اللشمانيا

    • اللشمانيا

      يُعد مرض اللشمانيا من ضمن الأمراض الطفيلية الحيوانية المصدر، يُصاب به الإنسان عن طريق لدغ أنثى نوع من البعوض تُسمى حشرة الرمل، وهذه الحشرة صغيرة الحجم، وليس لها صوت عند طيرانها أثناء المساء، على ارتفاع منخفض من سطح الأرض، وتعيش في الجو الحار الرطب، لذلك فإن نشاطها يزداد في فصل الصيف، وتتغذى على دم الإنسان أو الحيوان.
      وعندما تمتص دم إنسان أو حيوان مصاب (مثل الكلاب أو الثعالب حيث تعد هذه الحيوانات مستودعا لطفيل المرض)، يكون هذا الدم محملا بطفيل مرض اللشمانيا، الذي يتكاثر في معدة الحشرة ثم يصل إلى لعابها، وعند لدغها إنسانا أو حيوانا سليما فإنها تحقن هذه الطفيليات في جسمه مسببة له المرض.
      وتنقل حشرة الرمل طفيليات مرض اللشمانيا إما من شخص إلى آخر أو من حيوان إلى إنسان، وهناك نوع من اللشمانيا يسمى (الكلازار الهندي)، قد ينتقل من إنسان إلى إنسان، وحديثا تم اكتشاف حالات لشمانيا كان سببها نقل الدم من أشخاص حاملين لهذا المرض.
      ويمكن تقسيم المرض من ناحية أعراضه إلى ثلاثة أنواع متميزة، اللشمانيا الحشوية، واللشمانيا الجلدية، ولشمانيا الأغشية المخاطية.
      وسنستعرض الأعراض والسمات لكل نوع من هذه الأمراض على حدة.


      اللشمانيا الحشوية:
      هذا النوع من المرض يعرف باسم الداء الأسود، أو الكلازار، له انتشار واسع في مختلف مناطق العالم، فقد وُجدت حالات في كل من إفريقيا-منطقة الشرق الأوسط- الهند- الصين-منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط-جزء من أميركا الجنوبية- والاتحاد السوفيتي.
      والمرض ينشأ من الإصابة بنوعين من طفيل اللشمانيا، إما اللشمانيا الدونوفاني (هذا الطفيل يوجد في منطقة الهند) أو اللشمانيا (انفانتم) .
      واللشمانيا الحشوية يندر وجودها في منطقة الشرق الأوسط، ماعدا حالات قليلة العدد اكتشفت حديثا في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية والسودان.
      أما أعراض مرض اللشمانيا الحشوية، فإنها تحدث بسبب اللدغ بواسطة حشرة الرمل الحاملة لطفيل اللشمانيا من نوع الدونوفانية أو انفانتم، والإصابة الأولية في موضع اللدغة غالبا ما تكون غير واضحة، ولكن إن ظهرت فإنها تسبق الإصابة الحشوية، والفترة اللازمة لبداية ظهورأعراض المرض، أو ما يسمى فترة الحضانة لهذا المرض، تختلف كثيرا من شخص إلى آخر، لكنها تتراوح في الغالب ما بين شهرين وأربعة أشهر. وغالبا ما تظهر الإصابة في البداية على الأشخاص المقيمين في المنطقة التي يستوطن فيها المرض، وقد تكون شديدة، أو تكون تدريجية، حيث يشكو المصاب من ارتفاع في درجة الحرارة، وتعرق، وضعف عام، واسهال، وكحة، وتضخم في الكبد والطحال، وبتقدم المرض يسمر جلد المصاب في منطقة اليدين والقدمين والبطن والجبهة( ومن ذلك عرف المرض باسم الداء الأسود)، ثم يصاب الشخص بالصفراء وانتفاخ في البطن، والموت غالبا ما يكون سببه الإصابة العارضة بمرض آخر.
      وقد تتداخل هذه الأعراض مع أعراض الإصابة بأمراض أخرى مثل الملاريا، والحمى المعوية، والسل الرئوي، وداء البروسيلا.
      وللتأكد من الإصابة باللشمانيا: يستوجب إجراء الفحوص المخبرية للمصاب التي تظهر أجسام ليشمان دونفان في الدم، أو في رشفة من النخاع العظمي، أو الكبد أو الطحال، ومما تجدر الإشارة إليه أن اختبار اللشمانيا الجلدي في حالة نشاط المرض غالبا ما يكون سالبا