الحجاب عادة أم عبادة
السلام عليكم،
يمكن إثبات أنه لا وجود لشيء اسمه الحجاب في الإسلام، حيث جاء تشريع معين اختص بنساء النبي وآخر لتمييز الحرائر عن الإماء، فلم يعد الحكم قائمًا في هذا الزمان بانتفاء وجود الإماء والرقيق. أما ما يسمى الحجاب حاليًا فهو في حقيقته نتيجة ضغط اجتماعي وتقاليد متة في المجتمعات الشرقية تُدعم بالدين لإكسابها مزيدًا من القوة، ولهم فيه مآرب أخرى، أي أنه عادة وليس عبادة. ويمكن كذلك إثبات أن ضرره أكبر من نفعه. فيما يلي بحث متواضع في ذلك:
====
الحجج التي يعتمد عليها من يفرضون (الحجاب) مع الرد عليها:
الآيات {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}، {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} لا تدل على الحجاب الذي يأمرون المرأة به فهي لا تشترط تغطية الرأس.
وقد جاء في التفاسير (أن الفساق كانو يتحرشون بالمرأة الحرة يحسبونها أمة. فأمر الله المؤمنات أن يخالفن زي الإماء حتى يعرف أنهن حرائر فلا يتعرضن للأذى) مما يعني أن ذلك اللباس كان لغرض مخالفة زي الإماء، أي أنه جاء ليخدم المرأة في ظروف معينة وزالت تلك الظروف. إذن هو لم يعد واجبًا في هذا الزمان لزوال سببه بانتفاء وجود الإماء والرقيق.. مثلما سمح للمرأة السفر بالطائرة دون محرم لزوال سبب التحريم وهو عدم الأمن.
(حديثا أم سلمة وعائشة عن تطبيق النساء لذلك الأمر) ليس بهما ما يشير لتغطية الرأس، وهما يبينان مبالغة بعض الصحابيات في تنفيذ الأوامر بشكل قد يتعدى المطلوب كثيرًا، فقد ورد أيضًا أن إحداهن لزمت بيتها حتى ماتت.. كأنها أتت بفاحشة تعاقب عليها. إن كيفية تطبيق الناس للأمر ليست بحجة.. لأنهم بشر غير معصومين، و قد لا يكون الوصف المنقول دقيقًا.
حديث (صنفان من أهل النار لم أرهما ...ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة...) هذا تنبؤ من الرسول عن صنف معين من النساء يتصفن بعدة صفات وليس بالسفور فقط، وبما أن الرسول لم يرهن وكان يرى السافرات، إذن لا دلالة للحديث على الحجاب. أتظنون أن تحرم المسلمات الشريفات الجنة لمجرد كشف الرأس؟
حديث (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قالت عائشة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرًا قالت إذن تنكشف أقدامهن قال يرخين ذراعًا ولا يزدن عليه) أولاً/ كل ما فيه أن الرسول توعد من يجر ثوبه ورخص بذلك للنساء اللائي يجبرهن حياؤهن على ستر جميع البدن، إذن لا يوجد حكم هنا سوى رخصة لإباحة إطالة الثوب للنساء لا أكثر. ثانيًا/ أيعقل أن يفوت على الرسول إيجاب ستر القدمين وهو لا ينطق عن الهوى ويحتاج لمن ينبهه لذلك؟ ثالثًا/ هو حديث آحاد لا يحتج به لأنه مرسل.. من رواه لم يدرك الرسول، كما أن فيه خطأ معنوي، فكيف يرخي المرء شبرًا أو ذراعًا من ثوبه؟ من أين يبدأ القياس؟ من الكعب أم الركبة؟ إذا من الكعب فالشبر يكفي للقدم وإذا من الركبة فالذراع لا يكفي، ثم هل الرسول بحيث يجعل المرأة تجر ثوبها في الأتربة والأوساخ مع أن الحذاء كافٍ لستر القدمين؟! حاشاه عليه السلام. إذن الحديث ضعيف السند والمتن ولا يحتج به.
حديث (يا أسـماء، إن المـرأة إذا بلغت المحيـض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه.) أولاً/ إشارة الرسول للوجه تشمل الرأس أيضًا، ثانيًا/ الحديث يتدخل بالأمور الشخصية، وهذا النوع من الأحاديث لا يمكن أن يؤخذ كإلزام للناس إلا إن كان فيه وعيد كاللعن أو كقوله (لا يحل لمؤمن كذا) عندها يكون الحديث ملزمًا، أما أن يقول (لا يصلح أن يفعل كذا) فهذا لا يعني وجوب الشيء وإنما استحبابه فقط، ثالثًا/ هو حديث آحاد ضعيف لا يحتج به لأنه مرفوع مرسل لأن من رواه عن عائشة لم يدركها وهذا رأي كبار علماء السعودية أيضًا. ليس من حق أحد أن يفرض على الناس شيئًا بناءً على حديث ضعيف أو حسن -خصوصًا وقد رفضه كبار العلماء- وفي ماذا؟ في قضية يعلو بها الصراخ والهتاف في أنحاء العالم على أنها ركن من الدين أهم من الصلاة والزكاة، فهل يعتمد في أمر جلل كهذا على حديث ضعيف؟؟؟
====
أدلة على عدم وجوب ما يسمى الحجاب:
الآية {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} كيف يعجبه حسنهن بالحجاب؟ خاصة الحجاب السعودي الذي يصر مشايخ السعودية على وجوب أن يكون ساترًا لجميع البدن.
الآية {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} عن أي شيء يغض البصر بوجود الحجاب؟ عن الوجه؟ لكن المرء ينظر لوجه من أمامه تلقائيًا في المعاملات والمخاطبة ولا يمكنه غض بصره عنه، فهل ينهى الله عن فعل تلقائي أو لاإرادي وهو الذي لا يكلف نفسًا إلا وسعها؟ إذن المراد هو غضه عن ما يبدو من محاسن جسد المرأة.
الآية {لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} يفهم منها أن الواجب حقًا هو ستر الجزء السفلي من جسد الرجل والمرأة بلا تمييز بينهما، فالآية لم تميز بين آدم وحواء في ذلك.
عندما أقام الرسول صلى الله عليه وسلم وليمة زواجه من صفية بنت حيي.. تساءل المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أو ما ملكت يمينه؟ قالو إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب. (صحيح البخاري)
هذا دليل على أن الحجاب أمر خاص بنساء النبي فقط. قد يقول قائل إن الحديث يبين أن الحجاب للحرائر وليس للجواري، ولكن لاحظو أن السيدة صفية لم تكن محجبة قبل زواجها من الرسول مع أنها كانت من الحرائر.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام يوم العيد.. فصلى.. ثم خطب الناس، فأتى النساء وهو يتوكأ على يد بلال، فقال: تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم. فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير. فجعلن يتصدقن من حليهن.. (صحيح البخاري ومسلم) كيف عرف الراوي أنها سفعاء الخدين؟ قد يقول قائل إنها أَمة لا حجاب عليها؟ ولكن هل تتصدق الأمة؟ إذن هي كانت حرة وسافرة ولم ينكر عليها الرسول ذلك.
أن سُبَيْعة بنت الحارث كانت توفي عنها زوجها في حجة الوداع وهي حامل، فلما وضعت حملها وخرجت من نفاسها تجمّلت للخُطّاب، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك، وقال لها: ما لي أراك متجملة؟ لعلك تريدين النكاح! إنك والله ما أنت بناكحة حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر، قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت على ثيابي حين أمسيت، فأتيت الرسول وسألته فأفتاني أني قد حللت حين وضعت حملي. (صحيح مسلم) فيدل هذا الحديث على أن سبيعة ظهرت متجملة أمام أبي السنابل وهو ليس بمحرم لها. ولولا أنها سافرة ما عرف إن كانت متجملة أم لا.
أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها الرسول، فخفّض فيها النظر ورفعه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت أنه لم يقض فيها شيئًا جلست. فقال رجل من أصحابه يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة زوجنيها. فزوّجه بما يحفظ من القرآن. (صحيح البخاري ومسلم) لو لم تكن المرأة سافرة ما استطاع الرسول أن ينظر إليها ويخفّض فيها النظر ويرفعه. ولم يَرد أنها فعلت ذلك للخطبة ثم تغطت بعد ذلك، بل ورد أنها جلست كما جاءت، ورآها الحضور من الصحابة، ولو كان سفورها للخطبة ما سمح لهم الرسول برؤيتها.
كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم جميعًا. (صحيح البخاري) فكيف تتوضأ النساء بالحجاب؟
استأذن عمر على الرسول صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب! (صحيح البخاري) هنا يتضح جليًّا أن الحجاب غير واجب، وأن النساء يضعنه بسبب إرهاب أو ضغط اجتماعي أو غير ذلك.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأعجبته، فأتى زينب وهي تمعس منيئة فقضى حاجته، وقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإن ذاك يرد ما في نفسه. (صحيح مسلم) نجد هنا أن الرسول اشتهى المرأة لدرجة دفعته لقضاء شهوته، فهل يكون ذلك من خير الناس لو لم تكن المرأة سافرة تمامًا؟ وقوله (إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته) يدل على أنه أمر ميسور ومعتاد. وبما أنه لم يزجرها أو ينكر عليها كان ذلك دليلاً دامغًا على عدم وجوب الحجاب.
