مكتبة قصائد قباني

    • مكتبة قصائد قباني

      اولا من هو نزار قباني


      نزار قباني في سطور

      نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق (سوريا) عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة هي أسرة قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .
      يقول نزار قباني عن نشأته "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 في بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية".
      التحق بعد تخرجة بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولها " قالت لي السمراء " 1944 .
      بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).
      كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".
      تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء و وتوفيق . و الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها عُمر و زينب . توفي ابنه توفيق و هو في السابعة عشرة من عمرة مصاباً بمرض القلب و كانت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، و قد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني. وفي عام 1982 قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس ..
      بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته . ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل ..خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .
      وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره .
      كل الأساطير ماتت ….
      بموتك … وانتحرت شهرزاد .




      ومن اجمل قصائــــــده



      الحَسْناءُ والدّفْتر

      قالت: أتسمح أن تزين دفتري

      بعبارة، أو بيت شعرٍ واحد..

      بيتٍ أخبئه بليل ضفائري

      وأريحه كالطفل فوق وسائدي

      قل ما تشاء، فإن شعرك شاعري

      أغلى وأروع من جميع قلائدي

      ذات المفكرة الصغيرة.. أعذري

      ما عاد ماردك القديم بمارد

      من أين؟ أحلى القارئات أتيتني

      أنا لست أكثر من سراجٍ خامد..

      أشعاري الأولى. أنا أحرقتها

      ورميت كل مزاهري وموائدي..

      أنت الربيع.. بدفئه وشموسه

      ماذا سأصنع بالربيع العائد؟.

      لا تبحثي عني خلال كتابتي..

      شتان ما بيني وبين قصائدي..

      أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ

      وأعمر الدنيا ببيتٍ شارد..

      بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ

      وأثرت نخوة كل نهدٍ ناهد

      أشعلت في حطب النجوم حرائقاً

      وأنا أمامك كالجدار البارد..

      كتبي التي أحببتها وقرأتها

      ليست سوى ورقٍ.. وحبرٍ جامد

      لا تخدعي ببروقها ورعودها

      فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي

      سيفي أنا خشبٌ.. فلا تتعجبي

      إن لم يضمك، يا جميلة، ساعدي.

      إني أحارب بالحروف وبالرؤى

      ومن الدخان صنعت كل مشاهدي

      شيدت للحب الأنيق معابداً

      وسقطت مقتولاً .. أمام معابدي..

      قزحية العينين.. تلك حقيقتي..

      هل بعد هذا تقرأين قصائدي؟











      يوميات إمرأة

      لماذا في مدينتنا ؟

      نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

      ونسرق من شقوق الباب موعدنا

      ونستعطي الرسائل

      والمشاويرا

      لماذا في مدينتنا ؟

      يصيدون العواطف والعصافيرا

      لماذا نحن قصديرا ؟

      وما يبقى من الإنسان

      حين يصير قصديرا ؟

      لماذا نحن مزدوجون

      إحساسا وتفكيرا ؟

      لماذا نحن ارضيون ..

      تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

      لماذا أهل بلدتنا ؟

      يمزقهم تناقضهم

      ففي ساعات يقظتهم

      يسبون الضفائر والتنانيرا

      وحين الليل يطويهم

      يضمون التصاويرا

      أسائل دائماً نفسي

      لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

      لكل الناس

      كل الناس

      مثل أشعة الفجر

      لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

      ومثل الماء في النهر

      ومثل الغيم ، والأمطار ،

      والأعشاب والزهر

      أليس الحب للإنسان

      عمراً داخل العمر ؟

      لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

      طبيعياً

      كلقيا الثغر بالثغر

      ومنساباً

      كما شعري على ظهري

      لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟

      كما الأسماك في البحر

      كما الأقمار في أفلاكها تجري

      لماذا لا يكون الحب في بلدي

      ضرورياً

      كديوان من الشعر

      انا نهدي في صدري

      كعصفورين

      قد ماتا من الحر

      كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

      كم اضطهدا

      وكم رقدا على الجمر

      وكم رفضا مصيرهما

      وكم ثارا على القهر

      وكم قطعا لجامهما

      وكم هربا من القبر

      متى سيفك قيدهما

      متى ؟

      يا ليتني ادري

      نزلت إلى حديقتنا

      ازور ربيعها الراجع

      عجنت ترابها بيدي

      حضنت حشيشها الطالع

      رأيت شجيرة الدراق

      تلبس ثوبها الفاقع

      رأيت الطير محتفلاً

      بعودة طيره الساجع

      رأيت المقعد الخشبي

      مثل الناسك الراجع

      سقطت عليه باكية

      كأني مركب ضائع

      احتى الأرض ياربي ؟

      تعبر عن مشاعرها

      بشكل بارع ... بارع

      احتى الأرض ياربي

      لها يوم .. تحب فيه ..

      تبوح به ..

      تضم حبيبها الراجع

      وفوق العشب من حولي

      لها سبب .. لها الدافع

      فليس الزنبق الفارع

      وليس الحقل ، ليس النحل

      ليس الجدول النابع

      سوى كلمات هذى الأرض ..

      غير حديثها الرائع

      أحس بداخلي بعثاً

      يمزق قشرتي عني

      ويدفعني لان أعدو

      مع الأطفال في الشارع

      أريد..

      أريد..

      كايه زهرة في الروض

      تفتح جفنها الدامع

      كايه نحله في الحقل

      تمنح شهدها النافع

      أريد..

      أريد أن أحيا

      بكل خليه مني

      مفاتن هذه الدنيا

      بمخمل ليلها الواسع

      وبرد شتائها اللاذع

      أريد..

      أريد أن أحيا

      بكل حرارة الواقع

      بكل حماقة الواقع

      يعود أخي من الماخور ...

      عند الفجر سكرانا ...

      يعود .. كأنه السلطان ..

      من سماه سلطانا ؟

      ويبقى في عيون الأهل

      أجملنا ... وأغلانا ..

      ويبقى في ثياب العهر

      اطهرنا ... وأنقانا

      يعود أخي من الماخور

      مثل الديك .. نشوانا

      فسبحان الذي سواه من ضوء

      ومن فحم رخيص نحن سوانا

      وسبحان الذي يمحو خطاياه

      ولا يمحو خطايانا

      تخيف أبي مراهقتي

      يدق لها

      طبول الذعر والخطر

      يقاومها

      يقاوم رغوة الخلجان

      يلعن جراة المطر

      يقاوم دونما جدوى

      مرور النسغ في الذهر

      أبي يشقى

      إذا سالت رياح الصيف عن شعري

      ويشقى إن رأى نهداي

      يرتفحان في كبر

      ويغتسلان كالأطفال

      تحت أشعه القمر

      فما ذنبي وذنبهما

      هما مني هما قدري

      متى يأتي ترى بطلي

      لقد خبأت في صدري

      له ، زوجا من الحجل

      وقد خبأت في ثغري

      له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

      له ، مجدولة الخصل

      ليخطفني

      ليكسر باب معتقلي

      فمنذ طفولتي وأنا

      أمد على شبابيكي

      حبال الشوق والأمل

      واجدل شعري الذهبي كي يصعد

      على خصلاته .. بطلي

      يروعني ..

