[FONT=times new roman(arabic)]آبي اللحم الغفاري [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي قال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]أبان المحاربي [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]إبراهيم بن جابر [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]‏ إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة القرشي التيمي [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]إبراهيم بن عباد بن أساف بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]إبراهيم الطائفي [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]أبرهة آخر [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)] أبيض بن حمال [/FONT]

[FONT=times new roman(arabic)]أزيهر مولى سهيل بن عمرو [/FONT]

وده بحث عن عقبة بن نافع



[FONT=&quot] مقدمة[/FONT]

[FONT=&quot]لقد أيّد الله عز وجل دينه بنوعية خاصة[/FONT] [FONT=&quot]من الرجال، اصطفاهم المولى جل وعلا، واختارهم من بين خلقه لنيل شرف المهمة الجليلة،[/FONT] [FONT=&quot]هؤلاء الرجال الأبطال تغلغل الإيمان في قلوبهم، وارتقت نفوسهم إلى أعلى عليين من[/FONT] [FONT=&quot]أجل نصرة الدين، فلم يبق لهم همة ولا هدف ولا غاية في الحياة إلا لخدمة الإسلام[/FONT] [FONT=&quot]ونشره بين الناس، إنهم رجال آثروا مرضات الله عز وجل بدعوة الناس للإسلام على متاع[/FONT] [FONT=&quot]الحياة الدنيا، فودعوا الراحة والدعة والسكون وهجروا الفراش والسلامة وتركوا الديار[/FONT] [FONT=&quot]والأهل والأحباب، وصارت ظهور الخيل مساكنهم، وآلات الجهاد عيالهم، وإخوان الجهاد[/FONT] [FONT=&quot]رفقاءهم، فلا عجب إذا أن تنتهي حياتهم في أخر بقاع الدنيا، فهذا يموت في بلاد الصين[/FONT] [FONT=&quot]وهذا في أدغال أفريقيا وذاك في أحراش الهند، وكلهم راض بهذه الحياة وهذه النهاية،[/FONT] [FONT=&quot]طالما توجت حياته بأسمى ما يريد : الشهادة في سبيل الله، وهذه قصة واحد من أئمة[/FONT] [FONT=&quot]هؤلاء الأبطال[/FONT]
[FONT=&quot]عقبة بن نافع[/FONT]

[FONT=&quot]هو عقبة بن نافع بن عبد القيس[/FONT] [FONT=&quot]الفهرى، ولد قبل الهجرة بسنة، وكان أبوه قد أسلم قديماً، لذلك فقد ولد عقبة ونشأ في[/FONT] [FONT=&quot]بيئة إسلامية خالصة، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT] [FONT=&quot]وهو يمت بصلة قرابة للصحابي الجليل 'عمرو بن العاص' من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني[/FONT] [FONT=&quot]خالة[/FONT] .

[FONT=&quot]ولقد برز اسم 'عقبة بن نافع' مبكراً على ساحة أحداث حركة الفتح[/FONT] [FONT=&quot]الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث[/FONT] [FONT=&quot]اشترك هو وأبوه 'نافع' في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة 'عمرو بن العاص' رضي[/FONT] [FONT=&quot]الله عنه، ولقد توسم فيه 'عمرو' أنه سيكون له شأن كبير ودور في حركة الفتح الإسلامي[/FONT] [FONT=&quot]على الجبهة الغربية، لذلك أسند إليه مهمة صعبة وهى قيادة دورية استطلاعية لدراسة[/FONT] [FONT=&quot]إمكانية فتح الشمال الأفريقي، ومعلوم عند العسكريين أن سلاح الاستطلاع هو أخطر وأهم[/FONT] [FONT=&quot]سلاح في أي جيش، لأنه هو الذي يحدد طريقة الهجوم بين الشجاعة والقوة والذكاء الشديد[/FONT] [FONT=&quot]وحسن التصرف في المواقف الصعبة، وكلها خصال توفرت في 'عقبة' وأدركها 'عمرو' فيه،[/FONT] [FONT=&quot]لذلك عندما عاد 'عمرو' إلى مصر بعد فتح تونس، جعل 'عقبة بن نافع' والياً عليها على[/FONT] [FONT=&quot]الرغم من وجود العديد من القادة الأكفاء والصحابة الكبار، مما يدل على نجابة هذا[/FONT] [FONT=&quot]البطل الشاب[/FONT] .

