صباح مميز ل أناس مميزين
أثارني هذا المقال المعروض في جريدة الوطن للكاتب سالم الرحبي واحببت ان نتشاطر الحوار فية لما للموضوع من أهمية كبيرة وتمس فئة الشباب بشكل كبير..
أسأل الله أن يديم تميزكم
صوت
"زمن تشكي منه، ترجع تبكي عليه"
هكذا يقول المثل العاميّ لدينا ، للتغني بأمجاد زمن مضى كنا نطالب بتغييره .. استحضر هذا المثل في كل مرة أدير فيها موجة المذياع على إحدى إذاعاتنا الخاصة .. وأذكر في فترة ما اني كنت من اشد المطالبين بضرورة إشراك القطاع الخاص في العملية الاعلامية المسموعة والمرئية في السلطنة وبضرورة تجديد الخطابية والطرح للخروج بمادة إعلامية مبنية على التنافسية في استقطاب المتلقي.
تلك الرغبة وذلك الحماس بدأ يفتر لديّ بدرجة كبيرة وسط ما اسمعه من طرح سطحي وساذج تمطرنا به الاذاعات الخاصة يتمثل في قلة الخبرة الواضحة التي يشكو منها القائمون عليها سواء معدين او مخرجين او مقدمين لبرامجها.. وفي حديثي مع احدهم أوضح لي ان الرقابة الشديدة على المادة المطروحة هي ما يعرقل الطرح الجاد الذي تود هذه الاذاعات أن تتبناه، وهو عذر قد يكون أقبح من ذنب إذا أخذنا في الاعتبار تنوع البرامج والطروحات الاذاعية التي يمكن ان تتبناها الاذاعة ، فإذا كانت الرقابة شديدة في عملية الطرح السياسي او التطرق الى مواضيع محلية تمس بعض الجهات، فإن هناك جوانب اخرى تتمثل في الاهتمامات الثقافية والفكرية والحضارية لهذا البلد العريق والابحار في مكنوناته الجمالية وتراثه الضارب في عمق الأصالة، اضافة الى مقوماته السياحية وتبايناته الموسيقية وثرائه بالعديد من الطاقات الابداعية في مختلف المجالات الحياتية وفي مختلف الحقول الابداعية.
الطرح الجاد لا يعني أبداً التطرق الى مناقشة القضايا الحساسة وانما هو احترام ذائقة المتلقي ومخاطبته بما يتواءم مع رغباته وتطلعاته، وليس الاستخفاف به من خلال برامج غاية في السذاجة لا هم لها سوى التكسب من الاتصالات والرسائل القصيرة، أو برامج حوارية تستقطب فنانين ومطربين لا يملكون من الفن والطرب سوى اسمه الذي استباحوه زوراً وبهتانا، لتكرر عليهم المذيعة نفس أسئلتها البائتة في كل مرة.. والطريف في الأمر ان من تستضيفه تسأله في كل مرة عن عدم لجوئه الى استخدام الفتيات في تصوير اغانيه رغم ان جميعهم من الجيل الذي لا يعتمد على صوته قدر اعتماده على تلويات الخصور ورجرجة الأرداف.
الخروج من قوقعة (السطحي) يتطلب كفاءات تعي معنى الطرح الاعلامي الراقي وتعرف مدى الثراء الثقافي الذي تتمتع به هذه البلد لتستغله الاستغلال الأمثل ، ولا يتأتى ذلك إلا بالاستعانة بمن هو قريب من مكنوناته وسابر لأغوار جمالياته.
* سالم الرحبي
أثارني هذا المقال المعروض في جريدة الوطن للكاتب سالم الرحبي واحببت ان نتشاطر الحوار فية لما للموضوع من أهمية كبيرة وتمس فئة الشباب بشكل كبير..
أسأل الله أن يديم تميزكم
صوت
"زمن تشكي منه، ترجع تبكي عليه"
هكذا يقول المثل العاميّ لدينا ، للتغني بأمجاد زمن مضى كنا نطالب بتغييره .. استحضر هذا المثل في كل مرة أدير فيها موجة المذياع على إحدى إذاعاتنا الخاصة .. وأذكر في فترة ما اني كنت من اشد المطالبين بضرورة إشراك القطاع الخاص في العملية الاعلامية المسموعة والمرئية في السلطنة وبضرورة تجديد الخطابية والطرح للخروج بمادة إعلامية مبنية على التنافسية في استقطاب المتلقي.
تلك الرغبة وذلك الحماس بدأ يفتر لديّ بدرجة كبيرة وسط ما اسمعه من طرح سطحي وساذج تمطرنا به الاذاعات الخاصة يتمثل في قلة الخبرة الواضحة التي يشكو منها القائمون عليها سواء معدين او مخرجين او مقدمين لبرامجها.. وفي حديثي مع احدهم أوضح لي ان الرقابة الشديدة على المادة المطروحة هي ما يعرقل الطرح الجاد الذي تود هذه الاذاعات أن تتبناه، وهو عذر قد يكون أقبح من ذنب إذا أخذنا في الاعتبار تنوع البرامج والطروحات الاذاعية التي يمكن ان تتبناها الاذاعة ، فإذا كانت الرقابة شديدة في عملية الطرح السياسي او التطرق الى مواضيع محلية تمس بعض الجهات، فإن هناك جوانب اخرى تتمثل في الاهتمامات الثقافية والفكرية والحضارية لهذا البلد العريق والابحار في مكنوناته الجمالية وتراثه الضارب في عمق الأصالة، اضافة الى مقوماته السياحية وتبايناته الموسيقية وثرائه بالعديد من الطاقات الابداعية في مختلف المجالات الحياتية وفي مختلف الحقول الابداعية.
الطرح الجاد لا يعني أبداً التطرق الى مناقشة القضايا الحساسة وانما هو احترام ذائقة المتلقي ومخاطبته بما يتواءم مع رغباته وتطلعاته، وليس الاستخفاف به من خلال برامج غاية في السذاجة لا هم لها سوى التكسب من الاتصالات والرسائل القصيرة، أو برامج حوارية تستقطب فنانين ومطربين لا يملكون من الفن والطرب سوى اسمه الذي استباحوه زوراً وبهتانا، لتكرر عليهم المذيعة نفس أسئلتها البائتة في كل مرة.. والطريف في الأمر ان من تستضيفه تسأله في كل مرة عن عدم لجوئه الى استخدام الفتيات في تصوير اغانيه رغم ان جميعهم من الجيل الذي لا يعتمد على صوته قدر اعتماده على تلويات الخصور ورجرجة الأرداف.
الخروج من قوقعة (السطحي) يتطلب كفاءات تعي معنى الطرح الاعلامي الراقي وتعرف مدى الثراء الثقافي الذي تتمتع به هذه البلد لتستغله الاستغلال الأمثل ، ولا يتأتى ذلك إلا بالاستعانة بمن هو قريب من مكنوناته وسابر لأغوار جمالياته.
* سالم الرحبي