بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم احببت ان اعود بكم الي الماضي الواعد
خطابات صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم
اولا :
من البيان التاريخي الأول لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى الشعب يوم تسلمه زمام الحكم 23 يوليو 1970م
بسم الله الرحمن الرحيم
إني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن ابدأ بأسرع ما يمكن أن اجعل الحكومة عصرية وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها.
ايها الشعب..
سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل افضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.
كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وَانٍ عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي، أني متخذ الخطوات القانونية لتلقي الاعتراف من الدول الخارجية الصديقة أني أتطلع إلى التأييد العاجل والتعاون الودي مع جيراننا وان يَكُون مفعوله لزمن طويل والتشاور فيما بيننا لمستقبل منطقتنا.
إني استحثكم الاستمرار في معيشتكم المعتادة وَأَنِّي سأصل إلى مسقط خلال الأيام القليلة القادمة وهدفي الرئيسي ما سأخبركم به.
شعبي.. إني وَحُكُومَتِي الجديدة نهدف لإنجاز هَدَفنَا العام.. كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على عمان وعلى أهلها، حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق.
تلك بداية الغيث وسوف يهطل المطر الغزير
خطاب صاحب الجلالة بمناسبة الوصول إلى مسقط لأول مرة بعد تولي جلالته مقاليد الحكم
بسم الله الرحمن الرحيم
نشكركم على استقبالكم الحار لنا باسم العائلة وباسم الشعب العماني.
إننا نأمل أن يكون هذا اليوم فاتحة عهد جديد لمستقبل عظيم لنا جميعا.إننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وَطَننَا العزيز. كما أننا نأمل أن يقوم كل فرد منكم بواجبه لمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن. لأنه كما تعلمون انه بدون التعاون بين الحكومة والشعب لن نستطيع أن نبني بلادنا بالسرعة الضرورية للخروج بها من التخلف الذي عانت منه هذه المدة الطويلة.
إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد، إذا لم يقم عضو منه بواجبه اختلت بقية الأجزاء في ذلك الجسد. إننا نأمل أن نكون عند حسن ظَنّكُمْ كما نأمل كذلك وفي نفس الوقت أن تكونوا عند حسن ظَنّنَا.
نسأل الله أن يوفقنا لما فيه اَلْخَيْر والصلاح، والسلام عليكم
وتاتي
البشائر بالنصر في ظفار
خطاب صاحب الجلالة بمناسبة النصر على قوى التمرد
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله حمد من وطر الإيمان بقلبه فاستوثق بوعد ربه في قوله عز وجل: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين). حمد مستيقن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وصلاة وسلاماً على رسول الله نبينا محمد الذي دعا إلى الإسلام وثبت دعائم السلام بذباب الحسام فانتشرت الدعوة الإسلامية ارشاداً بتبيان اللسان ودعماً وتثبيتاً بلسان السنان.
أيها المواطنون:
إنني أحيي تجمعكم الحماسي هذا وأهنئكم تهنئة العزة والكرامة، على اندحار أذناب الشيوعية من تراب وطننا العزيز، وشاء الله أن يكون هذا الانتصار مسك ختام احتفالاتنا بالعيد الوطني الذي افتتحنا فيه بحمد الله مشاريع عمرانية عديدة. كما شاءت إرادة الله الحكيمة أن يكون انتصارنا هذا فاتحة سعيدة نحتفل فيها بعيدين مباركين.. عيد النصر وعيد الأضحى المجيد، فلذلك أهديكم التهنئة المزدوجة بالعيدين معا.
أيها المواطنون:
تهنئة طيبة مباركة تبشر بالأمن والاطمئنان بعيد الأضحى المجيد مقرونة بتهنئة متوجة بالكرامة والاعتزاز بعيد النصر المبين.
