
رسالة الي بوش
السلام عليكم
ولا ترد، فالسلام اليوم أصبح يحمل أكثر من معنى، وأكثر من حرب ومذبحة. والعالم بأسره وبمحوريه ينشد السلام، محور الخير، ومحور الشر، تماماً كما قسمته، جلالتك، بعد أحداث أيلول، وكما قسمه أيضاً عدوك أسامه بن لادن لفسطاطين، فسطاط الخير، وفسطاط الشر. لا أختلاف بين القسمتين، فالمحور والفسطاط واحد، وان اختلفت الرؤية حول الضحية.
بالأمس كنت أطالع خطابك، بعد انتظار طويل، وبشغف كبير، ولم أصدق نفسي انك حين أدرت ظهرك، ودلفت الى داخل البيت الأبيض، أنك كنت أنهيت كل كلامك، ولم أصدق عدلك وانسانيتك وانتصارك الكبير للمبادئ والقيم الأمريكية، وهتفت بيني وبين نفسي: (اشتدي يا أرض، واخضعي فما شهدتِ منذ خلقكِ قوة فرضت العدل على الناس والأمم كما فرضتها أمريكا!).
ورغم انني كنت معترضاً منذ البداية على حكاية وجودك على رأس محور الخير في العالم، بسبب أن هناك من يستحق هذا المنصب أفضل منك، وهو شارون الذي أمضى عمره بأكمله وهو يرتكب المجازر والمذابح ويشن الحروب ويحتل أراضي الغير من أجل أن يعم الخير في العالم، الا أنني عدلت عن رأيي بعدما تأكدت فور سماع خطابك أنكما أنت وشارون بالنهاية أخوة.. وهو أخ لك ولدته لغة التحالف والمصالح والتآمر والعجرفة، لا فرق بينكما، وهو بالنهاية يشاركك الحكم من خلال اللوبي اليهودي الذي ترضخ له وترتعد فرائصك منه اذا حاولت أن تخرج عن النص وتُغضب أصحاب الأموال منهم والمناصب والاعلام، بل أصحاب الكونغرس بأكمله (المطوّب) لهم منذ أكثر من نصف قرن.
ولهذا كله تحمست لخطابك، ولكنني لم أصدق كلامك، ولم يعجبني أن يواجه خطابك ه