      شحوب شقيقتي الكبرى

      هي الأخرى

      تعاني ما أعانيه

      تعيش الساعة الصفرا

      تعاني عقده سوداء

      تعصر قلبها عصرا

      قطار الحسن مر بها

      ولم يترك سوى الذكرى

      ولم يترك من النهدين

      إلا الليف والقشرا

      لقد بدأت سفينتها

      تغوص .. وتلمس القعرا

      أراقبها وقد جلست

      بركن ، تصلح الشعرا

      تصففه .. وتخربه

      وترسل زفرة حرى

      تلوب .. تلوب .. في الردهات

      مثل ذبابة حيرى

      وتقبح في محارتها

      كنهر .. لم يجد مجرى

      سأكتب عن صديقاتي

      فقصه كل واحده

      أرى فيها .. أرى ذاتي

      ومأساة كمأساتي

      سأكتب عن صديقاتي

      عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

      عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

      عن الأبواب لا تفتح

      عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

      عن الحلمات تحت حريرها تنبح

      عن الزنزانة الكبرى

      وعن جدارنها السود

      وعن آلاف .. آلاف الشهيدات

      دفن بغير أسماء

      بمقبرة التقاليد

      صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

      داخل متحف مغلق

      نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

      مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

      وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

      بلا خوف

      سأكتب عن صديقاتي

      عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

      عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

      عن الأشواق تدفن في المخدات

      عن الدوران في اللاشيء

      عن موت الهنيهات

      صديقاتي

      رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

      سبايا في حريم الشرق

      موتى غير أموات

      يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

      صديقاتي

      طيور في مغائرها

      تموت بغير أصوات

      خلوت اليوم ساعات

      إلى جسدي

      أفكر في قضاياه

      أليس هوالثاني قضاياه ؟

      وجنته وحماه ؟

      لقد أهملته زمنا

      ولم اعبا بشكواه

      نظرت إليه في شغف

      نظرت إليه من أحلى زواياه

      لمست قبابه البيضاء

      غابته ومرعاه

      إن لوني حليبي

      كان الفجر قطره وصفاه

      أسفت لا نه جسدي

      أسفت على ملاسته

      وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

      رثيت له

      لهذا الوحش يأكل من وسادته

      لهذا الطفل ليس تنام عيناه

      نزعت غلالتي عني

      رأيت الظل يخرج من مراياه

      رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

      تحرر من قطيفته

      ومزق عنه " تفتاه "

      حزنت انا لمرآه

      لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

      لماذا الله أشقاني

      بفتنته .. وأشقاه ؟

      وعلقه بأعلى الصدر

      جرحاً .. لست أنساه

      لماذا يستبد ابي ؟

      ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

      كسطر في جريدته

      ويحرص على أن أظل له

      كأني بعض ثروته

      وان أبقى بجانبه

      ككرسي بحجرته

      أيكفي أنني ابنته

      أني من سلالته

      أيطعمني أبي خبزاً ؟

      أيغمرني بنعمته ؟

      كفرت انا .. بمال أبي

      بلؤلؤة ... بفضته

      أبي لم ينتبه يوماً

      إلى جسدي .. وثورته

      أبي رجل أناني

      مريض في محبته

      مريض في تعنته

      يثور إذا رأى صدري

      تمادى في استدارته

      يثور إذا رأى رجلاً

      يقرب من حديقته

      أبي ...

      لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

      سيأتي ألف عصفور

      ليسرق من حديقته

      على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

      وابسط فوقها في فرح وعفوية

      أمشط فوقها شعري

      وارمي كل أثوابي الحريرية

      أنام , أفيق , عارية ..

      أسير .. أسير حافية

      على صفحات أوراقي السماوية

      على كراستي الزرقاء

      استرخي على كيفي

      واهرب من أفاعي الجنس

      والإرهاب ..

      والخوف ..

      واصرخ ملء حنجرتي

      انا امرأة .. انا امرأة

      انا انسانة حية

      أيا مدن التوابيت الرخامية

      على كراستي الزرقاء

      تسقط كل أقنعتي الحضارية

      ولا يبقى سوى نهدي

      تكوم فوق أغطيتي

      كشمس استوائية

      ولا يبقى سوى جسدي

      يعبر عن مشاعره

      بلهجته البدائية

      ولا يبقى .. ولا يبقى ..

      سوى الأنثى الحقيقة

      صباح اليوم فاجأني

      دليل أنوثتي الأول

      كتمت تمزقي

      وأخذت ارقب روعة الجدول

      واتبع موجه الذهبي

      اتبعه ولا أسال

      هنا .. أحجار ياقوت

      وكنز لألي مهمل

      هنا .. نافورة جذلى

      هنا .. جسر من المخمل

      ..هنا

      سفن من التوليب

      ترجوا الأجمل الأجمل

      هنا .. حبر بغير يد

      هنا .. جرح ولا مقتل

      أأخجل منه ..

      هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

      انا للخصب مصدره وأنا يده

      وأنا المغزل ...








