يؤهله لدراسة الدكتوراه مباشرة دون الحاجة إلى الماجستير
طالب عماني يحصل على أعلى معدل تخرجي وأفضل مشروع تخرج تخصصي في تاريخ جامعة بورتسموث البريطانية
طالب عماني يحصل على أعلى معدل تخرجي وأفضل مشروع تخرج تخصصي في تاريخ جامعة بورتسموث البريطانية
حصل الطالب هيثم بن سعيد بن سالم السناني على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف ومنح شهادة بكالوريوس الهندسة في تخصص هندسة شبكات الكمبيوتر اللاسلكية (امن) من جامعة بورتسموث بعد حصوله على أعلى درجة تمنح لمشروع تخرج هندسي على مستوى الطلبة الدوليين في تاريخ قسم هندسة الألكترونيات والكمبيوتر بجامعة بورتسموث.
وتقديرا من الجامعة لتميزه العلمي فقد عرضت عليه دراسة الدكتوراه مباشرة من غير الحاجة لدراسة الماجستير أو امتلاك خبرة عمل بعد ان قدم بحثه المكون ما يزيد على 600 صفحة.
علما بأن الطالب نفسه كان قد سبق أن حصل على مركز متميز من خلال نيله المركز الأول على مستوى السلطنة في الشهادة الثانوية العامة لعام 2003 م (علوم إسلامية).
ويأتي هذا الإنجاز تتويجا لجهود متتابعة خلال سنوات دراسته الجامعية والتي تفوق فيها من حيث حصوله على تقدير امتياز في كل سنة.
شكر وعرفان
هذا وقد توجه هيثم بن سعيد بن سالم السناني بالشكر والعرفان لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز وقال: يشرفني أن ارفع هذا الإنجاز الى مقام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قائد المسيرة المظفرة الذي أنار لكل عماني الطريق نحو الارتقاء في كافة المجالات وما تحقق لي ليس إلا احد ثمار المسيرة المباركة، ويجدر بي كذلك تقديم الشكر الى وزارة التعليم العالي ممثلة في مديرية البعثات على إسنادهم الدائم.
مشروع التخرج
وحول تخصص دراسته ومشروع تخرجه قال هيثم السناني: مشروع التخرج كان عبارة عن بحث فني تناول تصميم وفحص وتحليل برنامج الدخول للأنظمة اللإلكترونية Authentication System الذي يعتمد على الصور بدلا من كلمات المرور المكونة من ارقام او حروف أو رموز أو خليط منها.
السبب في اختيار الصور كبديل عن كلمات المرور جاء اساسا كوسيلة طريفة ـ ولكن فعالة ـ لمعالجة المخاطر التي تعاني منها كلمات المرور التي لم تنفك تثقل الازمات كاهلها.
احد اشهر العقبات التي تبرز في طريق كلمات المرور هي امّا ان تكون قصيرة فيسهل اختراقها او تكون طويلة فيصعب تذكرها، والمعروف إن الكثير من الناس يعانون ـ تبعا لقدرتهم المحدودة ـ عندما يجدوا انفسهم مضطرين لتذكر كلمة مرور من صميم ذاكرتهم, وقد ثبت علميا من خلال بحوث ودراسات معمقه أن الناس لديهم قدرة فائقة للتعرف على صور كانوا قد راوها مسبقا.
موضحا إن فكرة عمل البرنامج تتمثل في كونه يعرض على المستخدم 21 صورة عشوائية مبهمة ويقوم المستخدم باختيار عدد من هذه الصور لا يقل عن صورتين لتصبح صور مروره.
عندما يحاول المستخدم الدخول الى حسابه مثلا, يعرض عليه البرنامج صور عشوائية في صفحات مختلفة حيث يكون المستخدم مطالبا بالتعرف على صور مروره من ان اجل ان يسمح له النظام للدخول الى حسابه.
هنا يتمتع النظام بمرونة عالية حيث تعود مسوؤلية تحديد عدد صور المرور وصفحات التدريب والدخول الى المستخدم نفسه.
