][`~*¤!||!¤*~`][الحليب.. السم اليومي][`~*¤!||!¤*~`][


«عندج حليب؟» سؤال طرحته علي ابنتي ذات الأربع سنوات، حاملة بيديها الصغيرتين سلطانية بها حبوب الإفطار العضوية. أجبتها قائلة: «لا يا صغيرونة. من اليوم ورايح لازم تأكلين الكورن فليكس من دون حليب، لأن كل الحليب اللي في السوبر ماركت ملوث». سألتني قائلة: «شو يعني ملوث؟» أجبت: «يعني مب زين للصحة، يمرّض الواحد. كلي الكورن فليكس مثل ما تأكلين الجبس حبيبتي».
خلال الثلاثينات من القرن العشرين، أجرى الدكتور فرانسيس بوتينجر دراسة استغرقت منه عشر سنوات لمعرفة آثار استهلاك الحليب المبستر مقارنة بالحليب الطازج غير المبستر على تسعمئة قطة. لم يقدم للفريق الأول سوى الحليب الطازج غير المبستر، بينما لم يقدم للآخر سوى الحليب المبستر. استطاع الفريق الأول أن يكافح ليبقى بصحة سليمة، وبنشاط وانتباه متقدين طوال فترة حياتهم، أما الفريق الآخر سرعان ما أصيبوا بالكسل، وفتور الهمة، وتشوش التفكير، والتعرض بشكل كبير لمجموعة من الأمراض والاعتلالات الجسدية الخطيرة التي عادة ما تصيب بني البشر، كأمراض القلب والفشل الكلوي والاختلال الوظيفي للغدة الدرقية واعتلالات الجهاز التنفسي، وفقدان الأسنان والتهاب الكبد...إلخ.
النسل الأول من الفريق الثاني ولدوا جميعهم بأسنان ضعيفة، وبعظام صغيرة هزيلة، وكان ذلك بمثابة الدليل القوي على نقص الكالسيوم الذي يدل بدوره على أن الجسم لا يستطيع امتصاص الكالسيوم من الحليب المبستر. أما نسل الفريق الأول فولدوا أصحاء كوالديهم تماما. الجيل الثالث من الفريق الثاني الذي تمت تغذيته بالحليب المبستر ولدوا أمواتا، أما أولئك الذين بقوا على قيد الحياة كانوا جميعا عقيمين غير قادرين على التكاثر. عند هذه النقطة توقف الدكتور عن متابعة الدراسة، لأن الجيل الرابع من القطط المغذاة بالحليب المبستر لم يكن له وجود، بالرغم من أن أجيال الفريق الأول استمروا بالتكاثر والكفاح للبقاء بصحة سليمة بشكل غير محدود.
لماذا يباع الحليب مبسترا إذن؟ يباع الحليب الطازج مبسترا لتمديد حياته على أرفف السوبر ماركت، ولضمان المزيد من الربحية لسوق منتجات الألبان، في الوقت الذي يقلل فيه من جودة ونوعية حياة المستهلك ويقصر فيه من عمره، ويجعل المسافة بينه وبين القبر أقصر. وبإلقاء نظرة بسيطة على صحة البدو لدينا، نجد أن الأمراض العصرية المستعصية لا تجد لهم طريقا. وهنالك فريق منا دائما ما يرفع حاجبيه استغرابا لذلك، متناسيا أن الطعام الطبيعي الذي يتغذى عليه البدو لهو أقوى دواء يحميهم من شر أكثر الأمراض فتكا.
فهل سنستمر بإضعاف أجسامنا وجعلها معرضة للأمراض، ونساهم في ربحية سوق منتجات الألبان على حساب صحتنا وصحة أطفالنا؟ أم سنجعل العجلة تدور في الاتجاه المعاكس؟ فلنجعل الطعام لنا دواء وليس داء. ولنطالب منتجي الألبان بتوفير الحليب غير المبستر في الأسواق
البياااااااااااااان ..