أيها المواطنون:
عيد الأضحى هو ذكرى أبينا ابراهيم عليه السلام. حيث صمم على التضحية بولده إسماعيل امتثالاً لأمر ربه وفداه الله بذبح عظيم. وعيد النصر هو ثمرة تضحية أبنائنا الجنود والفرق الوطنية وكل من ساهم وساعد من الأصدقاء، إنها تضحية بذلوا فيها النفوس وقدموها كقرابين مقدسة لينقذوا أوطانهم ويفدوا إسلامهم ويفدوا السلام والأمان من عبث الشيوعية داعية الرعب والفساد في الأرض، والحمد لله حيث تقبل عز وجل الفداء وأنزل نصراً وتثبيتاً من عنده وطرد المعتدين الباغين.
يا أبناء عُمان البواسل:
إني إذ أحيي احتفالكم اليوم وأبارك انتصاركم على عصابة البغي في جزء من الوطن العزيز، فإني أبارك هذا الانتصار لا لأنكم طردتم المعتدين من البلاد فحسب بل ودحرتم مخططات الشيوعية العالمية ونكستم رؤوس الإلحاد التي ظنت أنها لن تغلب، لذلك فانتصارنا هذا بحمد الله هو أول انتصار على الشيوعية العالمية تقوم بها دولة عربية في ميدان القتال. في حرب دامت سنين طويلة وثاني انتصار تقوم به دولة عالمية. وانه لخير عميم أيها الأبناء أن تطهر البلاد من الفساد الشيوعي، انه لخير لنا ولعله خير لجيراننا أيضاً، إذ عرفناهم الحق وانتشلناهم من أوهامهم في تأييد ومؤازرة أناس مفسدين يقومون بالرعب والقتل والدمار في جزء من بلاد آمنة مطمئنة، يقتلون أخوة لهم ويسلبون أموالهم ويخربون بيوتهم لا لشيء إلا للرعب والنهب والخراب، فأرجو أن يعلم جيراننا أننا صادقون فيما قلناه أولاً وصادقون فيما نقوله أبداً. إنه من الخير لجيراننا ونحن نحتفل بعيد الأضحى من الخير أن يضحوا بأهوائهم الباطلة ومعتقداتهم الفاسدة وأفكارهم المشوشة ومبادئهم المستوردة عسى الله أن يتقبل منهم ويعوضهم أمناً في ديارهم وبركة في ثمارهم وعافية في أجسامهم ليستريح شعبهم من التشرد والجوع والمرض والجهل.
أيها المواطنون..
إن انتهاء فلول الشيوعية من جبال ظفار ليس معناه انتصاراً على شراذم قليلة قاموا بالبغي والفساد فحسب، ولكنه كشف واضح لحقيقة ثابتة وهي أن عماننا العزيزة أرض طاهرة لا تقبل بذور الحركة الشيوعية مهما حشدوا لها من طاقات، وانتصارنا هذا يؤكد فشل الحركة العالمية الشيوعية في عُمان وذلك من فضل الله ولله المنة.
يا أبناء عُمان..
نحن وان كنا حققنا نصراً عظيماً له قيمته الكبرى وله وقعه الثقيل في الأوساط السياسية، فليس معنى هذا أن نرتاح ونلقي السلاح، لا.. فعلينا الآن أن نكون أشد حذراً، لأن الشيوعية الدولية التي صدمت في كبريائها وخفف من غلوائها، سوف تعتبر عُمان الفأس التي حطمت صخرة الشيوعية والرمح الذي طعنها في الصميم، لذلك فسوف تكن عداء حاقداً، وتبتكر أساليب جديدة وتنسج حبائل مبتكرة وسوف تستعمل ضعاف العقول ومريضي القلوب، أناساً إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة.