[FONT=&quot]أرسل 'عمرو بن العاص' والى مصر البطل الشاب 'عقبة بن نافع[/FONT]' [FONT=&quot]إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل[/FONT] [FONT=&quot]أمام من جاء بعده لفتح البلاد، ثم أسند إليه 'عمرو' مهمة في غاية الخطورة، وهي[/FONT] [FONT=&quot]تأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر، فقاد 'عقبة[/FONT]' [FONT=&quot]كتيبة قتالية على أعلى مستوى قتالي للتصدي لأي هجوم مباغت على المسلمين وتعاقبت عدة[/FONT] [FONT=&quot]ولاة على مصر بعد 'عمرو بن العاص' منهم عبد الله بن أبى السرح ومحمد بن أبى بكر[/FONT] [FONT=&quot]ومعاوية بن حديج وغيرهم، كلهم أقر 'عقبة بن نافع' في منصبه كقائد لحامية 'برقة[/FONT]' .


[FONT=&quot] عقبة قائد الفتح الشمالي[/FONT]

[FONT=&quot]ظل 'عقبة' في منصبه الخطير كقائد[/FONT] [FONT=&quot]للحامية الإسلامية 'ببرقة' خلال عهدي عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضي الله[/FONT] [FONT=&quot]عنهما، ونأى بنفسه عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وجعل شغله الشاغل[/FONT] [FONT=&quot]الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد عادية الروم، فلما استقرت[/FONT] [FONT=&quot]الأمور وأصبح معاوية رضي الله عنه خليفة للمسلمين، أصبح 'معاوية بن حديج' والياً[/FONT] [FONT=&quot]على مصر، وكان أول قرار أخذه هو إرسال عقبة بن نافع إلى الشمال الأفريقي لبداية[/FONT] [FONT=&quot]حملة جهادية قوية وجديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة[/FONT] [FONT=&quot]وذلك سنة 49 هجرية[/FONT] .

[FONT=&quot]كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال[/FONT] [FONT=&quot]الفتنة بين المسلمين، منها 'ودان' و'أفريقية' و'جرمة' و'قصور خاوار'، فانطلق الأسد[/FONT] [FONT=&quot]العنيف عقبة ورجاله الأشداء على هذه القرى الغادر أهلها وأدبهم أشد تأديب، فقطع أذن[/FONT] [FONT=&quot]ملك 'ودان' وأصبع ملك 'قصور كوار' حتى لا تسول لهم أنفسهم محاربة المسلمين مرة أخرى[/FONT] [FONT=&quot]مع العلم أن هذا الأمر لا يجوز شرعاً لأنه مثّله ولكن عقبة اجتهد في تأديبهم بما[/FONT] [FONT=&quot]يردعهم عن المعاودة للخلافبعد أن طهر عقبة المنطقة الممتدة من حدود مصر[/FONT] [FONT=&quot]الغربية إلى بلاد أفريقية 'تونس' من الأعداء والمخالفين، أقدم عقبة على التغلغل في[/FONT] [FONT=&quot]الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات[/FONT] [FONT=&quot]الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في حرب الصاعقة[/FONT] [FONT=&quot]الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يطهروا منطقة الشمال الأفريقي من الحاميات[/FONT] [FONT=&quot]الرومية المختلفة ومن جيوب المقاومة البربرية المتناثرة[/FONT] .


[FONT=&quot] تأسيس مدينـة القيروان[/FONT]

[FONT=&quot]لم يكن عقبة بن نافع قائداً عسكرياً محضاً فقط، بل كان صاحب عقلية[/FONT] [FONT=&quot]مبدعة وفكر استراتيجي فذ وهو يصح أن يطلق عليه خبير بشئون المغرب والشمال الأفريقي،[/FONT] [FONT=&quot]ومن خلال حملاته الجهادية المستمرة على الشمال الأفريقي، أدرك أهمية بناء مدينة[/FONT] [FONT=&quot]إسلامية في هذه البقاع وذلك لعدة أسباب من أهمها[/FONT] :-