«عندج حليب؟» سؤال طرحته علي ابنتي ذات الأربع سنوات، حاملة بيديها الصغيرتين سلطانية بها حبوب الإفطار العضوية. أجبتها قائلة: «لا يا صغيرونة. من اليوم ورايح لازم تأكلين الكورن فليكس من دون حليب، لأن كل الحليب اللي في السوبر ماركت ملوث». سألتني قائلة: «شو يعني ملوث؟» أجبت: «يعني مب زين للصحة، يمرّض الواحد. كلي الكورن فليكس مثل ما تأكلين الجبس حبيبتي».
خلال الثلاثينات من القرن العشرين، أجرى الدكتور فرانسيس بوتينجر دراسة استغرقت منه عشر سنوات لمعرفة آثار استهلاك الحليب المبستر مقارنة بالحليب الطازج غير المبستر على تسعمئة قطة. لم يقدم للفريق الأول سوى الحليب الطازج غير المبستر، بينما لم يقدم للآخر سوى الحليب المبستر. استطاع الفريق الأول أن يكافح ليبقى بصحة سليمة، وبنشاط وانتباه متقدين طوال فترة حياتهم، أما الفريق الآخر سرعان ما أصيبوا بالكسل، وفتور الهمة، وتشوش التفكير، والتعرض بشكل كبير لمجموعة من الأمراض والاعتلالات الجسدية الخطيرة التي عادة ما تصيب بني البشر، كأمراض القلب والفشل الكلوي والاختلال الوظيفي للغدة الدرقية واعتلالات الجهاز التنفسي، وفقدان الأسنان والتهاب الكبد...إلخ.
النسل الأول من الفريق الثاني ولدوا جميعهم بأسنان ضعيفة، وبعظام صغيرة هزيلة، وكان ذلك بمثابة الدليل القوي على نقص الكالسيوم الذي يدل بدوره على أن الجسم لا يستطيع امتصاص الكالسيوم من الحليب المبستر. أما نسل الفريق الأول فولدوا أصحاء كوالديهم تماما. الجيل الثالث من الفريق الثاني الذي تمت تغذيته بالحليب المبستر ولدوا أمواتا، أما أولئك الذين بقوا على قيد الحياة كانوا جميعا عقيمين غير قادرين على التكاثر. عند هذه النقطة توقف الدكتور عن متابعة الدراسة، لأن الجيل الرابع من القطط المغذاة بالحليب المبستر لم يكن له وجود، بالرغم من أن أجيال الفريق الأول استمروا بالتكاثر والكفاح للبقاء بصحة سليمة بشكل غير محدود.
لماذا يباع الحليب مبسترا إذن؟ يباع الحليب الطازج مبسترا لتمديد حياته على أرفف السوبر ماركت، ولضمان المزيد من الربحية لسوق منتجات الألبان، في الوقت الذي يقلل فيه من جودة ونوعية حياة المستهلك ويقصر فيه من عمره، ويجعل المسافة بينه وبين القبر أقصر. وبإلقاء نظرة بسيطة على صحة البدو لدينا، نجد أن الأمراض العصرية المستعصية لا تجد لهم طريقا. وهنالك فريق منا دائما ما يرفع حاجبيه استغرابا لذلك، متناسيا أن الطعام الطبيعي الذي يتغذى عليه البدو لهو أقوى دواء يحميهم من شر أكثر الأمراض فتكا.
فهل سنستمر بإضعاف أجسامنا وجعلها معرضة للأمراض، ونساهم في ربحية سوق منتجات الألبان على حساب صحتنا وصحة أطفالنا؟ أم سنجعل العجلة تدور في الاتجاه المعاكس؟ فلنجعل الطعام لنا دواء وليس داء. ولنطالب منتجي الألبان بتوفير الحليب غير المبستر في الأسواق
البياااااااااااااان ..

