[TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
حوار مع دمعة
[/CELL][/TABLE]بكيت يوما من كثرة ذنوبى ، وقلة حسناتى
فانحدرت دمعة من عينى 00
وقالت : ما بك يا عبد الله ؟
قلت : ومن انت ؟
قالت : أنا دمعة 0
قلت وما الذى اخرجك ؟
قالت : حرارة قلبك 0
قلت مستغربا : حرارة قلبى ! ؟ 00 وما الذى أشعل
قلبى نارا ؟
قالت : الذنوب والمعاصى 0
قلت : وهل يؤثر الذنب فى حرارة القلب ؟
قالت : نعم 00 ألم تقرأ دعاء النبى صلى الله عليه
وسلم : ( اللهم اغسلنى من خطاياى بالماء والثلج
والبرد ) فكلما أذنب العبد اشتعل القلب نارا
ولا يطفئ النار الا الماء البارد والثلج 0
قلت : صدقت فانى أشعر بالقلق والضيق وأظنها من
حرقة القلب بكثرة المعاصى 0
قالت : نعم 00 فان المعصية شؤم على صاحبها ،
فتب الى الله يا عبد الله 0
قلت : اريد ان أسألك سؤالا 0
قالت : تفضل 0
قلت : اننى اجد قسوة فى قلبى ، فكيف خرجت منه؟
قالت : انه داعى الفطرة يا عبد الله ، وان الناس اليوم
تحجرت قلوبهم فلم تكد ترى قلبا نقيا دائم الاتصال
بالله الا ما ندر 0
قلت : وما السبب يا دمعتى ؟
قالت : حب الدنيا والتعلق بها ، فالناس كلهم منكبين
عليها الا من رحم ربى ، ومثل الدنيا كالحية تعجبك
نعومتها وتقتلك بسمها ، والناس يتمتعون بنعومتها
ولا ينظرون الى السم القاتل بها 0
قلت : وماذا تقصدين بالسم ؟
قالت : الذنوب والمعاصى ، فان الذنوب سموم القلوب
فلابد من اخراجها والا مات القلب 0
قلت : وكيف نطهر قلوبنا من السموم ؟
قالت : بالتوبات الدورية الى الله سبحانه وتعالى
وبالسفر الى ديار التوبة والتائبين لكى تتعرف على
كل ما يرقق قلبك ويصلحه 0