مليون دولار لمساعدة آسيا وأفريقيا على مواجهة آثار التغيرات المناخية

    • مليون دولار لمساعدة آسيا وأفريقيا على مواجهة آثار التغيرات المناخية

      كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن قيام مؤسسة روكفلر بتخصيص مبلغ 70 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة لمساعدة الفقراء في المدن الآسيوية والمزارعين في أفريقيا على مواجهة الجفاف والفيضانات والآثار البيئية الأخرى الناجمة عن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي باتت تهدد معظم مناطق العالم، وتتسبب في خسائر مادية وبشرية هائلة.
      وقالت الصحيفة في التقرير الذي أعده "أندرو ريفكين"، ونشر بتاريخ 9/8/2007م، إن العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية الأكثر فقراً أصبح تعاني بشدة جراء ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبه من موجات جفاف وفيضانات، وتحتاج إلى مساعدات عاجلة من أجل توفير الغذاء ومياه الشرب النظيفة لقطاعات عريضة من السكان، مشيرة إلى أن التغيرات المناخية التي سيشهدها العالم خلال السنوات المقبلة، ستكون الأسوأ من نوعها.
      وسيترتب عليها انهيار قدرة العديد من البلدان النامية على توفير المياه والغذاء اللازم لسكانها على نحو يؤدي إلى حدوث كارثة محققة في هذه البلدان، ومعظمها يقع في القارتين الأفريقية والآسيوية، اللتين تتعرضان لموجات جفاف حادة تشكل مصدر قلق كبير.
      فهناك أكثر من 150 مليون نسمة في أفريقيا بمفردهاK يتعرضون سنوياً لخطر الجفاف بالأساس، وقد سقط صريع الموت جوعاً، جراء الجفاف الذي عاشته القارة الأفريقية منذ عقدين من الزمان، أكثر من 250.000 نسمة، كما هجر نحو 30 مليون نسمة مساكنهم وهاموا في الأرض بحثًا عن الغذاء، وانتهى بهم الحال إلى معسكرات للاجئين.
      ومن البلدان الأفريقية التي تواجه أزمة شديدة في الغذاء زيمبابوي، وزامبيا، وليسوتو، وسوازيلاند، وبوتسوانا، وأوغندة، وأثيوبيا، واريتريا، والصومال، ففي زيمبابوي وحدها يعيش نحو ستة ملايين شخص على المساعدات الغذائية.وقد أدت المجاعة في زامبيا إلى أكل الناس للأعشاب والأشجار التي قد تكون مسمومة أحيانا.
      كما تفشت في زامبيا الظواهر المصاحبة للفقر كالتلصص والبغاء كوسائل لكسب الطعام، ويحتاج 2.3 مليون نسمة بهذه الدولة إلى مساعدات غذائية تصل إلى 200 ألف طن سنوياً.
      والصورة لا تختلف كثيراً في باقي الدول، سيما تلك التي تشهد صراعات مسلحة تقضى على الأخضر واليابس بها، وتدفع ملايين البشر إلى النزوح، ليس فقط بسبب الجفاف وقلة المطر، وإنما بحثاً عن الأمن أيضاً.
      الصحيفة قالت إن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري، يتسبب في حدوث الأعاصير المدارية والرياح الموسمية والفيضانات التي تعرض ملايين البشر في آسيا لخطر الأمراض مثل الملاريا وغيرها من الأوبئة، حيث ستؤدي التغيرات المناخية إلى نزوح ملايين السكان الذين يقطنون في منخفضات ساحلية في بنجلاديش وفيتنام والصين والكثير من الجزر في المحيط الهادئ، بسبب ارتفاع مستوى البحار، بمعدل 20 بوصة في غضون الأعوام الخمسين المقبلة.
      الصحيفة أوضحت أيضاً أن السكان الأشد فقراً في البلدان النامية هم المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية، خاصة وأن العديد من هذه الدول يعتمد على الزراعة ليس فقط كمورد رزق، بل أيضا كمصدر رئيسي للاقتصاد، وأن هذه التغيرات المناخية قد تغير أو تدمر النظام البيئي للسواحل حيث الملايين من الأشخاص يعتمدون على الصيد والسياحة، مشيرة إلى أن العديد من الدول الفقيرة ليست لديها فكرة كافية عن مخاطر التغيرات المناخية، كما أنها غير مهيأة للتعامل مع تداعيات هذه التغيرات على اقتصادها.
      "جوديث رودن" رئيسة مؤسسة روكفلر قالت إن المساعدات التي تقدمها المؤسسة ستوجه بالأساس إلى برامج إنسانية محددة للفئات الأشد فقراً، لمساعدتها على الحياة ومواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية، وبصفة خاصة المزارعين في أفريقيا الذين أضيروا بسبب الجفاف والتصحر، وكذا سكان المدن الآسيوية الفقيرة، مثل مومباي وبانكوك المعرضة لخطر الفيضانات والأعاصير.
      يذكر أن مؤسسة روكفلر وشقيقتها روكفلر برذرز، هي أحد أكبر الصناديق المانحة في العالم، وتأتي بعد مؤسسة فورد من حيث حجم الدعم الذي تقدمه لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في العالم.