قوة الإنسان أين تكمن ؟ أو في أي مكان من جسده يجب أن تكون ؟
هل يجب أن تكون في قوة العضلات وسلاطة اللسان وطول اليد ؟..
أم يجب أن تكون في قوة الإيمان بالله والإرادة والتغلب على شهوات النفس الزائفة الزائله ؟..
أسئلة جديرة بأن يسألها كل إنسان إلى نفسه في إحدى خلوته بها’ حتى يكتشف أجوبة هذه الأسئلة ويدرك حقيقتها بنفسه دون أن يكشفها له إنسان آخر .
إذا كنت إنساناً سوياً فإنك بلا شك ستدرك أن قوة الإنسان التي يجب أن يتحلى بها ويتمسك بها كل إنسان، هي قوة الإيمان بالله في كل شيء، لأنك ما دمت تؤمن بأن الله هو القادر عى كلشيء وإنه القوى فوق كل القوى، وإنه لا راد لما يعطي ولا معطى إلا سواه وتجده دائماً معك في كل مكان وزمان، فهذا يعني وجودك معه، مما يبني حولك سوراً منك باطنه من الإيمان وظاهره من قوة الإرادة التي تساعدك على التغلب على نزوات نفسك التي يدفعك إليها الشيطان فيعمي بصيرتك ويزين لك طريق الشر والظلم والإستبداد في صورة قوه وبطوله وسياده على منهم أضعف منك وتحت أمرتك، حينها تدخل بقدميك في هاوية الضلال والطغيان والظلم وتنقلب على غيرك ومن ثم على نفسك وتجد واقفاً يتفرج عليك... ويبتسم لغبائك وضعفك وليونة إرادتك.. فتندم حين لا ينفع الندم .
ليتك أيها الإنسا ترى كل شيء بعين الحب والصفاء والزهد والقناعه، وليتك تصنع سياجاً من قوة الإيمان والفضيله لتحول بين شهوات نفسك ومصالحك الخاصه وبين وساوس الشيطان وغوايته التي لا تعود بالخراب والدمار عليه بل على نفسكم أنت .
وليتك أيضاً تخلو إلى نفسك وفي ليله هادئه وتحاسبها لعلم تقذف ما فيها من قذاره وتنزع من أعماقها كل الشوائب التي ولدت فيها جراثيم الحقد والحسد والضعف - لعلها تتطهر وتطهرك معها .
الكاتبه : بهية عبد الرحمن بوسبيت
من كتاب
"الغوص في أعمق النفس البشريه"
: 
: 
: