الشباب والزواج

    • الشباب والزواج

      صحيح قد مضت مدة طويلة على وقت زواجنا الطبيعي ولكن كيف نستطيع الزواج مع أننا ما زلنا لا نملك منزلا، وليست لدينا سيارة، ولم نحصل على شغل ذي دخل، ولم ندخر بعد النقود التي تفي بنفقات الزواج الباهضة وبهدايا العروس الثمينة.
      لم نحصل بعد على مكان لائق ومناسب لإقامة احتفالات الزواج و... و...
      نحن كيف نوافق على زواج ابنتنا مع العلم أنه لم يأت لحد الآن شاب، لائق، أنيق، ذو مرتب كاف وشغل محترم، صاحب منزل، ومن أسرة معروفة..و. و...
      لطلب يدها، فكل من خطبها كان يفقد واحدا أو اثنين من هذه الشروط؟!
      وطبيعي أن نتيجة الإقدام على زواج ابنتنا مع هذا الوضع سوف لا تكون سوى الفشل والندامة!...
      ماذا نعمل، فشروط المجتمع الصعبة لا تسمح لنا إلا بمثل هذا»
      وهنا يجب أن يقال للآباء والأمهات والشباب بأنكم أنتم قيدتم أنفسكم بهذه القيود والشروط غير الصحيحة، أنتم أنفسكم صنعتم مفهوماً خيالياً أجوفاً لموضوع الزواج، وضيعتم السعادة والرفاه الحقيقي، لأجل الوصول إلى سعادة ورفاه خيالي.
      ثقوا بأن هذه الحدود والخطوط التي رسمتموها لنيل السعادة سوف لا تنفعكم ولا تسعدكم أبداً.


      الغيرة، التقاليد العمياء، الأحلام الكاذبة، التأكيد على الأمور التافهة والسراب المزيف، نعم هذه هي السلاسل التي قيدتكم ومنعتكم من إنجاز أهم عمل.
      أي شخص توفرت له وسائل الحياة كاملة أول شبابه حتى تتوقعون ذلك لأنفسكم، أليست غالبية الأفراد الذين ترونهم قد شرعوا من الصفر؟
      نعم لعل الأمر كذلك بالنسبة لأولئك الذين يتوارثون الثراء أب عن جد ويحصلون مجاناً على الأموال، إلا أنه بعقيدتنا أن الزواج البسيط الخالي من الرسوم والتزيين يتلاءم إذا أدرك الطرفان معناه الصحيح إدراكاً واقعياً وأدركا أيضاً بأن وجود كل شيء يكون تدريجياً وأن المعيشة تتحسن تدريجياً، وأن متطلبات الإنسان يجب أن تكون في حدود الإمكان.
      ونجد أن شرائع ديننا البناءة لا تشترط في الزواج الصحيح غير وجود إنسانين (زوجين) عاقلين يرغبان في الحياة الزوجية المشتركة.
      ولكن انظروا كيف تعقدت هذه المسألة؟!


      وفي الختام,,
      يقول أحد العلماء: «الحياة قسمان لا أكثر، ينقضي القسم الأول بأمل القسم الثاني، وينقضي القسم الثاني حسرة على القسم الأول».
      وإذا استعملنا كلمة «حلم» بدل كلمة «أمل» ربما كانت العبارة أفضل، فنقول: ينقضي القسم الأول في حلم القسم الثاني وينقضي القسم الثاني في الحسرة على القسم الأول، والنموذج الواضح لهذا القول هو مسألة الزواج لكثير من شبابنا الحاضر، حيث يتلفون نصف عمرهم الأول في التفتيش والبحث عن زوجة أنيقة عصرية، ويتلفون النصف الثاني في الحسرة على عدم التصرف الصحيح في النصف الأول.