الأحاديث جاءت بعد نزول آيات لباس المرأة التي نزلت في العام الخامس للهجرة، فزواج الرسول بصفية كان في العام السادس، وزواجه بزينب كان في الخامس ولكن إذ كانت تمعس منيئة فهي لم تعد عروسًا أي أن الحديث جاء بعد العام الخامس، وحديث التي جاءت تهب نفسها بيّن أن الصحابي كان يحفظ الكثير من سور القرآن، وقصة سفعاء الخدين كانت في آخر حياة الرسول إذ كان (يتوكأ)، وقصة سبيعة جاءت بعد حجة الوداع.
يزعمون أن الحكمة من الحجاب هي منع الفتنة والفساد في المجتمع. ولكن إليكم ما قاله علماء المسلمين في شأن علة الحجاب حيث أجمعو كلهم على أن علة التحريم هي أن لا يتشبه الإماء بالجواري وبالتالي يتعرضن للأذى المعنوي والجسدي: [راجع كتاب الإسلام والجنس في القرن الهجري الأول ص63 نقلا عن الطبري في جامع البيان]. عمر بن الخطاب كان إذا رأى أمة تلبس كالحرائر ضربها وقال أتتشبهين بالحرائر؟! أي لكاع؟! عن الإمام ابن تيمية حجاب المرأة ولباسها في الصلاة. نفس الرواية أوردها الإمام مالك في الموطـأ ص 476 , 464. اتفق الأئمة الأربعة على أن عورة الأمة (الجارية) هي نفسها عورة الرجل (راجع كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي). وفي فقه الشيعة فإن عورة الأمة كعورة الرجل. يقول ناصرالدين الألباني (كان شرط المسلمين الأوائل على أهل الذمة أن تكشف نساؤهن عن سوقهن وأرجلهن كي لا يتشبهن بالمسلمين). الحجة: إذا كانت الأمة (الجارية) تمشي عارية الصدر والثديين أمام الناس في الطرقات وتعرض في أسواق النخاسة في الحواضر القديمة للمدينة ودمشق والقاهرة وبغداد.. بهيئة أن عورتها بالإجماع هي عورة الرجل وإذا كنتم تقولون إن العلة هي منع الفتنة والفساد في المجتمع فكيف نسمح بسفور الإماء وكيف نفهم أن الحرة القبيحة يجب أن تحجب و لا بأس بسفور الأمة ولو كانت شابة حسناء؟؟!
====
مما تقدم يثبت يقينًا بطلان بدعة الحجاب، وأنه ليس واجبًا تأثم المرأة بتركه، والحمد لله على لطفه بعباده.
====
++ إضافة: لقد اطلعت أخيرًا على مقال للكاتبة إقبال بركة من 3 أجزاء تطرح فيه نفس الموضوع وتذكر بحثًا للمستشار سعيد العشماوي في صحيفة الأهرام من موقعها على
web1.ahram.org.eg/Arab/Ahram/2002/2/27/OPIN8.HTM web1.ahram.org.eg/Arab/Ahram/2002/3/6/OPIN6.HTM web1.ahram.org.eg/Arab/Ahram...5/22/OPIN11.HTM
====
أجزاء من نقاشات جرت على الإنترنت تتعلق بالحجج المنطقية من المنظور التطبيقي ونقاش المصالح والمفاسد (ما بين قوسين عبارات المشاركين الآخرين):
(نجد ان أكثر حالات الاغتصاب والايدز والانتحار في اوروبا و امريكا ....... لماذا؟) كلامك غير صحيح.. فالأمريكان والأوروبيين يعيشون مرفهين وفي نعيم.. وأن تكون أعلى نسبة انتحار عندهم فهذا كلام مرفوض.. بل الشعوب الفقيرة المطحونة هي الأولى بالصدارة في (الانتحار)، و لا أدري ما دخل الانتحار بموضوعنا هذا، كذلك أعلى نسبة أيدز نجدها في أفريقيا، أما الاغتصاب فانظر إلى الشعوب الإسلامية أو المتدينة.. حتى البوذيين، لم يفرضوا الحجاب ولم يمنعوا الاختلاط.. ومع هذا ليس عندهم نسبة تذكر من حالات الاغتصاب أو الأيدز أو الانتحار. إن كل ذلك لا ينتشر إلا في أقوام ليس لهم دين.. يعني منحلين لا يردعهم شيء. لو افترضنا أن أكثر الحالات في اوروبا و امريكا.. فهذا لا يدل على شيء، فأنت تتوهم في خيالك الضيق أن ذلك ينتج عن عدم الحجاب.. لكن هذا غير صحيح.. لأنه يكون في أناس غير ملتزمين بالقيم الخُلُقية، فبعض شعوب آسيا وبريطانيا وأيرلندا والدول الاسكندنافية لم يحصل فيها ذلك مع أنها بلا حجاب، ومهما يكن فالنسب فيها لا تزيد كثيرًا عن السعودية وأفغانستان وإيران.
(اذا كنت انا من الاشخاص الزين يؤمنون بمبداء انه يمكن للمراة او للرجل ان يمشو عراة ماذا تقول اذا كان نعم هل تقبل ان تنظر امك او اختك على رجل عار في الطريق اذا كان لا باي حق تمنعني واقول لك كما قلت (إذا لم يكن من حق كل إنسان أن يختار حياته ويفكر ويقتنع بما يفعل.. ما فائدة عقله إذن؟ ) اما تقول ان هنالك حدود فمن خولك ان تحدد هذا الحد والسؤال من يحق له او يقدر يحدد وما يجب ان تكون مواصفاته؟) في مسألة اللباس.. علينا أن نميز بين ثلاثة أشياء.. العورة المغلظة: وهي الفرج عند الرجل أو المرأة، وهذه كشفها محرم بلا شك.. لقول الله تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ..}. العورة المخففة: من السرة للركبة.. عند الرجل أو المرأة، وكشف هذه العورة حرمته أخف وإثمه أقل. ما ليس بعورة: وهو ما تبقى مما ذكر. أما ما تبقى من جسم المرأة فلا يحق لأحد الحكم فيه، وإنما يترك لكل امرأة التصرف فيه حسب تقواها وتعففها وقناعتها وظروفها. وإن كان لابد من منع التعري في الأماكن العامة فيجب أن يبنى على هذا التمييز، ويكون بمنع الناس من كشف العورة المغلظة، أما كشف العورة المخففة فيكون منعه بالنهي والنصح والتوجيه، ولا يمكن منعه بالقوة والإكراه لأنه من الأمور الشخصية التي يصعب ضبطها ومراقبتها، ولا بد من التمييز.. فنحن نرى مثلاً الرياضيين لباسهم لا يغطي كامل العورة ومع ذلك لم يثر عليهم أحد. ولكن بما أن هذا الأمر من الأمور الشخصية فالمفروض أن يترك للناس التصرف فيه بفطرتها وأعرافها، وها نحن نرى جميع شعوب العالم تحافظ على مجتمعاتها خالية من العري الكامل إلا ما ندر.
(من يحق له أن يحدد؟).. أنا لا أرى أن أحدًا في هذا الزمان يحق له ذلك، لأن هذه من المسائل الحساسة التي يتأثر المفتي فيها بأمور كالشرف العربي والغيرة والنظرة الخاطئة للمرأة والخوف من انتشار الفساد.. وغير ذلك، والمسألة اجتهادية تحتمل الصواب والخطأ، لذا لا يحق لأحد أن يحدد ذلك ويفرضه على الناس إلا فيما هو متفق عليه عند معظم الناس -عرب وعجم.. مسلمين وغيرهم-، إن على العلماء إعطاء رأيهم فقط.. وليس من حقهم فرضه وإجبار الناس عليه بالقوة، وهذا ما أنا ملتزم به الآن.
(هل تعتقد أن عشرات الملايين من المسلمات حول العالم فرض عليهم الحجاب قهرا) نعم، إما قهرًا أو جهلاً بالحقيقة أو إعجابًا أو تقليدًا ووراثةً.
(فشعر المرأه يثير في الرجل تفاعلات جنسيه) قول في منتهى الجهل والمغالطة، فالشعر من عناصر الجمال في المرأة.. ولا دور له في (التفاعلات الجنسية) كما تتوهم، هداك الله، هذه من أهم أسباب التطرف.. النظرة الخاطئة للأمور. وقولك (ترك المراه للحجاب جعلها اكثر انفلاتا واكثر تواجدا بين احضان الأخدان) مغالطة بشعة أصابتني بالاشمئزاز، فأنت لا تفرق بين لبس قطعة قماش.. والسلوك المنحرف الذي يعود لسوء التربية وضعف الوازع الديني، وكم من محجبة فاسدة.. وكم من سافرة صالحة. وأختلف معك في أن (الثوره الجنسيه الحيوانيه التي استشرت في الغرب كانت نتيجه لكشف النساء عن مفاتنهن) لأن بعض الشعوب بلا حجاب ولم يحصل عندهم ذلك، وأرى أن السبب هو في الانحلال الخلقي.. الذي لا تؤثر فيه تغطية الرأس أبدًا. أما قصة سعد زغلول فلا علاقة لها بالسفور والعري كما تتصور، وإنما خيانة المرأة برقصها مع رجل دون إذن زوجها.