1. [FONT=&quot]تثبيت أقدام المسلمين[/FONT] [FONT=&quot]والدعوة الإسلامية هناك وذلك أن عقبة قد لاحظ أمراً هاماً أن أهل الشمال الأفريقي[/FONT] [FONT=&quot]إذا جاءهم المسلمون يظهرون الإسلام وإذا انصرفوا عنهم رجعوا مرة أخرى إلى الكفر،[/FONT] [FONT=&quot]فكان بناء مدينة إسلامية خير علاج لهذه الظاهرة الناجمة عن غياب قاعدة إسلامية[/FONT] [FONT=&quot]ثابتة للإسلام لنشر الهدى والنور وسط ظلمات البربر[/FONT].

2. [FONT=&quot]ضرورة تكوين قاعدة[/FONT] [FONT=&quot]حربية ثابتة في مواجهة التهديدات الرومية المتوقعة بعد فتح الشمال الأفريقي[/FONT] .

3. [FONT=&quot]أن تكون هذه المدينة دار عزة ومنعة للمسلمين الفاتحين، ذلك لأنهم[/FONT] [FONT=&quot]تفرقوا في البلاد كحاميات على المدن المفتوحة، وهذا التفرق قد يورث الضعف والوهن مع[/FONT] [FONT=&quot]مرورالوقت خاصة لو دهم عدو كبير العدد هذه البلاد[/FONT].

[FONT=&quot]لهذه الأسباب وغيرها قرر[/FONT] '[FONT=&quot]عقبة بن نافع' بناء مدينة القيروان في القرن الشمالي لإفريقية في مكان تتوافر فيه[/FONT] [FONT=&quot]شروط الأمن الدعوي والحركي للمسلمين بحيث تكون دار عزة ومنعة وقاعدة حربية أمامية[/FONT] [FONT=&quot]في القتال، ومنارة دعوية علمية لنشر الإسلام، وانطبقت كل الشروط المطلوب توافرها في[/FONT] [FONT=&quot]منطقة أحراش مليئة بالوحوش والحيات، فقال له رجاله: "إنك أمرتنا بالبناء في شعاب[/FONT] [FONT=&quot]وغياض لا ترام، ونحن نخاف من السباع والحيّات وغير ذلك من دواب الأرض"، وكان في[/FONT] [FONT=&quot]عسكره خمسة عشر رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقال "إني داع[/FONT] [FONT=&quot]فأمّنوا"، وبالفعل دعا الله عز وجل طويلاً والصحابة والناس يأمّنون، ثم قال عقبة[/FONT] [FONT=&quot]مخاطباً سكان الوادي: "أيتها الحيّات والسباع، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه[/FONT] [FONT=&quot]وسلم، فارتحلوا عنا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه[/FONT]".

[FONT=&quot]فحدثت بعدها[/FONT] [FONT=&quot]كرامة هائلة حيث خرجت السباع من الأحراش تحمل أشبالها والذئب يحمل جروه، والحيّات[/FONT] [FONT=&quot]تحمل أولادها، في مشهد لا يرى مثله في التاريخ، فنادى عقبة في الناس: "كفوا عنهم[/FONT] [FONT=&quot]حتى يرتحلوا عنا" وهكذا يصل الإيمان والثقة بالله عز وجل لهذا المستوى الفائق من[/FONT] [FONT=&quot]اليقين بنصرة الله عز وجل وتأييده ومدده، فهذا هو البطل المجاهد يصل به الإيمان[/FONT] [FONT=&quot]والكرامة لئن يتكلم مع الحيوانات البهائم التي لا تعقل ولا تفهم، فيطيعونه ويسمعون[/FONT] [FONT=&quot]أوامره، وهكذا يصبح الكون كله ومن فيه مسخراً لخدمة المجاهدين وغايتهم[/FONT] [FONT=&quot]الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامية[/FONT].

[FONT=&quot]استمر بناء مدينة القيروان قرابة الخمس سنوات، حتى أصبحت القيروان[/FONT] [FONT=&quot]درة المغرب، وشيّد 'عقبة' بها جامعاً كبيراً أصبح منارة العلم وقبلة طلاب العلم[/FONT] [FONT=&quot]والشريعة من كل مكان، وملتقى للدعاة والعلماء والمجاهدين، وأصبح جامع القيروان أول[/FONT] [FONT=&quot]جامعة إسلامية على مستوى العالم وذلك قبل الأزهر بعدة قرون[/FONT].