أولئك ــ أيها المواطنون ــ سرطان الأمم، نعوذ الله منها، فاحذروهم أيها الموطنون. وبصفتي أتحمل المسؤولية الكبرى فإني أهيب بأبناء عُمان فرداً فرداً سواء كان جندياً أو مواطناً في الحقل كان أو في المصنع أو معلماً، أهيب بكم جميعاً وأخص بالتحذير المسؤولين في الجهاز الحكومي كتاباً ومدراء ومستشارين ووزراء، فعلى كل هؤلاء مسؤولية عليه أن يتحملها، وقسط من عبء عليه أن يقوم به، يا أبناء عُمان، إني وان كنت واثقاً بنصر الله وتأييده راجياً من الله جلّت قدرته أن يحرس عمان برعايته ويكلأها بعنايته، غير إننا لا نترك أوامر الله عز وجل، حيث أمر بالحزم والأخذ بالعزم، وأحمد الله اني واثق باخلاصكم، متأكد من انتباهكم، فخوراً بيقظتكم. فسيروا على بركة الله مجدين مجتهدين عاملين على رقي هذا البلد الأمين ورفعة شأنه.. وتحية من الأعماق لجنودنا البواسل، وسلاماً وإعجاباً لفرقنا الوطنية، وشكراً وتقديراً لأصدقائنا الكرام، وثناء لكل من ساهم في إحراز هذا النصر الكبير.. والله أسأل، وهو خير مسؤول، أن يمدنا بعونه ويؤيدنا بروح من عنده، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وكل عام والجميع بخير تام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والان وقفة مع واحد من اجمل خطابات مولاي حفظة الله
خطاب صاحب الجلالة الموجّه لكبار رجال الدولة
والصلاة والسلام على رسول الرحمة الذي جمع الصفوف ووحد الكلمة، محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الوزراء.. وكل من حضر من المسؤولين بحكومتنا.
يطيب لنا أن نلتقي بكم اليوم بعد مرور ما يزيد على سبع سنوات منذ أن بدأنا بتأسيس حكومة عصرية في عماننا الحبيب كما وعدنا شعبنا الأبي في أول كلمة وجهناها له عند تولينا مقاليد الأمور.. لقد أولانا شعبنا منذ تولينا أموره ثقته الكاملة بنا، ومن خلال ثقته هذه وثق بمن اخترناه ونختاره لتولي المسؤولية لإدارة مصلحته العامة، ولذا فإن علينا وعليكم المحافظة على هذه الثقة وعدم التفريط بها. إن إنشاء دولة عصرية من النوع الذي يواكب احتياجات هذا العصر، لم يكن بالأمر الهيّن بالنسبة لأمة.. وان كان لها تاريخ عريق وفتوحات مجيدة ورفع راية الإسلام في وجه كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وتطورها، ولكن والحمد لله فقد تغلبنا على معظم العقبات والصعاب، وكونا حكومة حديثة بجميع مؤسساتها ومنشآتها لتفي بكل متطلبات التطور السريع الذي فيه مصلحة الوطن.
فقد جمعناكم اليوم من وزراء ووكلاء ومدراء لنوجه إليكم النصح والإرشاد فيما يجب عليكم القيام به لأداء رسالتكم في خدمة هذا الوطن الغالي، بالطريقة التي ترضي الله ورسوله وترضينا وترضي المواطنين الذين أولونا ثقتهم. إن السياسة التي اخترناها وآمنا بها هي دائماً وأبداً التقريب والتفهم بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس، وذلك ترسيخاً للوحدة الوطنية وإشاعة لروح التعاون بين الجميع، أكان ذلك بين من يشغلون المناصب العالية في الحكومة وبين معاونيهم والعاملين معهم أو مع بقية المواطنين.
وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم، ألا وهو انهم جميعاً خدم لشعب هذا الوطن العزيز، وعليهم أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية، إذ أننا لن نقبل العذر ممن يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه، بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة. لقد وضعت قوانين لهذه الدولة بموجب مراسيم سلطانية صدرت بشأنها وتصدر من حين لآخر، وذلك للمحافظة على مصالح هذا الشعب، فعليكم أن تدرسوا هذه القوانين كل في مجال اختصاصه دراسة وافية، وأن لا تتجاوزوا في المعاملات أي نص لتلك القوانين.
بل يجب التقيد بها واتباع ما جاء في نصوصها. إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذاً أو سلطة. عليكم جميعاً أن تكونوا قدوة ومثلاً يحتذى، سواء في الولاء لوطنه أو المواظبة على عمله واحترام مواعيده، أو في سلوكه الوظيفي داخل مكان العمل أو خارجه، وفي حسن الأداء وكفايته. أن العدل أبو الوظيفة وحارسها، فتمسكوا به وعاملوا الجميع بمقتضاه، وانني لرقيب على أن يفي كل منكم بهذه الأسس والمعاني، فلن يكون في مجتمعنا مكان لمنحرف أو متقاعس عن أداء واجبه أو معطل لأدائه، كما يكون لكل مجتهد نصيب في المكافأة والتقدير والعرفان بالجميل.