قلت (وما الذي يثير الرجل في المرأه أشد من جمالها) ورحت تخلط الأمور بسطحية شديدة بقولك (فالشعر من العناصر المهمة في جمال المرأه وأنوثتها والتي تعتبر أهم الأشياء التي تجر الرجل وتطأره أطرا للمرأه) يا أخي.. مثل هذه التصورات الخاطئة وتداخل المفاهيم هو سبب المعضلة التي يعانيها المتشددون، فأنتم مشكلتكم أنكم لا تميزون بين الجمال والإثارة الجنسية، فالشعر مثلاً عنصر جمال.. ولا يسبب تلك الإثارة التي تؤدي للرذيلة، الحب والجمال شيء والجنس والشهوة شيء مختلف تمامًا، إن العقل المعتدل المحايد يدرك تمامًا الفرق بين الوجه والشعر وبين الأجزاء المثيرة "المفاتن" في جسم المرأة.. وأن المفاتن وحدها ما يجب أن يستر لمنع الفوضى والفساد، وهذا ما نجده في معظم شعوب العالم التي لا تعرف الإسلام.. حيث تستر المرأة أجزاء من الجسم لا تكشفها إلا عندما تريد إثارة الرجل، لابد من التمييز هنا.. فحياة الناس ومشاعرهم ليست تافهة بحيث تدوسون عليها بسهولة وتصدرون الأحكام الجائرة دون تمييز.. فتحجبون وتعزلون حسب نظرتكم القاصرة ودون تفكير بأن هذا دين الله الذي لا يصح أن تخضعوه لأفكاركم وتتسلطون به على خصوصيات الناس.
تقول (ترك الحجاب يثير لعاب الرجل للمرأه... والمرأه أصلا تركت حشمتها بعرض مفاتنها فماذا كانت النتيجه غير هذا الفساد المستشري في مجتمعاتنا) قلت لك من قبل أني أتفق مع كثير مما تقول.. ولكن المشكلة هي خلطك للأمور.. فها أنت لا تفرق بين رأس المرأة وجسدها.. لا تميز بين جمالها ومفاتنها، فكل ما أقوله أنا هو أن الحجاب باطل.. والمقصود هو كتم شعر الرأس بقطعة قماش، فما أمر به الله هو إخفاء الزينة وتغطية النحر والحشمة فقط ولم يأمر بتغطية الرأس.. لذا فأنا أؤكد أن الحجاب باطل وبدعة.
أما اعتراضك على أن (كم من محجبة فاسدة) وادعاؤك أن هذا تعميم فخطأ في الفهم.. لأن المقصود هو إثبات أن المهم هو الأخلاق وليس لف الرأس بالقماش.
قلت لك إن بعض الشعوب لم يحصل عندهم فجور جنسي رغم أنهم لا يطبقون الحجاب، أنت ادعيت أن عدم الحجاب هو سبب الثوره الجنسيه الحيوانيه في الغرب.. وأنا رددت حجتك بأن هناك شعوب بلا حجاب ولم تحدث عندهم ثورة جنسية لأن لهم أخلاق موروثة تمنعهم، إذن الحل ليس الحجاب وإنما الاهتمام بالتربية على الأخلاق الحميدة، فهمت؟
وفي قصة زغلول تقول (فهل عرفت أن التربيه على السفور تؤدي الى الخيانه الزوجية) لا يا أخي.. هذا يرجع لعدم قدرتك على التمييز كما أخبرتك، فعبارة "التربيه على السفور" ذاتها خاطئة لأن السفور لا يتطلب تربية، وتربية البنت على العفة والأخلاق مع السفور تعطي نفس النتيجة المرجوة من تربيتها على العفة والأخلاق مع الحجاب.
وأخيرًا تقول (وراجع نفسك بعيدا عن الإنبهار بالحضارة الغربيه) وأنا أقول لك أني لا أبني آرائي على أفكار غربية أو بالانبهار بالغرب.. وإنما أبنيها على الإسلام المعتدل والقرآن الكريم والحق والعدل.
(الحجاب الذي حفظ لها كرامتها..) ما نراه في الواقع أنه جعلها مهانة مهمشة بالمقارنة مع المرأة المتحررة.
(أقر بذلك الكفار أنفسهم بأن حجاب المرأة المسلمة هو الذي جعلها تتميز به من دون نساء الغرب بالعفة والأخلاق الفاضلة التي لا توجد في بلاد الغرب ) هذا قول منكر عجيب، فالحاصل أن الكفار لا يدرون عن المحجبات أصلاً بسبب تغييبهن عن الحياة العامة.. ومن يعلم بحالهن يؤيد تحريرهن.. والدليل مؤتمرات المرأة وحقوق الإنسان. وأما الأخلاق الفاضلة فالحق أننا نجدها في الغرب أكثر من المسلمين، وهذا ما شهد به الشيخ محمد عبده (المسلمون هنا والإسلام هناك).
(الحلوى المكشوفة يأتي أليها الذباب..) إذن أنتم يا متنطعين نظرتكم للمرأة أنها شيء لقضاء الشهوة فقط، هنيئًا لنسائكم بكم.
(أن المسألة محسومة) هذا يرجع إلى أنك واقع تحت تأثير المشايخ بآرائهم الضالة وخرافاتهم التي أدخلوها على الدين، إضافة إلى الموروثات التي تصور لك المرأة كجسد لمتعة الرجل ويجب أن يحجب، وهذا خطأ شائع.. والحقيقة أنه ليس في الدين ما يوجب الحجاب. ذكرت الانحلال والدنو الخلقي، وأنا أقول لك نحن ضد هذا تمامًا، ولا دور للحجاب في ذلك. أنت ترى أن الحل للرذيلة والأمراض هو الحجاب، ولكن هذا خطأ.. الحجاب كتم لشعر الرأس فقط.. وليس حلاً، الحل هو نشر الوعي الديني والقيم النبيلة وتنشئة الإنسان على احترام الجنس الآخر وعلى حب الطهر والعفاف وبغض الفساد والرذائل، فالمشكلة لا تكون إلا في من يفتقرون لذلك، والحجاب لا أهمية له إذا تحقق ذلك.. وبه أو بدونه الصالحون والصالحات لا يمكن أن يقعوا في الرذائل، ولو أخطأ أحدهم يومًا فإنه يتوب ويستغفر والله غفور رحيم.
إن المرأة المحجبة في الواقع لا تستفيد شيئًا من حجابها، والمرأة السافرة لا يضرها شيء بسفورها. إن الفائدة والضرر أمران يحددهما مقدار الخير والشر أو الصلاح والفساد في نفوس الناس، المجتمعات التي يسود أفرادها الخير والصلاح لا تحتاج حجابًا ولا غيره، والمجتمعات التي يسود أفرادها الشر والفساد.. لا ينفعها حجاب ولا غيره. الحل أيها الإخوة والأخوات هو الالتزام بالأخلاق الحميدة والعفاف والتقى، إن الدين الصحيح ينهى فقط عن التبرج -وهو عرض مفاتن الجسد- ولا يتعارض مع أن تكون المرأة أنيقة جميلة، إن الله جميل يحب الجمال.
أن وجوب الحجاب (أجمع عليه العلماء)، هذا خطأ لأنه لا يوجد شيء مجمع عليه في الإسلام إلا أن الله واحد وأن أركان الإسلام خمسة، وما عدا ذلك فهو يحتمل الخطأ وسوء الفهم حتى من أعداد كبيرة من المشايخ، وهذا ليس بغريب إذا أدركنا أن الطريقة التي ينهجها أكثر علماء الدين هي النقل من أسلافهم دون تفكير أو مراجعة، وهذا يؤدي بطبيعة الحال لوجود أخطاء وبدع وضلالات وأن ينسب للدين ما ليس منه، لا يمكنك استبعاد ذلك أبدًا، انظر إلى النصارى مثلاً.. ملايين الرهبان والقساوسة والعلماء عبر التاريخ يعبدون المسيح.. أليسو كلهم على خطأ؟ مما يسبب هذه المعضلة وجود تصورات ومفاهيم اجتماعية عربية تتعلق بالستر والغيرة على العرض والحساسية المفرطة تجاه المرأة وعلاقتها بالرجل وغير ذلك، وقد يلجأ البعض إلى الدين كقوة لترسيخ تلك الأمور، إضافة إلى أن للدين رهبة وهيبة وفيه قدسية، مما يدفع المشايخ للخوف واجتناب التفكير في ما ورثوه منه وتركه كما هو، كما أن ذلك الخوف يدفع بعضهم للتطرف في آرائهم من باب سد الذرائع والتحوط للدين، وهذا كله ضلال وانحراف، ثم يدفعهم واجب التبليغ إلى تعليم ونشر ما لديهم لغيرهم من التلاميذ الذين يعلّمون من بعدهم وهكذا، فيتكاثر من تسميهم (العلماء) وهم يحملون نفس الأخطاء والضلالات التي توها لأنهم يؤمنون بأن النقل مقدم على العقل، وينشرونها في عامة الناس الذين يعملون بما جاءهم على أنه من الدين وما هو من الدين. والحقيقة أن تغطية الرأس لا دليل على وجوبها إطلاقًا، إنها ليست من الدين، إن هي إلا إحدى التقاليد المفروضة أو المنطلية على المرأة.
لو أن الناس جميعًا استسلموا مثلك لهذا التفكير السلبي لما قامت حضارة ولا علوم، تريدنا أن نرضخ لأمر ما لمجرد أن المشايخ توه عن أسلافهم؟! قلت لك إنهم يعمدون للنقل ويعطلون العقل أيها ال...، أضف لهذا أنهم جميعًا عرب -أو من جنس مشابه- فيتعلمون تحت تأثير النظرة العربية المعهودة للمرأة وأنها مصدر للفتنة والفساد والعار، مما يبعدهم عن التشكيك في مشروعية الأحكام ذات العلاقة كالحجاب مثلاً.
