(اليوم بعيداً عن الروتين الممل..سنعيش حياة إنسانة أخرى في أحلامها العميقة وأسرارها الخفية ربما وجدت في أعماقنا جميعاً تفاصيل العمر لذا قررت اليوم الكتابة عن أحد أحلامها وأمانيها التي قد لا يتقبلها الحكماء ولا يرضى بها العقلاء..فاعذروني وسامحوها )
أتأملها بصمت..أنصت لحديثها بكل لهفة وشوق..تحدثني عن مستقبلها بحماس جم..أرمقها وعيني مغرورقة بدمع الرضا..
وكثيراً ما حدثت نفسي عنها:يا الله لقد كبرتِ يا.....!!
غداً..حين أكبر سأنجب مائة طفل وطفلة..
وسأرحل بهم بعيداً عنكم لجزيرة نائية لم تطأها أقدام الحضارة الزائفة بعد ولا الحروب أو حوافر التكنولوجيا الفضولية..هناك لن تزعجنا ضوضاء التلفاز ولا ثرثرة الإذاعة ولا نعيق الهواتف النمامة ولن توقظنا أضواء المصابيح ولا شاشات الحاسب أو تقتلنا سموم المواصلات..
سنعيش معاً أنا وأبنائي المائة وأبوهم ذاك الصياد المخلص و سنركب البحر سوياً ونلعب بالرمل معاً..نبني قلعةً رملية ونزينها بأصداف وردية وقواقع فضية ننثر في نوافذها الدرر والمرجان ونسامر عرائس البحر الحسان..
سيكون لنا كوخ خشبي صغير نسكنه يضم شتاتنا ويبعث الدفء في أوصالنا..سنقتلع الثمار بأيدينا ونمشي على الشاطئ بقدمين لا يقيدهما حذاء..سأزين شعر صغاري بالزهر والأصداف وأعلق على أعناقهم قلادة لؤلؤية بيضاء،فلا نبكِ على ما فات أو نفكر بما سيأتي نعيش كل يومٍ بيومه نصلي معاً ندعو معاً ونشارك النوارس في ابتهالاتها ليل نهار،ونقوم الليل جميعاً لنشكر الله على جمعه لنا وحفظه لكل واحد منا..
سنتعلم تغريد الطير ورقصة النحل وهمس الموج للريح..سنراقب النمل في مساكنها ونعينها بحبٍ على حمل الحبوب ونشارك الزهر في رقصته حين يزوره النسيم..سنستلقي على الشاطئ الرملي ليلاً لنراقب النجوم والقمر وتساقط الشهب..ستكون لي نجمة اسمها كاسمي ولونها ذهبي لامع كالذهب بين الأضواء..
سأحكي لهم قبل النوم حكاية الأميرٍ العربي العادل المسمى عمر ابن الخطاب،وعن امرأة وفية بكت أخاها يوم وفاته حتى تقرحت عيناها وأنشدته قصائد الرثاء،ثم فجعها الدهر بأشبالها الأربعة فصبرت وتجلدت..وسيحكي لهم أبوهم عن جرح غائر يشقينا اسمه الأندلس وسيف يخترق أحشائه اسمه فلسطين وعن دمعة حزنٍ اسمها محمد الدرة ومأساة إنسان اسمها أفغانستان..سنحكي لهم عنكم سنخبرهم عن العالم الذي يسكن خلف ذاك الأفق هناك بعيداً حيث ينتهي البحر الأزرق..
وإن كُتِب لي أن أشهد موت صغاري الواحد تلو الآخر فمات أولهم ولحق به الأخير سأصبر وأباهم وسننجح في الاختبار بمشيئة الرحمن ليُبنى لنا قصر الحمد في الجنة..سنغسلهم بأيدينا ونكفنهم بحنانٍ كما كنا نلبسهم أرديتهم به..ونهيل على وجوههم البيضاء وملامحهم البريئة رمل الشاطئ الذي لعبنا به دوماً معاً وسنبكي..بعمق البحر وهدوء النسيم وصدق قلوبهم..سنجهش في البكاء كما كان يجهشون إذا تألم أحدهم أو تأخر أبوهم عن المجيء من البحر الأزرق..
