(1)
من أخاطب يا زماني؟
ولمن أشكو مما دهاني؟
هل سأكتفي بالصمت القاسي
أم أن الدموع ستكفي مما أعاني؟
يتوه الفكر بين ثنايا سطوري
وحروفي تفتقر للأمانِ
فلا حضن يوفيها فتبقى
ولا روح تونسها في كل آنِ
فجاوبني وحاورني يا زماني
كيف أنسى زلزلة كياني ؟
إن كان الأمر لابد منه
فهل من رحلة لعالم منسي
حيث سأنسى ما دار فيني
وأنسى كل ما قد شجاني
ماذا سأفعل إن انهار سلّمي
وتحطم كل ما قد حماني
كل ما بخاطري بات غامضا
فجاوبني وأرحني يا زماني
(2)
أيا أمي بحنانك احتويني
وبين ذراعيك ضميني
لعل همي تقل وطئته
ولعلي أنسى بعضا من حنيني
يموت القلب رغم نبضه
ويدور الدم كدوران سنيني
أيا أمي ضميني ونسّيني
فما عدت أطيق ثقل أنيني
أماه لا تدعيني أعلن جنوني
بعد أن ذبلت بتلات ياسميني
رحل الهناء ولم يبقي أي أثر
وبات كل معنىً للألم يعتريني
أيا أمي ما عدت أعي ما حولي
فأرجوك يا أمي أفهميني
إذا رحلت المعاني العظيمة
ما العمل عندها جاوبيني
إذا ماتت أحلامي تحت الواقع
وإذا كانت قسوة القدر فوق مقدرتي
فمن يمدني بماء الحياة
ومن يقوي الأمل في داخلي
ومن يروي ظمأ روحي
ومن يحيي البسمة في شفتي
ومن يخفف وطأة آلامي
صارحيني يا أمي صارحيني
ثقلت همومي وثقلت وثقلت
حتى شعرت أني جاوزت الأربعيني
(3)
منكبة على أوراقي وأتعبتُ جفوني
باحثةً عن بقايا تحيي روح غصوني
باحثة عن أمل يضيء ما أمامي
وعن ما يطفئ قسوة ظنوني
أُغلقت صفحة الماضي
ودُسَّت بين ذكريات مشتتة
مرت علي كأطياف باهتة
وأرواح تائهة
وأحزان متهافتة
وأشباه سعادة بائسة
كلهم مروا على جثتي
مروا علي وشيعوني
حتى قلمي وفرشاتي وقراطيسي
مروا علي وأكملوا الطريق
ورحلوا عني وقد جفوني
(4)
قالوا هناك نجوم لامعة
وقالوا هناك أيام حالمة
وقالوا هناك طريق للنسيان
وقالوا وقالوا وأكثروا القول
وبقيت أنا صامتة
وليس صمتي لجهلٍ لمقصدهم
ولكن فكري بات مشغول
رحل عبر الزمن
إلى الماضي البعيد
والأيام الصارمة
رحل واستقر هناك
بين أحضانهم
بين كلماتهم الحانية
بين وجوههم الباسمة
ونبضاتهم وهمساتهم
بين كل معانيهم الهانئة
رحل فكري ورفض البقاء
وأصر على رفضه
حتى قالوا تائهة
ومن الدنيا يائسة
دعوني أكمل رحلتي
دعوني أعيش بين هذياني
وسأبقى لما بي كاتمة
(5)
نفسي العالية باتت تنهار
ويا لضخامة ذلك الانهيار
وكل ما بداخلي بات يشكو
بات يشكو من قسوة الاحتضار
كان هناك ألف طريق
ولمرادي ألف اختيار
ولكن دوام الحال من المحال
وتغير الأمور من أغمض الأسرار
كل شي تبدل وتحول
تغير تحت إصرار الأقدار
بقت روحهم بداخلي ثابتة
وما حولها إعصار
مسكنهم بين الحشايا لم يتغير
ولم يكن لي في ذلك أي قرار
يطول الليل كطول توجعي