كف عن هذا الجهل، إن بلاء المسلمين وهزالهم ما كان إلا لأن معظمهم بعقلية أمثالك، خضوع.. ركود.. جهالة.. غيبوبة! لقد جاءت في القرآن آية عن أهل الكتاب بأنهم (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا) وقال الرسول فيها(يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه.. فتلك عبادتهم) وهذا ما نحذر المسلمين منه، فهم لا يتفكرون أبدًا في الفتاوي التي تصدر لهم إن كانت تحرم حلالاً أم لا! إذن هم يطيعون المشايخ والمفتين طاعة عمياء تكاد تكون شركًا مثل ما فعل أهل الكتاب!!! واجهني بأعتى مشايخك الذين اتخذتهم أربابًا وسأقنعه بحقيقة ما أقول.. وأن الحجاب بدعة وأنه لا يجب على المرأة أو الرجل تغطية الرأس أبدًا.
لا يوجد أي نص في القرآن أو الحديث يذكر الحجاب إلا واختص بزوجات النبي فقط، فهل تساوون المسلمة العادية مع نساء النبي؟ الله تعالى قال لهن (لستن كأحد من النساء)، إذن مساواة نساء النبي بسائر النساء مخالفة لكلام الله، ولو شاء الله للنساء الحجاب لأمر بذلك صراحة، ولكنه لم يفعل. علينا أن نأخذ الدين كما أراده ربنا، ذلك خير لنا.. وإن رآى فيه البعض شرًا. يجب أن نتبين الحقيقة ولو امتلأت الكتب بما يخالفها.. فالعلماء اعتادوا أن يتوا العلم وأن يتلقوه دون أن يتفكروا فيه كثيرًا.. فهم يضيفون على ما تلقوه ولا يمحصونه ويتمعنوا فيه ليكتشفوا ما به من أخطاء، وقد جاء الوقت لنفعل نحن ذلك. يجب النظر للأمور بعقلانية وشمولية، انظري من حولك.. هل جميع شعوب العالم على خطأ وأنتم وحدكم صح؟؟
(أنا أقترح لمؤيدي البرقع والتبرقع بالخمار الأسود.. أن يضع كل واحد منهم خمار زوجه على واجهته ويذهب إلى عمله ثم يعود دون أن ينزعه… إنها والله مهزلة… البلاد العربية مشهورة في الحر القاتل وذوي العمائم يبينون عن صلعاتهم في أيام الحر ويضعونها في القر… لماذا تظلمون الإناث يا جماعة الذكور.. الحجاب بدعة عثماني لاغير… أتحدى أن يذكر أحد الجهابذة والمتجهبذين هؤلاء آية قرآنية تصرح بالتبرقع… تلك العاهة وليدة الكبت الذي يعشعش في أكداس الدريس تحت العمائم…. عودوا لرشدكم لستم أوصياء الله على الأرض…)
(الحجاب في الدول العربية ليس دليلا علي التدين مطلقا بل هو دليل علي اهانة المراة و وقوعها تحت سيطرة ولي الامر او الدولة التي تجبرها علي ارتدائه و كم سمعنا عن جراءم ارتكبتها محجبات كما يجب للانسان الذكي ان ينظر لعقل المراة لا لشعرها و جسدها و هذا هو مقياس التحضر)
اعتقادك صحيح تمامًا، ثقي أن الإسلام لا يفرض الحجاب أبدًا وإنما يأمر بالحشمة فقط.. بستر الأجزاء المثيرة في الجسم ولا يشمل ذلك الرأس ولا الأطراف وإنما الأجزاء الناعمة الطرية التي تثير شهوة الرجل، وفي القرآن {لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} إذن المهم هو عدم نزع اللباس بالكامل، وليس هناك تدقيق على شكل أو حجم أو لون هذا اللباس.
ليست لي مشكلة إلا مع الضلالات التي تحشا في الدين.. وما الحجاب إلا واحد منها. الحجاب الحجاب.. لا تفتأون ترددونها، يالها من بدعة هزلية، لا يوجد نص واحد في الدين يذكر تغطية الرأس، فانظروا إلى أي حد بلغ ضلالكم!
حتى لو افترضنا أن ما ورد في القرآن والحديث يشير إلى الزي المحدد الذي نراه في إيران مثلاً، فهذا لا يعني أنه فرض، لأن النصوص التي تتعلق بالأمور الشخصية –إن لم يكن بتركها ضرر بيّن- تأتي غالبًا كتوجيه للاستحباب لا للإيجاب. فمثلاً حديث (حفو الشوارب وأعفو اللحى) رغم أنه جاء بصيغة الأمر إلا أن العلماء أفتو بأنه سنة لا واجب، وكذلك آية {خُذو زينَتَكُم عِندَ كُل مَسْجِد}. فلماذا الكيل بمكيالين واعتبار أن ما جاء في لباس المرأة إيجاب وليس استحباب؟؟؟
أيها المسلمون والمسلمات.. رسولكم يقول (النساء شقائق الرجال)، لماذا تستنكرون أن تخرج المرأة مثل الرجل كاشفة الرأس؟ ها قد تبين لكم أنه لا يوجد أمر من الله بتغطية الرأس، لما الاستنكار؟ عليكم استيعاب أن الفرق بين المرأة والرجل ليس كبيرًا، المرأة إنسان مكرّم كالرجل.. ولا يحتاج الإنسان إلى قماش يلف رأسه ليحفظ كرامته أو يصونه، كما أنه لا يوجد فرق بين شعر المرأة والرجل.. فالمرأة قد تقصره والرجل قد يطيله، إذن لا داعي لتغطيته.
أختي المسلمة.. إن الله جميل يحب الجمال، دعيك من المشايخ الأاء، اعتني بأناقتك وجمالك.. فأنت وحدك المتضررة إن أهملت ذلك. لن ينفعك المشايخ حين تبلغين الأربعين وأنت لم يلتفت إليك أحد، إلا إن أشفق عليك شيخ منهم وضمك إلى نسائه!
الفوائد: أرى أنه ليست له فائدة على الإطلاق، فالبعض يتوهم أنه يحمي من (الفتنة).. وهذا غير صحيح، فنحن صرنا نعرف أن كثيرًا من شعوب العالم بلا حجاب ولم تثر فيهم أي فتنة، ويتعامل الرجال والنساء بالأدب والاحترام المتبادل.. وكل يؤدي دوره في المجتمع بشكل طبيعي، والأمر حسب تعود الإنسان عليه، فمن ينشأ في مجتمع لا يرى فيه إلا الذكور والكتل السوداء.. سيشعر بالإثارة حين يرى امرأة مكشوفة الرأس مثلاً، ومن اعتاد أن يرى نساء بلباس عادي لن يشعر بالإثارة إلا إن رآى امرأة عارية بشكل غير المعتاد. أما ادعاء أنه صون لعفة المرأة فها نحن نسمع من القصص ما يؤكد أن العفة تصان بالتربية لا بقطعة قماش، وأما ادعاء أنه صون لكرامتها فها نحن نرى نساء العالم ونجد أن أكثرهن مهانةً وذلاً هن المحجبات.
الأضرار: كثيرة جدًا لا يمكن حصرها في كل مجالات الحياة.. الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والصحية..... ما عليكم إلا أن تتأملوا قليلاً لتدركوها؛ منها مثلاً أنه عامل رئيسي في ترسيخ اضطهاد وازدراء وتهميش المرأة بما يفرضه عليها من مظهر سلبي وسكينة وخنوع ورضوخ؛ أنه يوحي للغير أنها تعاني من عيوب وعاهات؛ الوضع الشاذ للمحجبة في معظم دول العالم؛ تنافرها مع كثير من الأماكن والمناسبات؛ عدم قبولها في كثير من الأعمال؛ تعرضها للعنوسة أكثر من غيرها؛ تكلفها عناء استعادة مظهرها الطبيعي يوميًا لتتجمل لزوجها وفقدانها الحافز لذلك لأنها تفعله لشخص واحد قد لا يستحقه؛ تحملها للحر الشديد بلباس غير مناسب؛ حرمانها من ممارسة الرياضة والحركة إلا بشكل محدود جدًا؛ حرمانها من كثير من النشاطات العامة؛ حرمانها من تمتّع بشرتها بالهواء الطلق وأشعة الشمس المفيدة؛ حرمانها من الخدمات الصحية الكمالية التي تحسن من صحة وحيوية الإنسان لأن من يقدمها غالبًا رجال، وذلك يؤدي للعديد من الأمراض وتناقص الجمال؛ حرمان المجتمع من مشاركة أكثر فعالية لنصف أفراده؛ طابع الشعور العام بالكآبة والخمول والجفاف الذي يغلب على تلك المجتمعات؛ ضعف التواصل الإنساني البريء؛ الدعم المعنوي الذي تمثله المحجبات للجماعات المتطرفة؛ وغير تلك الأضرار مما لا يحضرني الآن.
====
أخي المسلم.. أختي المسلمة.. تعالو للنقاش العقلاني المبني على القرآن الكريم والحق والعدل، وأنا أعدكم بالاحترام المتبادل والسعي للوصول للحقيقة وإن كانت مخالفة لما أكتب. لست أول من توصل لهذا الرأي فقد سبقني كثير من المفكرين والمصلحين. على كلٍ أنا لا أجبر أحدًا على تصديق ما أقول، وأملي فقط في ألي الألباب الذين يرتقون بفكرهم ويعلمون أن ما يقوله البشر ليس هو الوحي الذي نزل من الله، وأن قول الله ورسوله قد خضع لتأويل من لا عصمة لهم.. فأدخلوا في الدين أمورًا فيها من الظلم والإجحاف والتضييق على الناس.. ما يتنافى وسماحة الإسلام ولطف الله الكريم بعباده إذ يقول { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.
