هل يؤثر تاريخ الميلاد على صحة الإنسان

    • هل يؤثر تاريخ الميلاد على صحة الإنسان

      في بحث جديد نشر حديثا, اكتشف العلماء أن تاريخ ميلاد الإنسان ومراحل حياته الأولى تؤثران بشكل كبير على حياته الصحية والإنجابية.
      فقد وجد الباحثون في جامعة كامبردج البريطانية, أن كل إنسان قد يواجه مصيرا مختلفا اعتمادا على الشهر الذي ولد فيه, فالأشخاص الذين ولدوا في شهر حزيران (يونيو), على سبيل المثال, أكثر إنجابا للأطفال والأحفاد.
      ولاحظ هؤلاء بعد متابعة عدد من السيدات ولدوا في شمال مدينة كيبك الكندية في شهر حزيران (يونيو), وجود أحفاد أكثر بمعدل سبعة أطفال لديهن, مقارنة مع اللاتي ولدن في شهر نيسان (أبريل).

      وتقترح هذه النتائج, حسب الباحثين, أن المراحل المبكرة من حياة الإنسان تؤثر على مستقبله الإنجابي, كما أن للوزن الولادي والنمو المبكر تأثيرات عديدة على الصحة في الكبر, كخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة والسكري والشيزوفرينيا, وحتى في الوقت الحالي, تعتمد مدة الحياة والطول النهائي على موعد الولادة, ولكن هذه التأثيرات تكون أضعف بكثير اليوم مما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

      وقام علماء كامبردج بدراسة سجلات العائلات الأبرشية, المنحدرين من مهاجرين فرنسيين, شملت حياة أكثر من ثلاثة آلاف سيدة, ولدن بين 1850 و1879, عاشوا في قرى زراعية صغيرة دون عناية صحية أو موانع حمل, حيث أنجبت كل سيدة منهن حوالي عشرة أطفال في المتوسط.
      وتبيّن في الدراسة التي نشرتها مجلة /الطبيعة/, أن السيدات اللاتي وُلدن في الأشهر الجيدة أنجبن عددا أكثر من الأطفال, وتمتعن بحياة إنجابية أطول, وحصلن على عدد أكبر من الأحفاد, مما يدل على أن المراحل المبكرة جدا من حياة الأم تؤثر أيضا على الحياة الإنجابية لأجيالها.

      وقال الخبراء إن هناك العديد من العوامل المختلفة وراء أي الأشهر هي الأفضل وأيها الأسوأ, وأهمها الطقس والطعام وأساليب العمل, إلا أن تحديدها بدقة يبقى أمرا صعبا, منوهين إلى أن الولادة في شهر نيسان (أبريل) مثلا, هو من أصعب أوقات السنة, لأنها تكون خلال وقت الحصاد أو قبله مباشرة, فتكون السيدة حاملا في الشهر الأول وتعمل وحدها في الحقل من الفجر وحتى المغيب, بينما يجمع زوجها الحطب, وفي المساء عليها العناية بمنزلها, لذلك فهي تتعرض لجهد كبير.

      ويرى المختصون في جامعة كيبك بمونتريال, أن شهر تشرين أول (أكتوبر), هو أسوأ الأشهر للولادة، لأن الحمل يكون في بداية السنة, وهو وقت قاسي بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 35 درجة مئوية تحت الصفر.