      كتاب الحب

      1

      ما دمت يا عصفورتي الخضراء

      حبيبتي

      إذن .. فإن الله في السماء

      2

      : تسألني حبيبتي

      ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟

      الفرق ما بينكما

      أنك إن ضحكت يا حبيبتي

      أنسى السما

      3

      الحب يا حبيبتي

      قصيدة جميلة مكتوبة على القمر

      الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر

      . . الحب منقوش على

      ريش العصافير ، وحبات المطر

      لكن أي امرأة في بلدي

      إذا أحبت رجلا

      ترمى بخمسين حجر

      4

      حين أنا سقطت في الحب

      . . تغيرت

      تغيرت مملكة الرب

      صار الدجى ينام في معطفي

      وتشرق الشمس من الغرب

      5

      يا رب قلبي لم يعد كافيا

      لأن من أحبها .. تعادل الدنيا

      فضع بصدري واحدا غيره

      يكون في مساحة الدنيا

      6

      ما زلت تسألني عن عيد ميلادي

      سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله

      تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي

      7

      لو خرج المارد من قمقمه

      وقال لي : لبيك

      دقيقة واحدة لديك

      تختار فيها كل ما تريده

      من قطع الياقوت والزمرد

      لاخترت عينيك .. بلا تردد

      8

      ذات العينين السوداوين

      ذات العينين الصاحيتين الممطرتين

      لا أطلب أبدا من ربي

      إلا شيئين

      أن يحفظ هاتين العينين

      ويزيد بأيامي يومين

      كي أكتب شعرا

      في هاتين اللؤلؤتين

      9

      لو كنت يا صديقتي

      بمستوى جنوني

      رميت ما عليك من جواهر

      وبعت ما لديك من أساور

      و نمت في عيوني

      10

      أشكوك للسماء

      أشكوك للسماء

      كيف استطعت ، كيف ، أن تختصري

      جميع ما في الكون من نساء

      11

      لأن كلام القواميس مات

      لأن كلام المكاتيب مات

      لأن كلام الروايات مات

      أريد اكتشاف طريقة عشق

      أحبك فيها .. بلا كلمات

      12

      أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم

      لمحوك تغتسلين في أحداقي

      أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم

      قرأوك في حبري وفي أوراقي

      للحب رائحة .. وليس بوسعها

      أن لا تفوح .. مزارع الدراق

      13

      أكره أن أحب مثل الناس

      أكره أن أكتب مثل الناس

      أود لو كان فمي كنيسة

      . . وأحرفي أجراس

      14

      ذوبت في غرامك الأقلام

      . . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر

      حتى انتهى الكلام

      علقت حبي لك في أساور الحمام

      ولم أكن أعرف يا حبيبتي

      أن الهوى يطير كالحمام

      15

      عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي

      فأولا : حبيبتي أنت

      وثانيا : حبيبتي أنت

      وثالثا : حبيبتي أنت

      ورابعا وخامسا

      وسادسا وسباعا

      وثامنا وتاسعا

      وعاشرا . . حبيبتي أنت

      16

      حبك يا عميقة العينين

      تطرف

      تصوف

      عبادة

      حبك مثل الموت والولادة

      صعب بأن يعاد مرتين

      17

      عشرين ألف امرأة أحببت

      عشرين ألف امرأة جربت

      وعندما التقيت فيك يا حبيبتي

      شعرت أني الآن قد بدأت

      18

      لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر

      نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي

      فنادق العالم لا تعجبني

      الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر

      لكنهم هنالك يا حبيبتي

      لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة

      فهل تجيئين معي

      يا قمري . . إلى القمر

      19

      لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك

      لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك

      فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك

      ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك

      وحين يأتي الصيف يا حبيبتي

      أسبح كالأسماك في بحرتي عينيك

      20

      لو كنت تذكرين كل كلمة

      لفظتها في فترة العامين

      لو أفتح الرسائل الألف .. التي

      كتبت في عامين كاملين

      كنا بآفاق الهوى

      طرنا حمامتين

      وأصبح الخاتم في

      إصبعك الأيسر . . خاتمين

      21

      لمذا .. لمذا .. منذ صرت حبيبتي

      يضيء مدادي .. والدفاترتعشب

      تغيرت الأشياء منذ عشقتني

      وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب

      ولست نبياً مرسلاً غير أنني

      أصير نبياً .. عندما عنك أكتب ..

      22

      23

      محفورة أنت على وجه يدي

      كأٍسطر كوفية

      على جدار مسجد

      محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي

      وفي ذراع المقعد

      وكلما حاولت أن تبتعدي

      دقيقة واحدة

      أراك في جوف يدي

      24

      لا تحزني

      إن هبط الرواد في أرض القمر

      فسوف تبقين بعيني دائما

      أحلى قمر

      25

      حين أكون عاشقا

      أشعر أني ملك الزمان

      أمتلك الأرض وما عليها

      وأدخل الشمس على حصاني

      26

      حين أكون عاشقا

      أجعل شاه الفرس من رعيتي

      وأخضع الصين لصولجاني

      وأنقل البحار من مكانها

      ولو أردت أوقف الثواني

      27

      حين أكون عاشقا

      أصبح ضوءا سائلا

      لاتستطيع العين أن تراني

      وتصبح الأشعار في دفاتري

      حقول ميموزا وأقحوان

      28

      حين أكون عاشقا

      تنفجر المياه من أصابعي

      وينبت العشب على لساني

      حين أكون عاشقا

      أغدو زمنانا خارج الزمان

      29

      إني أحبك عندما تبكينا

      وأحب وجهك غائما وحزينا

      الحزن يصهرنا معا ويذيبنا

      من حيث لا أدري ولا تدرينا

      تلك الدموع الهاميات أحبها

      وأحب خلف سقوطها تشرينا

      بعض النساء وجوههن جميلة

      وتصير أجمل .. عندما يبكينا

      30

      31

      أخطأت يا صديقتي بفهمي

      فما أعاني عقدة

      ولا أنا أوديب في غرائزي وحلمي

      لكن كل امرأة أحببتها

      أردت أن تكون لي

      حبيبتي وأمي

      من كل قلبي أشتهي

      لو تصبحين أمي

      32

      جميع ما قالوه عني صحيح

      جميع ماقالوه عن سمعتي

      في العشق والنساء قول صحيح

      لكنهم لم يعرفوا أنني

      أنزف في حبك مثل المسيح

      33

      يحدث أحيانا أن أبكي

      مثل الأطفال بلا سبب

      يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين

      . . بلا سبب

      يحدث أن أتعب من كلماتي

      من أوراق من كتبي

      يحدث أن أتعب من تعبي

      34

      عيناك مثل الليلة الماطرة

      مراكبي غارقة فيها

      كتابتي منسية فيها

      إن المرايا ما لها ذاكره

      35

      كتبت فوق الريح

      إسم التي أحبها

      كتبت فوق الماء

      لم أدر أن الريح

      لا تحسن الإصغاء

      لم أدر أن الماء

      لا يحفظ الأسماء

      36

      ما زلت يا مسافره

      مازلت بعد السنة العاشره

      مزروعه

      كالرمح في الخاصره

      37

      كرمال هذا الوجه والعينين

      قد زارنا الربيع هذا العام مرتين

      وزارنا النبي مرتين

      38

      أهطل في عينيك كالسحابه

      أحمل في حقائبي إليهما

      كنزا من الأحزان والكآبه

      أحمل ألف جدول

      وألف ألف غابه

      وأحمل التاريخ تحت معطفي

      وأحرف الكتابه

      39

      أروع ما في حبنا أنه

      ليس له عقل ولا منطق

      أجمل ما في حبنا أنه

      يمشي على الماء ولا يغرق

      40

      لا تقلقي . يا حلوة الحلوات

      ما دمت في شعري وفي كلماتي

      قد تكبرين مع السنين .. وإنما

      لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي

      41

      ليس يكفيك أن تكوني جميله

      كان لابد من مرورك يوما

      بذراعي

      كي تصيري جميله

      42

      وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي

      أحس أني راكب سجادة سحريه

      فغيمة وردية ترفعني

      وبعدها .. تأتي البنفسجيه

      أدور في عينيك يا حبيبتي

      أدور مثل الكرة الأرضيه

      43

      كم تشبهين السمكه

      سريعة في الحب .. مثل السمكه

      قتلت ألف امرأة .. في داخلي

      وصرت أنت الملكه

      44

      .. إني رسول الحب

      أحمل للنساء مفاجآتي

      لو انني بالخمر .. لم أغسلهما

      نهداك.. ماكانا على قيد الحياة

      فإذا استدارت حلمتاك

      فتلك أصغر معجزاتي

      45

      أجمل مافيك هو الجنون

      أجمل ما فيك ، إذا سمحت

      خروج نهديك على القانون

      46

      تعري فمنذ زمان طويل

      على الأرض لم تسقط المعجزات

      تعري .. تعري

      أنا أخرس

      وجسمك يعرف كل اللغات

      47

      كان نهداك .. في العصور الخوالي

      ينشدان السلام مثل الحمامه

      كيف ما بين ليلة وضحاها

      صار نهداك .. مثل يوم القيامه ؟

      48

      ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي

      ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا

      وقاوميني بما أوتيت من حيل

      إذا أتيتك كالبركان مشتعلا

      أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها

      تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى

      49

      كم تغيرت بين عام وعام

      كان همي أن تخلعي كل شيء

      وتظلي كغابة من رخام

      وأنا اليوم لا أريدك إلا

      أن تكوني .. إشارة استفهام

      50

      وكلما انفصلت عن واحدة

      أقول في سذاجة

      سوف تكون المرأة الأخيره

      والمرة الأخيره

      وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة

      ومت ألف مرة

      ولم أزل أقول

      " تلك المرة الأخيره "

      51

      عبثا ما أكتب سيدتي

      إحساسي أكبر من لغتي

      وشعوري نحوك يتخطى

      صوتي .. يتحطى حنجرتي

      عبثا ما أكتب .. ما دامت

      كلماتي .. أوسع من شفتي

      أكرهها كل كتاباتي

      مشكلتي أنك مشكلتي

      52

      لأن حبي لك فوق مستوى الكلام

      قررت أن أسكت .. . . والسلام






      رفقاً باعصابي

      شرشت ..