السلام عليكم،
يمكن إثبات أنه لا وجود لشيء اسمه الحجاب في الإسلام، حيث جاء تشريع معين اختص بنساء النبي وآخر لتمييز الحرائر عن الإماء، فلم يعد الحكم قائمًا في هذا الزمان بانتفاء وجود الإماء والرقيق. أما ما يسمى الحجاب حاليًا فهو في حقيقته نتيجة ضغط اجتماعي وتقاليد متة في المجتمعات الشرقية تُدعم بالدين لإكسابها مزيدًا من القوة، ولهم فيه مآرب أخرى، أي أنه عادة وليس عبادة. ويمكن كذلك إثبات أن ضرره أكبر من نفعه. فيما يلي بحث متواضع في ذلك:
====
الحجج التي يعتمد عليها من يفرضون (الحجاب) مع الرد عليها:
الآيات {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}، {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} لا تدل على الحجاب الذي يأمرون المرأة به فهي لا تشترط تغطية الرأس.
وقد جاء في التفاسير (أن الفساق كانو يتحرشون بالمرأة الحرة يحسبونها أمة. فأمر الله المؤمنات أن يخالفن زي الإماء حتى يعرف أنهن حرائر فلا يتعرضن للأذى) مما يعني أن ذلك اللباس كان لغرض مخالفة زي الإماء، أي أنه جاء ليخدم المرأة في ظروف معينة وزالت تلك الظروف. إذن هو لم يعد واجبًا في هذا الزمان لزوال سببه بانتفاء وجود الإماء والرقيق.. مثلما سمح للمرأة السفر بالطائرة دون محرم لزوال سبب التحريم وهو عدم الأمن.
(حديثا أم سلمة وعائشة عن تطبيق النساء لذلك الأمر) ليس بهما ما يشير لتغطية الرأس، وهما يبينان مبالغة بعض الصحابيات في تنفيذ الأوامر بشكل قد يتعدى المطلوب كثيرًا، فقد ورد أيضًا أن إحداهن لزمت بيتها حتى ماتت.. كأنها أتت بفاحشة تعاقب عليها. إن كيفية تطبيق الناس للأمر ليست بحجة.. لأنهم بشر غير معصومين، و قد لا يكون الوصف المنقول دقيقًا.
حديث (صنفان من أهل النار لم أرهما ...ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة...) هذا تنبؤ من الرسول عن صنف معين من النساء يتصفن بعدة صفات وليس بالسفور فقط، وبما أن الرسول لم يرهن وكان يرى السافرات، إذن لا دلالة للحديث على الحجاب. أتظنون أن تحرم المسلمات الشريفات الجنة لمجرد كشف الرأس؟
حديث (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قالت عائشة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرًا قالت إذن تنكشف أقدامهن قال يرخين ذراعًا ولا يزدن عليه) أولاً/ كل ما فيه أن الرسول توعد من يجر ثوبه ورخص بذلك للنساء اللائي يجبرهن حياؤهن على ستر جميع البدن، إذن لا يوجد حكم هنا سوى رخصة لإباحة إطالة الثوب للنساء لا أكثر. ثانيًا/ أيعقل أن يفوت على الرسول إيجاب ستر القدمين وهو لا ينطق عن الهوى ويحتاج لمن ينبهه لذلك؟ ثالثًا/ هو حديث آحاد لا يحتج به لأنه مرسل.. من رواه لم يدرك الرسول، كما أن فيه خطأ معنوي، فكيف يرخي المرء شبرًا أو ذراعًا من ثوبه؟ من أين يبدأ القياس؟ من الكعب أم الركبة؟ إذا من الكعب فالشبر يكفي للقدم وإذا من الركبة فالذراع لا يكفي، ثم هل الرسول بحيث يجعل المرأة تجر ثوبها في الأتربة والأوساخ مع أن الحذاء كافٍ لستر القدمين؟! حاشاه عليه السلام. إذن الحديث ضعيف السند والمتن ولا يحتج به.
حديث (يا أسـماء، إن المـرأة إذا بلغت المحيـض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه.) أولاً/ إشارة الرسول للوجه تشمل الرأس أيضًا، ثانيًا/ الحديث يتدخل بالأمور الشخصية، وهذا النوع من الأحاديث لا يمكن أن يؤخذ كإلزام للناس إلا إن كان فيه وعيد كاللعن أو كقوله (لا يحل لمؤمن كذا) عندها يكون الحديث ملزمًا، أما أن يقول (لا يصلح أن يفعل كذا) فهذا لا يعني وجوب الشيء وإنما استحبابه فقط، ثالثًا/ هو حديث آحاد ضعيف لا يحتج به لأنه مرفوع مرسل لأن من رواه عن عائشة لم يدركها وهذا رأي كبار علماء السعودية أيضًا. ليس من حق أحد أن يفرض على الناس شيئًا بناءً على حديث ضعيف أو حسن -خصوصًا وقد رفضه كبار العلماء- وفي ماذا؟ في قضية يعلو بها الصراخ والهتاف في أنحاء العالم على أنها ركن من الدين أهم من الصلاة والزكاة، فهل يعتمد في أمر جلل كهذا على حديث ضعيف؟؟؟
====
أدلة على عدم وجوب ما يسمى الحجاب:
الآية {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} كيف يعجبه حسنهن بالحجاب؟ خاصة الحجاب السعودي الذي يصر مشايخ السعودية على وجوب أن يكون ساترًا لجميع البدن.
الآية {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} عن أي شيء يغض البصر بوجود الحجاب؟ عن الوجه؟ لكن المرء ينظر لوجه من أمامه تلقائيًا في المعاملات والمخاطبة ولا يمكنه غض بصره عنه، فهل ينهى الله عن فعل تلقائي أو لاإرادي وهو الذي لا يكلف نفسًا إلا وسعها؟ إذن المراد هو غضه عن ما يبدو من محاسن جسد المرأة.
الآية {لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} يفهم منها أن الواجب حقًا هو ستر الجزء السفلي من جسد الرجل والمرأة بلا تمييز بينهما، فالآية لم تميز بين آدم وحواء في ذلك.
عندما أقام الرسول صلى الله عليه وسلم وليمة زواجه من صفية بنت حيي.. تساءل المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أو ما ملكت يمينه؟ قالو إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب. (صحيح البخاري)
هذا دليل على أن الحجاب أمر خاص بنساء النبي فقط. قد يقول قائل إن الحديث يبين أن الحجاب للحرائر وليس للجواري، ولكن لاحظو أن السيدة صفية لم تكن محجبة قبل زواجها من الرسول مع أنها كانت من الحرائر.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام يوم العيد.. فصلى.. ثم خطب الناس، فأتى النساء وهو يتوكأ على يد بلال، فقال: تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم. فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير. فجعلن يتصدقن من حليهن.. (صحيح البخاري ومسلم) كيف عرف الراوي أنها سفعاء الخدين؟ قد يقول قائل إنها أَمة لا حجاب عليها؟ ولكن هل تتصدق الأمة؟ إذن هي كانت حرة وسافرة ولم ينكر عليها الرسول ذلك.
أن سُبَيْعة بنت الحارث كانت توفي عنها زوجها في حجة الوداع وهي حامل، فلما وضعت حملها وخرجت من نفاسها تجمّلت للخُطّاب، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك، وقال لها: ما لي أراك متجملة؟ لعلك تريدين النكاح! إنك والله ما أنت بناكحة حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر، قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت على ثيابي حين أمسيت، فأتيت الرسول وسألته فأفتاني أني قد حللت حين وضعت حملي. (صحيح مسلم) فيدل هذا الحديث على أن سبيعة ظهرت متجملة أمام أبي السنابل وهو ليس بمحرم لها. ولولا أنها سافرة ما عرف إن كانت متجملة أم لا.
أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها الرسول، فخفّض فيها النظر ورفعه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت أنه لم يقض فيها شيئًا جلست. فقال رجل من أصحابه يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة زوجنيها. فزوّجه بما يحفظ من القرآن. (صحيح البخاري ومسلم) لو لم تكن المرأة سافرة ما استطاع الرسول أن ينظر إليها ويخفّض فيها النظر ويرفعه. ولم يَرد أنها فعلت ذلك للخطبة ثم تغطت بعد ذلك، بل ورد أنها جلست كما جاءت، ورآها الحضور من الصحابة، ولو كان سفورها للخطبة ما سمح لهم الرسول برؤيتها.
كان الرجال والنساء يتوضؤون في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم جميعًا. (صحيح البخاري) فكيف تتوضأ النساء بالحجاب؟
استأذن عمر على الرسول صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب! (صحيح البخاري) هنا يتضح جليًّا أن الحجاب غير واجب، وأن النساء يضعنه بسبب إرهاب أو ضغط اجتماعي أو غير ذلك.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأعجبته، فأتى زينب وهي تمعس منيئة فقضى حاجته، وقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإن ذاك يرد ما في نفسه. (صحيح مسلم) نجد هنا أن الرسول اشتهى المرأة لدرجة دفعته لقضاء شهوته، فهل يكون ذلك من خير الناس لو لم تكن المرأة سافرة تمامًا؟ وقوله (إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته) يدل على أنه أمر ميسور ومعتاد. وبما أنه لم يزجرها أو ينكر عليها كان ذلك دليلاً دامغًا على عدم وجوب الحجاب.
