رسائل للمعلمات والمعلمين

    • رسائل للمعلمات والمعلمين

      1
      في كتابه الذي اعجبنيDumbing Us Down بمعنى "جعلنا أغبياء" للمؤلف المعلم جون تايلر جاتو وفي المقدمة التي يتحدث فيها المؤلف عن نفسه يذكر انه خلال الثلاثين عاما التي قضاها معلما جعل فصله الدراسي كمعمل يستطيع فيه التعرف على الامكانات البشرية والكتالوج الكامل – بتعبيره- لآمال الطلاب ومخاوفهم. كما انه جعله مكانا يدرس فيه ما يُعيق وما يحرر الطاقة الانسانية. ويعترف المعلمُ او المؤلفُ بانه خلال السنوات الثلاثين تبين له ان العبقرية سمة انسانية مشتركة على عكس ما تعلمه في جامعتين للنخبة في الولايات المتحدة من ان الذكاء والموهبة توزعتا بين الناس إقتصاديا بشكل منحنى الجرس فأخذ القلة منهما بحظ وافر وحُرمت قلة أخرى منهما وبين الاثنين أكثرية الناس - واسميهم انا من باب الدعابة والتهكم ذوي الدخل المحدود -الذين أصابهم من الحظ من النعمتين ما لا يصل الى مستوى النخبة ولا يهبط الى مستوى القلة المحرومة . يقول:" المشكلة هي ان الاطفال الذين لا يُرجى منهم الذكاء والموهبة وفق مقاييس معينة ظلوا يثبتون لي العكس وفق معايير التفوق الانساني كالبصيرة والحكمة والعدالة والثراء الداخلي والشجاعة والرؤية الجديدة للأمور لدرجة أصبحتُ فيها حائرا. "
      ما الذي حيره ؟ الذي حيره هو ان الطلاب هؤلاء جعلوه يتساءل عما إذا كان وجودهم في المدرسة هو الذي جعلهم أغبياء؟ يقول:" هل من الممكن انني وُظفت لا لأزيد من قدرات الاطفال بل لأنقصها؟وقد بدت هذه الفكرة مجنونة ولكني وببطئ بدأت أدرك ان الأجراس والحجز(يقصد في الفصول) وتسلسل الحصص المجنون والتمييز بين الطلاب وفقدان الخصوصية لدى الطالب والمراقبة المستمرة وكل ما تبقى من المنهج الوطني للمدرسة صُممت تماما كما لو ان شخصا يريد ان يمنع الطلابَ من التفكير والعمل وان يقودهم مخدوعين الى مسلك الادمان( ويقصد بالإدمان هنا إدمان الاستهلاك) والاعتماد على الاخرين"
      ويذكر المؤلف انه بدأ رويدا رويدا بوضع تمارين تتيح للطلاب المادة الخام التي استخدمها الناسُ لتعليم انفسهم: الخصوصية والاختيار والتحرر من المراقبة واصبح يحاول نقلهم الى مواقع تُتاح لاحدهم فيها فرصة ان يعلم نفسه وان يكون هو الكتاب الذي يتعلم منه.
      ثم يقول"التعليمُ لا يشبه فن الرسم حيث يتم اظهار الصورة باضافة مواد معينة بل أشبه بفن النحت حيث يتم تحرير الصورة المحبوسة في الصخر بحذف مواد معينة..." بمعنى آخر تخلى المؤلف عن كونه الخبير الذي لا بد ان يملأ رؤوس طلابه بحكمته واصبح يجتهد في إزالة ما يعيق عبقرية الاطفال من الظهور والتعبير عن نفسها.
      ويذكر المؤلف بان النجاح يقتضي ان نسمح للطلاب بالوقوع في الخطأ والمحاولة ثانية والا فانهم لن يتمكنوا من قيادة انفسهم مع ان الواحد منهم قد يظهر لنا ذا كفاءة لانه يحفظ معلومات محددة ويقلد اداء غيره كما ان النجاحَ في رأيه يشمل تحد لفرضيات كثيرة مريحة لكثير من الناس عن ما الذي يستحق ان يتعلمه الطالب وما الذي يشكل حياة طيبة.

      2
      [B]ذكرت في رسالتي الأولى ان المؤلف جعل من فصله معملا يكتشف فيه طلابه وما يعيقهم وما يطلق طاقاتهم وموضوع اكتشاف ومعرفة الطلاب موضوع مهم أرى أنّ على المعلم ان يقوم به ويهتم به وقد أعجبتني عدة اقوال في عدة كتب أود أن أنقلها وهي في موضوع معرفة الطلاب واكتشافهم من قبل المعلم وأبدأ بهذا الذي يحكي قصته:[/B]

      [B]· يقول ريتشارد وندرمان وهو من الذين صنفته مدرسته تحت عنوان "صعوبات تعلم" . والمهم أنه بعد المدرسة درس في الجامعة التصميم بالكمبيوتر ويرى أن تصنيفه تحت "صعوبات تعلم " أفاده كثيرا.كيف؟؟؟[/B]
      [B]أعطاه حجة يبرر بها عدم قدرته على تعلم القراءة والكتابة وبالتالي كان يحتجّ بذلك كلما تحدث أحدُ المحيطين به عن تأخره في القراءة والكتابة.[/B]
      [B]يقول:" لعل ما نسميه صعوبات تعلم هو في حقيقته ردّ فعل الطالب لطريقة التعليم السائدة في المدارس. لعل التعلم يكون أسهلَ لو لم نكن ننشد المثالية وسمحنا لأنفسنا بالتعلم بشكل طبيعي "[/B]
      [B]يقول:"لعل التعلم عملية طبيعية وليست قسرية...." [/B]
      [B]وقد لاحظ المتحدث أنه تعلم وأنجز الكثير منذ أن ترك المدرسة يقول:" وهذا دليل على الفكرة التي تقول بأن مشاكل التعلم نتيجة ردّ فعل أكثر من كونه اختلاف في الجهاز العصبي. لعل الوقوع في الأخطاء التي نتعلم تجنبها جزء رئيسي من عملية التعلم. ولعل ثقافتنا التي تحرص على تجنب الأخطاء ستضمحل.لماذا؟ لنقص الأفكار الجديدة وعدم القدرة على التكيف مع الجديد. لعل ما نسميه أسبابا عصبية لصعوبات التعلم هو تطور لخصائص جديدة في شريحة من بني الإنسان تتمردُ هذه الشريحة على التيار السائد لتحمي جزءا من الطبيعة الإنسانية التي يتم تدميرها ببطء وأعني تدمير الاستمتاع بالعلم والإبداع"[/B]

      [B]insult to intelligence by frank smith[/B]

      [B]ثم أنتقل إلى معلمة اسمها كارن جالاس وكتابها اترجم عنوانه:لغات التعلم، كيف يتكلم ويكتب ويرقص ويرسم ويغني الأطفالُ فهمهم للعالم.[/B]
      [B]تذكر كيف أصبحت تبدأ عامها الدراسي مع طلابها بلا أنماط مسبقة أو أحكام جاهزة او قواعد للتعامل مع طلابها ، تبدأ بنوع من الفوضى الذهنية :[/B]

      [B]· "والفوضى التي تدركها –المعلمة- تعكس حالتها الذهنية أكثر مما تعكس منطق أحداث الفصل[/B]
      [B]وهذا يشبه عملية الرؤية الواضحة وعقل المبتدئ حيث يدخل الشخصُ إلى تدفق الأحداث بحالة اللانظام والانفتاح بدلا من حالة النظام والروتين المألوفة بمعنى آخر ينظر المعلم إلى الفصل الدراسي بخياله وبدون تصورات مسبقة تَحدّ من قدرته على الفهم بدلا من توسيع هذه القدرة[/B]
      [B]بل إن المعلم عندما يسمح أحيانا لحدث غير مستقر أن يتطور ويتفتح بدون تدخل منه ويسمح للأطفال أن يتحدثوا عن قصصهم والمعاني التي تدور في أخلادهم، فانه يصل إلى فهم جديد"[/B]
      [B]The Languages of Learning by Karen Gallas[/B]


      [B]ونكمل المسيرة مع المؤلفة نفسها:[/B]
      [B]· لقد علمت الآن..............أنّ ما كنت احتاجه كطفلة في المدرسة هو معلمة كانت تود الاستماع إلى صوتي وأفكاري والكلمات التي كانت حاضرة ولكني لم انطقها. معلمة كانت ترغب في أن تعطيني الدعمَ والأمانَ وأن تتيحَ لي مساحة لصوتي ومعلمة كانت تطلب الاستماع إلى أفكاري بصوت مرتفع ومعلمة إذا طلبت مني التحدث بلا خوف ولا إصدار حكم فيّ، لثمنت صوتي فقط لأنه صوتي لا لأنه يحمل الاجابة الصحيحة"[/B]
      [B]Karen Gallas / The Languages of Learning[/B]

      [B]وهذا معلم آخر ألف كتابا لطيفا ترجمة عنوانه 36 طفل يقول:[/B]
      [B]· "كل طفل في كل عام جديد هو من ناحية الاستعداد أشياء كثيرة إلا أن الشهادة لا توثق إلا شيئا واحدا."[/B]
      [B]"أنا مقتنع بان على المعلم أن يكون مراقبا لفصلة بالإضافة لكونه عضوا في الفصل. لا بد من أن ينظر إلى الاطفال ويكتشف كيف يتواصل احدُهما بالآخر وبالبيئة المحيطة به أي الفصل ولا بد من وجود وقت كاف وأنشطة كافية ليتمكن المعلم من اكتشاف ما يفضله الطلابُ كبشر. وملاحظة الطلاب أثناء لعبهم ومشاغبتهم مصدر قيّم لمعرفتهم ،معرفة القادة والمجموعات والمخاوف والشجاعة والدفء والعزلة .إن المعلمين يعتبرون وقت الرياضة و فسحة الطلاب فسحة لهم-أي المعلمين- وبالتالي يديرون ظهورهم للأطفال عندما تكون الفرصة متاحة لتعلم الكثير عنهم"[/B]
      [B]"بدون تعلم مراقبة الاطفال وبالتالي معرفة شيء عن الذين سيعيش المعلمُ معهم 5 ساعات في اليوم ،فان المعلمَ يستخدم مع طلابه الروتين والأنماط المألوفة ليحمي نفسه. فالفصلُ ماصات مرتبة والوقت يُلاحظ بدقة والمادة تتلو المادة وكل هذا على حساب التنوع والإبداع الإنساني"[/B]
      [B]ويذكر المؤلف بان المعلم لا يعرف طلابه إلا في الفصل وهو-اي المعلم- هناك عنصر مهم، ولكن الطلاب بعد ذهاب المعلم يفضلون أمورا كبشر لا يفضلونها كطلاب.[/B]

      [B]36 Children by Herbert Kohl[/B]
      [B]وهذا جون هولت المعلم والمؤلف يقول كلاما قيّما:[/B]
      [B]يحكي جون هولت في كتابه الرائع(بالنسبة لي)"كيف يخفق الأطفال"أنه في عام 1959 شاهد رجلا هو د. جاتيجنوGattegno يقوم بتجربة مثيرة في مدرسة Lesley-Ellis . تمّ اختيار مجموعة طلاب مصابين بتخلف عقلي شديد تتراوح أعمارهم بين 15-16 سنة. استخدم معهم أعوادا خشبية لها ألوان معينة وأطوال محددة فكان مثلا يضع أمامهم عودين أزرقين طول الواحد منهما 9 سم ويضع بينهما عودا أخضر طوله 6 سم ويطلب منهم محاكاته ثم يطلب منهم أن يبحثوا عن العود الذي يملأ الفراغ المتبقي أي 3 سم. وكان المؤلف- أي جون هولت - يركز على أحد الطلاب فقط لأنه لفت انتباهه لسبب ما.وبعد محاولات عدة نجح الفتى في أداء ما طُلب منه.[/B]
      [B]ثم قام الدكتور بعد ذلك بإزالة العود الأخضر ( 6 سم) وأبقى الأعواد الأخرى وقلب الأعواد رأسا على عقِب وطلب منهم محاكاتِه ثم طلب منهم أن يبحثوا عن العود الذي يملأ الفراغ وهو نفس الذي أزاله.هل اختاروا الذي سقط لتوه مباشرة؟ لا. إنما بدؤوا رحلة المحاولة والتجربة إلى أن وجدوه ووضعوه.[/B]
      [B]ثم أسقط العود ذي ال3 سم ثانية وقلب الأعواد وطلب منهم ما طلبه أول مرة. ومرة أخرى وبعد تجارب ومحاولات وأخطاء فعلوا المطلوب.[/B]
      [B]أعاد الدكتورُ الأمرَ نفسَه عدة مرات إلى أن تمكنوا من وضع العود المطلوب مباشرة في مكانه بدون الوقوع في أخطاء كما حدث معهم من قبل.[/B]
      [B]وطرح المؤلف هذا السؤال:" كيف سيكون حالُ الإنسان وهو يحمل فكرة بسيطة جدا عن كيفية سير العالَم وإحساس بسيط بالروتين والمألوف ومنطقية الأشياء؟"[/B]
      [B]لا بد من خيال واسع جدا لدفع الإنسان نفسه إلى الوراء وإلى الموضع الذي كان فيه يعرف ما يعرفه هؤلاء الأطفال.القضية ليست عدم معرفة حقائق معينة بل العيش في عالم كالذي يعيش فيه الأطفالُ، عالم غريب وغير متوقع ولا علاقة بين أجزائه.( كل هذا نكونه مع التقدم في العمر) [/B]
      [B]أما الطفل الذي كان يراقبه المؤلف فقد بدت السعادة على وجهه وجسمه وهو يضع العود المناسب حتى إنّ المشاهدين اغرورقت أعينهم بالدموع من المشهد المؤثر.[/B]
      [B]وعندما أجرى الدكتور تجربة أخرى مستخدما بين العودين ذي ال9 سم عودا طوله 4 سم وآخر 5 سم لم يحتج الفتى إلا إلى محاولة واحدة فقط ليضع العود المناسب وكان الفتى أكثر هدوءا واكبر ثقة بنفسه. لقد عرف ما يفعل.[/B]
      [B]يقول المؤلف:" وعندها شعرت كما اشعر الآن بأنه مهما كان مقياسه في ال IQ وكيفما تجاوب مع الحياة كما جرّبها، فان هذا الفتى أثناء هذا الدرس لعب دورَ شخص ذا ذكاء عال وادي عملا عقليا عالي المستوى.وإذا فكرنا في بدايته وما وصل إليه والمساحة الرياضية- من رياضيات- التي غطاها في 40 دقيقة أو اقل، فلا نملك إلا أن نشعر بان هناك استعداد غير بسيط في داخل ذلك الفتى.[/B]
      [B]والمأساة في حياته هي انه من المحتمل ألا يجد نفسه مع شخص مثل الدكتور جاتنجو الذي يعرف كما يعرف قلة من المعلمين أن عمله هو ملامسة ذكاء طلابه ........"[/B]
      [B]وذكر انك لتلامس ذكاء هؤلاء الأطفال لا بد أن تعود إلى بدايات التعلم والفهم.كما ذكر أن الدكتور قدم درسا آخر في احترام هؤلاء الأطفال ولم يقدم أي نوع من الإحساس بالأسى لحالهم فقد كان معهم كمن يكون مع زملاء له يحاولون حل مشكلة عويصة.[/B]
      [B]وذكر المؤلفُ أنه لا يحاول بهذه القصة أن يقول إن الدكتور لو أمضى وقتا أكبر لجعلهم أكثر ذكاء ونجابة، بل ما يريد أن يوضحه هو أنهم أذكياء أصلا قبل عمل الدكتور.وما فعله الدكتور هو أنه وضع أمامهم عالما مصغرا يستطيع فيه الواحدُ منهم مزاولة الذكاء الذي يحمله أصلا . عالم يستطيع فيه الواحد منهم القيام بأشياء حقيقية ويرى الواحد منهم نتيجة ما قام به ،أأثمر أم لا.[/B]
      [B]"ليس مطلوبا منّا أن نجعل البشر أذكياء. لقد وُلدوا أذكياء. المطلوب هو أن نكف عن فعل ما يجعلهم أغبياء"[/B]

      [B]وهناك مقال مُترجم جيد نُشر في مجلة "المعرفة " السعودية ربيع الاول 1428 تحت عنوان "الطالب الذي كان ينام في الصف الثالث في الكرسي الثاني" ومقال في مجلة النيوزويك نقلته صحيفة الوطن السعودية عدد 15/9/2007 وعنوانه"ذكاء بعض الأطفال يخفق الآباء والمربون في اكتشافه"[/B]


      [B]وأختم باقتراح يساعد المعلم على التعامل مع طلابه:[/B]
      [B]· " والتأمل الذاتي ليس حصرا على طريقة مقاربتك التعليمية، بل هي طريقة حياة. فكلما زاد استطلاعك ازداد اكتشافك وكلما ازدادت استفساراتك ازداد وصولك إلى عوالم جديدة من الإمكانيات"[/B]
      [B]إن الشعور بالتحرر عند التخلص من قناعة يتمسك بها الإنسان سرعان ما يكون متبوعا بخوفه من أن يكون حبيسَ سجن وهذه الحالة تقود إلى الحنين إلى المعتقد المهجور والعودة إلى ما هو مألوف والطرق القديمة من التفكير لم تعد ذات معنى إلا أن القناعات الجديدة لم تتشكل بعد كي تأخذ مكانها وبذلك فأنت تظل معلقا في مخاض الشك وهذا الشك هو علامة التحول وانبثاق امكانات جديدة........."[/B]
      [B]" إن وجود سجل لأفكارك ومشاعرك وهمومك وأزماتك ونجاحاتك يوفر لك نافذة تطل منها على الماضي وعلى بوابة المستقبل.............." [/B]
      [B]الإدارة الصفية خلق مجتمع من المتعلمين/باربرا لاريفي ترجمة محمد أيوب[/B]




      3
      [B]أريد ان أعود إلى جون تايلور جيتو وكتابهDumbing Us Down. ففي الفصل الأول يتحدث عن ان التعليم يعني اشياء كثيرة إلا أن دروسا سبعة يتم تعليمها الطلابَ اينما كانوا. فما الدروس السبعة؟[/B]
      [B]اما الدرس الأول فهو الارتباك. نعم ، هذا ما يقوله جون تايلور " الدرس الأول الذي أعلمه هو الارتباك. فكل ما أعلمه منفصل عن محيطه ." ويسرد ما يعلمه طلابه وهو الذي نعلمه طلابنا كذلك ويطرح السؤال التالي:" ما علاقة أي من هذه الأشياء ببعضها؟" ثم :" منطق عقلية المدرسة ان الأفضل للطالب ان يغادرها بصندوق أدوات من الرطانة المزيفة آتية من الاقتصاد وعلم الاجتماع والعلوم الطبيعية الخ من ان يغادرها بحماس واحد حقيقي غير زائف. ولكن الجودة في التعليم تستلزم تعلم أمر بعمق. والارتباك هو الذي يتم القاؤه على الطلاب من قبَل الكثير من الأناس الغرباء وكل واحد منهم يعمل وحده وبلا علاقة بالآخر الا ما ندر متظاهرين في الأغلب بخبرة لا يملكونها.[/B]
      [B]المعنى ، لا الحقائق غير المتصلة ببعضها هو ما يسعى إليه العقلاء من البشر، والتعليم مجموعة شفرات لتحويل البيانات الخام إلى معنى"[/B]
      [B]والدرس الثاني؟[/B]
      [B]إنه موقع كل طالب وهذا الموقع تحكمه العلامات والدرجات التي يأخذها الطالب. بل يصعُب بعدها ان ترى الانسان-الطالب- لأن المعلم والمجتمع أصبح يراه من خلال هذه الأرقام . يقول:" ولا أدري لماذا يقبل الآباءُ والأمهات بدون مقاومة أن يحدث هذا لأولادهم. وعلى كل فهذا ليس من شأني . فعملي هو ان أجعلهم يحبون التواجد مع من يحمل الأرقام نفسها.................وإذا قمت بعملي كما ينبغي فإن الأطفال لن يتخيلوا أنفسهم في مكان آخر لأني علمتهم كيف يخافون ويحسدون الفصول الأفضل وكيف يزدرون الفصول الأغبى"[/B]

      [B]والدرس الثالث؟[/B]
      [B]اللامبالاة. وكيف يعلمهم اللامبالاة؟ " افعله بان اطلب منهم ان يتجاوبوا مع دروسي والقفز على كراسيهم قياما وجلوسا بلهفة والمنافسة الشديدة من أجلي. ولا شك ان هذا يبهج القلب ويؤثر في الآخرين ومنهم أنا. وعندما أكون في أحسن حالاتي اخطط للدروس باهتمام حتى أرى ذلك الحماس.ولكن عندما يقرع الجرس أصرّ على ان يتركوا ما كانوا يقومون به والانتقال إلى المحطة التالية من الدروس.فلا بد ان يكونوا كمفتاح الضوء ....................والدرس الذي يعلمهم إياه الجرسُ هو انه لا يوجد عمل يستحق الانتهاء منه،فلم إذن الاهتمام باي شيء آخر؟"[/B]

      [B]أما الدرس الرابع فهو الاعتماد على الآخرين عاطفيا . حيث يستخدم المعلم ُالنجومَ والاشارات الحمراء والابتسامات و تقطيبات الجبين والجوائز والتكريمات والاهانات ليسلم الاطفالُ اراداتهم لأصحاب النفوذ في المدرسة حسب تسلسل نفوذهم وسلطتهم. فهو يتدخل في معظم قرارات الطلاب فيمرر ما يراه نظاميا ويصد ما يحد من سيطرته . وفي جو كهذا تحاول شخصية كل طالب ان تعبر عن نفسها الا انها تواجَه بالاعاقة والتثبيط لأن التعبير عن الشخصية " لعنة تَحل بكل انظمة التصنيف" حسب قوله.[/B]
      [B]ثم يأتي الدرسُ الخامس وهو الاعتماد على الآخرين فكريا اي اعتماد الطالب على المعلم في عالم الفكر كذلك وكأن الطلاب يقولون" يجب ان ننتظر الآخرين وهم اكثر تدريبا منا لإعطائنا معنى حياتنا" حسب قوله. ويذكر ان الطلابَ الناجحين( ويكتب كلمة "الناجحين" بأحرف مائلة ويريد بهذا الناجحين وفق مقاييس مدرسية فقط) يفكرون كما يطلب منهم بدون مقاومة أما الطلاب السيئين فيقاومون بدون ان يعرفوا لماذا يقاومون وعندها يستخدم المعلمُ الاختبارات لكسر هذه المقاومة .[/B]
      [B]" الأناس الطيبون ينتظرون خبيرا ليخبرهم بما عليهم ان يفعلوا. وليس من المبالغة القول بأن اقتصادنا كله يقوم على هذا الدرس. فكر في الأمور التي ستتلاشى إذا لم يُدرب الأطفال على الاعتماد على الآخرين فكريا............................."[/B]
      [B]أما الدرس السادس الذي يعلمه الطلابَ فهو ان احترام الطالب لنفسه ينبغي ان يعتمدَ على رأي خبير فهو الذي يقيّمهم ويصدر أحكامه فيهم. ويتم بالتالي إرسال شهادة إلى بيت الطالب وهذه الشهادة إما ان تستدعي الرضا من الوالدين على الطالب او انها تحدد بنسبة عالية او دقيقة حجم سخط الوالين على الطالب و"ما نتعلمه من الشهادات والدرجات والاختبارات هو ان الاطفال ينبغي ان يعتمدوا على تقييم موظفين أصحاب شهادات لا أن يثقوا في أنفسهم ولا والديهم ، وان الناسَ لا بد ان يتم اخبارهم بقيمتهم"[/B]

      [B]وأما الدرس السابع فهو ان الطالب لا يستطيع الاختباء فهو مُراقب دائما وتحت الملاحظة المستمرة . وهذا واضح عندنا بل إن بعض المدارس تعين طلابا لمراقبة الآخرين اثناء الصلاة في المدرسة فترى الطلاب المراقبين موزعين هنا وهناك ومع كل واحد ورقة وقلم ليسجل المشاغبين في الصلاة وطبعا نحسب اننا نحسن صنعا .[/B]

      [B]ويختم المؤلف المعلمُ فصله هذا بأنه بعد سنوات قضاها كمعلم تبين له ان كل ما يصيب الطلاب مما ذكره – الدروس السبعة- هو لأن هذه الدروس تُبعد الطلاب عن مواعيد مع أنفسهم ومع عائلاتهم يمكن ان يتعلموا فيها دروسا في التحفيز الذاتي والجَلَد والاعتماد على النفس والشجاعة والكرامة والحب ومساعدة الآخرين. ويرى ان الأمر كان يمكن تداركه قبل عقود في فترة ما بعد المدرسة اما الآن فقد حل ضيف جديد وهو التلفاز الذي التهم ما تبقى من وقت. ويختم بقوله: " المدرسة حكم بالسجن لمدة 12 سنة حيث المنهج الوحيد الذي يتم تعلمه هو العادات السيئة. وأنا أعلم في المدرسة وأنال المكافآت على ذلك. ينبغي أن أعرف."[/B]
      [B]إلى لقاء[/B]

      4

      [B][B]لا شك ان من قرا المقال الثالث سيسأل "وما البديل؟ " ،وهو سؤال مهم جدا وان كانت الاجابة صعبة على الأقل بالنسبة لي وستأتي إجابة المؤلف على هذا السؤال.[/B][/B]
      [B][B]في الفصل الثاني من كتابه سابق الذكر وعنوانه "المدرسة مضطربة العقل" يقول:" لقد لاحظت خلال سنواتي الثلاثين في التعليم ظاهرة مثيرة: المدارس والتمدرس( إن صح التعبير) لا علاقة لها بالأعمال الكبرى في العالم. فلم يعد أحد يؤمن بأنّ العلماء يتم تدريبهم في حصص العلوم ولا السياسيين في الحصص المدنية ولا الشعراء في حصص الأدب. بل الحقيقة هي ان المدارس لا تعلم الا الخضوع للأوامر."[/B][/B]
      [B][B]ثم يذكر أنّ اسلوب المدرسة الالزامية الأمريكي اختراع لولاية Massachusetts حول عام 1850 وان الاهالي قاوموها الى ان رضخ آخر فوج لها في الثمانينات من القرن التاسع عشر.وأن تقريرا صدر من مكتب السناتور الامريكي تيد كندي يذكر ان نسبة غير الأميين في هذه الولاية كانت قبل المدرسة الالزامية 98% وبعدها لم تتجاوز 91% وذلك حتى عام 1990[/B][/B]
      [B][B]وتحدث عن حركة تشهدها الولايات المتحدة وتُسمى التعليم المنزلي وان اعداد طلاب هذا النوع من التعليم يتزايد وان تقريرا صدر يبين ان قدرة طلاب هذا النوع من التعليم على التفكير تسبق قدرة أقرانهم المدرسيين-ان صح التعبير- بخمس او عشرة سنوات. [/B][/B]
      [B][B]طبعا هو لا يرى ان التخلص من المدارس ممكن ولا يحمل المعلمين مسؤولية اخفاق المدارس بل القضية بالنسبة له في المؤسسة نفسها اي المدرسة وان من المستحيل ان يجتمع التعليم والتمدرس.[/B][/B]
      [B][B]ويرى ان المدارس انشئت لتكون ادوات لادارة الجماهير وانها تريد بأنظمتها انتاج اناس يمكن التنبؤ بما سيفعلون ويمكن ايضا التحكم فيهم.[/B][/B]
      [B][B]ويرى ان اي اصلاح للمدارس ينبغي ان يتناول سخافتها فمن السخف في رايه ان تكون جزءا من نظام يلزمك بالجلوس مع اناس من العمر والطبقة الاجتماعية نفسها لانه يفصلك بهذا عن التنوع الحياتي وتكامل المختلف في الحياة الحقيقية كما انه من السخف الانتقال من خلية الى اخرى بصوت الجرس كل يوم من حياتك المبكرة في مؤسسة لا تسمح لك بالخصوصية بل تلاحقك الى بيتك بالواجبات.[/B][/B]
      [B][B]ثم انضم التلفاز الى المدرسة ليدمر الباقي كما ذكر من قبل [/B][/B]
      [B][B]وهاكم عملية حسابية للزمن الذي يتعامل معه طلابه كما ذكرها:[/B][/B]
      [B][B]من 168 ساعة اسبوعية ينامون 56 ساعة فيبقى 122 ساعة[/B][/B]
      [B][B]ومن ال122 ساعة يشاهدون التلفاز 55 ساعة فيبقى 57 ساعة اسبوعيا لينضجوا[/B][/B]
      [B][B]والمدرسة تأخذ 30 ساعة اسبةعيا + 8 ساعات اسبوعيا للاستعداد لها والذهاب والاياب و7 ساعات لاداء الواجبات فيبقى 12 ساعة اسبوعيا فاذا حذفنا ساعات الطعام يبقى 9 ساعات اسبوعيا[/B][/B]

      [B][B]فما اثر هذا على الاطفال؟(وهو يتحدث عن طلبته هو)[/B][/B]
      [B][B]1-الاطفال اصبحوا غير مبالين بعالم الكبار وهذا يتحدى تجارب الوف السنوات ويضيعها هدرا[/B][/B]
      [B][B]2- الاطفال اصبحوا بلا حب للمعرفة والبحث والسؤال[/B][/B]
      [B][B]3- لا يتمتعون باحساس بالمستقبل بل يعيشون الحاضر فقط[/B][/B]
      [B][B]4- كما انهم لا يعرفون كيف اثر الماضي في حياتهم الحاضرة وفي قيمهم[/B][/B]
      [B][B]5-يزدري احدهم الاخر ويتهكمون بالضعيف فيهم او الذي لا يجيب الخ[/B][/B]
      [B][B]6-لا يرتاحون للمودة والصراحة. " لا يستطيعون التعامل مع المودة الحقيقية بسبب عادة الاحتفاظ بذات سرية داخل شخصية مصنوعة من اجزاء سلوكية تستعيرها من التلفاز او تحصل عليها للتلاعب بالمعلمين"[/B][/B]
      [B][B]7-ماديون لأن المدرسين في المدرسة يعطون درجات لكل شيء والتلفاز يقدم كل شيء للبيع.[/B][/B]
      [B][B]8-يعتمدون على الاخرين وسلبيون ويخافون مواجهة التحديات الجديدة[/B][/B]

      [B][B]الى لقاء[/B][/B]
      [B][B]5[/B][/B]
      [B][B][B]والحل؟؟؟؟[/B][/B]