      في لحمي و أعصابي ..

      و ملكتني بذكاء سنجاب

      شرشت .. في صوتي ، و في لغتي

      و دفاتري ، و خيوط أثوابي ..

      شرشت بي .. شمساً و عافيةً

      و كسا ربيعك كل أبوابي ..

      شرشت .. حتى في عروق يدي

      وحوائجي .. و زجاج أكوابي ..

      شرشت بي .. رعداً .. و صاعقةً

      و سنابلاً ، و كروم أعناب

      شرشت .. حتى صار جوف يدي

      مرعى فراشاتٍ .. و أعشاب

      تتساقط الأمطار .. من شفتي ..

      و القمح ينبت فوق أهدابي ..

      شرشت .. حتى العظم .. يا امرأةً

      فتوقفي .. رفقاً بأعصابي




      أشهد أن لا أمرأه إلا أنت

      أشهد أن لا امرأة ً

      أتقنت اللعبة إلا أنت

      واحتملت حماقتي

      عشرة أعوام كما احتملت

      واصطبرت على جنوني مثلما صبرت

      وقلمت أظافري

      ورتبت دفاتري

      وأدخلتني روضة الأطفال

      إلا أنت ..

      2

      أشهد أن لا امرأة ً

      تشبهني كصورة زيتية

      في الفكر والسلوك إلا أنت

      والعقل والجنون إلا أنت

      والملل السريع

      والتعلق السريع

      إلا أنت ..

      أشهد أن لا امرأة ً

      قد أخذت من اهتمامي

      نصف ما أخذت

      واستعمرتني مثلما فعلت

      وحررتني مثلما فعلت

      3

      أشهد أن لا امرأة ً

      تعاملت معي كطفل عمره شهران

      إلا أنت ..

      وقدمت لي لبن العصفور

      والأزهار والألعاب

      إلا أنت ..

      أشهد أن لا امرأة ً

      كانت معي كريمة كالبحر

      راقية كالشعر

      ودللتني مثلما فعلت

      وأفسدتني مثلما فعلت

      أشهد أن لا امرأة

      قد جعلت طفولتي

      تمتد للخمسين .. إلا أنت

      4

      أشهد أن لا امرأة ً

      تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت

      وإن في سرتها

      مركز هذا الكون

      أشهد أن لا امرأة ً

      تتبعها الأشجار عندما تسير

      إلا أنت ..

      ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي

      إلا أنت ..

      وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي

      إلا أنت

      أشهد أن لا امرأة ً

      إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة

      وحرضت رجولتي علي

      إلا أنت ..

      5

      أشهد أن لا امرأة ً

      توقف الزمان عند نهدها الأيمن

      إلا أنت ..

      وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر

      إلا أنت ..

      أشهد أن لا امرأة ً

      قد غيرت شرائع العالم إلا أنت

      وغيرت

      خريطة الحلال والحرام

      إلا أنت ..

      6

      أشهد أن لا امرأة ً

      تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال

      تحرقني .. تغرقني

      تشعلني .. تطفئني

      تكسرني نصفين كالهلال

      أشهد أن لا امرأة ً

      تحتل نفسي أطول احتلال

      وأسعد احتلال

      تزرعني

      وردا دمشقيا

      ونعناعا

      وبرتقال

      يا امرأة

      اترك تحت شعرها أسئلتي

      ولم تجب يوما على سؤال

      يا امرأة هي اللغات كلها

      لكنها

      تلمس بالذهن ولا تقال

      7

      أيتها البحرية العينين

      والشمعية اليدين

      والرائعة الحضور

      أيتها البيضاء كالفضة

      والملساء كالبلور

      أشهد أن لا امرأة ً

      على محيط خصرها . .تجتمع العصور

      وألف ألف كوكب يدور

      أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي

      على ذراعيها تربى أول الذكور

      وآخر الذكور

      8

      أيتها اللماحة الشفافة

      العادلة الجميلة

      أيتها الشهية البهية

      الدائمة الطفوله

      أشهد أن لا امرأة ً

      تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت

      وكسرت أصنامهم

      وبددت أوهامهم

      وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت

      أشهد أن لا امرأة

      إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة

      واعتبرت حبي لها

      خلاصة الفضيله

      9

      أشهد أن لا امرأة ً

      جاءت تماما مثلما انتظرت

      وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت

      وجاء شكل نهدها

      مطابقا لكل ما خططت أو رسمت

      أشهد أن لا امرأة ً

      تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت

      تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت

      يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها

      لكنها برغم شعري كله

      قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

      10

      أشهد أن لا امرأة ً

      مارست الحب معي بمنتهى الحضاره

      وأخرجتني من غبار العالم الثالث

      إلا أنت

      أشهد أن لا امرأة ً

      قبلك حلت عقدي

      وثقفت لي جسدي

      وحاورته مثلما تحاور القيثاره

      أشهد أن لا امرأة ً

      إلا أنت ..

      إلا أنت ..

      إلا أنت ..






      شكرا

      شكرا لحبك..

      فهو معجزتي الأخيره..

      بعدما ولى زمان المعجزات.

      شكرا لحبك..

      فهو علمني القراءة، والكتابه،

      وهو زودني بأروع مفرداتي..

      وهو الذي شطب النساء جميعهن .. بلحظه

      واغتال أجمل ذكرياتي..

      شكرا من الأعماق..

      يا من جئت من كتب العبادة والصلاه

      شكرا لخصرك، كيف جاء بحجم أحلامي، وحجم تصوراتي

      ولوجهك المندس كالعصفور،

      بين دفاتري ومذكراتي..

      شكرا لأنك تسكنين قصائدي..

      شكرا...

      لأنك تجلسين على جميع أصابعي

      شكرا لأنك في حياتي..

      شكرا لحبك..

      فهو أعطاني البشارة قبل كل المؤمنين

      واختارني ملكا..

      وتوجني..

      وعمدني بماء الياسمين..

      شكرا لحبك..

      فهو أكرمني، وأدبني ، وعلمني علوم الأولىن

      واختصني، بسعادة الفردوس ، دون العالمين شكرا..

      لأيام التسكع تحت أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين

      ولكل ساعات الضلال، وكل ساعات اليقين

      شكرا لعينيك المسافرتين وحدهما..

      إلى جزر البنفسج ، والحنين..

      شكرا..

      على كل السنين الذاهبات..

      فإنها أحلى السنين..

      شكرا لحبك..

      فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء

      وهو الذي يبكي على صدري..

      إذا بكت السماء

      شكرا لحبك فهو مروحه..

