مؤامرة إسرائيلية جديدة.. لمساعيها القذرة،

    • مؤامرة إسرائيلية جديدة.. لمساعيها القذرة،


      بعد أن فشلت إسرائيل في القضاء على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سياسياً كرمز للقضية الفلسطينية، بدأت تمارس عليه حرباً نفسية قذرة في محاولة للنيل من قدراته الذهنية ظناً منهم أن هذا الأسلوب الرخيص الوضيع قد يزيح الرجل الرمز عن الساحة السياسية.. فهكذا لجأت أجهزة «الموساد» الإسرائيلي عبر شبكاتها الإعلامية الغربية التي توظفها لمساعيها القذرة، وأهدافها المنحطة، وأوحت إلى واحدة من هذه الصحف في ايطاليا التي خرجت علينا بالأمس تبث سموم أفاعي الموساد قائلة إن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يعاني من تراجع تدريجي لقدراته الذهنية.. زاعمة ان المهدئات التي كانت تفعل فعلها في الماضي وتهدىء من ارتجافات وجهة تُفَاقم الآن من مشكلات عرفات.. ومضت تقول ان عرفات عرضة لفورات غضب عنيفة جداً، وإن مستشاريه يتجنبون قدر المستطاع اللقاءات مع الصحفيين تفادياً لمواقف حرجة.
      من الواضح ان مثل هذه السموم البعيدة عن أصول وأخلاق مهنة العمل الإعلامي تجافي أمانة الكلمة وصدق التوجه الذي يجب أن تتحلى به أي صحيفة حتى تبقى راسخة لدى جمهورها.

      ولكنها المؤامرة القذرة هنا التي حركتها دوافع سياسية لتبرير طلب إسرائيل تغيير أبو عمار بقيادة أخرى يظنون أنها قد تكون أكثر طاعة ومرونة لتقديم مزيد من التنازلات لحكام تل أبيب.

      وهذا مايفسر تزامن تلك المزاعم الاستخباراتية مع ما صرح به في نفس السياق أحد المقربين من ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اعتبر في تصريحات نقلتها عنه وكالة الصحافة الفرنسية ان الرئيس عرفات قد انتهى، وهي جرعة سم تصب في نفس الاتجاه وتشعل الحملة المسعورة التي بدأتها واشنطن مطالبة بالبحث عن قيادة فلسطينية جديدة تتصدى لما تسميه بالإرهاب.

      بأي حال من الأحوال لايمكن فصل ما يردده المقربون من شارون وأجهزة مخابراته عبر أبواقهم الغربية عن حملة مدروسة لإقصاء الرجل عن الساحة السياسية تماماً، خاصة بعد ان تسربت أنباء فلسطينية عن رغبة عرفات في ترشيح نفسه في الانتخابات الجديدة.

      ونحسب أن على حكام تل ابيب أن يعيدوا النظر في ما يخططون له للتخلص من عرفات، وليكن في حسبانهم ان القادم لن يكون بحال من الأحوال أفضل من عرفات حتى يراهنوا عليه.. فربما تفرز الانتخابات قيادة أكثر تشدداً ترفض مجرد مصافحة المسؤولين الاسرائيليين، وليس الجلوس معهم للتفاوض، أو بالأصح لتنفيذ توجهات السلام الإسرائيلي الذي يسعون لفرضه لا المشاركة في صياغته.. وعندها سيدرك حكام إسرائيل أنهم كانوا على خطأ، ولم ينتهزوا فرصة وجود عرفات في الحكم.. ولكنه سيكون إدراكاً بعد فوات الأوان.

      من الأجدر بشارون إذا كان جاداً بالفعل في صنع سلام ألا يراهن على الغيب والقادم.. فالقادم قد يكون أسوأ!!
      المصدر : صحيفة الشرق القطريه