      [B][B]أولا لا بد من حوار وطني جاد جدا حول المدارس فإما إصلاحها او إغلاقها والتخلص منها.[/B][/B]
      [B][B]والاصلاح ممكن الا انه لا يكلف على الاطلاق لأن ضخ المزيد من المال والاشخاص الى مؤسسة مريضة لا يزيدها الا مرضا. فلا بد من ان نعيد النظر في الفرضية التي تقوم عليها المدارسُ ونقرر ما الذي نريد ان يتعلمه اطفالنا ولماذا؟[/B][/B]
      [B][B]لا شك ان الطلاب يمكن ان نتحكم فيهم بمكينة المدارس الا انهم سيقاومون باسلحة الامراض الاجتماعية كالمخدرات والعنف وتدمير النفس والامبالاة الخ[/B][/B]
      [B][B]ثم يقدم المعلمُ المؤلف نموذجا يراه حلا وهو نموذج الطبقة الحاكمة لاوروبا لألوف السنوات ويرى ان هذا النموذج يصلح للفقراء والاغنياء.[/B][/B]
      [B][B]وأحد عناصر هذا النموذج هو ان التعلم الحقيقي نتيجة لمعرفة النفس. ففي كل مكان في هذا النظام ستجد ترتيبات مثمرة لكل واحد من الناس مهما كان عمره لوضع الطفل وحده في جو غير مُعَد مسبقا او غير مُوجَه لحل مشكلة وقد تكون المشكلة احيانا مليئة بالمخاطر كالقفز مثلا وركوب الخيل الا ان هذه القضية يتم حلُها من قِبل الوف الاطفال قبل العاشرة. هل يمكنك تخيل شخص تمكن من امر كهذا لا يملك ثقة بالنفس تمكنه من أداء اشياء اخرى؟[/B][/B]
      [B][B]ما نفعله الان هو اخذ الوقت الذي يحتاجه اطفالنا لتطوير المعرفة الذاتية. لا بد من اختراع مدارس تعيد لهم وقتهم.[/B][/B]
      [B][B]لا بد من ان نثق في الاطفال من سن مبكرة ليقوموا بدراسات مستقلة يُرتب لها في المدارس ولكنها تنجز بعيدا عن المدارس ولا بد من مناهج يجد كلُ طالب فيها فرصة لتنمية تميزه واعتماده على نفسه[/B][/B]
      [B][B]وذكر مثلا انه ارسل ولدا في 12 من عمره الى محرر صحيفة ليتعلم منه امورا عملية لها علاقة بالعمل الصحفي ( وهذا هو التمهن)[/B][/B]
      [B][B]ويعتبر ان معرفة النفس بهذا الاسلوب يؤدي الى تعليم الذات ويصبح الطالبُ معلمَ نفسه.[/B][/B]
      [B][B]فلا بد من ان ينخرط الطفلُ سريعا في العالم الحقيقي( طبعا هذا لا يعني ما قد يفهمه البعض من حاجتنا لتقديم القراءة والكتابة والكمبيوتر الخ من التمهيدي او الاكثار من هذه المهارات في الابتدائية فهذا موضوع آخر تماما والطفل في ذلك السن لا يحتاج الا للعب وساشرح هذا قريبا بإذن الله)[/B][/B]

      [B][B]كما ان المدرسة تحتاج لان توقف كونها عالة على المجتمع العامل. فوضع الطلاب في مستودعات – أي مدارس بل هي سجون- بعيدا عن اي خدمة يقدمونها لمجتمعهم لا يصلح فلا بد من جعل خدمة المجتمع جزءا من المدرس او التمدرس ان صح التعبير.[/B][/B]
      [B][B]والهدف بالاضافة للخبرة تحمل المسؤولية.[/B][/B]
      [B][B]ويذكر انه لمدة 35 سنة ادار برنامجا للاطفال الاغنياء والفقراء ليعطوا 350 ساعة سنويا لخدمة المجتمع.[/B][/B]
      [B][B]وقد عاد العشرات من هؤلاء الطلاب بعد سنوات ليعلموني بما تعلموا من خدمة الاخرين وكيف غير هذا حياتهم فقد علمهم هذا كيف يرون الامور بشكل مختلف والتفكير في الاهداف والقيم.[/B][/B]
      [B][B]يقول المؤلف:" ان الدراسة المستقلة وخدمة المجتمع والمغامرا والتجربة ومقادير عالية من الخصوصية او الانفراد والعزلة والألوف من المهن التي يمكن ان يتعرف عليها الطالب- بمُنوَعَات يومية او مدة اطول-دروس قوية ولا تكلف كثيرا وفعالة لاطلاق اصلاح حقيقي للمدارس.[/B][/B]
      [B][B](وانا أضيف أيضا التعلم التعاوني وَفق قواعده- والاعمال الجماعية.)[/B][/B]
      [B][B]الا ان الاصلاح لا يتم بابعاد الطلاب عن والديهم فلا بد من جعلهم المحرك الرئيس للتعليم.[/B][/B]
      [B][B]فالطريق للمدارس العاقلة هو ازالة خنق المدارس للحياة العائلية وتطوير الرابطة الاسرية بتقديم برامج يقوم بها الطالب مع والديه او احدهما.[/B][/B]

      [B][B]( وأرى – والله اعلم- ان امورا كهذه يمكن ان تصبح مكملة ليوم مدرسي قصير جدا يتلوه المتحف التعليمي –غير موجود عندنا- والمشاريع الحقيقية )[/B][/B]
      [/B]


    • 6
      الواضح ان منظور- فلسفة- مؤسساتنا التعليمية، الذي يحدد ما نعلمه طلابنا وكيف نعلمهم ونعاملهم ونقيمهم ونصنفهم ونفرزهم ولماذا نعلمهم ،هو منظور الانجاز الاكاديمي الذي يهتم بالمحتوى( المواد الدراسية) والمهارات( القراءة والكتابة الخ) ويتم قياسهم او قياس المحتوى الذي حفظوه والمهارات التي تعلموها في اختبارات شفهية او تحريرية .وهناك منظور آخر او فلسفة أخرى وهي منظور تنمية وتطوير الانسان وليس جزءا من الانسان، وهذا المنظور يركز على الانسان وليس على الجانب الاكاديمي فقط وبالتالي فرؤيته أوسع من المنظور الأول فهو يركز على الانسان الذي يمثل كينونة حية وذاتية ولا متناهية

      1- أهم اهداف التعلم: الانسان الكامل.ولا أريد بهذا المثالية بل اريد بهذا عقله وقلبه وبدنه وروحه فهذا المنظور لا يرى شقا واحدا من الانسان كما لا ينظر اليه على انه آلة لسوق العمل كما انه لا يختزله في ذكائه اللغوي والرياضي (من رياضيات)
      فأهم اهداف التعليم تيسير التطور الانساني والنماء الانساني والنضج الانساني وليس تحصيل العلامات.
      تقييم نمو الانسان ونضجه عملية عميقة ومستمرة ونوعية وهذا يتم أثناء عملية التعلم نفسها بل التقييم نفسه كما قلت مستمر وكما يذكر هاورد جاردنر التقييم ليس إعطاء درجات فقط بل مساهمة أساسية في التعلم.تقييم يعزز الفهم ولا يقيّمه فقط . يُعلِم المدرسَ والطالبَ بما فهمه الطالبُ وكيف نواصل عملية التعليم والتعلم.وهذا النوع من التقييم يحدث خارج المدرسة أيضا. التقييم عملية لتزويد الطلاب باستجابات واضحة لأداءاتم وممارساتهم محاولين الفهم بطريقة تساعدهم على تحسين ممارساتهم القادمة.


      ما الفرق بين التقييم والاختبارات؟
      التقييم: الحصول على معلومات عن مهارات واستعدادات الشخص بهدف تقديم إفادة جيدة للشخص والمجتمع المهتم.
      والتقييم يفضل تقنيات تستدعي المعلومات أثناء الممارسات العادية وعدم ارتياح التقييم لاستخدام الأدوات الرسمية التي تقدم في موقع محايد معزول عن واقع الحياة.فلا يمكنك ان تقيم طالبا في فصولنا الدراسية اليوم




      2- هذا المنظور يحبذ منهجا مرنا وفرديا ويعطي الطلاب خيارات ذات معنى بتهيئة بيئات مناسبة لكل هذا
      3- يهتم بالماضي والحاضر والمستقبل( تحديات القرن 21) ويهتم بمسار الطالب الكلي من طفولته وما حدث فيها مما قد يعيق تعلمه وبالتالي التعامل مع هذا الموضوع الى المستقبل الذي لا يحدد فقط بالجامعة والوظيفة بل يتعدى هذا الى اعداد الطالب لعلاقات اجتماعية ناجحة وتهيئته لخدمة المجتمع ومساعدته على النضج العاطفي والسلوك الاخلاقي والرغبة في التعلم كما انه يرى الحاضر فرصة لعلاج ما يكون قد اصابه من جراح عاطفية طفولية والهامه بما يعينه في مستقبله واشعاره بأهمية اللحظة المعرفية التي يعيشها وأهمية الاستغراق فيها والاستمتاع بالمعرفة للمعرفة لا لمكافأة ولا للحظة أخرى.
      4- هذا المنظور يقارن اداء الطالب اليوم بأدائه بالأمس ipsativeولا يقارنه بغيره من الطلاب أو باختبار معياريnormative
      5- هذا المنظور يبني قيمته على ثراء التجربة الانسانية
      اي على المعلومات النوعية اي ما يفعله الطالبُ والتجربة التي يعيشها ويمر بها في محيط تعليمي ذي معنىmeaningful
      6- هو توجه يشارك فيه المعلمون ويلهمهم في هذا المفكرون في مجال التعليم وعلم النفس
      7- فاذا كان –كما ذكرنا- منظور الانجاز الاكاديمي يقوم على فرض السياسات التعليمية من فوق فان هذا المنظور –مع أنه لا يفتقد البنية السلطوية- الا انه يُشرك الاداريين والمعلمين والطلاب في تبادل المعرفة والتعلم في جو من الثقة والتلاحم. كما ان الاهم من قوة السياسيين، قوة الأفكار التي تأتي من مفكرين مبدعين مثل روسو ومنتسوري وديوي وبياجيه الخ. وبأفكار هؤلاء يواصل المعلمون النهج بتاسيس مدارسهم وكتابة مؤلفاتهم ووضع برامجهم أو بكلمات أخرى اشراك الطلاب في المعجزات التعليمية.
      فمثلا هذا هربرت كول في كتابه الشيق" 36 طفلا"، أراد عندما بدأ العام الدراسي أن ينظر مع الطلاب إلى الظروف الداخلية والخارجية للوجود الإنساني التي أدت إلى عدم المساواة بين بني آدم. أراد أن يبحث في المحاولات التي بذلت لتصحيح الوضع وان يرى ويعرف التباين الحتمي بين الناس. أراد أن يرى الأطفالُ موقعهم في التاريخ الإنساني وان يعرفوا المتغيرات في الثروة وتوازن القوة والثروة.
      تحدث معهم عن تجربة الإنسان الأول وما الاحتمالات التي كان يمكن أن يكون عليها الإنسان.
      تحدث عن أهمية التاريخ ولكن بالنسبة لمن ؟المنتصرين ام المغلوبين؟
      قرأ لهم عن الحب والكره والغيرة والخوف والحرب والدين والانتصار والهزيمة.
      قرأ بأصوات السخرية والفرح والبهجة واللامبالاة.
      تعلم تثمين وتقدير فضولهم بدون تفكير في النتائج.
      فالتعلم بالنسبة له هو أن نعيش تجارب لا نعرفها ولم نتوقعها. أن نعيش عوالم جديدة. أن نكتشف أنفسنا، الفرح والحزن والحيرة والجهل والارتباك.
      وهذه معلمة أدب تقول:
      " إن براعتي كمعلمة هي اكتشاف قصة أو كتاب يساعدان طلابي على رؤية أنفسهم قادرين على التغلب على المعيقات الاجتماعية أو البحث عن قصيدة تلهمهم كتابة قصائد احتفائية بحياتهم أو وضع وحدة منهجية تربطهم بقضايا الحياة الملحة"

      " ...أختار كتبا ووحدات تزود الطلاب بأمثلة لطرق وأساليب يستخدمها الناس لتنظيم أنفسهم من أجل التغيير وأجد قصصا تضع الشخصياتُ فيه اهتماماتهم الأنانية في سبيل الصالح العام...."

      ..... " أستطيع أن أضع منهجا يفحص الأدب والتاريخ ليساعد الطلاب على رؤية الطريقة التي استخدمها العرق والطبقة لرفع أقوام ووضع آخرين وتهميشهم. ولكنني أيضا اخترت أدبا يعلي من شأن مقاومة المضطهدين بدلا من التركيز على هزيمتهم...."
      Beyond anthologies by Linda Christensen . From rethinking Schools magazine .Volume 22, Number 2 Winter 2007-08


      8- والهدف الأسمى هنا هو السعادة والسعادة هنا لا أعني بها التجربة الذاتية فالطفل قد يسعده الأكل بل أريد ما قاله الفيلسوف والامبراطور الروماني Marcus Aurelius" السعادة والتعاسة بالنسبة للحيوان الاجتماعي والمنطقي لا تعتمد على ما يحس به بل على ما يقومُ به ..........."
      كما ان السعادة لا تعتمد على الثروة المادية او الانجاز الخارجي
      "السعادة داخلية وليست خارجية وبالتالي لا تعتمد على ما نملكه بل على من نحن"
      هنري فان ديك
      " لقد ربط المفكرون الكبار السعادة بامور مثل حياة عقلية خِصبة وعلاقات اجتماعية مرضية ومحبة للوطن والمكان وشخصية متميزة وابوة او امومة جيدة وروحانية وعمل يحبه الانسان"
      Nel Noddings
    • 7
      ما الآثار الإيجابية لمنظور وفلسفة تطوير الانسان في المدارس لا الاهتمام بالانجاز الاكاديمي فقط؟


      1- هذا المنظور يُشرك الطلابَ في العملية التعليمية والانشطة التعليمية بطريقة تُعدهم للحياة الحقيقة. فالطالب ليس متلقيا سلبيا يتلخص دوره في" تقبل المحتويات التي يعرضها المدرسُ وحفظ هذه المحتويات وعند الضرورة او في الوقت المناسب يقوم التلميذ باستظهارها لاسترجاعها بدقة وامانة وكلما كان دقيقا وامينا ازدادت حظوظ تفوقه ونجاحه" كما يقول محمد الدريج في كتابه "التدريس الهادف:من نموذج التدريس بالاهداف الى نموذج التدريس بالكفايات"

      " لقد عرّف جون ديويDewey التعليم بأنه"تقديم خبرات تربوية مقصودة للطلاب"(أ- كمنجز: ص 47) وفي هذا السياق لا بد من تطوير المناهج والكتب المدرسية وإغنائها بالخبرات التعليمية التي تنتفل بالطلاب من التعليم إلى التعلم وتنتقل بالموقف الصفي من التدريسInstructionالمتمثل بالعرض المباشر في المعلم exposion base teaching إلى الموقف الصفي التفاعلي النشط interactive classroom situation القائم على المهمات tasksوالنشاطات activities التي تعلم الطلابَ من خلال التعاون والعمل والاستقصاء وتعريف الأنماط والتحليل واكتشاف العلاقات ووضع الفرضيات والحلول وصولا إلى الابتكار وتوليد المعرفة. ولتحقيق ذلك لا بد من التوفيق بين الخبرات التعليمية والنشاط العقلي الذي نريده في الطالب أو نتوقعه منه آخذين بعين الاعتبار قدرات الطالب واستعداداته والنتاجات التربوية المستهدفة...."
      بناء الخبرات التعليمية/ عبد العزيز الرويس و وجيه القاسم/ المشروع الشامل لتطوير مناهج التعليم المرحلة الثالثة اعداد المواد التعليمية

      2-هذا المنظور يتيح لكل طالب ان يُشع بطريقته وفي مجالات قدراته.اما المنظور الاكاديمي فلا يتيح التفوق الا لمجموعة من الطلاب الذين يتفوقون!!!!!!!! في المواد الاكاديمية التي يقدمها ومن لا يجيدها لا يُعتبر متفوقا ولا موهوبا ولا ذكيا وهذا ظلم لهم لان المطلوبَ منهم قضاء ساعات طويلة في مجالات ليسوا أكفاء فيها( واضيف قضية مهمة ان من اسباب عدم كفاءتهم فيها هو الطريقة التي تُقدم بها الدروس وايضا ما يُقدم لهم كذلك فما الفرق مثلا بين درس في التاريخ يركز على حفظ تواريخ واسماء اشخاص ومعارك واحداث وقعت هنا وهناك فقط ودرس آخر في التاريخ يتحدث مع الطلاب –والمعلم هنا معلم وباحث وطالب ايضا- عن الاستبداد في التاريخ الانساني واثره على الانسان والصراع على السلطة في التاريخ الانساني كله وعن اثر التاريخ والصراعات السياسية والمذهبية والدينية على واقعنا وتشكيلة عقولنا اليوم وهل التاريخ الذي نقرأ هو الذي وقع فعلا وكيف لو ان تاريخنا كتبه المهزومون او العبيد والجواري او المستضعفون الخ؟) وبين يدي كتاب ترجمة عنوانه"حُروب من؟"جاء فيه "التعليم له علاقة بالاكتشاف وسؤال عن الاسباب والبحث عن البدائل....." وهذا الكتاب منهج دراسي يعلم الطلاب ان يناقشوا الحرب على الارهاب ويساعدهم على اكتشاف الموضوع والبحث فيه لا التسليم بوجهة نظر الحكومة الامريكية .
      3-منظور التركيز على الانسان وإنمائه كإنسان يقلل الحاجة لتصنيف الطلاب تحت: صعوبات تعلم-اضطراب ضعف التركيز والحركة الزائدةADHD-بطئ التعلم وغيرها من العناوين السلبية.( وهل يمكن لأي انسان الا ان تصيبه كل هذه الاضطرابات في تلك المستودعات التي تُسمى فصولا دراسية وأنقل من منتدى آخر وصفا كتبته معلمة لمدرسة (حذفت الاسماء ):

      لو تجولت في ( )لرأيت العجب من المدارس
      أنا متعاقدة في مدارس( ) لمدة 3 سنوات وقد درست في 8 مدارس والله اني رأيت عجبا وأنا أتمنى أن لا يكبرواأولادي الا وقد نقلت من ( ) حتى لا يدرسوا في هذه المدارس
      حاليا أنا في مدرسةتقع في أعلى جبل ومن الداخل صغيره جدا جدا والفصول أيضا صغيره وهي ليست حجر وانماممرات تم اقفال بعضها لتكون فصلا لدرجة أن الصف الخامس بداخل الصف الرابع أي يجب أنتدخل الصف الرابع ثم تدخل من داخله للصف الخامس ، وباب طوارئ المدرسة ينزل الى أرضمسورة تابعة للمدرسة ولكن لا يوجد به باب للنفاذ للشارع فتخيل الوضع لو حصل مكروهلا سمح الله
      (وهذه المدرسة ليست في قرية تابعه ( )وإنما لا تبعد عن ( )سوى 3 دقائق بالسياره وتقريبا 10 دقائق مشيا على الأقدام)



      4- هذا المنظور يساعد الطالبَ على تنمية كفاءات وقدرات تجعل العالم مكانا افضل.لماذا؟ لأنه يهتم بـامور منها خدمة المجتمع وقد نقلت من قبل كلمة اعيد نقلها الان لمناسبتها.
      فقد نقلت من كتابDumbing us down لجون جاتو ما يلي:
      ( كما ان المدرسة تحتاج لان توقف كونها عالة على المجتمع العامل. فوضع الطلاب في مستودعات – أي مدارس بل هي سجون- بعيدا عن اي خدمة يقدمونها لمجتمعهم لا يصلح فلا بد من جعل خدمة المجتمع جزءا من المدرس او التمدرس ان صح التعبير.
      والهدف بالاضافة للخبرة تحمل المسؤولية.
      ويذكر انه لمدة 35 سنة ادار برنامجا للاطفال الاغنياء والفقراء ليعطوا 350 ساعة سنويا لخدمة المجتمع.
      وقد عاد العشرات من هؤلاء الطلاب بعد سنوات ليعلموني بما تعلموا من خدمة الاخرين وكيف غير هذا حياتهم فقد علمهم هذا كيف يرون الامور بشكل مختلف والتفكير في الاهداف والقيم.)

      5- هذا المنظور يساعد في اصلاح كثيرا من مشاكلنا الاجتماعية التي اصابت صغارنا (من مخدرات الى اعمال عنف باشكالها المختلفة) ولا شك ان منظور الانجاز الاكاديمي كما ذكرته سابقا لا يملك مقومات التعامل مع هذه المشكلات بل لعله يزيدها اما المنظور الذي اركز عليه فهو يهتم بالطالب وتطوره الاجتماعي والعاطفي والابداعي ويقدمم برامج مختلفة من فنون الى خدمات اجتماعية الى زيارات ميدانية الى مشاريع مختلفة يقوم بها الطلابُ الى دروس في الذكاء العاطفي الى حوار الخ كما يعلمهم ويدربهم على المسارات التي يمكن ان يعبروا بها عن غضبهم وانفعالاتهم المختلفة والولد احوج ما يكون الى هذا .ففي كتاب جيد ترجمة عنوانه" تربية قابيل"
      جاء فيه ما يلي:
      التربية الذكورية تحرم الذكر من فرصة تطوير المدى الاوسع للمصادر العاطفية بابعاده عن ذاته وداخله. وهذا يُسمى سوء التعلم العاطفيemotional miseducation .انه ابعاد الطفل عن الارتباط الصحي والفهم والتعبير العاطفي لاننا نشعره بان عليه ان يخفي عواطفه كثيرا بل ومخاوفه. " ويترك الولد لادارة النزاع والاختلاف والتغير في حياته بذخيرة عاطفية محدودة." واذا كان صندوق معداتك لا يحوي الا مطرقة فلا مشكلة طالما ان المطلوب هو الطرق فقط اما اذا كان الأمرُ ليس طرقا فقط فهنا المشكلة .
      ما الذي يحتاجه الأولاد ليحققوا الامامة العاطفية؟( كلمة الإمامة اختارها الاستاذ بلال الجيوسي في ترجمته لكتاب هوارد جاردنر"العقل غير المدرسي فاختار الامامة –عكس الأمية- كترجمة لكلمةLitracy)
      يحتاجون مفردات عاطفية توسع من قدرتهم على التعبير عن انفسهم بطرق غير الغضب والعدوانية. ويحتاجون لتجربة التعاطف في البيت والمدرسة ويحتاجون في رحلة حياتهم علاقات قريبة ومساعدة تحميهم من ان يكونوا ضحايا اضطراباتهم العاطفية. يحتاج الفتى لأن يعايش حياة غنية عاطفيا.
      " لا بد ان يرى الطفل ويؤمن بان العواطف لها مكان في حياة الرجل"
      الوراثة والبيئة عاملان متداخلان والوراثة ليست حتمية لان تركيبة الدماغ تتأثر بالبيئة والتعلم .
      والفتاة اقدر من الفتى في القدرات اللغوية والفتى اكثر حركة من الفتاة
      اما التستسترون فلا علاقة له بالعدوانية " نرى الفرق بين الجنسين في السلوك العدواني في الشهر 18 وخلال مراحل الطفولة ومع ذلك تبقى نسبة التستسترون الى حد ما واحدة في الجنسين الى ما قبل العاشرة"
      " قبيلة Semoiفي ماليزيا واحدة من اكثر المجتمعات ميلا للسلام في العالم.فالرجال لا يقاتل بعضهم بعضا والازواج لا يضربون زوجاتهم ولا الوالدين اطفالهم. كما ان الاكفال نادرا ما يتشاجرون والاعتصاب والقتل والاعتداء على الاخرين غير معروف بينهم. ...................يتعلم اطفالهم منذ الطفولة ان عدم العنف هو طريقة الحياة"
      وفي شمال امريكا فان Hutterite Brethrenو Amish تعتبران من المجتمعات المسالمة فعبر 350 سنة لم يقتل اي فرد من التجمع الاول احدا من نفس تجمعه.
      " فحتمية العدوانية لا يولد بها الانسان بل تُصنع"
      الطالب يُمضي ما يقرب من 1000 ساعة من التمهيدي الى الصف السادس في المدرسة .
      الطالب العادي يواجه كفاحا ليحقق التوقعات الاكاديمية للابتدائية التي تركز على القراءة والكتابة والقدرة اللغوية وهي مهارات معرفية تتطور بشكل ابطأ في الذكور."


      6- هذا المنظور يساعدهم على تطوير انفسهم واكتشاف نقاط قوتهم وتحسنهم المستمر ودفعهم للمزيد من التعلم.
      وقد كتب الموسيقي Pablo Casals
      " ما الذي نعلمه أطفالنا في المدرسة؟نعلمهم ان 2+2= 4 وان باريس عاصمة فرنساز متى سنعلمهم ايضا ما هم؟ لا بد ان نقول لكل واحد منهم: هل تدري من انت؟ انت معجزة. انت فريد من نوعك. فلا يوجد في العالم كله طفل مثلك. ............................انت تملك الامكانية لتكون شكسبير او مايكل انجلو او بيتهوفن..............."
      ونحن نقول له بالاضافة لذلك : انت تملك ان تكون العقاد او السنباطي او المنشاوي او السميط او الكواكبي صاحب طبائع الاستبداد او ابن خلدون او ابن رشد او ابن حجر الخ
      واضيف حكما رائعة بالنسبة لي:

      "خوفنا الحقيقي لا ينبع من قصورنا بقدر ما يأتي من قوتنا. نورُنا هو الذي يُخيفنا، لا ظلمتنا.نسأل أنفسنا : من أنا لأكون ذكيا موهوبا ؟ والحقيقة من أنت لألا تكون كذلك؟
      تصغيرُك نفسك لا يخدم العالم كما أنه ليس رائعا أن تنكمشَ بحجة أنّ الناسَ لا يشعرون بالأمن إلا بانكماشك . أراد الله للجميع أن يومضوا كما يومضُ الأطفال. لقد وُلدنا لنعبر عن عظمة الله في أنفسنا. وعندما نسمح لنورنا بأن يسطع فإننا نعطي الآخرين الإذن بذلك. وعندما نتحررُ من مخاوفنا، فان وجودَنا يحررُ الآخرين بشكل تلقائي."
      (M. Williamson)
      "لم يُنجز شيء. كل ما في العالم باق لِيُنجَز أو لِيتم إتقانه. أعظمُ لوحة لم تُرسم بعد وأعظم مسرحية لم تُكتب بعد وأعظم قصيدة لم تُغن بعد."
      ( وأضيف أنا وأعظم تفسير لم يُكتب بعد وأعظم شرح للسنة لم يُسطر بعد)
      الصنابير لا تزال تسرّب الماء كتلك التي كانت في بيت كاتب هذه الكلمات –أي ستيفنس- عندما حاول وابنه إصلاحها فاعترف كاتب هذه الكلمات أنّ جيله عاجز عن صناعةِ صنبور لائق.
      "ولكن" ، يقول الكاتبُ مشيرا إلى ابنه "لعله يستطيعُ ذلك" فهناك فرصة لهذا الابن في عالم السباكة وكل المجالات الأخرى.
      "لا شيءَ في العالم حقق مستوى مثاليا . يمكنك دائما أن تضيف.فلا وجود لطيران مثالي ولا لحكومة مثالية ولا قانون مثالي.
      علّم ابنك أن لا شيء تمّ عمله بشكل نهائي وصحيح، وان لا شيء عُرف بشكل ايجابي وكامل وانّ العالمَ لهم ، كل العالم."
      Journalist Lincoln Stiffens
      لا تمتنع عن الضحك خشية أن يصفك الآخرون بالغباء
      ولا تمنع دموعك خوفا من أن ينعتك الناس بالحساس
      ولا تمتنع عن المبادرة خشية أن يقول الناس عنك بأنك فضولي
      ولا تتوقف عن التعبير عن مشاعرك خشية أن تظهر حقيقتك
      ولا تخشى من عرض أفكارك وأحلامك أمام الناس خوفا من فقدانهم
      الذي يحب الآخرين قد لا يحبه الآخرون
      والذي يعيش – حتما - سيموت
      والذي يضع الآمال قد لا يحققها كما أنّ الذي يحاول قد يُخفق
      إلا أن المغامرة لا بد منها، لأن أعظم مغامرة عدم المغامرة. والذين لا يغامرون لا يفعلون شيئا ولا يملكون شيئا وليسوا بشيء ولن يصبحوا شيئا
      قد يتجنبون الألم إلا أنهم لن يتعلموا الإحساس والتغيير والنضج والحب والحياة
      لقد استعبدوا أنفسهم ووضعوا حريتهم في حصون
      من يغامر هو الحر حقا

      7- يعطي المعلمين والطلاب مزيدا من التحكم في بيئتهم التعليمية . بمعنى انه يهتم بتطور المعلم والطالب معا وفي هذه البيئة يُنظر الى المعلم كخبير في موضوعه- هكذا ينبغي ان يكون لأن بعض المعلمين آخر عهده بالكتاب عندما كان في الجامعة-(لا يعني هذا انه لا يُناقش ولا يُحاور ) ويعطى الطالب حرية اختيار تجربته التعليمية والاختيار هنا مهم لانه يربي الطالب على تحمل المسؤولية ويساعد في إنضاجه ويجعل التعلم مُشوقا واليكم التالي لمعرفة اثر الاختيار في حياة الانسان. ففي كتاب Stumbling on Happiness لدانيل جلبرت يقول:
      في دراسة ، اعطى الباحثون كبارَ السن في مأوى لهم بيتا للمزروعات واخبروا نصف الساكنين في المأوى بان النباتات المزروعة تحت اشرافهم ورعايتهم والمجموعة الاخرى بالعكس فموظفو الدار سيقومون بالمهمات المتعلقة بالنباتات. وبعد 6 اشهر توفي 30% من المجموعة الثانية مقابل 15% من الاولى.
      وفي دراسة أخرى أكدت اهمية الاختيار والاحساس بالسيطرة او التحكم ببعض الامور رتب الباحثون لبعض الطلاب زيارات للمسنين في دار المسنين واتيح للمجموعة الاولى اختيار مواعيد ومدة الزيارات في حين حُرم افراد المجموعة الثانية من هذا الحق وبعد شهلرين شعر افراد المجموعة الاولى بنسبة عالية من السعادة والصحة والنشاط واصبح الواحد منهم يأخذ ادوية اقل من افراد المجموعة الثانية. ثم أوقف الباحثون الزيارات ليفاجأوا بعد اشهر ان نسبة من المجموعة الاولى ماتت.
      8- هذا المنظور يؤدي إلى مشكلات اقل في موضوع ضبط الفصول الذي يعاني منه كثير من المعلمين . لماذا؟
      سانقل بعضا مما قاله Alfie Kohn في مقالة له بعنوان" ضبط الفصل هو المشكلة وليس الحل":
      "عندما تصل الأمورُ في فصلي إلى درجة لا تُحتمل ، كانت تمرّ بي أيام أكون مقتنعا فيها بأن الأطفالَ أمضوا ليلتهم يتآمرون على جعل حياتي تعيسة. ولم يتبين لي إلا مُتأخرا أنّ سبب ما يفعلونه من اضطراب هو أنهم يريدون أن يمضي وقتُ الحصة بشكل أسرع.
      ولم أعترف إلا متأخرا بأني لا ألومهم. فالمشكلة ليست في الطلاب بل في منهجي واعتمادي على الكتب المدرسية والعمل الورقي َوحِمية المهارات والحقائق المعزولة عن السياق والمعنى.....................................

      لمساعدة الأطفال على الانخراط في هذا التفكير، لا بد أن نعمل مع الاطفال بدلا من عمل الاشياء لهم.لا بد من أن نشركهم في القرارات المتعلقة بتعلمهم وحياتهم داخل الفصل. والأطفال يتعلمون اتخاذ قرارات بإتاحة فرص لهم للاختيار....."
      وأما هربرت كول صاحب كتاب :36 طفلا" فيقول:

      " لم أجد حلا لمشكلة الانضباط ولم أعد اعتقد أنها بحاجة لحل فالأطفال سيختلفون مع غيرهم ومع معلمهم وسيكونون غير منطقيين أحيانا كمعلمهم ولا بد من بيئة فصلية تكون فيها الصراعات والاختلافات والتفكير غير المنطقي مسموح بظهورها أحيانا. ولا يجب أن نعتبر الطفل الذي يتحدى" طفلا متحديا" أو الذي يرفض أداء ما عليه "كسولا" لأن عنونة كتلك تجعل الفصل قاسيا وغير متسامح وهذا مكان لا يصلح للأطفال ولا الكبار"

      9- هذا المنظور يشجع برامج التجديد والتنوع لأنه يهدف لتطوير الانسان في جوانبه المختلفة وبالتالي البحث عن الجديد في هذه الميادين .