وتبعد شمس النهار
كل ما بنيته بداخلي
أبي إلا أن ينهار
انهار وأبقى أشتات حوله
ويا لضخامة ذلك الانهيار
(6)
حادثني واسمعني يا زماني
ودلني لطريق الأمانِ
فقد رحلت عن واقعي القاسي
وقد أدرك ذلك كل من رآني
بعد أن رحل كل معنى تغنيت به
وبقت معاني رفضتها
واذا بالضيق وقد اشتراني
فأخبرني حينها
أين أسير؟ وكيف أسير؟
ومن أخاطب يا زماني؟
(7)
كم من المؤلم عندما تحب تصدق
وتقدم كل التضحيات
وتصبح كل معاني الإخلاص شعارك
تعيش بين ثنايا روحهم
تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم
حتى تكاد تشعر أنهم جزء منك
ومن المستحيل أن ينفصل عنك
ولا تفكر ولو لحظة في فراقهم
وفي واقعنا دائما هناك (لكن)
وأحيانا تكون أقسى مما تصورنا
أقسى من كل اللحظات الحزينة
عندما يموت ذلك الجزء فيك
بسبب واقع لا خيار لك فيه
فمهما عاشرت لابد من الفراق
ولابد أن تذوق تلك المرارة
نتجرع الألم وتضيق علينا الدنيا
بعدها نحاول نكران الواقع
ونتأمل بآمال مستحيلة
ونحلم باللقاء
ونعلن العيش في عالم الأوهام
أملا في الحصول على نظرة من عينهم
كلمة من شفاههم
حضن يدفينا بينهم
و(لكن) لا يوجد من الواقع مفر
فلا نقول سوى وداعا يا من رحلتم
وداعا يا من في فؤادنا سكنتم
وداعا ولن تموت ذكراكم
وداعا نلتقي وسط الجنانِ
...
من أخاطب يا زماني؟
ولمن أشكو مما دهاني؟
هل سأكتفي بالصمت القاسي
أم أن الدموع ستكفي مما أعاني؟
يتوه الفكر بين ثنايا سطوري
وحروفي تفتقر للأمانِ
فلا حضن يوفيها فتبقى
ولا روح تونسها في كل آنِ
فجاوبني وحاورني يا زماني
كيف أنسى زلزلة كياني ؟
إن كان الأمر لابد منه
فهل من رحلة لعالم منسي
حيث سأنسى ما دار فيني
وأنسى كل ما قد شجاني
ماذا سأفعل إن انهار سلّمي
وتحطم كل ما قد حماني
كل ما بخاطري بات غامضا
فجاوبني وأرحني يا زماني
(2)
أيا أمي بحنانك احتويني
وبين ذراعيك ضميني
لعل همي تقل وطئته
ولعلي أنسى بعضا من حنيني
يموت القلب رغم نبضه
ويدور الدم كدوران سنيني
أيا أمي ضميني ونسّيني
فما عدت أطيق ثقل أنيني
أماه لا تدعيني أعلن جنوني
بعد أن ذبلت بتلات ياسميني
رحل الهناء ولم يبقي أي أثر
وبات كل معنىً للألم يعتريني
أيا أمي ما عدت أعي ما حولي
فأرجوك يا أمي أفهميني
إذا رحلت المعاني العظيمة
ما العمل عندها جاوبيني
إذا ماتت أحلامي تحت الواقع
وإذا كانت قسوة القدر فوق مقدرتي
فمن يمدني بماء الحياة
ومن يقوي الأمل في داخلي
ومن يروي ظمأ روحي
ومن يحيي البسمة في شفتي
ومن يخفف وطأة آلامي
صارحيني يا أمي صارحيني
ثقلت همومي وثقلت وثقلت
حتى شعرت أني جاوزت الأربعيني
(3)
منكبة على أوراقي وأتعبتُ جفوني
باحثةً عن بقايا تحيي روح غصوني
