توبة مريض الايدز

    • توبة مريض الايدز

      اعرف شخصا مريضا بهذا المرض والعياذ بالله فهل يمكن لهذا الشخص ان يتوب؟
      وعلى نفس المعنى هل يجوز توبة الشخص الذي انتهى عنه مايساعده على عمل الخبائث فمثلا لنقل ان شخص مدمن الخمر تاب لانه لايستطيع شرائه او هل ممكن ان نقول ان الله سبحانه وتعالى سهل له التوبة بمنع مصدرها؟ ولكم جزيل الشكر
    • من المعلوم أن الله جل وعلا قد شرع لعباده التوبة والإنابة إليه وحثهم عليها ورغبهم فيها ووعد التائب بالرحمة والغفران مهما بلغت ذنوبه فمن جملة ذلك قوله جل وعلا: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) [الزمر: 52-53]. وقال تعالى: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) .[ البقرة: 222].
      وقد تضافرت دلائل الكتاب والسنة على وجوب التوبة، ولزوم المبادرة إليها، وأجمع على ذلك أئمة الإسلام ـ رحمهم الله تعالى. إذا علم ذلك، فإن التائب لا يكون تائبا حقا إلا إذا توفرت في توبته خمسة شروط:
      الشرط الأول: الإخلاص ـ وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عزوجل.
      الثاني: الإقلاع عن الذنب.
      الثالث: الندم على فعله.
      الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه.
      الخامس: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت. قال النووي في شرح مسلم (وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل التوبة فهذه الشروط فيما إذا كان الذنب بين العبد وربه، كشرب الخمر مثلاً. وأما إذا كان الذنب يدخل فيه حق العباد، فلا بد من إبراء الذمة من هذا الحق فإن كان مظلمة استحلها منه، أو حقا رده إليه، بالإضافة إلى الشروط الخمسة الآنفة الذكر. إذا ثبت هذا فليعلم أن العبد إذا تاب ، فينبغي أن يكون حاله بين رجاء قبول التوبة، ومخافة العقاب من الله تعالى، قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) [المؤمنون: 60]. وقد خرج الترمذي بإسناد ثابت أن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: "أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ فقال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات". لكن لا ما نع أن يكون هنالك أمارات على صدق توبة العبد يستأنس بها في ذلك.فمن ذلك أن العبد التائب يجد حرقة في قلبه على ما فرط منه في جنب الله. وأنه ينظر لنفسه بعين التقصير في حق الله الجليل. وأنه يكون أشد تجافيا عن الذنب وعن أسبابه، نائيا بنفسه عن هذه الموارد. ومن ذلك أنه يميل إلى الإقبال على ربه ومولاه، وأن يصاحب أهل الفضل والخير ويقاطع أصدقاء السوء ومن لا خير فيهم، وأن ينظر إلى توفيق الله له بالتوبة على أنه نعمة عظيمة من أعظم النعم عليه، فيفرح بها ويحافظ عليها ويخاف زوالها، ويخشى عقوبة نكثها. والله تعالى أعلى وأعلم.

      منقول
    • هذه فتوى لسماحة الشيخ الخليلي حفظه الله تعالى :

      س: ما هو الحكم الشرعي في توبة من تسبب لنفسه بالإصابة بمرض الإيدز، وما هي نظرة الإسلام إلى المصاب بهذا المرض العضال؟

      ج: يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر فالله تعالى يقول : (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون،واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون)) فالتوبة بابها مفتوح ولكل صاحب معصية توبة عند الله سبحانه وتعالى وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار )) . و المقصود ببسط اليد قبوله لتوبة التائبين ؛ و كذلك جاء في الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلّى الله عليه و سلّم - الحض على المسارعة إلى التوبة و بيان أن الله تبارك و تعالى يحب من عباده التوبة مهما وقعوا في لفحشاء و الموبقات إذ عفو الله تبارك وتعالى عن التائبين أوسع من ذلك كله .والله اعلم. ولاريب إن نظرة الإسلام إليه:ان كان بعد التوبة فهومقبول عند المسلمين عندما يتوب الى الله تعالىتوبة صادقة واما ان كان مصرا على معاصيه فهو في حكم البراءة عند المسلمين . والله تعالى اعلم.