تتزايد أسماء المواقع والمنتديات الحوارية العمانية على شبكة الانترنت يوما بعد يوم ، وقد شهدت بعض المنتديات المحلية إقبالا كبيرا من المواطنين في طرح قضاياهم المحلية وإيصال صوتهم للجهات المعنية ، حيث يمكن لأي مواطن بسيط أن يدخل على أحد المنتديات من بيته أو من أحد مقاهي الانترنت ويكتب ما يشاء له أن يكتبه ...
[B]وفي السنوات الأخيرة شهدت المنتديات الحوارية المحلية نشاطا متزايدا بعد ارتفاع أعداد الأعضاء المسجلين فيها ، ويعود هذا لمساحة الحرية المتزايدة التي يجدها متصفح النت الذي يدخل باسم مستعارعادة ، مما أدى إلى ظهور بعض الآراء والمواقف التي قد لا تجد مساحة كافية للظهور عبر وسائل الإعلام المحلية ، ويتجاوب العديد من المسؤولين في الحكومة مع هذه الأصوات عبر الشبكة الدولية ، حيث يمكن للمواطن أن يطرح قضيته وأفكاره بكل شفافية وعفوية .
حرية مكفولة
ويكفل هذه المساحة من الحرية النظام الأساسي للدولة الذي ينص فى مادته (18) على أن الحرية الشخصية مكفولة وفق القانون وأنه لا يجوز القبض على إنسان أو تفتيشه أو حجزه أو حبسه أو تقييد حريته فى الإقامة والتنقل إلا وفق أحكام القانون، وتنص المادة (29) على أن حرية الرأى والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة فى حدود القانون، وفى المادة (30) أن حرية المراسلات البريدية والبرقية والمخاطبات الهاتفية وغيرها من وسائل الاتصال مصونة وسريتها مكفولة فلا يجوز مراقبتها أو تفتيشها أو إفشاء سريتها إلا فى الحالات التى يبينها القانون، وفى المادة (31) حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفق الشروط والأوضاع التى يبينها القانون (11).
ورغم ذلك فإن بعض مشرفي المنتديات الحوارية لازالوا يمارسون رقابة ذاتية صارمة على مواقعهم ، وقد يبدو ذلك واضحا عندما تتصفح أحد المنتديات لتجد تعليمات وتحذيرات على النافذة الرئيسة للمنتدى تجعلك تتحفظ على كل حرف تكتبه .
محاربة الفكر
يقول أحد الأعضاء بالمنتديات العمانية : المنتديات الحوارية هي المتنفس الوحيد لنا ، فيه قادرين الوقوف وصوتنا عالي ، ولكن وللأسف بعض هذه المنتديات تشن حملة ممانعة لكتابات الأخرين والتعبير عن أرئهم الأدبية والفكرية والسياسية ، ولاتدرك أدارة بعض المنتديات حقيقة واضحة ، إن حرية التعبير هي الطريق الصحيح الموصل الى ثقافة جديدة من خلال التفاعل الحر بين الفرد ومفرادت مجتمعه وتاريخه وثقافته ، واختراق المنتديات العمانية بقصد أو بدونه أو تعيين مشرفين كل ثقافتهم أ وب وت ، حال دون حرية الابداع والقدرة عليه .
ويضيف العضو : تجهل بعض أدارة المنتديات دور الكتابة في التغير والتجاوز وجهل دورها أيضا في التعرف على الواقع وبالتالي التغير .
ولكن محاربة الفكر والكتابة في تلك المنتديات ، ماهو الا امتداد لسلطة الأجهزة الأمنية وسلطة الجهل وسلطة الأادري أحيانا كمحاولة أثبات وجوده.
والتناقض الحاد أحيانا في أدارة دفة المنابر العمانية ، ومحاولة أيهام الكتاب بزيف وحجج ضبابية ، وفقدانهم لأبسط حقوق الأنسان وهي ممارسة حرية الكتابة بدون أرهاب وترهيب .
تزمت المشرفين
ويقول عضو آخر : اعتقد ان حرية الكتابة والكلمة مقيدة في كل مكان ولكن ذلك متفاوت حسب المكان الذي تكتب فيه وفكر القائمين عليه ، فما يمكن ان يسمح به في مكان او منتدى او صحيفة لا يمكن ان يسمح به في مكان آخر والعكس صحيح فبعض الأماكن يمكن ان يسمحوا لك ان تنتقد الحكومة ولكن ان انتقدت او علقت على مشرف تم طردك وهنا ما الفرق ، اليس الفكر نفسه بين غضب المنتقدين من الحكومة مثلا وغضب هؤلاء؟ وفي اماكن اخرى يمكن ان يسمح لك ان تكتب ما تريد ان وافق ما تكتبه اهواء وافكار بعض المشرفين ولكن ستطرد ان كانت لك افكار مخالفة لما لهم ، وارى ان تختار المكان يكون القائمين عليه اكثر مرونة في تقبل الأفكار المخالفة من الأمكنة الأخرى او على الأقل تثق بهم من اتباع طرق رخيصة لإيذائك ان اختلفت معهم لذا عليك ان تجد اماكن يقوم عليها مشرفون تحترمهم .