باحثة عن أمل يضيء ما أمامي
وعن ما يطفئ قسوة ظنوني
أُغلقت صفحة الماضي
ودُسَّت بين ذكريات مشتتة
مرت علي كأطياف باهتة
وأرواح تائهة
وأحزان متهافتة
وأشباه سعادة بائسة
كلهم مروا على جثتي
مروا علي وشيعوني
حتى قلمي وفرشاتي وقراطيسي
مروا علي وأكملوا الطريق
ورحلوا عني وقد جفوني
(4)
قالوا هناك نجوم لامعة
وقالوا هناك أيام حالمة
وقالوا هناك طريق للنسيان
وقالوا وقالوا وأكثروا القول
وبقيت أنا صامتة
وليس صمتي لجهلٍ لمقصدهم
ولكن فكري بات مشغول
رحل عبر الزمن
إلى الماضي البعيد
والأيام الصارمة
رحل واستقر هناك
بين أحضانهم
بين كلماتهم الحانية
بين وجوههم الباسمة
ونبضاتهم وهمساتهم
بين كل معانيهم الهانئة
رحل فكري ورفض البقاء
وأصر على رفضه
حتى قالوا تائهة
ومن الدنيا يائسة
دعوني أكمل رحلتي
دعوني أعيش بين هذياني
وسأبقى لما بي كاتمة
(5)
نفسي العالية باتت تنهار
ويا لضخامة ذلك الانهيار
وكل ما بداخلي بات يشكو
بات يشكو من قسوة الاحتضار
كان هناك ألف طريق
ولمرادي ألف اختيار
ولكن دوام الحال من المحال
وتغير الأمور من أغمض الأسرار
كل شي تبدل وتحول
تغير تحت إصرار الأقدار
بقت روحهم بداخلي ثابتة
وما حولها إعصار
مسكنهم بين الحشايا لم يتغير
ولم يكن لي في ذلك أي قرار
يطول الليل كطول توجعي
وتبعد شمس النهار
كل ما بنيته بداخلي
أبي إلا أن ينهار
انهار وأبقى أشتات حوله
ويا لضخامة ذلك الانهيار
(6)
حادثني واسمعني يا زماني
ودلني لطريق الأمانِ
فقد رحلت عن واقعي القاسي
وقد أدرك ذلك كل من رآني
بعد أن رحل كل معنى تغنيت به
وبقت معاني رفضتها
واذا بالضيق وقد اشتراني
فأخبرني حينها
أين أسير؟ وكيف أسير؟
ومن أخاطب يا زماني؟
(7)
كم من المؤلم عندما تحب تصدق
وتقدم كل التضحيات
وتصبح كل معاني الإخلاص شعارك
تعيش بين ثنايا روحهم
تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم
حتى تكاد تشعر أنهم جزء منك
ومن المستحيل أن ينفصل عنك
ولا تفكر ولو لحظة في فراقهم
وفي واقعنا دائما هناك (لكن)
وأحيانا تكون أقسى مما تصورنا
أقسى من كل اللحظات الحزينة
عندما يموت ذلك الجزء فيك
بسبب واقع لا خيار لك فيه
فمهما عاشرت لابد من الفراق
ولابد أن تذوق تلك المرارة
نتجرع الألم وتضيق علينا الدنيا
بعدها نحاول نكران الواقع
ونتأمل بآمال مستحيلة
ونحلم باللقاء
ونعلن العيش في عالم الأوهام
أملا في الحصول على نظرة من عينهم
كلمة من شفاههم
حضن يدفينا بينهم
و(لكن) لا يوجد من الواقع مفر
فلا نقول سوى وداعا يا من رحلتم
وداعا يا من في فؤادنا سكنتم
وداعا ولن تموت ذكراكم
وداعا نلتقي وسط الجنانِ
...
ماتفكر فيه ..
ستحصل عليه .. !!