وأخيراً نود أن نشير إلى انه قد يتحبب البعض إلى مسؤوليهم بأعمال خاصة وخدمات خاصة لا تمت إلى الدولة بأية فائدة، هؤلاء ينبغي أن يكافأوا بمكافآت خاصة وليس على حساب الدولة كترقيات أو تساهلات بأوقات العمل المطلوب منهم، وعلى المسؤول أن يعتبر مصلحة الدولة فوق كل مصلحة، وأن ينتقي الأصلح فالأصلح، لا القريب من الأقارب، إذ يجب أن لا تدخل القرابة النسبية في حساب أي مسؤول، فكل الأفراد العمانيين هم أخوة وأبناء، ونحن لا نحب أن نسمع أن هناك توظيفاً أو تقريباً أو تمييزاً على أسس غير الكفاية واللياقة والإخلاص، وعليكم جميعاً أن تجعلوا نصب أعينكم دوماً مصلحة عُمان وشعب عُمان. إن الدولة تتكون من ثلاثة أجهزة: الجهاز المدني وهو الجهاز الإداري، وجهاز الأمن وهو المحافظة على أمن الوطن الداخلي، والجهاز العسكري وهو المدافع عن الوطن من أي خطر خارجي. وعلى هذه الأجهزة الثلاثة أن تتعاون معاً وفي كل الأوقات وأن تنسق فيما بينها وأن تنسى الفروق الشكلية بين مدني وعسكري أو بالعكس، وأن تتذكروا ما قلناه آنفاً بأن هذه الدولة بكل أجهزتها هي لخدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) صدق الله العظيم.
هذا وإنني إذ أختتم كلمتي هذه ، أدعو الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى طريق السلامة والسعادة، وأن يمهد لنا سبل الرقي والسعادة والسؤدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقوئل وافعل
اليوم احببت ان اعود بكم الي الماضي الواعد
خطابات صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم
اولا :
من البيان التاريخي الأول لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى الشعب يوم تسلمه زمام الحكم 23 يوليو 1970م
بسم الله الرحمن الرحيم
إني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن ابدأ بأسرع ما يمكن أن اجعل الحكومة عصرية وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها.
ايها الشعب..
سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل افضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.
كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وَانٍ عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي، أني متخذ الخطوات القانونية لتلقي الاعتراف من الدول الخارجية الصديقة أني أتطلع إلى التأييد العاجل والتعاون الودي مع جيراننا وان يَكُون مفعوله لزمن طويل والتشاور فيما بيننا لمستقبل منطقتنا.
إني استحثكم الاستمرار في معيشتكم المعتادة وَأَنِّي سأصل إلى مسقط خلال الأيام القليلة القادمة وهدفي الرئيسي ما سأخبركم به.
شعبي.. إني وَحُكُومَتِي الجديدة نهدف لإنجاز هَدَفنَا العام.. كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على عمان وعلى أهلها، حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق.
تلك بداية الغيث وسوف يهطل المطر الغزير
خطاب صاحب الجلالة بمناسبة الوصول إلى مسقط لأول مرة بعد تولي جلالته مقاليد الحكم
بسم الله الرحمن الرحيم
نشكركم على استقبالكم الحار لنا باسم العائلة وباسم الشعب العماني.
إننا نأمل أن يكون هذا اليوم فاتحة عهد جديد لمستقبل عظيم لنا جميعا.إننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وَطَننَا العزيز. كما أننا نأمل أن يقوم كل فرد منكم بواجبه لمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن. لأنه كما تعلمون انه بدون التعاون بين الحكومة والشعب لن نستطيع أن نبني بلادنا بالسرعة الضرورية للخروج بها من التخلف الذي عانت منه هذه المدة الطويلة.
إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد، إذا لم يقم عضو منه بواجبه اختلت بقية الأجزاء في ذلك الجسد. إننا نأمل أن نكون عند حسن ظَنّكُمْ كما نأمل كذلك وفي نفس الوقت أن تكونوا عند حسن ظَنّنَا.
نسأل الله أن يوفقنا لما فيه اَلْخَيْر والصلاح، والسلام عليكم
وتاتي
البشائر بالنصر في ظفار
خطاب صاحب الجلالة بمناسبة النصر على قوى التمرد
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله حمد من وطر الإيمان بقلبه فاستوثق بوعد ربه في قوله عز وجل: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين). حمد مستيقن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وصلاة وسلاماً على رسول الله نبينا محمد الذي دعا إلى الإسلام وثبت دعائم السلام بذباب الحسام فانتشرت الدعوة الإسلامية ارشاداً بتبيان اللسان ودعماً وتثبيتاً بلسان السنان.
أيها المواطنون:
إنني أحيي تجمعكم الحماسي هذا وأهنئكم تهنئة العزة والكرامة، على اندحار أذناب الشيوعية من تراب وطننا العزيز، وشاء الله أن يكون هذا الانتصار مسك ختام احتفالاتنا بالعيد الوطني الذي افتتحنا فيه بحمد الله مشاريع عمرانية عديدة. كما شاءت إرادة الله الحكيمة أن يكون انتصارنا هذا فاتحة سعيدة نحتفل فيها بعيدين مباركين.. عيد النصر وعيد الأضحى المجيد، فلذلك أهديكم التهنئة المزدوجة بالعيدين معا.
أيها المواطنون:
تهنئة طيبة مباركة تبشر بالأمن والاطمئنان بعيد الأضحى المجيد مقرونة بتهنئة متوجة بالكرامة والاعتزاز بعيد النصر المبين.
أيها المواطنون:
عيد الأضحى هو ذكرى أبينا ابراهيم عليه السلام. حيث صمم على التضحية بولده إسماعيل امتثالاً لأمر ربه وفداه الله بذبح عظيم. وعيد النصر هو ثمرة تضحية أبنائنا الجنود والفرق الوطنية وكل من ساهم وساعد من الأصدقاء، إنها تضحية بذلوا فيها النفوس وقدموها كقرابين مقدسة لينقذوا أوطانهم ويفدوا إسلامهم ويفدوا السلام والأمان من عبث الشيوعية داعية الرعب والفساد في الأرض، والحمد لله حيث تقبل عز وجل الفداء وأنزل نصراً وتثبيتاً من عنده وطرد المعتدين الباغين.
يا أبناء عُمان البواسل:
إني إذ أحيي احتفالكم اليوم وأبارك انتصاركم على عصابة البغي في جزء من الوطن العزيز، فإني أبارك هذا الانتصار لا لأنكم طردتم المعتدين من البلاد فحسب بل ودحرتم مخططات الشيوعية العالمية ونكستم رؤوس الإلحاد التي ظنت أنها لن تغلب، لذلك فانتصارنا هذا بحمد الله هو أول انتصار على الشيوعية العالمية تقوم بها دولة عربية في ميدان القتال. في حرب دامت سنين طويلة وثاني انتصار تقوم به دولة عالمية. وانه لخير عميم أيها الأبناء أن تطهر البلاد من الفساد الشيوعي، انه لخير لنا ولعله خير لجيراننا أيضاً، إذ عرفناهم الحق وانتشلناهم من أوهامهم في تأييد ومؤازرة أناس مفسدين يقومون بالرعب والقتل والدمار في جزء من بلاد آمنة مطمئنة، يقتلون أخوة لهم ويسلبون أموالهم ويخربون بيوتهم لا لشيء إلا للرعب والنهب والخراب، فأرجو أن يعلم جيراننا أننا صادقون فيما قلناه أولاً وصادقون فيما نقوله أبداً. إنه من الخير لجيراننا ونحن نحتفل بعيد الأضحى من الخير أن يضحوا بأهوائهم الباطلة ومعتقداتهم الفاسدة وأفكارهم المشوشة ومبادئهم المستوردة عسى الله أن يتقبل منهم ويعوضهم أمناً في ديارهم وبركة في ثمارهم وعافية في أجسامهم ليستريح شعبهم من التشرد والجوع والمرض والجهل.
