هكذا المعلم نريده:-

    • هكذا المعلم نريده:-

      هكذا المعلم نريده .......

      في الدول المتقدمة حين ينجز أحد إنجازاً ما و على أي صعيد كان فإن أول ما تتجه إليه الأنظار ليست إلى صاحب الإنجاز أو من ساعده على ذلك أو أحد من أهله ، بل إلى صاحب الفضل الأول على الإنجاز و هو المعلم .. هذا الإنسان الذي يعتبرونه هناك ، و أقصد في دول العالم الراقي المتقدم غرباً و شرقاً – سوى الشرق العربي – يعتبرون المعلم هو الملهم و المبدع و الدافع لكل طالب على إنجاز الجديد ، و الإبداع في كل ما هو مفيد له و لبلده .
      لكن في عالمنا العربي نجد غالباً العكس ، و ربما أحياناً كثيرة لا يجد صاحب الإنجاز أي اهتمام هو نفسه أيضاً فضلاً عن معلميه !! بل إننا نجد العكس هو الحاصل مع هذا الإنسان و أقصد المعلم ، و ذلك من حيث النظرة أو التقدير المادي و المعنوي .. هذا الإنسان الذي يعتبرونه في العالم المتقدم كالشمعة التي تحترق من أجل الآخرين ، عندنا كالشمعة أيضاً و لكنه يحترق بشكل مستمر دون أن يجد من يقدر أو يعتبر !!
      يقولون بأن في العالم العربي ، إذا أردت أن تدعو على طالب في المدرسة بدعاء سوء ، فأدعو الله أن يجعله يشتغل معلماً ، أو هكذا يقال و يشاع ، و هذا ليس بالحديث المستغرب ، فإن ما نسمعه من المعلمين العرب أنفسهم أو أهليهم و من في دائرتهم ، يكاد يؤيد ما ذكرناه .
      في اليابان تعتبر رواتب المعلمين من أضخم الرواتب ، بل إن مهنة المعلم من المهن الراقية التي ينظر إليها الجميع بكل نظرات الاحترام الوقار .. و إن الهيبة التي تلازم المعلم في أنحاء العالم قديماً و حديثاً ، أو كما هو الأصل ، ما زالت بقوتها و حيويتها في تلك البلاد و غيرها من أمم الغرب و الشرق باستثناء المشرق العربي كما ذكرنا قبل قليل .
      في الإمارات يدرسون منذ فترة و بكل جدية ، إستراتيجية جديدة أسموها
      ( رؤية تربوية 2020 ) و يقصدون بذلك وضع تصور واضح و محدد المعالم للمؤسسة التعليمية للعشرين عاماً القادمة ، بحيث يتم قطف الثمار الناضجة في عام 2020 و حسب ما تم التخطيط له .
      و الإستراتيجية نفسها طبقت في ماليزيا من عدة سنوات ، و هي تقطف ثمارها عاماً بعد عام ، ولعل وصولها أو اقترابها لأن تكون ضمن الدول الصناعية العشر في العالم دليل على نجاح و صواب رؤيتهم التربوية و التعليمية .. و نحن لمثل هذه النماذج ندعو نطالب ، فهل هذا من الخيال أو المستحيل ؟!! .

      هذا هو الواقع الملحوظ.......
      أرجوا ان ينال اعجابكم......