وقبل الذبول.. وبعد الذبول..
اللهم حقق لها حلمها.. آمين.. يا رب العالمين.
أتأملها بصمت..أنصت لحديثها بكل لهفة وشوق..تحدثني عن مستقبلها بحماس جم..أرمقها وعيني مغرورقة بدمع الرضا..
وكثيراً ما حدثت نفسي عنها:يا الله لقد كبرتِ يا.....!!
غداً..حين أكبر سأنجب مائة طفل وطفلة..
وسأرحل بهم بعيداً عنكم لجزيرة نائية لم تطأها أقدام الحضارة الزائفة بعد ولا الحروب أو حوافر التكنولوجيا الفضولية..هناك لن تزعجنا ضوضاء التلفاز ولا ثرثرة الإذاعة ولا نعيق الهواتف النمامة ولن توقظنا أضواء المصابيح ولا شاشات الحاسب أو تقتلنا سموم المواصلات..
سنعيش معاً أنا وأبنائي المائة وأبوهم ذاك الصياد المخلص و سنركب البحر سوياً ونلعب بالرمل معاً..نبني قلعةً رملية ونزينها بأصداف وردية وقواقع فضية ننثر في نوافذها الدرر والمرجان ونسامر عرائس البحر الحسان..
سيكون لنا كوخ خشبي صغير نسكنه يضم شتاتنا ويبعث الدفء في أوصالنا..سنقتلع الثمار بأيدينا ونمشي على الشاطئ بقدمين لا يقيدهما حذاء..سأزين شعر صغاري بالزهر والأصداف وأعلق على أعناقهم قلادة لؤلؤية بيضاء،فلا نبكِ على ما فات أو نفكر بما سيأتي نعيش كل يومٍ بيومه نصلي معاً ندعو معاً ونشارك النوارس في ابتهالاتها ليل نهار،ونقوم الليل جميعاً لنشكر الله على جمعه لنا وحفظه لكل واحد منا..
سنتعلم تغريد الطير ورقصة النحل وهمس الموج للريح..سنراقب النمل في مساكنها ونعينها بحبٍ على حمل الحبوب ونشارك الزهر في رقصته حين يزوره النسيم..سنستلقي على الشاطئ الرملي ليلاً لنراقب النجوم والقمر وتساقط الشهب..ستكون لي نجمة اسمها كاسمي ولونها ذهبي لامع كالذهب بين الأضواء..
سأحكي لهم قبل النوم حكاية الأميرٍ العربي العادل المسمى عمر ابن الخطاب،وعن امرأة وفية بكت أخاها يوم وفاته حتى تقرحت عيناها وأنشدته قصائد الرثاء،ثم فجعها الدهر بأشبالها الأربعة فصبرت وتجلدت..وسيحكي لهم أبوهم عن جرح غائر يشقينا اسمه الأندلس وسيف يخترق أحشائه اسمه فلسطين وعن دمعة حزنٍ اسمها محمد الدرة ومأساة إنسان اسمها أفغانستان..سنحكي لهم عنكم سنخبرهم عن العالم الذي يسكن خلف ذاك الأفق هناك بعيداً حيث ينتهي البحر الأزرق..
وإن كُتِب لي أن أشهد موت صغاري الواحد تلو الآخر فمات أولهم ولحق به الأخير سأصبر وأباهم وسننجح في الاختبار بمشيئة الرحمن ليُبنى لنا قصر الحمد في الجنة..سنغسلهم بأيدينا ونكفنهم بحنانٍ كما كنا نلبسهم أرديتهم به..ونهيل على وجوههم البيضاء وملامحهم البريئة رمل الشاطئ الذي لعبنا به دوماً معاً وسنبكي..بعمق البحر وهدوء النسيم وصدق قلوبهم..سنجهش في البكاء كما كان يجهشون إذا تألم أحدهم أو تأخر أبوهم عن المجيء من البحر الأزرق..
وقبل الذبول.. وبعد الذبول..
اللهم حقق لها حلمها.. آمين.. يا رب العالمين.


#a