[FONT=&quot]المجاهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد[/FONT] [FONT=&quot]المخلـــــــــــــــــــــص[/FONT]

[FONT=&quot]بعدما انتهى عقبة بن نافع من بناء القيروان ومسجدها الجامع، جاءه[/FONT] [FONT=&quot]الأمر الخليفي بالتنحّي عن ولاية إفريقية، وتولية رجل من جنود عقبة اسمه 'أبو[/FONT] [FONT=&quot]المهاجر دينار'، وهو رجل مشهور بالكفاءة وحسن القيادة[/FONT].

[FONT=&quot]فما كان رد فعل[/FONT] [FONT=&quot]القائد المظفر الذي فتح معظم الشمال الأفريقي وحقق بطولات فائقة عندما جاءه خبر[/FONT] [FONT=&quot]العزل ؟ هل تمرّد ؟ هل امتنع أو حتى تذمر ؟[/FONT]

[FONT=&quot]كلا والله.. إنهم رجال صدقوا ما[/FONT] [FONT=&quot]عاهدوا الله عليه، فلا المناصب تبهرهم ولا الدنيا تفتنهم ولا الأحقاد تعرف إلى[/FONT] [FONT=&quot]قلوبهم طريقاً، إنهم خالصين مخلصين لا يريدون إلا وجه الله عز وجل، امتثل عقبة[/FONT] [FONT=&quot]فوراً للأمر وانتظم في سلك الجندية[/FONT].

[FONT=&quot]استطاع أبو المهاجر القائد الجديد أن[/FONT] [FONT=&quot]يحقق عدة مكاسب إستراتيجية في الشمال الأفريقي على حساب التواجد الرومي بهذه[/FONT] [FONT=&quot]المناطق، واستطاع أيضاً، يستميل زعيم قبائل البربر 'كسيلة بن لمزم' وكان كسيلة شديد[/FONT] [FONT=&quot]التأثير على قومه، قوى الشخصية،محبوباً في قومه، مطاعاً منهم، وكان نصرانياً[/FONT] [FONT=&quot]متمسكاً بدينه وكان نجاح أبى المهاجر في إقناعه بالإسلام مكسباً كبيراً للإسلام[/FONT] [FONT=&quot]والمسلمين، ولكن القائد المحنك عقبة صاحب النظرة الثاقبة الخبيرة بطبائع البربر، لم[/FONT] [FONT=&quot]يطمئن لإسلام 'كسيلة' خاصة وأنه قد أسلم بعد وقوعه في أسر المسلمين وبعدما ذاق حر[/FONT] [FONT=&quot]سيوفهم، وقد صدق هذا الحدس فيما بعد كما سنعلم[/FONT] .




[FONT=&quot]عودة الأسد[/FONT]

[FONT=&quot]لم[/FONT] [FONT=&quot]يمض كثيراً من الوقت حتى عاد الأسد الضاري عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد[/FONT] [FONT=&quot]المغرب وانتقل أبو المهاجر في صفوف الجنود مجاهداً مخلصاً، وهكذا نرى خير الأمة[/FONT] [FONT=&quot]ينتقل الواحد منهم من الرئاسة إلى عامة الجند بمنتهى اليسر والسهولة، بلا مشاكل أو[/FONT] [FONT=&quot]اعتراض، وبلا أحقاد وأضغان، وذلك لأن الكل يبتغى مرضات الله ولا يريد شيئاً من عرض[/FONT] [FONT=&quot]الدنيا الزائل[/FONT] .

[FONT=&quot]قرر عقبة بن نافع استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث[/FONT] [FONT=&quot]انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة 'طنجة' هي أخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر، وهنا[/FONT] [FONT=&quot]أشار أبو المهاجر على عقبة ألا يدخل مدينة طنجة لأن 'كسيلة' زعيم البربر قد أسلم،[/FONT] [FONT=&quot]ولكن عقبة كان يشك في نوايا وصحة إسلام كسيلة، فقرر الانطلاق لمواصلة الجهاد مروراً[/FONT] [FONT=&quot]بطنجة وما حولها، خاصة وأن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط[/FONT] .