      وطاووس .. ونعناع .. وماء

      وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء...

      وهو المفاجأة التي قد حار فيها الأنبياء..

      شكرا لشعرك .. شاغل الدنيا ..

      وسارق كل غابات النخيل

      شكرا لكل دقيقه..

      سمحت بها عيناك في العمر البخيل

      شكرا لساعات التهور، والتحدي،

      واقتطاف المستحيل..

      شكرا على سنوات حبك كلها..

      بخريفها، وشتائها

      وبغيمها، وبصحوها،

      وتناقضات سمائها..

      شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل

      شكرا على الحزن الجميل ..

      شكرا على الحزن الجميل





      أحبك جداً

      أحبك جداً

      وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل

      وأعرف أنك ست النساء

      وليس لدي بديـل

      وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى

      ومات الكلام الجميل

      ...

      لست النساء ماذا نقول

      أحبك جدا...

      ...

      أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى

      وأنت بمنفى

      وبيني وبينك

      ريحٌ

      وغيمٌ

      وبرقٌ

      ورعدٌ

      وثلجٌ ونـار

      وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ

      وأعرف أن الوصول إليك

      انتحـار

      ويسعدني

      أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية

      ولو خيروني

      لكررت حبك للمرة الثانية

      ...

      يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر

      أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر

      أحبك جداً

      ...

      وأعرف أني أسافر في بحر عينيك

      دون يقين

      وأترك عقلي ورائي وأركض

      أركض

      أركض خلف جنونـي

      ...

      أيا امرأة تمسك القلب بين يديها

      سألتك بالله لا تتركيني

      لا تتركيني

      فماذا أكون أنا إذا لم تكوني

      أحبك جداً

      وجداً وجداً

      وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا

      وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا...

      وما همني

      إن خرجت من الحب حيا

      وما همني

      إن خرجت قتيلا






      طوق الياسمين

      طوق الياسمين

      شكراً.. لطوق الياسمين

      وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين

      معنى سوار الياسمين

      يأتي به رجل إليك

      ظننت أنك تدركين

      .......

      وجلست في ركن ركين

      تتسرحين

      وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين

      لحناً فرنسي الرنين

      لحناً كأيامي حزين

      قدماك في الخف المقصب

      جدولان من الحنين

      وقصدت دولاب الملابس

      تقلعين .. وترتدين

      وطلبت أن أختار ماذا تلبسين

      أفلي إذن ؟

      أفلي أنا تتجملين ؟

      ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين

      الأسود المكشوف من كتفيه

      هل تترددين ؟

      لكنه لون حزين

      لون كأيامي حزين

      ولبسته

      وربطت طوق الياسمين

      وظننت أنك تعرفين

      معنى سوار الياسمين

      يأتي به رجل إليك

      ظننت أنك تدركين..

      هذا المساء

      بحانة صغرى رأيتك ترقصين

      تتكسرين على زنود المعجبين

      تتكسرين

      وتدمدمين

      قي أذن فارسك الأمين

      لحناً فرنسي الرنين

      لحناً كأيامي حزين

      .......

      وبدأت أكتشف اليقين

      وعرفت أنك للسوى تتجملين

      وله ترشين العطور

      وتقلعين

      وترتدين

      ولمحت طوق الياسمين

      في الأرض .. مكتوم الأنين

      كالجثة البيضاء

      تدفعه جموع الراقصين

      ويهم فارسك الجميل بأخذه

      فتمانعين

      وتقهقهين

      " لاشيء يستدعي انحناك

      ذاك طوق الياسمين .. "




      اليوميات

      أسائل دائما نفسي:

      لماذا لا يكون الحب في الدنيا؟

      لكل الناس .. كل الناس..

      مثل أشعة الفجر...

      لماذا لا يكون الحب قي الدنيا؟

      مثل الماء في النهر..

      ومثل الغيم والأمطار,

      و الأعشاب والزهر...

      أليس الحب للإنسان

      عمراً داخل العمر؟؟؟..

      لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟

      طبيعياً...

      كأية زهرة بيضاء..

      طالعة من الصخر...

      طبيعيا ...

      كلقيا الثغر بالثغر...

      ومنسابا

      كما شعري على ظهري...

      لماذا لا يحب الناس... في لين وفي يسر؟

      كما الأسماك في البحر؟؟؟

      كما الأقمار في أفلاكها تجري...

      لماذا لا يكون الحب في بلدي؟

      ضروريا..

      كديوان من الشعر؟؟








      تلومني الدنيا

      تلومني الدنيا إذا أحببته

      كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته

      كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته

      كأنني أنا التي..

      للطير في السماء قد علمته

      وفي حقول القمح قد زرعته

      وفي مياه البحر قد ذوبته..

      كأنني.. أنا التي

      كالقمر الجميل في السماء..

      قد علقته..

      تلومني الدنيا إذا..

      سميت من أحب.. أو ذكرته..

      كأنني أنا الهوى..

      وأمه.. وأخته..

      هذا الهوى الذي أتى..

      من حيث ما انتظرته

      مختلفٌ عن كل ما عرفته

      مختلفٌ عن كل ما قرأته

      وكل ما سمعته

      لو كنت أدري أنه..

      نوعٌ من الإدمان.. ما أدمنته

      لو كنت أدري أنه..

      بابٌ كثير الريح.. ما فتحته

      لو كنت أدري أنه..

      عودٌ من الكبريت.. ما أشعلته

      هذا الهوى.. أعنف حبٍ عشته

      فليتني حين أتاني فاتحاً

      يديه لي.. رددته

      وليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته..

      هذا الهوى الذي أراه في الليل..

      على ستائري..

      أراه.. في ثوبي..

      وفي عطري.. وفي أساوري

      أراه.. مرسوماً على وجه يدي..

      أراه منقوشاً على مشاعري

      لو أخبروني أنه

      طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

      وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته

      لو أخبروني أنه..

      سيضرم النيران في دقائقٍ

      ويقلب الأشياء في دقائقٍ

      ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائقٍ

      لكنت قد طردته..

      يا أيها الغالي الذي..

      أرضيت عني الله.. إذ أحببته

      هذا الهوى أجمل حبٍ عشته

      أروع حبٍ عشته

      فليتني حين أتاني زائراً

      بالورد قد طوقته..

      وليتني حين أتاني باكياً

      فتحت أبوابي له.. وبسته






      خمس رسائل إلى أمي

      صباح الخير يا حلوه..

      صباح الخير يا قديستي الحلوه

      مضى عامان يا أمي

      على الولد الذي أبحر

      برحلته الخرافيه

      وخبأ في حقائبه

      صباح بلاده الأخضر

      وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر

      وخبأ في ملابسه

      طرابيناً من النعناع والزعتر

      وليلكةً دمشقية..

      أنا وحدي..

      دخان سجائري يضجر

      ومني مقعدي يضجر

      وأحزاني عصافيرٌ..

      تفتش –بعد- عن بيدر

      عرفت نساء أوروبا..

      عرفت عواطف الإسمنت والخشب

      عرفت حضارة التعب..

      وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر

      ولم أعثر..

      على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر

      وتحمل في حقيبتها..

      إلي عرائس السكر

      وتكسوني إذا أعرى

      وتنشلني إذا أعثر

      أيا أمي..

