الخبير البيئي ‘سفيان التل‘ يحذر من مخاطر الاحتباس الحراري

    • الخبير البيئي ‘سفيان التل‘ يحذر من مخاطر الاحتباس الحراري

      الخبير البيئي ‘سفيان التل‘ يحذر من مخاطر الاحتباس الحراري

      ألقى الخبير البيئي الأردني، الدكتور "سفيان التل"، محاضرة في نقابة المهندسين الزراعيين في الأردن حول "الاحتباس الحراري ودور خبراء البيئة في التنبؤ بالكوارث البيئية"، كشف فيها أن العالم العربي يخسر نتيجة التلوث في قطاعات الهواء والماء وتدهور الأراضي الزراعية والتلوث الصناعي، نحو عشرة آلاف مليون دولار سنويا، بما يعادل (3%) من الناتج القومي الإجمالي.
      وأشار إلى أن العالم العربي يخسر أكثر مما ينمو، حيث لا يزيد النمو في العالم العربي عن 3%.
      ولفت إلى عدد من القضايا البيئية الضاغطة في الوطن العربي، ومن بينها تسرب 1.2 مليون برميل نفط إلى مياه الخليج العربي سنويا، لأسباب مختلفة، تتعلق بسوء الإدارة وعدم السيطرة على عملية الشحن والتفريغ، عدا الحوادث.
      وجاء في صخيفة الدستور الأردنية في 13 آب/أغسطس 2007م، أن من بين القضايا البيئية الضاغطة في الوطن العربي، إنتاج الدول النفطية العربية نفايات خطيرة بالنسبة للفرد الواحد، ما يعادل 2 - 8 أضعاف ما هو عليه في الولايات المتحدة، وحدوث تغير في الموارد المائية كما ونوعا، وتدهور البيئة البحرية والساحلية، وتدهور المراعي والغابات، وتدهور الأراضي الزراعية والتصحر، وتقلص مزارع النخيل الكثيفة بشكل كبير بسبب سوء الري.
      أما على مستوى قضايا المياه في المنطقة العربية، فأشار إلى أن من المخاطر على هذا الصعيد، الإفراط في سحب المياه الجوفية السطحية والعميقة، مما يؤدي إلى تطفل المياه المالحة على الجوفية العذبة، وتحطم أنظمة إمدادات المياه التقليدية، وتلوث المياه الجوفية القريبة من السطح ومخاطرها الصحية، وفقدان الكثير من مصادر المياه الجوفية وتقلص المناطق المزروعة بسبب الملوحة.
      ومن بين مظاهر التغيرات المناخية، تصحر المناطق المدارية، وزيادة انتشار الحشرات الناقلة للأمراض وانتشار الملاريا في أوروبا، وازدياد درجات الحرارة في مناطق القطبين الشمالي والجنوبي، بمعدلات أكبر من معدلات ازدياد درجة حرارة الأرض.
      وقال الخبير البيئي: "إن الوقت بات متأخرا جدا لمنع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، والتي كان وراءها التغيرات المناخية، التي صاحبها ارتفاع درجات الحرارة خلال الأعوام السابقة.
      ودعا الدكتور التل إلى عقد مؤتمر للتنمية المستدامة، من شأنه وضع برنامج زمني واضح للتنفيذ، ورصد المخصصات اللازمة لتنفيذ القرارات، وتحقيق أمن اجتماعي للفقراء الذين سحقتهم العولمة الاقتصادية، وفرض أساليب استهلاك وإنتاج مستدامة ، والاهتمام بالناس وبالبشر أكثر من تحقيق مصالح الشركات الكبرى، وانتهاج المساءلة وتحمل المسؤولية عن الدمار البيئي.
      وألح إلى ضرورة إجراء مسح عالمي يشارك فيه 200 خبير بيئي من 50 دولة، مشيرا إلى أن معظم المشاكل موجودة حاليا ولا تلقى الاهتمام السياسي الكافي ومنها قضايا التغيرات المناخية وندرة المياه والتصحر واختفاء الغابات وتلوث المياه العذبة ومشاكل سوء الإدارة، والنمو السكاني وحركة السكان، بمن في ذلك اللاجئون، والنزعة الاستهلاكية وتراكم الغنى الاقتصادي.
      وتوقع أن تواجه أوروبا الشمالية زيادة في درجات الحرارة تتراوح ما بين 8 - 10 درجات مئوية، وحدوث عواصف شديدة وتغيرات جوهرية في معدل سقوط الأمطار وفي نمط هذا السقوط، وجفاف في بعض المناطق وزيادة كبيرة في هطول الأمطار في مناطق أخرى تؤدي إلى فيضانات الأنهار وتآكل التربة، وحدوث العواصف والأعاصير العاتية والمدمرة التي ستدفع مياه الأنهار والبحار نحو اليابسة لتغرق الأراضي وتدمر المباني.
      ومن مخاطر التغير المناخي، ما يتهدد المدن والمناطق الحضرية المنخفضة، وتأثر الأراضي الزراعية المنتجة المعتمدة على الفيضانات، وتلوث أو تملح موارد المياه العذبة، وكذلك ستعاني موارد المياه من مشاكل كبيرة ولا سيما المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وحدوث الفيضانات والعواصف الشديدة التي ستضرب بعض المناطق، والتي ستؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وخسائر اقتصادية هائلة، ومنها مصر وبنغلادش والصين.
      وتوقع أن تشهد الكثير من المناطق، زيادة في متوسط الأمطار ورطوبة التربة والمياه الجوفية والسطحية، وأن تتغير أنماط استعمال المياه في الزراعة، وظهور انخفاض في الإنتاج الزراعي في بعض الأقاليم، مثل البرازيل والساحل الإفريقي وجنوب شرق آسيا والمناطق الأسيوية من الاتحاد السوفييتي (السابق) والصين، وظهور زيادة في الإنتاج في أقاليم أخرى نتيجة امتداد المواسم الزراعية، وظهور أفات مرتبطة بتغير المناخ تحتاج غالى تكنولوجيا جديدة ومتطورة وتغير في الإدارة الزراعية.
      كما أن كثيرا من النباتات والحيوانات، ستجد نفسها في نظم مناخية جديدة، ستؤثر عليها سلبا أو إيجابا حسب قدرتها على التكيف، وأشار إلى أن مدنا فقيرة مهددة بالفيضانات، مثل جاكرتا ومدراس وبومبي وكراتشي ولاجوس وريوديجانير ودلتا النيل، أما المدن الغنية المهددة بالفيضانات، فهي نيويورك وميامي ونيواورليانز والبندقية وروتردام.