      10- هذا المنظور يساعد على تأسيس ممارسات وانشطة طلابية تلائم مراحل تطورهم وهذا موضوع سأعود إليه بإذن المولى جل وعلا والحمد لله دائما.

      إلى لقاء.
    • 8

      برامج تعليم الطفولة المبكرة:

      1- حاجات الطفل التطورية( من 3-6)
      وصف بياجيه تفكير الطفل في هذا االعمر بالتفكير التصوري او ما قبل العمليات أي لا يستخدمون عمليات عقلية منطقية (الترقيم- التسلسل الخ).
      يستخدمون animism بمعنى انهم يرون الاشياء الجامدة كأنها حية.
      وقد اعتبر المؤلف الروسي عن الاطفال Kornei Chukovsky ، اعتبر الاطفال من سن 2 الى 5 " عباقرة لغويا" لماذا؟
      لقدرتهم على استخدام التفكير واللغة بطرق جديدة فقد نسمع طفلا يقول :" لا تغلقي الضوء لأني عندها لن أرى كيف أنام" وهذا يٌسمى تداخل الحواس حيث تُسمع المشاهد ويتم تذوق الالوان وتلمس الاصوات مالوف في هذه السن. كما ان خيال الطفل اكثر خصوبة من البالغ كما قد يصل خياله الى مرحلة الخيال الصوري بمعنى ان الصور الداخلية في ذهنه يراها بوضوح الصور الخارجية وهذا المقاربة -المجازية والخيالية وامتزاج الحواس- للعالم هي انعكاس لمرحلة الطفل التي يمر بها جهازه العصبي. وفي نفس الوقت فان الطفل يملك وفرة في التفرعات العصبية (في خلاياه العصبية)
      تخضع لعملية تهذيب فالبيئة التي يعيش الطفل فيها هي التي تتحكم في أي التفرعات يتم تعزيزها واي التفرعات يتم التخلي عنها. والعوامل العاطفية والاجتماعية لها دور في هذا الموضوع.
      كما ان جهاز الطفل العصبي لم يتم تبطينه او عزله بشكل كامل ليسمح بالتسيير الفعال للدفعات العصبية في الدماغ . بمعنى لو انك اطلعت الان على خلية عصبية فسترى ان التفرعات عليه عوازل او بطانة والبطانة تُسمى Myelin Sheath وهذا الأمر هو الذي يجعل الطفل مختلفا عن الكبار في الادراك والتفكير( فيا ايها الكبار حلو عن سما الاطفال بالتعبير الشامي او افهموهم) وفقدان هذه العوازل تؤدي إلى مشاكل عجيبة ( لمن اراد ان يرى فيلما مبنيا على قصة حقيقية فعليه ان يشاهد الفيلم الرائع القوي في رايي لورنزو اويل وهو يحكي قصة طفل يُولد بنقص في تلك البطانة واصرار أمه بالذات على علاجه وصبرها كالجبال على ذلك.
      نعود الى موضوع ادمغة الطفل وحاجتها في هذه المرحلة اللعب فقط.

      2-اهمية اللعب:
      - ييسر تطور الطفل البدني والحسي عندما يجري ويحفر ويمثل ويرسم الخ
      - يطور التعلم الاجتماعي باللعب مع الاخرين باختراع ادوار تراها الطفلة حولها ومحاولة توليف –ان صح التعبير- مسلكها في اللعب لحاجات الاخرين ممن يلعبون معها.
      - يدعم اللعبُ النمو العاطفي عندما يسقط الطفل عواطفه المختلفة من خوف وغيرة وبهجة الخ على العابه
      - واللعب يمثل وسيطا بين الممكن والواقعي فيخلط بين محتوى خياله (الممكنات) بمحتوى العالم الحقيقي(الالعاب والمكعبات الخ) وبعملهم الابداعي يدخلون الى العالم امورا عفوية وجديدة وفريدة( طبعا يدمرها الكبار باعتبارها سخافات ولست ادري من او ما السخيف؟) فالثلاجة مركبة فضائية ويمكن نقل الفلوس عبر الجوال والسلم يُوصل الانسان الى السماء وهكذا. واللعب قد يكون اهم ما عرفه الانسان .فاللعب عند بعض العلماء هو بدية الحضارات وهو والد او والدة الشعر والرقص والموسيقى بل سبق الثقافة
      ويمكن ان نسمع ما قاله كبار عن اللعب او كيف عبروا عن انجازاتهم:
      فهذا نيوتن يقول:" لا ادري كيف ابدو للعالم الا اني بالنسبة لنفسي فيبدو اني كنت فقط كولد يلعب على الشاطئ ..............ثم يجد حصاة املس من الحصوات العادية او قوقعة اجمل من العادي بينما يبقى المحيط الضخم غير مُكتشف أمامي"
      اما ابو القنبلة النووية فقال:" هناك اطفال في الشوارع يلعبون ويستطيعون حل بعض مشكلاتي في الفيزياء لأنهم يمتلكون أوجه ادراك فقدتها منذ زمن طويل"
      واما الكسندر فلمنج مكتشف البنسلين فيقول:" انا ألعب بالميكروبات. من المبهج كسر القواعد"
      وانقل كلمة لعباس محمود العقاد قد يمون لها علاقة:

      "فما عرف التاريخُ قط أمة أحسنت الجد ولم تحسن اللهوَ واللعب.
      وما عرف التاريخ قط أمة من أمم القوة والسيادة لم تكن لها ألعاب ولم يكن لها زعماء في هذا المضمار."
      " فاللعب هو فيض الحياة. ولن تكون سيادة بغير حياة أولا ... ثم فيض في الحياة بعد ذلك.
      لا يلعبُ الإنسانُ وهو عليل.
      ولا يلعب وهو محسور مغلوب.
      ولا يلعب وهو مسلوب المشيئة.
      ولكنه يلعب حين يصِح وحين يفرح وحين يملك زمامه فيشاء ويفعل ما يشاء.
      فاللعب والحياة الفائضة صِنوان والسيادةُ والحياةُ الفائضة لا تفترقان."
      "ولو اجتمعت للشيخ حكمة السن وجدة الطفولة لما منعته الحكمة أن يلعب ويلهو ولعلمته بعد ذلك كيف يفتن في لعبه ويزيد في لهوه ويبز فيهما الأطفالَ والشبان."
      ولكن ما اللعب الذي يعنيه العقاد؟

      "فاللعب الذي نعنيه غير التسلية.
      واللعب الذي نعنيه غير الرياضة."
      ما هو اللعب إذن؟
      "أما اللعب الذي نعنيه فهو التعبير الملازم لحالة الفيض والإشراق فلا يراد بعد ذلك لغرض من الأغراض.
      " وعلى هذا المعنى يدخل في باب اللعب ابتكارُ الفنان ووحيُ القريحة وتوقانُ النفوس إلى العظائم وغرام العقول بالكشف عن المجهول ولألاء الجمال في الوجوه ولألاء الجمال في الأرواح"

      ويختصر العقاد قائلا:
      "وإنما هو تعبير الحياة كلما امتنع الحائلُ بينها وبين التعبير"
      عباس محمود العقاد/ يسألونك
      لألاء: أي ضوء السراج
      إلى لقاء

      9
      [B]3- ممارسات غير ملائمة لهذا العمر(2-6)[/B]
      [B]لا نريد باللعب العاب الكبيوتر او سوني ولا العاب المنافسة ككرة القدم بل نريد الالعاب المفتوحة لأن اللعب تجربة بلا نهاية محددة فالطفل هنا هو الذي يبادر باللعب بدون رسم مسارات مُسبقة لما نريد ان يصل اليه بل نهيء له مساحات وادوات ليقوم باللعب العفوي غير محدد النتائج وهذه قضية مهمة ولا يتقبلها الكثيرون ولست أدري لماذا؟ ( وهذا يذكرني بالتفكير فهناك أنواع من التفكير الهدف منها التفكير لا الوصول الى نتائج محددة سلفا او البحث عن حجج لهزيمة الخصم الخ بل التفكير لمجرد التفكير وتوليد افكار –ربما وربما لا يتم توليدها- لا نعرفها ولا ندري الى اين تقودنا)[/B]
      [B]والمؤسف ان اللعب أصبح حالة غير مرغوب فيها في ظل رغبة البعض في دفع الطفل للتعلم الاكاديمي المبكر وبدأ هذا التوجه يغزو بعض المدارس التي تحوي صفوفا تمهيدية لتهيأة الطلاب –في زعمهم- للصف الأول . فترى انهم يعلمونهم ولو بشكل بسيط مهارات حسابية ومهارات القراءة والكتابة مع ان الطفلَ في هذه المرحلة احوج ما يكون الى التعلم- ولا اقصد تعلم القراءة والكتابة فالتعلم كلمة معناها اوسع من تعلم هذه المهارات فقط - باللعب والخيال والمجاز كالقصص واستخدام الحواس كلها. [/B]
      [B]والمشكلة الاخرى بعد محاولة اكسابهم مهارات الكتابة والقراءة الخ هي الاختبارات القياسية التي قد يخضع لها بعضهم لمعرفة مستوياتهم. وهذه الاختبارات تسبب التوتر ولا تقدم معلومات مفيدة وتؤدي الى عنونة مؤذية للطفل او تصنيف له يؤذيه وتسبب التدريس -فقط -للاختبار ولا تنجح في تهيئة جو للتعلم التعاوني وحل المشكلات.[/B]
      [B]والمشكلة الثالثة الكمبيوتر والعاب سوني ومثلهما . لماذا؟[/B]
      [B]يقول توماس ارمسترونج:" لعل اكبر مشكلات الكمبيوتر هي ان الاطفال لا يستطيعون اللعب بها( بالمعنى الاعمق للكلمة) لان البيئة قد تم بناؤها ووضعت حدود لها من قبل مصممها. "[/B]
      [B]ثم تأتي الواجبات واليوم الدراسي الطويل وندرة نومة القيلولة وقلة الفسح. وهذه رابعة او خامسة او سادسة الاثافي.[/B]

      [B]4-نماذج رائعة لمدارس تمهيدي:[/B]

      [B]1-نموذج RCP في كاليفورنيا.وقد أنشأها Bev Bos قبل أكثر من 30 سنة وهي غير ربحية ومجتمع يشارك فيه الآباء والأمهاتُ ومحورها اللعب فقط.[/B]
      [B]وقواعد المدرسة: اركض واقفز واحفر واكتشف وتكلم وابن ومزق واسكب واصرخ وانشر واطرق وارسم ولون وغني والعبي وافحصي واحلمي. وفي الخارج هناك مساحات للجري واكوام تراب وحدائق وغرفة للادوات الميكانيكية وسفينة بسلالم وحبال وعجلة قيادة وفي الداخل حوض اسماك وشاحنات وكراسي وثلاجة وعرائس وكتب وادوات طبخ الخ[/B]
      [B]ولا وجود لصوت معلم يسيطر ويوجه بل عبارات التوجيه القليلة ومشاركة الافكار والحوار والغناء والقصص.[/B]
      [B]ولمن أراد المزيد [/B]
      [B]http://www.rosevillecommunitypreschool.org/[/B]

      [B]2-مدرسة Reggio Emilia[/B]
      [B]ما يميزها هو التالي:[/B]
      [B]أولا: المعلمون متعلمون وطلاب[/B]
      [B]فالتزام المعلمين طويلَ الأمدِ بتعزيز فهمهم للطلاب هو جوهر فلسفة هذه المدرسة. فالمعلم يطور نفسه بأهداف يضعها هو. كما ان استقلالية المعلمة واضحة في غياب كتب ارشادات المعلم وتوجيهات المنهج واختبارات قياس الانجاز. وعلى المعلمين بدون كل ما ذكرت ان يَكونوا ملاحظين متمرسين لطلابهم ليتمكنوا من اعداد منهجهم وخططهم بأنفسهم.[/B]

      [B]ثانيا:دور البيئة المحيطة بالطلاب[/B]
      [B]ويُشار اليها بالمعلم الثالث.فمن اهداف تخطيط مساحات جديدة واعادة ترتيب القديم دمج الفصل بالمدرسة والمدرسة بالمجتمع المحيط بها. والتمهيدي مليء بالنباتات الداخلية والعنب ومضاء بالضوء الطبيعي. والفصول مفتوحة على فناء مركزي والمطابخ ظاهرة والوصول الى الخارج يمكن عبر النوافذ الكبيرة والحدائق والابواب في كل فصل من الفصول. والمداخل تلفت انتباه الداخلين بالمرايا على الجدران والاسقف والارض والصور واعمال الطلاب وحواراتهم معلقة هنا وهناك. ............الخ[/B]

      [B]ثالثا:مشاريع طويلة المدى كمراكب للتعلم[/B]
      [B]فالمنهج يحتوي على مشكلات حياتية حقيقية على الطلاب البحث عن حلول لها مع اقرانهم بفرص متعددة للاكتشاف والتفكير. وموضوع البحث قد يأتي من ملاحظة المعلم للطلاب اثناء لعبهم او من احداث تقع صدفة تلفت انتباه الطلاب والمعلمين. والمعلمون يعطون قيمة كبرى لقدرتهم على الارتجال والاستجابة لاستعداد الطلاب للاستمتاع بغير المتوقع.[/B]
      [B]وتبدأ المشاريع بملاحظة المعلم طلابه وسؤالهم عن موضوع يشوقهم. وبناء على جوابهم يقدم المعلمُ الاسئلة والمواد والفرص التي تستثير الاطفال للمزيد من الاكتشاف والبحث .وبينما تكون بعض استثارات المعلم متوقعة ، فان المشاريع تسير في طرق غير متوقعة نتيجة للمشكلات التي يعرضها الطلاب.وبالتالي تدور المناهج حول مشاريع بلا نهاية محددة وطويلة الامد وقائمة على نشاط متبادل بين معلم موجه ونشاط يبادر به الطلاب.[/B]

      [B]رابعا: لغات الاطفال المئة[/B]
      [B]وأثناء مسيرة الطلاب في السؤال والبحث وفحص واختبار فرضياتهم يتم تشجيعهم على وصف فهمهم باستخدام واحدة من كثير من اللغات الرمزية كالرسم والنحت والتمثيل والكتابة. فهم لا يعبرون عن الفهم بالكلمات فقط بل برموز مختلفة فالرم مسار وقناة رمزية والنحت كذلك والتمثيل قناة اخرى تستخدم البدن وهكذا.[/B]


      [B]ومن المهم الاشارة الى ما يلي[/B]
      [B]هذا النموذج يختلف عن غيره في قضية مفهوم المعلم الكفؤ. فمثلا ، يصرح المعلمون هناك بالحيرة والارتباك كمساهمين في موضوع التعلم وبالتالي من استراتيجيات التعليم السماح بالخطأ من المعلمين او ان يبدأ احدهم مشروعا لا يدري الى اين يوصله او كيف ينتهي .[/B]
      [B]وايضا من النقاط الجديرة بالذكر اهمية قدرة الطفل على أن يفاوض ويناقش اقرانه مما يجعل تدخل المعلم في نزاعات الاطفال البسيطة غير ضروري.[/B]
      [B]للمزيد:[/B]
      [B]http://www.reggioemiliaapproach.net/about.phpreggioemiliaapproach.net/about.php[/B]

      [B]وهناك ايضا نموذج Waldorf الذي اسسه الفيلسوف والمعلم النمساوي Rudolf Steiner قبل اكثر من 80 عاما.[/B]
      [B]للمزيد عنه:[/B]
      [B]http://www.whywaldorfworks.org/02_W_Education/index.aspwhywaldorfworks.org/02_W_Education/index.asp[/B]
      [B]http://schools.scusd.edu/John_morse/about/about.htmschools.scusd.edu/John_morse/about/about.htm[/B]
      [B]الى لقاء[/B]
      10
      ملخص ممارسات ملائمة وغير ملائمة لمرحلة الطفولة المبكرة(3-6)

      [B]غير ملائم


      [/B]

      [B]بيئة فصلية مصطنعة ومزيفة
      [/B]




      [B]يوم مدرسي طويل
      [/B]




      [B]تقليص القيلولة والفسح
      [/B]




      [B]تعليم المهارات الاكاديمية الرسمية( القراءة والكتابة الخ)
      [/B]




      [B]واجبات
      [/B]




      [B]أعمال تتطلب الجلوس الى الماصة لمدة طويلة
      [/B]




      [B]اختبارات قياسية
      [/B]




      [B]برامج محورها المعلم
      [/B]




      [B]كمبيوتر-تلفاز-انترنت
      [/B]




      [B]تقسيم اليوم الدلااسي الى وحدات اوحصص قصيرة
      [/B]




      [B]تقسيم اليوم الى "مواد"
      [/B]




      [B]وضع اهداف تعليمية لللاطفال
      [/B]




      [B]ضرورة قيام الاطفال بالاعمال نفسها في الوقت نفسه
      [/B]









      [B]ملائم


      [/B]

      [B]لعب غير محدد النتائج والنهايات
      [/B]




      [B]قصير
      [/B]




      [B]اعطاؤهما وقتا مناسبا
      [/B]




      [B]تعلم غير رسمي كل الوقت
      [/B]




      [B]مشاركة الوالدين في النشاط المدرسي
      [/B]




      [B]التحرك والتعلم معظم الوقت
      [/B]




      [B]توثيق للعب الطفل وما يكشفه عن عالمه الداخلي والخارجي
      [/B]




      [B]محورها الطفل
      [/B]




      [B]العاب تمتزج فيها الحواس
      [/B]





      [B]الكثير من اللعب الحر
      [/B]




      [B]فرص كثيرة للصُدف والعفوية والمرح
      [/B]




      [B]تثمين حكمة وانسانية الطفل المتكاملة
      [/B]




      [B]الاطفال يختارون ما يفعلون
      [/B]









    • 11

      والآن إلى المرحلة الابتدائية حيث يدخل الطالبُ المدرسة من الصف الأول ابتدائي ليبدأ إمطارُه– في أماكن يسمونها فصولا دراسية ومن قِبل خبراء!! في موضوعاتهم ( وأنا أميز بين المادة والحقل المعرفي والمعلم ينبغي ان يكون خبيرا في حقله المعرفي لا مادته)- بالمهارات من كتابة وقراءة وجمع وطرح وقسمة وضرب والحقائق والمعلومات التي لا بد ان يحفظها ليتم تقييمه فيها ويُقرَرُ بعد ذلك مصيرُه وهكذا.
      يقول توماس ارمسترونج:" جميعُ الاطفال وخاصة اطفال الابتدائية يحملون كنقطة مركزية في هذه المرحلة الحاجة لمعرفة كيف تعملُ الاشياءُ في هذا العالم"، وبالتالي لا بد من سد الفجوة بين عالم المدرسة والعالم الحقيقي. ويبقى السؤال :كيف نفعل ذلك؟
      قبل أن أكمل لفت انتباهي خبران قرأتهما في صحيفة الوطن السعودية :
      الأول: 1 ابريل 2008
      في تجسيد لدرس بمادة القراءة للصف الثاني الابتدائي

      تلاميذ في المجاردة يتعرفون على سوق القرية من خلال جولة ميدانية


      جولة طلاب مدرسة عبدالرحمن الغافقي بمحافظة المجاردة في السوق الشعبي تصوير: محمد آل عمر

      المجاردة: محمد آل عمر
      قام مجموعة من طلاب الصف الثاني الابتدائي في مدرسة عبدالرحمن الغافقي بمحافظة المجاردة بتنفيذ فكرة جولة في سوق القرية الذي يعتبر أحد دروس مادة القراءة لطلاب الصف الثاني الابتدائي في الصفحة 66 من مقرر القراءة للفصل الدراسي الثاني، وقام الطلاب بجولة في سوق الاثنين الشعبي في محافظة المجاردة يوم الاثنين، حيث تجول الطلاب في السوق الشعبي، وشاهدوا عدداً من الأدوات التراثية والمعدات القديمة المستخدمة في الحرث والزراعة، كما شاهدوا باعة الخضار والأزهار ذات الروائح العطرية الزكية وباعة التمر والملابس والأواني
      المنزلية والسمن البلدي والعسل وغيرها من ملامح السوق الشعبي، واستمعوا إلى شرح مفصل من الباعة الذين أعجبوا بالفكرة، وتفاعلوا مع الصغار في شرح كل ما يتعلق بالمعروض في السوق الشعبي، وما يباع فيه، وكيفية العرض والبيع.
      يقول معلم الصف الثاني ( أ ) وصاحب الفكرة علي حسين الشهري " وجود مبنى المدرسة بجوار سوق الاثنين الشعبي، وتزامن عنوان الدرس مع المناسبة حفزنا إلى تفعيل الفكرة والخروج من الجو المدرسي اليومي والروتين الممل للطلاب، فاصطحبت الطلاب في جولة في سوق الاثنين الشعبي، حيث الدكاكين صغيرة متلاصقة والممرات ضيقة، ويباع فيه السلال المصنوعة من سعف النخيل والفخار والملابس الشعبية وحبوب القمح والذرة والسمسم والتمور والأواني المنزلية والفخار والحصير. كل هذه المبيعات لا توجد مجتمعة في مكان واحد إلا في هذه الأسواق الشعبية".
      وأضاف " تعرف الطلاب خلال الجولة على الكثير من المنتوجات الشعبية التي يصنعها آباؤنا وأجدادنا، وكانوا بل بعضهم لا يزال يعتمد عليها في حياته اليومية، وهي بالضبط تحكي كل ما ورد في مقرر القراءة، وما درسه الطلاب في الكتاب، وشاهدوه على الطبيعة من خلال جولتهم في سوق الاثنين الشعبي بالمجاردة " .
      وقال وكيل مدرسة عبدالرحمن الغافقي بمحافظة المجاردة ظافر بن علي الشهري والذي كان بصحبة المعلم والطلاب إن المعلم اجتهد في إيصال المعلومة للطلاب من واقع بيئتنا التي ما زالت تحتفظ بهذا الموروث الشعبي الأصيل، والذي نتمنى أن يجدده هؤلاء الصغار في كل مناسبة، وأن يلقى الاهتمام منهم" .
      من جانبه قال مدير المدرسة سعد غازي أبو ديه إن قيام بعض المعلمين في المدرسة بالتغيير من النمط اليومي للطلاب باصطحابهم إلى خارج الفصول، وإعطائهم الحصص الدراسية في أماكن مختلفة من فناء المدرسة، كنوع من التجديد وإدخال البهجة والسرور إلى نفوس الطلاب الذين يفرحون بكل تجديد في الميدان التربوي لتطوير الأداء والتميز، وما حدث هذا اليوم من معلم الصف الثاني علي بن حسين الشهري، وما قام به من جولة في السوق الشعبي المحاذي للمدرسة، وربطه للدرس المقرر في مادة القراءة بالواقع المعاش حالياً طريقة لتبسيط الدروس، لإيصالها إلى الطلاب بنوع من التجديد والترفيه، والخروج من الجو المدرسي اليومي . وفي اعتقادي أن هذا الدرس وهذه الحصة تحديداً لن ينساها الطلاب مدى الحياة. كونها ربطتهم بشيء مغاير، وكانت تجربة لهم بمشاهدة الموروث الشعبي وما يباع في هذه الاسواق الشعبية التي قلما نشاهدها في هذا العصر المدني" .
      وأعرب الطلاب ظافر العماري وعبد الكريم صديق وياسر حسين ونواف محمد وفيصل صالح عن فرحتهم بهذه الجولة وبالدرس الذي سهل لهم الخروج إلى السوق ومشاهدة السوق الشعبي وما يباع فيه .
      وامتدح مدير إدارة التربية والتعليم في محايل حسن إبراهيم إدريس الفكرة وقال إنها من التجارب الناجحة التي ترسخ في ذهن التلاميذ الصغار، وتحببهم في الموروث الشعبي الذي شاهدوه على الطبيعة، وقال غن التجربة من التجارب التي توصل المعلومة إلى التلميذ بكل يسر وسهولة.

      الثاني:1 ابريل 2008
      مدارس تطبق بعض دروسها على الطبيعة وتؤكد نجاح التجربة


      أطفال يتابعون الخباز كيف يصنع الخبز تصوير : عبدالله المدني

      المدينة المنورة: خالد الجهني
      تحرص بعض المدارس على نقل بعض دروسها للطلاب على الطبيعية، وذلك كي تتمكن من ترسيخ المعلومة العلمية في ذهن الطالب، حين يتعامل مع الأشياء التي قرأها، وشاهدها في الكتاب على الطبيعة.
      تقول مديرة الخندق الأهلية بالمدينة المنورة ثرياء الحربي "بعد التجارب التي قامت بها المدرسة على بعض الطلاب والطالبات في مرحلة التمهيدي لإعطائهم الدروس على الطبيعة. وجدنا أن الفائدة كبيرة جدا، وأن الطفل ينتقل إلى المرحلة الابتدائية وهو ملم وفاهم أغلب الدروس".
      وتؤكد الحربي أنه غالبا ما يكون الطفل بتلك المرحلة أكثر استيعابا، حيث صفاء ذهنه، وإمكانية رسوخ المعلومة فيه بقوة، وتستطرد قائلة "بعد النجاحات التي حققتها الدروس الميدانية سوف نذهب بطلاب التمهيدي بزيارة للحرم الشريف، وكذلك زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، كي نعلمهم الصلاة بالمسجد النبوي، ولماذا يتجه المسلمون إليه في خمس أوقات مختلفة".
      وتقول المشرفة بمدارس الخندق فاطمة الشمري والتي رافقت الأطفال لسوبر ماركت "مندرين" بالمدينة المنورة لإعطائهم الدروس على الطبيعة، حيث علمتهم كيف يصل رغيف الخبز للمنزل، وما هي المراحل التي يمر بها من حبة تزرع بالأرض وتنمو وتحصد، ثم كيف تطحن وتخبز لتصل إلينا، بعد العودة للمدرسة نراجع مع الأطفال جميع الدروس التي أعطيت لهم لتثبيتها في عقل الطفل مثل عادات الأكل غير السليمة، وكذلك المشروبات، والأشياء الخطرة مثل المنظفات والمشروبات الغازية".
      وتشرح المعلمة فوزية الجهني ( تخصص رياض أطفال) بنفس المدرسة عن الفواكه الطبيعية، كيف يكون شكلها وطعمها، وكيف تكون مفيدة عند تناولها طازجة دون إضافة مواد حافظة لها، وذلك بعد عصرها وبيعها، وتؤكد أن الطفل حريص على أن يسمع وينفذ جميع التعليمات التي تشرح له أثناء الدروس الميدانية.
      وترى الجهني أن مثل هذه الدروس الميدانية تعطي دفعا معنويا كبيرا للطفل، تقول " نحرص على أن نشرح للطفل على الطبيعة محتويات المتجر والمشتروات التي يمكن أن يشتريها، ومن أجل ذلك نقوم بتسليمه سلة، ونتركه يتجول داخل المتجر بمتابعة من معلمته حتى يصل للمحاسب، ونعرف من خلال ذلك كيف يقف بالطابور ويحترم النظام حتى يصل دوره ثم يحاسب ثم يغادر المتجر".
      وفي نفس السياق تقول المعلمة سحر الحربي إنهم في قسم الألعاب يعلمون الطفل كيف يشتري اللعبة التي تناسب عمره، مشيرة أن في هذه المسألة اختلاف، حيث تختلف ميول البنت عن الولد ، حيث تبحث البنت عادة عن ألعاب ذات طابع بناتي مثل العرائس وألعاب المطبخ. فيما يختار الولد لعبته المفضلة المتعلقة بالسيارات والألعاب ذات الأصوات.
      من جانبها أكدت أم الطالبة ندى على أهمية مثل تلك الدروس وأن ابنتها بعد الدرس الميداني طلبت منها عدم شراء المشروبات الغازية، حيث بينت لها معلمتها مقدار الضرر الذي سوف يصيبها لو تناولته باستمرار.
      وتقول الطفلة سارة أحمد العامودي إنها عرفت بعد تلك الدروس من أين يأتي الخبز الذي تأكله بالمنزل، وإنها حريصة على تناول الأكل المفيد لها بعد توجيه معلمتها.
      أما الطفل علاء المدادي فيؤكد أنه تعلم كيف يشتري ويذهب للمحاسب ليعطيه المبلغ، وأنه عرف من خلال تلك الطريقة أغلب الأصناف الموجودة بالمتجر من خضراوات وحلويات ومنظفات وعصائر المفيدة.
      إلى ذلك قالت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة بارعة هاشم إن الطفل الذي في سن مبكرة عادة ما يكون أكثر استعداداً للتلقي وذلك لصفاء ذهنه، مشيرة إلى أن الدروس التي تعطى للأطفال على الطبيعة تبقى راسخة مع تقدم العمر، وتمكنهم من أن يعرفوا الخطأ من الصواب.
      وطالبت هاشم جميع المدارس الخاصة والحكومية بتفعيل الدروس الميدانية للطلاب لتحقيق مفهوم التعلم السليم. بدلا من إبقاء الطفل حبيس الصور والمعلومات التي أخذها عبر الكتاب فقط

      عُدنا
      1-حاجات اطفال الابتدائية وَفق مرحلة تطورهم:
      في هذه المرحلة من 6 الى 13 من عمر الانسان يتحرر الطفلُ من عدم وجود فاصل بين عالمه الذاتي او الداخلي والعالم الخارجي او الموضوعي.
      وقد لاحظ بياجيه ان اطفال 7 سنوات ينتقلون الى مرحلة العمليات المحسوسة او العيانية. فيمكنهم ان يعكسوا الاجراءات فمثلا اضافة 3 الى 4 للحصول على 7 ثم طرح 3 للحصول على 4 . كما يمكنهم معرفة ان حجم قطعة صلصال على شكل كرة هو حجم نفس القطعة اذا شُكلت بصورة أخرى وان كمية ماء في كأس طويلة هي الكمية نفسها إذا وُضعت في كأس واسعة مثلا. ويمكنهم التصنيف حسب الالوان والاحجام الخ و يمكنهم الدخول في احلام اليقظة والخروج منها الى الواقع مع التمييز بينهما.وبالتالي يمكن لاطفال هذا العمر فهم مفاهيم الرياضيات ، فك شفرة الكلمة( الكلمة شفرة او رمز يستخدمها المتحدث ليعبر عن معنى معين وعلى المستمع ان يفك الشفرة ليحولها الى معنى يفهمه الا ان هذا يحتاج الى مهارات من الطرفين وهناك معيقات لهذا الموضوع يهتم بها المهتمون بعلم اللغات ومهارات الاتصال وغيرهم )،والتفكير اثناء القراءة والاستماع للآخرين.
      وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل في المشاركة في عالم المجتمع الانساني الواسع فيحب ان يكتشف قواعد السلوك الاجتماعي وتبادل المنافع وما العدل وما الظلم وما الذي يقبلونه وما الذي لا يقبلونه فترى مجموعة اطفال في لعبة كرة قدم مثلا وقد ارتفعت اصواتهم بان هذا غير عادل وان قواعد اللعبة تقضي بعمل كذا وانه لن يلعب معهم بعد اليوم وهكذا ولماذا اخطأ في حقه فلان ولم يتاسف له وهكذا.

