انتهت حكايتي
انتهت بصفعة القدر
تساقطت الأوراق الملونة
وتعالت أمواج البحر
ذقت كل معنى المرارة
فأي أمرٍ من ذلك أمرّ
تلاشت تلك المعاني
وتلاشت أحلامي
وكل ما بداخلي انشطر
حلقت عاليا وبت أعلوا وأعلوا
حتى سقطت لواقعي
فإذا بجناحي وقد انكسر
غدا نهاري مساءا
ومسائي كقسوة الصخر
رسمت ورسمت وأتعبتُ فرشاتي
ومزجتُ الألوان ومزجتُ السحر
كان دفتر ذكرياتي يفوح شذا
كان يفوح بأحلى عطر
ولكن تفاجأتُ بحروفٌ تتعالى
وحروفٌ تتكبّر
وحروف الغدر !
رحل الصفاء ورحل الأمان
ورحلت تلك الأيام
واختفت حلاوة القمر
انتهت تلك الحكاية
انتهت بكل معانيها
وذَبُل الزهر
جفت المقل
وجفت الشرايين
وتشوهت الصور
هل سأبكي ندما
أم أبكي من القهر
كانت هناك نبضات
وأحلى همسات
وأبياتٌ من الشعر
والآن بقايا ذكريات
وجروح وأشواك
وزمن بطيء وسهر
بعدما تناهت المعاني
وتناهت الحروف
الآن بقي الصفر !
فأي أمر من ذلك أمرّ
انتهت حكايتي
انتهت بالنحر
انتهت وقد احترت لمن النصر !
ما كان غالي بلا قياس
بات بدون سعر
على نافذتي كنت أقف وأتأمل
كنت أحلم وانتظر
أبدعتُ في رسم الخطوط
ولم انتبه لميلان السطر
ولم أرى ذلك المنحدر
رغم قوة الأنوار
أغمضت عيني عن الواقع
ولم أميز ليلي من الفجر
أصخت لكل نغمة
لكل همسة
حتى تراقص قطرات المطر
أحببت أن أبقي عيني مغمضة
أبقيها مغمضة ولو لشهر
أعلنت التحدي على فكري
وأعلنت التحدي أكثر وأكثر
ولكن هيهات هيهات
مهما حلقتُ عاليا
لا يوجد من الواقع مفر
أقبلت نهاية الحكاية
وجاءت كهجوم الصقر
جاءت أعلى من معنى إدراكي
مما علمت ومما تأملت
وانقطع الوتر
لحظاتٌ ومضت
بل سنواتٌ بل أكثر
ولكنها رحلت
رحلت بكل قسوة
رحلت بدون خبر
بقيت أرضٌ خاوية
وفراغ كحجم الكون اللامتناهي
وجروح تكبر وتكبر
أخلصتُ وصدَقت
وعملتُ بلا أجر
ولم أنتظر أي مقابل
ولو كلمة شكر
نسيتُ أن هناك شمس وقمر
أبيض وأسود
خيرٌ وشر
لكل قطعةٍ وجهين
ولكل كلمةٍ ألف سر
سأعلن رحيلي
نعم سأرحل بإصرار
سأرحل لعالمي الخاص
سأرحل لعالم النسيان
حيث لا يوجد بشر
سأشق طريقي بصمت
متمسكة بمبادئي
متمسكة بأشتات روحي
وكل ما قد تبعثر !
انتهت حكايتي بتلك الصرخة
انتهت ومات البطل
وانتهت وقد فكّ الأسر
لن أقول سوى شكرا
شكرا وألف شكرا
شكرا للمعاني القديمة
التي علاها غبار الدهر
شكرا من هنا حتى السماء
على كل معنىً للقهر
شكرا للدم القاني الأحمر
ونبضي المتهاوى وقلبي المحتضر
اعلم انه لا يوجد مستحيل
حتى البدر في يومٍ قد انشطر
فلن يكون مستحيلا هذا الهِجر
فشكرا على قطع العقد
وبقوةٍ تناثرت الدرر
وأنا سأجلس على تلك الزاوية
وسأظل اكتب
وسأواصل الكتابة
فلم يبقى غير قلمٍ ودفتر
وسألملم ما بقى مني
سألملم أشلاء روحي
وكل ما قد تكسّر
وسأكتب أكثر وأكثر
سأكتب بكل صبر
وإن مل الصبر مني
وإن جف الحبر
بعدها سأكتب بدمي
سأكتب نهاية أوهامي
سأكتب أنه كان هناك ألف معنى
وفجأة ..اختفت تلك المعاني
اختفت وانتهت كنهاية العمر

29-09-2007م
01:33ص