الأحاديث جاءت بعد نزول آيات لباس المرأة التي نزلت في العام الخامس للهجرة، فزواج الرسول بصفية كان في العام السادس، وزواجه بزينب كان في الخامس ولكن إذ كانت تمعس منيئة فهي لم تعد عروسًا أي أن الحديث جاء بعد العام الخامس، وحديث التي جاءت تهب نفسها بيّن أن الصحابي كان يحفظ الكثير من سور القرآن، وقصة سفعاء الخدين كانت في آخر حياة الرسول إذ كان (يتوكأ)، وقصة سبيعة جاءت بعد حجة الوداع.
يزعمون أن الحكمة من الحجاب هي منع الفتنة والفساد في المجتمع. ولكن إليكم ما قاله علماء المسلمين في شأن علة الحجاب حيث أجمعو كلهم على أن علة التحريم هي أن لا يتشبه الإماء بالجواري وبالتالي يتعرضن للأذى المعنوي والجسدي: [راجع كتاب الإسلام والجنس في القرن الهجري الأول ص63 نقلا عن الطبري في جامع البيان]. عمر بن الخطاب كان إذا رأى أمة تلبس كالحرائر ضربها وقال أتتشبهين بالحرائر؟! أي لكاع؟! عن الإمام ابن تيمية حجاب المرأة ولباسها في الصلاة. نفس الرواية أوردها الإمام مالك في الموطـأ ص 476 , 464. اتفق الأئمة الأربعة على أن عورة الأمة (الجارية) هي نفسها عورة الرجل (راجع كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي). وفي فقه الشيعة فإن عورة الأمة كعورة الرجل. يقول ناصرالدين الألباني (كان شرط المسلمين الأوائل على أهل الذمة أن تكشف نساؤهن عن سوقهن وأرجلهن كي لا يتشبهن بالمسلمين). الحجة: إذا كانت الأمة (الجارية) تمشي عارية الصدر والثديين أمام الناس في الطرقات وتعرض في أسواق النخاسة في الحواضر القديمة للمدينة ودمشق والقاهرة وبغداد.. بهيئة أن عورتها بالإجماع هي عورة الرجل وإذا كنتم تقولون إن العلة هي منع الفتنة والفساد في المجتمع فكيف نسمح بسفور الإماء وكيف نفهم أن الحرة القبيحة يجب أن تحجب و لا بأس بسفور الأمة ولو كانت شابة حسناء؟؟!
====
مما تقدم يثبت يقينًا بطلان بدعة الحجاب، وأنه ليس واجبًا تأثم المرأة بتركه، والحمد لله على لطفه بعباده.
====
++ إضافة: لقد اطلعت أخيرًا على مقال للكاتبة إقبال بركة من 3 أجزاء تطرح فيه نفس الموضوع وتذكر بحثًا للمستشار سعيد العشماوي في صحيفة الأهرام من موقعها على
web1.ahram.org.eg/Arab/Ahram/2002/2/27/OPIN8.HTM web1.ahram.org.eg/Arab/Ahram/2002/3/6/OPIN6.HTM web1.ahram.org.eg/Arab/Ahram...5/22/OPIN11.HTM
====
أجزاء من نقاشات جرت على الإنترنت تتعلق بالحجج المنطقية من المنظور التطبيقي ونقاش المصالح والمفاسد (ما بين قوسين عبارات المشاركين الآخرين):
(نجد ان أكثر حالات الاغتصاب والايدز والانتحار في اوروبا و امريكا ....... لماذا؟) كلامك غير صحيح.. فالأمريكان والأوروبيين يعيشون مرفهين وفي نعيم.. وأن تكون أعلى نسبة انتحار عندهم فهذا كلام مرفوض.. بل الشعوب الفقيرة المطحونة هي الأولى بالصدارة في (الانتحار)، و لا أدري ما دخل الانتحار بموضوعنا هذا، كذلك أعلى نسبة أيدز نجدها في أفريقيا، أما الاغتصاب فانظر إلى الشعوب الإسلامية أو المتدينة.. حتى البوذيين، لم يفرضوا الحجاب ولم يمنعوا الاختلاط.. ومع هذا ليس عندهم نسبة تذكر من حالات الاغتصاب أو الأيدز أو الانتحار. إن كل ذلك لا ينتشر إلا في أقوام ليس لهم دين.. يعني منحلين لا يردعهم شيء. لو افترضنا أن أكثر الحالات في اوروبا و امريكا.. فهذا لا يدل على شيء، فأنت تتوهم في خيالك الضيق أن ذلك ينتج عن عدم الحجاب.. لكن هذا غير صحيح.. لأنه يكون في أناس غير ملتزمين بالقيم الخُلُقية، فبعض شعوب آسيا وبريطانيا وأيرلندا والدول الاسكندنافية لم يحصل فيها ذلك مع أنها بلا حجاب، ومهما يكن فالنسب فيها لا تزيد كثيرًا عن السعودية وأفغانستان وإيران.
(اذا كنت انا من الاشخاص الزين يؤمنون بمبداء انه يمكن للمراة او للرجل ان يمشو عراة ماذا تقول اذا كان نعم هل تقبل ان تنظر امك او اختك على رجل عار في الطريق اذا كان لا باي حق تمنعني واقول لك كما قلت (إذا لم يكن من حق كل إنسان أن يختار حياته ويفكر ويقتنع بما يفعل.. ما فائدة عقله إذن؟ ) اما تقول ان هنالك حدود فمن خولك ان تحدد هذا الحد والسؤال من يحق له او يقدر يحدد وما يجب ان تكون مواصفاته؟) في مسألة اللباس.. علينا أن نميز بين ثلاثة أشياء.. العورة المغلظة: وهي الفرج عند الرجل أو المرأة، وهذه كشفها محرم بلا شك.. لقول الله تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ..}. العورة المخففة: من السرة للركبة.. عند الرجل أو المرأة، وكشف هذه العورة حرمته أخف وإثمه أقل. ما ليس بعورة: وهو ما تبقى مما ذكر. أما ما تبقى من جسم المرأة فلا يحق لأحد الحكم فيه، وإنما يترك لكل امرأة التصرف فيه حسب تقواها وتعففها وقناعتها وظروفها. وإن كان لابد من منع التعري في الأماكن العامة فيجب أن يبنى على هذا التمييز، ويكون بمنع الناس من كشف العورة المغلظة، أما كشف العورة المخففة فيكون منعه بالنهي والنصح والتوجيه، ولا يمكن منعه بالقوة والإكراه لأنه من الأمور الشخصية التي يصعب ضبطها ومراقبتها، ولا بد من التمييز.. فنحن نرى مثلاً الرياضيين لباسهم لا يغطي كامل العورة ومع ذلك لم يثر عليهم أحد. ولكن بما أن هذا الأمر من الأمور الشخصية فالمفروض أن يترك للناس التصرف فيه بفطرتها وأعرافها، وها نحن نرى جميع شعوب العالم تحافظ على مجتمعاتها خالية من العري الكامل إلا ما ندر.
(من يحق له أن يحدد؟).. أنا لا أرى أن أحدًا في هذا الزمان يحق له ذلك، لأن هذه من المسائل الحساسة التي يتأثر المفتي فيها بأمور كالشرف العربي والغيرة والنظرة الخاطئة للمرأة والخوف من انتشار الفساد.. وغير ذلك، والمسألة اجتهادية تحتمل الصواب والخطأ، لذا لا يحق لأحد أن يحدد ذلك ويفرضه على الناس إلا فيما هو متفق عليه عند معظم الناس -عرب وعجم.. مسلمين وغيرهم-، إن على العلماء إعطاء رأيهم فقط.. وليس من حقهم فرضه وإجبار الناس عليه بالقوة، وهذا ما أنا ملتزم به الآن.
(هل تعتقد أن عشرات الملايين من المسلمات حول العالم فرض عليهم الحجاب قهرا) نعم، إما قهرًا أو جهلاً بالحقيقة أو إعجابًا أو تقليدًا ووراثةً.
(فشعر المرأه يثير في الرجل تفاعلات جنسيه) قول في منتهى الجهل والمغالطة، فالشعر من عناصر الجمال في المرأة.. ولا دور له في (التفاعلات الجنسية) كما تتوهم، هداك الله، هذه من أهم أسباب التطرف.. النظرة الخاطئة للأمور. وقولك (ترك المراه للحجاب جعلها اكثر انفلاتا واكثر تواجدا بين احضان الأخدان) مغالطة بشعة أصابتني بالاشمئزاز، فأنت لا تفرق بين لبس قطعة قماش.. والسلوك المنحرف الذي يعود لسوء التربية وضعف الوازع الديني، وكم من محجبة فاسدة.. وكم من سافرة صالحة. وأختلف معك في أن (الثوره الجنسيه الحيوانيه التي استشرت في الغرب كانت نتيجه لكشف النساء عن مفاتنهن) لأن بعض الشعوب بلا حجاب ولم يحصل عندهم ذلك، وأرى أن السبب هو في الانحلال الخلقي.. الذي لا تؤثر فيه تغطية الرأس أبدًا. أما قصة سعد زغلول فلا علاقة لها بالسفور والعري كما تتصور، وإنما خيانة المرأة برقصها مع رجل دون إذن زوجها.
