(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
والحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة
أصحاب الفضيلة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضاعت هذه الأمة وقتاً طويلاً وهي تحمّل أعدائها أسباب إخفاقها في التدافع الحضاري ، وفوتت فرصاً كبيرة كان يمكن عبرها أن تقوم بواجبها في الشهود الحضاري ، فنشأت الحضارة الحديثة مشوهة جائرة بمعزل عن إسهام المسلمين وعانى الإنسان والكون وباءته .
من وهدة الهزيمة تبحث الأمم لنفسها عن سبيل الحياة ، وتتفحص حالها بلهفة وإلحاح باحثة عن أسباب الهزيمة وعوامل الانكسار ، ومع اشتداد مأزق أمتنا ، ومع استمرار تهميشها عن مجال التأثير في الحياة ، وحين وضعتنا الأحداث شئنا أم أبينا على حافة صراع حضارات فإن النظر إلى الذات أصبح أولى من النظر إلى الآخر ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ، وفي حالة أمة كأمتنا لم تشد حضارتها إلا على هدي من الدين ، ولم يعرف لها التاريخ أي إسهام حضاري بمعزل عنه ، ولم تتميز إلا حين آمنت به وتمثلته ، فإن البحث في أسباب مأزقها يقتضي منا أن نتفحص بعناية علاقتها بالمكون الحضاري الأول لحضارتها أي علاقتها بدينها وبدون ذلك يبدو البحث عبثاً وتجديفاً في اليبس ، ومن المنطقي أن يمر البحث بمناطق أخرى تابعة يخالها البعض ثانوية وهي مع ذلك حسّاسة وخطرة من قبيل العلاقة بين الخلف والسلف بين الحاضر والماضي التي وصفها بعضهم خطأ أو صواباً لا أدري بأنها علاقة يحكم فيها الأموات الأحياء ، عالم من الأحياء يحكمه الأموات على حد عبارته ، أو من قبيل تجديد المناهج ، مناهج الاستنباط والاجتهاد أو إعادة النظر في سلم الأولويات المختل أو دراسة تبادل التأثير بين تصور المسلمين لدينهم وتطور تاريخهم السياسي والاجتماعي . هذه كلها مناطق يشعر كثير من الباحثين بالرهبة إما لضخامة المهمة أو خوفاً من التهم المعلبة الجاهزة التي تنتظر كل من يغامر بالدخول إلى مناطق حرمها البعض على البحث ممن أعفى نفسه من فريضة التفكير وألزم الآخرين بذلك ، وبالجملة فإن الأمة كما يلخص سماحة شيخنا العلامة الخليلي في حاجة إلى إعادة صياغة من جديد حتى تستطيع أن تنهض بمهمتها الحضارية شاهدة على العالمين ، ونحن هنا اليوم أيها الأخوة لنستطلع رؤية الشيخ التي عبّر عنها في أكثر من مناسبة والتي أصبحت عنصراً رئيسياً يلح عليه دائماً وباتت سمة واضحة لخطاب سماحة الشيخ في الآونة الأخيرة .
سماحة الشيخ لتسمح لي : تردد كثيرا في أحاديثكم ومحاضراتكم في الآونة الأخيرة في محاضرتكم مثلا في مناسبة الهجرة المشرفة ، في الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف ، في حلقات برنامج سؤال أهل الذكر ، تردد كثيراً في خطابكم عبارة ( إعادة صياغة الأمة ) .
سيدي سماحة الشيخ : سؤالي بشكل مباشر ما الذي يعنيه سماحتكم بعبارة ( إعادة صياغة الأمة من جديد ) تفضلوا
يتبع بإذن الله تعالى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
والحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة
أصحاب الفضيلة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضاعت هذه الأمة وقتاً طويلاً وهي تحمّل أعدائها أسباب إخفاقها في التدافع الحضاري ، وفوتت فرصاً كبيرة كان يمكن عبرها أن تقوم بواجبها في الشهود الحضاري ، فنشأت الحضارة الحديثة مشوهة جائرة بمعزل عن إسهام المسلمين وعانى الإنسان والكون وباءته .
من وهدة الهزيمة تبحث الأمم لنفسها عن سبيل الحياة ، وتتفحص حالها بلهفة وإلحاح باحثة عن أسباب الهزيمة وعوامل الانكسار ، ومع اشتداد مأزق أمتنا ، ومع استمرار تهميشها عن مجال التأثير في الحياة ، وحين وضعتنا الأحداث شئنا أم أبينا على حافة صراع حضارات فإن النظر إلى الذات أصبح أولى من النظر إلى الآخر ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ، وفي حالة أمة كأمتنا لم تشد حضارتها إلا على هدي من الدين ، ولم يعرف لها التاريخ أي إسهام حضاري بمعزل عنه ، ولم تتميز إلا حين آمنت به وتمثلته ، فإن البحث في أسباب مأزقها يقتضي منا أن نتفحص بعناية علاقتها بالمكون الحضاري الأول لحضارتها أي علاقتها بدينها وبدون ذلك يبدو البحث عبثاً وتجديفاً في اليبس ، ومن المنطقي أن يمر البحث بمناطق أخرى تابعة يخالها البعض ثانوية وهي مع ذلك حسّاسة وخطرة من قبيل العلاقة بين الخلف والسلف بين الحاضر والماضي التي وصفها بعضهم خطأ أو صواباً لا أدري بأنها علاقة يحكم فيها الأموات الأحياء ، عالم من الأحياء يحكمه الأموات على حد عبارته ، أو من قبيل تجديد المناهج ، مناهج الاستنباط والاجتهاد أو إعادة النظر في سلم الأولويات المختل أو دراسة تبادل التأثير بين تصور المسلمين لدينهم وتطور تاريخهم السياسي والاجتماعي . هذه كلها مناطق يشعر كثير من الباحثين بالرهبة إما لضخامة المهمة أو خوفاً من التهم المعلبة الجاهزة التي تنتظر كل من يغامر بالدخول إلى مناطق حرمها البعض على البحث ممن أعفى نفسه من فريضة التفكير وألزم الآخرين بذلك ، وبالجملة فإن الأمة كما يلخص سماحة شيخنا العلامة الخليلي في حاجة إلى إعادة صياغة من جديد حتى تستطيع أن تنهض بمهمتها الحضارية شاهدة على العالمين ، ونحن هنا اليوم أيها الأخوة لنستطلع رؤية الشيخ التي عبّر عنها في أكثر من مناسبة والتي أصبحت عنصراً رئيسياً يلح عليه دائماً وباتت سمة واضحة لخطاب سماحة الشيخ في الآونة الأخيرة .
سماحة الشيخ لتسمح لي : تردد كثيرا في أحاديثكم ومحاضراتكم في الآونة الأخيرة في محاضرتكم مثلا في مناسبة الهجرة المشرفة ، في الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف ، في حلقات برنامج سؤال أهل الذكر ، تردد كثيراً في خطابكم عبارة ( إعادة صياغة الأمة ) .
سيدي سماحة الشيخ : سؤالي بشكل مباشر ما الذي يعنيه سماحتكم بعبارة ( إعادة صياغة الأمة من جديد ) تفضلوا
يتبع بإذن الله تعالى ...
المنتجات الامريكية الاسرائلية