      أيا أمي..

      أنا الولد الذي أبحر

      ولا زالت بخاطره

      تعيش عروسة السكر

      فكيف.. فكيف يا أمي

      غدوت أباً..

      ولم أكبر؟

      صباح الخير من مدريد

      ما أخبارها الفلة؟

      بها أوصيك يا أماه..

      تلك الطفلة الطفله

      فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي..

      يدللها كطفلته

      ويدعوها إلى فنجان قهوته

      ويسقيها..

      ويطعمها..

      ويغمرها برحمته..

      .. ومات أبي

      ولا زالت تعيش بحلم عودته

      وتبحث عنه في أرجاء غرفته

      وتسأل عن عباءته..

      وتسأل عن جريدته..

      وتسأل –حين يأتي الصيف-

      عن فيروز عينيه..

      لتنثر فوق كفيه..

      دنانيراً من الذهب..

      سلاماتٌ..

      سلاماتٌ..

      إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة

      إلى أزهارك البيضاء.. فرحة "ساحة النجمة"

      إلى تختي..

      إلى كتبي..

      إلى أطفال حارتنا..

      وحيطانٍ ملأناها..

      بفوضى من كتابتنا..

      إلى قططٍ كسولاتٍ

      تنام على مشارقنا

      وليلكةٍ معرشةٍ

      على شباك جارتنا

      مضى عامان.. يا أمي

      ووجه دمشق،

      عصفورٌ يخربش في جوانحنا

      يعض على ستائرنا..

      وينقرنا..

      برفقٍ من أصابعنا..

      مضى عامان يا أمي

      وليل دمشق

      فل دمشق

      دور دمشق

      تسكن في خواطرنا

      مآذنها.. تضيء على مراكبنا

      كأن مآذن الأموي..

      قد زرعت بداخلنا..

      كأن مشاتل التفاح..

      تعبق في ضمائرنا

      كأن الضوء، والأحجار

      جاءت كلها معنا..

      أتى أيلول يا أماه..

      وجاء الحزن يحمل لي هداياه

      ويترك عند نافذتي

      مدامعه وشكواه

      أتى أيلول.. أين دمشق؟

      أين أبي وعيناه

      وأين حرير نظرته؟

      وأين عبير قهوته؟

      سقى الرحمن مثواه..

      وأين رحاب منزلنا الكبير..

      وأين نعماه؟

      وأين مدارج الشمشير..

      تضحك في زواياه

      وأين طفولتي فيه؟

      أجرجر ذيل قطته

      وآكل من عريشته

      وأقطف من بنفشاه

      دمشق، دمشق..

      يا شعراً

      على حدقات أعيننا كتبناه

      ويا طفلاً جميلاً..

      من ضفائره صلبناه

      جثونا عند ركبته..

      وذبنا في محبته

      إلى أن في محبتنا قتلناه...





      إمرأة من زجاج

      عيناك.. كلهما تحدي

      ولقد قبلت أنا التحدي!!

      يا أجبن الجبناء.. إقتربي

      فبرقك دون رعد

      هاتي سلاحك.. واضربي

      سترين كيف يكون ردي..

      إن كان حقدك قطرةً

      فالحقد كالطوفان عندي

      أنا لست أغفر كالمسيح

      ولن أدير إليك خدي

      السوط.. أصبح في يدي

      فتمزقي بسياط حقدي

      *

      يا آخر امرأةٍ.. تحاول

      أن تسد طريق مجدي

      جدران بيتك من زجاجٍ

      فاحذري أن تستبدي!

      سنرى غداً .. سنرى غداً

      من أنت بعد ذبول وردي

      *

      أتهددين بحبك الثاني..

      وزندٍ غير زندي؟

      إني لأعرف، يا رخيصة،

      أنني ما عدت وحدي..

      هذا الذي يسعى إليك الآن...

      لا أرضاه عبدي..

      فليمضغ النهد الذي

      خلفته أنقاض نهد..

      يكفيه ذلاً ... أنه

      قد جاء ماء البئر.. بعدي







      أُمّي

      في أيام الصيف..

      أذهب إلى حديقة النباتات في جنيف

      لأزور أمي...

      فهي تعمل بستانية لدى الحكومة السويسرية

      وتقبض عشرة فرنكات

      عن كل وردةٍ شامية

      تزرعها لهم...
    • تذكرة سَفر لامـرأةٍ أحبّهـا

      أرجوك يا سيدتي .. أن تتركي لبنان

      ، أرجوك باسم الحب ، باسم الملح

      أن تغادري لبنان

      .. فالبحر لا لون له

      .. والشكل لا شكل له

      والموج – حتى الموج – لا يكلم الشطآن

      .. أرجوك يا سيدتي أن ترحلي

      .. حتى أرى لبنان

      .. أرجوك يا سيدتي أن تختفي

      .. بأي شكل كان

      .. باي سعر كان

      أن ترجعي البحر إلى حدوده

      وترجعي الشمس إلى مكانها

      وترجعي الجبال والوديان

      .. أرجوك يا سيدتي

      .. أن ترجعي براءتي

      .. والزمن المكسور .. فوق ساعتي

      .. وترحلي عني ، وعن لبنان

      .. بأي شكل كلن

      .. بأي سعر كان

      أرجوك يا سيدتي

      أن تدركي بأني إنسان

      وتسحبي السيف الذي زرعته في فوهة الشريان

      أرجوك .. باسم الزعتر البري ، والشربين ، والريحان

      .. والثلج ، والضباب ، والرعاة ، والقطعان

      وباسم عامين .. هما .. خلاصة الزمان

      باسم ( جعيتا ) واليدان فوقها يدان

      ونحن مبحران في عرس من الألوان

      ( وباسم نادي الصيد في ( جبيل

      .. والنبيذ .. والدخان

      ( وبيتنا المهجور في ( طبرجة

      وشعرك المنثور فوق الأرض والحيطان

      وباسم ثوب أحمر

      كنت به رائعة كزهرة الرمان

      .. أرجوك يا سيدتي

      باسم جميع الكتب المقدسة

      والشمع ، والبخور، والصلبان

      أرجوك بالأحزان يا سيدتي

      إن كنت تعرفين ما الأحزان

      أرجوك .. بالأوثان يا سيدتي

      إن كنت تؤمنين في عبادة الأوثان

      أرجوك .. باسم الأنس

      أرجوك .. باسم الجان

      .. أن تتركي لبنان

      .. كل هداياك التي تحرك الشجون

      ( كل المناديل التي تحمل حرف ( النون

      ( أزرار قمصاني التي تحمل حرف ( النون

      .. فكلها أفيون

      .. يا أنت

      .. يا أخطر ما عرفت من أفيون

      أرجوك أن تسترجعي

      مصباحك القريب من وسادتي

      وكلبك الأبيض من سياراتي

      فإنها قد أصبحت .. نوعا من الإدمان

      .. يا امرأة .. قد جعلتني أدمن الإدمان

      رفيقتي ، على دروب ( اليرزة )الخضراء

      رفيقتي ، أمام باب مريم العذراء

      رفيقتي بالحزن والبكاء

      أرجوك ، يا سيدتي ، أن ترجعي

      علاقنتي الأولى مع الأشياء

      .. أن ترجعي الأشجار مستقيمة

      ،، والأرض مستديرة

      والقمح ، والنجوم، والسنابل الخضراء

      .. أرجوك يا سيدتي

      أن ترجعي إلى البحار الماء

      .. والرب للسماء

      .. أرجوك يا سيدتي

      أن تحزمي حقائب النسيان

      أكبر من مساحة الأجفان

      أرجوك يا سيدتي

      أن تتركي بيروت في عناية الرحمن

      .. وتتركي لي الحزن

      .. فهو صاحبي الوحيد من زمان

      .. لبنان

      كان أنت .. يا حبيبتي

      .. ويوم ترحلين عن صدري

      .. لبنان

      كان أنت .. يا حبيبتي

      .. ويوم ترحلين عن صدري

      .. فلا لبنان





      إلى حبيبتي في رأس السنة..