أيها المواطنون..
إن انتهاء فلول الشيوعية من جبال ظفار ليس معناه انتصاراً على شراذم قليلة قاموا بالبغي والفساد فحسب، ولكنه كشف واضح لحقيقة ثابتة وهي أن عماننا العزيزة أرض طاهرة لا تقبل بذور الحركة الشيوعية مهما حشدوا لها من طاقات، وانتصارنا هذا يؤكد فشل الحركة العالمية الشيوعية في عُمان وذلك من فضل الله ولله المنة.
يا أبناء عُمان..
نحن وان كنا حققنا نصراً عظيماً له قيمته الكبرى وله وقعه الثقيل في الأوساط السياسية، فليس معنى هذا أن نرتاح ونلقي السلاح، لا.. فعلينا الآن أن نكون أشد حذراً، لأن الشيوعية الدولية التي صدمت في كبريائها وخفف من غلوائها، سوف تعتبر عُمان الفأس التي حطمت صخرة الشيوعية والرمح الذي طعنها في الصميم، لذلك فسوف تكن عداء حاقداً، وتبتكر أساليب جديدة وتنسج حبائل مبتكرة وسوف تستعمل ضعاف العقول ومريضي القلوب، أناساً إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة.
أولئك ــ أيها المواطنون ــ سرطان الأمم، نعوذ الله منها، فاحذروهم أيها الموطنون. وبصفتي أتحمل المسؤولية الكبرى فإني أهيب بأبناء عُمان فرداً فرداً سواء كان جندياً أو مواطناً في الحقل كان أو في المصنع أو معلماً، أهيب بكم جميعاً وأخص بالتحذير المسؤولين في الجهاز الحكومي كتاباً ومدراء ومستشارين ووزراء، فعلى كل هؤلاء مسؤولية عليه أن يتحملها، وقسط من عبء عليه أن يقوم به، يا أبناء عُمان، إني وان كنت واثقاً بنصر الله وتأييده راجياً من الله جلّت قدرته أن يحرس عمان برعايته ويكلأها بعنايته، غير إننا لا نترك أوامر الله عز وجل، حيث أمر بالحزم والأخذ بالعزم، وأحمد الله اني واثق باخلاصكم، متأكد من انتباهكم، فخوراً بيقظتكم. فسيروا على بركة الله مجدين مجتهدين عاملين على رقي هذا البلد الأمين ورفعة شأنه.. وتحية من الأعماق لجنودنا البواسل، وسلاماً وإعجاباً لفرقنا الوطنية، وشكراً وتقديراً لأصدقائنا الكرام، وثناء لكل من ساهم في إحراز هذا النصر الكبير.. والله أسأل، وهو خير مسؤول، أن يمدنا بعونه ويؤيدنا بروح من عنده، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وكل عام والجميع بخير تام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والان وقفة مع واحد من اجمل خطابات مولاي حفظة الله
خطاب صاحب الجلالة الموجّه لكبار رجال الدولة
والصلاة والسلام على رسول الرحمة الذي جمع الصفوف ووحد الكلمة، محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الوزراء.. وكل من حضر من المسؤولين بحكومتنا.
يطيب لنا أن نلتقي بكم اليوم بعد مرور ما يزيد على سبع سنوات منذ أن بدأنا بتأسيس حكومة عصرية في عماننا الحبيب كما وعدنا شعبنا الأبي في أول كلمة وجهناها له عند تولينا مقاليد الأمور.. لقد أولانا شعبنا منذ تولينا أموره ثقته الكاملة بنا، ومن خلال ثقته هذه وثق بمن اخترناه ونختاره لتولي المسؤولية لإدارة مصلحته العامة، ولذا فإن علينا وعليكم المحافظة على هذه الثقة وعدم التفريط بها. إن إنشاء دولة عصرية من النوع الذي يواكب احتياجات هذا العصر، لم يكن بالأمر الهيّن بالنسبة لأمة.. وان كان لها تاريخ عريق وفتوحات مجيدة ورفع راية الإسلام في وجه كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وتطورها، ولكن والحمد لله فقد تغلبنا على معظم العقبات والصعاب، وكونا حكومة حديثة بجميع مؤسساتها ومنشآتها لتفي بكل متطلبات التطور السريع الذي فيه مصلحة الوطن.
