الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيبِ الأعراق

    • الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيبِ الأعراق

      المرأة نصفُ المجتمع، وعليها يقع العبءُ الأكبر في تربية النشء، بيدها وحدها أن تجعل مجتمعها إما صالحاً أو طالحاً... وكيف يكون ذلك؟

      إنّ المرأة المسلمة التي تتمسك بكتابِ الله، وتقتدي بسنة رسوله الحقة، وتحصّن نفسها من كل ما يُدنس عرضَها وشرفها، ويُحطّ من دينها وخلقها، عندها تكون هذه المرأة محصنة تحصيناً كاملاً، لا يأخذها تيار الفساد في طريقه، ولا تتقلب في أمواجه الهادرة.

      أما المرأة المنحطة ديناً وخلقاً وثقافةً، تقذف بنفسها وبمجتمعها في مهبِ ريحٍ عاتية، فيؤدي به إلى الاندثار والفناء من الوجود، لأن البقاء للأقوى، أما مجتمعها فيكون مجتمعاً منحلاً، يَنخُر في عظامه الهزالُ والهوانُ نتيجةً لانتشار أمراض الانحلالِ والتفسخ التي تُصيب المجتمع ضعفاً على ضعفٍ، فيكون لقمةً سائغةً وفريسةً سهلة لغيرها من المجتمعات القوية.

      إن الأم المسلمة التي تصُون كرامتَها، وتحفظ نفسَها من كل ما يجرها ويسحبها نحو طريقٍ ذو أشواكٍ وأوحالٍ، تبتعد عن كل ما ينال من عفتِها نيلاً، وتحفظ جمالها بالحجاب الإسلامي، لتتحصّن بقوة بأشواك منيعة، تُصرف عنها كلُ عينٍ تتجرأ عليها، فالمرأة في جمالها وردةٌ فواحةُ العطر، وإذا كانت الوردةُ تحفظ جمالها بأشواكٍ لتصُدّ عن نفسها الأذى، فعلى المرأة أيضاً أن تحفظ جمالها عن عيون ذئبية شرهة تتربص بها لتنال من طهرها وعفافها اللذين يمثلان عنصرين أساسيين لبناء الأجيال الصالحة.. إذاً تلعب المرأة دوراً كبيراً في بناء الأمم الصالحة أو في فناء الطالحة منها وصدق الشاعر حين قال:

      الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها ******* أعددت شعباً طيبِ الأعراق

      لو قمتَ بزراعة بذرةٍ وتعهدتها بالاهتمام والرعاية، تُنبت بعد ذلك نبتةً صالحةً، وتثمر ثمراً طيباً، فمن يزرع يحصد نتاج الحرث الذي زرعه، إن صالحاً كان أو طالحاً، وإن خيراً كان أو شراً، وما الدنيا إلا دارُ حرثٍ وعملٍ لدار جني الحصاد والثمر.. وما الحياة التي نحياها إلا مقدمة لعوالم أخرى، وهي دارٌ فانيةٌ زائلة حيث قال الشاعر:

      ألا إنـــــما الدنـــــيا كأحلام نائم ******* وما خــــير عيش لا يكون بدائم

      تأمل إذا نـــلت بـــــالأمر لــــذة ******* فأفنيــــــتها. هل أنت إلا كحالم؟



      $$f $$f
    • ميزة الرد السريع

      تحياتي

      جزاك الله خيرا على هذه الكلمات وبالفعل الام مدرسه يتعلم منها الاجيال القادمون فان صلحت صلحت الامه والقدوه الصالحه هي التي تجني ثمارا صالحه وكل ذلك يكمن بالام المؤمنه المسلمه الراعيه لحرمتها وشرفها وكرامتها المصون لتبقى رمزا يقتدى به دوما من ابناء الامه.


      دمتم خيرا والله الموفق