تحذيرات في الخليج من كارثة مشابهة لاعصار جونو

    • تحذيرات في الخليج من كارثة مشابهة لاعصار جونو

      تحذيرات في الخليج من كارثة مشابهة لاعصار جونو

      [25/أغسطس/2007] ابوظبي – سبأنت : علي الزكري
      دعا مركز إقليمي لإدارة ألازمات الدول الخليجية الى انفاق مليارات الدولارات في الوقت الحاضر لتعزيز البنى التحتية في دول المنطقة في اليابسة بما فيها الطرق السريعة، وفي البحر مثل المنصات النفطية والمنشآت الاخرى، في مواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة. مشيراً إلى أن أي كارثة على غرار إعصار جونو قد تدمر الموانئ الخليجية.
      وقال مركز المساعدات المشتركة للطوارئ البحرية ـ ميماك ـ الذي يتخذ من البحرين مقرا له، ان البحرين والدول الخليجية الاخرى تعتبر بصورة خطيرة غير مهيأة لمواجهة الكوارث الطبيعية ومخاطر الدمار الكارثية التي قد تتعرض لها في اليابسة والبحر على حد سواء في حالة وقوع الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير وغيرها.
      ونقل عن عبد المنعم الجناحي مدير المركز قوله في تصريحات صحفية نشرت في البحرين اليوم السبت ان استبدال منشآت ومرافق البنى التحتية المتهالكة والتي عفا عليها الزمن، والتي تعتبر عرضة للدمار بفعل مثل تلك الكوارث في حالة وقوعها، قد تصل الى مليارات الدولارات.
      وأضاف الجناحي" انه لا يمكن اعتبار اي من الدول الخليجية الواقعة ضمن اختصاص مركز ميماك، ولا العراق او ايران، مستعدة لمواجهة مخاطر كوارث طبيعية على نفس الدرجة من خطورة إعصار جونو.
      وأوضح ان منطقة الخليج تغص بالأرصفة وطوافات الانقاذ وسفن الإرشاد والتجهيزات الأخرى التي تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات، ومنها ما أقيم للمرة الاولى خلال حقبة الاربعينات من القرن الماضي، ولم يتم استبدالها منذ ذلك الوقت ويتم الاكتفاء بإصلاحها".
      واعتبر الجناحي ان مثل تلك التسهيلات والبنى التحتية القديمة قد تدمر بالكامل اذا ما ضربت رياح الإعصار الموانئ الخليجية بنفس سرعة إعصار جونو معربا عن اعتقاده بان هذا الامر محتمل الحدوث في ضوء التغييرات المناخية التي يشهدها العالم.
      وقال : لقد تتبعنا إعصار جونو عندما بلغت سرعته 160 عقدة، أي ما يوازي 320 كيلومترا في الساعة، وهي سرعة شديدة، وقد تراجعت سرعته فيما بعد، ولكنه عندما ضرب مدينة مسقط تراوحت سرعته ما بين 120 و130 عقدة.
      واوضح الجناحي ان المنشآت القائمة في الخليج في الوقت الحاضر من منصات نفطية وارصفة وقوارب النجاة والانقاذ وغيرها صممت عند بنائها لتصمد امام الرياح التي تبلغ سرعتها 60 عقدة.
      وكان الحد الادنى لسرعة إعصار جونو عندما ضرب سواحل عمان 80 عقدة.
      وقال الجناحي لقد تم بناء هذه المرافق والتسهيلات لتكون قدرتها على الصمود في حدود السرعة المذكورة فقط لاننا لم نشهد في الخليح أية رياح تتجاوز سرعتها 50 عقدة في الساعة منذ بناء هذه المرافق والتسهيلات، كما ان مثل تلك السرعات كانت نادرة في تاريخ الخليج.
      وأكد على ان تكلفة بناء ارصفة لمواجهة سرعة رياح بتلك السرعة الكبيرة ستكون مضاعفة. ومن هنا فان تكلفة بناء الارصفة في منطقتنا ارخص منها في مناطق اخرى من العالم مثل بحر الشمال او بحر الصين بالقرب من فيتنام، لان تلك المناطق تعتبر مناطق اعاصير ذات رياح عاتية.
      وقد ساد الاعتقاد بين الناس في هذه المنطقة بعدم ضرورة مضاعفة سعر التكلفة ما دمنا لا نحتاج الى مثل تلك التحصينات فعلا.
      وشدد على ان أي إعصار يضرب سواحل الخليج ستكون سرعته 80 عقدة في الساعة على الاقل، وفي هذه الحالة يتعين علينا اخلاء كافة الارصفة والمنشآت القائمة وابعاد السفن الى مواقع خلفية بعيدا عن الميناء لان الرافعات وماسحات الرادار مصممة لتصمد امام رياح لا تتعدى سرعتها 60عقدة. ومن هنا فان الحكومات في المنطقة مطالبة باستبدال التسهيلات القائمة حاليا باخرى على غرار ما هو قائم في بحر الشمال. ولا شك ان التكلفة ستكون باهظة جدا وستتعدى المليارات، ان لم تصل التريليونات من الدولارات. انها مبالغ ضخمة جدا.
      وعما اذا كانت البحرين مستعدة لمواجهة ظروف جوية بالغة الشدة، قال الجناحي انها ليست مستعدة على الاطلاق لمثل هذا الامر، وعلينا ان نواجه الحقيقة مهما كانت. وان الاضرار التي تكبدتها عمان كانت نتيجة عدم استعدادها لمواجهة رياح تزيد سرعتها عن 60 عقدة، لان التسهيلات في الاصل مبنية على هذا الأساس، وحتى الطرق لم تصمد.
      ووجه الجناحي نصيحته للدول الخليجية بضرورة اخذ الحيطة والحذر وان يعوا الدرس جيدا من تجربة مسقط.
      تجدر الإشارة الى ان مركز المساعدات المشتركة للطوارئ البحرية ـ ميماك ـ يعتبر جزءا من المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وتغطي اختصاصاته مساحة تمتد من مسافة 200 ميل بحري قبالة السواحل العمانية اليمنية الى كافة المياه الواقعة بينها وبين شط العرب بين العراق ايران.