فقد جمعناكم اليوم من وزراء ووكلاء ومدراء لنوجه إليكم النصح والإرشاد فيما يجب عليكم القيام به لأداء رسالتكم في خدمة هذا الوطن الغالي، بالطريقة التي ترضي الله ورسوله وترضينا وترضي المواطنين الذين أولونا ثقتهم. إن السياسة التي اخترناها وآمنا بها هي دائماً وأبداً التقريب والتفهم بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس، وذلك ترسيخاً للوحدة الوطنية وإشاعة لروح التعاون بين الجميع، أكان ذلك بين من يشغلون المناصب العالية في الحكومة وبين معاونيهم والعاملين معهم أو مع بقية المواطنين.
وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم، ألا وهو انهم جميعاً خدم لشعب هذا الوطن العزيز، وعليهم أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية، إذ أننا لن نقبل العذر ممن يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه، بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة. لقد وضعت قوانين لهذه الدولة بموجب مراسيم سلطانية صدرت بشأنها وتصدر من حين لآخر، وذلك للمحافظة على مصالح هذا الشعب، فعليكم أن تدرسوا هذه القوانين كل في مجال اختصاصه دراسة وافية، وأن لا تتجاوزوا في المعاملات أي نص لتلك القوانين.
بل يجب التقيد بها واتباع ما جاء في نصوصها. إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذاً أو سلطة. عليكم جميعاً أن تكونوا قدوة ومثلاً يحتذى، سواء في الولاء لوطنه أو المواظبة على عمله واحترام مواعيده، أو في سلوكه الوظيفي داخل مكان العمل أو خارجه، وفي حسن الأداء وكفايته. أن العدل أبو الوظيفة وحارسها، فتمسكوا به وعاملوا الجميع بمقتضاه، وانني لرقيب على أن يفي كل منكم بهذه الأسس والمعاني، فلن يكون في مجتمعنا مكان لمنحرف أو متقاعس عن أداء واجبه أو معطل لأدائه، كما يكون لكل مجتهد نصيب في المكافأة والتقدير والعرفان بالجميل.
وأخيراً نود أن نشير إلى انه قد يتحبب البعض إلى مسؤوليهم بأعمال خاصة وخدمات خاصة لا تمت إلى الدولة بأية فائدة، هؤلاء ينبغي أن يكافأوا بمكافآت خاصة وليس على حساب الدولة كترقيات أو تساهلات بأوقات العمل المطلوب منهم، وعلى المسؤول أن يعتبر مصلحة الدولة فوق كل مصلحة، وأن ينتقي الأصلح فالأصلح، لا القريب من الأقارب، إذ يجب أن لا تدخل القرابة النسبية في حساب أي مسؤول، فكل الأفراد العمانيين هم أخوة وأبناء، ونحن لا نحب أن نسمع أن هناك توظيفاً أو تقريباً أو تمييزاً على أسس غير الكفاية واللياقة والإخلاص، وعليكم جميعاً أن تجعلوا نصب أعينكم دوماً مصلحة عُمان وشعب عُمان. إن الدولة تتكون من ثلاثة أجهزة: الجهاز المدني وهو الجهاز الإداري، وجهاز الأمن وهو المحافظة على أمن الوطن الداخلي، والجهاز العسكري وهو المدافع عن الوطن من أي خطر خارجي. وعلى هذه الأجهزة الثلاثة أن تتعاون معاً وفي كل الأوقات وأن تنسق فيما بينها وأن تنسى الفروق الشكلية بين مدني وعسكري أو بالعكس، وأن تتذكروا ما قلناه آنفاً بأن هذه الدولة بكل أجهزتها هي لخدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) صدق الله العظيم.
هذا وإنني إذ أختتم كلمتي هذه ، أدعو الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى طريق السلامة والسعادة، وأن يمهد لنا سبل الرقي والسعادة والسؤدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقوئل وافعل