المبدعون بكل أصنافهم في العالم ، ناس متنورون ، تكاد أبدانهم تطفو على مياه أرواحهم الشفيفة ، ولهذا تراهم دائما يسعون إلي تلك الموازنة الخفية بين الملموس وغير الملموس ، بين المادي والحسي بين العطاء المبدع والتصرف اللائق وهذه الموازنة يقترب إليها مبدعو الأدب الشعراء والقصاصون ، اكثر من غيرهم لانهم أقرب إلى تلك الأرواح الشفيفة التي تقطن في أعماقهم ، وتمد تطلعاتها من خلالهم إلى الكون الخارجي الذي تمثله العلائق الصحيحة مع الآخرين .
هكذا كان يحلم الشعراء خاصة ، فكان الشاعر الفرنسي المعروف ( ارثور رامبو) على سبيل المثال يتمنى أن يصبح شفافا وأثيرياً مثل كلمات قصائده التي أدخلها في ( مختبر الكلمات ) ومنحها ألوانا وروائح ,أصواتا مختلفة عما هي في الواقع ، وحين عجز عن تحقيق ذلك ترك الشعر وهو في سن مبكر جدا .
أين يكمن سر نجاح تلك الموازنة ؟ ولإجابة عن ذلك تشير إلى مواصفات الأديب الحياتية فهو يعيش بين مرآتين صقيلتين ، مرآة داخليه تنعكس فيها صورته الخارجية ، ومرآة خارجية تنعكس فيها صورته الداخلية ، وكل صورة منعكسة تحاول الاقتراب من الأخرى ، وحين يتم التمازج بين الاثنتين ، يكتمل الإبداع ، ويعيش الأديب مرحلة توازن خلاق .
حين يذكر اسم بعض الأدباء في حديث ما ، في البدء يتبادر منهم إلى الأذهان أخلاقهم الفاضلة ، فيقال أن فلانا أديب ( ربي نفسه تربية عالية ) فهو ذو أدب ، مسالم ، نقي ، صادق ، غير أناني ، شفاف ، لا يقدر على إيذاء مجرد نمله راحت تدب على جسده وتقرصة قرصاً مؤلماً ، وهو إزاء دبيب الآخرين ممن هم في عكس ما يحمل ألا يملك للرد على إساءتهم غير ابتسامته المتواضعة لكنها في ذات الوقت تملك تأثيراً ساحراً على المقابل .
هذا الأديب بهذه الصفات الفاضلة نموذج متكامل في الموازنة اذا وضعنا مقابل ذلك في كفة ميزاته الأخرى عطاءة المبدع ، فكلتا الكفتين متداخلتان ، كفة أخلاقه وكفة إبداعه ، وهذه هي المرتبة السامية التي يسعى للوصول إليها كل أديب يشعر بقيمة الإبداع وبتأثيرها على حياته المكتوبة وغير المكتوبة .. لكن الشئ الذي راح يبرز في ساحتنا الثقافية ، هم أولئك الذين يقفون في الجانب المعاكس ، ممن نزلوا إلى أدني درجات الموازنة ، وكما يقال ( الإناء ينضح بما فيه ) ففي داخل كل منا إناء غير مرئي وهو مهيأ لأن يتقبل تلك السوائل التي تطرحها الأعماق ، حتى تمتلئ ، وبعد ذلك تفيض على جوانب ذلك الإناء إلى الخارج ، فترى ماء عذباً وترى ماء ملوثاً بحسب ما تسلبه أعماق كل واحد منا ، هؤلاء أصحاب المياه الملوثة ، لا تسكب أوانيهم غير الكلمات النابية ، والسب والشتم ، وقد تؤدي إلى نصب الكمائن في الطرق ، ووضع المزالق التي تؤدي بحياة البعض إلى التهلكة ، والسبب الذي يقودهم إلى ذلك هو الغيرة ، والحسد والرغبة في الاستحواذ على كل شئ . والأسوأ من ذلك أن هؤلاء محسوبون على الإبداع ، فأي إبداع هذا ؟ أين الموازنة الخلاقة التي يسعى اليها المبدعون ، ويناضلون من أجل تحقيقها طيلة سنوات حياتهم ؟ إنها خلخلة إبداع . وازدواجية قاتلة بين العطاء الجميل
والتصرف القبيح و ( لا تربط الحرباء قرب الصاحية ) فلا يوجد مبدع مكتمل الإبداع وهو عبارة عن نبته من نباتات الأشواك حتى لو أزهرت أشواكه أجمل أنواع الزهور ، فالعطاء المبدع لا بد من أن يستند إلى أخلاق مبدعه أيضاً وأخلاق حسنه يثنى لها .
هذا هو الإبداع الحقيقي وهذا هو المبدع الأصيل ، المخلوق الشفيف الذي منحه الله موهبة عليا ، لا تتوفر في غيرة ، يمر على المستنقع فيجعله نبعاً صافياً ، ويمر على الأرض الوعرة فيجلها سهولا ومربع ، ويدوس على الأشواك فيحولها إلى أزهار باسقات ، ومن غير ذلك لا يكون الإبداع إبداعا ولا يكون العطاء الفني الخلاق متصلاً بالعطاء الخلقي الخلاق .
هكذا كان يحلم الشعراء خاصة ، فكان الشاعر الفرنسي المعروف ( ارثور رامبو) على سبيل المثال يتمنى أن يصبح شفافا وأثيرياً مثل كلمات قصائده التي أدخلها في ( مختبر الكلمات ) ومنحها ألوانا وروائح ,أصواتا مختلفة عما هي في الواقع ، وحين عجز عن تحقيق ذلك ترك الشعر وهو في سن مبكر جدا .