وقد جاء تقرير مشروعي في أكثر من 600 صفحة, بما تحتويه من معلومات تشكل نتاجا لمجمل دراساتي البحثية والتي أسعدت في مجملها هيئة الأشراف كثيرا الامر الذي وضع هذا المشروع محل الاهتمام لديهم مما حدا بهم التوصل الى قناعة بامكانية الدخول لنظام دراسة الدكتوراه دون الحاجة الى دراسة الماجستير مما اثلج ذلك الامر صدري بل وقد تفاجأت بأنني سأحقق ما كنت احلم به في فترة اقصر مما كان ينبغي, فحلمي أن أكون مهندسا يحمل شهادة الدكتوراه.
اراء المشرفين
ويقول هيثم: لقد أسعدتني ردة فعل المشرفين بعد حصولي على هذه النتيجة من حيث الإشادة و التهنئة فعلى لسان الدكتور المحاضر الأقدم شيكون زوو بجامعة بورتسموث وعضوة هيئة الاشراف: ان مشروع هيثم قد اختير كأفضل مشروع تخرج في نظام الحاسوب وهو اول طالب يحصل على درجة 90% في تاريخ كلية الالكترونيات وهندسة الحاسوب منذ هذه الجامعة وانها لأعلى درجة تمنح لمشروع تخرج لاحظتها شخصيا خلال سنوات خدمتي بالمملكة المتحدة ومن خلال تدريسي لهذا الطالب وجدت في شخصيته عوامل الإنتاجية والابداع والتنظيم بارزة بشكل جلي وبذلك فقد أوصيت له بالبدء مباشرة في دراسة الدكتوراه دونما الحاجة الى شهادة الماجستير او اية خبرات عملية اخرى نظرا لهذا العمل والمستوى الرفيع والمتميز.
أما كبير المحاضرين بكلية الهندسة الدكتور براني سلاف المشرف العام على مشروع التخرج فقد أشاد كذلك وقال:"لقد اتقن هيثم عمله بامتياز في مشروع تخرجه وقد استطاع الانفراد في آرائه وتقديم ملاحظاته دونما على مجموعة المحاضرين الذين ساهموا في الإشراف على مشروع تخرجه الذي أنجزه بكل حماس وانني بحق لأدهشتني نتيجته بشكل كبير والتي لم يسبق لي أن مررت بمثل هذا الموقف المتمثل في امكانية حصول طالب في فنيات شبكات الحاسب الالي وطرق حمايتها ذات التعقيد الكبير لمثل هذه الدرجة خلال خدمتي كمحاضر لهذا التخصص وإنني لاعتبر شخصية هذا الباحث وقدراته جاهزة لدراسة الدكتوراة بشكل مثالي وأنني لاجزم يقينا بان سعادتي ستكون غامرة اذا ما اتيحت لي فرصة الاشراف على بحث مشروع تخرجه لنيل شهادة الدكتوراه.
وفي الحقيقة فقد شعرت بارتياح كبير حينما خاطبني المحاضر الاميركي الدكتور تشي نيجوين المشرف المباشر على مشروع تخرجي قائلا:"ابارك لك يا هيثم ليس على تخرجك وحسب وانما على النتيجة التي حصلت عليها والتي تمنح لاول مرة في تاريخ الجامعة وكذلك الحال معي لم يسبق لي في تاريخ عملي التدريسي والاشرافي ان منحت طالبا اكثر من معدل 80% و بالتالي حصولك على 90% في مثل هذا التخصص ليعد انجازا حقيقيا لك وانني وبعد ان لمست فيك روح الحماس والحيوية الدائمة المفعمة بالنشاط ودوام الدراسة والبحث انك سيكون النجاح حليفك دائما وخاصة اذا ما اتيحت لك فرصة اكمال دراساتك العليا وعليك ان تسعى جاهدا لذلك.