      2- نقطة التركيز: كيف تسير الامور في هذا العالم الضخم
      ويبدأ الطفل بالسؤال ليعرف( وفي سجوننا اقصد مدارسنا المعلمُ هو الذي يسأل فقط!!!!!!!!!!!!!!)انها الرغبة في الاكتشاف والاختراع والخلق والبحث في هذا العالم المدهش بالنسبة للطفل ( والعادي بالنسبة لنا نتيجة لتبلد حسنا الذي نريد ان ننقله سريعا لاطفالنا) وكثير من صفات الطفولة وخصائصها وسماتها –الدهشة والسؤال والدعابة والبحث الخ- يبقى مع بعض الناس لسنوات طويلة وهذه سمات العباقرة اما الذين تمت قولبتهم فقد اصبحوا نقطة توقف لا علامة استفهام.

      " العلم فضول واكتشاف وسؤالُ لماذا؟ لِم هو هكذا؟ يجب أن نبدأ بطرح الأسئلة، لا بإعطاء الأجوبة. الصغارُ والكبار لا يتعلمون بدفع المعلومات في أذهانهم. يمكنك أن تُعلم بإثارة اهتمام الطالب وتحفيزه ليعرف. لا بد أن يمتصّ الذهنُ المعلومة، لا أن دفع المعلومة إلى الذهن. يجب- أولا- أن تنشئ حالة ذهنية تتوق إلى المعرفة. تجنب قدر الإمكان تلقين المعلم واستماع الطالب."
      Victor Weisskopf

      الشخص المستعد لأي شيء والذي لا يتجاهل أو يستبعد أي تجربة، حتى أكثر التجارب غموضاً، هو الشخص الذي يعيش علاقته بأي شخص آخر باعتبارها شيئاً حياً ، ويسبر هو ذاته أعماق كيانه. فإذا تصورنا هذا الكيان الخاص بالإنسان عبارة عن غرفة، كبيرة كانت أو صغيرة، سيكون من الواضح تماماً أن معظم الناس لا يعرفون إلا ركناً واحداً فقط لا غير من هذه الغرفة الخاصة بهم : بقعة واحدة بالقرب من النافذة ، أو شريط واحد ضيق يواصلون السير عليه ذهاباً وإيابا . وبهذه الطريقة يتحقق لهم معين من الأمان. إلا أن عدم الأمان الذي نجده يدفع سجناء روايات ادجار آلان بو إلى الشعور بالحرية رغم حدود زنازينهم الفظيعة, وعدم الشعور بالغربة وسط الفزع الرهيب لهذه الزنازين أكثر إنسانية بكثير . ومع ذلك، فإننا لسنا سجناء.

      راينر ماريا ريلك




      " قد يكون من المفيد أيضا لفت الانتباه إلى الأثر الكبير الذي يتركه الغياب شبه الكامل لسلوك الدهشة في ثقافتنا فقد تربى معظمنا على ضرورة قمع دهشته أمام المختلف أو الشاذ أو الاستثنائي أو الغريب أو الجديد أو غير المتوقع."
      " وبثقافة الدهشة وبالأسئلة المختلفة ترتبط بشكل عضوي مسألة إنتاج المعرفة فإنتاج المعرفة ليس ولا يمكن أن يكون قرارا فوقيا يؤخذ ، فيشرع له فيطبق باسم القانون.................لا يُعتبر إنتاجا معرفيا إلا المحصلة المعرفية الجديدة المختلفة عن المعارف السابقة"
      نخلة وهبة/ رعب السؤال وأزمة الفكر التربوي
      ( واقرأ – إن شئت- كتاب "وأد مقومات الابداع" لابراهيم البليهي)
      ويرى ارمسترونج ان الطفل في السادسة او السابعة يصبح جاهزا لدراسة الانظمة الرمزية كالقراءة ( الاحرف والارقام رموز) والكتابة والحساب لإنها من مظاهر هذا العالم الذي يتعطشُ الطفلُ لمعرفته كما انه يصبحُ جاهزا للتقنية كالكمبيوتر لإنه نافذة يُطلُ منها على العالم .

      إلى لقاء




    • 12

      ممارسات لا تلائم مرحلة الابتدائية

      1-التركيز الزائد على القراءة والكتابة والرياضيات:
      فالسؤال ليس هل نعلمهم هذه المهارات ام لا ، بل السؤال هو إلى اي حد؟
      يقول أرمسترونج:" تنتقدُ نظرية الذكاء المتعدد لجاردنر المدارسَ لأنها تعطي الكثيرَ من الاهتمام للذكائين اللغوي والرياضي – من رياضيات - على حساب الذكاءات الستة الأخرى( الذكاء الموسيقي والفراغي والاجتماعي والذاتي والبدني/ حسي والبيئي). كما ان الاطفالَ الذين يمتلكون مواهب كرسامي كاريكاتير وصانعي الرسوم المتحركة والموسيقيين والمهتمين بالبيئة وعازفي الكمان والنجارين والراقصين مثلا لا تُتاح لهم الا الفرص القليلة جدا(إذا اتيحت) للتعبير عن كفاءات وتطوير كفاءات قد تكون مفتاحا لنجاحهم الكلي في الحياة وسعادتهم"
      وأرجو ألا يُسقط بعض من يقرأ ما قاله ارمسترونج فقط لأن أشار الى مواهب قد لا يراها البعض مناسبة شرعا فيمكن لنا ان نذكر مواهب أخرى ككتابة المقالات ورسم الصور وبناء المجسمات والاهتمام بالحشرات وخدمة المجتمع الخ.
      ومشكلة أخرى تتعلق بالتركيز على القراءة والكتابة وهي الطريقة التي يتم بها تعلم هذه المهارات.
      يقول Alfie Kohn في مقالة له "حقيقة الواجبات المنزلية":
      "اكتشف باحثون أنّ الطلاب الذي يُعلمون القراءة بالتركيز على معنى النص بدلا من المهارات الصوتية فان تعليمهم لا يعتمد على مدة تعليمهم( عدد الساعات) . في الرياضيات أيضا، كما اكتشف باحثون آخرون، فان الوقت مرتبط بالتحصيل إذا كان قياسُ النتيجة والنشاط قائما على استرجاع المعلومة لا على حل المشكلات والمسائل...............................
      يمكن أن نقول بان التعليم لا علاقة له بكم من المادة يُغطي المعلم، وإنما ما الذي نساعد الطلابَ على اكتشافه ؟والمزيد من الوقت لا يحقق تلك النقلة"
      كما أنّ توماس أرمسترونج يقول في كتاب آخر له عنوانه
      The Multiple Intelligence of Reading and Writing
      أي " تعليم القراءة والكتابة بالذكاء المتعدد" وسأستخدم كلمة الإمامة بدلا من تعلم القراءة والكتابة وهي الترجمة التي اختارها الاستاذ بلال الجيوسي لLiteracy عكس الأمية:
      "وفي المجتمع ذي النزعة الفردية اليوم ، غالباً ما يبدو أن المعلمين يتجاهلون الدور المهم للوسط والمحيط الاجتماعي contextفي تعليم القراءة والكتابة((( تذكروا جيدا كيف تعلمنا الكلام جميعا. تعلمناه بوجودنا في محيطنا ووسطنا الاجتماعي لا بمعزل عنه))) .وفي حين أنه لا أحد يجادل فرضية أن الإمامة تجعل الطلاب مواطنين أفضل، فان الكثيرين يعتبرون تعليم القراءة والكتابة مهارة تلقينية تُعطى للواحد من الطلاب بطريقة محايدة وعلمية .ويتم تعريف إمامة الطالب بمعايير مستويات "موضوعية" (شاري تقرأ بمستوى 7,2 و بوبي يكتب بمستوى 4 من التمكن ) ، كما أن مستوى تقدم الطالب في القراءة والكتابة يدور حول جداول تبدوا أنها (غير منحازة ثقافيا / ثقافة محايدة ). بالإضافة إلى ذلك ، فان الأهداف الاجتماعية الكبرى للإمامة (أي لماذا نريدهم اكتساب الإمامة ؟) لا يتم –غالبا- التعمق في معرفتها أكثر من كونها طريقة لتجاوز الاختبارات ولأنها وسيلة للتواصل مع الآخرين أو للحصول على معرفة العالم .
      من المستحيل عزل الإمامة عن محيطها الاجتماعي . حتى ما يسمى الجداول البيانية والرسومات العلمية المستخدمة في تتبع تقدم الطالب في الإمامة أو المستخدمة لأبحاث عن القراءة لدى الطلاب ، تكشف الكثير عن المحيط الاجتماعي الذي وُجدت فيه . فهي - مثلا- تكشف أننا نعيش في مجتمع يثمن الأرقام (((يحب أن يقيس كل شيء ولا قيمة عنده لما لا يُقاس)))أكثر من تثمينه للحكمة . إن الكلمات تدين بوجودها لعوامل اجتماعية معقدة . فكل كلمة هي نتيجة تفاعلات طويلة بين الناس في بيئات مختلفة . ألقِ نظرة على تعريفات أي كلمة في قاموس أكسفورد ولاحظ كيف أن معنى الكلمة ونطقها (وتهجيها) تَغير عبر العقود أو القرون بسبب عوامل اجتماعية معينة .فكلمات - مثلا- كانت تعتبر رفيعة مثل غبي moron أو أبلهidiot (كانت تستخدم في الطب كمصطلحات تشخيصية في ثلاثينيات القرن 20) تحولت- حديثا- إلى اهانات سوقية . وبمعنى آخر ، فان الكلمات كالنقود لها قيمة ومعنى محدد طالما اتفق الناس على ذلك . لنقل – مثلا- أني أريد أن أطلق كلمة stwart على الكلب بدلا من كلمة dog . إذا تمكنت من الذهاب إلى العالم الذي يتحدث الانجليزية ووافق عدد كاف من الناس على ذلك ، فقد نجحت . ولحسن الحظ ، أو لسوئه ، فمن غير المحتمل أن ألقى نجاحا في هذا الجهد . و مع ذلك فان كلمات جديدة تظهر دوما في بيئات و أوساط اجتماعية مختلفة .. عند عاملي الحديد ، وعازفي موسيقى الروك ، والصحافيين ، وموظفي القطاع العام ، والمراهقين . وما نعرفه عن اللغة والإمامة يدعم نظرتنا للكلمات كظاهرة اجتماعية . فنحن نعرف أن اجتماعا لأطفال صغار من خلفيات لغوية مختلفة سيؤدي إلى بروز لغة خاصة بهم كنتيجة لتفاعلهم مع بعضهم البعض أثناء اللعب (Bickerton , 1982) . والأبحاث تذكر أنّ الصداقات القريبة بين الأطفال قد تؤدي إلى تطوير مهارات أمامية سريعة أكثر مما يمكن أن تفعله العلاقات البعيدة بزملائهم .
      . (Pellegrini , Galda , Bartini , and Charak , 1998)
      وعندما يقرأ الأفراد ، فلا بد أن يفسروا الكلمات والجمل في سياق اجتماعي أو محيط اجتماعي . ما الذي يعنيه المؤلف (أو الشخصية)؟في جملة تقول :"جون جندي" . هل يعني هذا انتماءه للجيش؟ أم يعني انه صاحب شخصية قوية ؟ أم أن أحداً ما يسخر من جون ؟
      ولانّ النص المكتوب لا يوفر المعلومات غير اللفظية المُتاحة لشخصين يتواصلان وجها لوجه ، فان القارئ (والكاتب) لا بد أن يستدعيا المحيط وان يستخدما عمليات اتخاذ قرار نشطة وساعية للتقمص الوجداني empathetic ليصلا إلى تفسير مناسب للنص المكتوب . (Sperber and Wilson , 2002) .
      وهناك ما يشير إلى أن هذه "القراءة الذهنية" (فك شفرة نوايا الآخرين) تعتمد على ميكانيزمات عصبية محددة جدا في الدماغ ، وان مهارات كهذه مهمة لاكتساب الكفاءة اللغوية لدى الأطفال (Vogeley et al.,2001, Meltzoff,1999)
      لا يستطيع فرد في فراغ ثقافي اختراع لغة أو وضع كتاب أو صك كلمة أو نطق جملة ذات معنى. كل هذا النشاط اللغوي يحدث في محيط اجتماعي معقد .
      وفي الوقت نفسه عندما تُخترع لغة جديدة , وعندما يؤلف كتاب وعندما تصك كلمة او تنطق جملة فان المجتمع يتغير تبعا لذلك . وهذه قوة "عضلية" كما نوهنا لذلك في الفصل ( سيأتي)2 ،ولكنها أيضا قوة أو سلطة اجتماعية . فالطفل يقول "فوق" وفجاه يتغير المجتمع المحيط به ، فالكلمة تلف ذاتها حولها وتحركها لتتفاعل مع الآخرين . وإذا كتب طفل في الثامنة من عمره كلمة "اذهب" على ورقة على باب غرفته ،فانه –فجأة -يشكل العالم الاجتماعي حوله بطريقة ملموسة تعبر عن رغبته المؤقتة في البقاء بعيداً عن الآخرين . وقد يكتب طفل في الصف السادس موضوعاً عن الهدر البيئي يساعد على وضع برنامج لإعادة تدوير المخلفات في المدرسة . و قد يكتب مراهق خطاب حب رقيق لفتاة التقى بها لتوه ، فيحول الخطاب العلاقة العابرة إلى علاقة رومانسية مهمة . وقد يكتب راشد مقالا لصحيفة محلية عن تسريح العمال في مجتمعه فيولد المقال مجموعة عمل سياسية مكونة من العاطلين أنفسهم الذين قرؤوا المقال . وكما نوهت في مقدمة الكتاب ، فان الإمامة ارتبطت دوماً بالقوة السياسية أو الاقتصادية أو المدنية . لقد غيرت كلمات حضارات . انظر مثلا ما احدثته في التاريخ الاجتماعي كلمات مثل : الكتاب المقدس ، القران ، مارتن لوثر 95 Theses ، البيان الشيوعي لماركس , أصل الأنواع لدارون ، واقتباسات من موتسي تونج.
      ومن الطبيعي أن الكلمات لا تحدث التغيير الصارخ دائما فقد يصرخ الطفل "فوق" حتى يزرق وجهها ولا يستجيب احد . كما أن طفل المدرسة قد يكتب مقالته عن البيئة فلا يحصل إلا على علامات حمراء تملأ ورقته ودرجة "د" لسوء خطه . وقد ترفض مقالات الراشد .. وهنا قد يشكك البعض في الكلمات ويرى عجزها والمؤسف أن معظم تعليم اليوم يبدو انه يعزز هذه النظرة، لأنه يطلب من طلابه في سنين دراستهم ال12 تسويد ألوف الصفحات بكلمات لا تقوى على تحقيق مقصد اجتماعي واسع ولا إثارة ثورات صغرى ولا إصلاحات صغيرة أو كبيرة ولا تحولات ثقافية بل تؤدي غرضا اجتماعيا ضيقا يتمثل في "عمل ما يريده المعلم" . وعندما يحس الطلابُ بان كلماتهم تكتب فقط ليصححها المعلم ثم يقذفها في سلة المهملات فهذا بلا شك يعلمهم عجز وضعف الكلمات."
    • 13

      2-برامج التعليم النصي:
      بمعنى تعليم القراءة لطلاب الابتدائية بقراءة النصوص حرفيا والتقدم حرفا حرفا فمثلا: نريد من الطالب ان يقرأ كلمة "كتب"، فنبدأ بالكاف ثم التاء ثم الباء والتكرار كما يقولون يعلم الشطار.
      هل تساهم هذه الطريقة في تعرف الطفل على عالمه الذي يعيش فيه؟ لا.
      اما لوقدمت الكلمة في سياق معين له ارتباط وعلاقة بالواقع والعالم الذي يعيشه الطفل فالأمر سيكون مختلفا .بل إنّ تعلمه للكلمة سيكون اسهل وتوظيفها بعد ذلك في سياقات مختلفة سيكون أفضل.( لعل بعض الطلبة يناسبهم الاسلوب الذي ننتقده)

      3-التعلم القائم على حفظ الحقائق والمعلومات:
      وهنا أود أن انتقل إلى كتاب " مدرستي صندوق مغلق" تأليف د. فوزية البكر ، الفصل السادس وتحت عنوان "التربية للتحرير" تتحدث المؤلفة عن باولو فيراري البرازيلي(وُلد 1921) وكتابه " تربية المقهورين" الذي –كما تذكر- طبع 30 مرة الى عام 2002.
      ثم تنقل من مقاله" تربية المقهورين" ما خلاصته ان علاقة المعلم بالطالب علاقة سردية فهناك معلم يقوم بالسرد وهناك الطالب هدف السرد . والسرد يصبح اشبه بقصص الخالية من الحياة المنفصلة عن الواقع ويقدمها المعلم كما لو كانت شيئا مجردا وثابتا( وهذا لا يقوم به المعلمون فقط في مجتمعاتنا العربية بل يقوم به علماؤنا ويقوم به خطباؤنا وزعماؤنا وزعاء الجماعات المختلفة وهكذا) ويمكن التنبؤ به او ان المعلم القاص السارد يشرح للطلاب مواضيع لا علاقة لهم او لحياتهم بها."السرد او القص(والمعلم هنا هو القاص او الحكواتي) يدفع الطلبة الى الحفظ الالي لمحتوى هذا السرد واسوا من ذلك تحويل الطلبة الى اوعية containers......"
      ثم يشبه التعليم بالايداع البنكي فالمعلم يُودع والطالب يستلم ويحفظ ويردد ولا يشارك في ابداع المعلومة او اعادة اكتشافها بل اكتشافها اصلا ( بل لا يسمح لطالب أولى ابتدائي بأن يضع كلمة "أقرأ" بدلا من "أدرس" في فراغ جملة:" أنا ــــــــــــــ في الفصل الدراسي" لماذا؟ لأن المخرج عايز كده)
      " ويعتمد مفهوم التعليم البنكي على ان المعلومات او المعرفة هي هبة يمتلكها فقط أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مصادر للمعرفة او العارفون في مواجهة اولئك الذين لا يعرفون"
      ( والعجيب أن هذا المفهوم نراه في جوانب حياتنا المختلفة وفي تاريخنا . راجع مثلا كتاب الآداب السلطانية ، دراسة في بنية وثوابت الخطاب السياسي/ عز الدين العلام وراجع كيف يربي بعض العلماء تلاميذهم وكيف يسلم الناس لكل ما يقوله العلماء بل لاحظ كيف يسلم البعض نفسه للابراج وقارئة الفنجان والكف والطوالع والاضرحة وبركات الاولياء وكيف تسلم شعوب باكملها نفسها لمخلصين يخرجون لتحريرهم من أعدائهم الخ فكل شيء هبة من الآخرين وعلينا ان ننتظر الهبة والعطاء والمنح
      ومن اراد المزيد فليرجع الى كتب:
      مدرستي صندوق مغلق/فوزية البكر
      فلسفات تربوية معاصرة/ سعيد اسماعيل علي
      التخلف الاجتماعي/ مصطفى حجازي
      الانسان المهدور/ مصطفى حجازي
      ولاحظ كيف يسرد لك الناسُ أقوالَ فلان وعلان في مسألة فقهية لِتسلم لأن القائلَ فلان ويتم سرد مواقع الشيوخ والدعاة لتأخذ وتنهل من علمهم والأولى أن يتعلم الناس ويقرؤوا ويرتقوا بأنفسهم ليناقشوا ويفهموا لا يسلموا فقط
      ولاحظ فكرة مساعدة الناس بالأموال ليبقى الناس محتاجين لمن يقدم لهم المساعدة بدلا من الارتقاء بهم ودفع اموال الزكاة لتعليمهم والارتقاء بمواهبهم وقدراتهم وامكاناتهم ليستغنوا وليعيشوا حياة كريمة انسانية .لا شك ان الاسلام شرع الزكاة للفقراء والمساكين الخ ولكن كما يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه "الإسلام والأوضاع الاقتصادية":" لكن إرصاد الادوية للعلل المرتقبة لا يعني تشجيع الاوبئة على الانتشار....."



    • 14
      والحل؟؟( بالنسبة للابتدائية)

      1-فصول موصولة بالعالم الخارجي الواقعي
      2-القراءة والكتابة والرياضيات مرتبطة باكتشافات العالم الخارجي وتٌقدم في سياق وقعي
      3-مواد تعليمية تمثل جزءا من العالم الحقيقي: الانترنت- مواد فنية- ادوات علمية- الخ
      4-اكتشافات يقوم بها الطلاب لعالمهم الخارجي بقيادة المعلمين كالرحلات الميدانية مثلا
      5-تعلم قائم على احتكاك حقيقي بالعالم يُنتج افكارا وتفكيرا والهاما واكتشافات واكثر من ذلك.

      نماذج مدارس:
      1-المجتمع المصغر MicroSociety
      أول مدرسة بهذا التوجه أسست في الولايات المتحدة عام 1981 وأما صاحب الفكرة فقد جاءته فكرة هذا الاسلوب في 1967. ويوجد الان 250 مدرسة توظف هذا الاسلوب في التعليم القائم على مماثلة العالم الخارجي داخل أسوار المدرسة ، فطلاب المدرسة يدرسون مواد أكاديمية تقليدية في الفترة الصباحية ثم يطبقون ما درسوه بعد الظهر ببناء مجتمع مصغر داخل المدرسة يحاكي تماما المجتمعَ الخارجي فهناك في المدرسة بنوك وانظمة اقتصادية وانظمة حكومية مطبقة وقطاع الاعمال والتجارة ( فللطلاب ان يؤسسوا أعمالا تجارية ويزاولونها حقيقة) كما يوجد مؤسسات فنية وثقافية . وللطلاب ان يقدموا خدماتهم مقابل أجر ويبيعوا منتجاتهم كمحلات لبيع المواد التي تمت اعادة تدويرها مثلا وهكذا.
      للمزيد:
      http://www.microsociety.org/schools.php

      2-التعليم القائم على الاحتكاك بالمجتمع المحلي:
      فمثلا يقوم طلاب مدرسة Foxfire الابتدائية بزيارة نهر هدسون القريب منهم والبحث في علاقته بالرياضيات والعلوم كما يذهب الطلاب في رحلات ميدانية تتيح لهم العمل مع كُتاب وفنانين وخبراء محليين آخرين في مهن وحرف مختلفة.
      للمزيد:
      http://www.foxfire.org/
      3- مدارس منتسوريMontessori
      وهذه يعرفها الكثيرون ولمن أراد المزيد بالعربية
      - كتاب " تربية الطفل قبل المدرسة"/سعد مرسي أحمد وكوثر كوجك
      أو بالانجليزية:
      http://www.montessori.edu/



      4-التعاون بين المدرسة والمتاحف التعليمية:
      والمتاحف التعليمية في الولايات المتحدة كثيرة جدا وهذه قائمتها:
      childrensmuseums.org/visit/us_members.htm
      ومثال واحد فقط :
      http://www.chomonline.org/

      ويذكر ارمسترونج ان هناك اكثر من 300 متحف للاطفال( لاحظ للاطفال) ويتم ربط المناهج الدراسية بما تقدمه المتاحف التعليمية.

      يقول هاورد جاردنر( صاحب نظرية الذكاء المتعدد)
      " عندما أتحدث عن متاحف الاطفال فما أعنيه هو ان الاطفال لم يصلوا الى هذه المرحلة ليجلسوا ثابتين 40 ساعة أسبوعيا ولا يُسمح لهم أثناءها بالتحدث للآخرين بل عليهم ببساطة ان يستمعوا لمحاضرات او يقرؤوا من نصوص وان يملأ أحدُهم اعمالا ورقية . ففي المتحف يجد الاطفال فرصا للعمل والتفاعل مع أشياء مشوقة مختلفة بسرعتهم وطريقتهم وبمصطلحي- باستخدام ذكتاءاتهم التي يتالقون فيها. .........................................................................................
      ولقد أقتنعت بأهمية متاحف الاطفال عندما وجدت أنّ هناك اطفالا يبقون اسابيع في المدرسة لا تعرفُ عنهم شيئا ولكن عندما تضعهم في متحف للاطفال ليوم او يومين( أو مكان استكشافي او متحف علوم)تجد أنك تعرفهم وتعرف كيف يتعلمون وما المهم بالنسبة لهم وكيف يحلون مشكلاتهم".

      وهناك ألوف المدارس الابتدائية – هناك- تستخدم التالي:
      1-التعلم القائم على المشاريع( مشاريع علمية – تاريخية الخ)
      en.wikipedia.org/wiki/Project_Based_Learning
      وقد كتبت قبل سنوات ما يلي كنماذج:


      التعليم للفهم


      1- معلم قدّم لطلابه مسألة فقهية اختلف فيها العلماء وقدم الآراء بأدلتها أو بعض أدلتها لهم بدون ترجيح وطلب منهم تبني الرأي الذي أقنعهم وكتابة موضوع عنه بأدلته وفهمهم هم له ثم مناقشته مع زملائهم . ثم طلب من كل من تبنى رأيا أن يتبنى ما يخالفه وأن يجمع الأدلة لدعمه وطرحه على زملائه.

      2- معلم آخر قدم لطلابه ما حدث في رمضان 40 هجرية عندما قتل الإمام علي رضي الله عنه وطلب منهم قراءة صفحات عن هذا الموضوع وبني أمية والحديث عن ما الذي كان يمكن أن يحدث لو لم يقتل الإمام عليّ.

      3- معلم ثالث طلب من طلابه عمل مشروع عن أهمية الماء في حياتنا وأهمية مصادر المياه كمستجمعات الأمطار مثلا.وطرق هدر المياه في بلادنا والحلول التي يقترحونها ويتم الشرح أمام المعلمين والآباء وغيرهم ويتم باستخدام مجسمات يصنعونها وتقديم إحصائيات عن الهدر وكلفته سنويا والإتيان بمقالات في هذا الموضوع وعمل مسائل رياضية في هذا الشأن يقدمونها لمعلميهم وابآئهم وطرح أسئلة على الجمهور وتقديم مسرحية غنائية لها علاقة بهذا الموضوع.

      4- معلم رابع طلب من طلابه البحث عن شخصية تاريخية أو معاصرة تمثل قيادة رائدة للبشرية والقراءة عنها ثم محاولة محاكاتها في الصوت والملابس الخ والحديث عنها أمام حفل من الناس أو القيام بكل ما سبق ولكن بدون ذكر اسم الشخصية وعلى الجمهور معرفة الشخصية.

      5- معلم خامس طلب من طلابه إعداد مسرحية يعبرون فيها عن مواقف مروا بها وأحسّوا بأنهم ظلموا(بضم الظاء) فيها وأخرى ظلموا( بفتحها) فيها آخرين.ثم تتم طباعة المسرحية ونشرها.

      6- معلم سادس طلب من طلابه أن يختار كل واحد منهم دولة وأن يقرأ عنها ويلم بكل ما له علاقة بها ويقف أما زملائه متحدثا عنها ويستعين بالصور والملابس والقصائد والأفلام الخ.

      7- معلم سابع طلب من طلابه احضار مقالات عن العولمة ويختار الطلاب 3 طلاب ليخططوا لبرنامج حواري يديره أحدهم ويتبنى كل واحد من الطالبين موقفا مغايرا للآخر في هذا الموضوع ويضعون قواعد للحوار والنقاش ويتم الحوار أمام المعلمين والآباء.

      8- يطلب معلم من طلابه تصميم متحف تعليمي متكامل بمرافقه المختلفة في مساحة محددة. وعلى الطلاب شرح أهداف المتحف وأقسامه ومرافقه للجمهور.

      9- يقوم مجموعة من الطلاب بالتخطيط لرحلة عبر الربع الخالي ويوظفون معلوماتهم أو ما يقرؤونه للتخطيط وعليهم أن يتحدثوا أولا عن الصحراء والهدف من الرحلة وما سيأخذونه معهم والعقبات المتوقعة وكيف سيتجاوزونها .يستخدمون في هذا سبل العرض المختلفة .

      10- قدم معلم معلومات عن عدد من الصحابة الذين عاشوا في الشام وكان على كل مجموعة طلاب تبني صحابي وعائلته وجمع المعلومات المتاحة عنهم من مصادرها ثم محاولة رسم صورة للحياة التي عاشتها تلك العائلة في بلاد الشام اجتماعيا وماليا وفكريا وكيف تعاملت العائلة مع المتغيرات والأوضاع المختلفة عن المدينة المنورة.



      2-يختار الطلابُ والمعلمون فكرة (مثلا: الفصول الأربعة-الاختراعات-الوعي البيئي) ويبنون- سويا- منهجا يبحث في الفكرة بعمق.
      journeytoexcellence.org/practice/instruction/theories/iti/

      3- يجتمع معلمون من حقول معرفية مختلفة – ولا اقول مواد- ويطورون منهجا واحدا يدور حول نقطة محورية(مثلا: دورة الحياة يمكن ان تُدرّس كالتالي: دورات التاريخ-دورة حياة الفراشة- تطور الأدب الخ)


      4-منهج الذكاء المتعدد بمعنى يتم تدريس الحقول المعرفية بالذكاءات الثمانية وقد تحدثت عن هذا من قبل
      inventureacademy.com/pedago.htm

      5-فصول تحاكي الواقع: فيحوَل الفصلُ الى مركبة فضائية – قصر من قصور التاريخ-غابة استوائية الخ

      إلى لقاء


    • 15


      المرحلة المتوسطة
      لا بد ان تهتم المدارسُ المتوسطة بتوفير بيئة تساعد الطلاب والطالبات على حسن التعبير عن تاثير البلوغ على حياتهم/ حياتهن الذهنية والعاطفية والاجتماعية ولا بد ان يفهم المعلمون والمعلمات حاجات المراهقين الصغار وخاصة نموهم العصبي والاجتماعي والعاطفي وما بعد او وما وراء المعرفي والادراكي .
      ولا شك ان منظور التعليم المهتم فقط بالانجاز الاكاديمي( وهو السائد في المؤسسة المريضة: المدرسة) لا يقيم وزنا لما ذكرت.

      ما الذي يحدث عند البلوغ؟؟
      باختصار يقوم جين اسمه( KiSS-1) بتهييج المهادhypothalamus في الدماغ فيفرز المهاد بدوره عنصرا يثير الغدة النخاميةpituitary لتطلق هرمونين يطلقان هرمونات الذكورة( التي يعطي الذكر سماته ويشغل انتاج الحيوانات المنوية ) والانوثة ( التي توفر للانثى سماتها وتعطي إشارة البدأ بدورتها الشهرية) وتقوم موجات من الهرمون الذكري التستسترون بتضخيم النتوء اللوزي وهو جزء من الجهاز الحوفي( الدماغ العاطفي) ويولد مشاعر الخوف والغضب وفي المقابل يؤدي هرمون الاستروجين الى مستويات عالية من الاكتئاب عند الاناث المراهقات وفي هذا الوقت تبدأ مرحلة يسميها بياجيه مرحلة العمليات الشكلية او المنطقية( للتذكير:
      1- المرحلة الحسية الحركية من الولادة الى سنتين
      2- مرحلة التفكير التصوري او ما قبل العمليات من 2-7 سنوات
      3- مرحلة العمليات المحسوسة من 7-11 سنة )
      فالصورة العصبية التي نراها في الدماغ في هذه المرحلة:
      -دماغ حوفي limbic او عاطفي متطور
      -قشرة وراء- جبهية prefrontal لم تبلغ التطور نفسه وهذه المنطقة مسؤولة عن الوظائف التنفيذية مثل كبح الانفعالات والتفكير والتخطيط بمعنى اخر :
      سيارة بورش بفرامل ضعيفة

      فما حاجات المراهقين الأهم هنا؟
      لا يحتاجون لدرجات وعلامات عالية في المحتوى الذي يدرسونه بقدر ما يحتاجون لتعلم كيف يوجهون هذه الموجات الانفعالية إلى قنوات منتجة وكيف يوظفون الرغبة في الجنس الآخر في علاقات اجتماعية ايجابية وكيف يحركون قدراتهم البعد معرفية-إن صح التعبير-( أي التفكير في التفكير والوعي) لخدمة للتفكير في التغيرات والتحولات التي طرأت على حياتهم البدنية والعقلية.

