعدد من المعالم الاسلامية والأثرية مثل القلعة والمسجد الجامع والمسرح اليوناني ، فضلا عن الإنشاءات الحديثة كالجامعة العلمية الراقية التي تضم مختلف الفروع والتخصصات ، وفيها مطار دولي متطور ·وقد تطورت الصناعة في عَّمان بشكل ملحوظ ، والتي تمثلت في صناعة الأسمنت والفوسفات وتكرير البترول والبلاستيك والجلود والمواسير وصناعة المواد الغذائية ، فضلا عن أنواع الصناعات اليدوية والحرف وصنع الزجاج والصدف والتطريز ، وصناعة الأدوية وصنع القلادات والنحت على خشب الزيتون ، وعرفت عمان برخص أسعارها وكثرة فواكهها ·
      ووصف المؤرخون العرب عَّمان في الماضي البعيد بأنها كانت ذات قرى ومزارع وأن بها عدة أنهار وطواحين تدار بالماء ، وكان لها جامع في طرف السوق ترصع الفسيفساء صحنه وكان قصر جالوت على جبل يطل عليها ·
      ومن الأعلام الذين انتسبوا إلى عَّمان وخرجوا منها أبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني ، وأسلم بن محمد بن سلامة بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو دفافة الكناني العماني الذي توفي سنة 423هـ في دمشق ، وروى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيس ·
      وما زالت عمان مدينة الماضي والحاضر ، حيث تضم العديد من الآثار الاسلامية والمساجد والعمائر التي حافظت على رونقها وبهائها ، حتى اليوم ·
      ويتحلى أهل عمان بالعادات والتقاليد الحميدة ، وتعج الأسواق بالبضائع ، وتتلألأ الأضواء فوق الحوانيت والأبنية ، وتضاء مآذنها ليلاً ، لتبدو التلال العمانية أشبه بلوحة عامرة بالألوان البهيجة ، حيث تتناغم الأضواء الوردية والبنفسجية والخضراء والبيضاء في كرنفال لوني يملأ النفوس بالفرح والبهجة ·
      والسفر إلى العاصمة الأردنية يحقق لروادها الاستمتاع بطقسها الرائع وهوائها النقي ، والذي يعود إلى نهوضها فوق التلال حيث أن أراضي المملكة في معظمها صحراوية ، وفيها سهول خصبة ، ونظرا لتميز الموقع العماني ، فقد أطلق عليها اليونانيون اسم ' مدينة الحب الأخوي ' ، ومع مرور الأعوام تكاثر عدد التلال التي تنهض عليها المدينة ، وتميزت بالتزاوج بين الحضارات القديمة والعريقة وحداثة العمائر والمنشآت الجديدة·
      منشآت حديثة
      ومن أبرز معالم عمان التي أنشئت في العصر الحديث مدينتها الرياضية الكبيرة وتبلغ مساحتها 0001 دونم ، ومدينة الحسين الطبية التي تستوعب المرضى من مختلف الأقطار العربية ، وتجرى فيها أدق عمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى وجراحة المخ ·
      وقد وصف المؤرخون العرب عمان فأثنوا على مكانتها التاريخية وقالوا : إنها مدينة الأنعام والحبوب ·
      وكانت عمان بوابة الشام وإحدى أهم منافذ التجارة بين الشرق والغرب ، إذ أن القوافل كانت تعبرها حاملة تجارة الهند والصين عبر البحر الأحمر ، فيما كان يعرف يومئذ بطريق البخور ·
      وما زالت عمان حافظة لتقاليد الماضي وأصالته ، وهناك اهتمام كبير بالشؤون الدينية حيث المساجد العامرة بالمصلين والدروس الدينية ، وهناك أيضا لجان الزكاة في مختلف الأحياء تحت إشراف وزارة الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية ، بالإضافة إلى الهيئة الخيرية الهاشمية التي تقوم على أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين ·
      وفي أيامنا الحاضرة تواصل عمان دعمها للمسيرة العربية والاسلامية وتسطر تاريخها الموصول بالحضارات والأمجاد·
      {وكالة الصحافة العربية }