امتياز مع مرتبة الشرف
من جانبه علق الدكتور فاسيليز اداموس عضو هيئة التدريس بالجامعة قائلا:"يعد هذا الطالب العماني احد افضل الطلبة الذين درستهم, فنظرا للاسلوب الذي اتخذه خلال سنوات دراسته في هذه الجامعة والمتمثل في الالتزام والمثابرة والعمل بجد واجتهاد لفت انظار كافة هيئة التدريس خاصة فيما يتعلق بتقديم اكثر مما ينبغي عليه تقديمه او يطلب منه وبالتالي ليس بغريب عليه ان يتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف وانني لاشارك زملائي اعضاء هيئة التدريس بالجامعه فيما اجمعوا عليه باتخاذهم قرار السماح له بدراسة الدكتوراه مباشرة وهو مؤهل لذلك ولديه القدرات الذهنية و القاعدة الصلبة التي ستعينه فيما لو ذهب الى ذلك وانني لأدعوه لاغتنام هذه الفرصة السانحة التي ليس ليس من السهولة بمكان الحصول عليها وانني لأقرا مستقبله الذي سيكون باهرا فيما لو استمر على هذا الحال.
ويلتقط هيثم الحديث مشيرا: إن المفاجأة الكبرى التي ادهشتني كثيرا حينما وبعد ان تم تناقل خبر مشروع تخرجي والمعدل الذي منحتني اياه جامعة بورتسموث بين الجامعات التخصصية البريطانية وصل هذا الخبر الى ابرز خبراء امن وحماية الحواسيب والتشفير الدوليين البروفيسور روس اندرسون رئيس مشروعات البحث العلمي ودراسات أمن الحواسيب وتشفير المعلومات بجامعة كامريدج البريطانية من خلال اتصاله الهاتفي بي وتقديم التهنئه والدعوه الى مقابلته, فلم يكن مني الا التوجه من بورتسموث الى مقر جامعة كامريدج وكانت فرصة لمقابلة هذه الشخصية ذات السمعة الكبيرة في مجال تخصصه خاصة وان لديه العديد من المؤلفات والدراسات والاوراق البحثية التي درستها خلال سنوات الدراسة الجامعية فكانت محطة هامة في حياتي أن التقي شخصيا مع ذلك الذي سهرت الليالي الطوال اقرأ ما بين سطور نظرياته والتي من خلالها نال احترام الخبراء الدوليين في ذات المجال والحصول على مرتبة الشخصية الاولى في جامعة كامبريدج والتي تعد من ضمن افضل جامعتين على مستوى العالم مع جامعة هارفرد الأمريكية، ولقرابة الساعتين عشت مستغربا امام احد علماء امن الحاسب الالي ومندهشا لاشادته بمستوى مشروع تخرجي وما احتواه من معلومات واراء الامر الذي حدى بهذه الشخصية ان تدعوني الى إكمال دراساتي العليا في أروقة هذه ألجامعه حينها لم استطع التعليق ولم تكن لي اية ردة فعل كوني ما زلت مندهشا فلم يكن منه الا التطرق الى أهمية امن المعلومات والطفرة الكبيرة التي تحدثها الانظمة التقنية وصعوبة السيطرة عليها وحمايتها ومدى أهمية الدراسات و النظريات والمؤتمرات في هذا الشأن في ظل التطور المتسارع في هذا المجال.
والآن إلى أين؟
وحول المستقبل, اعتبر هيثم السناني ان هذه المرحلة هي القاعدة الصلبة التي سيتند عليها مستقبلي سواء في تكملة الدراسة وما الذي سيأتي بعدها, وعلى كل حال فانا عازم على البدء مباشرة في دراسة الدكتوراه حيث ان ما حققته وما ترتب عليه يشكل فرصة ثمينة في تحقيق ما اصبو اليه وليس من الصائب على المرء ان يفوت مثل هذه الفرص.
وكما هي فرصة سانحة اشكر من خلالها كافة العاملين في جريدة "الوطن" الغراء ان تنشر لي وللمرة الثانية بعد ان نشرت خبر تكريمي مع زملاء لي ممن حصلوا على الدرجات الاولى في الثانوية العامة لعام 2003 حينما حصلت على الترتيب الأول على مستوى السلطنة (علوم اسلامية).
نقلا عن جريدة الوطن
:):):)
:):):)
: 
: 
: