بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال :
من ضمن التقنيات الشبكة العالمية للمعلومات ما يعرف بـ( الشات ) ، حيث يجتمع عدد من الأشخاص ضمن صفحة واحدة ، وتدور بينهم أحاديث كتابية متفرقة ، ولا يعرفون بعضهم بعضاً إلا من خلال رموز معينة ، وقد أصبح الشات من الأمور التي تستهوي مستخدمي الانترنت ، وهم يعتبرونها فرصة للتواصل مع الناس من مختلف الشعوب والدول فيمكن طرح الكثير من الأفكار ومناقشتها عبره .
فما هو حكم استخدام الفتاة للشات ؟ وهل هناك ضوابط معينة لاستخدامه ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده أن سخر لهم جميع الكائنات من أجل ما فيه مصلحتهم ، سواء كانت هذه المصلحة روحية أو كانت جسمية ، كانت هذه المصلحة معنوية أو كانت مادية ، كانت دنيوية أو أخروية ، فإن الله تبارك وتعالى يمتن على عباده بقوله ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)(البقرة: من الآية29) ، وبقوله ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)(الجاثـية: من الآية13) ، ومعنى ذلك أن كل وسيلة من الوسائل يمكن من خلالها أن يتوصل إلى بث معارف أو إلى دعوة إلى الخير أو إلى أي شيء فيه مصلحة للعباد فذلك مما يُطلب من الناس أن لا يفوتوا استخدامه لأجل الوصول إلى هذه الغاية المحمودة والهدف الطيب .
ونجد أن الله سبحانه وتعالى يقرن بين المؤمنين والمؤمنات ، ويجعل حبل الموالاة فيما بينهم إنما يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله ، فقد قال سبحانه ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (التوبة:71) .
ولما كانت هذه الوظيفة هي وظيفة المؤمنين والمؤمنات جميعاً ، فإن المرأة لا تمنع من استخدام هذه الآلة من أجل تحقيق هذه الغاية والقيام بهذه الوظيفة .
ولكن إن كانت النتيجة عكسية بحيث إن استخدام ذلك يؤدي إلى غرض غير طيب ، يؤدي إلى ما يخدش الشرف ويهدم الدين ويبدد الأخلاق ويقضي على المروءة فإن ذلك ممنوع ، يمنع منه الرجال والنساء جميعاً .
الرجل مطالب بأن يستغل هذه الوسيلة في المصلحة لا في المفسدة ، وأن يسخرها لطاعة الله تعالى لا لمعصيته . وكذلك المرأة مطالبة أن تسخرها للمصلحة لا للمفسدة ، وللطاعة لا للمعصية .
فلئن كانت هذه الفتاة آمنة على نفسها بحيث لا تنساق وراء أولئك الذين يريدون أن يصطاودها للشر ، وأن يسخروها لشهواتهم ورغباتهم ، فلا مانع من ذلك .
أما إن كانت ضعيفة الشخصية بحيث تنهار أمام المغريات التي تكون من كثير من ذئاب البشر ممن هم أشباه رجال وليسوا برجال ، فإن عليها أن تتحفظ ، وعليها أن تمتنع ، فإن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة .
ولكن مع ذلك كله نحن نقول بأن هذه الوسائل إن كان الذي يستخدمها قادراً من حيث معرفته وعقله وتفكيره وسعة أفقه في الثقافة الإسلامية والوعي الديني ، وبجانب ذلك أيضاً لا بد من أن يكون قوي الشخصية بحيث لا يؤثر عليه وإنما يؤثر ولا يتأثر ويقود ولا ينقاد ، فذلك مطلب طيب .
نحن ندعو إلى استخدام هذه الوسائل لكل ما فيه عمارة الدين والدنيا ، وخدمة الدنيا والآخرة ، فإن ذلك مما يؤدي إلى مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ومصلحة الأمة ، والله تبارك وتعالى من وراء القصد .
فعلى كل من يستخدم أي وسيلة من هذه الوسائل أن يشعر بأنها نعمة الله عليه ، وإن نعمة الله يجب أن تشكر ، وشكر النعمة هو استخدامها فيما يرضي من أنعم بها لا فيما يسخطه ، والله تعالى الموفق .
سؤال أهل الذكر 4 من شعبان 1425هـ ، 19/9/2004م
السؤال :
من ضمن التقنيات الشبكة العالمية للمعلومات ما يعرف بـ( الشات ) ، حيث يجتمع عدد من الأشخاص ضمن صفحة واحدة ، وتدور بينهم أحاديث كتابية متفرقة ، ولا يعرفون بعضهم بعضاً إلا من خلال رموز معينة ، وقد أصبح الشات من الأمور التي تستهوي مستخدمي الانترنت ، وهم يعتبرونها فرصة للتواصل مع الناس من مختلف الشعوب والدول فيمكن طرح الكثير من الأفكار ومناقشتها عبره .
فما هو حكم استخدام الفتاة للشات ؟ وهل هناك ضوابط معينة لاستخدامه ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده أن سخر لهم جميع الكائنات من أجل ما فيه مصلحتهم ، سواء كانت هذه المصلحة روحية أو كانت جسمية ، كانت هذه المصلحة معنوية أو كانت مادية ، كانت دنيوية أو أخروية ، فإن الله تبارك وتعالى يمتن على عباده بقوله ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)(البقرة: من الآية29) ، وبقوله ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)(الجاثـية: من الآية13) ، ومعنى ذلك أن كل وسيلة من الوسائل يمكن من خلالها أن يتوصل إلى بث معارف أو إلى دعوة إلى الخير أو إلى أي شيء فيه مصلحة للعباد فذلك مما يُطلب من الناس أن لا يفوتوا استخدامه لأجل الوصول إلى هذه الغاية المحمودة والهدف الطيب .
ونجد أن الله سبحانه وتعالى يقرن بين المؤمنين والمؤمنات ، ويجعل حبل الموالاة فيما بينهم إنما يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله ، فقد قال سبحانه ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (التوبة:71) .
ولما كانت هذه الوظيفة هي وظيفة المؤمنين والمؤمنات جميعاً ، فإن المرأة لا تمنع من استخدام هذه الآلة من أجل تحقيق هذه الغاية والقيام بهذه الوظيفة .
ولكن إن كانت النتيجة عكسية بحيث إن استخدام ذلك يؤدي إلى غرض غير طيب ، يؤدي إلى ما يخدش الشرف ويهدم الدين ويبدد الأخلاق ويقضي على المروءة فإن ذلك ممنوع ، يمنع منه الرجال والنساء جميعاً .
الرجل مطالب بأن يستغل هذه الوسيلة في المصلحة لا في المفسدة ، وأن يسخرها لطاعة الله تعالى لا لمعصيته . وكذلك المرأة مطالبة أن تسخرها للمصلحة لا للمفسدة ، وللطاعة لا للمعصية .
فلئن كانت هذه الفتاة آمنة على نفسها بحيث لا تنساق وراء أولئك الذين يريدون أن يصطاودها للشر ، وأن يسخروها لشهواتهم ورغباتهم ، فلا مانع من ذلك .
أما إن كانت ضعيفة الشخصية بحيث تنهار أمام المغريات التي تكون من كثير من ذئاب البشر ممن هم أشباه رجال وليسوا برجال ، فإن عليها أن تتحفظ ، وعليها أن تمتنع ، فإن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة .
ولكن مع ذلك كله نحن نقول بأن هذه الوسائل إن كان الذي يستخدمها قادراً من حيث معرفته وعقله وتفكيره وسعة أفقه في الثقافة الإسلامية والوعي الديني ، وبجانب ذلك أيضاً لا بد من أن يكون قوي الشخصية بحيث لا يؤثر عليه وإنما يؤثر ولا يتأثر ويقود ولا ينقاد ، فذلك مطلب طيب .
نحن ندعو إلى استخدام هذه الوسائل لكل ما فيه عمارة الدين والدنيا ، وخدمة الدنيا والآخرة ، فإن ذلك مما يؤدي إلى مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ومصلحة الأمة ، والله تبارك وتعالى من وراء القصد .
فعلى كل من يستخدم أي وسيلة من هذه الوسائل أن يشعر بأنها نعمة الله عليه ، وإن نعمة الله يجب أن تشكر ، وشكر النعمة هو استخدامها فيما يرضي من أنعم بها لا فيما يسخطه ، والله تعالى الموفق .
سؤال أهل الذكر 4 من شعبان 1425هـ ، 19/9/2004م