      إلى لقاء
      16
      لا زلنا في المرحلة المتوسطة وفترة البلوغ والمراهقة والبيئة المدرسية التي تناسب هذه الفترة والمرحلة من حياة الإنسان.
      ويشير المؤلفُ إلى أنّ ارك اركسونErik Erikson يرى أن المراهقة مرحلة تشكيل الهُوية(نعم بضم الهاء).فترى المراهق يبحث عن هويته "من هو؟"ويفعلون هذا أساسا باستدعاء هويتهم المرحلية من آخرين وسطهم يرونهم مهمين (مجموعات- أصدقاء -أبطال – الخ)وبالتالي فان المراهقة فترة اجتماعية حرجة وتشكل الرغبة في الانتماء والمكانة الاجتماعية والقربُ العاطفي السياق الذي يكتشف فيه المراهقون هُويتهم. وإخفاقهم هنا يؤدي إلى تطوير هوية سلبية كالمدمن والمتسكع الخ..........
      فماذا عن الممارسات المدرسية غير الملائمة لهذه المرحلة؟

      1-مدارس ضخمة (مستودعات طلبة) لا تُبنى فيها علاقات شخصية بالطالب ولا تراعي حاجاته ولا تنوع في أساليب التدريس والتعليم لتلامس ألوان الطيف المتعددة لدى الطلاب.
      2-بيئة مدرسية غير آمنة:ولا اقصد بالأمن أو السلامة هنا البدنية فقط بل المعنوية كذلك ويكفي هنا ما يلي:

      عقوبته لا تخرج عن عقوبات تعزيرية أو حد القذف
      العنف اللفظي جريمة شائعة وأحد أسباب العنف الجسدي

      الرياض: مشاري الشدوي
      يتنوع العنف بأشكاله وطرقه، ولكن العنف في الحقيقة ليس مجرد علامات حمراء تظهر على جسد الطفل أو المرأة فحسب، بل له فروع متصلة بعضها ببعض، ومتصلة بالتالي بخط واحد ألا وهو العنف، وعرف العنف في مجتمعنا إما بضرب الزوج لزوجته أو لأبنائه، أو ضرب المدرس للطلاب في المدرسة، إضافةً إلى الشجار في الشوارع بسبب خطأ ما حدث من أحدهم، يتحول مباشرةً إلى عنف، ولكن الواقع يؤكد أن العنف اللفظي قد يتحول إلى عنف جسدي.
      وتتنوع طرق وأساليب العنف اللفظي في المجتمعات، فقد يكون وسيلة للتهديد في المنتديات، أو عبر الهاتف، أو بإرسال رسائل تهديد بالقتل أو بالضرب، أو غير ذلك، وقد أصبح هذا النوع من العنف ظاهرة منتشرة بشكل كبير وبطرق وأساليب مختلفة.
      ويرى المعلم فواز الغامدي أن العنف اللفظي في المستوى التعليمي أصبح يمارس بشكل مستمر، ويضرب مثلا بالمدرس الذي يصف طالباً بالغباء أو التخلف مما يزرع الإحباط في نفوس الطلاب، ويتسبب في عدم مواصلتهم متابعة الدرس أو فهمه.
      فيما تجد المعلمة نورة العماري أن العنف الصادر من الطالبات تجاه معلماتهن لا يقل عن غيره من أنواع العنف، فهناك من يتطاولن على معلماتهن بألفاظ سيئة تجرح الذوق، مما يجعل المعلمة في دهشة مما يحدث لها أو تسمعه وتشاهده، وتصف المجتمع بأنه مجتمع أصبح أكثر قسوة، معللةً ذلك بالبيئة الصحراوية القاسية التي من خلالها اكتسب جزء من المجتمع قسوة التعامل مع الآخرين، مشيرةً إلى أنه أصبح هناك من يتفنن في صنع الألفاظ الجارحة.
      ويعتقد خالد الشلهوب أن البيئة المحيطة بالشخص سواء محيطه الداخلي في المنزل أو الخارجي مع الآخرين من أهم الأسباب التي تتسبب في استخدام العنف اللفظي.
      ويرى المحامي والمستشار القانوني خالد سامي أبو راشد أن العنف اللفظي مثل السب والشتم والبهتان والقذف ونحوه يعد من الاعتداء اللفظي، ويعتبر جريمة تعاقب عليها القوانين، وتصدر بشأنها الأحكام الشرعية، وأوضح أن كل جريمة من هذه الجرائم يترتب عليها نوعان من العقوبة، وهي إما عقوبة في الحق العام، ويُعنى بها ولي الأمر إما بتطبيقها أو الحق في التنازل، وعقوبة في الحق الخاص ويقصد بها المعتدى عليه أو ورثته، والتي لا يملك التنازل عنها، أو المطالبة بها سوى أهل الحق.
      ويضيف "ما يتعلق بالأحكام الشرعية الصادرة بشأن مرتكبي جرائم الاعتداء بالقول من السب والقذف فهي كثيرة، وعقوباتها وفقاً لحجم الجريمة، حيث لا تخرج عن عقوبات تعزيرية أو حدود (حد القذف)".
      وأضاف أن الأحكام التي تتعلق بالعنف اللفظي أو الاعتداء باللفظ كالسب والاتهام بالباطل والقذف يترتب بشأنها جريمة تتولى فيها التحقيق من الجهة القضائية المختصة، ومن ثم الحكم بالعقوبة اللازمة، مشيراً إلى أن هناك نوعين من العقوبات التي تترتب عليها وهي عقوبة تعزيرية أو حدود، فإما أن تكون حسب ما ورد في النصوص الشرعية من جلد وغير ذلك، أو تعزيرية وتبدأ بالتوبيخ، وتنتهي بالقصاص، موضحاً أنه إذا كان العنف اللفظي قذفاً فيحاكم بحد القذف، وإن كان اتهاماً أو سبا فيُحكم بالسجن أو الجلد أو كليهما معاً طبقاً لما يحكم به القاضي، على قدر الجريمة والضرر..
      وألقى أبو راشد اللوم على وسائل الإعلام في عدم إيصال التوعية المطلوبة في الفصل بين التأديب وبين الاعتداء بالقول والذي يُعتبر جريمة شرعية، مبيناً أن الغرض من التأديب هو النهي عن ارتكاب عمل ما، أو التحذير منه باستخدام عقوبات مجدية مثل الحرمان من المصروف أو من الخروج أو اللوم.
      وترى أستاذة علم النفس الإرشادي الدكتورة حنان حسن عطا الله أن الإساءة اللفظية أو النفسية الانفعالية الموجهة من الزوج لزوجته أو لأشخاص آخرين هي تلك الإساءة التي تنقص من قيمة الشخص وأهميته وتجرح المشاعر، ويتمثل ذلك في استخدام الألفاظ النابية أو السخرية والتهكم بهم أو عزلهم وعدم الحديث معهم أو التحكم في حريتهم.
      وأشارت الدكتورة عطا الله إلى الاعتداء اللفظي على الزوجات فهناك الكثير من الأزواج ممن يمارسون العدوان اللفظي الانفعالي تجاه زوجاتهم، مشيرةً إلى أن العديد من النساء لا يعرفن مدى الأثر الذي يتركه هذا العدوان، لأنهن يعتقدن أن العدوان يتمثل فقط في العدوان الجسدي، مشيرة إلى أن المرأة يمكن أن تتعرض بسبب العنف اللفظي إلى حزن واكتئاب واختلال في التوازن وبعض الأمراض النفسية الجسمية كقرحة المعدة أو القولون العصبي والصداع والشعور بالقلق والإرهاق النفسي، عدا ما قد يسببه مثل هذا العدوان من شعور بالنقص والهزيمة.
      وأوضحت الدكتورة عطا الله أن الدراسات أثبتت مؤخراً أن المرأة التي تتعرض للعنف اللفظي الانفعالي تعاني من الاكتئاب وآثار العدوان أكثر من المرأة التي تتعرض للعدوان الجسدي، موضحةً أن بعض الدراسات في العالم العربي وجدت العكس بالنسبة للمرأة العربية، حيث إن للعدوان الجسدي آثاراً أقوى من العدوان اللفظي، معللةً ذلك بأن المرأة في عالمنا العربي مازالت غير مدركة لماهية العدوان اللفظي، أو أنها لم تعطه أية أهمية أو قيمة.

      صحيفة الوطن 2-5-1427

      إلى لقاء
      17

      3-خبرات تعليمية خاوية من العاطفة :
      يقول المؤلف:" إن الأفراد الذين يمرون بالمراهقة المبكرة حسّاسون بصفة خاصة لوجود أو عدم وجود العاطفة في تعليمهم الفصلي. وإذا كان مطلوب منهم التعلم في فصول تركز بشكل كبير على المحاضرات والكتب الدراسية والواجبات المكتوبة والاختبارات فإنّ حافزهم سيخبو في الأغلب"

      وهذا يذكرني بما قرأت في صحيفة الوطن 22 ابريل 2008
      الأعمال المملة تدفع الدماغ إلى الخمول وارتكاب الأخطاء

      شيكاغو: أ ف ب
      كشف العلماء عن أن القيام بمهام مملة يمكن أن يتسبب في خمول الدماغ، وبالتالي ارتكاب أخطاء أثناء أداء المهمات، وقال الباحثون إنه عندما يقوم الشخص بمهام روتينية لا تتطلب تفكيرا، فإن الدماغ يتحول تلقائيا إلى وضع الراحة، سواء أرادوا ذلك أم لا.
      وذكرت الدراسة التي نشرت أمس في مجلة "بروسيدنغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف سينس" أنه بمراقبة الجزء الخامل من الدماغ تمكنوا من توقع متى سيرتكب الشخص خطأ قبل أن يرتكبه.
      وقال توم ايشيل معد الدراسة من جامعة بيرغين النرويجية "أحيانا يقول الدماغ إنه يحتاج إلى أخذ استراحة قصيرة، ولا يمكن للشخص أن يفعل شيئا حيال ذلك".
      وأضاف "ربما يكون الجميع يعرفون الشعور عندما يكون الدماغ يعمل بالشكل المطلوب" موضحا انه عندما يحدث ذلك فإن الدم يتدفق إلى الأجزاء الأكثر نشاطا في الدماغ........................

      فما الحل؟؟
      1- مدارس آمنة: وكما ذكرت سابقا فالحديث هنا عن السلامة البدنية والمعنوية . ولعلكم تذكرون هرم ماسلوMaslow الذي بين فيه الحاجات الانسانية حسب الأولوية فبدأ بالحاجات الفسيولوجية (الطعام والشراب والكساء الخ) وثنى بالحاجة للأمن والسلامة وثلث بالحاجة للإنتماء والحب وربع بالحاجة للمكانة الاجتماعية وخمس بالحاجة لتحقيق الذات بمعنى النضج وإخراج القدرات الكامنة.
      والشاهد هنا الحاجة الثانية او المستوى الثاني من الحاجات.ولهذا من الأفضل أن تهتم المدارسُ في مراحل المتوسطة ببرامج كالذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والوعي الاجتماعي وتعليم التفكير كقبعات التفكير الست والتفكير الجانبي وكورت والتعليم للفهم وادارة الخصومات وادارة الغضب او النزاع والصراع وقوانين العصابات النفسية وأنماط الشخصية في هذا الجانب كالمثلث الدرامي وهو:

      عندما ينطلق الناسُ في تعاملهم مع الآخرين من الرضا عن أنفسهم وعدم الرضا عن الآخرين أو تنزيه النفس واتهام الآخر فإنهم يحشرون أنفسهم في المثلث المؤذي. وأعضاؤه ثلاثة:1- المدّعي العام 2- والمُنقذ 3- والضحية.
      المدّعي العام ينطلق من " تنزيه النفس ولوم الآخر" وبالتالي البحث عن أخطاء الآخرين وتضخيمها وتكبير الهفوات وإهمال الإيجابيات فيرى أحدهم القذاة في أعين الآخرين ولا يلتفت إلى الجذع في عينه . ويشعر الآخرون المتعاملون معهم بأنهم يُعاملون كأغبياء وأطفال.
      أما المنقذ فهو الذي تطلب منه مساعدتك في دفع سيارته التي تعطلت فيقبل على ذلك ولكنه لا يتوقف عن الدفع حتى عندما تعمل السيارة. إنهم الذين يظنون أنهم هنا لإنقاذك حتى من نفسك وانك بدونهم لا تستطيع فعل شيء على الإطلاق وبالتالي يصعب عليهم تفويض غيرهم بالقيام بالعمل ولا يستمعون للمتحدث جيدا لأنهم مشغولون بإعداد النصيحة التي يرونها مناسبة له.إنهم الذين يقومون بواجباتك أنت بالنيابة وقد يُهملون واجباتهم والمنقذ قد ينتهي به المطاف ضحية هو العضو الثالث في هذا المثلث وهو ينطلق من "تنزيه الآخر والغض من قيمته هو الذاتية" والبعض يبدأ هذا الوضع – أي الضحية – بأن يسلك مسلكا يشجع الآخرين على الاستهانة به وإظهار الاستهانة لغويا وبدنيا وعاطفيا .

      المصدر:Listening ,The Forgotten Skill/ A Self-Teaching Guide/2nd Edition by Madelyn Burley-Allen

      وأضيف هذه وإن كنت قد ذكرتها من قبل إلا أنّ مناسبتها جاءت:

      " إن براعتي كمعلمة هي اكتشاف قصة أو كتاب يساعدان طلابي على رؤية أنفسهم قادرين على التغلب على المعيقات الاجتماعية أو البحث عن قصيدة تلهمهم كتابة قصائد احتفائية بحياتهم أو وضع وحدة منهجية تربطهم بقضايا الحياة الملحة"

      " ...أختار كتبا ووحدات تزود الطلاب بأمثلة لطرق وأساليب يستخدمها الناس لتنظيم أنفسهم من أجل التغيير وأجد قصصا تضع الشخصياتُ فيه اهتماماتهم الأنانية في سبيل الصالح العام...."

      ..... " أستطيع أن أضع منهجا يفحص الأدب والتاريخ ليساعد الطلاب على رؤية الطريقة التي استخدمها العرق والطبقة لرفع أقوام ووضع آخرين وتهميشهم. ولكنني أيضا اخترت أدبا يعلي من شأن مقاومة المضطهدين بدلا من التركيز على هزيمتهم....
      Beyond anthologies by Linda Christensen . From rethinking Schools magazine .Volume 22, Number 2 Winter 2007-08
      وايضا:

      "ما الذي يحتاجه الأولاد – وأقصد الذكور- لرفع أميتهم العاطفية ؟ يحتاجون لمفردات عاطفية توسّع من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بطرق تختلف عن الغضب والعدوانية أو الانسحاب والهروب من الموقف أو المشكلة. يحتاجون لمعايشة التقمص الوجداني في البيت والمدرسة أي الاستماع لهم لفهمهم وفهم وجهة نظرهم وفتح باب الحوار معهم والتشجيع على استخدام هذه الأمور مع غيرهم. والأولاد لا يقلون عن البنات في حاجتهم لارتباطات عاطفية مع من يحيط بهم من الناس كالعائلة مثلا التي يعيشون معها. فيحتاجون خاصة في مراحل المراهقة لعلاقات داعمة وحميمة تحميهم من أن يكونوا ضحايا تقلبات عواطفهم. كما أنّ الولد يحتاج لقدوة تعيش حياة غنية وثرية عاطفيا. لا بد أن يرى الولدُ أن العواطف جزء من حياة الرجل لا المرأة فقط."

      المصدر: Raising Cain. Protecting The Emotional Life Of Boys by Dan Kindlon and Michael Thompson

      ومن الأمثلة على مثل هذا التوجه مدرسة Sparrows Point Middle School ورسالتها هي:
      "توجيه نمو الطلاب البدني والعاطفي والاجتماعي والذهني بفعالية في الوقت الذي نطور فيه مهاراتهم التي يحتاجونها لمواصلة تعلمهم ولأن يصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع"
      والطلاب في هذه المدرسة يركزون على قيمة معينة من القيم شهريا كالاحترام والتسامح والمسؤولية الخ ومن اجل هذا ينخرطون في خطط دراسية ويستمعون لضيوف محاضرين ويدرسون مواد ترتبط بتلك القيم.
      http://sparrowspointms.bcps.org/

      إلى لقاء




    • 18
      2-احترام أصوات الطلاب
      إن من صور إعطاء الطلاب أدوارا مهمة في اتخاذ القرار في المدرسة الاحترام الذي ينبغي أن يُعطى لأصواتهم الحقيقية. فطلاب هذه المرحلة تختلط اصواتهم الحقيقية المعبرة عن هويتهم بأصوات آخرين آتية من أقرانهم ومن الإعلام ومصادر اخرى قد تُغيب أصواتهم الحقيقية وتغطي هوياتهم وقد يطول هذا الأمر إلا إذا وجدوا بيئة تُعينهم على التعرف على أنفسهم وتمييز أصواتهم وهوياتهم .
      كيف نفعل هذا؟
      بالشعر وكتابة اليوميات وكتابات أخرى لها معنى ومرتبطة بحياتهم وما يحسون به . فمثلا مدرسةBroad Meadows Middle School تزود الطلاب بفرص متنوعة للاحتفاء بتعدديتهم ولتطوير تثمينهم للفنون وتشجع فرصا كخدمة المجتمع والوعي العالمي لدعم حسّ المسؤولية الاجتماعية.
      وفي هذه المدرسة ينخرط الطلاب في ما يُسمى Writing Wrongsفبدلا من كتابة رسائل أو مواضيع منقولة من الكتب أو الانترنت (مزيفة)، يكتبون رسائل حقيقية موجهة لأناس حقيقيين لحل مشكلات حقيقية.فرسالة وُجهت إلى عمدة واقنعته بتبني مشروعا يتبناه الطلاب لنظافة حي من أحياء المدينة وكُتبت رسائل أخرى إلى سياسيين ورجال أعمال عن تسخير الأطفال للعمل في دول العالم الثالث ونتيجة لهذا قدم الطلاب شهادتهم امام وزارة العمل الامريكية وقدموا محاضرة امام طلاب جامعة هارفرد وجمعوا 147000 دولار لإقامة مدرسة في الباكستان لمثل هؤلاء الأطفال. ولا شك أن الاستماع لصوت الطالب يزيده ثقة بنفسه ويزوده بما يحتاجه من عتاد نفسي لمواجهة تحديات الحياة المستقبلية.
      http://www.quincypublicschools.com/schools/broadmeadows/main_page.shtml#programs

      3-انشطة فنية معبرة:
      ولست أدري لِمَ يتم إهمال هذا الجانب في مدارسنا وخاصة المتوسطة بحجة أننا أحوج ما نكون إلى الرياضيات والعلوم.

      "نسمع اليوم كثيرا من السياسيين والقادة التربويين يتحسرون على مستوى الطلاب في العلوم والرياضيات ولكننا نسمع القليل المفيد عن الحاجة لبرامج تساعدهم على تطوير امكاناتهم الإبداعية. ولا شك أنّ التفوق في الرياضيات والعلوم أهداف ذات قيمة خاصة لمن يميلون لهذا التخصص بطبيعتهم ولكن ماذا عن تعليم الصغار أسس العملية الإبداعية؟وماذا عن إعدادهم للعمل باستقلالية في المجتمع الذي سيعيشون فيه؟ وإذا كنا أمناء، فلا بد أن نعترف بأن الهدف الباطن لجميع المدارس العامة وأغلب المدارس الخاصة لسنوات طويلة كان تزويدَ الطلاب بمهارات واتجاهات تجعلهم عاملين لهؤلاء الذين سيخدمون أجندتهم طوال حياتهم( يقصد أصحاب رؤوس الأموال مثلا) ولم تكن الأهداف مساعدة الطلاب على اكتشاف فلسفتهم وبناء أهدافهم عليها"

      Zen and the Art of making Living by Laurence G. Boldt

      يقول المؤلف:"الفنون تقدم فرصا للمراهقين الصغار للتعبير عن انفسهم في جو خال من إصدار الأحكام في مجالات كالنحت والرسم والمسرح والموسيقى والرقص. ومن المستحيل الرسوب في هذه الفنون المعبرة. وفي مجالات التعبير عن انفسهم فنيا يستطيع الطلاب ان يساموا طاقاتهم الجنسية(sublimateأي يُسامي بمعنى يحول طاقة حافز ما الخ عن هدفها البدائي إلى هدف اسمى أخلاقيا أو ثقافيا كما ذكر هذا منير البعلبكي في المورد) ويفتحوا قنوات ومسارات لنوبات العنف ويوجدوا حلولا لصراعاتهم العاطفية ويبنوا معنى اعمق لهوياتهم"

      4-مناهج تهتم بالجانب العاطفي :
      لقد بينا ان الجهاز الحوفي او العاطفي في فترة المراهقة نشط ( بورش بفرامل ضعيفة)وبالتالي لا بد ان تبنى المناهج حول مواضيع لها محتوى عاطفي وتدمج مشاعر الطلاب .
      كيف ندمج مشاعر الطلاب؟
      -" فكر في يوم من أيام حياتك عندما ........."

      -اكتب اليوم عن احساسك لو كنت لقيطا او يتيما وتعيش في دار ايتام(مثلا)
      وبعد دمج المشاعر الصادقة ، " ما الذي ستفعله لو كنت مكانه لحل مشكلة أو إبداع طريق ومسار جديد في الحياة؟"
      ويمكن ان يُقدم هذا بمسرحية كما ذكرت او بلوحة فنية او بقصيدة الخ
      إلى لقاء
      19

      [B]5-استراتيجيات تعليم التفكير:

      لقد وصل الطالبُ إلى مرحلة يستطيع فيها ان يفكر في التفكير نفسه وأن ينظر –وكأنه خارج نفسه-إلى ما يفعله وبالتالي يمكن ان يتم تدريبُ الطلاب على تعلم مهارات الدراسة (أي كيف يدرسون وكيف يتعلمون، فيتعلمون كيف يتعلمون وكيف يفهمون وكيف يحفظون ) وعلى التفكير في محتوى المناهج ومعرفة المزيد عن طبيعة الصراع في حياتهم ووضع اهداف لأنفسهم .


      · "التعليم تقديم تفسيرات وسؤال عن أسباب وقوع الأحداث والأمور واكتشاف البدائل وليس معرفة وجهتي نظر قضية ما ،ثم الموازنة بينهما "
      Whose Wars ? Teaching About the Iraq War and the War on Terrorism/ A Rethinking schools Collection

      · " عندما تكون في المدرسة فانك تُسأل ويُتوقع أن تُجيب. ويُفترض أنك عندما تمتلئ بالإجابات تكون قد تعلمت فتتخرج.
      والآن أعتقد أن التعلم الحقيقي يتحقق عندما تتمكن من طرح أسئلة مهمة. وعندها تكون على أبواب الحكمة، لأن طرح الأسئلة المهمة يقود الدماغ إلى اكتشاف أراض جديدة. "
      Robert Rodale

      وهناك ما يُسمى الآن التفكير الظاهر وليس التفكير المخفي. كيف؟

      1. باستخدامه لغة التفكير: افتراض، سبب، دليل، احتمال، خيال، وجهة نظر، الخ
      2. المعلم الذي لا يتوقع إجابة سريعة بل يبدي حَيرته الصادقة ويأخذ وقتا للتفكير في" ماذا لو" أو " كيف يمكن فعل هذا بطريقة أخرى؟" هذا المعلم يحترم التفكير ويشجع طلابه عليه.
      3. استخدام روتين التفكير مثل:
      · فرضية ودعمها بسؤالين: " ما الذي يحدث هنا؟" و " ما الذي تراه ويجعلك تقول ما قلت؟"
      أرهم صورا لإعصار وسلهم:
      المعلم: " ماذا يحدث هنا؟"
      الطالب" إعصار يضرب الهند"
      المعلم" ما الذي تراه ويجعلك تقول ما تقول؟"
      فيقدم الطالب سبب قوله أو إجابته. وقد يقول طالب آخر :" لا، هذه عاصفة تضرب اليابان" وهكذا.
      · دائرة وجهات النظر.
      مثال: قيادة المرأة للسيارة.
      وجهات نظر الرجال، النساء، رجال الأمن، بائعو السيارات، العلماء،المفكرون الأبناء والبنات الصغار، المستقبل الخ
      · الأسئلة القوية:أسئلة الاكتشاف والربط والنتيجة.
      كل هذا يبني ثقافة التفكير في الفصل أو المدرسة.


      6-ومن الممارسات الملائمة في المدارس المتوسطة الحرص على ان تكون أعدادُ الطلاب في الفصل الواحد بل والمدرسة قليلة، وهذا له دوره في تحقيق الألفة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين معلميهم فيعيشون كاسرة واحدة .ويساعدُ جوٌ كهذا المعلمين على معرفة طلابهم وهو مطلب مهم جدا ومعرفة احتياجاتهم والطرق الأنسب لتدريسهم ويساعد أيضا على تفاعل الطلاب بالعملية التعليمية فتصبح العملية التعليمية من الطالب للمعلم ومن المعلم للطالب ومن الطالب للطالب .
      وفي مجتمعاتنا اليوم وخاصة في المدن –بنسب متفاوتة- لا يختلط الطلاب كثيرا بالكبار بل لا يختلطون بآبائهم وامهاتهم إلا قليلا كما أن الروابط الأسرية السابقة –الأسرة الممتدة- غابت في المدن –بنسب متفاوتة-وهذا بكل تأكيد له نتائجه السلبية.
      يقول جون لونسبري:"بنو آدم يحتاجون لعلاقات عميقة وخاصة في مراحل نموهم الأساسية. وكثير من أهداف التعليم المهمة لا يمكن تحقيقها بفعالية بعلاقات قصيرة المدى"
      كما ان من القضايا المهمة في مدارس المتوسطة ان ينخرط الطلاب في العملية التعليمة تماما وأن تُقدم لهم برامج ومناهج تتيح لهم التفاعل بالدروس وهذا بلا شك يحفزهم للتعلم والقيام بالأنشطة المختلفة ففي مدرسة هاري هرت المتوسطة مثلا يشارك الطلاب في برنامج يُسمى مراقب الأرض المبللةWetland Watcher والبرنامج يتيح لهم متابعة جودة الماء وزراعة الاشجار لايقاف تعرية الشواطئ وتآكلها وتعليم الاخرين اهمية الاهتمام بالبيئة اما طلاب مدرسة مارتن لوثر كنج( رسالتها: الالتزام بممارسة وتعليم مبادئ مارتن لوثر كنج للتأكد من ان كل طالب سَيُحترَم كفرد وكعضو مساهم لمجتمع تعليمي داعم ويحقق المساواة.وهذه المبادئ هي:المساواة،التفوق الاكاديمي،النشاط الاجتماعي،احترام النفس والاخرين،اللاعنف،والقيادة القائمة على المبادئ الديمقراطية) فهم يُعدون ويأكلون غذاءهم الحيوي الذي يزرعونه في حدائقهم.
      http://king.berkeleypta.org/
      7-تيسير النمو والنضج العاطفي والاجتماعي:
      وقد أشرت إلى شيء من هذا من قبل واضيف أن طلاب مدرسة وب المتوسطة Webb يرسمون رسومات بيانية أو سير ذاتية مرئية ترصد نجاحات وإخفاقات حياتهم وتشمل الرحلات والحوادث ومواقف عائلية معينة وغيرها من الأحداث الشخصية. ثم يختار أحدهم مثلا حدثا وقع له ليكتب فيه موضوعا او ليحدث عنه زملاءه وقد يكونُ الموضوع:" كيف تعلمت كرة القدم " أو " رحلتي إلى الهند" أو "كيف كان الطلابُ يسخرون مني" كما ان الطلاب يصنعون صناديق يضعون فيها قصائد وصورا وغيرها ثم يتم تصوير الطلاب بالفيديو وهم يقدمون صناديقهم لزملائهم ويعرضون عليهم ما فيها.
      http://www.webbms.org/
      ولا شك ان اعطاء نمو الطلاب العاطفي والاجتماعي في هذه المرحلة اهتماما وانتباها ، يمكن الطلاب من مواجهة الحياة الأوسع خارج اسوار المدرسة.






      [/B]
    • 20
      فماذا عن المرحلة الثانوية؟
      هل تُعد طلابها للحياة الناجحة المستقلة في الحياة الحقيقية بجوانبها المختلفة؟
      إن الثانويات تحرص على أن يمُضي الطلاب أوقات طويلة في الفصول جالسين مستمعين لما يُقدم لهم من معلومات من معلميهم ومستخدمين الكتب المقررة وناقلين للمعلومات والشروحات التي يكتبها المعلم على السبورة أو التي يحدثهم بها ومشغولين بعد هذا بحل المسائل الكتابية – من كتاب – في آخر الفصل أو الوحدة ومشغولين بالاستعداد للاختبارات ومتابعين للمعلم لعله يشير إلى محذوف أو غير مهم أو كيف يمكن أن تأتي الأسئلة في هذه الوحدة أو تلك وهكذا.
      أليس هذا هو السيناريو الذي نجده في فصول الثانوية كلها بل في فصول المدارس بمراحلها كلها بل وصل هذا السيناريو إلى بعض الجامعات؟!
      ما الاشكالية هنا؟
      يقول المؤلف:" في العالم الحقيقي الناس يتفاوضون ، يتوسطون لحل خلاف، يُفصحون عما في أنفسهم، يجادلون،يصنعون، يختبرون ويجربون،يخططون ، يفكرون، يصممون، يبنون، يُعلِمون،يلعبون،يقيمون علاقات بآخرين ويتواصلون،يتوقعون ويخلقون،ويقومون بأشياء أخرى كثيرة. ويفعلون كل هذا بدون شبكة تدعمهم بمعنى أنهم يقومون بكل هذا وحدهم."
      ما الحل؟
      · مساعدة الطلاب على استخدام عقولهم والتفكير والحوار والفهم
      · التركيز على العمق لا الكم
      · جعل التدريس والتعلم علاقة بين معلم وطالب يعرف أحدهما الآخر
      · ممارسة الطالب الممارس لعمل ما والمعلم مدرب ومتابع( أشبه بالتمهن)
      · التواصل بثقة واحترام
      · تثمين المشاركة الطلابية في القرارات وتطبيق مبدأ المساواة (وآدم من تراب)
      · توفير مصادر التعلم والتعليم ( من أهمها المتاحف التعليمية)
      · خلق جو وبيئة معرفية يحرص الكل فيها –معلمين ومدراء وطلاب – على المعرفة والتعلم والازدياد( وقل رب زدني علما)


      تطبيقات:
      AVIATION HIGH SCHOOL1-مدرسة

      schools.nycenet.edu/region4/q610/
      وهذه المدرسة تحوي حظيرة طائرات صغيرة والطلاب يدرسون في فصول تقليدية كما أنهم يديرون باحترافية أقسام لاختبار وإصلاح وصناعة الطائرات وعند التخرج يحصل الطالب على شهادة Federal Aviation Administration
      2-وفي WHEAPCS يركز الطلاب على الدراسات البيئية.ولأن المدرسة قائمة على معمل طاقة طبيعي وهو شاطئ كونا المُغطى بالحُمم البركانية ينخرط الطلابُ في مشاريع تُغطي تطوير الطاقة البديلة،ثبات البيئة الخ
      http://www.whea.net/

      3- وفي مدرسة FDNY يتعلم الطلاب مكافحة الحرائق ومهارات السلامة ويُمضي الطلاب وقتا مع رجال دفاع مدني سابقين ويمارسون سيناريو طوارئ ويُعَطوا الفرصة ليكونوا فنيي طوارئ طبية ومكافحي حرائق ( مع ساعات جامعية واختبار حصول على شهادة)او الاستمرار في ميادين مشابهة كالصحة والتصوير وفحص المنشآت الخ
      http://www.insideschools.org/fs/school_profile.php?id=1307


      21

      4-تعلم خدمة الآخرين التطوعي: وهذا البرنامج يزود الطلابَ بأعمال تطوعية في منظمات خيرية تساعد البيئة والاطفال وكبار السن والمرضى والفقراء وغيرهم من ذوي الحاجات. وهذا يعطي الطلابَ فرصة للتفكير فيما قدموه وربطه بالمواد الدراسية في المدرسة . وفي ولاية Maryland مثلا ، التي اصبح فيها خدمة المجتمع الزاميا للتخرج، تجد الطلابَ ينظفون اسطبلات الخيول ويقدمون خدمات لمن لا يجدون مأوى ويبنون بيوتا لمنظمة تشرف على هذا الأمر وهذه الأنشطة بدورها تقود الطلاب إلى اهتمامات جديدة وإلى طرح أسئلة متعلقة بالبيئة والفقر وغيرها من القضايا الحيوية.

