بينت دراسة جديدة أعدها باحثون أوروبيون أن الاحتباس الحراري يمكن أن يتسبب في حدوث عواصف وأعاصير استوائية في البحر المتوسط، وهو ما يعد تهديدا خطيرا لإحدى المناطق الساحلية الأكثر إعمارا بالسكان في العالم.
وتتكون الأعاصير حاليا في المناطق الاستوائية من المحيط الأطلسي وهي نادرا ما تصل إلى أوروبا، إلا أن هذه الدراسة الجديدة بينت أن ارتفاعا في درجات الحرارة بـ3 درجات مئوية يمكن أن ينقل تلك الأعاصير إلى منطقة المتوسطفي المستقبل.
وقال Miguel Angel Gaertner، الباحث بجامعة Castilla-La Mancha الإسبانية، وهو من الذين أعدوا الدراسة: "تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي اكتشفت هذا الاحتمال، فأغلب نماذج دراستنا تظهر ارتفاعا في شدة الأعاصير، فإذا أضفنا لها ارتفاع مستوى البحر بسبب الاحترار العالمي، فإن ذلك سيعد مشكلة ومصدر خطر على العديد من المنشئات الساحلية".
إذا فالاحتباس الحراري يمكن أن يهدد الملايين من سكان المتوسط، وكذا العدد الكبير من السياح، الذين يتوافدون على المنطقة كل السنة.
فالعوامل التي تؤثر على تكون الأعاصير تتمثل في ارتفاع درجات حرارة سطح المياه وعدم استقرار في الجو، حيث كانت هذه الأعاصير في الماضي تنحصر في عدد محدود من المناطق مثل شمال الأطلسي وشمال المحيط الهادئ، إلا أنه في خلال السنوات الأخيرة أصبحت تتكون في مناطق لم تكن تحدث فيها من قبل، وهو ما يعتبره الباحث Miguel Angel Gaertner، مؤشرا واضح للاحتباس الحراري والتهديدات التي تحوم حول منطقة المتوسط.
فمثلا في سنة 2004م، ضرب إعصار كاتارينا Catarina السواحل البرازيلية في 26 مارس/آذار، حيث اعتبر الأول من نوعه الذي يحدث في جنوب الأطلسي.
وبعد سنة من ذلك، تكون إعصار Vince بالقرب من جزر ماديرا Madeira (مجموعة من الجزر التابعة للبرتغال والواقعة شمال غرب إفريقيا)، وأصبح أول إعصار يتسبب في انزلاقات للتربة في إسبانيا.
ويذكر أن الدراسة التي أعدها الباحث Miguel Angel Gaertner وزملائه قد تم إعدادها لصالح معهد الأرصاد الجويةMax Planck الموجود بهامبورغ في ألمانيا وقد تم نشرها في المجلة العلمية American Geophysical Union Journal.
وكان فريق البحث قد استعمل في هذه الدراسة سلسة من النماذج المناخية الإقليمية لتحديد إمكانية حدوث أعاصير و ظواهر مناخية مشابهة في منطقة المتوسط بسبب الاحتباس المناخي، فتوصلوا إلى استنتاج بأن ارتفاع درجات الحرارة كان وراء ازدياد شدة الأعاصير، وأن هذا الارتفاع في الحرارة كان المصدر المباشر لحدوث الأعاصير الكبيرة.
ومن جهة أخرى، أشار الباحث إلى أن الوقت قد حان لتفادي أسوء السيناريوهات، وذلك بالعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وكانت الهيئة الحكومية الدولية، المعنية بتغير المناخ التابع لهيئة الأمم المتحدة، قد أعلنت في أحد تقاريرها هذه السنة بأن أحسن التقديرات تدل على إمكانية ارتفاع درجات الحرارية ما بين 1.8 إلى 4.0 درجة مئوية في سنة 2007م.