      1

      أنقل حبي لك من عامٍ إلى عام..

      كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفترٍ جديد

      أنقل صوتك.. ورائحتك.. ورسائلك..

      ورقم هاتفك.. وصندوق بريدك..

      وأعلقها في خزانة العام الجديد..

      وأمنحك تذكرة إقامة دائمة في قلبي..

      2

      إنني أحبك..

      ولن أتركك وحدك على ورقة 31 ديسمبر أبداً

      سأحملك على ذراعي..

      وأتنقل بك بين الفصول الأربعه..

      ففي الشتاء، سأضع على رأسك قبعة صوف حمراء..

      كي لا تبردي..

      وفي الخريف، سأعطيك معطف المطر الوحيد

      الذي أمتلكه..

      كي لا تتبللي..

      وفي الربيع..

      سأتركك تنامين على الحشائش الطازجه..

      وتتناولين طعام الإفطار..

      مع الجنادب والعصافير..

      وفي الصيف..

      سأشتري لك شبكة صيدٍ صغيره..

      لتصطادي المحار..

      وطيور البحر..

      والأسماك المجهولة العناوين...

      3

      إنني أحبك..

      ولا أريد أن أربطك بذاكرة الأفعال الماضيه..

      ولا بذاكرة القطارات المسافره..

      فأنت القطار الأخير الذي يسافر ليلاً ونهاراً

      فوق شرايين يدي..

      أنت قطاري الأخير..

      وأنا محطتك الأخيره..

      4

      إنني أحبك..

      ولا أريد أن أربطك بالماء.. أو الريح

      أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري..

      ولا بحركات المد والجزر..

      أو ساعات الخسوف والكسوف

      لا يهمني ما تقوله المراصد..

      وخطوط فناجين القهوه..

      فعيناك وحدهما هما النبوءه

      وهما المسؤولتان عن فرح هذا العالم...

      5

      أحبك..

      وأحب أن أربطك بزمني.. وبطقسي..

      وأجعلك نجمةً في مداري..

      أريد أن تأخذي شكل الكلمة..

      ومساحة الورقه..

      حتى إذا نشرت كتاباً.. وقرأه الناس..

      عثروا عليك، كالوردة في داخله..

      أريد أن تأخذي شكل فمي..

      حتى إذا تكلمت..

      وجدك الناس تستحمين في صوتي..

      أريدك أن تأخذي شكل يدي..

      حتى إذا وضعتها على الطاولة..

      وجدك الناس نائمةً في جوفها..

      كفراشةٍ في يد طفل..

      إنني لا أحترف طقوس التهنئة..

      إنني أحترف العشق..

      وأحترفك..

      يتجول هو فوق جلدي..

      وتتجولين أنت تحت جلدي..

      وأما أنا..

      فأحمل الشوارع والأرصفة المغسولة بالمطر..

      على ظهري.. وأبحث عنك..

      6

      لماذا تتآمرين علي مع المطر؟ ما دمت تعرفين..

      أن كل تاريخي معك.. مقترنٌ بسقوط المطر..

      وأن الحساسية الوحيدة التي تصيبني..

      عندما أشم رائحة نهديك..

      هي حساسية المطر..

      لماذا تتآمرين علي ؟. ما دمت تعرفين..

      أن الكتاب الوحيد الذي أقرؤه بعدك..

      هو كتاب المطر..

      7

      إنني أحبك..

      هذه هي المهنة الوحيدة التي أتقنها..

      ويحسدني عليها أصدقائي.. وأعدائي..

      قبلك.. كانت الشمس، والجبال، والغابات..

      في حالة بطالة..

      واللغة بحالة بطالة.. والعصافير بحالة بطالة...

      فشكراً لأنك أدخلتني المدرسه..

      وشكراً.. لأنك علمتني أبجدية العشق..

      وشكراً .. لأنك قبلت أن تكوني حبيبتي..







      مخطَّط لاختطاف امرأة أحبها..

      1

      فكل السنوات تبدأ بك..

      وتنتهي فيك..

      سأكون مضحكاً لو فعلت ذلك،

      لأنك تسكنين الزمن كله..

      وتسيطرين على مداخل الوقت..

      إن ولائي لك لم يتغير.

      كنت سلطانتي في العام الذي مضى..

      وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي..

      ولا أفكر في إقصائك عن السلطه..

      فأنا مقتنعٌ..

      بعدالة اللون الأسود في عينيك الواسعتين..

      وبطريقتك البدوية في ممارسة الحب..

      2

      ولا أجد ضرورةً للصراخ بنبرةٍ مسرحيه:

      فالمسمى لا يحتاج إلى تسميه

      والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد..

      إنني لا أؤمن بجدوى الفن الإستعراضي..

      ولا يعنيني أن أجعل قصتنا..

      مادة للعلاقات العامه..

      سأكون غبياً..

      لو وقفت فوق حجرٍ..

      أو فوق غيمه..

      وكشفت جميع أوراقي..

      فهذا لا يضيف إلى عينيك بعداً ثالثاً..

      ولا يضيف إلى جنوني دليلاً جديداً...

      إنني أفضل أن أستبقيك في جسدي

      طفلاً مستحيل الولاده..

      وطعنةً سرية لا يشعر بها أحدٌ غيري..

      3

      لا تبحثي عني ليلة رأس السنه

      فلن أكون معك..

      ولن أكون في أي مكان

      إنني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقاً

      في أحد مطاعم الدرجة الأولى..

      حيث الحب.. طبقٌ من الحساء البارد لا يقربه أحد..

      وحيث الأغبياء يوصون على ابتساماتهم

      قبل شهرين من تاريخ التسليم..

      4

      لا تنتظريني في القاعات التي تنتحر بموسيقى الجاز..

      فليس باستطاعتي الدخول في هذا الفرح الكيميائي

      حيث النبيذ هو الحاكم بأمره..

      والطبل.. هو سيد المتكلمين..

      فلقد شفيت من الحماقات التي كانت تنتابني كل عام

      وأعلنت لكل السيدات المتحفزات للرقص معي..

      أن جسدي لم يعد معروضاً للإيجار..

      وأن فمي ليس جمعيه

      توزع على الجميلات أكياس الغزل المصطنع

      والمجاملات الفارغه..

      إنني لم أعد قادراً على ممارسة الكذب الأبيض

      وتقديم المزيد من التنازلات اللغويه..

      والعاطفيه.....

      5

      إقبلي اعتذاري.. يا سيدتي

      فهذه ليلة تأميم العواطف

      وأنا أرفض تأميم حبي لك..