      5-وهناك برامج تجعل الطالب يصحبُ صاحبَ خبرة ومعرفة في مجال ما وهذا الخبيرُ يعلم ويتابع ويقيّم عمل الطالب ويدفعه للمزيد . ففي مدرسة Berkeley Vale Community High School في استراليا يصحب الطالبُ شخصا متقاعدا أو على وشك التقاعد لمدة تصل إلى سنة يلتقيان فيها مرة أسبوعيا ويبقون على اتصال خلال الاسبوع بالهاتف ويبقي المعلمُ- وهو هنا المتقاعد كما ذكرت- سجلا لمتابعة تقدم الطالب ويبحث له عن فرص واتصالات بأناس لهم علاقة بما يقومُ به الطالب.
      http://www.dest.gov.au/sectors/career_development/publications_resources/youth_in_transition/berkeley.htm
      6- وهناك مدارس تتيح لطلابها تصميم وتشغيل عملا تجاريا خارج او داخل المدرسة. ففي مدرسة في نيفادا لم يجد معلمُ وطلاب الكمبيوتر مزودا لخدمة الانترنت لشبكة الكمبيوتر المدرسية فاسسوا شركة غير ربحية لتزويد الخدمة لمن يحتاج إليها. ومدرسة أخرى في ثانوية salem اسسوا محطة إذاعة تبث برامجها طوال اليوم والاسبوع.
    • 22

      وقفت أمام عبارة في كتاب "اكتشاف الطفولة" تأليف مريا مونتسوري وهي تتحدث عن دور المعلمة مع الأطفال وتصفه بأنه أميل إلى التيسير منه إلى التوجيه وأن المعلمة همزة وصل بين الأطفال والأدوات التي يستخدمونها في المدرسة أو الفصل(كالألعاب وغيرها) أما العبارة فقولها عن دور المعلمة في مدارسها":وباختصار فإن عمل المعلمة الأساس في المدرسة يمكن وصفه كالتالي: عليها أن تصف كيفية استخدام المواد .وهي همزة الوصل الأساس بين المواد أي الأشياء والأطفال. وهذا عمل سهل ومتواضع ومع هذا فهو أكثر صعوبة من الموجود في المدارس القديمة حيث تساعد الأدواتُ الأطفالَ(في المدارس القديمة) على فهم عقل المعلمة التي يجب أن تلقن الأطفالَ أفكارها الخاصة بها وعلى الأطفال تلقي تلك الأفكار"

      وتشبه عملَ المعلمة في مدارسها بعمل مدرب الرياضة في الصالات الرياضية والمدرب ليس محاضرا بل قائدا. وكما أنه سيخفق لو ظن أن عضلات المتدربين ستزداد قوة بإعطائهم محاضرات ، فإن الأطفال في المدارس اقلدية أخفقوا في تقوية شخصياتهم لأن هذا لا يتم بالمحاضرات والتلقين بل يتم بتحرير العقل.

      وإعداد معلمة لهذا الدور قضية صعبة لأن المعلمة في مدارس منتسوري لا بد ان تتعلم المراقبة والهدوء والصبر والتواضع وتتعلم كيفية ضبط انفعالاتها ورغبتها في التدخل في عالم الصغار وتوجيههم. وهنا اذكر عبارة قرأتها في كتاب طالطفل المستعجل" تاليف دايفيد الكند (وهو مترجم)نقلا عن الفيلسوف الفرنسي روسو:"إن الطفولة تملك اسلوبها الخاص في الرؤية والتفكير والاحساس ولا اغبى من محاولة استبدال أسلوبنا بأسلوبهم"


      أعود إلى الجملة الأولى وأذكر باني قد وضعت قاعدة في مكان ما قلت فيها أن على عالم الكبار ألا يتدخل كثيرا في عالم الصغار . ومن كلامها نفهم ما نراه واقعا اليوم لا في المدارس فقط بل في الثقافة كلها . فالطفل – في البيت أو المدرسة –تُقدم له الألعاب ثم يتم توجيهه لكيفية استخدامها واللعب بها ويستمر مسلسل الوصاية الكاملة ب"لا و"نعم "و "صح " و"خطأ" الخ. مع أن الذي ينبغي أن يحدث كما فهمت من كلامها هو أن يقتصر دور المعلمة بالإضافة إلى تأمين السلامة للأطفال ، تأمين الألعاب المناسبة لأعمارهم فلا نعطي طفلا ألعابا أكبر ولا أصغر من سنه وهذا لا يتم حسب عمره الزمني بل بعد متابعة ومراقبة له لمعرفة الأنسب ثم توضع الألعاب وتتواضع المعلمة بل اضيف أنا" تتعلم من الطفل" وهي تراقب كيف يلعب لينمي شخصيته بالخطا والمحاولة والمجازفة. والطفل كذلك يلعب كما يشاء هو لا كما يريد معلمُهأو معلمته وبالتالي تساعد الألوانُ والأدواتُ والموادُ والألعابُ الطفلَ على اكتشاف عالمه هو بعقله هو وعلى نموه الانفعالي والعقلي لا على اكتشاف عقل معلمته والعيش تحت وصايتها الكاملة.
    • 23

      في كتابها" مدرستي صندوق مغلق" تذكر المؤلفة فوزية البكر أن الطلاب تعلموا أن المعرفة شيء خارجي يُقدم لهم عبر قوالب مفصلة وهي المقرررات الدراسية أو المناهج كما تُسمى أيضا. فحقل الجغرافيا المعرفي مثلا يُقدم عبر قنوات وقوالب هي مقررات الجغرافيا وتقصد ب"شيء خارجي" أي لا علاقة للطلاب في انتاج المعرفة واكتشافها والتأمل في الذي يُقدم لهم وتوظيف أنواع التفكير والنقد لهذا الذي ُيقدم لهم ولماذا يُقدم لهم ما يُقدم لهم ولا يُقدم شيء آخر وطرح الأسئلة التي قد ترفع السقف المعرفي لدى الجميع وتنقل المواقع الفكرية إلى الأمام الخ فلا مجال للبحث الذاتي هنا بل يُلقن الطالب المعلومة على أنها موضوعية وعليه أن يحفظها في ملف من الملفات الذهنية ثم يفتح هذا الملف ليخرج ما فيه في الاختبار التحصيلي.

      تقول: " لا مكان للغموض أو البحث ومن ثم يتعلم الطلابُ بشكل غير مباشر أن لا مكان للإكتشاف والتعقيد في البحث . المعرفة تُقدم بشكل مباشر لا يحتمل التساؤل أو الغموض."

      وتقول :" ومن ثم فإن الطلبة نادرا ما يُشجعون على النظر إلى المعرفة على أنها قد تكون (غير موضوعية) وأنها قد تكون متعددة الأوجه ومبنية على أسس تاريخية واجتماعية"

      وهذا الواقع أو هذه الثقافة نجدها في الإعلام والبيت والمدرسة وبعض الجامعات وحلق العلم الشرعي وغيرها وأسلوب الاستفتاء والفتوى والوعظ الخ. وهذا سيصنع جيلا لا يملك القدرة على الحوار والنقد واصدار حكم مستقل والتعامل مع المتغيرات بأنواعها .


      24
      ما اجتماعيات المعرفة؟

      "دور اجتماعيات المعرفة أن يعنى بدراسة العلاقة بين المعرفة المتاحة ضمن المؤسسة التربوية والمجتمع بكل قوى الضغط والتأثير فيه."كما تنقل فوزية البكر في كتابها" مدرستي صندوق مغلق"

      بمعنى أنه يهتم بالمعرفة التي تُقدم للطلاب ولماذا تُقدم معرفة وتُحجب أخرى؟ ولماذا تُعطى معرفة معينة من الاهتمام ما لا تعطاه أخرى؟ وهل المعرفة المقدمة للطلاب في المدارس هي مقياس صادق للنجاح والرسوب؟ وهل هي جديرة بأن يدرسها الطلاب؟ ومن كتب هذا الذي يدرسه الطلاب؟ وهل يمكن ان يتغير ما يدرسه الطلاب في مرحلة أخرى لو وقعت تغيرات سياسية ودينية واجتماعية بحيث يصبح العدو صديقا والحرام حلالا أو العكس وما المؤثرات هنا وما ذنب هذه العقول التي أسلمت قيادها لمن """"يعرف""""؟؟؟؟ وكيف ستكون عقولنا لو أن التاريخ كتبه المهزومون أو المقهورون أو لو خلا تاريخنا من كثير من الصراعات السياسية والمذهبية أو لو أن علماء الحديث لم يتوسعوا في طلب الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟ وهناك سؤال غاية في الأهمية: كيف تتدخل الثقافة – ثقافة مجتمع- في فلترة المعرفة التي تُقدم للطلاب وفي فهمها والعيش َوفقها؟؟وما الذي يحدث إذا كانت هذه الثقافة المتحكمة في العقول وفي بنائها تعاني من عجز ثقافي؟؟؟والعجز الثقافي يميل إلى القولبة والصدور من منطلقات معينة وتصورات ذهنية أو أطر عقلية مفلسة ولا تمكنه من التعامل مع الواقع إلا من خلال التصنيف والقولبة واستدعاء الحلول التاريخية والحديث عن الأبطال السابقين(مناقب) والتهجم على المخالف-وقد يكون مسلما-وتحويل ما قاله السابقون إلى مقدس واستخدام مصطلحات ومفاهيم تاريخية لعلها ما أصبحت تحمل المدلول الذي كانت تحمله في الماضي وإطلاق الأحكام بلا تفصيل.هنا تكون الثقافة قد أفلست وأصبحت عاجزة عن التعامل مع المتغيرات .لاحظوا هذه العبارات: (المنظور هو التصورات الذهنية والمنطلقات والأطر الذهنية )

      "كلما أخفق المنظور في القيام بعمله كلما حاول علماؤه تشغيله وإحياءه . لقد أصبح جاهزا لثورة ولكن لأنهم نسوا وجوده يستنتج العلماء أنّ العالم هو الذي يسقط ."

      The Paradigm Conspiracy/ Denise Breton and Christopher Largent


      يقول ادوارد دي بونو:"العقل لا يرى إلا ما بُرمج وأعد ليراه. ولا بد أن يستخدم الدماغ الأنماط والممسكات catchments الموجودة. وعندما نظن أننا نحلل بيانات فإننا في الواقع نستخدم مخزوننا من الأفكار لنجد الفكرة المناسبة. ولا شك أن ثراء مخزوننا سيجعل تحليلنا كافيا ومطمئنا ولكن تحليل البيانات – وحده – لن ينتج أفكارا جديدة."
      I Am Right You Are Wrong by Edward de Bono



      "الاطر عبارة عن ابنية ذهنية تبسط وتقود فهمنا للواقع المعقد وتجبرنا على رؤية العالم من وجهة نظر محددة ومحدودة.

      كيف تحرّف اطرنا ما نراه:
      تفلتر ما نراه
      تصعب رؤية الاطر نفسها
      تبدو الاطر كاملة
      لا يمكن النظر الا من اطار واحد
      يصعب تغيير الاطر

      الطريقة الني نؤطر بها المشكلة تتحكم في الحلول التي نقدمها"

      "احدى وظائف الثقافة تزويد الانسان بشاشة عالية الانتقائية بينه والعالم الخارجي. فالثقافة باشكالها المختلفة تحدد ما نتجاهله وما يلفت انتباهنا.وهذه الشاشة تزودنا ببنية للعالم وتحمي الجهاز العصبي من الحمولة الزائدة من المعلومات. "
      من كتاب "ما وراء الثقافة"/ادوارد هال

      وكنت قد تحدثت نقلا عن توماس أرمسترونج في الرسائل السابقة عن منظورين للتعليم :
      الأول الذي يركز على الإنجاز الأكاديمي والثاني على تطوير الإنسان بأبعاده المختلفة والعجز الثقافي هنا هو إذا أخفق المنظور الأول ولم نسطع الانتقال إلى منظور جديد مختلف لعله يساهم في حل المشكلات التي نعاني منها بتمسكنا بالمنظور الأول.




    • 25
      قبل سنوات علمتني فتاة درست" المناهج" أن المناهج لها عدة معان ، منها ما نعرفه أي المقررات الدراسية ومن التعريفات التي كنت أجهلها أن المنهج هو كل ما يحدث داخل أسوار المدرسة حتى الطريقة التي تُنظم بها "الماصات" وأسلوب المعلمين في التعامل مع "المشاغب" ومع أسئلة الطلاب ورغبتهم في الحوار الخ أو طريقة جلوس الطلاب ومن التعريفات التي- ايضا- كنت أجهلها أن المنهج هو ما لا يُقدم للطالب من المعارف وما يُحجب عنه.

      وفي كتاب فوزية البكر تتحدث عن "المنهج الخفي" فالقضية ليست ما يُدرسَه الطالب من مقرررات فهذا المنهج الجلي والمعلن أما الخفي فهو "ما نتعلمه بشكل غير مباشر سواء عبر القيم الخفية في المواد الدراسية نفسها أو عبر ثقافة المدرسة وطرق التأديب والسلوك فيها أو عبر البيئة المادية وتشكيل المدرسة وطرق التأديب والسلوك فيها أو عبر البيئة المادية وتشكيل المدرسة وتنظيم الفصل الخ" حسب تعبير المؤلفة.

      وهذا ليس خاصا بالمدرسة فقد أنصح ابني بالصدق مثلا في البيت وأهمية احترام الآخرين لإنسانيتهم فقط ثم يراني ابني أسيء معاملة الخادم أو أكذب في التعامل معه وأرفض الحوار معه تماما.

      تقول المؤلفة:" يقدم زايروكس (1983،ص 47) تعريفه لمصطلح المنهج الخفي على أنه يشمل كل تلك القواعد والنماذج والقيم والقناعات التي يتم إرسالها وتحويلها إلى الطلبة عبر القواعد الغير معلنة وغير المكتوبة والتي تعكسها القواعدُ المدرسية والروتين اليومي المتبع في المدرسة ككل او الفصل الدراسي او العلاقات داخلهما"

      ويمكن لكل واحد منا الآن أن يتخيل ويتذكر المنهج الخفي الذي تعلمه من المدرسة(والجامعة) وبعض المعلمين والإداريين هناك. ولهذا وضعت قبل فترة موضوعا عن التنافر بين المدرسة والتفكير وأن الطالب المتفوق هو الذي يحفظ لا الذي يفكر وأن التعلم لا يتم بالتفكير والفهم والسؤال- من قبَل الطلاب- والاكتشاف بل بالتلقين فقط والتلقي من قبل الطالب فيتحول إلى سلبي مقولب متلق. ويبدو أن ثقافتنا اليوم مشحونة بكل هذا ، بإسكات العقل ولجم التفكير.

      وتتحدث المؤلفة عن مكونات المنهج الخفي ومنه الكتاب المدرسي وتذكر ان كتابا مدرسيا في دولة ما (ابتدائي) فيه قصة عن فتاة كانت تمشي في الشارع فرأت امرأة عجوز تود عبور الشارع فساعدتها فأثنت العجوز على الفتاة وشكر الناسُ الفتاة وفي البيت اخبرت الفتاة امها بالقصة فمدحتها الخ.

      ما الرسائل الخفية التي ترسلها هذه القصة للطفلة او الطالبة؟؟؟؟؟؟

      ويعزز الرسائلَ نفسها ما يقوم به المعلمون من ثناء ومدح مبالغ فيه أحيانا لمن يقدم إجابة صحيحة وتأنيب أو إهمال أو إنصراف عن الذي قدم إجابة خاظئة وقد ذكرت من قبل قصة المعلمة المؤلفة الباحثة التي ذكرت أنها تمنت لو أن واحدة من معلماتها- في صغرها- أصغت إليها لتسمع صوتها لا لإنها تقدم الإجابة الصحيحة وقد وجدت كلمة بالإنجليزية تقول:

      """العصفور لا يُغني لأنه يحمل جوابا، وإنما يغني لأنه يحمل أغنية""""

      وعندما يقف طالب ليجيب معلما يسألُ طلابَه:" من يساعد ماما إذا لم تكن هناك خادمة؟" بقوله:"لا أحد" فيجلسه المعلمُ ممتعضا من الإجابة لإنه يريد إجابة أخرى ترضيه فيقف طالب ليقول:" كلنا يساعد أمنا" فيصفق له الطلابُ بإيعاز من المعلم أو لأنهم يعرفون أن هذا هو الذي ُيصفق له- وفق منطق المدرسة الخايبة- ولو كان يزيف الإجابة إرضاء للمعلم وذاك لا يُصفق له مع أنه قد يكون صادقا. ما الرسالة التي نرسلها للطالب هنا؟؟؟؟؟

      ومن المكونات، الفصل الدراسي والجو العام في هذا الفصل وقد تحدثت عن هذا ومن المكونات، الجدول الدراسي لأن الجدول يحدد أهم المقرررات وفق معايير معينة فالرياضيات لها الأولوية والفنية متأخرة ولا قيمة لها ومادة التعبير(لاحظوا التعبير أي أن يعبر الطلاب عما في أنفسهم) مادة مُهملة والأنشطة اللاصفية لا قيمة لها والساعات الحرة والاطلاع الحر وعمل المشاريع لا مكان لها على الإطلاق. ومن المكونات، المُناخ المدرسي والبيئة المدرسية وهذا موضوع لا يحتاج إلى تعليق والتعليق الوحيد الذي سأذكره أن هناك مدارس تُوقف أثناء الصلاة طلابا يراقبون زملاءهم ليسجلوا "المشاغبين " في الصلاة بل قد يسجلوا أسماء من صلى بلا وضوء(كيف علموا؟)

      ومن المكونات الأخرى التي لم تُذكر في الكتاب زيارة المسؤولين للمدرسة وكيف يتم الإعداد المسبق للزيارة وترتدي المدرسة في أقل من 24 ساعة حُلة جديدة احتفاء بالقادم المسؤول. ما الرسالة هنا؟؟؟؟ المدرسة بلا صيانة ولا تجديد ولا عناية إلا إذا جاء المسؤول!!!!!





      26
      وهنا أود أن انتقل إلى كتاب " مدرستي صندوق مغلق" تأليف د. فوزية البكر ، الفصل السادس وتحت عنوان "التربية للتحرير" تتحدث المؤلفة عن باولو فيراري المعلم (وصاحب نظرية في التعليم) البرازيلي Paulo Freire(1921-1997) وكتابه " تربية المقهورين" الذي – كما تذكر- طبع 30 مرة الى عام 2002.

      ثم تنقل من مقاله" تربية المقهورين" ما خلاصته ( ما بين قوسين من كلامي)ان علاقة المعلم بالطالب علاقة سردية فهناك معلم يقوم بالسرد وهناك الطالب وهو هدف السرد . والسرد يصبح اشبه بالقصص الخالية من الحياة و المنفصلة عن الواقع ،ويقدمها المعلمُ كما لو كانت شيئا مجردا وثابتا( وهذا لا يقوم به المعلمون فقط في مجتمعاتنا العربية بل يقوم به علماؤنا ويقوم به خطباؤنا وزعماء الجماعات المختلفة وهكذا) ويمكن التنبؤ به او ان المعلم القاص السارد يشرح للطلاب مواضيع لا علاقة لهم او لحياتهم بها."السرد او القص(والمعلم هنا هو القاص او الحكواتي) يدفع الطلبة الى الحفظ الآلي لمحتوى هذا السرد واسوأ من ذلك تحويل الطلبة الى اوعية....."
      ثم يشبه فيراري التعليمَ بالايداع البنكي فالمعلم يُودع والطالب يستلم ويحفظ ويردد ولا يشارك في ابداع المعلومة او اعادة اكتشافها بل لا يشارك في اكتشافها اصلا ( بل لا يسمح لطالب أولى ابتدائي بأن يضع كلمة "أقرأ" بدلا من "أدرس" في فراغ جملة:" أنا ــــــــــــــ في الفصل الدراسي" لماذا؟ لأن المخرج عايز كده وهذا شهدته بنفسي)
      " ويعتمد مفهومُ التعليم البنكي على ان المعلومات او المعرفة هي هِبة يمتلكها فقط أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مصادر للمعرفة او العارفون في مواجهة اولئك الذين لا يعرفون"انتهى.
      والعجيب أن هذا المفهوم نراه في جوانب حياتنا المختلفة وفي تاريخنا . راجع مثلا كتاب الآداب السلطانية ، دراسة في بنية وثوابت الخطاب السياسي/ عز الدين العلام وراجع كيف يربي بعض العلماء تلاميذهم وكيف يسلم الناسُ لكل ما يقوله العلماء بل لاحظ كيف يسلم البعض نفسه للابراج وقارئة الفنجان والكف والطوالع والاضرحة وبركات الاولياء وكيف تسلم شعوب باكملها نفسها لمخلصين يخرجون لتحريرهم من أعدائهم الخ فكل شيء هبة من الآخرين وعلينا ان ننتظر الهبة والعطاء والمنح .(سلبية وقولبة)
      ولاحظ كيف يسرد لك الناسُ أقوالَ فلان وعلان في مسألة فقهية لِتسلم لأن القائلَ فلان ويتم سرد مواقع الشيوخ والدعاة لتأخذ وتنهل من علمهم والأولى أن يتعلم الناس ويقرؤوا ويرتقوا بأنفسهم ليناقشوا ويفهموا لا يسلموا فقط وصدق من قال :اقرأ ، يصغُرُ آباؤك.
      ولاحظ فكرة مساعدة الناس بالأموال ليبقى الناسُ محتاجين لمن يقدم لهم المساعدة بدلا من الارتقاء بهم ودفع اموال الزكاة لتعليمهم والارتقاء بمواهبهم وقدراتهم وامكاناتهم ليستغنوا وليعيشوا حياة كريمة انسانية .لا شك ان الاسلام شرع الزكاة للفقراء والمساكين الخ ولكن كما يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه "الإسلام والأوضاع الاقتصادية":" لكن إرصاد الادوية للعلل المرتقبة لا يعني تشجيع الاوبئة على الانتشار....."
      وتذكر المؤلفة أن فيراري كان يعلم المزارعين الأميين القراءة في 40 ساعة فقط. ليه أو كيف؟؟؟؟؟؟؟لأنه كان يشحن الكلمات التي يراد تعلمها بالمضامين السياسية في وقت كان الفلاح يعيش قهرا وفقرا مدقعا كما كان يحث المدرسين الذين يعلمون الفلاحين في القرى باستخدام كلمات من واقعهم وتمس مشاعرهم.

      ما مكونات التعليم البنكي؟
      هدفه واضح وقد ذكرته في الأعلى ولا شك ان هذا الأسلوب يقلل بل يلغي قدرة الطالب الإبداعية وتذكر ان هدف واضعي هذه المناهج انهم :

      " لا يرغبون في ان يصبح العالم مكشوفا للطلاب او ان يصبح موضوعا للتغيير"


      ودور المعلم هنا واضح ودور الطلاب واضح وهو ان يتأقلموا مع الواقع"كائنات متأقلمة" والمناهج لا علاقة لها بالحياة الواقعية التي يعيشها الطالب "الإنسان" خارج أسوار المدرسة وهدفها وهدف المؤسسة التعليمية كلها "إعادة إنتاج الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي كما هو في خدمة لمصالح من هم في السلطة" (والسلطة هنا في رأيي ليست سلطة سياسية فقط بل أشمل من ذلك وأعم.)( فما بالك لو أن التعليم لا يعيد انتاج الواقع الحالي بل يعيد انتاج الواقع الماضي؟؟؟؟؟؟!!!!!)
      والحل في رأيه؟

      التعليم للتحرير.وأعظم تحرير هو تحرير العقول.
    • أذكر أحيانا للبعض – مداعبا- أن هناك كتابا اقترح عليكم قراءته ولكن قبل غروب الشمس خاصة لمن يخاف أفلام الرعب والكتاب هو " رعب السؤال وأزمة الفكر التربوي" لمؤلفه نخله وهبه.

      هل السؤال في ثقافتنا مرعب للسائل والمسؤول وهل تخاف ثقافتنا السؤال والمساءلة؟ وهل ألفنا المعلومة الجاهزة والمعرفة الناجزة والأحكام المسبقة المستوردة من تاريخنا أو من غيره وهل تقاعدت العقولُ من قرون طويلة جدا وبالتالي يُتعبها السؤال والمساءلة ؟ وهل كل سؤال يتعبنا؟أم أن السؤال المتعب هو الذي يسأل عن الأسباب ويريد الاكتشاف ومحاكمة الواقع ومعرفة أسباب وصولنا إلى هذا الذي وصلنا إليه ويريد مناقشة أصحاب السلطة المعرفية ويريد أن يزيل اليقينيات عن أمور ليست كذلك ويقدم فرضيات جديدة ويُعلي السقف المعرفي ويخترق الجدر ويتجاوز الحدود وينتقل بالمواقع الفكرية إلى الأمام ويحاكم المنطلقات ويعرف الجهات التي تُملي عليه معرفة معينة ولماذا والجهات التي تحجب عنه معارف أخرى ولماذا؟

      أما أن الإنسان لا يسأل حتى لا يُتهم بالجهل كما يقول المؤلف؟ أم أن إنساننا، لأسباب معينة، فقد ثقافة الدهشة والنهمَ المعرفي والبحث واكتشاف المجهول وفتح مسارات جديدة في الواقعين الخارجي والذهني أم أنه يخاف أن يسأل حتى لا يكتشف الناس جهله أو حتى لا يكتشف هو جهل نفسه بل جهله المركب بمعنى انه يجهل جهله أم أنه لا يسأل حتى لا ينهدم بناءه المعرفي الأحفوري الذي شيده أو شُيد له بطريقة ما فينطبق عليه ما قاله أحد الناس عن الممكتلكات المادية :

      " إذا كنت "أنا"= ما أملكه، وضاع ما أملكه فمن "أنا"؟؟؟؟"

      ويتحدث المؤلف عن عناصر السؤال:

      1- الفرضية والجواب الجاهز:ولأن السؤال الصعب يرعب إنساننا ويدفعه إلى تجنب طرح الأسئلة القادرة على تحريك عقله وتغيير ما حوله والوصول إلى نتائج لا يعرفها سلفا فإنه يلجأ إلى أجوبة قبلية " تُجهّز مسبقا على أن تنحت لها أسئلة مصطنعة تُصاغ في مرحلة تالية لتتلاءم مع الأجوبة المصوغة ببرودة وتؤدة" فلا بحث ولا يحزون ومن خاف سلم كما يقول المثل.


      ودمتم
    • 2- ثقافة الدهشة والسؤال:



      أين الدهشة والسؤال في ثقافتنا وفي تعليمنا؟؟ولماذا فقد الإنسانُ في ثقافتنا وفي تعليمنا روحَ الدهشة والسؤال وأصبحت المعلومة المقدمة له لا تثير دهشته ولا تثير فيه اسئلة ونقاشا؟؟


      " قديكونمنالمفيدأيضالفتالانتباهإلىالأثرالكبيرالذييتركهالغيابشبهالكامللسلوكالدهشةفيثقافتنافقدتربىمعظمناعلىضرورةقمعدهشتهأمامالمختلفأوالشاذأوالاستثنائيأوالغريبأوالجديدأوغيرالمتوقع."

      " وبثقافةالدهشةوبالأسئلةالمختلفةترتبطبشكلعضويمسألةإنتاجالمعرفةفإنتاجالمعرفةليسولايمكنأنيكونقرارافوقيايؤخذ،فيشرعلهفيطبقباسمالقانون.................لايُعتبرإنتاجامعرفياإلاالمحصلةالمعرفيةالجديدةالمختلفةعنالمعارفالسابقة"
      نخلةوهبة/ رعبالسؤالوأزمةالفكرالتربوي
      "ورغممُضيالقرونفاندهشةالكشففيالمجتمعاتالأوربيةوامتدادهاالأمريكيلمتنطفئحتىالآنبلتحولتالدهشةإلىثقافةشعبيةوانغرستفياللاوعيالاجتماعيوأصبحتهيديدنالعقلالأوربيبشكلتلقائيفهودائمالاندهاشمستمرالتساؤلأمامحركةالكونوكنهالأشياءوطبيعةالإنسانوأوضاعالمجتمعمماأدىإلىالتوالدالمستمرللمعرفةوالتطورالدائمللتقنيات"
      إبراهيمالبليهي/ وأدمقوماتالإبداع

      " لكنالخطابالقرآنييركزأكثرعلىإثارةالتساؤلاتداخلالنفسالإنسانية. انتهىوقتالخطابالدينيالذييقدمالطعامبالملعقةلرعاياهالمتثائبين.... هاهوالدينُالجديدُيطلبمنهمأنيستعملواأيديهم،عقولهم،أنفسهم.. يطلبُمنهمأنيتشكلوامنجديدبملءإرادتهمويبدأ (سيمفونية) العملتلكبالحركةالأولى: السؤال."
      أحمدخيريالعمري / كتاب" البوصلةالقرآنية"/ دارالفكر/ دمشق


      3- إنتاج المعرفة والسؤال:



      ومفهوم انتاج المعرفة في حقل المعرفة كما يرى نخله وهبه يختلف عنه في الصناعة ففي الحقل المعرفي لا يعتبر انتاجا نعرفيا إلا المحصلة المعرفية الجديدة المختلفة عن السابق.والذي يساعد على انتاج المعرفة السؤال وتحويله إلى مشروع بحث علمي؟



      كيف تعلم الصغير؟ بالسؤال.