قلت (وما الذي يثير الرجل في المرأه أشد من جمالها) ورحت تخلط الأمور بسطحية شديدة بقولك (فالشعر من العناصر المهمة في جمال المرأه وأنوثتها والتي تعتبر أهم الأشياء التي تجر الرجل وتطأره أطرا للمرأه) يا أخي.. مثل هذه التصورات الخاطئة وتداخل المفاهيم هو سبب المعضلة التي يعانيها المتشددون، فأنتم مشكلتكم أنكم لا تميزون بين الجمال والإثارة الجنسية، فالشعر مثلاً عنصر جمال.. ولا يسبب تلك الإثارة التي تؤدي للرذيلة، الحب والجمال شيء والجنس والشهوة شيء مختلف تمامًا، إن العقل المعتدل المحايد يدرك تمامًا الفرق بين الوجه والشعر وبين الأجزاء المثيرة "المفاتن" في جسم المرأة.. وأن المفاتن وحدها ما يجب أن يستر لمنع الفوضى والفساد، وهذا ما نجده في معظم شعوب العالم التي لا تعرف الإسلام.. حيث تستر المرأة أجزاء من الجسم لا تكشفها إلا عندما تريد إثارة الرجل، لابد من التمييز هنا.. فحياة الناس ومشاعرهم ليست تافهة بحيث تدوسون عليها بسهولة وتصدرون الأحكام الجائرة دون تمييز.. فتحجبون وتعزلون حسب نظرتكم القاصرة ودون تفكير بأن هذا دين الله الذي لا يصح أن تخضعوه لأفكاركم وتتسلطون به على خصوصيات الناس.
تقول (ترك الحجاب يثير لعاب الرجل للمرأه... والمرأه أصلا تركت حشمتها بعرض مفاتنها فماذا كانت النتيجه غير هذا الفساد المستشري في مجتمعاتنا) قلت لك من قبل أني أتفق مع كثير مما تقول.. ولكن المشكلة هي خلطك للأمور.. فها أنت لا تفرق بين رأس المرأة وجسدها.. لا تميز بين جمالها ومفاتنها، فكل ما أقوله أنا هو أن الحجاب باطل.. والمقصود هو كتم شعر الرأس بقطعة قماش، فما أمر به الله هو إخفاء الزينة وتغطية النحر والحشمة فقط ولم يأمر بتغطية الرأس.. لذا فأنا أؤكد أن الحجاب باطل وبدعة.
أما اعتراضك على أن (كم من محجبة فاسدة) وادعاؤك أن هذا تعميم فخطأ في الفهم.. لأن المقصود هو إثبات أن المهم هو الأخلاق وليس لف الرأس بالقماش.
قلت لك إن بعض الشعوب لم يحصل عندهم فجور جنسي رغم أنهم لا يطبقون الحجاب، أنت ادعيت أن عدم الحجاب هو سبب الثوره الجنسيه الحيوانيه في الغرب.. وأنا رددت حجتك بأن هناك شعوب بلا حجاب ولم تحدث عندهم ثورة جنسية لأن لهم أخلاق موروثة تمنعهم، إذن الحل ليس الحجاب وإنما الاهتمام بالتربية على الأخلاق الحميدة، فهمت؟
وفي قصة زغلول تقول (فهل عرفت أن التربيه على السفور تؤدي الى الخيانه الزوجية) لا يا أخي.. هذا يرجع لعدم قدرتك على التمييز كما أخبرتك، فعبارة "التربيه على السفور" ذاتها خاطئة لأن السفور لا يتطلب تربية، وتربية البنت على العفة والأخلاق مع السفور تعطي نفس النتيجة المرجوة من تربيتها على العفة والأخلاق مع الحجاب.
وأخيرًا تقول (وراجع نفسك بعيدا عن الإنبهار بالحضارة الغربيه) وأنا أقول لك أني لا أبني آرائي على أفكار غربية أو بالانبهار بالغرب.. وإنما أبنيها على الإسلام المعتدل والقرآن الكريم والحق والعدل.
(الحجاب الذي حفظ لها كرامتها..) ما نراه في الواقع أنه جعلها مهانة مهمشة بالمقارنة مع المرأة المتحررة.
(أقر بذلك الكفار أنفسهم بأن حجاب المرأة المسلمة هو الذي جعلها تتميز به من دون نساء الغرب بالعفة والأخلاق الفاضلة التي لا توجد في بلاد الغرب ) هذا قول منكر عجيب، فالحاصل أن الكفار لا يدرون عن المحجبات أصلاً بسبب تغييبهن عن الحياة العامة.. ومن يعلم بحالهن يؤيد تحريرهن.. والدليل مؤتمرات المرأة وحقوق الإنسان. وأما الأخلاق الفاضلة فالحق أننا نجدها في الغرب أكثر من المسلمين، وهذا ما شهد به الشيخ محمد عبده (المسلمون هنا والإسلام هناك).
(الحلوى المكشوفة يأتي أليها الذباب..) إذن أنتم يا متنطعين نظرتكم للمرأة أنها شيء لقضاء الشهوة فقط، هنيئًا لنسائكم بكم.
(أن المسألة محسومة) هذا يرجع إلى أنك واقع تحت تأثير المشايخ بآرائهم الضالة وخرافاتهم التي أدخلوها على الدين، إضافة إلى الموروثات التي تصور لك المرأة كجسد لمتعة الرجل ويجب أن يحجب، وهذا خطأ شائع.. والحقيقة أنه ليس في الدين ما يوجب الحجاب. ذكرت الانحلال والدنو الخلقي، وأنا أقول لك نحن ضد هذا تمامًا، ولا دور للحجاب في ذلك. أنت ترى أن الحل للرذيلة والأمراض هو الحجاب، ولكن هذا خطأ.. الحجاب كتم لشعر الرأس فقط.. وليس حلاً، الحل هو نشر الوعي الديني والقيم النبيلة وتنشئة الإنسان على احترام الجنس الآخر وعلى حب الطهر والعفاف وبغض الفساد والرذائل، فالمشكلة لا تكون إلا في من يفتقرون لذلك، والحجاب لا أهمية له إذا تحقق ذلك.. وبه أو بدونه الصالحون والصالحات لا يمكن أن يقعوا في الرذائل، ولو أخطأ أحدهم يومًا فإنه يتوب ويستغفر والله غفور رحيم.
إن المرأة المحجبة في الواقع لا تستفيد شيئًا من حجابها، والمرأة السافرة لا يضرها شيء بسفورها. إن الفائدة والضرر أمران يحددهما مقدار الخير والشر أو الصلاح والفساد في نفوس الناس، المجتمعات التي يسود أفرادها الخير والصلاح لا تحتاج حجابًا ولا غيره، والمجتمعات التي يسود أفرادها الشر والفساد.. لا ينفعها حجاب ولا غيره. الحل أيها الإخوة والأخوات هو الالتزام بالأخلاق الحميدة والعفاف والتقى، إن الدين الصحيح ينهى فقط عن التبرج -وهو عرض مفاتن الجسد- ولا يتعارض مع أن تكون المرأة أنيقة جميلة، إن الله جميل يحب الجمال.
أن وجوب الحجاب (أجمع عليه العلماء)، هذا خطأ لأنه لا يوجد شيء مجمع عليه في الإسلام إلا أن الله واحد وأن أركان الإسلام خمسة، وما عدا ذلك فهو يحتمل الخطأ وسوء الفهم حتى من أعداد كبيرة من المشايخ، وهذا ليس بغريب إذا أدركنا أن الطريقة التي ينهجها أكثر علماء الدين هي النقل من أسلافهم دون تفكير أو مراجعة، وهذا يؤدي بطبيعة الحال لوجود أخطاء وبدع وضلالات وأن ينسب للدين ما ليس منه، لا يمكنك استبعاد ذلك أبدًا، انظر إلى النصارى مثلاً.. ملايين الرهبان والقساوسة والعلماء عبر التاريخ يعبدون المسيح.. أليسو كلهم على خطأ؟ مما يسبب هذه المعضلة وجود تصورات ومفاهيم اجتماعية عربية تتعلق بالستر والغيرة على العرض والحساسية المفرطة تجاه المرأة وعلاقتها بالرجل وغير ذلك، وقد يلجأ البعض إلى الدين كقوة لترسيخ تلك الأمور، إضافة إلى أن للدين رهبة وهيبة وفيه قدسية، مما يدفع المشايخ للخوف واجتناب التفكير في ما ورثوه منه وتركه كما هو، كما أن ذلك الخوف يدفع بعضهم للتطرف في آرائهم من باب سد الذرائع والتحوط للدين، وهذا كله ضلال وانحراف، ثم يدفعهم واجب التبليغ إلى تعليم ونشر ما لديهم لغيرهم من التلاميذ الذين يعلّمون من بعدهم وهكذا، فيتكاثر من تسميهم (العلماء) وهم يحملون نفس الأخطاء والضلالات التي توها لأنهم يؤمنون بأن النقل مقدم على العقل، وينشرونها في عامة الناس الذين يعملون بما جاءهم على أنه من الدين وما هو من الدين. والحقيقة أن تغطية الرأس لا دليل على وجوبها إطلاقًا، إنها ليست من الدين، إن هي إلا إحدى التقاليد المفروضة أو المنطلية على المرأة.
لو أن الناس جميعًا استسلموا مثلك لهذا التفكير السلبي لما قامت حضارة ولا علوم، تريدنا أن نرضخ لأمر ما لمجرد أن المشايخ توه عن أسلافهم؟! قلت لك إنهم يعمدون للنقل ويعطلون العقل أيها ال...، أضف لهذا أنهم جميعًا عرب -أو من جنس مشابه- فيتعلمون تحت تأثير النظرة العربية المعهودة للمرأة وأنها مصدر للفتنة والفساد والعار، مما يبعدهم عن التشكيك في مشروعية الأحكام ذات العلاقة كالحجاب مثلاً.