      أرفض أن أتخلى عن أسراري الصغيره

      لأجعلك ملصقاً على حائط..

      فهذه ليلة الوجوه المتشابهه..

      والتفاهات المتشابهه..

      ولا تشبهين إلا الشعر..

      6

      لن أكون معك هذه الليله..

      ولن أكون في أي مكان..

      فقد اشتريت مراكب ذات أشرعةٍ بنفسجيه..

      وقطاراتٍ لا تتوقف إلا في محطة عينيك..

      وطائراتٍ من الورق تطير بقوة الحب وحده..

      واشتريت ورقاً.. وأقلاماً ملونه

      وقررت.. أن أسهر مع طفولتي....

      ولا تشبهين إلا الشعر..

      6

      لن أكون معك هذه الليله..

      ولن أكون في أي مكان..

      فقد اشتريت مراكب ذات أشرعةٍ بنفسجيه..

      وقطاراتٍ لا تتوقف إلا في محطة عينيك..

      وطائراتٍ من الورق تطير بقوة الحب وحده..

      واشتريت ورقاً.. وأقلاماً ملونه

      وقررت.. أن أسهر مع طفولتي...







      أَقرأُ جَسدَكِ.. وأَتَثقَّف..

      يوم توقف الحوار بين نهديك المغتسلين بالماء..

      وبين القبائل المتقاتلة على الماء...

      بدأت عصور الإنحطاط..

      أعلنت الغيوم الإضراب عن المطر

      لمدة خمسمئة سنه..

      وأعلنت العصافير الإضراب عن الطيران

      وامتنعت السنابل عن انجاب الأولاد

      وصار شكل القمر كشكل زجاجة النفط..

      2

      يوم طردوني من القبيله..

      لأني تركت قصيدةً على باب خيمتك..

      وتركت لك معها ورده..

      بدأت عصور الانحطاط..

      إن عصور الإنحطاط ليست الجهل بمبادئ النحو

      والصرف..

      ولكنها الجهل بمبادئ الأنوثه..

      وشطب أسماء جميع النساء من ذاكرة الوطن..

      3

      آه يا حبيبتي..

      ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب..

      كشرطي سير؟..

      فيعتبر الوردة مؤامرةً على النظام..

      ويعتبر القصيدة منشوراً سرياً ضده..

      ما هو هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء..

      تزحف على بطنها من المحيط إلى الخليج..

      من الخليج إلى المحيط..

      والذي يتكلم في النهار كقديس..

      ويدوخ في الليل على سرة امرأة..

      4

      ما هو هذا الوطن؟..

      الذي ألغى مادة الحب من مناهجه المدرسيه..

      وألغى فن الشعر..

      وعيون النساء..

      ما هو هذا الوطن؟

      الذي يمارس العدوان على كل غمامةٍ ماطره

      ويفتح لكل نهدٍ ملفاً سرياً...

      وينظم مع كل وردةٍ محضر تحقيق!!.

      5

      يا حبيبتي..

      ماذا نفعل في هذا الوطن؟.

      الذي يخاف أن يرى جسده في المرآة..

      حتى لا يشتهيه..

      ويخاف أن يسمع صوت امرأةٍ في التلفون..

      حتى لا ينقض وضوءه..

      ماذا نفعل في هذا الوطن؟

      الذي يعرف كل شيءٍ عن ثورة أكتوبر..

      وثورة الزنج..

      وثورة القرامطه..

      ويتصرف مع النساء كأنه شيخ طريقه..

      ماذا نفعل في هذا الوطن الضائع..

      بين مؤلفات الإمام الشافعي.. ومؤلفات لينين..

      بين المادية الجدلية.. وصور (البورنو)..

      بين كتب التفسير.. ومجلة (البلاي بوي)..

      بين فرقة (المعتزلة).. وفرقة (البيلتز)...

      بين رابعة العدوية.. وبين (إيمانويل)...

      أيتها المدهشة كألعاب الأطفال

      إنني أعتبر نفسي متحضراً..

      لأني أحبك..

      وأعتبر قصائدي تاريخيةً.. لأنها عاصرتك..

      كل زمنٍ قبل عينيك هو احتمال

      وكل زمنٍ بعدهما هو شظايا..

      ولا تسأليني لماذا أنا معك..

      إنني أريد أن أخرج من تخلفي..

      وأدخل في زمن الماء..

      أريد أن أهرب من جمهورية العطش..

      وأدخل جمهورية المانوليا..

      أريد أن أخرج من بداوتي..

      وأجلس تحت الشجر..

      وأغتسل بماء الينابيع.

      وأتعلم أسماء الزهار..

      أريد أن تعلميني القراءة والكتابه..

      فالكتابة على جسدك أول المعرفه

      والدخول إليه دخول إلى الحضاره..

      إن جسدك ليس ضد الثقافه..

      ولكنه الثقافه..

      ومن لا يقرأ دفاتر جسدك

      يبقى طول حياته.. أمياً....






      إقرأيني

      مدخل 1

      إقرئيني.. كلما فتشت في الصحراء عن قطرة ماء

      إقرأيني.. كلما سدوا على العشاق أبواب الرجاء

      أنا لا أكتب حزن امرأةٍ واحدةٍ

      إنني أكتب تاريخ النساء...

      مدخل 2

      ليس عندي في الحب .. حبٌ أخير

      في البدء كان البحر، والبر هو استثناء

      في البدء كان النهد، والسفح هو استثناء
      في البدء كنت أنت.. ثم كانت النساء
      مدخل 3

      كل أنثى أحب .. أول أنثى..

      ليس عندي في الحب .. حبٌ أخير







      شعري .. سرير من ذهب

      شعري .. سرير من ذهب

      غمسته في الشمس

      بعثرته .. أحس

      جملته ، شكلته

      شعري أنا قصيدة

      داخت عصافير به

      فأين من شعري له

      لواحد أحبه .. ربيته

      سقيته من خفقة الضوء

      خبأت تموز به

      له .. له .. أطلته

      تعبت في تطويله

      تعبت كي ينسى التعب

      أقعد في الشمس أنا

      .. أفتل أسلاك الذهب

      هذا الطويل المنسكب

      سقيته من خفقة الضوء

      .. ورعشات اللهب

      خبأت تموز به

      قمحا .. ولوزا .. وعنب

      له .. له .. أطلته

      جعلته بطول مداد الطرب

      تعبت في تطويله

      تعبت في تدليله

      تعبت كي ينسى التعب

      لواحد .. لواحد

      أقعد في الشمس أنا

      .. من سنة

      .. أفتل أسلاك الذهب






      البِدْعَة

      1

      البدعة..

      هي أن تنفض عنك

      غبارك الصحراوي

      وتأخذ دوشاً..

      صباح كل يوم.

      2

      البدعة..

      هي أن تخرج من بطن آلة التسجيل

      وترتجل نصك....

      3

      البدعة عند العرب

      معناها..

      أن تهرب من المقبرة الجماعية

      وتسكن في فيللا على البحر...

      4

      البدعة..

      هي أن تخرج من علبة السردين

      التي انتهت مدة استعمالها

      وترمي نفسك

      كالسمكة في البحر...

      5

      البدعة

      هي أن تخلع قنبازك..

      وقبقابك...

      وطربوشك العثماني

      وتصهل كحصانٍ

      في براري الحرية..