[FONT=&quot]الإعصار المدمر[/FONT]

[FONT=&quot]انطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان، لا يقف[/FONT] [FONT=&quot]لهم أحد ولا يدافعهم أي جيش، فالجميع يفرون من أمامهم، وكلما اجتمع العدو في مكان،[/FONT] [FONT=&quot]انقض عقبة ورجاله عليهم كالصاعقة المحرقة ففتح مدينة 'باغاية'، ثم نزل على مدينة[/FONT] '[FONT=&quot]تلمسان'، وهي من أكبر المدن في المغرب الأوسط، وبها جيش ضخم من الروم وكفار[/FONT] [FONT=&quot]البربر، وهناك دارت معركة شديدة استبسل فيها الروم والبربر في القتال وكان يوماً[/FONT] [FONT=&quot]عصيباً على المسلمين، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، واضطر الأعداء[/FONT] [FONT=&quot]للتراجع حتى منطقة 'الزاب[/FONT]'.

[FONT=&quot]سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب فقيل له[/FONT] '[FONT=&quot]أربة'، وهي دار ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية عامرة، ففتحها عقبة، والروم[/FONT] [FONT=&quot]يفرون من أمامه كالفئران المذعورة، ورحل عقبة بعدها إلى مدينة 'ثاهرت' فأرسلت[/FONT] [FONT=&quot]الحامية الرومية استغاثة لقبائل البربر الوثنية فانضموا إليهم فقام عقبة في جيشه[/FONT] [FONT=&quot]خطيباً بارعاً بعبارات فائقة تلخص رسالة المجاهد في سبيل الله فقال: "أيها الناس إن[/FONT] [FONT=&quot]أشرفكم وخياركم الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى[/FONT] [FONT=&quot]الله عليه وسلم بيعة الرضوان على قتال من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرفكم[/FONT] [FONT=&quot]والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم[/FONT] [FONT=&quot]اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم[/FONT] [FONT=&quot]تبلغوا هذه البلاد إلا طلباً لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان[/FONT] [FONT=&quot]أخزى لهم وأذل إن شاء الله تعالى، وربكم لا يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة، فإن الله[/FONT] [FONT=&quot]عز وجل قد جعل بأسه على القوم المجرمين[/FONT]".
[FONT=&quot]وبهذه الكلمات الموجزة استثار عقبة[/FONT] [FONT=&quot]حمية رجاله، وأعطى درساً بليغاً للأجيال من بعده عن حقيقة دعوة المجاهد[/FONT] .

[FONT=&quot]التقى المسلمون بأعدائهم وقاتلوهم قتالاً شديداً، وكانت نتيجته معروفة[/FONT] [FONT=&quot]بعدما وصلت معنويات المسلمين لقمم الجبال، وانتصر المسلمون كما هي عادتهم، وسار[/FONT] [FONT=&quot]عقبة حتى نزل على 'طنجة' فلقيه أحد قادة الروم واسمه 'جوليان' فخضع لعقبة ودخل له[/FONT] [FONT=&quot]الجزية، فسأله عقبة عن مسألة فتح الأندلس فقال له 'جوليان' أتترك كفار البربر خلفك[/FONT] [FONT=&quot]وترمى بنفسك في بحبوحة الهلاك مع الفرنج ؟ فقال عقبة وأين كفار البربر ؟ فقال في[/FONT] [FONT=&quot]بلاد السوس وهم أهل نجدة وبأس فقال عقبة وما دينهم ؟ قال ليس لهم دين فهم على[/FONT] [FONT=&quot]المجوسية[/FONT] .

[FONT=&quot]فتوجه إليهم عقبة كالإعصار الكاسح الذي يدمر كل شيء بإذن الله،[/FONT] [FONT=&quot]واخترق هذه البلاد كلها هازماً لكل قبائل البربر حتى وصل بخيله إلى المحيط الأطلنطى[/FONT] [FONT=&quot]فاخترق عقبة بفرسه ماء المحيط ثم قال بقلب المؤمن الصادق الغيور الذي بذل واستفرغ[/FONT] [FONT=&quot]كل جهده وحياته لخدمة الإسلام: "يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في[/FONT] [FONT=&quot]سبيلك، اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من[/FONT] [FONT=&quot]كفر بك حتى لا يعبد أحد دونك[/FONT]".
[FONT=&quot]وبهذه النفوس الصادقة والقلوب المؤمنة[/FONT] [FONT=&quot]والعزائم الفائقة انتشر الإسلام في ربوع الأرض[/FONT].
[FONT=&quot]استشــــــــــــــــــــــهاد[/FONT] [FONT=&quot]البــــــــــــــــــــــــــــــــــــــطل[/FONT]

[FONT=&quot]حقق عقبة غايته من حركة الفتح الإسلامي بالشمال الإفريقي، فلقد أخضع[/FONT] [FONT=&quot]قبائل البربر وأوقع بها بأساً شديداً، حتى وصل إلى أقصى بلاد المغرب واقتحم المحيط[/FONT] [FONT=&quot]بفرسه، وبعدها قرر عقبة العودة إلى القيروان، فلما وصل إلى طنجة أذن لمن معه من[/FONT] [FONT=&quot]الصحابة أن يتفرقوا ويقدموا القيروان أفواجاً ثقة منه بما نال من عدوه، ومال عقبة[/FONT] [FONT=&quot]مع ثلاثمائة من أصحابه إلى مدينة 'تهوذة'، فلما رآه الروم في قلة من أصحابه طمعوا[/FONT] [FONT=&quot]فيه، وأغلقوا باب الصحن وشتموه وهو يدعوهم إلى الإسلام وعندها أظهر 'كسيلة' مكنون[/FONT] [FONT=&quot]صدره الذي كان منطوياً على الكفر والغدر والحسد، واستغل قلة جند عقبة واتفق مع[/FONT] [FONT=&quot]الروم على الغدر بعقبة وأرسل إلى إخوانه البربر الوثنيين وجمع جموعاً كثيرة للهجوم[/FONT] [FONT=&quot]على عقبة ومن معه[/FONT].

[FONT=&quot]كان أبو المهاجر في ركب عقبة ولكن عقبة قد غضب منه فقيده،[/FONT] [FONT=&quot]فلما رأى أبو مهاجر هجوم كسيلة ومن معه، أنشد أبيات أبي محجن الثقفي المشهورة[/FONT]



[FONT=&quot]ففك عقبة وثاقة وقال له[/FONT]: "[FONT=&quot]الحق بالقيروان وقم بأمر المسلمين وأنا أغتنم الشهادة"، فقال أبو المهاجر: "وأنا[/FONT] [FONT=&quot]أيضا أريد الشهادة[/FONT]".
[FONT=&quot]وكسر عقبة والمسلمين أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر حتى[/FONT] [FONT=&quot]استشهد عقبة وكل من معه في أرض الزاب بتهوذة وذلك سنة 63 هجرية[/FONT] .

[FONT=&quot]كان عقبة[/FONT] [FONT=&quot]بن نافع رضي الله عنه مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية[/FONT] [FONT=&quot]العسكرية الإستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل[/FONT] [FONT=&quot]تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، ميمون[/FONT] [FONT=&quot]النقيبة، مظفر الراية، فلم يهزم في معركة قط، طبق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية[/FONT] [FONT=&quot]والجديدة في تكتيكات القتال مثل مبدأ المباغتة وتحشيد القوات وإقامة الحاميات[/FONT] [FONT=&quot]وتأمين خطوط المواصلات واستخدام سلاح الاستطلاع[/FONT].

[FONT=&quot]ونستطيع أن نقول بمنتهى[/FONT] [FONT=&quot]الحيادية أن البطل عقبة بن نافع قد حقق أعمالاً عسكرية باهرة بلغت حد الروعة[/FONT] [FONT=&quot]والكمال وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة،[/FONT] [FONT=&quot]وترك باستشهاده أثراً كبيراً في نفوس البربر وأصبح من يومها يلقّب بـ "سيدي[/FONT] [FONT=&quot]عقبة[/FONT]".

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

[FONT=&quot][/FONT]