أين يكمن سر نجاح تلك الموازنة ؟ ولإجابة عن ذلك تشير إلى مواصفات الأديب الحياتية فهو يعيش بين مرآتين صقيلتين ، مرآة داخليه تنعكس فيها صورته الخارجية ، ومرآة خارجية تنعكس فيها صورته الداخلية ، وكل صورة منعكسة تحاول الاقتراب من الأخرى ، وحين يتم التمازج بين الاثنتين ، يكتمل الإبداع ، ويعيش الأديب مرحلة توازن خلاق .
حين يذكر اسم بعض الأدباء في حديث ما ، في البدء يتبادر منهم إلى الأذهان أخلاقهم الفاضلة ، فيقال أن فلانا أديب ( ربي نفسه تربية عالية ) فهو ذو أدب ، مسالم ، نقي ، صادق ، غير أناني ، شفاف ، لا يقدر على إيذاء مجرد نمله راحت تدب على جسده وتقرصة قرصاً مؤلماً ، وهو إزاء دبيب الآخرين ممن هم في عكس ما يحمل ألا يملك للرد على إساءتهم غير ابتسامته المتواضعة لكنها في ذات الوقت تملك تأثيراً ساحراً على المقابل .
هذا الأديب بهذه الصفات الفاضلة نموذج متكامل في الموازنة اذا وضعنا مقابل ذلك في كفة ميزاته الأخرى عطاءة المبدع ، فكلتا الكفتين متداخلتان ، كفة أخلاقه وكفة إبداعه ، وهذه هي المرتبة السامية التي يسعى للوصول إليها كل أديب يشعر بقيمة الإبداع وبتأثيرها على حياته المكتوبة وغير المكتوبة .. لكن الشئ الذي راح يبرز في ساحتنا الثقافية ، هم أولئك الذين يقفون في الجانب المعاكس ، ممن نزلوا إلى أدني درجات الموازنة ، وكما يقال ( الإناء ينضح بما فيه ) ففي داخل كل منا إناء غير مرئي وهو مهيأ لأن يتقبل تلك السوائل التي تطرحها الأعماق ، حتى تمتلئ ، وبعد ذلك تفيض على جوانب ذلك الإناء إلى الخارج ، فترى ماء عذباً وترى ماء ملوثاً بحسب ما تسلبه أعماق كل واحد منا ، هؤلاء أصحاب المياه الملوثة ، لا تسكب أوانيهم غير الكلمات النابية ، والسب والشتم ، وقد تؤدي إلى نصب الكمائن في الطرق ، ووضع المزالق التي تؤدي بحياة البعض إلى التهلكة ، والسبب الذي يقودهم إلى ذلك هو الغيرة ، والحسد والرغبة في الاستحواذ على كل شئ . والأسوأ من ذلك أن هؤلاء محسوبون على الإبداع ، فأي إبداع هذا ؟ أين الموازنة الخلاقة التي يسعى اليها المبدعون ، ويناضلون من أجل تحقيقها طيلة سنوات حياتهم ؟ إنها خلخلة إبداع . وازدواجية قاتلة بين العطاء الجميل
والتصرف القبيح و ( لا تربط الحرباء قرب الصاحية ) فلا يوجد مبدع مكتمل الإبداع وهو عبارة عن نبته من نباتات الأشواك حتى لو أزهرت أشواكه أجمل أنواع الزهور ، فالعطاء المبدع لا بد من أن يستند إلى أخلاق مبدعه أيضاً وأخلاق حسنه يثنى لها .
هذا هو الإبداع الحقيقي وهذا هو المبدع الأصيل ، المخلوق الشفيف الذي منحه الله موهبة عليا ، لا تتوفر في غيرة ، يمر على المستنقع فيجعله نبعاً صافياً ، ويمر على الأرض الوعرة فيجلها سهولا ومربع ، ويدوس على الأشواك فيحولها إلى أزهار باسقات ، ومن غير ذلك لا يكون الإبداع إبداعا ولا يكون العطاء الفني الخلاق متصلاً بالعطاء الخلقي الخلاق .
[COLOR='32CD32']م[/COLOR][COLOR='40BE33']ن[/COLOR][COLOR='4EAE34']ق[/COLOR][COLOR='5D9F35']و[/COLOR][COLOR='6B8F35']ل[/COLOR][COLOR='798036'] [/COLOR][COLOR='877137']ع[/COLOR][COLOR='956138']ن[/COLOR][COLOR='A35239'] [/COLOR][COLOR='B2423A']ش[/COLOR][COLOR='C0333A']ا[/COLOR][COLOR='CE233B']ع[/COLOR][COLOR='DC143C']ر[/COLOR][COLOR='CA124C'] [/COLOR][COLOR='B7115D']و[/COLOR][COLOR='A50F6D']ك[/COLOR][COLOR='930D7D']ا[/COLOR][COLOR='800C8D']ت[/COLOR][COLOR='6E0A9E']ب[/COLOR][COLOR='5C08AE'] [/COLOR][COLOR='4907BE']ع[/COLOR][COLOR='3705CE']ر[/COLOR][COLOR='2503DE']ا[/COLOR][COLOR='1202EF']ق[/COLOR][COLOR='0000FF']ي[/COLOR]