يأتي أناس قد يألفون ضياع العمر في التشرد على الطرقات وربما يأتي أناس يرغبون البقاء مغتربين بين ضياع الحلم وميلاد آخر .... لتظل هي الحياة بين تداول مستمر و توالد متجدد في الأيام وتعاقب دائم بين الأقدار و الأحكام .... هكذا انه تنفيذ القدر يبقى هو الأمر السامي هذا التنفيذ الذي لا نختار له الوقت بل هو يختارنا تماما كأسمائنا التي أتينا بها الى الدنيا دون أن نختارها أو حتى نشارك فيها لكننا رضينا بها وافتخرنا بها .... إذن حياة على وتيرة الاختيار والاختيار المفروض .... أحيانا تكون الحياة متعبة حقا .... أحيانا أخرى لا ترحم أبدا .... لكن الحياة تبقى سائرة سواء الى وحل الطرقات آو الى الحديقة الغناء وكلاهما مهما تواجدا تظل الغربة في النفس كما هي باقيه .... فما بين الحديقة الغناء ولهيب النار واغتراب الروح ليمثلان وجهين لا يختلفان من بعضهما وأنا هنا في البعد البعيد من وطنك .... أعيش على تراب هذا الوطن لكنني احمل غربتي مع نفسي ... فمن يرشدني الى الوطن لا غربة فيه؟؟؟.
يا سيدتي الفاضلة: جميعنا أتى إلى هذه الدنيا غريبا و سوف نرتحل بغربتنا تحمل أحلامنا و أمنياتنا وأطنانا من الأحلام والأحزان إلى التراب فلا تكترثي .... لن تجدي لسؤالك جوابا سوف تبقي غريبة حتى على نفسك.