آمــــال و آلامــــ ................

    • آمــــال و آلامــــ ................


      جبل الانسان بطبعه محبا للمغامرة ميالا اليها لا يهدأ له بال حتى يخوض غمارها ويكتشف أسرارها فتجده تارة يقحم نفسه في عراقيل هو في غنى عنها وتارة تراه يرمى بنفسه في خضم الهلاك وهو يعلم علم اليقين أن نسبة نجاحه في مغامرته لا تتعدى الواحد في المائه وربما تجدها في وجدان الآخرين لا تساوى شيئا ولا تستحق أن يبذل لها كل هذا الجهد وذلك العناء. فالأنسان على سطح هذه البسيطه كالشمعه تحترق لتنير غيرها ......... وما ذلك التضارب والتنافس على سوق الملذات الفانيه الا نتاج ذلك الطموح وتلكم المغامرة . فلا يزال الجنس البشري في دأب مرير ورغبة ملحة على أمتلاك ما يمكن تحصيله من هذه المتع حتى يدركه الفناء فذالك هو الحد الفاصل لنهاية دأبـــــــه .
      فبعد الأربعين وهى سن الكمال العقلاني تري المرء قد بدأت عليه علامات الحرص وظواهر التقتير في كل شيء من أمور حياته حيث تجده مجدا أن يبقي كل شيء في موضعه الصحيح حريصا على ألا يضيع منها هباءا منثورا ، محافظا على كل ما تستطيع أن تتناوله يداه ولنا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق برهان وأوضح حجه وذلك لأبعاد حكم الرسول ونظرته الثاقبة وخبرته بأسرار النفوس وميولها الفطرية حيث قال ( يشب المرء وتكبر معه خصلتان الحرص والأمل )
      ورحم الله أبو العلاء المعري حيث حوى الحكمة كلها في بيته

      تعب كلها الحياة فما أعجب الا من راغب في أزديــــــاد..............

      بلى يا معري تعب كلها الحياة ولا مراء لاثنين في ذلك فما هى الا كدح وشقاء ومآلها اللى الفنــــــــــــاء .