      " فواقع الأمر أن معظم تكويننا الأكاديمي (إن لم نقل مجمله) قائم على تمجيد الإجابة الصحيحة وعلى قمع السؤال المحرج المفجر للمجهول أو لغير المتوقع"
    • .
      [B]2- ثقافة الدهشة والسؤال:

      أين الدهشة والسؤال في ثقافتنا وفي تعليمنا؟؟ولماذا فقد الإنسانُ في ثقافتنا وفي تعليمنا روحَ الدهشة والسؤال وأصبحت المعلومة المقدمة له لا تثير دهشته ولا تثير فيه اسئلة ونقاشا؟؟

      " قد يكون من المفيد أيضا لفت الانتباه إلى الأثر الكبير الذي يتركه الغياب شبه الكامل لسلوك الدهشة في ثقافتنا فقد تربى معظمنا على ضرورة قمع دهشته أمام المختلف أو الشاذ أو الاستثنائي أو الغريب أو الجديد أو غير المتوقع."

      " وبثقافة الدهشة وبالأسئلة المختلفة ترتبط بشكل عضوي مسألة إنتاج المعرفة فإنتاج المعرفة ليس ولا يمكن أن يكون قرارا فوقيا يؤخذ ، فيشرع له فيطبق باسم القانون.................لا يُعتبر إنتاجا معرفيا إلا المحصلة المعرفية الجديدة المختلفة عن المعارف السابقة"
      نخلة وهبة/ رعب السؤال وأزمة الفكر التربوي
      "ورغم مُضي القرون فان دهشة الكشف في المجتمعات الأوربية وامتدادها الأمريكي لم تنطفئ حتى الآن بل تحولت الدهشة إلى ثقافة شعبية وانغرست في اللاوعي الاجتماعي وأصبحت هي ديدن العقل الأوربي بشكل تلقائي فهو دائم الاندهاش مستمر التساؤل أمام حركة الكون وكنه الأشياء وطبيعة الإنسان وأوضاع المجتمع مما أدى إلى التوالد المستمر للمعرفة والتطور الدائم للتقنيات"
      إبراهيم البليهي/ وأد مقومات الإبداع

      " لكن الخطاب القرآني يركز أكثر على إثارة التساؤلات داخل النفس الإنسانية. انتهى وقت الخطاب الديني الذي يقدم الطعام بالملعقة لرعاياه المتثائبين.... ها هو الدينُ الجديدُ يطلب منهم أن يستعملوا أيديهم ، عقولهم ، أنفسهم.. يطلبُ منهم أن يتشكلوا من جديد بملء إرادتهم ويبدأ (سيمفونية) العمل تلك بالحركة الأولى: السؤال."
      أحمد خيري العمري / كتاب" البوصلة القرآنية"/ دار الفكر/ دمشق

      3- إنتاج المعرفة والسؤال:

      ومفهوم انتاج المعرفة في حقل المعرفة كما يرى نخله وهبه يختلف عنه في الصناعة ففي الحقل المعرفي لا يعتبر انتاجا نعرفيا إلا المحصلة المعرفية الجديدة المختلفة عن السابق.والذي يساعد على انتاج المعرفة السؤال وتحويله إلى مشروع بحث علمي؟

      كيف تعلم الصغير؟ بالسؤال.


      " فواقع الأمر أن معظم تكويننا الأكاديمي (إن لم نقل مجمله) قائم على تمجيد الإجابة الصحيحة وعلى قمع السؤال المحرج المفجر للمجهول أو لغير المتوقع"




      [/B]
    • 28

      2- ثقافة الدهشة والسؤال:

      أين الدهشة والسؤال في ثقافتنا وفي تعليمنا؟؟ولماذا فقد الإنسانُ في ثقافتنا وفي تعليمنا روحَ الدهشة والسؤال وأصبحت المعلومة المقدمة له لا تثير دهشته ولا تثير فيه اسئلة ونقاشا؟؟


      3- إنتاج المعرفة والسؤال:

      ومفهوم انتاج المعرفة في حقل المعرفة كما يرى نخله وهبه يختلف عنه في الصناعة ففي الحقل المعرفي لا يعتبر انتاجا نعرفيا إلا المحصلة المعرفية الجديدة المختلفة عن السابق.والذي يساعد على انتاج المعرفة السؤال وتحويله إلى مشروع بحث علمي؟
    • 29

      لا زلنا في موضوع انتاج المعرفة والسؤال أو أثر السؤال في انتاج المعرفة وتوسيع السقف المعرفي ونقل المعرفة إلى مواقع جديدة والخروج من أسر الأطر الذهنية التي ما عادت تنتج معرفة تتعامل مع المتغيرات المختلفة. ويذكر المؤلفُ أن الإنسان العربي يخشى الفراغ المعرفي أي يخشى طرح سؤال يعتقد مُسبقا أن لا جواب له لأنه لم يألف البحث والاكتشافَ والتأملَ والتفكير واختبار الفرضيات ولم يتعلم ليفهم أصلا بل ليحفظ فقط ويرى المؤلف أن هذا هو الذي يفسر تعلق العربي بالغيبيات إلا أنني أرى أن العبارة الأصح هي تعلقه الزائد بالغيبيات وهنا أميل إلى قول الأستاذ عبد الحميد أبو سليمان الذي انتبه الى موضوع التوسع في طلب النص -ومنه النص المتعلق بالغيبيات بكل تأكيد- وان هذا سيكون على حساب"المعرفة الانسانية التي خبا حظ العناية العلمية والبحثية فيها" وفي موضع آخر "لقد عجزت تلك المعرفة النقلية عن ادراك موضع هداية الوحي والارشاد الالهي الخاصة بالطبائع والسنن ومواصلة توسيع السقف المعرفي والحضاري الانساني على مر الزمن"وإلى قول محمد الغزالي في كتابه"كيف نتعامل مع القرآن": "والسببُ الثاني في تخلف المسلمين – وهذا قد يكون مسيئا لبعضهم- انشغال المسلمين أكثر من المطلوب بالمرويات .... ما صحّ من السنن يمكن ان يكونَ عدة آلاف. لكن السنن التي انشغل المسلمون بها ولا يزالون عدة مئات من الألوف ..هذا جمّد العقلَ المسلم وجعله عقلَ نقول ومرويات أكثر من عقل بحث في الكون...سيدنا عمر رضي الله عنه منع الاشتغال بغير القرآن لكن عُصي أمرُ عمر.....ولو انشغل المسلمون بالمتواتر والصحيح فقط لكان الأمر هينا....لكن المشكلة كثرت إلى حد بعيد ،والمساحة العقلية للبشر محدودة فإذا أخذت المساحة هذه المرويات فما بقي للعقل مساحات أخرى يفكر فيها"
      وقول الأستاذ العقاد في الفلسفة القرآنية:" وفضيلة الاسلام الكبرى انه يفتح للمسلمين ابواب المعرفة ويحثهم على ولوجها والتقدم فيها وقبول كل مستحدث من العلوم على تقدم الزمن وتجدد ادوات الكشف ووسائل التعليم وليست فضيلته الكبرى انه يُقعدهم عن الطلب وينهاهم عن التوسع في البحث والنظر لانهم يعتقدون انهم حاصلون على جميع العلوم" وقول الأستاذ محمد المبارك وهو يتحدث عن العلوم الاجتماعية في كتابه بين الثقافتين الغربية والاسلامية :"في القرآن والحديث إشارات لعوامل التغيير وليس ذلك على سبيل الحصر ولا على طريقة البحث العلمي لأن ذلك متروك لتفكير البشر واجتهادهم. فالقرآن كتاب هداية لجمهرة الناس وليس مقصورا على الخاصة وهدفه هدايتهم وإرشادهم ودلالتهم. ولذلك يكفي أن يشير القرآن ويدل على أن الظلم والبطر والترف تسبب هلاك الأمم لتحصيل العبرة والفائدة العملية. ولكن على العالم الباحث أن يفتش فيما وراء كلمة الظلم من أنواع كالظلم السياسي والاستبداد والاستعلاء والظلم الاقتصادي والمالي....."ولا شك أن التوسع في الغيبيات ليس منهج القرآن الكريم ولكننا اتخذناه مهجورا.






    • 30

      يتحدث نخله وهبه في الفصل الثاني عن أدوات استفهام معطلة وقبل الدخول في هذا الموضوع يذكر جملة بل جملا رائعة مثل:"فالمشكلة الكبرى ليست في شح استخدام الأسئلة فقط، بل أيضا وأساسا في الحملة المنظمة لتسطيح الجواب وتحييد أثره عندما يستحيل تجنبه" ويقول " فحلّ في الأذهان مفهومُ النجاح للجميع بدل التعلم للجميع وبما أن النجاح ينبغي أن يستند، شكليا على الأقل، على علامات شرعية فقد عمدت الأنظمة التعليمية إلى تعهير الأسئلة بعد تفتيتها من أجل ضمان علامات ظاهرية لجميع الطلبة....."( يقصد بتعهير الأسئلة كما ذكر في الهامش:استبدال الأسئلة التي تتطلب مهارات عقلية عليا بأسئلة الاختيار من متعدد وملء الفراغات الخ التي لا تحتاج إلا إلى حفظ)

      ثم يبدأ بعلامات الاستفهام:

      1-مَن(من ذا ، من هو /هي)

      وهو سؤال يبحث عن هُوية(نعم بضم الهاء) الفاعل شخصا أو مؤسسة الخ، يقول: " والمعروف أن الثقافة العربية لا تشجع على استخدام الأسماء إلا في مقامات المديح والإطراء وتعدد المآثر(أقول:ما يسميه البعضُ التفكير المنقبي أي الحديث المسهب عن مناقب فلان وعلان من المعاصرين والسابقين) ولا تتسامح في تعيين مسؤولية الأشخاص خاصة إذا كان الفعل الذي نبحث عن فاعله يحمل صيغة سلبية فكشف الاسم تعني المواجهة وتحمل التبعات(الإيجابية والسلبية) بشكل فردي وهذا ما لا تشجعه الثقافة العربية فالشخص العربي يُجيّر نجاحاته الفردية إلى السلطة العليا مقابل أن يُسمح له بإرجاع إخفاقاته إلى بيوقراطية المؤسسة"


      فخطورة "من" تكمن في أنها تطلب تعيين الفاعل بالاسم وهذا يحمله المسؤولية وقد نجحت ثقافتنا في التملص من الإجابة على هذا السؤال بتحميل آخرين المسؤولية ففي الماضي ابن سبأ المسؤول عن الفتنة كلها بين الصحابة وهناك من ألف كتبا في تحميل أهل الكتاب كل ما أصابنا عبر التاريخ ثم وجدنا شماعة الاستعمار والآن اليهود وبروتوكولاتهم(والأستاذ المسيري رحمه الله له رأي في موضوع البروتوكولات) والولايات المتحدة، وأحيانا نحمل السماء المسؤولية( والغريب أن القرآن الذي حكى قصة غواية إبليس لآدم وحواء معا لم يحك أن آدم وحواء حَمّلا إبليسَ المسؤولية!!!!!!!!!!!) وأقسم لكم بالذي خلقني أني عملت في التعليم مُدرَسا لمدة 20 عاما ولم أسمع معلما واحدا يتحمل مسؤولية إخفاق طلابه مثلا أو على الأقل يُبحث في" من" المسؤول عن هذا؟


      31
      ولكن ما الذي يجعل السؤال الذي يبدأ ب"لماذا" و"كيف" من أخطر الأسئلة وفق ما يراه المؤلف؟

      السؤال الذي يبدأ ب"لماذا" كما يقول المؤلف:" يستبعد أثر الصدفة في سيرورة الأحداث من ناحية أولى والإقرار بأن ما حدث قد جاء نتيجة وعي بالمقدمات والظروف والنتائج"

      وهذه الأداة ترعب السائل والمسؤول . ترعب السائل" لأنها يصعب ضمان طبيعة النهايات التي تنفذ إليها عمليات الحفر في ذاكرة المسؤول أو الظاهرة المدروسة" وهذا ما يسبب التنافر بين مدارسنا وتربيتنا وثقافتنا وبين السؤال والتفكير لأن السؤال، والسؤال ب"لماذا"، قد يتجاوز محطات محمية ومنطلقات يظن السائلُ والمسؤولُ أنها مسلمات يقف عندها العقلُ مسلما أو يقف عند أطر معينة لا يناقشها باعتبار أنها الإطار الذي ينبغي أن نقف عنده ونرى الأمور من خلاله ولو وصل السؤال إلى "لماذا هذا الإطار ؟" تزلزلت بنى معرفية كاملة وحدث اختراق لنموذج تفسيري تربت عليه أجيال وآذن بولادة نموذج تفسيري جديد أو على الأقل أحدث فراغا معرفيا لا تتحمله ثقافات كثيرة وعقول لم تألف هذا الفراغ ولا تعرف كيف تتعامل معه.

      أما المسؤول فإن "لماذا" تزلزل وتكشف الدوافع الحقيقية التي قادته إلى ما فعل مثلا.

      وأما "كيف" فرعبها يأتي من موقف المجتمعات العربية من الشفافية كما يقرر المؤلف وطرح سؤال يبدأ ب"كيف" بعد تحديد المسؤول بسؤال"من"، يؤدي إلى ان "يكشف هذا الشخص تاريخية حصول الفعل ومسار تشكله"

      فنتيجة معينة، لها مقدمات وأسباب أدت إليها ولم تحدث بلا هذه الأسباب بكل تأكيد، والسؤال "كيف" يكشف عن الأسباب الحقيقية أو يحاول الوصول إليها وهذا يعارض مبدا التعتيم الذي تعيشه ثقافتنا العربية أو مبدأ الأجوبة الجاهزة .

      وهنا ياتي دور المعلم في الدرس الذي يقدمه والأسئلة التي يطرحها والأسئلة التي يطرحها الطالب في قضايا مختلفة ولماذا يقدم المعلم إجابة معينة لا غيرها وكيف وصل إلى هذه الإجابة بل لماذا عليه أن يقدم إجابة جاهزة لكل سؤال ولماذا لا يكشف عن طريقة تفكيره والأطر التي من خلالها يرى الأمور؟ لهذا نجد أن البعض يذكر أن مستويات الفهم أربعة:

      1-المحتوى

      2-حل المشكلات

      3-المستوى الإدراكي

      4-مستوى السؤال والمساءلة


      وأشرح هذا في اللقاء القادم بإذن المولى عز وجل



      32
      أجلت الحديث عن المستويات الأربعة إلى وقتها المناسب قريبا بإذن الله الواحد الأحد.

      نرجع إلى "رعب السؤال" والحديث عن المنهج وأعجبتني عدة نقاط تحت "في المفهوم : اين هو المنهج؟"

      يقول نخله وهبه:" ألا تمضي المدرسة وقتها في تسويق وهم المعرفة المفيدة في الوقت الذي تُرغم فيه المتعلمَ على تمضية وقته في محاولة تجميع أشلاء الصورة المطلوب تركيبها دون جدوى لأن هناك دوما بعض الأجزاء الناقصة غير الموجودة أصلا نظرا لحظر تداولها أو اقتصارها على حفنة من المحظوظين فقط؟"
      "هل القصد الفعلي من المناهج هو حقا تبيان ما يُفترض ان يتعلمه الطالبُ وكيف ينبغي ان يتعلمه ام الهدف الحقيقي منها هو أصلا حشد جهود المعلم والمدرسة والأهل والمجتمع لتشريع عمليات منع الطالب من تعلم كل ما يختلف عن المسموح به أو ما يخالفه؟"

      و"ثانيا: في تطوير المنهج" يقول:" أم أن التطوير الصحيح للمنهج يقضي باعتناق مقاربة نقدية في التعامل مع المعرفة المشاعية وإكساب المعلمين والطلبة مهارة الشك في المعلومة، أية معلومة كانت، والتساؤل حول نسبية صحتها وعن وظيفتها الفعلية وعن حدودها وظروف استخدامها وشروط فعاليتها وكذا عن درجة شفافية الرهانات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية التي تختبئ وراءها وعن النموذج الإدراكي الذي تتحدر منه والمدرسة الفكرية التي تنتمي إليها فضلا عن النظام السياسي الذي أفرزتها أو سمح بإنتاجها؟"


      وتحت ثالثا:

      طبناء المناهج" تأتي هذه الأسئلة المفصلية:

      "هل يعتقد واضعو المناهج أن العلم تصوير دقيق للواقع أو للحقيقة أم هم يؤمنون بأنه محاولة بناء ذهنية لهذا الواقع باتجاه هدف محدد؟"

      و" بعد تفجر المعرفة وانتشارها ، هل يبقى التحدي محصورا في امتلاك العلم أم أن هذا التحدي يصبح في أحد وجوهه كيفية إدارة الجهل؟هل المطلوب أن يعرف الفرد كل شيئ أو أن يعرف حدود معرفته الشخصية؟"

      وتحت" المنهج الفعلي"

      "ماذا ينفع أن تثق المدرسة بالمتعلم وتحترم متطلبات نموه ومطالبه وتقنع نفسها وتقنعه بأنها تعزز فرادته طالما أن المناهج في نهاية الأمر تمنع عنه ممارسة حق التساؤل والشك والنقد؟

      هل التعلم والتعليم مرهونان حقا بالمدرسة والمنهج والمعلم والكتاب أم أنهما(أي التعلم والتعليم) ثمرة مُناخ يسمح، او لا يسمح، بالتعلم ويدفع او لا يدفع اليه؟"


      هذه عبارات أحببت أن أنقلها وفيها أسئلة مرعبة لأنها تفتح آفاقا جدية وتخط مسارات مختلفة وتضع أطرا تختلف عما ألفناه في التعلم والتعليم القائمان كما كررت على التلقين والتحفيظ وإلغاء التفكير قصدا وقمع السؤال وتسخيف السائل والتهرب من الأسئلة الجادة(إلا السؤال الذي لا يحرك ساكنا ولا يفضح معلما ولا يكشف ضحالة ولا يغير مسارا وواقعا ولا يعيد النظر في معلومات ولا يهز أبنية معرفية وسلطات معرفية ولا يؤسس لشخصيات ناقدة مبدعة باحثة )


    • 33

      "وإذا كانت هذه هي متطلبات التفوق، هل بمقدور الطالب او حتى هل من مصلحته ان يغامر ويحاول التفكير في محيط مدرسي يمنحه علامات اكثر كلما نسي انه كائن مفكر" بهذا السؤال ختم نخله وهبه فصلا عنوانه" لماذا يتنامي التنافر بين المدرسة والتفكير؟" وكنت قد جئت بأقوال جمع من المهتمين بالشأن التعليمي والفكري لإنسان المنطقة وغيرها عنوانه"لماذا تخاف مدارسنا من التفكير؟" والحقيقة ان العنوان الأصح بإضافة "وثقافتنا" فمن أحب الرجوع إليه فليفعل.

      وفعلا ، من المتفوق في مدارسنا اليوم ومن المتفوقة؟؟؟ سؤال للقرّاء الأعزاء.

      ما المقصود بالتفكير؟ الحفظ؟ ترديد ما يقوله المعلم حرفيا؟ الإجابة على أسئلة المعلم المرتبطة بالمقرر الدراسي؟ حل مسائل الكتاب في البيت أو المدرسة؟؟ أهذا هو التفكير؟؟؟؟

      أم أنه التحليل والابداع والمقارنة والنقد والشك والسؤال والمساءلة والتفسير والاستنتاج والفهم والافتراض وانتاج المعرفة والبحث والاكتشاف والدهشة؟؟


      وما بيئة التفكير؟ أهي البيئة التي تسيطر عليها إجابة واحدة أم البيئة التي يكون الطالب فيها مستعدا للمجازقة من أجل أن يفهم؟؟؟؟؟

      أهي بيئة الخنوع والانصياع لما يُملى على الطالب أم بيئة الحوار والمناقشة الحرة وتحدي السلطة المعرفية؟؟؟

      ما الموقف من المتعلم في بيئة تنفر من- وتخاف- التفكير(بيت ، منتدى، مدرسة ، جامعة الخ)؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      تحدثت عن هذا من قبل وكما يقول المؤلف تقدم المدرسة له"معرفة ناجزة ونهائية وجاهزة ومعلبة" وعليه الاستهلاك كما استهلك معلمه من قبل ما قُدم له .

      هل للطالب أن يتخذ منها موقفا؟؟؟؟

      هل له أن يناقشها ويناقش من وضعها ومن علبها ومن جعلها خارج إطار الزمان والمكان والظروف التي صاحبتها والسياسة التي رسمتها ؟؟؟ الجواب معروف.


      كيف تُقدم المعلومة وبالتالي كيف يتم التقييم؟

      ما في الكتاب هو السقف المعرفي –زعموا- وسيتم التقييم وفقا لهذا السقف.


      وهنا موضوع خطير جدا- أراه- وهو سؤال طرحه المؤلف حول تقييم الطالب بالأسئلة الاختبارية آخر العام أو آخر الفصل الخ فتعطى للطالب أسئلة وعليه أن يجيب عليها فهل المطلوب منه الإجابة أم استرجاع كامل وحرفي للمعلومة؟؟؟؟

      وهل الاسترجاع الحرفي إجابة أم إستجابة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      يعني إيه؟؟؟؟؟

      الطالب يقوم بتفريغ المعلومات - كما يقول المؤلف- عند ظهور أول مثير كان قد تدرب على الاستجابة له اتوماتيكيا؟(أتذكرون تجربة بافلوف؟؟!!)

      فهل هي أسئلة تثير التفكير أم مثيرات لسلوك مشرّط مُسبقا؟؟؟؟؟ سؤال صخم جدا.

      وهنا سؤال وقد كثرت الأسئلة: ألا تلحظون أن هذه الاستجابات المرسومة مسبقا أصبحنا نقوم بها في حياتنا بصفة عامة وبدون تفكير وبالتالي كأن هناك من يطبق نظرية بافلوف علينا؟؟؟ . فكلابه يسيل لعابهم عندما يقدم لهم الطعام فربط موعد تقديم اطعام بجرس ثم أصبح كلما قرع الجرس سال اللعاب.

      ما متطلبات التفوق؟؟؟؟

      أن يجيب على الأسئلة أتوماتيكيا وحرفيا.

      "وإذا كانت هذه هي متطلبات التفوق، هل بمقدور الطالب او حتى هل من مصلحته ان يغامر ويحاول التفكير في محيط مدرسي يمنحه علامات اكثر كلما نسي انه كائن مفكر"


      34


      [B]أنتقل الآن إلى كتاب "العقل غير المدرسي"لمؤلفه هوارد جاردنر (ترجمه الأستاذ محمد بلال الجيوسي)

      ما الذي يتعلمه طفلُ قبل المدرسة وكيف ولماذا يواجه صعوبات في تعلم القراءة والكتابة في المؤسسة الرسمسة أو التعليم الرسمي المؤسسي اي المدرسة؟؟؟

      وما الذي يتعلمه الطفلُ قبل المدرسة؟

      يتعلم اللغة وقد يكتسب عدة لغات حسب البيئة التي يعيش فيها ويتعلم أمورا أخرى كثيرة حسب عمره وحسب البيئة التي يعيش فيها ايضا فقد يتقن الكمبيوتر ويتقن ركوب الدراجة واللعب ب(سوني) وتركيب أشكال مختلفة بالمكعبات والتعامل مع الكبار والصغار واستمالتهم إليه والقيام بأمور ومهارات مختلفة يلحظها الوالدان بل ويطرح أسئلة عن العالم العلوي والسفلي أو عالم الغيب والشهادة الخ وكل هذا يتم بلا تعليم رسمي بل يتم بلا وعد بمكافأة أو توعد بعقوبة!!! فلماذا يجد صعوبة في تعلم القراءة والكتابة في المعتقل أقصد المدرسة؟

      المدرسة تركز على الصعوبة التي يواجهها الطالب في تعلم أجندة المدرسة والتفوق فيها أو حتى النجاح وفق معاير المدرسة. فهل فشلت المدرسة؟ لماذا لم تنجح مؤسسة رسمية بكل الإمكانات في اكساب الطفل كفايات معينة ونجح الطفل في البيت في اكتساب كفايات أخرى بدون كل تلك الامكانات. هل لأن المدرسة تخاطب مستوى عقلي في الطفل غير الذي يعمل في البيت؟

      ويرى المؤلف انه حتى تلاميذ المدرسة الناجحة( بمعايير معينة ) ، الذين حصلوا على علامات عالية الخ،"لم يُظهروا على نحو متسق فهما ملائما للمواد والمفاهيم التي درسوها"

      أتذكرون حديثي عن مستويات الفهم: المحتوى وحل المشكلات والمستوى الإدراكي والسؤال؟؟؟

      1-مستوى المحتوى هو ما نقدمه للطالب من مادة علمية أو أدبية الخ فيقرؤها ويعرف معاني مصطلحاتها الخ(المادة الخام)


      2-المستوى الثاني هو مستوى حل المشكلات وهذه قضية مهمة جدا.هنا ينخرط الطالب في الموضوع الذي يُقدم له ويَقدم رأيه لحل مشكلة أو موازنة بين أمرين أو ترجيح لقضية أو تحليل أو تركيب أو تقييم أو بحث عن الأسباب أو وضع في سياق مختلف.


      3-المستوى الثالث هو المستوى الإدراكي بمعنى التفكير في التفكير نفسه فلماذا حل المشكلة بطريقة لا باخرى ولماذا فكر وفق إطار لا وفق إطار آخر ولماذا حلل الموضوع بهذه الطريقة وما المعايير التي استخدمها وكيف وصل إلى ما وصل إليه وما البدائل؟


      4-والمستوى الرابع مستوى طرح أسئلة أخرى وأمور يحار فيها وقد لا يجد لها جوابا لا هو ولا معلمه .وبعض الناس يخاف هذا الفراغ المعرفي كما ذكرته نقلا عن المؤلف من قبل. وهنا قد تبدأ رحلة البحث والتفكير والاكتشاف والسؤال والتنقيب للوصول إلى إجابات من المعلم والطالب.


      هذا هو الفهم.


      لماذا فشلت المدارس في الوصول بالطلاب إلى الفهم ؟

      "لقد اخفقنا في ان ندرك انه يوجد تقريبا في كل تلميذ عقل غيرُ مدرسي في الخامسة من عمره يجاهد للخروج والتعبير عن نفسه"

      من الذي منعه من الخروج والتعبير عن نفسه والفهم؟؟؟؟ المدرسة.




      35

      [B]

      مثال:

      1- مستوى المحتوى: يقرأ القصيدة وبشرح الكلمات ويتوقع أن يعرف الطلاب القصيدة أو يحفظونها..............


      2- مستوى حل المشكلات:يقدم الطالبات تفسيرات

      ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجا # وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد
      ما الذي يقوله العقاد هنا؟

      لماذا يولد صاحب العقل كل يوم؟

      فماذا عن:
      ذو العقل يشقى في النعيم بعقله؟؟؟؟
      وما الذي جعل المتنبي في رايك يقول هذا البيت؟ وما الإطار الذي ينطلق منه في رأيك؟


      3- المستوى الإدراكي:يقدم الطالبات أسباب تفسيراتهن
      لماذا أطلقت على المتنبي هذا الحكم وما الذي جعلك ترجحين قوله مثلا؟ وهل يمكن لصاحب العقل أن ينعم بعقله؟

      4- مستوى المسائلة:

      الطالبات يسألن اسئلة تدور في اذهانهن ولا يجدن لها إجابة وقد لا يجد المعلم لها إجابة وهذا بكل تأكيد أمر طبيعي جدا فلا حدود للمعرفة وما لا نجد له إجابة اليوم قد نجد له إجابة غدا وكما وضح المسيري رحمه الله( من مقال لفضل النقيب "صهيونية المسيري، دراسة في المنهج"مجلة وجهات نظر أغسطس 2008) أن المعلومات وحدها لا تكون معرفة وأن الحقائق وحدها لا تكون الحقيقة.



      [/B]




      [/B]






    • 36

      هذا ملخص لموضوع"الجامعات العربية تخرج من ذيل القوائم العالمية" نُشر في مجلة "المجلة" عدد 17-23 أغسطس 2008

      ملاحظة:ما بين قوسين هو تعليقي.

      1-معدل الانفاق السنوي على الطالب في البلاد العربية لا يتجاوز 350$ ويصل في الدول الغربية الى 7000$

      2-معظم جامعاتنا لا تزال تعتمد على التلقين والتحفيظ(مصيبة) دون اطلاق ملكات البحث والابتكار وهذا يشمل الماجستير والدكتوراه(مصيبة أعظم)

      3-التنمية الشاملة تتطلب توافر نسبة لا تقل عن 2.5% من العلميين والتقنيين ومعظم الدول العربية لا تحقق من هذا الرقم الا 0.5% أي 500 في كل مليون مقارنة ب3600 في الدول الغربية

      4-المقررات العلمية في المدارس والجامعات العربية تقل عن المستوى العالمي المطلوب بنسبة 50%

      5-في الوقت الذي نعاني فيه من أزمة غذاء فنسبة خريجي كليات الزراعة على مستوى الوطن العربي لا تتجاوز 3% سنويا

      6-ما تنفقه الدول العربية على البحث العلمي لا يزيد عن 0.5% من اجمالي الناتج القومي وفي الغرب 6%

      7-التحدي الاكبر هو تحويل النظام التعليمي من قائم على الحفظ وثقافة الذاكرة الى تعليم الطلاب كيفية الحصول على المعلومات والنتائج وتنمية القدرات العقلية للتعامل مع المستقبل المجهول وهذا يحتاج الى اطلاق طاقات الخيال والابداع والتحليل

      8-لا بد من فهم ان الانفاق على التعليم ليس استهلاكا بل هو استثمار في أهم عناصر الانتاج أي الانسان( وأنا لا اتفق مع هذه النظرة التي ترى الانسان وسيلة انتاج وان التعليم لا بد أن يعده لسوق العمل فقط ليكون عنصر انتاج في المجتمع واتفق مع من لا يحبذ استعمال كلمات السوق-استثمار-انتاج-الخ عند الحديث عن التعليم والطالب )
    • 37

      كتاب "كيف يخفق الأطفال" ألفه جون هالت (1927-1985)وهو مؤلف "كيف يتعلم الأطفال". وبعد المقدمتين هناك

      1-استراتيجية

      2-الخوف والإخفاق

      3-التعلم الحقيقي

      4-كيف يتخفق المدارس

      5-ملخص


      والجيد في الكتاب أن المؤلف بعد طباعة ملاحظاته بتواريخها في خمسينات وستينات القرن العشرين أضاف في الثمانينات تعليقات ومراجعات ووضع إشارة تبين ما أضافه في الثمانينات حتى يميز القارئ بين القديم من كلامه والجديد.والكتاب ملاحظات عن التعلم بعد متابعة من المؤلف لأطفال يتعلمون ويحاولون التعلم في أجواء مختلفة.

      "الذكاء أمر غامض"هكذا بدأ المؤلف ملاحظة 18 فبراير 1958 وتحدث عما يُقال عن استخدام الإنسان لجزء من طاقته الذهنية وأن البعض يولد أذكى من البعض ويذكر أنه لا يصعب عليك أن تصدق هذا إذا كان اتصالك واحتكاكك بالطلاب لا يتم إلا في الفصل أو غرفة التقييم النفسي أما إذا كنت من الذي يحتكون بالطلاب في مدارس صغيرة وفي أماكن مختلفة كالملاعب ومواقف مختلفة في حيواتهم الخاصة فستخرج بنتيجة ان البعض يكون في مواقف معينة أكثر ذكاءا من مواقف أخرى. ليه؟؟لماذا نرى التحليل والخيال والملاحظة من طالب في ظروف معينة ولا نرى ذلك من الطالب نفسه في الفصل؟لماذا؟ هذا سؤال مهم وستجد إجابات مختلفة كما ستجد حلولا مختلفة لدى بعض المعلمين.وسيحاول المؤلف الإجابة عليه.وستأتي الإجابة لاحقا.

