لقد أنعم رب العلمين بنعمٍ كثيرة متعددة ، ومن هذه النعم نعمة نزول القرآن الكريم ، حيث أكرم الله هذه الأمة بكتابها الخالد .
وإذا أنعم الله على عبدٍ من عباده بنعمة من نعمه ، فعليه أن يشكره على هذه النعمة ، وعندما أنزل الله القرآن شرع للأمة صيام شهر رمضان شكراً لله على نعمة القرآن .
فالصوم لا يزال قديماً عبادة يتقرب بها العبد شكراً لله على هذه النعمة .
وقد امتن الله على مريم ، بأن جعل منها عيسى عليه السلام نبياً ورسولاً، فشرع لها الصوم تعبيراً عن هذه النعمة .
وعندما نجى الله بني إسرائيل من فرعون وأغرقه الله ، شرع لهم صيام عاشوراء شكراً على هذه النعمة .
فالقرآن والصيام توآمان مترابطان آخى بينهما النبي e وشدد الصلة والعلاقة بينهما؛حيث يأخذ كل واحد منهما الآخر ويصعدان إلى رب العالمين ؛ففي الحديث : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، فيشفعان له ".
إذا ذكر شهر رمضان ذكر معه القرآن ، يقول الله تعالى: ) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان.
كان نبينا محمد يتدارس مع جبريل القرآن العظيم في شهر رمضان .
وفي كل رمضان يأتيه جبريل ويتدارس معه القرآن ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله e عرض القرآن على جبريل مرتين ، وهو علامة على قرب أجله ، وعندما يعرج جبريل إلى ربه ،كان رسول الله e يردد القرآن بلسانه مخافة تفلته ، مما شق الأمر عليه ، فنزلت الرحمة المهداة مرة أخرى قائلة لمحمد e :لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه.
فقد تكفل الله أن يجمع قرآنه العظيم في قلب محمد e من غير تعب أو مشقة ، ونلمس اليوم أثر الرحمة ما يردده الأئمة المصلون في صلاة التراويح في مساجدهم ؛ لهو أعظم دليل على قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
وقد نزل القرآن على ذرى جبل حراء ، واستمر التنزيل في مدة ثلاث وعشرين عاماً ، وأول آية نزلت ) اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان
ما لم يعلم، وهناك آية أخرى نزلت على ذرى أرض عرفات في حجة الوداع ، قال تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً.حراء وذرى عرفاتٍ بناء وإعداد لهذه الأمة ، حيث تمخض عن هذا البناء وقوف ما يقرب من مئة ألف صحابي يستمعون لخطبة الوداع ، ولم يكن هناك مكبرات تنقل الصوت ، ولكن كانت هناك قلوب تسجل كل ما تسمعه .
إن شهر رمضان مدرسة يتعلم فيه المسلمون الصبر وكظم الغيظ ، يعلم قراءة القرآن ، فهو دورة كاملة ، فإذا انتهت انطلق كل واحدٍ ليأخذ مكانه في الدنيا .
ألا ترون الدورة العسكرية عندما تنتهي يأخذ كل واحدٍ مكانه في مناطق الدولة ، وينفذ ما يوكل إليه من أعمالٍ ، وكذلك شهر رمضان .
كان السلف يتسابقون في قراءة القرآن ، لأن قلوبهم عشقت الذكر العظيم ، ومن ذاق عرف ، حيث ارتبطت قلوبهم بآياته وسوره ، فلا تجد الأنس إلا بالنظر والتدبر والقراءة به .
توفي أبو بكر بن شعبة أحد أئمة العلم والقرآن ، ولما حضرته الوفاة جلست أخته تبكي على فراقه ، فقال لها متعجباً من بكاءها ولوعتها :
انظري إلى هذه الزاوية من الحجرة فقد ختمت فيه القرآن ثماني عشر ألف ختمة .
ولتكن قراءة القرآن بتدبر وخشوع واستحضار قلب لأن الله يكلمك ، ومن العيب أن يكلمك سيد أو مسؤول فتصرف قلبك وبصرك عنه ، فكيف بكلام برب العالمين ! .
