لن أفي بوعد
لم أكن أثق بنفسي سابقاً , ولم أكن أعلم ماذا تقول , فكلّ ما كانت تقوله مجرّد هراء خرج وأطلقتْ سراحه , لأنه قد لازمها سنيناً , ولكن أقول لكم , إن وفيتُ بوعد تارة , فلم أعني هذا , لأنني لن أفي بأيّ وعد بعد الآن , فنفسي هي من كانت تقول كلّ ذلك الهراء الذي حرّرته من داخلها , وكأنها كانت في زنزانة الألم والوحدة , أرادت نفسي أن تصادق أشخاصاً , وأن لا تعتليها الوحدة والحيرة , فتكلّمت , وكلّ ما قد تكلّمته كان مجرّد هراء , لذلك , لن أفي بأيّ وعد , لأنني لم أعني بأن أوعد , ولست أنا من وعد , بل نفسي ..
إن كنتم لا تصدّقونني , فاسألوا نفسي , وان كنتم لا تصدّقون نفسي فما بيدي حيلة كي تصدّقونني , سأقول لكم بأن نفسي الآن وحيدة في زنزانة الألم والوحدة , لا تدرك معنى الحياة , وأنتم تفتحون ستائر نافذة الأمل , وهي خلف زنزانة الألم , لكن أنا سأثق بنفسي دائماً , وأقول لها ثابري ولا تستسلمي للحياة , ولا تغاري الزمان , لن أقول لها لديك فرصة أخيرة , فهذا ما يجعلها تستسلم للحياة , إن استسلمت نفسي للحياة , فهذا بسببي , لأنني ونفسي واحدٌ معاً في آنٍ واحدٍ ودائماً معاً , وليكن على علمك يا نفسي بأنك أغلى من الوجود وأيّ شيء موجود فيه , وأقول مراراً وتكراراً بأنني لن أفي بأيّ وعد , لقد عانيتُ الكثير والكثير يا نفسي , لأن الحياة قاسيه أكثر من قسوة القسوة ذاتها , لأن العمر يمضى بسرعة نزول قطرات الماء , لان التعب تعبَ مني , لأن الضحك بكاني , لأن البحر هاج لألمي , ولعي وهذياني , لأجل كل ذلك , آه كم ذاق عمري وقلبي وروحي ودمّي وكياني وكما وأنت يا نفسي .. العذاب .. لكننا , أنعرف ما هو العذاب فعلاً , مستحيل , لا نعرف شيء في هذه الحياة , ولم أعرف كيف وعدتْ نفسي بوعود تافهة حقاً , واستطاعت أن تسيطر عليّ وأن تستسلم للحياة وتجعل الزمان يعبث معها لتغاره دائماً , فما الفائدة منك يا نفسي ؟؟ .. لمَ أنت ؟؟ .. إذا أردت أن تعذّبيني .. فآسفة بأن أقول لك ارحلي ولا تعودي ثانية , لأنني سأثابر ولن أجعلك تسيطرين عليّ ثانية ولن أستسلم للحياة كما فعلتِ , ولن أخون أيّ صديق ولن أخذل أيّ قلب , ولن أغار الزمان , أتدرين لماذا لن أغاره ؟؟ .. لأنني لن أجعله يعبث معي بعد الآن , وأقول لك , بأن الحياة ليست لعبة ولا تجربة , بل اختبار من عند الله سبحانه وتعالى , حسناً , اعتلتك الحيرة والآلام والآهات , لكن .. ستمنعين نفسك من الاستمرار في حياتك وأن تخذلي الكثيرين وتجعلي الزمان يعبث معك , فكلّ هذا يأتي نحوي ؟؟ .. كلا .. كلا .. وكلا .. لن أجعلك تعبثين معي .. إن أردتِ هذا .. فحسناً , إلى اللقاء , آسفة , لكنني لا أصادق نفساً ترهقني وتعذّبني , آسفة .. سأصمت الآن , ولن أجعل قلمي يتحرّك , لا داعي للكلام , فالكلام قد لا يشفي الجراح , الجراح التي علمتُ بأنها لن تندملولن ترحل بعيداً , إنها جراح اليأس , وتلومني الأيام عليها , إني غارقة بين هذه الجراح .. ولكن بصمت ..
تقبّلوا مني تحياتي .. نسرة الوادي:)
: 
: 
: