مناظرات الإمام علي الرضا (عليه السلام)
الإمام الرضا عليه السلام هو : علي (الرضا) بن موسى(الكاظم) بن جعفر(الصادق) بن محمد (الباقر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين (سيد الشهداء) بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بعض من مناظراته :
اُنتدب للرضا (ع) قومٌ يناظرون في الإمامة عند المأمونفأذن لهم ، فاختاروا يحيى بن الضحّاك السمرقندي ، فقال : سل يا يحيى !.. فقال يحيى : بل سل أنت يا بن رسول الله !.. لتشرّفني بذلك ، فقال (ع) :
يا يحيى !.. ماتقول في رجل ادّعى الصدق لنفسه وكذّب الصادقين ؟.. أيكون صادقا محقا في دينه أمكاذبا ؟.. فلم يحر جواباً ساعة ، فقال المأمون : أجبه يا يحيى !.. فقال : قطعني ياأمير المؤمنين .
فالتفت إلى الرضا (ع) فقال : ما هذه المسألة التي أقرّ يحيىبالانقطاع فيها ؟.. فقال (ع) : إن زعم يحيى أنه صدّق الصادقين فلا إمامة لمن شهدبالعجز على نفسه فقال على منبر الرسول :
" ولّيتكم ولست بخيركم " والأمير خيرمن الرعية ، وإن زعم يحيى أنه صدّق الصادقين فلا إمامة لمن أقرّ على نفسه على منبرالرسول الله (ص) :
" إنّ لي شيطانا يعتريني " والإمام لا يكون فيه شيطانٌ ، وإنزعم يحيى أنه صدّق الصادقين ، فلا إمامة لمن أقرّ عليه صاحبه ، فقال :
" كانتإمامة أبي بكر فلتةً وقى الله شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه " فصاح المأمونعليهم فتفرّقوا ، ثم التفت إلى بني هاشم فقال لهم :
ألم أقل لكم أن لا تفاتحوهولا تجمّعوا عليه ، فإنّ هؤلاء علمهم من علم رسول الله
==================
قال الرضا (ع) لابن قرّة النصراني : ما تقول في المسيح؟.. قال : يا سيدي !.. إنه من الله ، فقال : وما تريد بقولك : " مِن " و " مِن " على أربعة أوجه لا خامس لها ؟.. أتريد بقولك : " من " كالبعض من الكل فيكون مبعضا؟.. أو كالخلّ من الخمر فيكون على سبيل الاستحالة ؟.. أو كالولد من الوالد ، فيكونعلى سبيل المناكحة ؟.. أو كالصنعة من الصانع ، فيكون على سبيل المخلوق من الخالق؟.. أو عندك وجه آخر فتعرّفناه ؟.. فانقطع
=================
قال المأمون يوماً للرضا (ع) : أخبرني بأكبر فضيلةلأمير المؤمنين (ع) يدلّ عليها القرآن ، فقال له الرضا (ع) :
فضيلة في المباهلة، قال الله جلّ جلاله :
{ فمن حاجّك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعأبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علىالكاذبين } .
فدعا رسول الله (ص) الحسن والحسين (ع) فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة (ع) فكانت في هذا الموضع نساؤه ، ودعا أمير المؤمنين (ع) فكان نفسه بحكم الله عزّوجلّ ، فقد ثبت أنه ليس أحدٌ من خلق الله تعالى أجلّ من رسول الله (ص) وأفضل ، فوجبأن لا يكون أحدٌ أفضل من نفس رسول الله (ص) بحكم الله تعالى .. فقال له المأمون :
أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله ابنيه خاصة ،وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله (ص) ابنته وحدها ؟..
فلم لا جازأن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكونلأمير المؤمنين (ع) ما ذكرتَ من الفضل ؟.. فقال له الرضا (ع) :
ليس يصح ما ذكرتيا أمير المؤمنين ، وذلك أنّ الداعي إنما يكون داعيا لغيره كما أنّ الآمر آمرٌلغيره ، ولا يصحّ أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة ، كما لا يكون آمراً لها فيالحقيقة ، وإذا لم يدع رسول الله (ص) رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين (ع)، فقدثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه ، وجعل حكمه ذلك في تنزيله ، فقالالمأمون :
إذا ورد الجواب سقط السؤال
===================
المصدر : جواهر البحار \ كتاب الأحتجاج والمناظرة ص 349