أصبح حادث انقطاع خدمات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط أواخر الشهر الماضي لغزًا محيرًا في ظلّ حالة الغموض التي تغطي على أسباب عطل الكابلات البحرية في البحر المتوسط، ورغم مرور أكثر من الأسبوعين إلا أن الحقيقة مازالت تائهة في أعماق البحار.
[B]وفي تطور جديد يزيد من تكهنات أن تكون هذه العملية مدبرة، أعلن عدد من المسئولين في وكالة AFP الفرنسية للأخبار عن وجود أيادٍ خفية عبثت بالكابلات البحرية المسئولة عن حدوث عطل كبير بالإنترنت في المنطقة.
كما ذكر اتحاد الاتصالات الدولي التابع للأمم المتحدة، بأن نتائج التحقيقات كشفت عن مصادفات غريبة، وهي حدوث أعطال كثيرة متزامنة مع عطل الكابل البحري الرئيسي للإنترنت، مما يجعل القضية أكبر من مجرد مصادفة، وأنه لا يستبعد أن يكون "عمل تخريبي" وراء هذا الانقطاع.
وقال مدير مكتب تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي سامي البشير المرشد: "رغم أننا بصدد انتظار نتائج الأبحاث ولا نريد استباق الأحداث إلا أننا لا نستبعد أن يكون عمل تخريبي وراء حوادث قطع الكابلات البحرية قبل أكثر من أسبوعين".
وأضاف أن بعض الخبراء يشكك في الرواية المتناقلة حول قطع الكابل البحري عن طريق الخطأ، خاصة وأن هذه الكابلات تقع على أعماق كبيرة تحت البحر ولا تطالها السفن، موضحًا أن الاتحاد الدولي للاتصالات لا يجري التحقيقات بل يشجع على القيام بها.
يأتي ذلك في كلمته التي ألقاها على هامش افتتاح الملتقى الإقليمي لأمن المعلومات المقام حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تعرض فيها إلي حوادث انقطاع الكابلات.
وتدعيمًا لذلك، أعلنت إحدى شركات الاتصالات الهندية الكبرى بأن الكابل الرئيسي المعروف بفالكون الموصل بين سلطنة عمان والإمارات قد تعطل نتيجة مرور إحدى السفن، ولكن سرعان ما ظهرت بعد ذلك أربعة انقطاعات أخرى لأربعة كابلات مختلفة في نفس الوقت وبشكل غامض، مما جعل مجموع الكابلات المعطلة خمسة، تمّ حتى الآن إصلاح أربعة منها. وذكر أحد الخبراء من اتحاد الاتصالات بأن هذه الكابلات مدفونة بعمق داخل البحر، ومن الصعب وصول قاعدة أي سفينة إليها.
وقد تعرضت المنطقة في بداية الشهر الحالي إلى أضرار كبيرة نتيجة عطل الإنترنت؛ حيث توقفت معظم العمليات الإلكترونية التي تدار على الشبكة، خاصة في كل من مصر والهند والإمارات، مما ألحق أضرارًا مادية كبيرة وتسبب في تعطيل الكثير من الأعمال. ونفت بعض المصادر الإخبارية نظرية المؤامرة، والتي أشارت إلى تدخل أيدٍ أجنبية لتعطيل الإنترنت عن إيران بالدرجة الأولى، حيث تسبب العطل في توقف تامّ للإنترنت عن إيران لمدة عشرة أيام، خلافًا لبقية الدول المجاورة التي استمرّ فيها الارتباط بالشبكة ولكن بشكل متعثر وبطيء.
ومما زاد من حِدّة الشكّ في حدوث عملية تخريب لهذه الكابلات تقرير نشرته صحيفة "أمريكان كرونيكل" الأمريكية أظهر أن هناك بعض القلق من أن عطل كابلات الإنترنت ليس من قبيل المصادفة.
المصدر : جريدة الزمن
:):):)
:):):)
[/B]