المصدر:منبر دنيا الوطن: سعيد جداد/ابو عماد
سلطنة عمان

الشرق الأوسط على صفيح ساخن والمسئولون الأمريكيون يحطون رحالهم تباعا في المنطقة فقد وصل وزير الدفاع الأمريكي يوم ألجمعه 4/4/2008م إلى سلطنة عمان ولاتزال الاجواء ملبدة بغمة نائب الريس الأمريكي الذي غادرها قبله بايام ، ومن الواضح أن الدندنة الأمريكية مع زعماء المنطقة تدور حول إيران وما تبيته لها في الشهور وربما الأسابيع القليلة القادمة .
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما تقوم به إسرائيل من مناورات واستعدادات لمواجهة هجوم من حدودها الشماليه وضربات قاسمة من الصواريخ الايرانية ، والتأهب السوري على الحدود واستدعاء جزء من الاحتياط وتصريحات العسكريين الإيرانيين عن استعدادهم لدحر اى عدوان أمريكي محتمل والسيناريوهات التي يرسمها الخبراء العسكريون للحرب المقبلة في المنطقة وما تحمل من نذر الخراب والدمار فان أهداف زيارات المسئولين الامريكين تبدو واضحة إلى حد كبير..
إذ لم يعد هناك سر يمكن إخفاءه فدول الخليج المغلوبة على آمرها والتي تدور في الفلك الأمريكي منذ رحيل المستعمر البريطاني وغروب شمس امبراطوريته العظمى، ونيلها استقلالها الشكلي سوف تنجر مكرهة إلى المواجهة الأمريكية الإيرانية إذ لا مفر لها من خوضها فسماءها وأرضها ومياهها تعج بالأساطيل الامريكيه التي سوف تنطلق منها شرارة الحرب مع إيران سواء أكان ذلك متزامنا مع الهجوم الإسرائيلي على لبنان وسوريا أو في خضم الحرب، فخارطة الشرق الأوسط التي تحلم بها أمريكا لن تدخر رصاصة في سبيل تنفيذها والممانعون لم يعد يجدي معهم التهديد والوعيد و لابد من فعل على الأرض يعيد للجيش الصهيوني المهزوم ثقته بنفسه من جديد، ويستبدل الفشل الأمريكي في العراق بنصرعظيم في الشام وإيران ، فمن الصعوبة بمكان أن يخرج صقور البيت الأبيض مكسوري الجناح وان يغادر بوش بعنجهيته مسرح الأحداث قبل أن يشعل آخر حرائقه في المنطقة...
فماذا يا ترى يحمل جيتس في جعبته للعمانيين ؟ سؤال لا يصعب الإجابة عليه إذا ما قرأنا الأحداث بصورة صحيحة ووضعنا تصريحاته كما نشرتها بعض الصحف وقبل أن يحط رحاله على ارض السلطنة في سياقها الصحيح، فقد صرح جنابة وفي سياق المدح والثناء وعين الرضا أن سلطنة عمان تؤمن الكثير من الدعم للولايات المتحدة ، وبعض الدعم المقصود كان جليا في الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان فقاعدتي مصيره وثمريت كانتا أشبه بخلية نحل لا تهدا ليلا آو نهارا والرضا الأمريكي عن الدعم والتعاون العماني في محاربة الإرهاب كما تسميه أمريكا كان بلا حدود.
ربما كان ذلك التعاون بين أمريكا وعمان يحقق الكثير من الأهداف للعمانيين والامريكين على حد سواء مع انتفاء اى مخاطر يمكن أن تهدد المصالح أو الأراضي العمانية وذلك بسبب البعد الجغرافي بين عمان والعراق وأفغانستان ولذلك كان العمانيون يقدمون دعما سخيا بلا مخاطر وبلا حدود
وفي بطنهم كما يقال بطيخ صيفي..
أما إيران فان الأمر معها مختلف إلى حد كبير فإيران دولة جاره ، وفي عمان مواطنون ينتمون للمذهب الشيعي والمصالح التجارية بين البلدين كبيرة ،هذا فضلا عن الدعم الذي قدمه الإيرانيون للسلطان قابوس في مواجهة ثورة ظفار المدعومة من المعسكر الشرقي ومن بعض دول الجوار في أواخر القرن الماضي والذي كان للجيش الإيراني فيه دوار فاعلا وحيويا في حسم المعركة لصالح السلطان قابوس كما أن السلطنة تتشارك مع إيران في الإطلال على مضيق هرمز الذي تمر منه حوالي 40% من الامدادت النفطية العالمية. ناهيك عن أن القواعد الأمريكية والمواني العمانية تقع كلها في مرمى الصواريخ الإيرانية
كل ذلك يضع عمان بين خيارين أحلاهما مر فأما دعما للامريكين يضعها في خانة المعتدين على الجمهورية الإسلامية مع ما قد يحمله ذلك من تبعات اقتصادية وأمنية وعسكرية وتذمر شعبي خاصة من الشيعة العمانيين
وإما إغضاب الصديق الأمريكي والتضحية بحليف استراتيجي قد يجلب سخطه ما لا يحمد عقباه خاصة أن المنطقة تعيش مخاض تغيرات وتكتلات أحوج ما تكون فيه الدول الصغيرة مثل عمان إلى حليف من وزن الولايات المتحدة الأمريكية يحفظ لها استقرارها ويدفع عنها اطماع الطامعين وخاصة بعض الاخوة الاشقاء ،وبين الأمرين ومرارتهما تدور خلف الكواليس دندنة الامريكين والعمانيين وإذا كانت تلك الدندنة لاتصل إلى أسماعنا فبكل تأكيد أن الأيام سوف تقذف حصادها إلى السطح الملتهب بحر مسقط ولظاه.