سلاح ذو حدين
بينما يقول أحد الأعضاء المتحفظين : مساحة الحرية في الكتابة في الانترنت غير محدودة ، ولكننا لا بد أن نراعي أننا نعيش في مجتمع له خصوصيته وعاداته وتقاليده التي يجب أن تحترم ، ولا يجب أن يسمح للأعضاء أن يكتبوا في المنتديات كل مايريدون ، لأنه المنتدى سلاح ذو حدين ويمكن للبعض أن يروج لأفكاره ومبادئه الخاصة بعيدا عن الموضوعية وبطريقة غير مباشرة ، وخاصة في المنتديات المعروفة التي يرتادها معظم المواطنين ، فهي أصبحت سلطة رابعة ولا يمكن أن نستهين بتأثير الأفكار التي تطرح عبر هذه المنتديات في تغيير الرأي العام حيث أن أغلب الموظفين وطلاب الجامعات يتصفحون هذه المواقع ويثق أغلبهم فيما يطرح عبرها لأنهم يشعرون أنها تتكلم بأصواتهم .
تجاوزات ...
وقد ساعد توافر مقاهي الانترنت وانتشارها في السلطنة على تزايد مساحة المشاركين في هذه المنتديات ، وحسب إحصائية هيئة تنظيم الاتصالات ، فإن عدد المشتركين فى خدمات الانترنت المؤجرة بما فيها مقاهى الانترنت بلغ حوالي 215 اشتراكا .
ورغم وضع بعض الاشتراطات التى يجب أن يلتزم بها مستخدمي النت في المقاهي العامة مثل تعبئة بعض البيانات التي تتضمن : اسم المستخدم، ورقم البطاقة الشخصية (للمواطن) أو بطاقة العمل (للوافد)، ورقم الجهاز، وتاريخ الدخول، ووقت الدخول، ووقت الخروج، والتوقيع ، إلا أن بعض المقاهي لا تلتزم بهذه الشروط ، الأمر الذي يمكن أي مستخدم من أن يدخل لأي موقع من غير أن يكون هناك ما يثبت أنه دخل لهذه المنتديات عبر أحد المقاهي .
ثرثرة مواطن
ويحذر أحد مرتادي هذه المنتديات من الانجراف إلى كل ما ينشر عبر هذه المنتديات ويقول : المنتديات مكان عام يدخل كل من يرغب وتختلف اتجاهات وأفكار ومبادئ الأعضاء الذين يشاركون في هذه المنتديات ولذلك لا يجب علينا أن نصدق كل ما يكتب أن أن ننجرف وراء كل الأفكار التي يطبل لها عبر هذه المنتديات ، رغم أن 60 % من المواضيع التي تطرح لها جانب من الصحة ولكن بعض المشاركين يحاولون تهويل القضية أو الموضوع ، كما أن البعض يحازل استغلال مساحة التعبير عبر النت لمصالحه الخاصة كالترويج للسلع التجارية أو التحريض على مؤسسات أو جهات بعينها .
ويضيف : أن أعتبر ما يكتب عبر هذه المنتديات هي ثرثرة المواطن العادي في الشارع ، وقد تتكون هذه الثرثرة لا ترقى لمستوى الخطاب اللائق ، للختلف ثقافة ووعي الأعضاء ولكن بعض القضايا التي تطرح تعبر بصدق عما نعايشه نحن في الواقع وعن مشاكلنا وهمومنا لا تشجع الظروف على أن تحيط بها وسائل الإعلام المختلفة ، وهو ما يجعل الناس تقبل على هذه المنتديات .
وتقول إحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان : " أن السلطات تترك مثل هذا المواقع لأنها تتيح لها أن تعرف فيما يفكر الناس " .
وتمتلئ بعض هذه المنتديات بالعديد من الأقلام المبدعة التي عرفت طوال فترة مشاركتها بكتاباتها المتميزة وصوتها المتزن ، ولكن الكثير منهم يشكو من تزمت إدارة المنتديات وتكبيل أقلامهم بالكثير من الضوابط والقيود الأمر الذي يجعلهم يتنقلون بين المنتديات بحثا عن مساحة حرية كافية تتيح لهم التنفيس عن مشاكل وهموم المجتمع بعيدا عن المصالح والأهواء الشخصية التي قد يتبناها البعض .
الزمن ــ مريم العبرية
:):):)
:):):)
[/B]