سامحتكم
أيها الميتون ..
أيها الميتون ..
أيها الحاقدون ..
أيها الحاقدون ..
متى ستموتون .. متى ؟
متى سيتنقى الهواء من أنفاسكم الشريرة
ومتى سترتاح الطرق من أقدامكم المتسارعة لفعل الفساد ..
متى ستبتلعكم القبور وأعلم أنها بغصة ..
ماذا لا أسمع ..
ماذا بصوت عال أيتها الأرض ماذا تقولين؟ ماذا؟
وهل أنت أيضا سئمت منهم ..
ترفضينهم ولا ترابك يستسيغهم ..
إذا فلتلتقمهم النار ..
وتحرق وساوسهم وأفكارهم السيئة ..
ولتسلخ كل لسان تكلم بسوء عنها وتشوي كل قلب دس سم النوايا لها ..
ماذا تفعلون؟
تعدمون من ؟
أماني ؟
أأماني تقتلون ؟
أأنتم تقصدون أماني حتى تموت
لا ..
لا لن تفعلون.. فلن تكون أماني ضحيتكم ..
فلتأكلكم النار أيها الحاقدون .. فلتأكلكم النار أيها الميتون ..
نعم سمعتكم ..
ورأيتكم بعيني ..
ولمسته فيكم ..
وذقته في أنفاسكم ..
نفس الغدر ..
نفس الثوب الذي ترتدونه ..
ونفس الشراب الذي تدمنون عليه ..
ثوب البياض والتظاهر بالطيبة والعفة والنقاء ..
وشراب الضغينة المر ..
ما أمرها من حقيقة..
أن تكون وسط تيارين يجرفانك لهوة اليأس والحزن والخوف ..
وكانا صاحبيك وليس الا كتلتين حاقدتين ..
فلتبعثركم الشمس الحارقة ..
وتفتتكم المياة الباردة لعلها ستنقي بعضاً من عدائكم وحقدكم ..
فلترحلوا بعيداً ..
أتعلمون .. أن حتى النار أبت أن تدنس لهيبها بدخان جلودكم ..
لا ..
لا لن ترحلون بحقدكم ..
رغم ما فعلتوه بي ورغم الأذى..
ورغم حقدكم ..
وأسلحتكم وعيونكم ..
فلن ترحلوا ..
قبل أن تتعلموا ..
فأنا لا زلت أذكر أنكم يوماً كنتم تحدثوني كالحمل الوديع..
وتصافحوني مصافحة السائح للبلاد ..
وأنكم كنتم أصحاب كما أسمتكم العيون والأفواه ..
لا ..
أقتلوا أحقادكم ..
اجعلوها تموت ..
فأنا لن أتقاضى اجرا منكم ولا الحياة ..
ولن أسمعكم إياه ..
وسأدعو لكم وما دعيت عليكم ..
وسأسامحكم يا من كنتم أصحابي ..
لأنني ولدت ولم أعرف الحقد ..
ولدت لأتعلم أنكم مدارسه ورواده فأحذر منكم ..
ولدت لتعلمني الحياة ..
أن هناك أناس يحيون لأجل أنفسهم فقط فيما أنت تحيا من أجلهم ..
ويقطفون ثمارك ولا يشكروك فيما أنت تزرعها وتسقيها لهم ..
ويزرعون الأشواك في دروبك فيما أنت تنثر الورود في دروبهم ..
فليهدكم الرحمن أيها الغافلون وليرحمكم ..
تحياتي:
الهودج