ـــــــــ
من كتاب ذخائر إيمانية د : أحمد الزعبي
وإذا أنعم الله على عبدٍ من عباده بنعمة من نعمه ، فعليه أن يشكره على هذه النعمة ، وعندما أنزل الله القرآن شرع للأمة صيام شهر رمضان شكراً لله على نعمة القرآن .
فالصوم لا يزال قديماً عبادة يتقرب بها العبد شكراً لله على هذه النعمة .
وقد امتن الله على مريم ، بأن جعل منها عيسى عليه السلام نبياً ورسولاً، فشرع لها الصوم تعبيراً عن هذه النعمة .
وعندما نجى الله بني إسرائيل من فرعون وأغرقه الله ، شرع لهم صيام عاشوراء شكراً على هذه النعمة .
فالقرآن والصيام توآمان مترابطان آخى بينهما النبي e وشدد الصلة والعلاقة بينهما؛حيث يأخذ كل واحد منهما الآخر ويصعدان إلى رب العالمين ؛ففي الحديث : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، فيشفعان له ".
إذا ذكر شهر رمضان ذكر معه القرآن ، يقول الله تعالى: ) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان.
كان نبينا محمد يتدارس مع جبريل القرآن العظيم في شهر رمضان .
وفي كل رمضان يأتيه جبريل ويتدارس معه القرآن ، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله e عرض القرآن على جبريل مرتين ، وهو علامة على قرب أجله ، وعندما يعرج جبريل إلى ربه ،كان رسول الله e يردد القرآن بلسانه مخافة تفلته ، مما شق الأمر عليه ، فنزلت الرحمة المهداة مرة أخرى قائلة لمحمد e :لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه.
فقد تكفل الله أن يجمع قرآنه العظيم في قلب محمد e من غير تعب أو مشقة ، ونلمس اليوم أثر الرحمة ما يردده الأئمة المصلون في صلاة التراويح في مساجدهم ؛ لهو أعظم دليل على قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
وقد نزل القرآن على ذرى جبل حراء ، واستمر التنزيل في مدة ثلاث وعشرين عاماً ، وأول آية نزلت ) اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان
ما لم يعلم، وهناك آية أخرى نزلت على ذرى أرض عرفات في حجة الوداع ، قال تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً.حراء وذرى عرفاتٍ بناء وإعداد لهذه الأمة ، حيث تمخض عن هذا البناء وقوف ما يقرب من مئة ألف صحابي يستمعون لخطبة الوداع ، ولم يكن هناك مكبرات تنقل الصوت ، ولكن كانت هناك قلوب تسجل كل ما تسمعه .
إن شهر رمضان مدرسة يتعلم فيه المسلمون الصبر وكظم الغيظ ، يعلم قراءة القرآن ، فهو دورة كاملة ، فإذا انتهت انطلق كل واحدٍ ليأخذ مكانه في الدنيا .
ألا ترون الدورة العسكرية عندما تنتهي يأخذ كل واحدٍ مكانه في مناطق الدولة ، وينفذ ما يوكل إليه من أعمالٍ ، وكذلك شهر رمضان .
كان السلف يتسابقون في قراءة القرآن ، لأن قلوبهم عشقت الذكر العظيم ، ومن ذاق عرف ، حيث ارتبطت قلوبهم بآياته وسوره ، فلا تجد الأنس إلا بالنظر والتدبر والقراءة به .
توفي أبو بكر بن شعبة أحد أئمة العلم والقرآن ، ولما حضرته الوفاة جلست أخته تبكي على فراقه ، فقال لها متعجباً من بكاءها ولوعتها :
انظري إلى هذه الزاوية من الحجرة فقد ختمت فيه القرآن ثماني عشر ألف ختمة .
ولتكن قراءة القرآن بتدبر وخشوع واستحضار قلب لأن الله يكلمك ، ومن العيب أن يكلمك سيد أو مسؤول فتصرف قلبك وبصرك عنه ، فكيف بكلام برب العالمين ! .
ـــــــــ
من كتاب ذخائر إيمانية د : أحمد الزعبي