كف عن هذا الجهل، إن بلاء المسلمين وهزالهم ما كان إلا لأن معظمهم بعقلية أمثالك، خضوع.. ركود.. جهالة.. غيبوبة! لقد جاءت في القرآن آية عن أهل الكتاب بأنهم (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا) وقال الرسول فيها(يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه.. فتلك عبادتهم) وهذا ما نحذر المسلمين منه، فهم لا يتفكرون أبدًا في الفتاوي التي تصدر لهم إن كانت تحرم حلالاً أم لا! إذن هم يطيعون المشايخ والمفتين طاعة عمياء تكاد تكون شركًا مثل ما فعل أهل الكتاب!!! واجهني بأعتى مشايخك الذين اتخذتهم أربابًا وسأقنعه بحقيقة ما أقول.. وأن الحجاب بدعة وأنه لا يجب على المرأة أو الرجل تغطية الرأس أبدًا.
لا يوجد أي نص في القرآن أو الحديث يذكر الحجاب إلا واختص بزوجات النبي فقط، فهل تساوون المسلمة العادية مع نساء النبي؟ الله تعالى قال لهن (لستن كأحد من النساء)، إذن مساواة نساء النبي بسائر النساء مخالفة لكلام الله، ولو شاء الله للنساء الحجاب لأمر بذلك صراحة، ولكنه لم يفعل. علينا أن نأخذ الدين كما أراده ربنا، ذلك خير لنا.. وإن رآى فيه البعض شرًا. يجب أن نتبين الحقيقة ولو امتلأت الكتب بما يخالفها.. فالعلماء اعتادوا أن يتوا العلم وأن يتلقوه دون أن يتفكروا فيه كثيرًا.. فهم يضيفون على ما تلقوه ولا يمحصونه ويتمعنوا فيه ليكتشفوا ما به من أخطاء، وقد جاء الوقت لنفعل نحن ذلك. يجب النظر للأمور بعقلانية وشمولية، انظري من حولك.. هل جميع شعوب العالم على خطأ وأنتم وحدكم صح؟؟
(أنا أقترح لمؤيدي البرقع والتبرقع بالخمار الأسود.. أن يضع كل واحد منهم خمار زوجه على واجهته ويذهب إلى عمله ثم يعود دون أن ينزعه… إنها والله مهزلة… البلاد العربية مشهورة في الحر القاتل وذوي العمائم يبينون عن صلعاتهم في أيام الحر ويضعونها في القر… لماذا تظلمون الإناث يا جماعة الذكور.. الحجاب بدعة عثماني لاغير… أتحدى أن يذكر أحد الجهابذة والمتجهبذين هؤلاء آية قرآنية تصرح بالتبرقع… تلك العاهة وليدة الكبت الذي يعشعش في أكداس الدريس تحت العمائم…. عودوا لرشدكم لستم أوصياء الله على الأرض…)
(الحجاب في الدول العربية ليس دليلا علي التدين مطلقا بل هو دليل علي اهانة المراة و وقوعها تحت سيطرة ولي الامر او الدولة التي تجبرها علي ارتدائه و كم سمعنا عن جراءم ارتكبتها محجبات كما يجب للانسان الذكي ان ينظر لعقل المراة لا لشعرها و جسدها و هذا هو مقياس التحضر)
اعتقادك صحيح تمامًا، ثقي أن الإسلام لا يفرض الحجاب أبدًا وإنما يأمر بالحشمة فقط.. بستر الأجزاء المثيرة في الجسم ولا يشمل ذلك الرأس ولا الأطراف وإنما الأجزاء الناعمة الطرية التي تثير شهوة الرجل، وفي القرآن {لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} إذن المهم هو عدم نزع اللباس بالكامل، وليس هناك تدقيق على شكل أو حجم أو لون هذا اللباس.
ليست لي مشكلة إلا مع الضلالات التي تحشا في الدين.. وما الحجاب إلا واحد منها. الحجاب الحجاب.. لا تفتأون ترددونها، يالها من بدعة هزلية، لا يوجد نص واحد في الدين يذكر تغطية الرأس، فانظروا إلى أي حد بلغ ضلالكم!
حتى لو افترضنا أن ما ورد في القرآن والحديث يشير إلى الزي المحدد الذي نراه في إيران مثلاً، فهذا لا يعني أنه فرض، لأن النصوص التي تتعلق بالأمور الشخصية –إن لم يكن بتركها ضرر بيّن- تأتي غالبًا كتوجيه للاستحباب لا للإيجاب. فمثلاً حديث (حفو الشوارب وأعفو اللحى) رغم أنه جاء بصيغة الأمر إلا أن العلماء أفتو بأنه سنة لا واجب، وكذلك آية {خُذو زينَتَكُم عِندَ كُل مَسْجِد}. فلماذا الكيل بمكيالين واعتبار أن ما جاء في لباس المرأة إيجاب وليس استحباب؟؟؟
أيها المسلمون والمسلمات.. رسولكم يقول (النساء شقائق الرجال)، لماذا تستنكرون أن تخرج المرأة مثل الرجل كاشفة الرأس؟ ها قد تبين لكم أنه لا يوجد أمر من الله بتغطية الرأس، لما الاستنكار؟ عليكم استيعاب أن الفرق بين المرأة والرجل ليس كبيرًا، المرأة إنسان مكرّم كالرجل.. ولا يحتاج الإنسان إلى قماش يلف رأسه ليحفظ كرامته أو يصونه، كما أنه لا يوجد فرق بين شعر المرأة والرجل.. فالمرأة قد تقصره والرجل قد يطيله، إذن لا داعي لتغطيته.
أختي المسلمة.. إن الله جميل يحب الجمال، دعيك من المشايخ الأاء، اعتني بأناقتك وجمالك.. فأنت وحدك المتضررة إن أهملت ذلك. لن ينفعك المشايخ حين تبلغين الأربعين وأنت لم يلتفت إليك أحد، إلا إن أشفق عليك شيخ منهم وضمك إلى نسائه!
الفوائد: أرى أنه ليست له فائدة على الإطلاق، فالبعض يتوهم أنه يحمي من (الفتنة).. وهذا غير صحيح، فنحن صرنا نعرف أن كثيرًا من شعوب العالم بلا حجاب ولم تثر فيهم أي فتنة، ويتعامل الرجال والنساء بالأدب والاحترام المتبادل.. وكل يؤدي دوره في المجتمع بشكل طبيعي، والأمر حسب تعود الإنسان عليه، فمن ينشأ في مجتمع لا يرى فيه إلا الذكور والكتل السوداء.. سيشعر بالإثارة حين يرى امرأة مكشوفة الرأس مثلاً، ومن اعتاد أن يرى نساء بلباس عادي لن يشعر بالإثارة إلا إن رآى امرأة عارية بشكل غير المعتاد. أما ادعاء أنه صون لعفة المرأة فها نحن نسمع من القصص ما يؤكد أن العفة تصان بالتربية لا بقطعة قماش، وأما ادعاء أنه صون لكرامتها فها نحن نرى نساء العالم ونجد أن أكثرهن مهانةً وذلاً هن المحجبات.
الأضرار: كثيرة جدًا لا يمكن حصرها في كل مجالات الحياة.. الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والصحية..... ما عليكم إلا أن تتأملوا قليلاً لتدركوها؛ منها مثلاً أنه عامل رئيسي في ترسيخ اضطهاد وازدراء وتهميش المرأة بما يفرضه عليها من مظهر سلبي وسكينة وخنوع ورضوخ؛ أنه يوحي للغير أنها تعاني من عيوب وعاهات؛ الوضع الشاذ للمحجبة في معظم دول العالم؛ تنافرها مع كثير من الأماكن والمناسبات؛ عدم قبولها في كثير من الأعمال؛ تعرضها للعنوسة أكثر من غيرها؛ تكلفها عناء استعادة مظهرها الطبيعي يوميًا لتتجمل لزوجها وفقدانها الحافز لذلك لأنها تفعله لشخص واحد قد لا يستحقه؛ تحملها للحر الشديد بلباس غير مناسب؛ حرمانها من ممارسة الرياضة والحركة إلا بشكل محدود جدًا؛ حرمانها من كثير من النشاطات العامة؛ حرمانها من تمتّع بشرتها بالهواء الطلق وأشعة الشمس المفيدة؛ حرمانها من الخدمات الصحية الكمالية التي تحسن من صحة وحيوية الإنسان لأن من يقدمها غالبًا رجال، وذلك يؤدي للعديد من الأمراض وتناقص الجمال؛ حرمان المجتمع من مشاركة أكثر فعالية لنصف أفراده؛ طابع الشعور العام بالكآبة والخمول والجفاف الذي يغلب على تلك المجتمعات؛ ضعف التواصل الإنساني البريء؛ الدعم المعنوي الذي تمثله المحجبات للجماعات المتطرفة؛ وغير تلك الأضرار مما لا يحضرني الآن.
====
أخي المسلم.. أختي المسلمة.. تعالو للنقاش العقلاني المبني على القرآن الكريم والحق والعدل، وأنا أعدكم بالاحترام المتبادل والسعي للوصول للحقيقة وإن كانت مخالفة لما أكتب. لست أول من توصل لهذا الرأي فقد سبقني كثير من المفكرين والمصلحين. على كلٍ أنا لا أجبر أحدًا على تصديق ما أقول، وأملي فقط في ألي الألباب الذين يرتقون بفكرهم ويعلمون أن ما يقوله البشر ليس هو الوحي الذي نزل من الله، وأن قول الله ورسوله قد خضع لتأويل من لا عصمة لهم.. فأدخلوا في الدين أمورًا فيها من الظلم والإجحاف والتضييق على الناس.. ما يتنافى وسماحة الإسلام ولطف الله الكريم بعباده إذ يقول { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.