      ويدخل المؤلف فصلا ابتدائيا ليلاحظ الطلاب وكيف يتعلمون وكيف يخفقون ولماذا فيسجل الملاحظة التالية:"لا يمكنك أن تعرف ما يفعله الطالب في الفصل بالنظر إليه فقط عندما تنادي إسمه(ليجيب على سؤال مثلا) لا بد أن تلاحظه لأوقات طويلة بدون أن يعلم"

      كما لاحظ المؤلف أن كثيرا من الطلاب كانوا في الفصل بقوالبهم لا بقلوبهم والذين كانوا يتابعون شرح المعلم قلة من الطلاب أما الكثرة فكانت بأحلام اليقظة في أماكن أخرى أو مشغولين بأمور لا علاقة لها بما يفعله المعلم ولا يلفت انتباههم ويعيدهم من أحلامهم إلا إذا وقعت مشكلة في الفصل أو سُخر من طالب لأن إجابته ليست صحيحة "واستمروا في أحلام اليقظة بغض النظر عن عدد المرات التي نبهوا فيها وأحرجوا ، لأن الفصل، بالرغم من محاولاتنا لأن نجعله آمنا ومشوقا ، كان مكانا مُملا، مُربكا وخطرا يهرب منه الطلابُ. وأحلام اليقظه هي الطريقة الوحيدة للهرب"



      38


      [B]تصور شخصا يدخل غابة في الليل حاملا كشافا قويا في يده وعندما يسلطه على حيوانات معينة فإنها تعي ذلك ولا تسلك المسلك الذي تسلكه بعيدا عن الضوء وفي الظلام وهو بهذا لي يستطيع التعرف على حياة الغبة بعيدا عن كشافه وفي الظلام.

      والطلاب كذلك يعون متى يسلط المعلم ضوءه عليهم أو على أحدهم فيسلكون مسلكا يريده هو لا المسلك الذي يسلكونه بعيدا عن انتباهه وبالتالي لن يعرفهم.

      والحل؟


      1-لا بد ان يعد المعلم مكانا-مساحة مادية وذهنية وعاطفية-يستطيع الطلاب ان يعيشوا فيه حياة مناسبة

      2-عليه ان يرى ما يفعله الطلاب في هذه المساحة ليعرف من هم. ومعرفتهم لا تكون بان يضيق هذه المساحة او بان يلغيها وى بالاستماع لما يقوله المعلمون الاخرون عن الطلاب ولا برؤية شهاداتهم الخ. يقول المؤلف:"إذا نظرنا للطلاب فقط لنرى إن كانوا يفعلون ما نطلبه منهم ام لا فالاحتمال الاكبر اننا لن نرى الأشياء المهمة والمشوقة فيهم" وعندما بدأ جون هالت بإعطاء الطلاب مساحة عاطفية وذهنية بدأ يتعلم منهم ويعرفهم ويتعرف على خبراتهم "كان عليهم ان يعلموني قبل ان ابدا بتعليمهم" ولذلك عندما عرف عن طالبة تجد صعوبة في القراءة انها تحب الخيول احضر لها قصة عن الخيول واحبت القصة وادى هذا الى تجاوز مشكلتها في القراءة "التي كانت غالبا الخوف من انها لا تستطيع القراءة والخجل الذي ستشعر به لو ثبت هذا" (وأرجو أن يقرأ هذا الكلام المهتمين بصعوبات التعلم)

      واعجبني تعريف المؤلف للمدرسة بأنها :"مكان يجعلونك تذهب إليه، و يطلبون منك فيه القيام بأشياء معينة، و يحاولون فيه أن يجعلوا حياتك شقية إذا لم تفعل ما يطلبوه منك أو لم تفعله بشكل صحيح" وعمل المدرسة الأساسي بالنسبة للأطفال –وهذا واضح- ليس التعلم بقدر ما هو انجاز المهمات المطلوبة منهم باقل جهد ممكن وبغير بهجة على الاطلاق وكل مهمة هي نهاية بحد ذاتها وعليهم التخلص منها بأي أسلوب ولو كان بالغش وبالتالي فالمدرسة مكان ملائم للمنتجين –كما سماهم-أي الذين يقدمون الإجابة الصحيحة بأي وسيلة ولكنها لا تصلح للمفكرين على الإطلاق.

      وتعلم المؤلف من تجربة مع طفلة كيف يستطيع الطلاب في المدرسة أن يجعلوا غيرهم يقوم بالمهمات المنوطة بهم.وهم ممتازون في هذه الاستراتيجيات. فيذكر أنه في يوم من الأيام بدأ بطرح أسئلة على طفلة لتجيب عليها وكان يظن أنه بعمله هذا يحثها على التفكير للإجابة إلا أنها كانت تواجه أسئلته بصمت فينتقل إلى سؤال أسهل وهكذا إلى ان انتبه لما تفعل(صادوه). لقد تعلمت الفتاة كيف تجعله يقوم بعملها.


      [/B]
    • 38

      تصور شخصا يدخل غابة في الليل حاملا كشافا قويا في يده وعندما يسلطه على حيوانات معينة فإنها تعي ذلك ولا تسلك المسلك الذي تسلكه بعيدا عن الضوء وفي الظلام وهو بهذا لي يستطيع التعرف على حياة الغبة بعيدا عن كشافه وفي الظلام.

      والطلاب كذلك يعون متى يسلط المعلم ضوءه عليهم أو على أحدهم فيسلكون مسلكا يريده هو لا المسلك الذي يسلكونه بعيدا عن انتباهه وبالتالي لن يعرفهم.

      والحل؟


      1-لا بد ان يعد المعلم مكانا-مساحة مادية وذهنية وعاطفية-يستطيع الطلاب ان يعيشوا فيه حياة مناسبة

      2-عليه ان يرى ما يفعله الطلاب في هذه المساحة ليعرف من هم. ومعرفتهم لا تكون بان يضيق هذه المساحة او بان يلغيها وى بالاستماع لما يقوله المعلمون الاخرون عن الطلاب ولا برؤية شهاداتهم الخ. يقول المؤلف:"إذا نظرنا للطلاب فقط لنرى إن كانوا يفعلون ما نطلبه منهم ام لا فالاحتمال الاكبر اننا لن نرى الأشياء المهمة والمشوقة فيهم" وعندما بدأ جون هالت بإعطاء الطلاب مساحة عاطفية وذهنية بدأ يتعلم منهم ويعرفهم ويتعرف على خبراتهم "كان عليهم ان يعلموني قبل ان ابدا بتعليمهم" ولذلك عندما عرف عن طالبة تجد صعوبة في القراءة انها تحب الخيول احضر لها قصة عن الخيول واحبت القصة وادى هذا الى تجاوز مشكلتها في القراءة "التي كانت غالبا الخوف من انها لا تستطيع القراءة والخجل الذي ستشعر به لو ثبت هذا" (وأرجو أن يقرأ هذا الكلام المهتمين بصعوبات التعلم)

      واعجبني تعريف المؤلف للمدرسة بأنها :"مكان يجعلونك تذهب إليه، و يطلبون منك فيه القيام بأشياء معينة، و يحاولون فيه أن يجعلوا حياتك شقية إذا لم تفعل ما يطلبوه منك أو لم تفعله بشكل صحيح" وعمل المدرسة الأساسي بالنسبة للأطفال –وهذا واضح- ليس التعلم بقدر ما هو انجاز المهمات المطلوبة منهم باقل جهد ممكن وبغير بهجة على الاطلاق وكل مهمة هي نهاية بحد ذاتها وعليهم التخلص منها بأي أسلوب ولو كان بالغش وبالتالي فالمدرسة مكان ملائم للمنتجين –كما سماهم-أي الذين يقدمون الإجابة الصحيحة بأي وسيلة ولكنها لا تصلح للمفكرين على الإطلاق.

      وتعلم المؤلف من تجربة مع طفلة كيف يستطيع الطلاب في المدرسة أن يجعلوا غيرهم يقوم بالمهمات المنوطة بهم.وهم ممتازون في هذه الاستراتيجيات. فيذكر أنه في يوم من الأيام بدأ بطرح أسئلة على طفلة لتجيب عليها وكان يظن أنه بعمله هذا يحثها على التفكير للإجابة إلا أنها كانت تواجه أسئلته بصمت فينتقل إلى سؤال أسهل وهكذا إلى ان انتبه لما تفعل(صادوه). لقد تعلمت الفتاة كيف تجعله يقوم بعملها.


      39
      أهي تقنيات التفكير؟ يعترف المؤلفُ جون هالت بأنه كان يظن بأن هذا هو الذي يميز المتفوقين عن "السيئين"، فالمتفوقون في المدرسة يستخدمون تقنيات في التفكير لا يستخدمها ولا يملكها" السيئون"، ثم تبين له كما يذكر أن الأمر ليس كذلك.الأمر هو ان" السيئين" كانوا يقومون بأشياء مختلفة وكانوا يرون المدرسة ومهمتهم فيها بشكل مختلف. فهي مكان خطر وعليهم لا التعلم، بل الهرب من هذا المكان الخطر بالنسبة لهم والخطورة قد لا تكون بدنية بل نفسية ومعنوية. ثم يذكر قصة أود أن يطلع عليه المهتمون بتصنيف الطلاب وفق مقاييس معينة والمهتمون بصعوبات التعلم . فقد كان المؤلف مع أعماله الأخرى مدرس قراءة خاص أي يهتم بمن يعاني من صعوبة في القراءة وأرسل إليه طفلٌ يبلغ السابعة من عمره كان يقاوم محاولات تعليمه القراءة. وكان المؤلف قد اقترح أن يستخدموا أداة تعطي لونا لكل صوت من أصوات اللغة الإنجليزية وفعلا بدأ ياستخدام هذه الوسيلة مع المقاوِم وتبين له أن الطفل يقرأ وقد قرأ عدة كلمات مثل :"قال"،" كال"،" جال" مثلا وعندما قدم له" سال" نطقها :" فال". ليه؟؟ (ما كنا كويسين) ما الذي جعله يخطئ وما الحل؟ ثم تبين للمؤلف بعد مدة ان الطفل لم يخطئ بل كان يغير الموقف من موقف يقوم فيه بمهمة يطلبها منه إلى موقف يستريح فيه ويزيح المعلمَ عن كاهله ويجعله في حَيرة من أمره. بمعنى آخر ، الكرة في ملعب المعلم الآن والذي يدير اللعبة هو الطفل وليس المعلم، ويود الطفل الآن ان يعرف ما الذي سيفعله المعلمُ عندما يخطئ. فغير المؤلفُ استراتيجيته وأصبح إذا أخطأ الطفلُ فقال "فال" بدلا من "سال" يسكت ولا ينظر إليه ولا يقوم بأي حركة مما يجعل الطفل يعيد النظر بلا ضغط وينطقها بشكل صحيح. فالطفل كما تبين يستطيع القراءة إلا أنه لا يريد القراءة.

      ويذكر المؤلف أنه كان من الأفضل له وللطفل لو أنهما قرءا بصوت مرتفع من كتاب يختاره الطفل بنفسه أو يختاره ويقرؤه وحده بصمت وبلا تعليق من المؤلف ولا شرح إلا إذا سأله الطفل.

      ويرى المؤلف أن هناك سؤالاً لا نسأله إلا نادرا وهو: ما الذي يفعله المعلمون ويرون أنه يحقق التعلم وما الذي لا يساعد على التعلم بل يعيق التعلم؟ وهذا السؤال المهم لا يسأله المعلمون أنفسهم إلا نادرا جدا والعجيب أن من المعلمين من يكرر اسلوبه في التعليم سنوات وسنوات ويرى نتيجة سلبية ومع ذلك لا يغير شيئا والسؤال هو لماذا نستغرب من عدم تعلم الطفل القراءة ومقاومته مثلا لذلك والمعلم يظل سنوات يحارب كل تغيير يمكن أن ينفعه وينفع طلابه. لماذا لا يستغرب المعلمُ عناده هو ومقاومته للتغيير والتعلم؟؟! لماذا يصر الواحد منا على تكرار ما يعيق التعلم والتعليم ؟

      لماذا –ثانية – نكرر أسلوبنا المعيق والجواب هو أننا نظن – كما يرى المؤلف-أننا نعتقد أن التدرسي يُنتج، لا محالة، تعلما من قبل الطالب فإذا لم يتعلم فالمشكلة فيه لا فينا. أي بما أن المعلم يدخل الفصل ويشرح الدرس بأسلوبه فلا بد أن هذا يؤدي إلى تعلم الطلاب وهذا لزوم ما لا يلزم بكل تأكيد.

      وختم المؤلف الفذ في رأيي الفصل بالحديث عن تفكيره في الطريقة التي يستطيع بها إدارة فصل يشعر به الطلابُ بالأمان ويستعيدون فيه ما كانوا يحسون به وهم صغار من تعطش للمعرفة . هذا هو عمل المعلم.


      40

      الخوف والإخفاق عنوان الفصل الثاني .

      والحديث هنا لا عن العنف البدني الذي يخافه الطلابُ بل عن العنف الروحي كما اسماه المؤلف وهو السخرية والتهكم الصادران من الطلاب تجاه آخرين ومن المعلم نفسِه تجاه طلابه بكلماته أو بنظراته أو بابتسامة صفراء تغني عن كلمات وكلمات ولا شك أن هذا يزرع الخوف في قلوب كثير من الطلاب ويمنعهم من المحاولة ، محاولة الإجابة على الأسئلة أو المشاركة في الفصل بل من طرح الأسئلة إذا لم يفهم شيئا. فالجو مرعب وخطر بالنسبة لهم نفسيا وهذا يؤدي إلى الإخفاق أو قد يؤدي إليه.

      ويذكر المؤلف أنه استلم فصلا الِف أن ينقل طلابُه للمعلم كل ما يفعله طلاب آخرون إلا أنهم مع هذا المعلم لم يجدوا آذانا صاغية فأوقفوا هذا المسلك . لقد أراد المعلم إعداد فصل آمن يطمئن إليه الطلاب ولا يحسون فيه بالخوف من معلمهم ومن سخريته وتهكمه وجو آمن كهذا هو الجو الذي يتيح للطلاب الحركة الحرة النفسية والذهنية والعاطفية بل والبدنية وبالتالي إزاحة ما يعيق التعلم وهو الخوف.

      إلا أنه كان لا بد من أداة تعين معلمنا الفاضل جون هالت على تهدئة الفصل أحيانا ليشرح ما عنده فخرج بطريقة تعينه على هذا وهي أنه كان إذا أراد الهدوء كتب أول حرف من "هدوء"،"هـ" على زاوية من زوايا السبورة وأحاط الحرف بخط من جميع الجوانب وتم الاتفاق مع الطلاب على أنه بوصول الخط المحيط بالحرف إلى طرف السبورة عليهم بالهدوء وهذا ما حدث بالفعل وبين لهم بجملة كتبها المقصود بهذا الحرف والقاعدة التي على الفصل اتباعها وأنه سيدع علامة أمام اسم كل طالب لا يلتزم بما تم الاتفاق عليه وعلى الطالب الذي وُضعت أمام اسمه علامة أن يكتب قاعدة الهدوء بعدد العلامات التي وُضعت أمام اسمه وبالتالي يُحرم ولوفترة وجيزة من النزول إلى الساحة في الفسحة.

      وهل يمكن أن يمرر بعضُ الطلاب الموضوع بلا اختبار واستفزاز؟ لا طبعا وهذا ما حدث من قبل البعض إذ واصلوا الكلام بصوت مرتفع بعد وصول الخط المحيط بالحرف إلى نهاية السبورة فبدأ المعلمُ بوضع علامات أمام أسمائهم ولكنهم لم يتوقفوا فادرك المعلم الموقف وتوقف عن الكتابة وبين لهم أن باستطاعتهم تدمير هذه القاعدة وان هذه القاعدة تعمل فقط لأنهم يرون أنها الأنسب وإذا رأوا بديلا فليتقدموا به أو سيلجأ المعلم إلى أساليب أخرى، فما كان من الطلاب إلا ان اختاروا هذه القاعدة ورأوا أنها الأنسب فوعدهم بالبداية من جديد ومسح العلامات التي سجلها.

      إن الطالب يحب أن يشعر بالانتماء ولن يشعر به إذا لم يشارك في قرارات الفصل وإذا لم تعط له خيارات وإذا لم يكن صوته مسموعا ويؤخذ به وإذا لم يشعر بأن الفصل فصله لا فصل المعلم فقط.

      يقول المؤلف:"إلا أن أفكار النظام في مدارس كثيرة هي أن النظام يجب أن يقوم على التخويف والتهديد والعقوبة .وهؤلاء يفضلون قواعد للنظام مبنية على الخوف ولا تعمل على قواعد قائمة على تعاون الطلاب وتعمل"
    • هل الكبار هم الذين فرضوا فكرتي النجاح والإخفاق على الأطفال؟

      هذا ما يرجحه المؤلف فالطفل عندما يبدأ المشي ويسقط ويقوم أو طفل السن السابع عندما يحاول تعلم ركوب الدراجة ويسقط لا يقول كلما سقط"لقد أخفقت ثانية" بل لعله يقول"حاول ثانية "( لا توجد في قاموسه هذه الكلمات ولعلها ليست موجودة كمعنى ). وعندما يمشي الطفل ويركب الآخرُ الدراجة بشكل جيد بالنسبة له فإنه يقول :"انا الآن أمشي. أنا الان أقود الدراجة"، فالبهجة في العملية نفسها وليست في فكرة النجاح. وظني بل يقيني أن ثقافة النجاح والإخفاق المنتشرة في المدارس والبيوت هي السبب في حرمان الطفل من البهجة ،بهجة المحاولة بدون تصنيفها تحت نجاح ورسوب أو إخفاق، ولهذا أحرص أنا في بيتي مع ابنتي الصغيرة سامية على أن أمنع الآخرين الكبار من فرض النجاح والإخفاق عليها(حلو عن سماها) وتركها تستمتع باللعب بالطريقة التي تختارها فلا أحب سلبها روح البهجة والمرح التي سيتم سلبها إياها إبان المدرسة مع ""الخبراء"".

      يقول المؤلف:"ان الاطفال الذين يبدأون القيام بشيء ما كابنتي ذات الخمس سنوات التي بدأت تتعلم عزفَ الكمان، لا تفكر بلغة النجاح او الاخفاق بل الجهد والمغامرة. ولا يظهر الخط الفاصل بين النجاح والاخفاق الا اذا اصبح ارضاء الكبار مهما."

      ونقطة مهمة هنا وهي لماذا "يخفق" الأطفال أحيانا ؟وخاصة في المدارس؟

      هنا تجربة جديرة بالانتباه:

      ماذا فعلته معلمة الرياضيات لتوفير الجو الآمن في الفصل للطلاب والطالبات؟

      وضعت الكثير من أوراق الأنشطة وكل ورقة تتعامل مع مسألة رياضية.ووضعت الكثير من النسخ لهذه الأوراق في درجها ونموذج لكل مسالة في كتالوج على مكتبها وعلى الطالبة أن تختار ما يناسبها من أوراق ومسائل.ولم تقم الطالبات بكل هذا طمعا في الحصول على درجات أو لإرضاء المعلمة بل كان عملهن الخاص.


      يرى المؤلف أنه لا بد من وضع حد للتوتر الذي يصيب الأطفال بسببنا.وإذا لم نفعل ، فسيضعون الحدود هم بعدم الانتباه وقول:"لا أفهم".

      "ولهذا فإن اشخاصا مثل" جاتجنو" الذي يقوم بجولات لتقديم دروس رياضيات كنماذج، يحصل على نتائج ممتازة. فالأطفال يعرفون بأن هذه ليست مدرسة حقيقية وأن هذا الغريب ليس معلما وأنهم إذا أخطأوا فلن يتضرروا. وفي الأحوال كلها سينتهي كل شيء ويغادرهم جاتجنو.وبالتحرر من القلق ، يستخدمون أدمغتهم.."



    • ألا يوجد مكان في العالم لا يشعر فيه المخطئ بالعار؟أهي ثقافة تعيشها كل المجتمعات؟ هي ثقافة المدرسة بلا شك فأول درس يتعلمه الطفل هناك هو الخجل من أخطائه فواحد+ واحد=2 وليس 3 و 2×3=6 وليس 7 وفلان مات عام 376هـ وليس 377 هـ .(خيبة)

      ثم ما قصة المدح الذي يكيله المعلمُ- والأبُ والأم- للطفل؟ يرى المؤلفُ أنّ نظرة الطفل لنفسه على المحك عندما تطلب منه القيام بعملٍ ما مشفوعا بقولك:"وأنت طفل عاقل وذكي الخ فيمكنك القيام بهذا العمل" فماذا لو أنه لم يقم به؟؟؟ أيعني هذا أنه ليس ذكيا؟؟ما الرسالة هنا التي سيتلقاها؟

      (وكثير من الناس يرى أن التشجيع ينحصر في الثناء والمدح بعد أو قبل العمل الجيد وقد وجدت معلمين كثر يوقعون على دفاتر الطلاب بعبارات مبالغ فيها وقد يكون الطالب قد غش الواجب أو العمل الذي كُلف به(ومن الأمور التي كنت استاء منها ما يُسمى بـ "الوسيلة التوضيحية!" فالمعلم يطلب من الطالب وسيلة وهو يعلم أن الطالب سيطلب من خطاط القيام بها ويفعل هذا الطالبُ ويكتب اسفلها: عمل الطالب: فلان وإشراف المعلم: فلان، ولا الطالب أعدها بل اشتراها ولم يشرف المعلمُ على شيئ ثم يعطيه علامة بل تطلب ابنتي مني مالا لتزيين الفصل لتأخذ علامة مشاركة من المعلمة "الفاضلة" فأي خيبة نعلم هؤلاء الطلاب والأطفال؟؟)

      هل يحتاج الأطفال لكل هذا الكذب أقصد المدح والثناء ؟ إذا أدى الطالب عملا هل يحتاج لأن نخبره بأنه أدى عملا جيدا؟ هو يعرف ذلك كما يقول المؤلف.ألسنا بهذا المديح نمدح أنفسنا ونسرق بهجته ونجعله مستقبلا يعتمد على ما سنقوله له(شاهدت طلابا ينقلون من زملائهم الأجوبة حرفيا ويذهبون إلى المعلم ليصححها فيثني عليهم فينتشون بهذا الثناء وهم- ولعله هو كذلك- يعلمون أنه غشوا الإجابات فأي رسائل نرسل هنا ثم نحدثهم عن الصدق والأمانة )


      ما الذي نفعله كمعلمين؟( وكنت أنا معلم لغة إنجليزية. وليتني تعلمت الكثير مما أعرفه اليوم. وأرى أنها-أي تدريس الإنجليزية بالشكل الحالي- مضيعة للوقت والجهد والمال فإما أن يبدأوا" إكسابها الطلاب" من الصغر وإما أن يتجهوا للتعريب ويلغوا الإنجليزية من المدارس . وقد رأيت بنفسي طفلة في الرابعة من عمرها تتحدث الإنجليزية والعربية والأوردو بلا معلمات ولا كتب ولا مدح ولا توبيخ وهناك تجارب أخرى تبين أن ما يحدث من تعليم اللغة في مدارسنا لا فائدة منه ولكن كما قال اينشتاين ما معناه أنّ المجنون هو الذي يكرر العمل نفسه ويتوقع نتائج مختلفة)

      ما الذي نفعله كمعلمين؟؟؟

      للحديث بقية

      ما الذي نفعله كمعلمين؟؟؟طبعا المعلمون ليسوا مسؤولين وحدهم ، هي ثقافة نعيشها.

      ما العالم الذي قدمناه لأطفالنا في المدرسة المهترئة؟عالم بلا معنى مجزأ (لقيمات) وبعيد بعيد عن تجارب الطلاب وخبراتهم الحياتية فالمدرسة معزولة عن الواقع الخارجي ولو أراد الطالب أن يحضر واقعه معه فالويل والثبور وعظائم الأمور.

      كما أننا علمناهم ألا يثقوا بأنفسهم (وَسِيبَك من المواعظ التي يسردها المعلمون على الطلاب من أهمية الثقة بالنفس لأن أول اختبار من قبل الطلاب لمعلمهم يفضح الموضوع كما فضح الموتُ الدنيا فلم يبق لذي لب فرحا كما قال أحد الوعاظ) فلا عجب إذن أن يستخدم الطلاب استراتيجياتهم ومعرفتهم لقواعد اللعبة المدرسية وقواعد إرضاء المعلم "من أجل البقاء" وإمضاء اليوم الدراسي بأمان وسلام.

      كم إشارة تصدر من المعلم بلسان الحال والمقال ولغة العيون والوجه والبدن وكل اللغات بأن الطالب عليه أن ينتبه ويحذر" وليس هكذا بل هكذا" و"لأ" و"احرص" و"ركز" و"كم مرة فهمتك يا بجم" الخ ؟ ما الذي يحدث ؟ يصبح بجما ويخطئ فيأتي من "الخبير" التأنيب"مو قلتلك؟"

      راقني ما ذكره المعلم المؤلف هالت. ذكر أنه قام بزيارة لملعب في لندن(بالمناسبة عشت قبل 40 سنة في أرامكو لأن والدي كان يعمل هناك رحمه الله وأموات المسلمين وكان المجمع صغيرا في تلك الأيام وكان الملعب الخاص بنا كبيرا ولا يوجد مثله إلى الآن عام 2008 في جدة بل المدرسة التي درست فيها التمهيدي والصف الأول قبل 42 سنة هناك لا توجد مثلها اليوم في جدة وأتحدث عن الحكومي) المهم ذهب إلى ملعب في لندن مليئا بالأشجار للتسلق والحبال للتعلق وبأمور أخرى "خطرة" وسأل المؤلفُ المسؤولين عن أعداد الإصابات بين الأطفال ليفاجئ بأنها صفر. عجبي. ليه؟؟سؤال مهم. ليه؟واستعدوا للإجابة المحيرة:"لم تحدث إصابات منذ أن طلبنا من الكبار عدم دخول الملعب" (طبعا مع توفير أسباب السلامة)

      والمشكلة أن هذه التحذيرات والتنبيهات والقلق الخ يحرم الأبَ والأم والمعلمة من الاستمتاع بلعب الطفل ويحرم الطفل من الاستمتاع ويعيش الكل في جو من التوتر.(وهذا هناك فما بالكم بمدن بكاملها لا توجد فيها ملاعب لائقة للأطفال ولا مدارس لائقة بآدميتهم وخاصة عند الصرفة ولا حدائق مجهزة باسباب السلامة ولا أرصفة يسير الطفل عليه آمنا مطمئنا الخ فماذا سيحدث؟)


    • مهلا ..مهلا خالد عاشور. أتوافق على ما قاله جون هالت من أن المتخلف عقليا لا يولد هكذا بل نصنعه نحن؟ سؤال مهم .والجواب هو يصعب عليّ أن أوافقه على هذا وإن كنت أرى أن المتخلف عقليا يمكن أن نخفف من تخلفه ويمكن أن نزيد من هذا التخلف. بل الانسان الطبيعي – وقد نختلف في من هو الطبيعي- قد يصاب بإعاقات كثيرة في بعض الثقافات التي تركز على نقاط ضعفه وتهمل نقاط قوته ولا تتيح له مساحات حرة للتعبير عن نفسه بشتى الطرق بل لا يسمعه أحد ولا يهتم به ولا تصمم المدن مراعاة لمثل هؤلاء- بل لا تصمم المدن للطبيعيين من الناس. بل ولا تعمل على تنمية نقاط ضعقه وتطويرها وتحيطه بسياج من الخوف والاحباط والارتباك وترسله إلى مدرسة تزيد من قلقه وخوفه .

      واسمحوا لي الان بذكر نقطة مهمة في موضوع اختبار قياس الذكاء الذي لا أؤمن به على الإطلاق والذي يرى المؤلفُ أنه لا يقيس معدل تعلمنا أبدا، بل يقيس معدل تعلمنا أمورا معينة فقط يقوم بها الطلاب في المدارس أحيانا. وتقوم هذه الاختبارات بقياس قدرتنا على حل أحاج معينة ومحدودة وفي وقت محدد."وهي لا تقيس ولا يمكنها أن تقيس ما رآه "وايت هد" أهم سمة للذكاء وهي القدرة على طرح أسئلة جيدة، ومعرفة أي الأسئلة تستحق أن تُطرح"( واذكر أن ابني عندما كان في الصف السادس ابتدائي سالني سؤالا ما أحب أن لي به حمر النعم فقد كان يقرأ درسا في التاريخ والتفت إليّ سائلا: كيف أعرف أن المكتوب أمامي قد وقع في الماضي كما يُقدم لي؟ رائع أبا خليل)هل يستطيع اختبار قياس الذكاء أن يقيس هذا الاستعداد لطرح الأسئلة ؟ وكيف أصلا يقيسها ونحن جردنا الطالب من كل محاولة لطرح سؤال مفتوح يفتح أبواب المجهول ويروض خيله الجامحة ويقلل من نسبة الخوف من الأمور التي لا نعرفها ونتهيب الاقتراب من مواقعها) كما أن هذه المقاييس المزعومة لا تقيس القدرة على استلام نشاط معين أو مهمة معينة والتفكير فيها والوصول إلى حل لها بعد مدة قد تكون طويلة.(يا ما في المدارس لا في السجون فقط مظاليم)كما أن هذه المقاييس بالإضافة إلى انحيازها لثقافات معينة-ولعل هذا الانحياز خف الآن أو زال- تقيس جزءا ضيقا جدا من طيف الانسان- ولا أقول الطالب لإن الطالب مرتبط بالمدرسة ومقرراتها السمجة وتم اختزاله في ما يقوم به في المدرسة ، والانسان أوسع وأخصب وأعمق ومرتبط بالحياة بكل أشكالها وألوانها- وقدراته الذهنية (وهذه تؤثر فيها أمور كثيرة جدا لا يستطيع مقياسُ الذكاء المزعوم أن يقيسها) وقد ذكرت في مقالات أخرى قصصا تبين أن الذكاء الإنساني لا يُقاس إلا إذا كان تعريف الذكاء هو الدرجة التي يأخذها الطفل أو الطالب من ذلك الاختبار وهذا تعريف ضيق جدا للذكاء . وبمناسبة الانحياز أذكر نكتة أو لعلها حقيقة فقد أعطي اختبار مدن في قياس الذكاء لأطفال قرية وكان السؤال: ما الذي تفعله لو رأيت نارا تنبعث من بيت جارك؟ فأجاب الأطفال: نذهب إليه مهنئين بسلامة الوصول لأن الدخان يعني أن هناك طبخا أو نذهب لنتذوق الطعام الخ وقد يجيب أحدهم وهو من محبي العندليب الأسمر فيقول بأن هذه نار الحب ينبعث دخانها من قلب المحب "نار يا حبيبي نار وحبك نار مش عايز أطفيها" . فكان الجواب الذي يقول بالذهاب والتهنئة خطأ . ليه؟لأن الجواب "الصحيح" هو استدعاء الدفاع المدني .